العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة السجدة
[ من الآية (10) إلى الآية (14) ]

{وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (14)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر (إذا ضللنا في الأرض) مكسورة الهمزة (أإنا) بهمزتين والاستفهام، وقد بيّن [قبل هذا].
قال أبو علي: موضع إذا نصب بما دلّ عليه قوله: (إنا لفي خلق جديد) [السجدة/ 10] وكأنّ هذا الكلام يدلّ على: تعاد والتقدير: تعاد إذا ضللنا في الأرض، وقد تقدّم ذكر ذلك.
أبو عبيدة: ضللنا في الأرض: همدنا في الأرض، وقال غيره: صرنا ترابا، فلم يتبين شيء من خلقنا). [الحجة للقراء السبعة: 5/462]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي وابن عباس رضي الله عنهما وأبان بن سعيد بن العاص والحسن بخلاف: [صَلِلْنَا]، بالصاد، مكسورة اللام.
[المحتسب: 2/173]
وقرأ أيضا بالصاد مفتوحة اللام الحسن، بخلاف.
قال أبو الفتح: صَلَّ اللحمُّ يَصِلُّ: إذا أنتنَ. وصَلَّ أيضا يَصَلُّ -بفتح الصاد- والكسر في المضارع أقوى اللغتين. والمعنى: إذا دُفِنّا في الأرض، وصلت أجسامنا، يقال: صل اللحم وأصل صلولا وصلالا، قال:
هُو الفَتَى كُلُّ الفَتَى فاعلمي ... لا يفسِدُ اللحمَّ لديِهِ الصلُولُ
وقال زهير:
تُلَجلِجُ مضغةً فيها أبيض ... أصلتْ فهي تحتَ الكشْحِ داءُ). [المحتسب: 2/174]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {إذَا ضَلَلْنَا} بكسر الألف على الخبر {أَئِنَّا} على الاستفهام [آية/ 10]:
قرأها ابن عامر وحده.
وقرأ نافع والكسائي ويعقوب {أَئِذَا ضَلَلْنَا} بالاستفهام {إنَّا لَفِي خَلْقٍ} بالكسر على الخبر.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة {أَئِذَا} {أَئِنَّا} بالاستفهام فيهما جميعًا، وكذلك زيد عن يعقوب.
والوجه في مثله قد تقدم في غير موضع). [الموضح: 1020]

قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [آية/ 11] بضم التاء وفتح الجيم:
قرءوها كلهم إلا يعقوب وحده.
والوجه أن المعنى إلى ربكم تردون، وهو من رجعت الشيء.
وقرأ يعقوب وحده {تَرْجِعُونَ} بفتح التاء وكسر الجيم.
والوجه أن المراد ترجعون بأنفسكم برجع الله تعالى إياكم؛ لأنهم إذا رُجعوا رَجعوا، ورجع متعدٍّ ولازم، وقد سبق). [الموضح: 1020]

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)}
قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)}
قوله تعالى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (14)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة السجدة
[ من الآية (15) إلى الآية (22) ]
{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22)}


قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)}
قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16)}
قوله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرّة أعينٍ)
قرأ حمزة ويعقوب (ما أخفي لهم) بسكون الياء.
وقرأ الباقون (ما أخفي لهم) بفتح الياء.
قال أبو منصور: من قرأ بسكون الياء فالألف ألف المخبر عن نفسه، كأنه: لا تعلم نفس الجزاء الذي أخفي لهم أنا.
ومن قرأ (أخفي لهم) بفتح الياء فهو ماض على ما لم يسم فاعله على (أفعل). والإخفاء: ضد الإظهار، وكلتا القراءتين جيدة). [معاني القراءات وعللها: 2/274]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ حمزة وحده: (ما أخفي لهم) [السجدة/ 17] ساكنة الياء، وقرأ الباقون: (أخفي لهم) نصبا.
قال أبو علي: الذي يقوّي بناء الفعل للمفعول به قوله تعالى: (فلهم جنات المأوى) [السجدة/ 19] فأبهم ذلك كما أبهم قوله: (أخفي لهم) [السجدة/ 17]، ولم يسند إلى الفعل بعينه، ولو كان (أخفي) كما قرأ حمزة وهي قراءة الأعمش لكان: أعطيهم جنات المأوى، فيوافق أعطي أخفي في ذكر فاعل الفعل، ويقوّي ذلك أيضا، قوله تعالى: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم) [السجدة/ 20] فكما أنّ الفعل في ذلك مبني للمفعول، ولم يسند إلى فاعل بعينه، فكذلك ينبغي أن يكون ما يعطف عليه من قوله تعالى: أخفي لهم. ويقوّي قراءة حمزة أخفي أن أخفي إنّما هو مثل قوله: لآتينا كل نفس [السجدة/ 13] وقوله: حق القول مني [السجدة/ 13] ويتّصل بالحرف قوله: ومما رزقناهم ينفقون [السجدة/ 16] فهذا كلّه يقوّي أخفي لأنّ قوله: آتينا ورزقنا في المعنى مثل لفظ المفرد، فأمّا ما في قوله: ما أخفي لهم فالأبين فيه أن يكون استفهاما، وهو عندي قياس قول الخليل، فمن
[الحجة للقراء السبعة: 5/463]
قال: أخفي لهم كان ما عنده مرتفعا بالابتداء، والذكر الذي في أخفي يعود عليه، والجملة التي هي ما أخفي لهم في موضع نصب. وتعلم هو الذي يتعدى إلى مفعولين، كما أن قوله: إن الله يعلم ما تدعون من دونه من شيء [العنكبوت/ 42] كذلك. ومن قال: أخفي لهم، فإن (ما) في موضع نصب، بأخفي. والجملة في موضع نصب بتعلم، كما كان في القول الآخر كذلك، ومثل ذلك قوله: (فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار) [الأنعام/ 135] وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه [هود/ 93] وما أشبه ذلك. يحمل فيه العلم على التعدى إلى مفعولين و (ما) للاستفهام). [الحجة للقراء السبعة: 5/464]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي هريرة وأبي الدرداء وابن مسعود وعون العقيلي [قُرَّات أَعْيُنٍ].
قال أبو الفتح: القرة المصدر، وكان قياسه ألا يجمع؛ لأن المصدر اسم جنس، والأجناس أبعد شيء عن الجمعية لاستحالة المعنى في ذلك، لكن جعلت القرة هنا نوعا. فجاز جمعها كما تقول: نحن في أشغال، وبيننا حروب، وهناك أحزان وأمراض. وحسَّن لفظ الجمع هنا أيضا إضافة "القرات" إلى لفظ الجماعة، أعني "الأعين". فقولنا إذًا: أشغال القوم أشبه لفظا من أشغال زيد، وكلاهما صحيح، غير أن فيه ما ذكرته. وليس ينبغي أن يحتقر في هذه اللغة الشريفة تجانس الألفاظ؛ فإن أكثرها دائر عليه في أكثر الوقت). [المحتسب: 2/174]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين}
قرأ حمزة {ما أخفي لهم} ساكنة الياء وجعله فعلا مستقبلا الله جلّ وعز يخبر عن نفسه أي ما أخفي لهم وحجته ما يتّصل بالحرف وهو قوله قبله {وممّا رزقناهم ينفقون} ويقوّي هذا قراءة عبد الله بن مسعود (ما نخفي لهم) بالنّون
وقرأ الباقون {ما أخفي} بفتح الياء جعلوه فعلا ماضيا على ما لم يسم فاعله ويقوّي بناء الفعل للمفعول به قوله {فلهم جنّات المأوى} فأبهم ذلك كما أبهم قوله {أخفي لهم} ولم يسند إلى فاعل بعينه ولو كان {أخفي} كما قرأه حمزة لكان أعطيهم جنّات المأوى ليوافق أعطي {أخفي} في ذكر فاعل الفعل). [حجة القراءات: 569]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {ما أخفي لهم} قرأه حمزة بإسكان الياء، وقرأ الباقون بالفتح.
وحجة من أسكن الياء أنه جعل الهمزة للمخبر عن نفسه، فهو فعل مستقبل، سكنت الياء فيه لاستثقال الضم عليها، فهو إخبار من الله جل ذكره عن نفسه بأنه أخفي عن أهل الجنة ما تقر به أعينهم بدخول الجنة ونعيمها، والسلامة من النار وعذابها، ويقوي الإخبار أن قبله إخبارًا عن الله أيضًا في قوله: {لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن} «13» وقوله: {إنا نسيناكم} «14»، وقوله: {بآياتنا} «15» وقوله: {ومما رزقناكم} «16» فكله إخبار من الله عن نفسه، فجرى ما بعده عليه، وما في هذه
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/191]
القراءة استفهام في موضع نصب بـ «أخفي» والجملة في موضع نصب بـ «تعلم» سدت مسد المفعولين.
وحجة من فتح الياء أنه جعل الفعل ماضيًا لم يُسم فاعله، ففتح الياء، كما تقول: أعطي زيد، نُهي عمرو، وما في هذه القراءة استفهام في موضع رفع بالابتداء، وما بعدها الخبر، وفي «أخفي» ضمير يقوم مقام الفاعل، يعود على «ما» والجملة في موضع نصب بـ «تعلم» سدت مسد المفعولين، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/192]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {مَا أُخْفِي لَهُمْ} [آية/ 17] بسكون الياء:
قرأها حمزة ويعقوب.
والوجه أن مضارع أخفيتُ أُخفي، والمعنى فلا تعلم نفسٌ ما أُخفي أنا لهم
[الموضح: 1020]
من قرة أعين، ويقوّي ذلك قوله فيما قبله {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي}.
وقرأ الباقون {مَا أُخْفِيَ لَهُمْ} بفتح الياء.
والوجه أنه فعل ماض لما لم يُسمّ فاعله، ولا شك في أن فاعله هو الله تعالى، إلا أنه جاء على ما لم يسم فاعله، كما جاء ما بعده على ذلك وهو قوله {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}، ولا شك في أن فاعل الإعادة هو الله تعالى). [الموضح: 1021]

قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ (18)}
قوله تعالى: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19)}
قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)}
قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)}
قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة السجدة
[ من الآية (23) إلى الآية (30) ]

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (30)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (23)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لمّا صبروا (24)
[معاني القراءات وعللها: 2/274]
قرأ حمزة والكسائي والحضرمي (لما صبروا) بكسر اللام والتخفيف.
وقرأ الباقون (لمّا صبروا) بفتح اللام، وتشديد الميم.
قال أبو منصور: من خفف فقال: (لما صبروا) فالمعنى: جعلناهم أئمة لصبرهم، وهي تسمى (ما) المصدر.
ومن قرأ (لمّا صبروا) فالمعنى: (لمّا صبروا) جعلناهم أئمة، وهذا كالمجازاة. وأصل الجزاء في هذا: إن صبرتم جعلناكم أئمة، فلما صبروا صاروا أئمة). [معاني القراءات وعللها: 2/275]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح اللام وكسرها من قوله تعالى: (لما صبروا) [السجدة/ 24] فقرأ حمزة والكسائى: (لما صبروا) مكسورة اللام خفيفة. وقرأ الباقون (لما) بفتح اللام وتشديد الميم.
قال أبو علي: أما من قرأ لما فإنه جعله كالمجازاة إلا أن الفعل المتقدم أغنى عن الجواب، كما أنك إذا قلت: أجيئك إن جئت، تقديره: إن جئت أجئك، فاستغنيت عن الجواب بالفعل المتقدم على الجزاء فكذلك المعنى هاهنا: لما صبروا جعلناهم أئمة ومن قال: لما صبروا، علق الجار بجعلنا، التقدير: جعلنا منهم أئمة لصبرهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/464]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لما صبروا}
قرأ حمزة والكسائيّ لما صبروا بكسر اللّام وتخفيف الميم المعنى (جعلناهم أئمّة لصبرهم)
وقرأ الباقون {لما صبروا} بالتّشديد قال الزّجاج من قرأ {لما صبروا} فالمعنى معنى حكاية المجازاة لما صبروا جعلناهم أئمّة وأصل الجزاء في هذا كأنّه قال إن صبرتم جعلناكم أئمّة فلمّا صبروا جعلوا أئمّة). [حجة القراءات: 569]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {لما صبروا} قرأ حمزة والكسائي بكسر اللام والتخفيف، وقرأ الباقون بفتح اللام والتشديد.
وحجة من فتح وشدد أنه جعل «لما» التي فيها معنى المجازاة، كما تقول: أحسنت إليك لما جئتني، والتقدير: لما صبروا على الطاعة جعلناهم أئمة، وقيل: إن «لما» بمعنى الظرف، أي بمعنى حين، أي جعلناهم أئمة حين صبروا.
4- وحجة من كسر اللام وخفف أنه جعل اللام لام جر، و«ما» والفعل مصدرًا، والتقدير: جعلناهم أئمة لصبرهم، وقد ذكرنا «أئمة» في براءة وغيرها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/192]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {لِمَا صَبَرُوا} [آية/ 24] بكسر اللام، وتخفيف الميم من {لِمَا}:
قرأها حمزة والكسائي ويعقوب يس-.
والوجه أن {ما} ههنا مصدرية تكون مع ما بعدها بمعنى المصدر، والتقدير: جعلناهم أئمةً لصبرهم، و{ما} هذه لا تدخل إلا على الأفعال لإفادتها معنى المصادر.
وقرأ الباقون ويعقوب في غير رواية يس- {لَمَّا صَبَرُوا} بفتح اللام، وتشديد الميم.
والوجه أن {لَمَّا} يفيد معنى التوقيت فهو يتضمن الشرط لذلك، فيلزمه الجواب، تقول لما كلمني كلمته، فالثاني جواب للأول، وهو الواقع في الوقت؛ لأن تكليمك إياه إنما وقع في وقت تكليمه إياك، فهو جواب له من
[الموضح: 1021]
هذا الوجه، كأنه قال: كلمته حين كلمني، وقد يحذف الجواب اكتفاء بما تقدم، كما تقول كلمني لما كلمته، والتقدير: لما كلمته كلمني، فحذف الجواب اكتفاء بالأول، فكذلك ههنا جواب {لَمَّا} محذوف، والتقدير: لما صبروا جعلناهم أئمة، فحذف الجواب اكتفاء بالأول الدال عليه، وهو قوله {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} ). [الموضح: 1022]

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واتفق القراء على: (أولم يهد لهم (26) بالياء). [معاني القراءات وعللها: 2/275]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن السميفع: [يُمَشُّونَ فِي مَسَاكِنِهِم]، وقرأ أيضا: [إِنَّهُمْ مُنْتَظَرُون].
قال أبو الفتح: دفع أبو حاتم هذه القراءة بالفتح، واعتزم الكسر، واستدل على ذلك بقوله {فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُون}.
و[يُمَشُّون] للكثرة، قال:
يُمَشِّى بيننا حانوتُ خًمْر ... من الخُرْسِ الصراصرة القِطاط). [المحتسب: 2/175]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)}
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28)}
قوله تعالى: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واتفقوا على فتح قوله: (قل يوم الفتح لا ينفع (29)
كأنه قال: لا ينفع يوم الفتح الذين كفروا إيمانهم). [معاني القراءات وعللها: 2/275]

قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (30)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة