العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:33 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الحج [من الآية (15) إلى الآية (16) ]

{مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:34 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى من كان يظن أن لن ينصره الله عليه فليمدد بسبب يقول بحبل إلى سماء البيت ثم ليقطع يقول ثم ليختنق فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ). [تفسير عبد الرزاق: 2/33]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس في قوله: {من كان ظن أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السماء} قال: من كان يظنّ أن لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم فليمدد بحبلٍ في سماء بيته فليختنق به [الآية: 15]). [تفسير الثوري: 208]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال ابن عبّاسٍ: {بسببٍ} [الحج: 15] : «بحبلٍ إلى سقف البيت»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاسٍ بسببٍ بحبلٍ إلى سقف البيت وصله عبد بن حميدٍ من طريق أبي إسحاق عن التّميمي عن بن عبّاسٍ بلفظ من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه محمّدًا في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ بحبلٍ إلى سماء بيته فليختنق به). [فتح الباري: 8/441]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {بسبب} بحبل إلى سقف البيت {وهدوا إلى الطّيب} ألهموا إلى القرآن {تذهل} تشغل {صراط الحميد} 24 الحج الإسلام
قال ابن أبي حاتم ثنا أحمد بن منصور ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن التّميمي عن ابن عبّاس في قوله 15 الحج {فليمدد بسبب إلى السّماء} قال بحبل إلى سماء بيته فليختنق به
وقال إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث ثنا سجاع ثنا وهب ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن التّميمي عن ابن عبّاس {بسبب} قال بحبل). [تغليق التعليق: 4/260]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ بسببٍ بحبلٍ إلى سقف البيت
أي: قال عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما، في تفسير قوله عز وجل: {فليمدد بسبب إلى السّماء ثمّ ليقطع} (الحج: 15) وفسره بقوله: (بحبل إلى سقف البيت) هذا التّعليق رواه ابن المنذر عن عبد الله بن الوليد عن سفيان عن التّميمي عن ابن عبّاس، بلفظ: فليمدد بحبل إلى سماء بيته فليختنق به، ورواه عبد بن حميد من طريق أبي إسحاق عن التّميمي عن ابن عبّاس، بلفظ: من كان يظنّ أن لن ينصر الله محمّدًا فليمدد بسبب إلى سماء بيته فليختنق به). [عمدة القاري: 19/67]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن المنذر بمعناه ({بسبب}) في قوله: {فليمدد بسبب} [الحج: 15] أي (بحبل إلى سقف البيت) ولفظ ابن المنذر فليمدد بسبب إلى سماء بيته فليختنق به والمعنى من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه -صلّى اللّه عليه وسلّم- في الدنيا بإعلاء كلمته وإظهار دينه وفي الآخرة بإعلاء درجته والانتقام من عدوّه فليشدد حبلًا في سقف بيته فليختنق به حتى يموت إن كان ذلك غائظه فإن الله ناصره لا محالة. قال الله تعالى: {إنّا لننصر رسلنا} [غافر: 51] الآية. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم {فليمدد بسبب إلى السماء} [الحج: 15] أي ليتوصل إلى بلوغ السماء فإن النصر إنما يأتي محمدًا -صلّى اللّه عليه وسلّم- من السماء ثم ليقطع ذلك عنه إن قدر عليه، وقوله ابن عباس أظهر في المعنى وأبلغ في التهكم، فعلى هذا القول الثاني فيه استعارة تمثيلية والأمر للتعجيز وعلى الأوّل كناية عن شدّة الغيظ والأمر للإهانة). [إرشاد الساري: 7/244]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ (15) وكذلك أنزلناه آياتٍ بيّناتٍ وأنّ اللّه يهدي من يريد}.
اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالهاء الّتي في قوله: {أن لن ينصره اللّه}. فقال بعضهم: عني بها نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فتأويله على قول بعض قائلي ذلك: من كان من النّاس يحسب أن لن ينصر اللّه محمّدًا في الدّنيا والآخرة، فليمدد بحبلٍ وهو السّبب إلى السّماء: يعني سماء البيت، وهو سقفه، ثمّ ليقطع السّبب بعد الاختناق به، فلينظر: هل يذهبنّ اختناقه ذلك وقطعه السّبب بعد الاختناق ما يغيظ، يقول: هل يذهبنّ ذلك ما يجد في صدره من الغيظ؟
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني خالد بن قيسٍ، عن قتادة: " من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه نبيّه ولا دينه ولا كتابه، {فليمدد بسببٍ} يقول: بحبلٍ إلى سماء البيت فليختنق به، {فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة} قال: " من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، {فليمدد بسببٍ} يقول: بحبلٍ إلى سماء البيت، {ثمّ ليقطع} يقول: ثمّ ليختنق، ثمّ لينظر: هل يذهبنّ كيده ما يغيظ ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، بنحوه.
وقال آخرون من قال الهاء في {ينصره} من ذكر اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، والسّماء الّتي ذكرت في هذا الموضع هي السّماء المعروفة. قالوا: معنى الكلام ما؛
- حدّثني به، يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة} فقرأ حتّى بلغ: {هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} قال: " من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ويكايد هذا الأمر ليقطعه عنه ومنه، فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه، فإنّ أصله في السّماء، فليمدد بسببٍ إلى السّماء، ثمّ ليقطع عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الوحي الّذي يأتيه من اللّه، فإنّه لا يكايده حتّى يقطع أصله عنه، فكايد ذلك حتّى قطع أصله عنه. {فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} ما دخلهم من ذلك، وغاظهم اللّه به من نصرة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وما ينزل عليه ".
وقال آخرون ممّن قال: ( الهاء ) الّتي في قوله: {ينصره} من ذكر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، معنى النّصر هاهنا الرّزق. فعلى قول هؤلاء تأويل الكلام: من كان يظنّ أن لن يرزق اللّه محمّدًا في الدّنيا، ولن يعطيه. وذكروا سماعًا من العرب: من ينصرني نصره اللّه، بمعنى: من يعطني أعطاه اللّه. وحكوا أيضًا سماعًا منهم: نصر المطر أرض كذا: إذا جادها وأحياها. واستشهد لذلك ببيت الفقعسيّ:
وإنّك لا تعطي امرأً فوق حظّه = ولا تملك الشّقّ الّذي الغيث ناصره
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: أرأيت قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} قال: " من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه محمّدًا، فليربط حبلاً في سقفٍ، ثمّ ليختنق به حتّى يموت ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن التّميميّ قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه} قال: " أن لن يرزقه اللّه في الدّنيا والآخرة، {فليمدد بسببٍ إلى السّماء}. والسّبب: الحبل، والسّماء: سقف البيت، فليعلّق حبلاً في سماء البيت، ثمّ ليختنق، {فلينظر هل يذهبنّ كيده} هذا الّذي صنع ما يجد من الغيظ؟ ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو عن مطرّفٍ، عن أبي إسحاق، عن رجلٍ من بني تميمٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء} قال: " سماء البيت ".
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت التّميميّ يقول: سألت ابن عبّاسٍ، فذكر مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة} إلى قوله: {ما يغيظ} قال: " السّماء الّتي أمر اللّه أن يمدّ إليها بسببٍ سقف البيت، أمر أن يمدّ إليه بحبلٍ فيختنق به، قال: فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ إذا أختنق إن خشي أن لا ينصره اللّه؟ ".
وقال آخرون: الهاء في {ينصره} من ذكر: {من}. وقالوا: معنى الكلام: من كان يظنّ أن لن يرزقه اللّه في الدّنيا والآخرة، فليمدد بسببٍ إلى سماء البيت ثمّ ليختنق، فلينظر: هل يذهبنّ فعله ذلك ما يغيظ، أنّه لا يرزق؟
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه {أن لن ينصره اللّه} قال: " يرزقه اللّه. {فليمدد بسببٍ} قال: بحبلٍ {إلى السّماء} سماء ما فوقك. {ثمّ ليقطع} ليختنق، هل يذهبنّ كيده ذلك خنقة أن لا يرزق؟ ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه} يرزقه اللّه. {فليمدد بسببٍ إلى السّماء} قال: " بحبلٍ إلى السّماء ".
- قال ابن جريجٍ: عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: {إلى السّماء} إلى سماء البيت.
- قال ابن جريجٍ: وقال مجاهدٌ: {ثمّ ليقطع} قال: ليختنق، وذلك كيده {ما يغيظ} قال: ذلك خنقه أن لا يرزقه اللّه.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فليمدد بسببٍ} يعني: بحبلٍ {إلى السّماء} يعني: " سماء البيت ".
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أبو رجاءٍ، قال: سئل عكرمة عن قوله: {فليمدد بسببٍ إلى السّماء} قال: " سماء البيت {ثمّ ليقطع} قال: ليختنق.
وأولى ذلك بالصّواب عندي في تأويل ذلك قول من قال: الهاء من ذكر نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ودينه، وذلك أنّ اللّه تعالى ذكره ذكر قومًا يعبدونه على حرفٍ، وأنّهم يطمئنّون بالدّين إن أصابوا خيرًا في عبادتهم إيّاه، وأنّهم يرتدّون عن دينهم لشدّةٍ تصيبهم فيها، ثمّ أتبع ذلك هذه الآية، فمعلومٌ أنّه إنّما أتبعه إيّاها توبيخًا لهم على ارتدادهم عن الدّين أو على شكّهم فيه نفاقًا، استبطاءً منهم السّعة في العيش، أو السّبوغ في الرّزق.
وإذا كان الواجب أن يكون ذلك عقيب الخبر عن نفاقهم، فمعنى الكلام إذن إذ كان ذلك كذلك: من كان يحسب أن لن يرزق اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وأمّته في الدّنيا فيوسع عليهم من فضله فيها، ويرزقهم في الآخرة من سنيّ عطاياه وكرامته، استبطاءً منه فعل اللّه ذلك به وبهم، فليمدد بحبلٍ إلى سماءٍ فوقه، إمّا سقف بيتٍ، أو غيره، ممّا يعلّق به السّبب من فوقه، ثمّ يختنق إذا اغتاظ من بعض ما قضى اللّه فاستعجل انكشاف ذلك عنه، فلينظر: هل يذهبنّ كيده احتناقه كذلك ما يغيظ؟ فإن لم يذهب ذلك غيظه، حتّى يأتي اللّه بالفرج من عنده فيذهبه، فكذلك استعجاله نصر اللّه محمّدًا ودينه لن يؤخّر ما قضى اللّه له من ذلك عن ميقاته، ولا يعجّله قبل حينه.
وقد ذكر أنّ هذه الآية نزلت في أسدٍ وغطفان، تباطئوا عن الإسلام، وقالوا: نخاف أن لا ينصر محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، فينقطع الّذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود فلا يميروننا، ولا يروّوننا فقال اللّه تبارك وتعالى لهم: من استعجل من اللّه نصر محمّدٍ، فليمدد بسببٍ إلى السّماء، فليختنق، فلينظر استعجاله بذلك في نفسه، هل هو مذهبٌ غيظه؟ فكذلك استعجاله من اللّه نصر محمّدٍ، غير مقدّمٍ نصره قبل حينه.
واختلف أهل العربيّة في {ما} الّتي في قوله: {ما يغيظ} فقال بعض نحويّي البصرة: هي بمعنى: الّذي. وقال: معنى الكلام: هل يذهبنّ كيده الّذي يغيظه. قال: وحذفت الهاء لأنّها صلة الّذي، لأنّه إذا صارا جميعًا اسمًا واحدًا، كان الحذف أخفّ.
وقال غيره: بل هو مصدرٌ لا حاجة به إلى الهاء، هل يذهبنّ كيده غيظه). [جامع البيان: 16/478-484]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التّيميّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: " {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه} [الحج: 15] قال: «أي من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( قوله تعالى: من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخره فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ * وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من كان يظن أن لن ينصره الله} قال: من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا {في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب} قال: فليربط حبلا {إلى السماء} قال: إلى سماء بيته السقف {ثم ليقطع} قال: ثم يختنق به حتى يموت). [الدر المنثور: 10/416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من كان يظن أن لن ينصره الله} يقول: أن لن يرزقه الله {فليمدد بسبب إلى السماء} فليأخذ حبلا فليربطه في سماء بيته فليختنق به {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} قال: فلينظر هل ينفعه ذلك أو يأتيه برزق). [الدر المنثور: 10/416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {من كان يظن أن لن ينصره الله} قال: إن لن يرزقه الله {فليمدد بسبب إلى السماء} قال: بحبل بيته {ثم ليقطع} ثم ليختنق {فلينظر هل يذهبن كيده} ذلك {ما يغيظ} قال: ذلك خيفة أن لا يرزق). [الدر المنثور: 10/416-417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال: من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه ويكابد هذا الأمر ليقطعه عنه فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه فإن أصله في السماء {ثم ليقطع} أي عن النّبيّ الوحي الذي يأتيه من الله إن قدر). [الدر المنثور: 10/417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال: من كان يظن ان لن ينصر الله محمدا فليجعل حبلا في سماء بيته فليختنق به فلينظر هل يغيظ ذلك إلا نفسه). [الدر المنثور: 10/417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {من كان يظن أن لن ينصره الله} يقول: من كان يظن أن الله غير ناصر دينه {فليمدد بسبب إلى السماء} سماء البيت فليختنق {فلينظر} ما يرد ذلك في يده). [الدر المنثور: 10/417]

تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وكذلك أنزلناه آياتٍ بيّناتٍ} يقول تعالى ذكره: وكما بيّنت لكم حججي على من جحد قدرتي على إحياء من مات من الخلق بعد فنائه، فأوضحتها أيّها النّاس، كذلك أنزلنا إلى نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم هذا القرآن آياتٍ بيّناتٍ، يعني: دلالاتٍ واضحاتٍ، يهدين من أراد اللّه هدايته إلى الحقّ. {وأنّ اللّه يهدي من يريد}. يقول جلّ ثناؤه: ولأنّ اللّه يوفّق للصّواب، ولسبيل الحقّ من أراد، أنزل هذا القرآن آياتٍ بيّناتٍ، و{أنّ} في موضع نصبٍ). [جامع البيان: 16/484-485]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:36 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} [الحج: 15] يعني المنافق، أي إنّه يائسٌ من أن ينصر اللّه محمّدًا، لا يصدّق بما وعد اللّه رسوله من نصره في الدّنيا والآخرة.
ونصره في الآخرة الحجّة.
قال: {فليمدد بسببٍ} [الحج: 15] بحبلٍ {إلى السّماء} [الحج: 15] سماء البيت، يعني سقف البيت، أي فليعلّق حبلًا من سقف البيت فليختنق حتّى يموت.
يعني بقوله: فـ {ليقطع} [الحج: 15] فليختنق.
وذلك كيده.
قال: {فلينظر هل يذهبنّ} [الحج: 15] ذلك غيظه: أي إنّ ذلك لا يذهب غيظه.
وقال مجاهدٌ: {أن لن ينصره اللّه} [الحج: 15] أن لن يرزقه اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/357]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {من كان يظنّ أن لّن ينصره اللّه...}

جزاء جوابه في قوله: {فليمدد بسببٍ} والهاء في (قوله) {ينصره اللّه} للنبيّ صلّى الله عليه وسلم. أي من كان منكم يظنّ أن الله لن ينصر محمداً بالغلبة حتى يظهر دين الله فليجعل في سماء بيته حبلاً ثم ليختنق به فذلك قوله: {ثمّ ليقطع} اختناقاً وفي قراءة عبد الله (ثم ليقطه) يعني السّبب وهو الحبل: يقول {فلينظر هل يذهبنّ كيده} إذا فعل ذلك غيظه.
و{ما يغيظ} في موضع نصب). [معاني القرآن: 2/218]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من كان يظنّ أن لّن ينصره اللّه} ) مجازه أن لن يرزقه الله وأن لن يعطيه الله، قال وقف علينا سائل من بني بكر على حلقة في المسجد الجامع فقال: من ينصرني نصره الله أي من يعطيني أعطاه الله ويقال نصر المطر أرض كذا، أي جادها وأحياها، قال وبيت الراعي:
وانصري أرض عامر
أي: تعمدي،
وقال الراعي:
أبوك الذي أجدى عليّ بنصره=فانصت عني بعده كّل قائل
أي بعطيته وقال:
وإنك لا تعطي امرءًا فوق حظه= ولا تملك الشقّ الذي الغيث ناصره).
[مجاز القرآن: 2/47-46]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فليمدد بسببٍ إلى السّماء} أي بحبل). [مجاز القرآن: 2/47]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {من كان يظنّ أن لّن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ}
وقال: {هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} فحذف الهاء من {يغيظ} لأنها صلة الذي لأنه إذا صار جميعاً اسما واحدا كان الحذف أخف). [معاني القرآن: 3/9]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من كان يظن أن لن ينصره الله}: أي يرزقه الله. يقال:
من ينصرني نصره الله ؟ أي من يرزقني رزقه الله. ويقال نصرت السماء أرض كذا وكذا أي أحيتها.وقال بعض المفسرين: من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا، من النصر.
{فليمدد بسبب}: أي بحبل.
{إلى السماء}: إلى سقف البيت، فليختنق فينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ). [غريب القرآن وتفسيره: 260-259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه} أي لن يرزقه اللّه. وهو قول أبي عبيدة، يقال: مطر ناصر، وأرض منصورة أي: ممطورة. وقال المفسرون: من كان يظن أن لن ينصر اللّه محمدا.
{فليمدد بسببٍ إلى السّماء} أي بحبل إلى سقف البيت.
{ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده} أي حيلته غيظة ليجهد جهده، وقد ذكرت ذلك في تأويل المشكل بأكثر من هذا التفسير). [تفسير غريب القرآن: 291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}.
كان قوم من المسلمين لشدّة غيظهم وحنقهم على المشركين، يستبطئون ما وعد الله ورسوله من النصر. وآخرون من المشركين يريدون اتباعه ويخشون ألا يتم له أمره،
فقال تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ}، يعني محمدا عليه السلام على مذاهب العرب في الإضمار لغير مذكور، وهو يسمعني أعده النصر والإظهار والتمكين،
وإن كان يستعجل به قبل الوقت الذي قضيت أن يكون ذلك فيه، فليمدد بسببٍ أي بحبل إلى السّماء، يعني سقف البيت، وكلّ شيء علاك وأظلّك فهو سماء،
والسحاب: سماء، يقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا}،
وقال سلامة بن جندل يذكر قتل كسرى النعمان:
هو المدخل النعمان بيتا سماؤه = نحور الفيول بعد بيت مسردق
يعني: سقفه، وذلك أنّه أدخله بيتا فيه فيلة فتوطّأته حتى قتلته.
وقوله: ثمّ ليقطع. قال المفسرون أي: ليختنق {فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} هل يذهب ذلك ما في قلبه؟ وهذا كرجل وعدته شيئا مرة بعد مرة، ووكّدت على نفسك الوعد،
وهو يراجعك في ذلك، ولا تسكن نفسه إلى قولك، فتقول له: إن كنت لا تثق بما أقوله، فاذهب فاختنق. تريد: اجهد جهدك.
هذا معنى قول المفسرين.
وفيه وجه آخر على طريق الإمكان، وهو أن تكون السماء هاهنا: السماء بعينها لا السقف، كأنه قال: فليمدد بسبب إليها أي بحبل، وليرتق فيه، ثم ليقطع حتى يخرّ فيهلك،
أي: ليفعل هذا إن بلغه جهده، فلينظر هل ينفعه. ومثله قوله لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم- حين سأله المشركون أن يأتيهم بآية ولم يشأ الله أن يأتيهم بها، فشقّ ذلك عليه-
{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ}
يريد: اجهد إن بلغ هذا جهدك.
وروى ابن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن كردم: أنّ رجلا سأل أبا هريرة، وابن عمر، وابن عباس، عن رجل قتل مؤمنا متعمدا، هل له توبة؟ فكلهم قال: هل يستطيع أن يحييه؟
هل يستطيع أن يبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء؟.
يريدون: أنه لا توبة له، كما أن هذا لا يكون.
وقال أبو عبيدة: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ} أي: يرزقه الله. وذهب إلى قول العرب. أرض منصورة، أي ممطورة، وقد نصرت الأرض: أي مطرت.
كأنه يريد: من كان قانطا من رزق الله ورحمته فليفعل ذلك، فلينظر هل يذهب كيده، أي حيلته غيظه لتأخر الرزق عنه؟). [تأويل مشكل القرآن: 358-360]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ}
هذه الهاء لمحمد - صلى الله عليه وسلم - أي من كان يظن أن لن ينصر اللّه محمدا - صلى الله عليه وسلم - حتى يظهره على الدين كله فليمت غيظا،
وهو تفسير قوله: {فليمدد بسبب إلى السّماء} السبب الحبل، والسماء السقف، أي فليشدد حبلا في سقفه.
{ثمّ ليقطع} أي ليمد الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقا.
{هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} أي هل يذهبن كيده غيظه.
وقرئت ثم ليقطع، وثم ليقطع، بكسر اللام وجزمها). [معاني القرآن: 3/417]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة }
قال أبو جعفر هذه الآية مشكلة وفيها قولان:
أ- روى سفيان عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس قال من كان يظن أن لن ينصره الله يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فليمدد بسبب أي بحبل إلى السماء أي سقف بيته ثم ليقطع أي ليختنق
قال أبو جعفر وهذا قول أكثر أهل التفسير منهم الضحاك
ومعناه من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا عليه السلام ويظهر دينه على الدين كله فليجهد جهده فلينظر هل ينفعه ذلك شيئا
ب- والقول الآخر أن طلحة بن عمرو قال سمعت عطاء يقول في قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله أن لن يرزقه الله فليمدد بسبب إلى السماء} أي إلى سماء بيته فلينظر هل ينفعه ذلك أو يأتيه برزق
وروى ابن أبي نجيج عن مجاهد من كان يظن أن لن ينصره الله قال أي أن لن يرزقه الله
قال أبو جعفر وهذا القول أيضا معروف في اللغة وهو قول أبي عبيدة
وحكى أهل اللغة أنه يقال أرض منصورة أي ممطورة
وروى عن ابن عباس من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا أي يرزقه في الدنيا
وقال غيره الأولى أن تكون الهاء تعود على النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله جل وعز ذكر قوما يعبدونه على حرف ثم أتبع ذلك هذه الاية في قوم يظنون أن الله لا يوسع على محمد وأمته ولا يرزقهم في الاخرة من سني عطاياه فليمدد بحبل إلى سماء فوقه إما سقف بيته أو غيره إذا اغتاط لاستعجال ذلك
قال أبو جعفر وقد ذكرنا القول في قوله عز وجل: {إن الذين امنوا والذين هادوا} في سورة البقرة). [معاني القرآن: 4/389-387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ}: قيل: أن لن يرزقه الله. وقيل: أن لن ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم. {فليمدد بسبب إلى السماء}:
أي بحبل إلى سقف البيت.
{ثُمَّ لِيَقْطَعْ}: أي ليختنق. {فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ }: أي ليجهد جهده). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 160]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ}: يرزقـه.
{إِلى السَّمَـاءِ}: سقف البيـت). [العمدة في غريب القرآن: 212]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكذلك أنزلناه} [الحج: 16] القرآن.
{آياتٍ بيّناتٍ} [الحج: 16] الحلال والحرام.
{وأنّ اللّه يهدي من يريد} [الحج: 16] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/358]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:37 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن هذه اللام مكسورةٌ إذا ابتدئت فإذا كان قبلها فاء أو واو فهي على حالها في الكسر. وقد يجوز إسكانها، وهو أكثر على الألسن. تقول: قم وليقم زيد {فلتقم طائفةٌ منهم معك} {ولتكن منكم أمةٌ}. وإنما جاز ذلك؛ لأن الواو والفاء لا ينفصلان، لأنه لا يتكلم بحرف واحد. فصارتا بمنزلة ما هو في الكلمة، فأسكنت اللام هرباً من الكسرة. كقولك في علم: علم، وفي فخذ: فخذ.
وأما قراءة من قرأ {ثم ليقطع فلينظر}. فإن الإسكان في لام فلينظر جيد وفي لام ليقطع لحنٌ؛ لأن ثم منفصلة من الكلمة. وقد قرأ بذلك يعقوب بن إسحاق الحضرمي). [المقتضب: 2/131-132] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 09:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 09:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 09:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخذت الآية في توبيخ أولئك الأولين وإسلامهم إلى رأيهم وإحالتهم على ما فيه عنتهم وليس فيه راحتهم، كأنه يقول: هؤلاء العابدون على حرف صحبهم القلق وظنوا أن الله تعالى لن ينصر محمدا عليه الصلاة والسلام وأتباعه، ونحن إنما أمرناهم بالصبر وانتظار وعدنا، فمن ظن غير ذلك، فليمدد بسبب وليختنق ولينظر هل يذهب بذلك غيظه؟ قال هذا المعنى قتادة، وهذا على جهة المثل السائر، قولهم: دونك الحبل فاختنق، يقال ذلك للذي يريد من الأمر ما لا يمكنه.
و "السبب": الحبل، و"النصر" معروف، إلا أن أبا عبيدة ذهب به إلى معنى الرزق، كما قالوا: أرض منصورة أي ممطورة، وكما قال الشاعر:
وإنك لا تعطي امرأ فوق حقه ولا تملك الشق الذي الغيث ناصره
وقال: وقف بنا سائل من بني أبي بكر فقال: من ينصرني ينصره الله، و"السماء" -على هذه الأقوال-: الهواء علوا، فكأنه أراد: سقفا أو شجرة أو نحوه، وقال ابن زيد: السماء هي المعروفة، وذهب إلى معنى آخر، كأنه قال لمن يظن أن الله لا ينصر محمدا: إن كنت تظن ذلك فامدد سببا إلى السماء واقطعه إن كنت تقدر على ذلك، فإن عجزت فكذلك لا تقدر على قطع سبب محمد عليه الصلاة والسلام من السماء؛ إذ نصرته من هنالك، والوحي الذي يأتيه.
[المحرر الوجيز: 6/222]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
و "القطع" -على هذا التأويل- ليس بالاختناق، بل هو جزم السبب، وفي مصحف ابن مسعود: "ثم ليقطعه بها"، والجمهور على أن القطع هنا هو الاختناق. وقال الخليل: وقطع الرجل إذا اختنق بحبل أو نحوه، ثم ذكر الآية.
وتحتمل الآية معنى آخر، وهو أن يراد به الكفار وكل من يغتاظ بأن ينصره الله ويطمع ألا ينصر، قيل لهم: من ظن أن هذا لا ينصر فليمت كمدا، هو منصور لا محالة، فليختنق هذا الظان غيظا وكمدا، ويؤيد هذا أن الطبري والنقاش قالا: ويقال: نزلت في نفر من بني أسد وغطفان قالوا: نخاف أن ينصر محمد فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من يهود من المنافع.
والمعنى الأول الذي قيل للعابدين على حرف ليس بهذا، ولكنه بمعنى: من قلق واستبطأ النصر وظن أن محمدا عليه الصلاة والسلام لا ينصر فليختنق سفاهة إذ تعدى الأمر الذي حد له في الصبر وانتظار صنع الله تعالى. وقال مجاهد: الضمير في "ينصره" عائد على "من"، والمعنى: من كان من القلقين من المؤمنين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والضمير في التأويل الذي ذكرناه في أن يراد الكفار لا يعود إلا على النبي صلى الله عليه وسلم فقط. وقالت فرقة: الضمير عائد على الدين والقرآن.
وقرأ أبو عمرو، وابن عامر: "ليقطع فلينظر" بكسر اللام فيهما على الأصل، وهي قراءة الجمهور، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي بسكون اللام فيهما وفي لام الأمر في كل القرآن مع الواو والفاء وثم، واختلف عن نافع، وهي قراءة الحسن، وأبي عمرو، وعيسى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
أما الفاء والواو -إذا دخلت إحداهما على الأمر- فحكى سيبويه أنهم يرونها كأنها من الكلمة فسكون اللام تخفيف، وهو أفصح من تحريكها، وأما "ثم" فهي كلمة مستقلة فالوجه تحريك اللام بعدها.
[المحرر الوجيز: 6/223]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقد رأى بعض النحويين الميم من "ثم" بمنزلة الواو والفاء.
وقوله تعالى: "ما يغيظ" يحتمل أن تكون "ما" بمعنى الذي، وفي "يغيظ" عائد عليها، ويحتمل أن تكون مصدرية حرفا فلا عائد عليها، و"الكيد" هو مده السبب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأبين وجوه هذه الآية أن تكون مثلا، ويكون النصر المعروف، والقطع الاختناق، والسماء الارتفاع في الهواء بسقف أو شجرة أو نحوه فتأمله). [المحرر الوجيز: 6/224]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وكذلك أنزلناه آيات بينات} إلى {على كل شيء شهيد}، المعنى: وكما وعدنا بالنصر وأمرنا بالصبر كذلك، أنزلنا القرآن آية بينة لمن نظر واهتدى، لا ليقترح معها ويستعجل القدر، وقال الطبري: المعنى: وكما بينت حجتي على من جحد قدرتي على إحياء الموتى كذلك أنزلناه. والضمير في "أنزلناه" عائد على القرآن، وجاءت هذه الضمائر هكذا وإن لم يتقدم ذكر لشهرة المشار إليه نحو قوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب} وغيره.
وقوله تعالى: "وأن الله" في موضع خبر الابتداء، والتقدير: والأمر أن الله يهدي من يريد، وهداية الله تبارك وتعالى هي خلقه الرشاد والإيمان في نفس الإنسان). [المحرر الوجيز: 6/224]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 06:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 06:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من كان يظنّ أن لن ينصره اللّه في الدّنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السّماء ثمّ ليقطع فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ (15) وكذلك أنزلناه آياتٍ بيّناتٍ وأنّ اللّه يهدي من يريد (16)}
قال ابن عبّاسٍ: من كان يظنّ أن لن ينصر اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم في الدّنيا والآخرة، {فليمدد بسببٍ} أي: بحبلٍ {إلى السّماء} أي: سماء بيته، {ثمّ ليقطع} يقول: ثمّ ليختنق به. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، وعطاءٌ، وأبو الجوزاء، وقتادة، وغيرهم.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: {فليمدد بسببٍ إلى السّماء} أي: ليتوصّل إلى بلوغ السّماء، فإنّ النّصر إنّما يأتي محمّدًا من السّماء، {ثمّ ليقطع} ذلك عنه، إن قدر على ذلك.
وقول ابن عبّاسٍ وأصحابه أولى وأظهر في المعنى، وأبلغ في التّهكّم؛ فإنّ المعنى: من ظنّ أنّ اللّه ليس بناصرٍ محمّدًا وكتابه ودينه، فليذهب فليقتل نفسه، إن كان ذلك غائظه، فإنّ اللّه ناصره لا محالة، قال اللّه تعالى: {إنّا لننصر رسلنا والّذين آمنوا في الحياة الدّنيا ويوم يقوم الأشهاد. يوم لا ينفع الظّالمين معذرتهم ولهم اللّعنة ولهم سوء الدّار} [غافرٍ: 51، 52]؛ ولهذا قال: {فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ}
قال السّدّيّ: يعني: من شأن محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال عطاءٌ الخراسانيّ: فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من الغيظ). [تفسير ابن كثير: 5/ 402]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وكذلك أنزلناه} أي: القرآن {آياتٍ بيّناتٍ} أي: واضحاتٍ في لفظها ومعناها، حجّةً من اللّه على النّاس {وأنّ اللّه يهدي من يريد} أي: يضلّ من يشاء، ويهدي من يشاء، وله الحكمة التّامّة والحجّة القاطعة في ذلك، {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون} [الأنبياء: 23]، أمّا هو فلحكمته ورحمته وعدله، وعلمه وقهره وعظمته، لا معقّب لحكمه، وهو سريع الحساب).[تفسير ابن كثير: 5/ 402]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة