العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في سورة يونس

القراءات في سورة يونس


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

مقدمات القراءات في سورة يونس

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة يُونُس). [السبعة في القراءات: 321]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر مَا اخْتلفُوا فِيهِ من سُورَة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام). [السبعة في القراءات: 322]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (يونس عليه السلام). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة يونس). [المنتهى: 2/735]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة يونس عليه السلام). [التبصرة: 230]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة يونس عليه السلام). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة يونس عليه السّلام) ). [تحبير التيسير: 396]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (سورة يونس). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة يونس). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة يونس). [الشاطبية: 58]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة يونس عليه السلام). [فتح الوصيد: 2/967]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([10] سورة يونس عليه السلام ). [كنز المعاني: 2/293]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة يونس عليه السلام). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/215]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة يونس عليه السلام). [الوافي في شرح الشاطبية: 284]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ التَّوْبَةِ وَيُوْنُسَ وَهُوْدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ). [الدرة المضية: 29] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة يونس). [شرح الدرة المضيئة: 144]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة يونس عليه السلام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة يونس عليه السّلام). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة يونس عليه السلام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 247]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة يونس عليه السلام). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة يونس عليه السلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة يونس عليه السلام). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة يونس). [معجم القراءات: 3/489]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [التبصرة: 230]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مكية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مكية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مكية). [غيث النفع: 682]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وتسع في المدني والكوفي). [التبصرة: 230]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مائة وتسع آيات، وعشر شامي، خلافها ثلاث له الدّين [آية: 22]، [و] وشفآء لّما في الصّدور [آية: 57] شامي، وترك لنكوننّ من الشّكرين [الآية: 22] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها مائة وتسع غير شامي وعشر فيه.
اختلافها ثلاث له الدين شامي لما في الصدور شامي أيضا، وترك من الشاكرين.
"شبه المفاصلة" ثلاث الر، متاع في الدنيا، بني إسرائيل، وعكسه موضع على الله الكذب لا يفلحون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآيها مائة وتسع حجازي وعراقي، وعشر شامي، جلالاتها اثنتان وستون. وما بينها وبين التوبة من الوجوه لا يخفى). [غيث النفع: 682]

ياءات الإضافة:
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
في هَذِه السُّورَة سِتّ عشرَة يَاء إِضَافَة اخْتلفُوا في خمس مِنْهَا قَوْله {مَا يكون لي أَن أبدله} 15 {من تِلْقَاء نَفسِي} 15 {إِنِّي أَخَاف} 15 {وربي إِنَّه لحق} 53 {إِن أجري إِلَّا على الله} 72
ففتحهن أَبُو عَمْرو وَنَافِع
وَفتح ابْن كثير مِنْهُنَّ قَوْله {لي أَن أبدله} {إِنِّي أَخَاف}
وَفتح ابْن عَامر وَحَفْص عَن عَاصِم {إِن أجري إِلَّا} وأسكنا الباقي
وأسكن الْبَاقُونَ وَأَبُو بكر عَن عَاصِم كل هَذِه الياءات). [السبعة في القراءات: 330]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{إني أخاف} [15]، و{لي أن}، و{نفسي إن} [15]، و{وربي إنه} [53]، و{أجري} [72]: بفتحهن مدني، وأبو عمرو، وافق مكي في {إني}، و{لي أن}، ودمشق، وسلامٌ، وحفصٌ في {أجري}.
(تنظرون) [71]: بياء في الحالين سلام ويعقوب، وافق في وصلها عباس). [المنتهى: 2/745]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها خمس ياءات إضافة: قوله تعالى (لي أن أبدله) (أني أخاف) قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح فيهما.
(نفسي إن اتبع) (ربي إنه) قرأ نافع وأبو عمرو بالفتح فيهما، (إن أجري إلا) حيث وقع نافع وأبو عمرو وحفص وابن عامر بالفتح).
[التبصرة: 233]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها خمس:
{لي أن أبدله} (15)، و: {إني أخاف} (15): فتحهما الحرميان، وأبو عمرو.
{نفسي إن أتبع} (15)، {وربي إنه لحق} (53): فتحهما نافع، وأبو عمرو.
{إن أجري إلا على الله} (72): فتحها نافع، وابن عامر، وأبو عمرو، وحفص. وكذلك حيث وقع). [التيسير في القراءات السبع: 312]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها خمس: (لي أن أبدله)، و(إنّي أخاف)، فتحهما الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو (نفسي إن أتبع) و(ربّي أنه لحق) فتحهما نافع وأبو جعفر وأبو عمرو (إن أجري إلّا على اللّه) فتحها نافع وأبو جعفر وابن عامر وأبو عمرو وحفص. وكذلك حيث وقع). [تحبير التيسير: 403]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها خمس:
فتح الحرميان وأبو عمرو {لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ} [15]، و{إِنِّي أَخَافُ} [15].
[الإقناع: 2/662]
وفتح نافع وأبو عمرو {نَفْسِي إِنَّ} [15]، و{رَبِّي إِنَّهُ} [53].
ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص {أَجْرِيَ إِلَّا} [72] حيث وقع). [الإقناع: 2/663]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (754- .... .... وَنَفْسِي يَاؤُهَا = وَرَبِّيَ مَعْ أَجْرِيَ وَإِنِّي وَلِي حُلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([754] وذاك هو الثاني ونفسي ياؤها = وربي مع أجري وإني ولي حلا
ح: (ذاك): مبتدأ، (الثاني): خبر، (هو): ضمير الفصل، (نفسي ياؤها): مبتدأ وخبر، و(ربي) وما بعده: عطف على المبتدأ، (حلا): حال.
ص: يعني: الحرف المختلف فيه هو الثاني، وهو: {ننج المؤمنين} [103] لا الأول، وهو: {ثم ننجي رسلنا} [103] والمراد الثاني بعد: {ويجعل الرجس} [100]، وإلا فهو الثالث، لأن الأول: {فلايوم ننجيك ببدنك} [92].
ثم قال: ياءات الإضافة فيها، وهي خمس: {من تلقائ نفسي إن أتبع} [15]، {قل إي وربي إنه} [53]، {إن أجري إلا على الله} [72]، {إني أخافُ إن عصيتُ} [15]، {ما يكون لي أن أبدله} [15]). [كنز المعاني: 2/309]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم ذكر ياءات الإضافة وهي خمس، وأراد:
"مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِيَ إِنْ أَتَّبِعُ"، "قُلْ إِي وَرَبِّيَ إِنَّهُ لَحَقٌّ"، فتحها نافع وأبو عمرو.
{إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ}، فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص.
"إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ"، "لِيَ أَنْ أُبَدِّلَهُ"، فتحهما الحرميان وأبو عمرو.
وحلا ليس برمز، وكذا كل ما كان مثله مما مضى ومما يأتي من الأبيات المذكور فيها عدد ياءات الإضافة؛ لأنه لم يذكر أحكامها في أواخر السور كما سبق بيانه، والهاء في ياؤها للسورة، وليس فيها من الزوائد شيء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/231]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (754 - .... .... .... ونفسي ياؤها = وربّي مع أجري وإنّي ولي حلا
....
وفي هذه السورة من ياءات الإضافة: مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ، قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ، إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ، إِنِّي أَخافُ، ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ. و(علا) جمع عليا تمييز). [الوافي في شرح الشاطبية: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ خَمْسٌ) لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ إِنِّي أَخَافُ فَتَحَهُمَا
[النشر في القراءات العشر: 2/287]
الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو نَفْسِي إِنْ، وَرَبِّي إِنَّهُ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو أَجْرِيَ إِلَّا فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ.
(وَفِيهَا زَائِدَةٌ) تَنْظُرُونَ أَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَاللَّهُ تَعَالَى الْهَادِي لِلصَّوَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة خمس:
{لي أن} [15]، {إني أخاف} [15] فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{نفسي إن} [15]، و{وربي إنه} [53] فتحهما المدنيان وأبو عمرو.
{أجري إلا} [72] فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر وحفص). [تقريب النشر في القراءات العشر: 545]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([و] فيها [أي: في سورة يونس] من ياءات الإضافة خمس:
نفسي إن [15]، وإني أخاف [15] فتحهما المدنيان وابن كثير، وأبو عمرو.
ونفسي إن [15]، وربي إنه [53] فتحهما المدنيان [وأبو عمرو].
[و] إن أجري إلّا [72] فتحها المدنيان، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/376]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة خمس: "لي أن، إني أخاف، نفسي إن" [الآية: 15] "وربي إنه" [الآية: 53] "إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا" [الآية: 72] وياء زائدة "تُنْظِرُون" [الآية: 71] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/121]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وفيها من ياءات الإضافة خمس {لي أن أبدله} [15] و{إني أخاف} {نفسي إن} {وربي إنه} [53] و{أجري إلا} [72] ). [غيث النفع: 708]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة خمس:
{لي أن أبدله} [15] و{نفسي إن} [15] و{إني أخاف} [15]، {وربيإنه لحق} [53]، {إن أجري إلا على الله} [72] فتح الجميع أبو جعفر). [شرح الدرة المضيئة: 147]

الياءات الزوائد:
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد واحدة:
{تنظرون} [71] أثبتها في الحالين يعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 545]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفيها زائدة تنظروني [71] أثبتها في الحالين يعقوب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/376]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وليس فيها من الزوائد شيء). [غيث النفع: 708]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد اثنتان:
{تنظرون} [71] أثبتها في الحالين يعقوب في الوقف). [شرح الدرة المضيئة: 148]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وليس فيها ياء محذوفة). [التبصرة: 233]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: وفيها محذوفة: (تنظرون) أثبتها في الحالين يعقوب والله الموفق). [تحبير التيسير: 403]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
يونس
(منازل) (5) يميل النون قليلاً، (من الشاكرين) (22) (وشفاء لما في الصدور) (57) يميل الفاء قليلاً، (وهو خير
[الغاية في القراءات العشر: 465]
الحاكمين) (109) قليلاً). [الغاية في القراءات العشر: 466]

الممال
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الكفار} [التوبة: 123] و{والنهار} [6] لهما ودوري.
{غلظة} [التوبة: 123] لعلي إن وقف بخلف عنه.
{زادته} و{فزادتهم} [التوبة: 124] معًا و{جآءكم} [التوبة: 128] لحمزة وابن ذكوان بخلف له في (زاد).
{يراكم} [التوبة: 127] و{الدنيا} [7] و{دعواهم} [10] معًا لهم وبصري.
[غيث النفع: 682]
{الر} [1] تقدم.
{للناس} [2] لدوري.
{استوى} [3] و{مأواهم} [8] لهم). [غيث النفع: 683]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال {للناس} [11] لدوري.
{طغيانهم} لدوري علي.
{وجآءتهم} [13] و{شآء} [16] و{جآءتها} [22] {وجآءهم} لحمزة وابن ذكوان.
{تتلى} [15] و{يوحى} {وتعالى} [18] و{أنجاهم} [23] و{أتاهآ} [24] لهم.
{أدراكم} [16] لهم وبصري وشعبة وابن ذكوان بخلف عنه.
{افترى} [17] و{الدنيا} [23 24] معًا لهم وبصري {دار} [25] لهما ودوري، ولا يخفى أن {دعانا} [12] و{أخاف} [15] لا إمالة فيهما). [غيث النفع: 686]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الحسنى} [26] و{يفترى} [37] و{افتراه} [38] لهم وبصري.
{وزيادة} [26] و{ذلة} لا يخفى.
{النار} [27] و{النهار} [45] لهما ودوري.
{فكفى} [29] و{مولاهم} [30] و{يهدى} [35] و{متى} [48] و{أتاكم} [50] لهم.
{فأنى} [32 34] معًا لهم ودوري.
{جآء} [47] لا يخفى). [غيث النفع: 689]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{شآء} [49] و{جآء} و{جآءتكم} [57] لحمزة وابن ذكوان.
{أتاكم} [50] {وهدى} [57] إن وقف عليه لهم {الناس} لدوري {البشرى} [64] و{الدنيا} [64 70] معًا، لهم وبصري). [غيث النفع: 702]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{فجآءوهم} [74] و{جآءهم} [76] و{جآءكم} [77] و{جآء} [80] لحمزة وابن ذكوان.
{موسى} كله و{الدنيا} [88] لهم وبصري.
{ساحر} [79] لدوري علي، ولا يميله ورش والبصري لأن قراءتهما بتقديم الألف على الحاء، كما تقدم.
{الكافرين} لهما ودوري.
{الناس} لدوري). [غيث النفع: 705]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{جآءهم} [93] و{جآءك} [94] و{جآءتهم} [97] و{شآء} [99] و{جآءكم} [108] لابن ذكوان وحمزة.
{الدنيا} [98] لهم وبصري.
{يتوفاكم} [104] و{اهتدى} [108] و{يوحى} [109] لهم). [غيث النفع: 708]

المدغم
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{أنزلت سورة} [التوبة: 124 127] معًا للبصري والأخوين {لقد جآءكم} [التوبة: 128] لهم ولهشام.
(ك)
{زادته هاذه} [التوبة: 124] {منازل لتعلموا} [5] ). [غيث النفع: 683]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لبثت} [16] لبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{بالخير لقضي} [11] {زين للمسرفين} [12] {خلائف في} [14] {أظلم ممن} [17] {كذب بآياته} {من بعد ضراء} [21] ). [غيث النفع: 686]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{السيئات جزاء} [27] {نقول للذين} [28] {يرزقكم} [31] {كذلك كذب} [39] {أعلم بالمفسدين}.
ولا إدغام في {أفأنت تسمع} [42] ولا في {أفأنت تهدي} [43] لأن الأول تاء ضمير، ولا في {الناس شيئا} [44] لخفة الفتحة بعد السين). [غيث النفع: 690]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{هل تجزون} [52] للأخوين وهشام.
و {قد جآءتكم} [57] لبصري وهشام والأخوين.
{إذ تفيضون} [61] كذلك.
(ك)
{قيل للذين} [52] {أذن لكم} [59] {لا تبديل لكلمات الله} [64] {جعل لكم} {اليل لتسكنوا} [67] {سبحانه هو} [68].
ولا إدغام في {يحزنك قولهم} [65] ). [غيث النفع: 702]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{أحيبت دعوتكما} [89] للجميع.
(ك)
{قال لقومه} [71] {نطبع على} [74] {وما نحن لكما} [78] {قال لهم} [80] {ءامن لموسى} [83] {الغرق قال} [90] ). [غيث النفع: 706]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لقد جآءك} [94] و{قد جآءكم} [108] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{هو وإن} [107] {يصيب به} ). [غيث النفع: 708]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها: ستة وعشرون، ومن الصغير: ستة). [غيث النفع: 708]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]

{ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4) }

قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في الإمالة والتفخيم من قَوْله {الر} 1
فَقَرَأَ ابْن كثير {الر} مَفْتُوحَة الرَّاء
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم {الر} خَفِيف تَامّ لَا يمد الرَّاء في كل الْقُرْآن غير مكسور
وَقَالَ هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {الر} مَكْسُورَة
وَقَرَأَ نَافِع في رِوَايَة المسيبي {الر} مَفْتُوحَة وَلَيْسَت ممدودة
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن ورش وقالون {الر} لَا يفخم الرَّاء نَافِع
وَقَالَ ابْن جماز نَافِع يكسر الرَّاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {الر} على الهجاء مَكْسُورَة
وَقَالَ أَبُو بكر عَن عَاصِم في رِوَايَة خلف عَن يحيى بن آدم الرَّاء مكسوره مثل أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 322]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آلر) بكسر الراء، كوفي - غير عاصم - إلا يحيى، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الر) [1]: مفصول: يزيد. بكسر الراء فيهن شامي إلا ابن عبدان، وهما، وخلف، والمفضل، وأبو بكر غير علي والبرجمي والأعشى، والخزاز، وأبو عمرو غير أبي أيوب وأبي زيد، وورش طريق ابن عيسى وابن الصلت.
والصحيح عن أصحاب ورش منزلة بين الفتح والكسر، وبه قرأت عن إسحاق طريق ابن سعدان). [المنتهى: 2/735]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وقالون وحفص (الر والمر) حيث وقع بالفتح، وقرأ ورش بين اللفظين، وأمال الباقون، وذلك حيث وقع). [التبصرة: 230]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن كثير، وقالون، وحفص: {الر}، و: {المر} (الرعد: 1): بالفتح.
وورش: بين اللفظين.
والباقون: بالإمالة). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون ويعقوب وحفص ألر والمر، بالفتح، وورش بين اللّفظين، والباقون بالإمالة). [تحبير التيسير: 396]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (738 - وَإِضْجَاعُ رَا كُلِّ الْفَوَاتِحِ ذِكْرُهُ = حِمًى غَيْرَ حَفْصٍ طَاوَيَا صُحْبَةٌ وَلاَ
739 - وَكَمْ صُحْبَةٍ يَا كَافِ والْخُلْفُ يَاسِرٌ = وَهَا صِفْ رِضًى حُلْوًا وَتَحْتَ جَنًى حَلاَ
[الشاطبية: 58]
740 - شَفَا صادِقًا حم مُخْتَارُ صُحْبَةٍ = وَبَصْرٍ وَهُمْ أَدْرى وَبِالْخُلْفِ مُثِّلاَ
741 - وَذو الرَّا لِوَرْشٍ بَيْنَ بَيْنَ وَناَفِع = لَدى مَرْيَمٍ هَايَا وَحَا جِيدُهُ حَلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([738] وإضجاع راكلٌ الفواتح (ذ) كره = (حـ)مى غير (حفصٍ) طاويًا (صحبة) ولا
من ترك إمالة الفواتح، لم يتركها لأنها لا تجوز، إنما فخمها كما يفخم سائر ما تجوز إمالته.
ومن أمالها، فللإشعار بأنها أسماءٌ، وليست كالحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: (ما) و(لا).
وقال الزجاج والكوفيون: «هي مقصورةٌ، والمقصور تغلب عليه الإمالة».
وقال الفراء: «لأنها ترجع في التثنية إلى الياء نحو: طيان وحيان».
والمعول على ما قال سيبويه رحمه الله، من أنها أسماء لما يلفظ به من الأصوات المتقطعة من مخارج الحروف. فكاف، اسم (كه) من (كتب)، وكذلك سائرها.
والدليل على أنها أسماء، أنها تنعت وتُعرف وتنكر وتصمم وتضاف ويخبر عنها.
أبو علي: «وإذا أمالوا (يا) في النداء، نحو: يا زيد، وإن كانت حرفًا، فلأن يميلوا يس أجدر، ألا ترى أن هذه الحروف أسماء لما يلفظ به؟».
[فتح الوصيد: 2/967]
وقال سيبويه: «قال الخليل لأصحابه: كيف تلفظون بالكاف في لك والباء في ضرب؟ قيل: باء، كاف. قال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف. وقال: أقول: كه به».
فهي أسماء لما يقطع من الأصوات، كما أن طيخ اسمٌ لصوت الضحك، وغاق، اسم لصوت الغراب، فأميلت لينبه على أنها أسماء، إذ كانت الحروف لا تمال.
فـ (ذكره حمی): لا يصل أحد إلى الطعن فيه.
والولاء بالكسر: المتابعة، وقد سبق تفسيره.
[739] و(كـ)م (صحبة) يا كاف والخلف (يـ)اسرٌ = وها (صـ)ف (ر)ضًى (حـ)لوًا وتحت (جـ)نى (حـ)لا
المعنى: وكم من صحبةٍ أمالوا (یا كاف)، أي الياء التي في {كهيعص}. والخلف عن السوسي.
[فتح الوصيد: 2/968]
قال أبو عمرو: «وقرأت على فارس بإمالة فتحة الهاء والياء جميعا للسوسي، وعلى أبي الحسن كأبي عمر بإمالة الهاء دون الياء».
(وتحت)، يعني الهاء من {طه}.
وقيل: أميلت الهاء للفرق بينها وبين (ها) التي للتنبيه، والياء للفرق بينها وبين التي للنداء.
[740] (شـ)فا (صـ)ادقًا حاميم (مـ)ختار (صحبة) = و(بصرٍ) وهم أدرى وبالخلف (مـ)ثلا
(شفا صادقًا)، من جملة الترجمة السابقة في الهاء من طه.
و(حم): مبتدأ.و (مختار صحبةٍ): الخبر.
(وبصرٍ وهم)، يريد وبصر مع مختار صحبة أمالوا.
أو اختاروا إمالة (أدرى) أينما وقع، وكيفما جاء.
والخلف عن ابن ذكوان.
قال أبو عمرو: «قرأت من طريق ابن الأخرم ومن طريق عبد الله بن الحسن عن أصحابه عن الأخفش بإمالة فتحة الراء من قوله: {أدريك} و{أدريكم} حيث وقعا.
[فتح الوصيد: 2/969]
وقرأت من طريق عبد الباقي بن الحسن عن الأخفش بإمالة (ولا أدريكم به) في يونس لا غير، وبالفتح في سائر القرآن».
«وأقرأني الفارسي عن النقاش عن الأخفش بالفتح في يونس وغيرها».
[741] وذو الرا لـ (ورشٍ) بين بين و (نافعٌ) = لدى مريمٍ ها يا وحا (جـ)يده (حـ)لا
(ذو الرا)، أراد ما فيه الراء نحو: {الر} و{المر}، وكذلك {حم}، أماله ورش مع أبي عمرو بين بين.
وأمال قالون معه الهاء والياء من {كهيعص} ). [فتح الوصيد: 2/969]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([738] وإضجاع را كل الفواتح ذكره = حمى غير حفصٍ طا ويا صحبةٌ ولا
ب: (الإضجاع): الإمالة، (الفواتح): اسم الحروف المقطعة في أوائل السور للاستفتاح بها، (الولا) بالفتح-: المحبة.
ح: (إضجاع): مبتدأ أضيف إلى (را)، و(را) إلى (كل)، وقصر (را) ضرورة، (ذكره حمى): جملة وقعت خبر المبتدأ، (غير حصً): نصب على الاستثناء من مدلول (ذكره حمى)، (طا ويا صحبةٌ): مبتدأ وخبر، اي: إضجاع (طا) و(يا) قراءة صحبة، (ولا): حال، أي: ذوي ولاء.
ص: يعني أمال الراء حيث وقع في فواتح السور، وذلك {الر} في يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر، و{المر} في الرعد الكوفيون وابن عامر وأبو عمرو إلا حفصًا، ووصف متانة القراءة بقوله: (ذكره حمى) أي: مصون عن الطعن، والباقون: بالفتح غير ورش، فإنه يقرأ بين بين، والكل لغات، فالإمالة لبعض أهل الحجاز، والتوسط لبعض، والتفخيم لقريش.
وأمال الطاء من {طه} [طه: 1]، و{طسم} [الشعراء: 1، والقصص: 1]،
[كنز المعاني: 2/293]
و{طس} [النمل]، والياء من {يس} [يس: 1] حمزة والكسائي وأبو بكر.
[739] وكم صحبةً يا كاف والخلف ياسرٌ = وها صف رضى حلوًا وتحت جنًى حلا
[740] شفا صادقًا حم مختار صحبةٍ = وبصرٍ وهم أدرى وبالخلف مثلا
ب: (الياسر): اللاعب بقداح الميسر.
ح: (كم): مبتدأ، (صحبةً): مميزها، (يا كاف): خبر، أي: أمالوا الياء التي من كاف، (ها): مفعول (صف)، (رضًى حلوًا): حالان من فاعل (صف)، و(تحت جنًى حلا): مبتدأ وخبر، أي: الهاء في تحت حلا جنا، (صادقًا): مفعول (شفا)، و(شفا): حال من فاعل (حلا)، أي: قد شفا، (حم مختارٌ): مبتدأ وخبر، (بصرٍ وهم أدرى): مبتدأ وخبر، أي: أمالوا {أدري}، (بالخلف): متعلق (مثلا) .
ص: يعني: أمال ابن عامر وصحبة الياء التي في كاف سورة مريم، والسوسي أمالها بخلاف.
[كنز المعاني: 2/294]
وأبو بكر والكسائي وأبو عمرو أمالوا الهاء التي فيها، وأمال الهاء التي تحتها يعني سورة طه [1] ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر، والحاء من {حم} السبع: ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر، وهم وأبو عمرو البصري الراء من {أدراك} و {أدراكم}، لكن لابن ذكوان خلاف فيه.
[كنز المعاني: 2/295]
[741] وذو الرا لورشٍ بين بين ونافعٌ = لدى مريمٌ هايا وحا جيده حلا
ب: (الجيد): العنق.
ح: (ذو الرا): مبتدأ، (لورشٍ): خبر، (بين بين): حال، يعني: إضجاع ذي الراء لورش، (نافعٌ): مبتدأ، (لدى مريمٍ): خبر، (ها يا): مفعول الإضجاع المقدر قبل (نافع)، و(حا جيده حلا): مبتدأ وخبر، أي: إضجاع (حا).
ص: يعني: أمال ورش ما فيه الراء، يريد: {المر} [الرعد: 1]، و{الر} بين بين، وذلك نافع في (ها) و (يا) في فاتحة مريم، وكذلك ورش وأبو عمرو في الحاء من {حم} السبع). [كنز المعاني: 2/294]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (738- وَإِضْجَاعُ رَا كُلِّ الفَوَاتِحِ "ذِ"كْرُهُ،.. "حِـ"ـمًى غَيْرَ حَفْصٍ طَاوَيًا "صُحْبَةٌ" وَلا
ذكر في هذا الموضع جميع ما وقع الخلاف في إمالته من الحروف المقطعة في أوائل السور ويقال لها الفواتح؛ لأن السور استفتحت بها، وإنما أميلت لأنها أسماء ما يلفظ به من الأصوات المتقطعة، وقد أمالوا يا في الندا وهي حرف، فإمالة هذه الأسماء أولى، فابتدأ بذكر الراء؛ لأنها أول حروف الفواتح إمالة سواء كانت في "الر"، وذلك في يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر، أو في المر في أول الرعد، فلهذا قال: كل الفواتح، والإضجاع هو الإمالة، وأتى بلفظ "را" فقصر "را" حكاية للفظه في القرآن وكذا ما يأتي من "طا" و"يا" و"ها" و"حا"، ولا نقول إنه قصر ذلك ضرورة، وأشار بقوله: ذكره حمى إلى حسن الإضجاع؛ أي: لا يصل أحد إلى الطعن عليه فهو في حمى من ذلك، واستثنى منهم حفصا فإنه لا يميل شيئا في القرآن إلا كلمة "مجراها"، وقد سبق ذكره في باب الإمالة ثم ذكر أن صحبة أمالوا "طاويا" فالطاء من "طه" و"طسم" و"طس" والياء من "يس"، أما الياء من "كهيعص"، فوافقهم على إمالتها ابن عامر كما يأتي في البيت الآتي، وولا في آخر البيت بكسر الواو في شرح الشيخ، ورأيته في بعض النسخ من القصيدة بفتحها وهو أحسن؛ لأن قبله وبنيانه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/215]
ولا بالكسر وهو قريب منه فالكسر بمعنى متابعة؛ أي: أمال صحبة طاويا متابعة لنقل فهو مفعول من أجله، والفتح على تقدير ذا ولا؛ أي: نصر لإمالة ومحبة لها فهو حال من صحبة؛ أي: أمالوهما ذوي ولا.
739- وَ"كَـ"ـمْ "صُحْبَةٍ" يَا كَافِ والخُلْفُ "يَـ"ـاسِرٌ،.. وَهَا صِفْ "رِ"ضًى "حُـ"ـلْوًا وَتَحْتَ "جَـ"ـنًى "حَـ"ـلا
الكاف في كم: رمز ابن عامر كأنه قال: وابن عامر ومدلول صحبة على إمالة "يا" التي في أول سورة مريم، وعبر عنها بقوله: كاف؛ لأنه أولها كما يقال "ص"، "ن"، "ق"،.. وكذا صنع في غير هذا الموضع كقوله في يوسف:
وفي كاف فتح اللام في "مخلصا" ثوى ..........................
ومعنى الكلام في الظاهر: وكم صحبة أمالوها؛ أي: أمالها كثير من القراء، ثم قال: والخلف في إمالتها عن السوسي، والياسر في اللغة: هو اللاعب بقداح الميسر، وكان لا يتعاطاه من العرب إلا الكرماء، فكأنه قال: والخلف خلف كريم؛ أي: هو صادر عن نقل صحيح، ثم قال: وها؛ أي: وإمالة ها من "كهيعص" لأبي بكر والكسائي وأبي عمرو، ثم قال: وتحت؛ أي: وإمالة ها من السورة التي تحت مريم وهي "طه" جنى حلا؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/216]
أي: حلا جناه، وإمالته لورش ولأبي عمرو ومن يأتي ذكره في البيت الآتي، وليس لورش ما يمليه إمالة محضة غيرها من طه، وما عدا ذلك إنما يميله بين اللفظين.
740- "شَـ"ـفَا "صـ"ـادِقًا حم "مُخْـ"ـتَارُ "صُحْبَةٍ"،.. وَبَصْرٍ وَهُمْ أَدْرى وَبِالخُلْفِ "مُـ"ـثِّلا
حمزة والكسائي وأبو بكر هم: تتمة من أمال "ها" من "طه"، ثم قال "حم"؛ أي: أمال حا من "حم" في السور السبع ابن ذكوان وصحبه، ثم قال: وهم وأبو عمرو أمالوا لفظ "أدري" كيف أتى نحو "أدراك" وأدراكم، وعن ابن ذكوان خلاف فيه فقوله: وبصر مبتدأ، وليس عطفا على صحبة؛ لامتناع الجمع بين الرمز والتصريح والله أعلم.
741- وَذو الرَّا لِوَرْشٍ بَيْنَ بَيْنَ وَنافِع،.. لَدى مَرْيَمٍ هَايَا وَحَا "جِـ"ـيدُهُ "حَـ"ـلا
جمع في هذا البيت ذكر من أمال شيئا من ذلك بين بين، فورش فعل ذلك في "را" من: "الر" و"المر"، ونافع بكماله في "ها"، "يا" أول مريم، وورش وأبو عمرو فعلا ذلك في "حا" من: "حم" في السور السبع،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/217]
وأما لفظ "أدري"، فقد علم من مذهب ورش في إمالته بين بين من باب الإمالة، وإنما ذكره الناظم هنا لأجل زيادة أبي بكر وابن ذكوان على أصحاب إمالته، وإلا فهو داخل في قوله: وما بعد راء شاع حكما فأبو عمرو وحمزة والكسائي فيه على أصولهم، والجيد كل العنق، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/218]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (738 - وإضجاع را كلّ الفواتح ذكره = حمى غير حفص طا ويا صحبة ولا
739 - وكم صحبة يا كاف والخلف ياسر = وها صف رضى حلوا وتحت جنى حلا
740 - شفا صادقا حم مختار صحبة = وبصر وهم أدري وبالخلف مثّلا
741 - وذو الرّا لورش بين بين ونافع = لدى مريم ها يا وحا جيده حلا
أمال أبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ألف (را) في فواتح السور الست وهي: الر* فاتحة يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر المر فاتحة الرعد، وأمال شعبة وحمزة والكسائي ألف (طا) من طه، طسم* أول الشعراء والقصص
[الوافي في شرح الشاطبية: 284]
طس النمل، وألف (يا) من يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، وأمال ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ألف (يا) من كهيعص أول مريم.
وعبر الناظم عن سورة مريم بقوله: (كاف) لأن الكاف أول حروفها وما ذكره الناظم من إمالة السوسي (يا) أول مريم بخلف عنه في قوله: (والخلف ياسر) فخروج عن طريقه فلا يقرأ له إلا بالفتح. وأمال شعبة والكسائي وأبو عمرو (ألف ها) من كهيعص أول مريم. وأمال ورش، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي وشعبة ألف (ها) من طه وذلك قوله: (وتحت جنى حلا شفا صادقا) أي أمال هؤلاء ألف (ها) في السورة التي تحت سورة مريم في التلاوة وهي سورة طه، وأمال ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي ألف (حا) من حم* فاتحة السور السبع. وقوله: (وبصروهم أدرى) معناه: أن البصري والمذكورين قبل، وهم: ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، أمالوا ألف (أدرى) حيث ورد وكيف نزل في القرآن نحو: وَلا أَدْراكُمْ بِهِ، وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ. وقوله: (وبالخلف مثّلا) معناه: أنه اختلف عن ابن ذكوان في إمالة أدرى، فروي عنه في ألفه وجهان: الفتح والإمالة وقوله:
(وذو الرا لورش بين بين) معناه: أن ورشا يقلل الألف (ذا الراء) أي: الواقع بعد راء فيما ذكر وذلك في الر* فاتحة يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر والمر فاتحة الرعد، وفي لفظ أدرى حيث وقع. وقوله (ونافع لدى مريم ها يا) معناه: أن نافعا من روايتي قالون وورش عنه يقلل الألف من (ها ويا) أول مريم، هذا صريح كلامه ولكن المحققين على أن تقليل قالون في (ها ويا) أول مريم ليس من طرق الناظم فلا يقرأ له من طرقه إلا بالفتح، فيكون التقليل مقصورا فيهما على ورش. وقوله: (وحا جيده حلا) معناه: أن ورشا وأبا عمرو يقللان الألف في (حم) أول السور السبع ومما ينبغي أن يعلم أن ورشا لا يميل إمالة كبرى إلا الألف التي بعد الهاء في طه، ولا يخفى أن من لم يذكر من القراء في التراجم السابقة فقراءته بالفتح). [الوافي في شرح الشاطبية: 285]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ السَّكْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَى كُلِّ حَرْفٍ مِنَ الْفَوَاتِحِ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الرَّاءِ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر سكت أبي جعفر على الفواتح.
وذكر إمالة الراء في بابها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر على الفواتح، وإمالة را [1]، لسحر [2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/366] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
أمال الراء من "الر" هنا وهود ويوسف وإبراهيم والحجز و"المر" أول الرعد أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف إجراء لألفها مجرى المنقلبة عن الياء، قاله القاضي وقللها الأزرق وفتحها الباقون "وسكت" أبو جعفر على كل حرف من حروف الر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الر} قرأ البصري وشامي وشعبة والأخوان بإمالة الراء إضجاعًا، وورش بين بين، والباقون بالفتح، ولا يخفى أن (ألف) لا مد فيه، و(لام) يمد طويلاً، و(را) من الحروف الخمسة التي على حرفين، وهي هذا والطاء والهاء والحاء والياء، فيجب فيها القصر). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)}
{الر}
- قرأ نافع وابن كثير وحفص ويعقوب وقالون والمسيبي وأبو جعفر بفتح الراء على التفخيم (الر).
- وأمال الراء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويحيى عن أبي بكر عن عاصم وخلف والخزاز عن هبيرة عن حفص والبخاري عن ورش وابن مجاهد والنقاش وابن ذكوان.
وفي هذا إجراء للألف مجرى الألف المنقلبة عن ياء، فهم يميلونها تنبيهًا على أصلها.
- وقرأ نافع وابن عامر وحماد عن عاصم وورش وأزرق بين الفتح والكسر، وذكروا عن نافع أنه أقرب إلى الفتح.
قال أبو زرعة: (وهما -أي الفتح والإمالة- لغتان، أهل الحجاز يقولون: باء، وتاء، وراء، وطاء، وغيرهم يقول: باء، وتاء، وراء، وطاء).
وذكر مثل هذا ابت خالويه.
[معجم القراءات: 3/489]
- وسكت أبو جعفر وابن عباس على كل حرف من الحروف الثلاثة سكتةً خفيفة من غير تنفس، أي ألف، لام، راء.
وانظر الآية الأولى من سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 3/490]

قوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْألف وإسقاطها من قَوْله {إِن هَذَا لسحر مُبين} 2
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {لسحر} بِأَلف
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {لسحر} بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 322]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لساحر) مكي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لساحرٌ) [2]: بألف مكي، كوفي إلا المفضل). [المنتهى: 2/736]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن كثير: {لساحر مبين} (2): بالألف قبل الحاء.
والباقون: {لسحر}: بغير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون وابن كثير: (لساحر مبين) بالألف، والباقون (لسحر مبين) بغير ألف). [تحبير التيسير: 396]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([2]- {لَسَاحِرٌ} بألف: الكوفيون وابن كثير). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (742- .... .... .... سَاحِرٌ ظُبًى = .... .... .... ....). [الشاطبية: 59] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وظبة السيف والسهم والسنان: حده؛ أي ذو ظبى؛ أو جعله نفس الظبى مبالغة.
والمراد بذلك حمايته من الطعن). [فتح الوصيد: 2/970] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([742] نفصل يا حق علا ساحرٌ ظبى = وحيث ضياءً وافق الهمز قنبلا
ب: (الظبي): جمع (ظبة)، وهي حد السيف.
ح: (نفصل): مبتدأ، (يا): خبر مضاف إلى (حق)، أي: ياء حق بإضافة الموصوف إلى الصفة، (علا): صفة (حق)، (ساحرٌ ظبي): مبتدأ وخبر، أي: ذو ظبًى، أي: حجج تنصره وتعينه، (ضياءً): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود: والجملة: أضيف إليها (حيث)، و (حيث): ظرف (وافق)، (الهمز): فاعله، (قنبلا): مفعوله، لكن في الكلام قلبٌ، بمعنى: وافق قنبلٌ الهمز، أي: تابعه، نحو: (عضتُ الناقة على
[كنز المعاني: 2/296]
الحوض).
ص: يعني قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص: {يفصل الآيات} [5] بياء الغيبة مردودًا إلى الله تعالى، لما تقدم: {ما خلق الله} [5]، والباقون: بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ الكوفيون وابن كثير: (إن هذا لساحرٌ مبين) [2] على أن الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والباقون: {لسحرٌ}، أي: ذو سحرٍ، أو الإشارة إلى القرآن.
واكتفى الناظم باللفظ، لكن ... لم تُعلم القراءة الأخرى، إذ قد يكون في مقابلة (ساحر)، (سحارٌ)، وقد يكون: (سحرٌ).
وقرأ قنبل حيث جاء لفظ (ضئاء) بالهمز قبل الألف، والأصل: (ضواء)، نقلت الهمزة إلى العين، ثم قلبت الواو ياءً، ثم قلبها همزة، كما
[كنز المعاني: 2/297]
في (كساء)، والباقون: بالياء قبل الألف، والأصل: (ضواء) من الضوء، قلبت الواو ياء). [كنز المعاني: 2/297] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال ساحر ظبي؛ يعني: قوله تعالى قبل يفصل: {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ}.
أي: ذو سحر قرأه مدلول ظبي ساحر فقوله: ساحر هو مما استغنى لميه باللفظ عن القيد، ولكنه لم يبين القراءة الأخرى والخلاف في مثل هذا دائر تارة بين ساحر وسحار على ما في الأعراف والذي في آخر يونس، وتارة هو دائر بين ساحر وسحر على ما مر في المائدة وما يأتي في طه، وظبى جمع ظبة وهي من السيف والسهم والسنان حدها؛ أي: هو ذو ظبى؛ أي: له حجج تحميه وتقوم بنصرته). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/218] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (742 - .... .... .... ساحر ظبي = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير والكوفيون: قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ بسين مفتوحة
[الوافي في شرح الشاطبية: 285]
وألف بعدها وكسر الحاء، فتكون قراءة غيرهم بكسر السين وإسكان الحاء، وعلمت هذه القراءة من الشهرة). [الوافي في شرح الشاطبية: 286] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ فِي لَسَاحِرٌ فِي أَوَاخِرِ الْمِائَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لساحرٌ} [2] ذكر في المائدة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر على الفواتح، وإمالة را [1]، لسحر [2] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/366] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "للناس" كبرى الدوري من أبي عمرو من طريق أبي الزعراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" "الكافرون" الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لساحر" [الآية: 2] بالألف وكسر الحاء ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/103]
والباقون بغير ألف مع سكون الحاء ومر آخر المائدة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لسحر} [2] قرأ نافع والبصري والشامي بكسر السين، وإسكان الحاء، والباقون بفتح السين، والف بعدها، وكسر الحاء). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)}
{لِلنَّاسِ}
- قرأه الدوري عن أبي عمرو، من طريق أبي الزعراء بالإمالة، وتقدم الحديث في هذا في مواضع، وانظر الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{عَجَبًا}
- قراءة الجماعة (أكان للناس عجبًا) بالنصب خبر (كان)، والمصدر المؤول بعدها اسمها، والتقدير: أكان وحينا عجبًا.
- وقرأ ابن مسعود وابن عباس (أكان للناس عجب) بالرفع، وهو اسم (كان)، جاء نكرة، و(أن أوحينا) الخبر، وهو معرفة، والأحسن هنا جعل (كان) تامة، و(عجب) فاعل بها، و(أن أوحينا) بدل منه، والمعنى: أحدث للناس عجب.
{إِلَى رَجُلٍ}
- قراءة الجماعة (إلى رجلٍ) بضم الجيم.
- وقرأ رؤية (إلى رجلٍ) بسكون الجيم، وهي لغة تميمية، يسكنون (فعلًا) نحو: سبع وعضد في سبع وعضد.
[معجم القراءات: 3/490]
وذكر الزبيدي أنها لغة نقلها الصاغاني، وضم الجيم لغة الحجاز.
{الْكَافِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ}
- قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن مسعود وابن رزين ومسروق وابن جبير ومجاهد وابن وثاب وطلحة والأعمش وابن محيصن وعيسى بن عمر بخلاف عنه والأزرق وورش (لساحر) بألفٍ اسم فاعل، وهو إشارة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (لسحر) بغير ألف، وهو مصدر، وهو إشارة إلى الوحي، أو القرآن.
- وفي مصحف أبي بن كعب وقراءته (ما هذا إلا سحر).
- وفي قراءة الأعمش (ما هذا إلا ساحر).
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء من (لساحر) ). [معجم القراءات: 3/491]

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تذكرون" [الآية: 3] بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تذكرون} قرأ حفص والأخوان بتخفيف الذال، والباقون بتشديد). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)}
{اسْتَوَى}
- قراءة حمزة والكسائي وخلف بالإمالة.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{يُدَبِّرُ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- وقراءة الباقين بالتفخيم.
{فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا}
- قراءة ابن كثير بوصل الهاء بواو في الوصل (فاعبدوهو...).
- وقراءة الباقين بضم الهاء من غير وصل (فاعبدوه...).
{تَذَكَّرُونَ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي والأعمش وخلف، وهي رواية علي بن نصر عن أبيه عن أبان عن عاصم (تذكرون) بتخفيف الذال على حذف إحدى التاءين، وأصله: تتذكرون.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر (تذكرون) بتشديد الذال، وهذا من إدغام التاء في الذال، وأصله: تتذكرون.
وتقدم مثل هذا في الآية/152 من سورة الأنعام، والآية/3 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/492]

قوله تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أنه يبدأ) بفتح الألف، يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حقًا أنه) [4]: بفتح الألف يزيد). [المنتهى: 2/736]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْدَأُ) بضم الياء من غيرهم طَلْحَة، الباقون بفتح الياء والدال مع الهمز، وهو الاختيار، يقال: بدأ اللَّه الخلق، وقال: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (127- .... .... .... .... .... = .... .... افْتَحْ إِنَّهُ يَبْدَؤُ انْجَلَا). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم شرع في سورة يونس فقال: افتح أنه يبدأ انجلا يعني قرأ مرموز (ألف) انجلا وهو أبو جعفر {أنه يبدؤ الخلق} [4] بفتح الهمزة أي بأنه أولأنه وعلم من انفراده للآخرين الكسر على الابتداء). [شرح الدرة المضيئة: 144]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَقًّا إِنَّهُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {حقًا إنه} [4] بفتح الهمزة، والباقون بالكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (677 - وإنّه افتح ثق .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصّل = (حقّ) (ع) لا قضى سمّى أجل
أي وقرأ «إنه يبدأ الخلق» بفتح الهمزة أبو جعفر، والباقون بالكسر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 247]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصل = (حقّ) علا قضى سمّى أجل
في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: وعد الله حقّا أنه [4] بفتح الهمزة: والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: يفصّل الآيات [5] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب: لقضي إليهم أجلهم [11] بفتح القاف والضاد وألف، وأجلهم بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة وأجلهم بالرفع، واستغنى بـ (سمى) عن القيد، وقيد الرفع؛ لمخالفته.
وقرأ ذو زاي (زن) قنبل: ولأ دراكم به هنا [16]، ولأقسم بيوم القيامة [القيامة: 1] بحذف [ألف (لا)] في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
واختلف فيهما عن ذي هاء (هلا) البزي: فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين، وكذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة.
وروى ابن الحباب عن البزي إثبات الألف على أنها (لا) النافية، وكذلك روى المغاربة، والبصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، وبه قرأ الباقون.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وضده إثباتها، وكل على أصله في المنفصل.
وجه فتح أنه: تقدير اللام، أي: حقا لأنه.
ووجه كسرها: الاستئناف.
ووجه (ياء) يفصّل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله [تعالى:] ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ [الآية: 5] على جهة الغيبة؛ مناسبة يدبّر [الآية: 3] وما بعده.
ووجه النون: إسناده إلى المتكلم المعظم؛ مناسبة لقوله: أن أوحينا [2] على جهة الالتفات.
ووجه لقضى [11] بالفتح بناء الفعل للفاعل، وهو من باب «فعل»؛ فقلبت الياء ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها، وأسنده إلى ضمير الجلالة في قوله: ولو يعجّل الله [11]، فنصب أجلهم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول؛ للعلم بالفاعل؛ فنقل إلى [فعل]، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها، وأسند لفظا إلى أجلهم؛ فارتفع نيابة.
ووجه عدم الألف في ولأدراكم به [16]: جعل اللام للابتداء، أي: لو أراد الله ما أسمعتكم إياه، ولو شاء لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه منّ علي بالرسالة؛ فالأولى نفي، والثانية إيجاب.
ووجه الألف: جعل (لا) مؤكدة، أي: لو شاء ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لساني؛ فمنفيتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/367]
ووجه قصر لأقسم بيوم [القيامة: 1]: جعل اللام جواب [قسم] مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، وإذا كان الجواب اسمية، أكد باللام، وإن كان
خبرها مضارعا، وجاز أن يكون الجواب: لأقسم المراد به الحال.
ووجه مده: جعلها نافية لكلام مقدر: قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بـ (لا)، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس.
وقيل: نفي القسم، بمعنى: أن الأمر أعظم، أو (لا) زائدة على حد: لئلّا يعلم [الحديد: 29] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر: (حقًا أنه) بفتح الهمزة والباقون بكسرها والله الموفق). [تحبير التيسير: 396]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْق" [الآية: 4] فأبو جعفر بفتح الهمزة على أنه معمول للفعل الناصب وعد الله أي: وعد الله بدأ الخلق، ثم إعادته والمعنى إعادة الخلق بعد بدئه، أو على حذف لام الجر، وافقه الأعمش والباقون بالكسر على الاستئناف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)}
{وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا}
- قراءة الجماعة (وعد الله حقًا) بالنصب على أنهما مصدران مؤكدان لمضمون الجملة.
والتقدير: وعد الله وعدًا حقًا، فلما حذف الناصب، وهو الفعل، أضاف المصدر إلى الفاعل.
- وقرأ السلمي (وعد الله حقًا) بصيغة الفعل، ورفع الاسم الجليل على الفاعلية، وعلى هذا جاء تقدير قراءة الجماعة كما سلف.
- وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة (وعد الله حق) بالرفع على الاستئناف: وعد: مبتدأ، وحق: خبر عنه.
وذكر أبو حيان وغيره الرفع في لفظ (حق) على الابتداء، وجلعوا خبره المصدر المؤول بعده.
قال أبو حيان:
(... قرأ ابن أبي عبلة: حق بالرفع، فهذا ابتداء وخبره (أنه). انتهى. وكون (حق) خبر مبتدأ أو أنه هو المبتدأ هو الوجه في الإعراب
[معجم القراءات: 3/493]
كما تقول: صحيح أنك تخرج: لأن اسم (إن) معرفة، والذي تقدمها في هذا المثال معرفة) وذهب إلى مثل هذا الزمخشري، قال: (وقرئ حق أنه يبدأ الخلق) كقولك حق أن زيدًا منطلق).
وقال أبو جعفر النحاس:
(وأجاز الفراء (وعد الله) بالرفع بمعنى مرجعكم إليه وعد الله.
قال أحمد بن يحيى ثعلب: يجعله خبر (مرجعكم)...).
وقال الفراء:
(رفعت المرجع بـ(إليه)، ونصبت قوله: وعد الله حقًا) بخروجه منهما، ولو كان رفعًا كما تقول: الحق عليك واجب وواجبًا كان صوابًا، ولو استؤنف (وعد الله حق) كان صوابًا).
{إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة وحفص وأبو بكر عن عاصم والكسائي ويعقوب وخلف والحسن (إنه..) بكسر الهمزة على الاستئناف.
- قرأت عائشة وأبو رزين وعكرمة وأبو العالية وعبد الله بن مسعود والأعمش وسهل بن شعيب وأبو جعفر يزيد بن القعقاع، وهي قراءة ابن أبي عبلة السابقة مع الرفع (أنه..) بفتح الهمزة على تقدير: لأنه.
قال الزمخشري: (وقرئ: أنه يبدأ الخلق، بمعنى لأنه، أو هو منصوب بالفعل الذي نصب (وعد الله) أي: وعد الله وعدًا بدء
[معجم القراءات: 3/494]
الخلق، ثم إعادته...).
وقال الزجاج: (وقرئت (أنه) بفتح الألف وكسرها جميعًا، كثيرتان في القراءة، فمن فتح فالمعنى: إليه مرجعكم لأنه يبدأ الخلق، ومن كسر كسر على الاستئناف والابتداء).
وقال العكبري:
(الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، وقرئ بفتحها، والتقدير: حق أنه يبدأ، فهو فاعل، ويجوز أن يكون التقدير لأنه يبدأ.
وذكر أبو جعفر الطوسي أن الفراء ذهب إلى أن من فتح جعله مفعول حقًا، كأنه قال: حقًا أنه..
قال الفراء: (... وقد فتحها بعض القراء، ونرى أنه جعلها اسمًا للحق، وجعل (وعد الله) متصلًا بقوله: (إليه مرجعكم)، ثم قال: (حقًا أنه يبدأ الخلق)، فـ (أنه في موضع رفع...).
{يَبْدَأُ}
- قراءة الجماعة (يبدأ) بفتح أوله من (بدأ) الثلاثي.
- وقرأ طلحة بن مصرف (يبدئ) بضم ياء المضارعة وكسر الدال، من (أبدأ) الرباعي.
وبدأ وأبدأ بمعنى، قال العكبري: (وماضي يبدأ بدأ، وفيه لغة أخرى: أبدأ).
- ولهشام وحمزة في الوقف إبدال الهمزة ألفًا، ولهما التسهيل والروم، والإبدال واوًا مع السكون، والروم، والإشمام، ولم يثبت الوجه الأخير عند صاحب النشر). [معجم القراءات: 3/495]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (5) ، (6) ]

{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) }

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {هُوَ الَّذِي جعل الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نورا} 5
قَرَأَ ابْن كثير وَحده (ضئآء) بهمزتين في كل الْقُرْآن الْهمزَة الأولى قبل الْألف وَالثَّانيَِة بعْدهَا كَذَلِك قَرَأت على قنبل
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِهَمْزَة وَاحِدَة في كل الْقُرْآن
وَكَانَ أَصْحَاب البزي وَابْن فليح يُنكرُونَ هَذَا ويقرأون مثل قِرَاءَة النَّاس {ضِيَاء}
وأخبرني الخزاعي عَن عبد الْوَهَّاب بن فليح عَن أَصْحَابه عَن ابْن كثير أَنهم لَا يعْرفُونَ إِلَّا همزَة وَاحِدَة بعد الْألف في {ضِيَاء} ). [السبعة في القراءات: 323]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {يفصل الْآيَات} 5
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص (يفصل الأيت) بِالْيَاءِ
وروى مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير بالنُّون
وحدثني مُضر بن مُحَمَّد عَن البزي بإسناده عَن ابْن كثير بالنُّون
وحدثني الْحسن عَن البزي بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {نفصل} بالنُّون). [السبعة في القراءات: 323]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يفصل) بالياء، مكي، بصري، وحفص، والعجلي). [الغاية في القراءات العشر: 273]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يفصل) [5]: بالياء مكي، بصري غير سلام وأيوب، وحفصٌ، وأبو عبيد.
(ضئاءً) [5]: بالهمز، حيث جاء قنبل إلا الهاشمي). [المنتهى: 2/736]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قنبل (ضئاء) بهمزتين بينهما ألف حيث وقع، وقرأ الباقون بياء قبل الألف وهمزة بعدها). [التبصرة: 230]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص (يفصل) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 230]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قنبل: {ضئاء} (5)، و: {بضئاء}، هنا، وفي الأنبياء: (48)، والقصص (71): بهمزة بعد الضاد.
والباقون: بياء مفتوحة بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 307]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص: {يفصل الآيات} (5): بالياء.
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قنبل: (ضئاء وبضئاء)، هنا وفي الأنبياء والقصص بهمزة بعد الضّاد، والباقون بياء مفتوحة بعدها.
[تحبير التيسير: 396]
ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص: (يفصل الآيات) بالياء، والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 397]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُفَصِّلُ الْآيَاتِ) بالياء مكي غير أبي حاتم، ومضر عن البزي قول الدهان، وقاسم، وحفص، وبصري غير أيوب، وسلام، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو والعجلي في قول العراقي، وهو الاختيار قوله: (مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ) روى هارون عن أَبِي عَمْرٍو بالياء خفيف، الباقون بالنون). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([5]- {يُفَصِّلُ} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو وحفص). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (742 - نُفَصِّلُ يَا حَقٍّ عُلاً سَاحِرٌ ظُبًى = وَحَيْثُ ضِيَاءً وَافَقَ الْهَمْزُ قُنْبُلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([742] نفصل يا (حق) (عـ)لًا ساحرٌ (ظـ)بى = وحيث ضياءً وافق الهمز (قنبلا)
يريد ياء {يفصل}.
(یا حق علا)، لأن قبله: {ما خلق الله}.
و(نفصل) بالنون التفاتٌ ساحر، مما استغني فيه باللفظ عن القيد.
وظبة السيف والسهم والسنان: حده؛ أي ذو ظبى؛ أو جعله نفس الظبى مبالغة.
والمراد بذلك حمايته من الطعن.
[فتح الوصيد: 2/970]
(وحيث ضياءً)، أي وحيث وقع {ضياء}.
وأصل ضياء، ضواءٌ؛ فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
و(ضئاء) بالهمز، لأنه أخرت العين إلى موضع اللام، وقدمت اللام إلى موضعها، فصارت الياء طرفًا بعد ألف زائدة، فقلبت همزة كسقاء؛ أو رجعت عين الفعل حين أخرت إلى أصلها، لزوال الموجب لقلبها ياء، فقلبت الواو همزة كدعاء.
وضياءٌ، جمع ضوء، كسوطٍ وسياط؛ أو مصدر لـ: ضاء يضوء ضياءً، كقام قيامًا.
وكونه جمعًا في قراءة القلب والهمز أولى، لأن المصدر يجري على فعله في الإعتلال والصحة؛ فإذا لم يكن في الفعل هذا القلب والتغيير، لم ينبغ أن يكون في المصدر.
وكونه مصدرًا على القراءة الأخرى جيد.
ويجوز أن يكون جمعًا كـ: حوض وحياض؛ والمعنى: ذات ضياء وذا نور.
أو جعلهما نفس الضياء والنور، مبالغةً لكثرة ذلك فيهما). [فتح الوصيد: 2/971]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([742] نفصل يا حق علا ساحرٌ ظبى = وحيث ضياءً وافق الهمز قنبلا
ب: (الظبي): جمع (ظبة)، وهي حد السيف.
ح: (نفصل): مبتدأ، (يا): خبر مضاف إلى (حق)، أي: ياء حق بإضافة الموصوف إلى الصفة، (علا): صفة (حق)، (ساحرٌ ظبي): مبتدأ وخبر، أي: ذو ظبًى، أي: حجج تنصره وتعينه، (ضياءً): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود: والجملة: أضيف إليها (حيث)، و (حيث): ظرف (وافق)، (الهمز): فاعله، (قنبلا): مفعوله، لكن في الكلام قلبٌ، بمعنى: وافق قنبلٌ الهمز، أي: تابعه، نحو: (عضتُ الناقة على
[كنز المعاني: 2/296]
الحوض).
ص: يعني قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص: {يفصل الآيات} [5] بياء الغيبة مردودًا إلى الله تعالى، لما تقدم: {ما خلق الله} [5]، والباقون: بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ الكوفيون وابن كثير: (إن هذا لساحرٌ مبين) [2] على أن الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والباقون: {لسحرٌ}، أي: ذو سحرٍ، أو الإشارة إلى القرآن.
واكتفى الناظم باللفظ، لكن ... لم تُعلم القراءة الأخرى، إذ قد يكون في مقابلة (ساحر)، (سحارٌ)، وقد يكون: (سحرٌ).
وقرأ قنبل حيث جاء لفظ (ضئاء) بالهمز قبل الألف، والأصل: (ضواء)، نقلت الهمزة إلى العين، ثم قلبت الواو ياءً، ثم قلبها همزة، كما
[كنز المعاني: 2/297]
في (كساء)، والباقون: بالياء قبل الألف، والأصل: (ضواء) من الضوء، قلبت الواو ياء). [كنز المعاني: 2/296]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (742- نُفَصِّلُ يَا "حَقٍّ عُـ"ـلًا سَاحِرٌ "ظُـ"ـبًى،.. وَحَيْثُ ضِيَاءً وَافَقَ الهَمْزُ قُنْبُلا
قصر لفظ "يا" ضرورة، والخلاف في: {نُفَصِّلُ الْآياتِ} بالياء والنون ظاهر، ثم قال ساحر ظبي؛ يعني: قوله تعالى قبل يفصل: {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ}.
أي: ذو سحر قرأه مدلول ظبي ساحر فقوله: ساحر هو مما استغنى لميه باللفظ عن القيد، ولكنه لم يبين القراءة الأخرى والخلاف في مثل هذا دائر تارة بين ساحر وسحار على ما في الأعراف والذي في آخر يونس، وتارة هو دائر بين ساحر وسحر على ما مر في المائدة وما يأتي في طه، وظبى جمع ظبة وهي من السيف والسهم والسنان حدها؛ أي: هو ذو ظبى؛ أي: له حجج تحميه وتقوم بنصرته ثم قال: وحيث ضياء؛ أي: حيث أتى هذا اللفظ فضياء مرفوع بالابتداء على ما عرف فيما بعد حيث والخبر محذوف أي: وحيث ضياء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/218]
موجود ولا تنصب حكاية لما في يونس؛ فإنه قد يكون مجرورا نحو ما في القصص: {مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ}.
ثم قال: وافق الهمز قنبلا، وهو من قولك: وافقني كذا إذا صادفته من غرضك وأراد همز الياء، ولم يبين ذلك، وفي آخر الكلمة همز، فربما يتوهم السامع أنه هو المعنى، ثم لو فهم ذلك لم يكن مبينا للقراءة الأخرى؛ فإن الهمز ليس ضده إلا تركه، ولا يلزم من تركه أبداله ياء، فقد حصل نقض في بيان هاتين المسألتين؛ ساحر وضياء، فلو أنه قال: ما تبين به الحرفان لقال ساحر ظبى بسحر ضياء همزيا الكل زملا، قالوا: ووجه هذا الهمز أنه أخر الياء وقدم الهمزة، فانقلبت الياء همزة؛ لتطرفها بعد ألف زائدة كسقاء ووداء، وهذه قراءة ضعيفة فإن قياس اللغة الفرار من اجتماع همزتين إلى تخفيف إحداهما فكيف يتحيل بتقديم وتأخير إلى ما يؤدي إلى اجتماع همزتين لم يكونا في الأصل هذا خلاف حكمة اللغة، قال ابن مجاهد: ابن كثير وحده "ضياء" بهمزتين في كل القرآن؛ الهمزة الأولى قبل الألف والثانية بعدها، كذلك قرأت على قنبل وهي غلط، وكان أصحاب البزي وابن فليح ينكرون هذا، ويقرءون ضياء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/219]
مثل الناس، قال أبو علي: ضياء مصدرا وجمع ضوء كبساط). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/220]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (742 - نفصّل يا حقّ علا ساحر ظبي = وحيث ضياء وافق الهمز قنبلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص: يُفَصِّلُ الْآياتِ بالياء، فتكون قراءة غيرهم بالنون. وقرأ ابن كثير والكوفيون: قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ بسين مفتوحة
[الوافي في شرح الشاطبية: 285]
وألف بعدها وكسر الحاء، فتكون قراءة غيرهم بكسر السين وإسكان الحاء، وعلمت هذه القراءة من الشهرة. وقوله: (وحيث ضياء إلخ) معناه: حيث وجد هذا اللفظ فقنبل يقرؤه بهمزة مفتوحة بعد الضاد بدلا من الياء المفتوحة وهو في القرآن في ثلاثة مواضع: جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً هنا، وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً في الأنبياء، مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ في القصص.
وقوله: (وافق الهمز قنبلا) (الهمز) فيه فاعل، و(قنبلا): مفعول. ووافق من الأفعال التي يصح إسنادها إلى كل من معموليها كالأفعال التي تكون من اللّقي والمقابلة والمصاحبة). [الوافي في شرح الشاطبية: 286]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُفَصِّلُ الْآيَاتِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ وَحَفْصٌ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ هَمْزُ ضِيَاءً فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وحفص {يفصل الآيات} [5] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ضياءً} [5] ذكر لقنبل في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (677- .... .... .... ويا يفصّل = حقٌّ علا .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يا يفصل) يريد قوله تعالى: يفصل الآيات بالياء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص، والباقون بالنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 247]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصل = (حقّ) علا قضى سمّى أجل
في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: وعد الله حقّا أنه [4] بفتح الهمزة: والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: يفصّل الآيات [5] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب: لقضي إليهم أجلهم [11] بفتح القاف والضاد وألف، وأجلهم بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة وأجلهم بالرفع، واستغنى بـ (سمى) عن القيد، وقيد الرفع؛ لمخالفته.
وقرأ ذو زاي (زن) قنبل: ولأ دراكم به هنا [16]، ولأقسم بيوم القيامة [القيامة: 1] بحذف [ألف (لا)] في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
واختلف فيهما عن ذي هاء (هلا) البزي: فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين، وكذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة.
وروى ابن الحباب عن البزي إثبات الألف على أنها (لا) النافية، وكذلك روى المغاربة، والبصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، وبه قرأ الباقون.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وضده إثباتها، وكل على أصله في المنفصل.
وجه فتح أنه: تقدير اللام، أي: حقا لأنه.
ووجه كسرها: الاستئناف.
ووجه (ياء) يفصّل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله [تعالى:] ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ [الآية: 5] على جهة الغيبة؛ مناسبة يدبّر [الآية: 3] وما بعده.
ووجه النون: إسناده إلى المتكلم المعظم؛ مناسبة لقوله: أن أوحينا [2] على جهة الالتفات.
ووجه لقضى [11] بالفتح بناء الفعل للفاعل، وهو من باب «فعل»؛ فقلبت الياء ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها، وأسنده إلى ضمير الجلالة في قوله: ولو يعجّل الله [11]، فنصب أجلهم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول؛ للعلم بالفاعل؛ فنقل إلى [فعل]، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها، وأسند لفظا إلى أجلهم؛ فارتفع نيابة.
ووجه عدم الألف في ولأدراكم به [16]: جعل اللام للابتداء، أي: لو أراد الله ما أسمعتكم إياه، ولو شاء لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه منّ علي بالرسالة؛ فالأولى نفي، والثانية إيجاب.
ووجه الألف: جعل (لا) مؤكدة، أي: لو شاء ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لساني؛ فمنفيتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/367]
ووجه قصر لأقسم بيوم [القيامة: 1]: جعل اللام جواب [قسم] مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، وإذا كان الجواب اسمية، أكد باللام، وإن كان
خبرها مضارعا، وجاز أن يكون الجواب: لأقسم المراد به الحال.
ووجه مده: جعلها نافية لكلام مقدر: قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بـ (لا)، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس.
وقيل: نفي القسم، بمعنى: أن الأمر أعظم، أو (لا) زائدة على حد: لئلّا يعلم [الحديد: 29] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم [همز ضئاء] [5] في الهمز المفرد، وتسهيل واطمأنّوا [7] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ضياء" [الآية: 5] هنا و[الأنبياء الآية: 48] و[القصص الآية: 71] قنبل بقلب الياء همزة، وأولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه، وأخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام، فوقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة فقلبت همزة على حد رداء، والباقون بالياء قبل الألف وبعد الضاد، جمع ضوء كسوط وسياط والياء عن واو، ويجوز كونه مصدر ضاء ضياء كعاد عيادا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُفَصِّلُ الْآيات" [الآية: 5] فابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بياء الغيب جريا على اسم الله تعالى، وافقهم اليزيدي والحسن، والباقون بنون العظمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ضيآء} [5] قرأ قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد، والباقون بياء مفتوحة مكان الهمزة، ولا خلاف بينهم في إثبات الهمزة التي بعد الألف). [غيث النفع: 682]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نفصل} قرأ المكي والبصري وحفص بالتحتية، والباقون بالنون). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
{ضِيَاءً}
- قراءة الجماعة (ضياءً) بياء قبل الألف، وهو جمع ضوء مثل: سوط وسياط، فالياء منقلبة عن واو، وأصله: ضواء، ويجوزأن يكون مصدر ضاء ضياءً مثل: عاد عيادًا.
قال ابن عطية: (وقد رويت عن ابن كثير).
- وقرأ ابن كثير وقنبل عن ابن ذكوان في كل القرآن، وأبو عون وابن مجاهد في قراءته على قنبل، والمولى عن الزينبي (ضئاءً) بهمزتين، الأولى قبل الألف بدل الياء.
وأولوه على أنه مقلوب، قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه، وأخرت عينه التي هي ياء منقلبة عن واو إلى موضع اللام، فوقعت الياء طرفًا بعد ألف زائدة، فقلبت همزة على حد (رداء)، وبيان ذلك كما يلي:
الصورة الأولى: ضواء: - قلبت الواء ياءً لكسر ما قبلها فصارت ضياءً، وهي قراءة الجماعة.
الصورة الثانية: ضئاي، أو ضئاو، نقلت الهمزة إلى موضع العين، والياء المنقلبة عن واو إلى موضع اللام فصارت ضئاي، أو ضئاو،
[معجم القراءات: 3/496]
على رجوع الواو إلى أصلها بعد زوال موجب القلب وهو الكسر.
الصورة الثالثة: ضئاء: لما تطرفت الياء بعد ألف زائدة قلبت همزة كما فعل في دعاء وسقاء، فصار عندنا همزتان: الأولى قبل الألف وهي الأصلية التي كانت لام الفعل، والثانية بعد الألف وهي المنقلبة عن ياء أو واو.
ويصبح وزن قراءة ابن كثير: فلاعًا، وقد كانت من قبل على فعالًا.
قال مكي: (ولو قلت: إن الهمزة في: ضئاء انقلبت عن واو (ضئاو) لأن الياء لما تأخرت وزالت عنها الكسرة التي قبلها رجعت إلى أصلها، وهو الواو، فقلبت همزة كدعاء لجاز ذلك).
- وزعم ابن مجاهد أن قراءة ابن كثير غلط، مع اعترافه أنه قرأها كذلك على قنبل، وقد خالف الناس ابن مجاهد، فرووه عن ابن كثير بالهمز بلا خلاف.
قال ابن مجاهد:
(وكان أصحاب البزي وابن فليح يتركون هذا -أي هذه القراءة- ويقرأون مثل قراءة الناس ضياءً.
وأخبرني الخزاعي عن عبد الوهاب بن فليح عن أصحابه عن ابن كثير أنهم لا يعرفون إلا همزة واحدة بعد الألف في (ضياءً).
قلت: البزي وابن فليح من رواة قراءة ابن كثير، والخزاعي هو إسحاق بن أحمد إمام في قراءة المكيين قرأ على البزي وابن فليح.
[معجم القراءات: 3/497]
- وإذا وقف حمزة على (ضياء) سهل الهمزة مع المد والقصر.
{مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما.
{وَالْحِسَابَ}
- قراءة الجماعة (والحساب) بكسر الحاء.
- وقرأ طلحة بن مصرف (والحساب) بفتح الحاء، ورواه كذلك أبو توبة عن العرب.
{يُفَصِّلُ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة برواية العجلي واليزيدي والحسن والمفضل ويعقوب وسهل (يفصل) بالياء جريًا على اسم الله تعالى، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
- وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي، وهي رواية محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير، وهي قراءة خلف وأبي جعفر والأعرج وشيبة والحسن والأعمش (نفصل) بنون العظمة على سبيل الالتفات.
- وقرأ ابن السميفع (تفصل الآيات) الفعل بالتاء، مبنيًا للمفعول، والآيات: رفع به). [معجم القراءات: 3/498]

قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}
{وَالنَّهَارِ}
- الإمالة فيه عن أبي عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي.
- وقراءة الأزرق عن ورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم الحديث عن هذه الإمالة في الآية/164 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/499]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]

{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ وَاطْمَأَنُّوا بِهَا فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({واطمأنوا} [7] ذكر للأصبهاني في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم [همز ضئاء] [5] في الهمز المفرد، وتسهيل واطمأنّوا [7] للأصبهاني). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" همز "أطمأنوا" الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين 85، 114 من سورة البقرة.
{وَاطْمَأَنُّوا}
- قرأ الأصبهاني وورش بتسهيل الهمزة في الحالين.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل). [معجم القراءات: 3/499]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)}
{مَأْوَاهُمُ}
- تقدمت قراءة (ماواهم) بإبدال الهمزة ألفًا لأبي عمرو ويزيد والأعمش والأصبهاني وورش، وكذا حمزة في الوقف.
انظر الآية/151 من سورة آل عمران.
- كما تقدمت الإمالة في ألف (مأوى)، انظر الآية/73 من سورة التوبة). [معجم القراءات: 3/499]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "يهديهم" الثانية يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم الهاء والميم من "تحتهم الأنهار" وصلا حمزة والكسائي وخلف وكسرهما أبو عمرو ويعقوب وكسر الهاء وضم الميم الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحتهم الأنهار} [9] لا يخفى). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
{يَهْدِيهِمْ}
- قراءة الجماعة (يهديهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
- وقراءة يعقوب (يهديهم) بضم الهاء على الأصل.
{بِإِيمَانِهِمْ}
- قراءة حمزة بتسهيل الهمزة بين بين في الوقف.
{مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش بضم الهاء والميم في الوصل (من تحتهم الأنهار).
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بكسر الهاء والميم في الوصل (من تحتهم الأنهار)، وكسر الميم لالتقاء الساكنين.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن (من تحتهم الأنهار) بضم الميم وكسر الهاء، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
- وأما في الوقف فكلهم على إسكان الميم (من تحتهم)، وهم على أصولهم في حركة الهاء.
- وقرأ ورش بنقل حركة الهمزة في (الأنهار) إلى اللام سواء وقف أو وصل.. الأنهار).
- وحمزة ينقل في الوقف بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بغير نقل وصلًا ووقفًا). [معجم القراءات: 3/500]

قوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن الحمد لله) [10]: نصب: المنهال عن يعقوب). [المنتهى: 2/737]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((أَنَّ) مشدد (الْحَمْدَ) نصب أبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ والزَّعْفَرَانِيّ، وأبو حنيفة، والمنهال، والوليد، وابن عبد الخالق عن يعقوب، الباقون خفيف، وهو الاختيار؛ إذ معناه: أي الحمد للَّه). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن "إن الحمد لله" بتشديد النون ونصب الحمد اسما لها،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/104]
وهو يؤيد أنها المخففة في قراءة الجمهور، وعن الحسن كسر دال الحمد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {العالمين} تام، وفاصلة، ومنتهى الربع، بلا خلاف). [غيث النفع: 682]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)}
{دَعْوَاهُمْ}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة أبي عمرو بالتقليل.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ}
- قراءة الجماعة (أن الحمد لله) أن: المخففة من الثقيلة، وحركت بالكسر لالتقاء الساكنين.
والمعنى: أنه الحمد لله، على أن يكون الضمير للشأن.
- وقرأ الحسن (أن الحمد لله) بكسر دال (الحمد)، وهذا من إتباع حركة الدال لحركة اللام بعدها، وهو إتباع غريب؛ لأن فيه إتباع حركة معرب لحركة غير إعراب.
ويبدو أن قراءة الحسن قد تواترت في مثل هذا الموضع، وقد أوضحت هذا في الآية الثانية في سورة الفاتحة، غير أن القراءة هناك مروية عن زيد بن علي مع الحسن.
- وقرأ عكرمة ومجاهد وقتادة وابن يعمر ويعقوب عن بلال بن أبي بردة وأبو مجلز وأبو حيوة وابن محيصن وهي رواية الغزنوي وأبي
[معجم القراءات: 3/501]
حاتم (أن الحمد لله) بالتشديد، ونصب (الحمد) اسمًا لها، وهي مصدرية، والتقدير: آخر دعواهم حمد الله.
قال ابن جني:
(هذه القراءة تدل على أن قراءة الجماعة (أن الحمد لله) على أن (أن) مخففة من (أن) بمنزلة قول الأعشى:
في فتية كسيوف الهند قد علموا = أن هالك كل من يحفى وينتعل
أي: أنه هالك.
فكأنه على هذا: وآخر دعواهم أنه الحمد لله..) ). [معجم القراءات: 3/502]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (11) إلى الآية (14) ]

{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) }

قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في ضم الْقَاف وَفتحهَا من قَوْله {لقضي إِلَيْهِم أَجلهم} 11
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {لقضي إِلَيْهِم} بِفَتْح الْقَاف {أَجلهم} نصبا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لقضي إِلَيْهِم} بِضَم الْقَاف وَكسر الضَّاد {أَجلهم} بِضَم اللَّام). [السبعة في القراءات: 323 - 324]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لقضي إليهم أجلهم) نصب، شامي، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 274]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لقضى إليهم أجلهم) [11]: نصب: دمشقي، ويعقوب). [المنتهى: 2/737]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (لقضى) بفتح القاف والضاد وبألف بعد الضاد (أجلهم) بالنصب، وقرأ الباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة بعد الضاد ورفع (أجلهم) ). [التبصرة: 230]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {لقضى إليهم} (11): بفتح القاف والضاد. {أجلهم}: بنصب اللام.
والباقون: بضم القاف، وكسر الضاد، وفتح الياء، ورفع اللام). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر ويعقوب: (لقضى إليهم)، بفتح القاف والضّاد (أجلهم) بنصب اللّام، والباقون بضم القاف وكسر الضّاد وفتح الياء ورفع اللّام). [تحبير التيسير: 397]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11]- {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} بنصبهما: ابن عامر). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (743 - وَفِي قُضِيَ الْفَتْحانِ مَعْ أَلِفٍ هُنَا = وَقُلْ أَجَلُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ كُمِّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([743] وفي قضي الفتحان مع ألفٍ هنا = وقل أجل المرفوع بالنصب (كـ)ملا
والتعليل في هذا البيت ظاهر). [فتح الوصيد: 2/971]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([743] وفي قضي الفتحان مع ألف هنا = وقل أجل المرفوع بالنصب كملا
ح: (في قضي): خبر، (الفتحان): مبتدأ، (مع ألفٍ): حال، (أجل): مبتدأ، (المرفوع): صفته (كملا): خبره، (بالنصب): متعلق به.
ص: يعني: قرأ ابن عامر: (لقضى إليهم أجلهم} [11] بالفتحتين في القاف والضاد مع ألفٍ بعدهما على بناء الفاعل ونصب (أجلهم) على أنه مفعول، والباقون: بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة بعدهما على بناء المفعول ورفع {أجلهم} على الفاعلية.
واكتفى في القراءة الثانية باللفظ، وقال: (هنا) احترازًا عما في الزمر: {قضى عليها الموت} [42] لأنه وإن وقع الخلاف فيه، لكن رجاله أكثر). [كنز المعاني: 2/298]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (743- وَفِي قُضِيَ الفَتْحانِ مَعْ أَلِفٍ هُنَا،.. وَقُلْ أَجَلُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ "كُـ"ـمِّلا
يريد: {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}، قراءة ابن عامر على البناء للفاعل، فنصب أجلهم على المفعولية، وقراءة الباقين على بناء الفعل للمفعول، وهو أجلهم، فلزم رفعه، فقول الناظم الفتحان؛ يعني: في القاف والضاد والألف بعدهما، والقراءة الأخرى علمت بما لفظ به لا من الضدية ولو بين القراءة الأخرى باللفظ، فقال: قضى موضع قوله: هنا أو موضع قوله: وقل لكان أولى وأكثر فائدة؛ لما فيه من الإيضاح ورفع وهم احتمال أن يريد زيادة ألف على الياء فيصير قضيا، وإنما قال: هنا احترازا من التي في الزمز: {قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ}؛ فإن الخلاف فيها أيضا كهذا الخلاف، وإن كان الأكثر ثَم على مثل قراءة ابن عامر هنا وكان مستغنيا عن هذا الاحتراز؛ فإن الإطلاق لا يعم غير ما في السورة التي هو في نظم خلفها على ما بيناه مرارا، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/220]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (743 - وفي قضي الفتحان مع ألف هنا = وقل أجل المرفوع بالنّصب كمّلا
قرأ ابن عامر: لقضى إليهم أجلهم بفتح القاف والضاد وألف بعدها، وأجلهم
بنصب رفع اللام، فتكون قراءة غيره بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة بعدها ورفع اللام وعلمت قراءة غيره من اللفظ). [الوافي في شرح الشاطبية: 286]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (128 - وَقُلْ لَقَضَى الشَّامِ حُمْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - وقل لقضى كالشام (حُـ)ـم يمكروا (يـ)ـدٌ = وينشركم (أ)د قطعًا اسكن (حـ)ـلا حلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بحا) حم وهو يعقوب {لقضي إليهم أجلهم} [11] بفتح القاف والضاد كابن عامر على بناء المفعولية ولم يتعرض لنصب {أجلهم} فربما يتوهم من عدم تعرضه تخصيص الترجمة بقوله {لقضي} ورفع {أجلهم} من وفاق ابن عامر ولم يقرأ به أحد ولكنه اعتمد على تشبيهه بابن عامر). [شرح الدرة المضيئة: 144]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالضَّادِ وَقَلْبِ الْيَاءِ أَلِفًا (أَجَلَهُمْ) بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِ الْيَاءِ أَجَلُهُمْ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب {لقضى} [11] بفتح القاف والضاد، {أجلهم} [11] بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء ورفع {أجلهم} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (677- .... .... .... .... .... = .... .... قضي سمّى أجل
678 - في رفعه انصب كم ظبىً .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (قضى) يريد قوله تعالى: لقضى إليهم أجلهم
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 247]
قرأه على تسمية الفاعل: أي بفتح القاف والضاد أجلهم ابن عامر ويعقوب وسيأتي بيانه، والباقون بضم القاف وكسر الضاد على ما لم يسم فاعله ورفع أجلهم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصل = (حقّ) علا قضى سمّى أجل
في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: وعد الله حقّا أنه [4] بفتح الهمزة: والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: يفصّل الآيات [5] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب: لقضي إليهم أجلهم [11] بفتح القاف والضاد وألف، وأجلهم بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة وأجلهم بالرفع، واستغنى بـ (سمى) عن القيد، وقيد الرفع؛ لمخالفته.
وقرأ ذو زاي (زن) قنبل: ولأ دراكم به هنا [16]، ولأقسم بيوم القيامة [القيامة: 1] بحذف [ألف (لا)] في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
واختلف فيهما عن ذي هاء (هلا) البزي: فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين، وكذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة.
وروى ابن الحباب عن البزي إثبات الألف على أنها (لا) النافية، وكذلك روى المغاربة، والبصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، وبه قرأ الباقون.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وضده إثباتها، وكل على أصله في المنفصل.
وجه فتح أنه: تقدير اللام، أي: حقا لأنه.
ووجه كسرها: الاستئناف.
ووجه (ياء) يفصّل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله [تعالى:] ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ [الآية: 5] على جهة الغيبة؛ مناسبة يدبّر [الآية: 3] وما بعده.
ووجه النون: إسناده إلى المتكلم المعظم؛ مناسبة لقوله: أن أوحينا [2] على جهة الالتفات.
ووجه لقضى [11] بالفتح بناء الفعل للفاعل، وهو من باب «فعل»؛ فقلبت الياء ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها، وأسنده إلى ضمير الجلالة في قوله: ولو يعجّل الله [11]، فنصب أجلهم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول؛ للعلم بالفاعل؛ فنقل إلى [فعل]، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها، وأسند لفظا إلى أجلهم؛ فارتفع نيابة.
ووجه عدم الألف في ولأدراكم به [16]: جعل اللام للابتداء، أي: لو أراد الله ما أسمعتكم إياه، ولو شاء لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه منّ علي بالرسالة؛ فالأولى نفي، والثانية إيجاب.
ووجه الألف: جعل (لا) مؤكدة، أي: لو شاء ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لساني؛ فمنفيتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/367]
ووجه قصر لأقسم بيوم [القيامة: 1]: جعل اللام جواب [قسم] مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، وإذا كان الجواب اسمية، أكد باللام، وإن كان
خبرها مضارعا، وجاز أن يكون الجواب: لأقسم المراد به الحال.
ووجه مده: جعلها نافية لكلام مقدر: قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بـ (لا)، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس.
وقيل: نفي القسم، بمعنى: أن الأمر أعظم، أو (لا) زائدة على حد: لئلّا يعلم [الحديد: 29] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُم" [الآية: 11] فابن عامر ويعقوب بفتح القاف والضاد، وقلب الياء ألفا [الآية: 16] مبنيا للفاعل أجلهم بالنصب مفعولا به، وافقهما المطوعي والباقون: بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء مبنيا للمفعول، أجلهم بالرفع على النيابة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "طغيانهم" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولو يعجل الله للناس الشر}
{لقضي إليهم أجلهم} [11] قرأ الشامي بفتح القاف والضاد، وقلب الياء ألفًا، و{أجلهم} بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد بعدها ياء مفتوحة، و{أجلهم} بالرفع، وحكم {إليهم} لا يخفى). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}
{لِلنَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو، انظر الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ}
- إدغام الراء في اللام عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
[معجم القراءات: 3/502]
{لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}
- قراءة الجماعة (لقضي إليهم أجلهم) الفعل مبني للمفعول، و(أجلهم) بالرفع حل محل الفاعل.
- وقرأ ابن عامر ويعقوب والمطوعي وعوف وعيسى بن عمر (لقضى إليهم أجلهم) الفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، وتقدم ذكره في أول الآية: (ولو يعجل الله للناس...)، و(أجلهم) بالنصب، مفعول به.
وهاتان القراءتان جيدتان عند الزجاج، قال: (ولقضي) أحسنهما؛ لأن قوله: (ولو يعجل الله للناس الشر) يتصل به (لقضي إليهم أجلهم) انتهى.
ومثل هذا عند ابن خالويه:
قلت: سياق كلام الزجاج يقتضي أن يكون عنده أحسن القراءتين قراءة ابن عامر ومن معه (لقضى...) ولعل المحقق التبس عليه الأمر فضبط النص على غير وجهه الذي ينبغي له!!.
- وقرأ الأعمش وعبد الله بن مسعود (لقضينا إليهم أجلهم) بإسناد الفعل إلى الضمير (نا)، وأجلهم: بالنصب.
[معجم القراءات: 3/503]
- وقرأ ابن محيصن والأعمش (لقفينا إليهم أجلهم) بالفاء من قفى بدلًا من قضى، بالضاد المعجمة.
{إِلَيْهِمْ}
- قراءة الجماعة بكسر الهاء لمجاورة الياء (إليهم).
- وقرأ حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
{لِقَاءَنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل بين بين.
{طُغْيَانِهِمْ}
- قراءة الجماعة (طغيانهم) بضم الطاء.
- وروي عن بعضهم (طغيانهم) بكسر الطاء.
وفي التاج: (طغى طغيًا.. وطغيانًا بالضم والكسر، الأخير عن الكسائي نقله عن بعض بني كلب).
- وقراءة الدوري عن الكسائي بإمالة الألف). [معجم القراءات: 3/504]

قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)}
{قَائِمًا}
- قراءة حمزة بالتسهيل بين بين في الوقف، أي بين الكسرة والياء.
{كَأَنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 3/504]
{زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام النون في اللام بخلاف). [معجم القراءات: 3/505]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَجْزِي) بالياء اختيار عباس، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (أَهْلَكْنَا)). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" سين "رسلهم" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلهم} [13] قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)}
{ظَلَمُوا}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام.
{جَاءَتْهُمْ}
- تقدم الحديث في هذا الفعل في مسألتين:
1- الإمالة عن حمزة وابن ذكوان.
2- تسهيل الهمزة بين بين في الوقف عن حمزة.
وانظر الآية/61 من سورة آل عمران.
{رُسُلُهُمْ}
- قراءة الجماعة بتحريك السين (رسلهم).
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلهم) بإسكان السين، والغاية منه التخفيف.
{لِيُؤْمِنُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وهي رواية ورش عن نافع (ليومنوا) بقلب الهمزة إلى واو.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
[معجم القراءات: 3/505]
{نَجْزِي}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (نجزي).
- وقرأت فرقة (يجزي) بالياء على الالتفات من التكلم في (أهلكنا)، أي: يجزي الله). [معجم القراءات: 3/506]

قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}
{خَلَائِفَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، أي الهمز والياء.
{خَلَائِفَ فِي}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الفاء في الفاء بخلاف عنهما.
{لِنَنْظُرَ}
- روى ابن شعيب عن يحيى بن الحارث الذماري، وهي رواية أيوب ابن تميم بن سليمان الدمشقي وعبد الحميد بن بكار عن ابن عامر (لنطر) بنون واحدة.
قال شعيب: (فقلت له -أي ليحيى-: ما سمعت أحدًا يقرأها، قال: هكذا رأيتها في الإمام، مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه).
قال أبو حيان: (يعني أنه رآها بنون واحدة؛ لأن النقط والشكل بالحركات والتشديدات إنما حدث بعد عثمان.
ولا يدل كتبه بنون واحدة على حذف النون من اللفظ، ولا على إدغامها في الظاء، لأن إدغام النون في الظاء لا يجوز، ومسوغ حذفها إنه لا أثر لها في الأنف، فينبغي أن تحمل قراءة يحيى على أنه بالغ في إخفاء الغنة، فتوهم السامع أنه إدغام، فنسب ذلك إليه) انتهى.
[معجم القراءات: 3/506]
وما ذكره أبو حيان هنا أصله عند ابن جني، قال: (ظاهر هذا أنه أدغم نون (ننظر) في الظاء، وهذا لا يعرف في اللغة، ويشبه أن يكون مخفاة فظنها القراء مدغمة على عادتهم في تحصيل كثير من الإخفاء إلى أن يظنوه مدغمًا، وذلك أن النون لا تدغم إلا في ستة أحرف، ويجمعها قولك: يرملون).
وذهب العكبري إلى أن النون الثانية قلبت ظاء، وأدغمت في الظاء.
قلت: بيان هذا أن صورتها بعد القلب لنظظر، ثم حصل الإدغام بين المتجانسين، فجاء حرفًا مشددًا: (لنظر)، ولم أجد مثل هذا عند غيره.
- وقراءة الجماعة بنونين: (لننظر).
{تَعْمَلُونَ}
- تقدمت قراءة المطوعي (تعملون) بكسر حرف المضارعة انظر سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/507]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (15) إلى الآية (17) ]

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) }

قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لقاءنا ايت) [15]: بغير همز أبو عمرو إلا ابن سعدان والقصباني، ويزيد، وورش، والأعشى غير حمادٍ وابن أبي أمية وابن الصلت). [المنتهى: 2/740]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "تلقاي" ونحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط، وبتسهيلها كالياء مع المد والقصر فهي خمسة، وإذا أبدلت ياء على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها، فتصير تسعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "لي أن" و"إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتحها" من "نفسي أن أتبع" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لقآءنا ائت} [15] إبداله للسوسي وورش، وعدم مده له لا يخفى.
{بقرءان} لا يخفى). [غيث النفع: 684]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لي أن أبدله} و{إني أخاف} فتح ياء {لي} و{إني} الحرميان وبصري، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 684]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نفسي إن} قرأ نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
{تُتْلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- قراءة الباقين بالفتح.
{عَلَيْهِمْ}
- قراءة الجماعة (عليهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
- وقراءة حمزة ويعقوب والمطوعي (عليهم) بضم الهاء. وتقدم هذا
[معجم القراءات: 3/507]
مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{لِقَاءَنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، ويجوز في الألف قبلها المد والقصر.
{لِقَاءَنَا ائْتِ}
- قرأ ورش والسوسي وأبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه بإبدال همزة (ائت) حرف مد في حال وصل (لقاءنا) بها وصورتها: (لقاءنا يت).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- وإذا وقفوا على (لقاءنا) وابتدأوا بـ (ائت) فكلهم يبدأون بهمزة وصل مكسورة بعدها ياء ساكنة (لقاءنا، ايت).
وللأزرق وورش القصر والتوسط والمد بخلاف.
- وذكر مكي رواية عن الكسائي أنه أجاز للمبتدي ان يقول: (ائت بقرآن) بهمزتين.
{بِقُرْآنٍ}
- قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء قبلها في الوقف والوصل، وحذف الهمزة، ووافقه ابن محيصن (بقران).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{بِقُرْآنٍ غَيْرِ}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين مع الغنة.
- وقراءة غيره بالإظهار.
[معجم القراءات: 3/508]
{قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ}
- فتح الياء من (.. لي أن) ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي.
- والباقون على سكونها (لي أن).
{تِلْقَاءِ}
- قراءة الجماعة (تلقاء) بكسر التاء، وهو مصدر، ولم يجئ مصدر بكسرها غير تلقاء وتبيان، وقد وقع في الأسماء غيرهما.
- وقرئ (تلقاء) بفتح التاء، وهو القياس في المصادر الدالة على التكرار والمبالغة كالتطواف والتجوال.
- وأما حكم الهمزة في آخره فقد رسمت على ياء (تلقائي)، وفيها لحمزة وهشام عند الوقف تسعة أوجه:
أ- خمسة على القياس، وهي:
إبدال الهمزة ألفًا مع القصر والتوسط والمد، ثم التسهيل كالياء بالروم مع المد والقصر.
ب- وأربعة على الرسم (تلقاء)، وهي:
- إبدال الهمزة ياءً خالصة مع سكونها لأجل الوقف، مع القصر والتوسط والمد بالسكون المحض، ثم القصر مع روم حركتها.
[معجم القراءات: 3/509]
{نَفْسِي إِنْ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي بفتح ياء النفس (نفسي إن..).
- والباقون على القراءة بسكونها.
{يُوحَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف عليه بهاء السكت (إليه)، وذلك لبيان حركة الموقف عليه.
- وروي عنه ترك الهاء (إلي).
{إِنِّي أَخَافُ}
- قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أخاف) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها). [معجم القراءات: 3/510]

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح الرَّاء وَكسرهَا من قَوْله {وَلَا أدراكم بِهِ} 16
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص (وَلَا أدريكم بِهِ) بِفَتْح الرَّاء وَالْألف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (وَلَا أدركم بِهِ) بِكَسْر الرَّاء). [السبعة في القراءات: 324]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولأدراكم به) أبو ربيعة عن البزي). [الغاية في القراءات العشر: 274]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولأادراكم به) [16]: قصرٌ: قنبل طريق الربعي وابن مجاهد وابن شنبوذ وابن الصباح وابن عبد الرزاق، واللهبي، وأبو ربيعة طريق الجمحي وابن المقرئ وابن زياد طريق الرزاز.
[المنتهى: 2/737]
(أدراكم) [16]، و(أدراك) [الحاقة: 3]: بالإمالة، حيث جاء أبو عمرو، وهما، وخلف، والوليدان، وعبد الرزاق، وهشام طريق الداجوني، وابن ذكوان إلا البلخي، وورش إلا الملطي والأسدي وابن سيف طريق أبي عدي، والنخاس طريق ابن هلال، وإسماعيل طريق البلخي، وأبو بكر إلا الأعشى والبرجمي.
وافق المفضل، وحمادٌ، وأبو حمدون، وشعيب في يونس، وقرأ أيضًا بإمالة الباب عن شعيب، وحمادٍ.
[المنتهى: 2/738]
بين اللفظين: ابن هلال، وأبو عدي). [المنتهى: 2/739]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قنبل (ولأدراكم به) بغير ألف قبل الهمزة، وقرأ الباقون بألف؛ وأماله ابن ذكوان وأبو بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي، وقرأه ورش بين اللفظين،
[التبصرة: 230]
وفتحه الباقون، وذلك حيث وقع). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قنبل: {ولأدراكم به} (16): بغير ألف بعد اللام.
وكذلك روى النقاش عن أبي ربيعة عن البزي.
قال أبو عمرو: وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه.
والباقون: بالألف.
ابن كثير، وقالون، وحفص، وهشام، والنقاش عن الأخفش: {أدراك} (الحاقة: 3)، و: {أدراكم}، حيث وقع: بالفتح.
وورش: بين اللفظين.
والباقون: بالإمالة). [التيسير في القراءات السبع: 308]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قنبل: (ولأدراكم به) بغير ألف بعد اللّام وكذلك روى النقاش عن أبي ربيعة عن البزي، قال أبو عمرو: وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه، والباقون بالألف.
ابن كثير وأبو جعفر وقالون ويعقوب وحفص وهشام والنقاش عن الأخفش (أدراك وأدراكم) حيث وقع بالفتح وورش بين اللّفظين والباقون بالإمالة). [تحبير التيسير: 397]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((عُمُرًا) بإسكان الميم زائدة عن الْأَعْمَش، ونعيم بن ميسرة، وعبيد والخفاف، واللؤلؤي، والقرشي، والقزاز كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، هارون عنه بالوجهين، والباقون بضمها وهو الاختيار؛ لأنه أشبع وهو حيث وقع). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([16]- {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} بحذف الألف: قنبل.
والنقاش عن أبي ربيعة عن البزي). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (740- .... .... .... .... = وَبَصْرٍ وَهُمْ أَدْرى وَبِالْخُلْفِ مُثِّلاَ). [الشاطبية: 59] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (744 - وَقَصْرُ وَلاَ هَادٍ بِخُلْفٍ زَكَا وَفي الْـ = ـقِيَامَةِ لاَ الاولى وَبِالْحَالِ أُوِّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وبصرٍ وهم)، يريد وبصر مع مختار صحبة أمالوا.
أو اختاروا إمالة (أدرى) أينما وقع، وكيفما جاء.
والخلف عن ابن ذكوان.
قال أبو عمرو: «قرأت من طريق ابن الأخرم ومن طريق عبد الله بن الحسن عن أصحابه عن الأخفش بإمالة فتحة الراء من قوله: {أدريك} و{أدريكم} حيث وقعا.
[فتح الوصيد: 2/969]
وقرأت من طريق عبد الباقي بن الحسن عن الأخفش بإمالة (ولا أدريكم به) في يونس لا غير، وبالفتح في سائر القرآن».
«وأقرأني الفارسي عن النقاش عن الأخفش بالفتح في يونس وغيرها» ). [فتح الوصيد: 2/970] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([744] وقصر ولا (هـ)اد بخلفٍ (ز)كا وفي الـ = ــقيامة لا الأولى وبالحال أولا
أبو عمرو: «وقرأ -يعني البزي-: (ولا أدريكم به)، بألف بعد اللام. وكذلك {لا أقسم بيوم القيمة}. غير أنه لا يطول تمكينها على أصله في ما كان من كلمتين. وأقرأني الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه في الموضعين بغير ألف بعد اللام، مثل قنبل سواء».
(وبالحال أول)، يعني: {لا أقسم}. قيل: معناه: لأنا أقسم، ولم يقل: أقسمن، لأن النون الثقيلة تدخل للتأكيد والاستقبال.
وقال قوم: يجوز أن يكون مستقبلًا، لكن جاز حذف النون وإبقاء اللام، كما حذفوا اللأم وأبقوا النون في قوله:
وقيل مرة أثأرن فإنه = فرغٌ وإن أخاهم لم يثأر
كذا أنشده أبو علي: (لم يثأر).والقصيد التي منها هذا البيت دالية وهو سهو من أبي علي. وإنما هو:
... وإن أخاهم لم يُقصد.
قال الشيخ: «لا يصح فيه معنى الاستقبال».
وأما (ولأدريكم)، فعلى: ولو شاء لأدراكم). [فتح الوصيد: 2/972]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([740] شفا صادقًا حم مختار صحبةٍ = وبصرٍ وهم أدرى وبالخلف مثلا
ب: (الياسر): اللاعب بقداح الميسر.
ح: (كم): مبتدأ، (صحبةً): مميزها، (يا كاف): خبر، أي: أمالوا الياء التي من كاف، (ها): مفعول (صف)، (رضًى حلوًا): حالان من فاعل (صف)، و(تحت جنًى حلا): مبتدأ وخبر، أي: الهاء في تحت حلا جنا، (صادقًا): مفعول (شفا)، و(شفا): حال من فاعل (حلا)، أي: قد شفا، (حم مختارٌ): مبتدأ وخبر، (بصرٍ وهم أدرى): مبتدأ وخبر، أي: أمالوا {أدري}، (بالخلف): متعلق (مثلا) .
ص: يعني: أمال ابن عامر وصحبة الياء التي في كاف سورة مريم، والسوسي أمالها بخلاف.
[كنز المعاني: 2/294]
وأبو بكر والكسائي وأبو عمرو أمالوا الهاء التي فيها، وأمال الهاء التي تحتها يعني سورة طه [1] ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر، والحاء من {حم} السبع: ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر، وهم وأبو عمرو البصري الراء من {أدراك} و {أدراكم}، لكن لابن ذكوان خلاف فيه). [كنز المعاني: 2/295] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([744] وقصر ولا هادٍ بخلفٍ زكا وفي الـ = ـقيامة لا الأولى وبالحال أولا
ح: (قصر): مبتدأ، (ولا): مضاف إليه، (هادٍ): خبر، (بخلفٍ): حال، (زكا): صفته، (لا): مبتدأ، (الأولى): صفته، (في القيامة): خبره، أي: قصر (لا) الأولى من سورة القيامة، ضمير (أولًا): لقصر (لا).
ص: يعني: قصر البزي بخلافٍ عنه وقنبل بلا خلاف {لا} من قوله: {ولا أدراكم} [16]، وكذلك {لا} الأولى من سورة القيامة، يعني: {لا أقسم بيوم القيامة} بخلاف الثانية من: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} [2].
ثم قال: (وبالحال أولًا) يعني: اللام من {لا أقسم} للحال، ولهذا لا يحتاج إلى النون المؤكدة، لأنها للفرق بين الحال والاستقبال، وههنا متعين للحال بواسطة اللام). [كنز المعاني: 2/299]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: وهم وأبو عمرو أمالوا لفظ "أدري" كيف أتى نحو "أدراك" وأدراكم، وعن ابن ذكوان خلاف فيه فقوله: وبصر مبتدأ، وليس عطفا على صحبة؛ لامتناع الجمع بين الرمز والتصريح والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/217] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (744- وَقَصْرُ وَلا "هَـ"ـادٍ بِخُلْفٍ "زَ"كَا وَفي الْـ،.. ـقِيَامَةِ لا الأولى وَبِالحَالِ أُوِّلا
يعني بالقصر: حذف ألف ولا من قوله: {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ}، ومن قوله: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}.
دون قوله: {وَلا أُقْسِمُ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/220]
بِالنَّفْسِ}، فهذا معنى قوله: لا الأولى؛ أي: وقصر لا الواردة في سورة القيامة أولا فالمعنى على القصر: "وشاء لأدراكم به" فتكون اللام جواب لو قال ابن مجاهد: قرأت على قنبل: {وَلا أَدْرَاكُمْ}، فقال: "ولا دراكم"، فجعلها "لا" ما دخلت على أدراكم، فراجعته غير مرة فلم يرجع ذكر ذلك في غير كتاب السبعة، ويوجد في بعض نسخها، ومعنى القصر في "لا أقسم" مؤول بأنها لام الابتداء دخلت على فعل الحال أي؛ لأنا أقسم فهذا معنى قوله: وبالحال أولا، وقراءة الباقين بالمد ظاهرة في: {وَلا أَدْرَاكُمْ}، بكون لا نافية، أما في القيامة فيكون موافقة لما بعدها، وفي معناها اختلاف للمفسرين قبل لا زائدة، وقيل: نافية ردا على الكفرة ثم استأنف: "أقسم بيوم القيامة" فيتفق معنى القراءتين على هذا، واختار الزمخشري أنه نفي للقسم على معنى أن المذكور قدره فوق ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/221]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (740 - .... .... .... .... .... = وبصر وهم أدري وبالخلف مثّلا
....
وقوله: (وبصروهم أدرى) معناه: أن البصري والمذكورين قبل، وهم: ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، أمالوا ألف (أدرى) حيث ورد وكيف نزل في القرآن نحو: وَلا أَدْراكُمْ بِهِ، وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ. وقوله: (وبالخلف مثّلا) معناه: أنه اختلف عن ابن ذكوان في إمالة أدرى، فروي عنه في ألفه وجهان: الفتح والإمالة). [الوافي في شرح الشاطبية: 285] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (744 - وقصر ولا هاد بخلف زكا وفي الـ = ـقيامة لا الأولى وبالحال أوّلا
قرأ قنبل والبزي بخلف عنه: ولأدراكم به هنا ولأقسم بيوم القيامة بحذف الألف التي بعد اللام في الموضعين، وقرأ الباقون بإثبات الألف فيهما وهو الوجه الثاني البزي واحترز بقوله: (الأولى) عن (الثانية) وهي وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ وعن موضع الْبَلَدِ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ فلا خلاف بين القراء في إثبات الألف فيهما. وقوله: (وبالحال أوّلا) معناه: أن حذف الألف في: لا أُقْسِمُ الأولى مؤول بأن اللام حينئذ تكون لام الابتداء دخلت على الفعل المضارع فعينته للحال مع صلاحيته في ذاته للحال والاستقبال). [الوافي في شرح الشاطبية: 286]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ، وَلَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَرَوَى قُنْبُلٌ مِنْ طُرُقِهِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ الَّتِي بَعْدَ اللَّامِ فَتَصِيرُ لَامَ تَوْكِيدٍ (وَاخْتُلِفَ) عَنِ الْبَزِّيِّ، فَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْهُ كَذَلِكَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ رَوَى ابْنُ الْحُبَابِ عَنِ الْبَزِّيِّ إِثْبَاتَ الْأَلِفِ فِيهِمَا عَلَى أَنَّهَا " لَا " النَّافِيَةُ، وَكَذَلِكَ، وَرَوَى الْمَغَارِبَةُ، وَالْمِصْرِيُّونَ قَاطِبَةً عَنِ الْبَزِّيِّ مِنْ طُرُقِهِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ وَأَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير بخلاف عن البزي {ولا أدراكم} [16]، و{لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: 1] بحذف الألف بعد اللام، والباقون بإثباتها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 540]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (678- .... .... .... .... واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى زن هلا
679 - خلفٌ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
يعني قوله تعالى: ولا أدراكم به ولا أقسم بيوم القيامة بحذف الألف من لا فيها قنبل، والبزي بخلاف عنه على جعل اللام هي الواقعة في جواب لو، والباقون بإثبات الألف في لا في الموضعين، واحترز بقوله الأولى عن قوله تعالى: لا أقسم بهذا البلد ولا يرد قوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم لوقوعها بعد الفاء والناظم جردها منها ولفظ بهما كذلك). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصل = (حقّ) علا قضى سمّى أجل
في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا = أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: وعد الله حقّا أنه [4] بفتح الهمزة: والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: يفصّل الآيات [5] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وظاء (ظبا) يعقوب: لقضي إليهم أجلهم [11] بفتح القاف والضاد وألف، وأجلهم بالنصب، والباقون بضم القاف وكسر الضاد وياء مفتوحة وأجلهم بالرفع، واستغنى بـ (سمى) عن القيد، وقيد الرفع؛ لمخالفته.
وقرأ ذو زاي (زن) قنبل: ولأ دراكم به هنا [16]، ولأقسم بيوم القيامة [القيامة: 1] بحذف [ألف (لا)] في الموضعين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/366]
واختلف فيهما عن ذي هاء (هلا) البزي: فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين، وكذلك قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة.
وروى ابن الحباب عن البزي إثبات الألف على أنها (لا) النافية، وكذلك روى المغاربة، والبصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وبذلك قرأ الداني عن ابن غلبون وفارس، وبه قرأ الباقون.
تنبيه:
القصر هنا: حذف الألف، وضده إثباتها، وكل على أصله في المنفصل.
وجه فتح أنه: تقدير اللام، أي: حقا لأنه.
ووجه كسرها: الاستئناف.
ووجه (ياء) يفصّل: إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله [تعالى:] ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ [الآية: 5] على جهة الغيبة؛ مناسبة يدبّر [الآية: 3] وما بعده.
ووجه النون: إسناده إلى المتكلم المعظم؛ مناسبة لقوله: أن أوحينا [2] على جهة الالتفات.
ووجه لقضى [11] بالفتح بناء الفعل للفاعل، وهو من باب «فعل»؛ فقلبت الياء ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها، وأسنده إلى ضمير الجلالة في قوله: ولو يعجّل الله [11]، فنصب أجلهم.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول؛ للعلم بالفاعل؛ فنقل إلى [فعل]، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها، وأسند لفظا إلى أجلهم؛ فارتفع نيابة.
ووجه عدم الألف في ولأدراكم به [16]: جعل اللام للابتداء، أي: لو أراد الله ما أسمعتكم إياه، ولو شاء لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه منّ علي بالرسالة؛ فالأولى نفي، والثانية إيجاب.
ووجه الألف: جعل (لا) مؤكدة، أي: لو شاء ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لساني؛ فمنفيتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/367]
ووجه قصر لأقسم بيوم [القيامة: 1]: جعل اللام جواب [قسم] مقدر، ودخلت على مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، وإذا كان الجواب اسمية، أكد باللام، وإن كان
خبرها مضارعا، وجاز أن يكون الجواب: لأقسم المراد به الحال.
ووجه مده: جعلها نافية لكلام مقدر: قالوا: إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث؛ فرد عليهم بـ (لا)، والمعنى: أقسم باليوم لا النفس.
وقيل: نفي القسم، بمعنى: أن الأمر أعظم، أو (لا) زائدة على حد: لئلّا يعلم [الحديد: 29] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/368] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا أَدْرَاكُمْ بِه" [الآية: 16] و"لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة" [الآية: 1] فابن كثير من غير طريق ابن الحباب عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام جعلها لام ابتداء فتصير لام توكيد أي: لو شاء الله ما تلوته عليكم، ولأعلمكم به على لسان غيري.
[إتحاف فضلاء البشر: 2/105]
وعن الشنبوذي ولأنذرتكم به بنون ساكنة وذال معجمة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مضمومة من الإنذار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/106]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن ولا أدرأتكم بهمزة ساكنة وتاء مرفوعة على أن الهمزة مبدلة من الألف، والألف منلقبة عن ياء لانفتاح ما قبلها، على لغة من يقول: أعطأتك في أعطيتك، وقيل الهمزة أصلية من الدرء، وهو الدفع والباقون بإثبات الألف على أنها لا النافية مؤكدة، أي: ولو شاء الله ما قرأته عليكم ولا أعلمكم به على لساني، فالأول والثاني منفيان، ويأتي توجيه موضع سورة القيامة فيها إن شاء الله تعالى، وبإثبات الألف قرأ ابن الحباب عن البزي فيهما، وكذا روى المغاربة والمصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وخرج بقيد القيمة المتفق البلد، وثاني القيمة المتفق على الإثبات فيهما؛ لأنها فيهما نافية كأنه يقول إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم، وجعلها القاضي لتأكيد القسم، قال: وإدخالها على القسم شائع كقولهم لا وأبيك وأمال "أدراكم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري ومن طريق ابن الأخرم عن الأخفش، وما في الأصل هنا فيه قصور وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وكذا حكم أدرى حيث وقع إلا أنه اختلف عن أبي بكر فيما عدا هذه السورة، فأخذ العراقيون له بالفتح والمغاربة بالإمالة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/106]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "لبثت" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر، وذكر
[إتحاف فضلاء البشر: 2/106]
في الأصل هنا الخلاف عن ابن ذكوان، ولعله سبق قلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا أدراكم} [16] قرأ المكي بخلف عن البزي بحذف ألف {ولا} والباقون بإثباتها، وهو الطريق الثاني للبزي). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
{شَاءَ}
- أماله حمزة وابن ذكوان.
- وقرأه بالفتح والإمالة هشام.
[معجم القراءات: 3/510]
- والباقون على الفتح.
وتقدم الحديث في إمالته في الآية/20 من سورة البقرة.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ}
- قرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر برواية هشام والبزي والأصبهاني، وهي قراءة ابن مهران في رواية البزي عن ابن كثير (ولا أدراكم به) بإثبات الألف في (لا) على أنها نافية مؤكدة.
- وقرأ ابن كثير من رواية النقاش عن أبي ربيعة عن البزي ومن طريق ابن الحباب وعبد العزيز الفارسي والنقاش ومن طريق قنبل، وأبو عمرو الداني (ولأدراكم به) بحذف الألف من (لا) فتصير لام توكيد دخلت على فعل مثبت معطوف على منفي، والمعنى:
لأعلم به من طريق غير طريقي ولساني، أو لو شاء الله لأعلمكم به بغير واسطة.
- قال ابن مهران بعد أن ذكر رواية النقاش عن أبي ربيعة: (ولم يوافقه عليه أحد ممن لقيت على أنه منصوص في كتاب أبي ربيعة، وقرأنا على غيره في رواية البزي وغيره: ولا أدراكم بالألف مثل جميع القراء، والله أعلم بجميع ذلك).
ولا يجيز الطبري القراءة بغير ما عليه الجماعة.
[معجم القراءات: 3/511]
- وقرأ ابن عباس والحسن وابن سيرين وأبو رجاء وابن أبي عبلة وشيبة بن نصاح (ولا أدرأتكم) بهمزة ساكنة وتاء مرفوعة.
قال أبو حاتم: (سمعت الأصمعي يقول: سألت أبا عمرو بن العلاء عن قراءة الحسن ... أله وجه؟ قال: لا، قال أبو عبيد، لا وجه لقراءة الحسن ... إلا على الغلط.
قال أبو جعفر: (معنى قول أبي عبيد -إن شاء الله-: على الغلط أنه يقال: دريت أي علمت، وأدريت غيري، ويقال درأت أي دفعت، فيقع الغلط بين دريت وأدريت ودرأت...).
وقال أبو الفتح: (هذه قراءة قديمة التناكر لها، والتعجب منها، ولعمري إنها في بادئ أمرها على ذلك، غير أن لها وجهًا وإن كانت فيه صنعة وإطالة...).
وقال مكي: (وروي أن الحسن قرأ بالهمز، ولا أصل له في الهمز...).
قال أبو حيان: (وخرجت هذه القراءة على وجهين: أحدهما: أن الأصل أدريتكم بالياء فقلبها همزة على لغة من قال: لبأت بالحج، ورثات زوجي بأبيات، يريد لبيت ورثيت، وجاز هذا البدل لأن الألف والهمزة من واد واحد، ولذلك إذا حركت الألف انقلبت
[معجم القراءات: 3/512]
همزة، كما قالوا في العالم: العألم، وفي المشتاق المشتأق.
والوجه الثاني: أن الهمزة أصل، وهو من الدرء، وهو الدفع، يقال درأته دفعته، كما قال: (ويدرأ عنها العذاب). ودرأته جعلته دارئًا، والمعنى: ولأجعلنكم بتلاوته خصماء تدرؤونني بالجدال وتكذبونني. وزعم أبو الفتح أنما هي أدريتكم فقلبت الياء ألفًا لانفتاح ما قبلها، وهي لغة عقيل حكاها قطرب، يقولون في أعطيتك: أعطأتك.
وقال أبو حاتم: قلب الحسن الياء ألفًا كما في لغة بني الحارث بن كعب ... قيل ثم همز على لغة من قال في العالم: العألم) انتهى نص أبي حيان.
- وروي عن الحسن أيضًا أنه قرأ (ولاأدرأكم به) وذهب العكبري إلى أن أصل هذه القراءة أن الهمزة مبدلة من الألف والألف من ياء، ثم قال:
(وقيل هو غلط؛ لأن قارئها ظن أنه من الدرء وهو الدفع، وقيل ليس بغلط، والمعنى: ولو شاء الله لدفعكم عن الإيمان به).
وقال ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة:
(وأما قراءة الحسن البصري التي حدثني أحمد بن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد أن الحسن البصري قرأ: (ولاأدرأكم به) بالهمز فقال النحويون: غلط الحسن كما أن العرب قد تغلط في بعض ما لا يهمز فيهمزونه، يقولون: حلأت السويق، وإنما هو حليت، يشبهونه بحلأت الإبل إذا زجرتها عن الماء).
[معجم القراءات: 3/513]
وأعاد الحديث ابن خالويه في موضع آخر من كتابه إعراب ثلاثين سورة فقال: (وحدثني أحمد عن علي عن أبي عبيدة قال: قرأ الحسن...، مهموزًا، وهو غلط عند أهل النحو لأنه من دريت).
- وقرأ الحسن وابن عباس أيضًا (ولاأدراتكم) بألف، بقلب الياء ألفًا على لغة بني الحارث بن كعب.
- وذكر ابن خالويه في مختصره أن ابن كثير قرأ (ولاادراتكم) بالوصل من غير همز.
- وعن الشنبوذي أنه قرأ (ولأنذرتكم) من الإنذار، وذكرها الصفراوي قراءة الأعمش.
- وقرئ (... أدرؤكم به).
- وقرأ شهر بن حوشب والأعمش وابن عباس وابن مسعود (ولا أنذرتكم به) لا: النافية، وأنذرتكم: بالنون والذال من الإنذار.
- وقرأ (ولا أدراكم) بالإمالة أبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر وحمزة والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري ومن طريق ابن الأخزم عن الأخفش، وخلف والداجوني ويحيى والعليمي واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 3/514]
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقرأه بالفتح ابن كثير ونافع، وعاصم في رواية حفص، وأبو جعفر ويعقوب، وهي رواية النقاش عن ابن ذكوان.
{لَبِثْتُ}
- أدغم الثاء في التاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر.
- وقراءة الإظهار عن نافع وابن كثير وعاصم.
{عُمُرًا}
- قرأ الأعمش والحسن والخفاف وعبيد واللؤلؤي كلهم عن أبي عمرو، وكذا رواية عبد الوارث (عمرًا) بسكون الميم، وهو للتخفيف.
- وقراءة الجماعة على الضم (عمرًا)، وهي رواية هارون عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 3/515]

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" الأزرق بخلفه لام "أظلم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}
{أَظْلَمُ}
- قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام، بخلاف.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
- وانظر مثل هذا في الآية/20 من سورة البقرة.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم.
[معجم القراءات: 3/515]
{افْتَرَى}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَذَّبَ بِآيَاتِهِ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الياء في الباء.
{بِآيَاتِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة الياء مفتوحة). [معجم القراءات: 3/516]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) }

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {عَمَّا يشركُونَ} 18 هَهُنَا وفي أَرْبَعَة مَوَاضِع
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {عَمَّا يشركُونَ} بِالْيَاءِ هَهُنَا وحرفين في النَّحْل 1 3 وفي الرّوم 40 أَرْبَعَة أحرف بِالْيَاءِ وفي النَّمْل (خير أما تشركون) بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر الْخَمْسَة الأحرف بِالْيَاءِ
قَالَ أَبُو بكر كَذَا في كتابي عَن أَحْمد بن يُوسُف عَن ابْن ذكْوَان عَن ابْن عَامر
وَرَأَيْت في كتاب مُوسَى بن مُوسَى عَن ابْن ذكْوَان بأسناده في سُورَة النَّمْل (أما تشركون) بِالتَّاءِ
وَكَذَلِكَ حَدَّثَني أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر عَن هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر الْخَمْسَة الأحرف بِالتَّاءِ
وَلم يَخْتَلِفُوا في غير هَذِه الْخَمْسَة). [السبعة في القراءات: 324]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (عما تشركون) وفي النحل موضعين، والروم، بالتاء، كوفي، - غير عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 274]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عما تشركون) [18]، وفي النحل [1، 3]، والروم [40]: بالتاء كوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/739]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (عما تشركون) بالتاء هنا وفي النحل موضعان وفي الروم موضع، وقرأ الباقون بالياء في الأربعة، وأما قوله عز وجل (خير أما يشركون) فإن أبا عمرو وعاصمًا قرآه بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، ولم يختلف في غير هذه الخمسة). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {عما تشركون} (18)، هنا، وفي الموضعين في أول النحل (1، 3)، وفي الروم (33): بالتاء، في الأربعة.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 308]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف: (عمّا تشركون) هنا وفي الموضعين في أول النّحل. وفي الرّوم بالتّاء في الأربعة والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 397]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُشْرِكُونَ)، وفي النحل موضعان والروم والنمل، الزَّعْفَرَانِيّ، وابن مقسم كوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، وأبو عبيد عن شجاع عن أَبِي عَمْرٍو، هارون عن أبي عمرو بالتاء في النحل فيهما، أما في النمل خاصة فبالياء عَاصِم وابن عتبة، وبصري غير أيوب وعمن ذكرنا، والاختيار التاء في الكل لقوله: (أَتُنَبِّئُونَ) وقوله: (فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ)، وقوله: (مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ)، وفي النمل الاختيار التاء كقوله: (وَأَنزَلَ لَكم)، الباقون بالياء). [الكامل في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([18]- {عَمَّا يُشْرِكُونَ} هنا، وفي الموضعين أول [النحل: 1، 3] وفي [الروم: 40] بالتاء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (745 - وَخَاطَبَ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُناَ شَذاً = وَفي الرُّومِ وَالْحَرْفَيْنِ في النَّحْلِ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([745] وخاطب عما يشركون هنا (شـ)ذًا = وفي الروم والحرفين في النحل أولا
الخطاب، لأن قبله {أتنبئون الله}.
والغيبة، على أن الخطاب انتهى عند قوله: {ولا في الأرض}، ثم قال سبحانه وتعالى: {عما يشركون}.
وكذلك الذي في النحل والروم، لأن قبله: {هل من شركائكم}؛ فالخطاب على ذلك، والغيبة على ما تقدم.
و(أولا)، منصوبٌ على الظرف؛ والتقدير: وفي الحرفين الواقعين في النحل في الأول.
ويجوز نصبه على الحال من الحرفين). [فتح الوصيد: 2/973]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([745] وخاطب عما يشركون هنا شذا = وفي الروم والحرفين في النحل أولا
[كنز المعاني: 2/299]
ح: (شذا): فاعل (خاطب)، (عما يشركون): مفعوله، (في الروم): عطف على (هنا)، (الحرفين): عطف عليه، (أولا): ظرف الحرفين، أي: الواقعين أول سورة النحل.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (سبحانه وتعالى عما تشركون) هنا [18] بتاء الخطاب؛ لأن قبله: {قل أتنبئون الله} [18] بالخطاب، وفي الروم [40] ليطابق قوله: {الله الذي خلقكم} [40]، وفي حرفي النحل [1، 3] لقوله: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} [1]، والباقون: بالغيبة على الإخبار عنهم.
وقوله: (أولا): زيادة بيان للاحتراز). [كنز المعاني: 2/300]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (745- وَخَاطَبَ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُنا "شَـ"ـذًا،.. وَفي الرُّومِ وَالحَرْفَيْنِ في النَّحْلِ أَوَّلا
عما يشركون فاعل خاطب، وشذا حال منه، ولو قدمه على هنا لكان أولى ليتصل المعطوف وهو قوله: وفي الروم وما بعده بالمعطوف عليه وهو هنا، ولئلا يتوهم أن الذي في الروم والنحل خطابه لغير حمزة والكسائي، ولا سيما وقد قال في آخر البيت: أولا فيتوهم أنه رمز لنافع، وإنما هو ظرف للحرفين؛ أي: اللفظين الواقعين أول سورة النحل، ولم يحترز بذلك من شيء بعدهما، وإنما هو زيادة بيان، وهذا مما يقوي ذلك الوهم، ولو كان احترازا لخف أمره، والذي هنا بعده: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً}.
والذي في الروم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/221]
بعده: {ظَهَرَ الْفَسَادُ}، واللذان في النحل: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، {بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}؛ الخطاب في الجميع للمشركين والغيب إخبار عنهم والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/222]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (745 - وخاطب عمّا يشركون هنا شذا = وفي الرّوم والحرفين في النّحل أوّلا
قرأ حمزة والكسائي: سبحانه وتعالى عمّا تشركون هنا وفي الروم، سبحانه وتعالى عمّا تشركون (40) ظهر الفساد، وفي النحل في موضعين سبحانه وتعالى عمّا تشركون (1) ينزّل الملائكة، خلق السماوات والأرض بالحقّ تعالى عمّا تشركون. قرآ بتاء الخطاب في
[الوافي في شرح الشاطبية: 286]
المواضع الأربعة فتكون قراءة الباقين بياء الغيب فيها. وقوله: (أولا) ليس للاحتراز؛ إذ ليس في السورة غيرها، فلا يعدو أن يكون إيضاحا لبيان موقع الكلمتين في السورة وأنهما في أولها). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَمَّا يُشْرِكُونَ هُنَا، وَفِي مَوْضِعَيِ النَّحْلِ، وَفِي الرُّومِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَتُنَبِّئُونَ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {عما يشركون} هنا [18]، وفي موضعي النحل [1، 2]، وفي الروم [40] بالخطاب، والباقون بالغيب في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (679- .... وعماّ يشركوا كالنّحل مع = رومٍ سما نل كم .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف وعمّا يشركوا كالنّحل مع = روم (سما ن) ل (ك) م ويمكر و (ش) فع
يريد قوله تعالى: عما يشركون هنا وفي الموضعين من النحل وموضع الروم بالغيب على لفظه نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وعاصم وابن عامر، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خلف وعمّا يشركوا كالنّحل مع = روم (سما) (ن) لـ (ك) م ويمكروا (ش) فع
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير، ونون [(نل)] عاصم، وكاف (كم) ابن عامر: عمّا يشركون وما كان هنا [18، 19]، [و] عمّا يشركون ينزّل الملئكة، وعمّا يشركون خلق الإنسن، كلاهما (بالنحل) [الآيتان: 1 - 4]، [و] عمّا يشركون ظهر الفساد في (الروم) [الآيتان: 40، 41] بياء الغيب، والثلاثة بتاء الخطاب.
وقرأ ذو شين (شفع): روح يمكرون [21] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه خطاب تشركون إسناده إلى المشركين المخاطبين في قوله: أتنبّئون الله [18]، [و] فلا تستعجلوه [النحل: 1]، وهل من شركآئكم [الروم: 40] على جهة التقريع.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/368]
ووجه الغيب: إسناده إليهم على جهة الغيب، وتم خطابهم بقوله على الأرض: فلا تستعجلوه، واستؤنف التنزيه، أو وجه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.
ووجه غيب يمكرون: ما تقدمها من قوله: وإذآ أذقنا النّاس [21]، ومسّتهم [21]، ولهم [21].
ووجه خطابه: أنه مما أمر من قوله لهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/369] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "أتنبؤن الله" بحذف الهمزة وضم الباء قبلها على ما نص عليه الأهوازي وغيره، وظاهر عموم كلام أبي العز والهذلي وتقدم ما فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عما تشركون" [الآية: 18] هنا، وموضع [النحل الآية: 1، 3] وفي [الروم الآية: 40] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب جريا على ما سبق، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب في الأربعة، استأنف فنزه نفسه عن إشراكهم "ويوقف" لحمزة على "في آياتنا" بعدم السكت مع تحقيق الهمزة، وبالسكت قبل الهمز، وبالنقل وبالإدغام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشركون} قرأ الأخوان بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}
{هَؤُلَاءِ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{شُفَعَاؤُنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{أَتُنَبِّئُونَ}
- قرأ أبو جعفر (أتنبون) بحذف الهمزة وضم الباء قبلها في الوقف والوصل.
ولحمزة في الوقف ثلاثة أوجه:
1- الحذف كأبي جعفر (أتنبون).
2- التسهيل بين بين.
[معجم القراءات: 3/516]
3- إبدال الهمزة ياءً خالصة (أتنبيون).
- قرأ أبو السمال العدوي (أتنبئون) بالتخفيف من (أنبأ) الرباعي.
- وقراءة العامة (أتنبئون) بالتشديد من (نبأ).
- والقراءتان بمعنى واحد.
قال القرطبي: (جمعهما قوله تعالى: (من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير).
{تَعَالَى}
- أمال (تعالى) حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يُشْرِكُونَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحفص وأبو بكر عن عاصم والحسن والأعرج ويعقوب وابن القعقاع وشيبة وحميد وطلحة والأعمش (يشركون) بياء الغيبة على الالتفات، أو هو مبني على أول الآية وهو قوله: (ويعبدون من دون الله).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (تشركون) بتاء الخطاب، وهي اختيار أبي عبيد.
وقد جاءت القراءة هنا على نسق ما تقدم من قوله: (أتنبئون)، فلما
[معجم القراءات: 3/517]
خاطبهم بذلك وجه إليهم الخطاب بتنزيهه عما يشركون). [معجم القراءات: 3/518]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}
{لَقُضِيَ}
- قراءة الجماعة (لقضي) بضم القاف وكسر الضاد مبنيًا للمفعول.
- وقرأ عيسى بن عمر (لقضى) بفتحهما على البناء للفاعل). [معجم القراءات: 3/518]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}
{فَانْتَظِرُوا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء، وتفخيمها.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 3/518]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (21) إلى الآية (23) ]

{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) }

قوله تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما يمكرون) بالياء، سهل، وروح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 274]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما يمكرون) [21]: بالياء يعقوب غير رويسٍ وزيد، وسهل). [المنتهى: 2/739]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَمْكُرُونَ) بالياء عصمة، وأبان عن عَاصِم، ويونس، وعبيد عن أَبِي عَمْرٍو، وروح، والمنهال، وابْن قُرَّةَ والزبيري، وابن حسان كلهم عن يعقوب، وسهل، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (يُسَيِّرُكُمْ)، (ينشركم) بالنون والشين أبو جعفر، وشيبة وأبو خليد عن نافع ابن عامر غير الوليد في قول الدهان، وابن أبي عبلة، والخفاف عن أَبِي عَمْرٍو، وابن أرقم عن الحسن، وابن جبير والقرشي عن علي في قول الرَّازِيّ، الباقون بالياء
[الكامل في القراءات العشر: 566]
والعين، وهو الاختيار لقوله: (إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ)). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (128- .... .... .... يَمْكُرُوا يَدٌ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يمكروا يد أي قرأ مرموز (يا) يد وهو روح {ما يمكرون} [21] هو الذي بياء الغيب كما نطق به وعلم من انفراده بالخطاب للباقين على الالتفات). [شرح الدرة المضيئة: 144]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَا تَمْكُرُونَ، فَرَوَى رَوْحٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى روح {ما تمكرون} [21] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (679- .... .... .... .... .... = .... .... .... ويمكرو شفع). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويمكرو) يعني قوله تعالى: إن رسلنا يكتبون ما تمكرون بالغيب أيضا على ما لفظ به روح، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خلف وعمّا يشركوا كالنّحل مع = روم (سما) (ن) لـ (ك) م ويمكروا (ش) فع
ش: أي: قرأ [ذو] (سما) المدنيان، والبصريان، وابن كثير، ونون [(نل)] عاصم، وكاف (كم) ابن عامر: عمّا يشركون وما كان هنا [18، 19]، [و] عمّا يشركون ينزّل الملئكة، وعمّا يشركون خلق الإنسن، كلاهما (بالنحل) [الآيتان: 1 - 4]، [و] عمّا يشركون ظهر الفساد في (الروم) [الآيتان: 40، 41] بياء الغيب، والثلاثة بتاء الخطاب.
وقرأ ذو شين (شفع): روح يمكرون [21] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
ووجه خطاب تشركون إسناده إلى المشركين المخاطبين في قوله: أتنبّئون الله [18]، [و] فلا تستعجلوه [النحل: 1]، وهل من شركآئكم [الروم: 40] على جهة التقريع.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/368]
ووجه الغيب: إسناده إليهم على جهة الغيب، وتم خطابهم بقوله على الأرض: فلا تستعجلوه، واستؤنف التنزيه، أو وجه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.
ووجه غيب يمكرون: ما تقدمها من قوله: وإذآ أذقنا النّاس [21]، ومسّتهم [21]، ولهم [21].
ووجه خطابه: أنه مما أمر من قوله لهم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/369] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: روح (يمكرون) بالياء والباقون بالتّاء والله الموفق). [تحبير التيسير: 397]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَا تَمْكُرُون" [الآية: 21] فروح بالغيب جريا على ما مر، وافقه الحسن والباقون بالخطاب التفاتا لقوله: قل الله أي: قل لهم فناسب الخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [21] لا يخفى). [غيث النفع: 684]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)}
{رَحْمَةً}
- أمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
{مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ}
- أدغم الدال في الضاد أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
- وروي عنهما الاختلاس.
{فِي آيَاتِنَا}
لحمزة في الوقف القراءات الآتية:
1- الوقف من غير سكت مع تحقيق الهمزة.
[معجم القراءات: 3/518]
2- وبالسكت من غير همز.
3- وبالنقل.
4- وبالإدغام.
{قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا}
- قال أيوب بن المتوكل: في مصحف أبي: (يأيها الناس إن الله أسرع مكرًا...) بدلًا من (قل الله).
- وذكر ابن خالويه في مختصره قراءة أبي بن كعب: (قل يأيها الناس الله أسرع مكرًا...) بإثبات (قل) مع (يأيها)، وحذف (إن).
{إِنَّ رُسُلَنَا}
- قراءة الجماعة (إن رسلنا) بضم السين.
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وأبو عمرو واليزيدي (إن رسلنا) بإسكان السين للتخفيف.
- وقال أيوب بن المتوكل: (في مصحف أبي: (وإن رسله لديكم).
- والقراءة عند ابن خالويه في مختصره، عن أبي (إن رسله لديكم) من غير واو قبل (إن)، وبإسكان السين، كذا جاء الضبط فيه.
قال أبو حيان في قراءة أبي: (وينبغي أن يحمل هذا على التفسير؛ لأنه مخالف لما أجمع عليه المسلمون من سواد المصحف، والمحفوظ عن أبي القراءة والإقراء بسواد المصحف).
{تَمْكُرُونَ}
- قرأ أبو رجاء وشيبة وأبو جعفر وابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وطلحة والأعمش وعاصم الجحدري وأيوب بن المتوكل وابن
[معجم القراءات: 3/519]
محيصن وشبل وأهل مكة ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم وابن كثير وابن عامر (تمكرون) بتاء الخطاب مبالغة لهم في الإعلام بحال مكرهم، والتفاتًا لقوله: قل الله، أي: قل لهم، فناسب الخطاب.
- وقرأ الحسن وقتادة ومجاهد والأعرج وزيد ورويس وروح ثلاثتهم عن يعقوب، وسهل ومجاهد ويونس، وأبو عمرو في رواية العتكي، ونافع في رواية، وأبان وأبو بكر عن عاصم (يمكرون) بياء الغيبة جريًا على ما سبق، وهو قوله تعالى: (وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم...).
قال ابن مهران الأصبهاني في المبسوط:
(وقال خارجة: رجع أبو عمرو إلى: يمكرون، بالياء، وروي عنه أنه قال: قرأها أبو عمرو زمانًا بالياء...، ثم رجع إلى التاء.
ورواية يونس عن أبي عمرو بالياء، والله أعلم) ). [معجم القراءات: 3/520]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {هُوَ الَّذِي يسيركم فِي الْبر وَالْبَحْر} 22
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده (هُوَ الذي ينشركم) بالنُّون والشين من النشر
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يسيركم} بِضَم الْيَاء وَفتح السِّين من التسيير). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ينشركم) بالنون والشين شامي، ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ينشركم) [22]: بالنون دمشق، ويزيد). [المنتهى: 2/739]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ينشركم) بنون ساكنة وفتح الياء وشين معجمة مضمومة من النشور، وقرأ الباقون بالسين مفتوحة والياء مضمومة وياء شديدة بعد السين). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ينشركم في البر والبحر} (22): بفتح الياء، وإسكان النون، وضم الشين، من (النشر).
والباقون: بضم الياء، وفتح السين، وياء مكسورة مشددة بعدها، من (التسيير) ). [التيسير في القراءات السبع: 307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر: (ينشركم في البر والبحر) بالنّون والشين من النشر، والباقون بالسّين والياء من [التسيير] ). [تحبير التيسير: 398]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([22]- {يُسَيِّرُكُمْ} بالنون: ابن عامر). [الإقناع: 2/660]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (746 - يُسَيِّرُكُمْ قُلْ فِيهِ يَنْشُرُكُمْ كفَى = .... .... .... ....). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([746] يسيركم قل فيه ينشركم (كـ)فى = متاع سوى (حفصٍ) برفع تحملا
{ينشركم}، كما قال: {بشر تنتشرون}، و{فانتشروا فی الأرض} وهي قراءة زيد.
و(يسيركم)، ظاهرٌ). [فتح الوصيد: 2/974]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([746] يسيركم قل: فيه ينشركم كفى = متاع سوى حفصٍ برفعٍ تحملا
ح: (يسيركم): مبتدأ، (فيه ينشركم): خبر ومبتدأ، منصوب المحل على مفعول (قل)، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (كفى): حال، أي: قد كفى، (متاع): مبتدأ، (سوى حفصٍ): مبتدأ ثانٍ بمعنى: (غير حفصٍ)، (تحمل برفعٍ): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني قرأ ابن عامر في موضع {يسيركم في البر والبحر} [22]: (ينشركم) من النشر، كقوله تعالى: {فانتشروا في الأرض} [الجمعة:
[كنز المعاني: 2/300]
10]، والباقون {يسيركم} من التيسير، بمعنى الحمل على السير.
وقرأ غير حفص: {إنما بغيكم على أنفسكم متاع} [23] برفع العين على خبر {بغيكم} أو خبر مبتدأ محذوف، وحفص: بنصب العين على المصدر، أو مفعول {بغيكم} ). [كنز المعاني: 2/301] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (746- يُسَيِّرُكُمْ قُلْ فِيهِ يَنْشُرُكُمْ "كـ"ـفَى،.. مَتَاعَ سِوَى حَفْص بِرَفْعٍ تَحَمَّلا
أي: جعل مكان "يسيركم" "ينشركم" من قوله تعالى: {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/222]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (746 - يسيّركم قل فيه ينشركم كفى = متاع سوى حفص برفع تحمّلا
قرأ ابن عامر ينشركم بفتح الياء وبعدها نون ساكنة وبعدها شين معجمة مضمومة وقرأ الباقون يُسَيِّرُكُمْ بضم الياء وبعدها سين مهملة مفتوحة وبعدها ياء مكسورة مشددة وقد نطق الناظم بالقراءتين). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (128- .... .... .... .... = وَيَنْشُرُكُمْ أُد .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وينشركم اد أي قرأ مرموز (ألف) اد وهو أبو جعفر {هو
[شرح الدرة المضيئة: 144]
الذي ينشركم في البر والبحر} [22] بالنون والشين المعجمة كابن عامر). [شرح الدرة المضيئة: 145]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَنُونٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا وَشِينٍ مُعْجَمَةٍ مَضْمُومَةٍ مِنَ النَّشْرِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي أَهْلِ مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ، وَغَيْرِهَا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَسِينٍ مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ مَكْسُورَةٌ مُشَدَّدَةٌ مِنَ التَّيْسِيرِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/282]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وأبو جعفر {يسيركم في البر} [22] بفتح الياء ونون ساكنة بعدها وشين معجمة مضمومة، والباقون بضم الياء وسين مهملة مفتوحة بعدها ياءٌ مكسورة مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (680 - وكم ثنا ينشر في يسيّر = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
يعني وقرأ ابن عامر وأبو جعفر «هو الذي ينشركم» في موضع يسيركم من النشور، والباقون يسير من التسيير). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُسَيِّركم" [الآية: 22] فابن عامر وأبو جعفر "يَنْشُرُكم" بفتح الياء وبنون ساكنة بعدها فشين معجمة مضمومة من النشر ضد الطي، أي: يفرقكم وافقهما الحسن والباقون بضم الياء وسين مهملة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة، أي: يحملكم على السير، ويمكنكم منه، والتضعيف للتعدية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هو الذي يسيركم} [22] قرأ الشامي بياء مفتوحة، بعدها نون ساكنة، وشين معجمة مضمومة، من (النشر) والباقون بياء مضمومة، بعدها سين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة، من (التسيير) ). [غيث النفع: 685]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}
{يُسَيِّرُكُمْ}
- قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير، وعاصم من طريق أبي بكر
[معجم القراءات: 3/520]
وحفص، وحمزة والكسائي (يسيركم) من التسيير، وهو كذلك في إمام أهل العراق، وسائر المصاحف، ما عدا مصاحف الشام.
- وقرأ زيد بن ثابت والحسن وأبو العالية وزيد بن علي وأبو جعفر وعبد الله بن جبير ويعقوب وأبو عبد الرحمن وشيبة وابن محيصن وابن عامر (ينشركم) بالشين، من النشر، وهو البث، وهو كذلك في مصاحف أهل الشام.
وفي حاشية الجمل:
(.. ورسمهما متقارب، لكن طولت السنة الثانية وهي النون في الشامي، والتي قبل الراء في غيره ليجري كل على صريح رسمه. اهـ سمين).
- وقرأ الحسن وزيد بن ثابت وأبو جعفر يزيد بن القعقاع وعبد الله ابن مسعود (ينشركم) من (أنشر) وهو الإحياء.
- وقرأ بعض الشاميين (ينشركم) بتشديد الشين، وهو للتكثير. وذكر هذا السجستاني في باب (ما غير الحجاج في مصحف عثمان): (وكانت في يونس هو الذي ينشركم، فغيره يسيركم).
[معجم القراءات: 3/521]
- وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء بخلاف عنهما في (يسيركم).
{فِي الْفُلْكِ}
- قراءة الجماعة في (الفلك)، وهو يحتمل الإفراد والجمع.
- وقرأ أبو الدرداء وأم الدرداء (في الفلكي)، بزيادة ياء النسب وكسر الكاف قبلها.
وذكر أبو الفتح أن العرب زادت ياء الإضافة فيما لا يحتاج إليها، ومن ذلك قولهم في الصفات: في الأحمر: الأحمري، وفي الأشهر: الأشهري، وفي الأسماء كما في قولهم في الصلتان: الصلتاني.
{وَجَرَيْنَ بِهِمْ}
- قراءة الجماعة (وجرين بهم) الضمير في (جرين) عائد على الفلك على معنى الجمع، إذ الفلك يكون مفردًا وجمعًا، والضمير في (بهم) عائد على من كان في الفلك، وفي هذه القراءة التفات من الخطاب إلى الغيبة، وفائدته المبالغة في تقبيح حالهم كأنهم أعرض عن خطابهم، وحكى لغيرهم سوء صنيعهم.
- وقراءة عبد الله بن مسعود (وجرين بكم) بالخطاب على سياق ما سبق في قوله: (وكنتم).
{بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{جَاءَتْهَا}
- قراءة الجماعة (جاءتها)، والضمير يعود على الفلك.
- وقرأ ابن أبي عبلة (جاءتهم) على الجمع، والضمير يعود على (كنتم)، أو الواو في (فرحوا).
[معجم القراءات: 3/522]
- وأمال (جاءتها) حمزة وابن ذكوان وخلف.
- والفتح والإمالة لهشام.
{جَاءَهُمُ}
- الإمالة فيه كالإمالة في (جاءتها) المتقدمة.
{أُحِيطَ بِهِمْ}
- قراءة الجماعة (أحيط...) بالهمز رباعيًا.
- وقرأ زيد بن علي (حيط...) من غير همز، فهو ثلاثي من (حاط).
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 3/523]

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا} 23
كلهم قَرَأَ (إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم متع الحيوة الدُّنْيَا) رفعا إِلَّا مَا رَوَاهُ حَفْص عَن عَاصِم فَإِنَّهُ روى عَنهُ (متع الحيوة الدُّنْيَا) نصبا
وحدثني عبيد الله بن علي عَن نصر بن علي عَن أَبِيه عَن هرون عَن ابْن كثير (متع) نصبا). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((متاع) نصب حفص). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (متاع) [23]: نصب: حفص). [المنتهى: 2/740]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (متاع الحياة) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {متاع الحياة الدنيا} (23): بالنصب.
[التيسير في القراءات السبع: 308]
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (متاع الحياة الدّنيا) بالنّصب والباقون بالرّفع). [تحبير التيسير: 398]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَتَاعَ) نصب حفص عن عَاصِم، وأبان، والجعفي عن أبي بكر، وهارون عن ابْن كَثِيرٍ، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وابن أرقم عن الحسن، الباقون رفع، وهو الاختيار خبر المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {مَتَاعَ} نصب: حفص). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (746- .... .... .... .... = مَتَاعَ سِوَى حَفْص بِرَفْعٍ تَحَمَّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ورفع {متع الحيوة الدنيا} على أنه خبر مبتدإ؛ والمبتدأ: {بغيكم}، و{على أنفسكم}: صلة.
و{أنفسكم}، بمعنى: رسول من أنفسكم؛ أي إنما بغيكم علی جنسكم.{متع الحيوة الدنيا}، على الذي لا بقاء له؛ أو يكون المبتدأ محذوفًا، أي هو متاع.
وعلى القراءة الأخرى، {بغيكم}: مبتدأ، و{على أنفسكم}: الخبر.
و{متع الحيوة الدنيا}: مصدرٌ مؤكدٌ؛ أي يتمتعون متاع الحيوة الدنيا). [فتح الوصيد: 2/974]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([746] يسيركم قل: فيه ينشركم كفى = متاع سوى حفصٍ برفعٍ تحملا
ح: (يسيركم): مبتدأ، (فيه ينشركم): خبر ومبتدأ، منصوب المحل على مفعول (قل)، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (كفى): حال، أي: قد كفى، (متاع): مبتدأ، (سوى حفصٍ): مبتدأ ثانٍ بمعنى: (غير حفصٍ)، (تحمل برفعٍ): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني قرأ ابن عامر في موضع {يسيركم في البر والبحر} [22]: (ينشركم) من النشر، كقوله تعالى: {فانتشروا في الأرض} [الجمعة:
[كنز المعاني: 2/300]
10]، والباقون {يسيركم} من التيسير، بمعنى الحمل على السير.
وقرأ غير حفص: {إنما بغيكم على أنفسكم متاع} [23] برفع العين على خبر {بغيكم} أو خبر مبتدأ محذوف، وحفص: بنصب العين على المصدر، أو مفعول {بغيكم} ). [كنز المعاني: 2/301] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (و{مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، بالرفع خبر "بغيكم" أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو متاع، وخبر: بغيكم قوله: {عَلَى أَنْفُسِكُمْ}؛ أي: لا يتجاوزها، ونصب متاع على أنه مصدر؛ أي: تتمتعون متاعا، وقال أبو علي: تبغون متاع الحياة الدنيا أو يكون متعلقا بقوله: بغيكم، وخبر بغيكم محذوف لطول الكلام). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/222]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (746 - .... .... .... .... .... = متاع سوى حفص برفع تحمّلا
....
وقرأ غير حفص مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا برفع العين وقرأ حفص بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا)
[النشر في القراءات العشر: 2/282]
فِي: مَتَاعُ الْحَيَاةِ فَرَوَى حَفْصٌ بِنَصْبِ الْعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {متاع الحياة} [23] بنصب العين، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (680- .... .... .... .... = متاع لا حفصٌ .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ كل القراء غير حفص «متاع الحياة الدنيا» بالرفع وقرأ هو بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فلما أنجاهم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "أنجاكم، وأنجاه" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" [الآية: 23] فحفص بنصب العين على أنه مصدر مؤكد أي: تتمتعون متاع أو ظرف زماني نحو: مقدم الحاج:أي زمن متاع، والعامل فيه الاستقرار الذي في على أنفسكم، أو مفعول به بمقدر أي: تبغون متاع أو من أجله أي: لأجل متاع وافقه الحسن، والباقون بالرفع، على أنه خبر بغيكم وعلى أنفسكم صلته أي: بغي
[إتحاف فضلاء البشر: 2/107]
بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل ويشقى ببغيه قاله الجعبري كغيره
أو خبر محذوف أي: ذلك أو هو متاع وعلى أنفسكم خبر بغيكم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {متاع الحياة} [23] قرأ حفص بنصب العين، والباقون بالرفع، مفعول لأجله وخبر {بغيكم} ). [غيث النفع: 685]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}
{أَنْجَاهُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{مَتَاعَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر، والكسائي وابن كثير في المشهور عنه، ونافع وأبو جعفر ويعقوب
[معجم القراءات: 3/523]
وخلف (متاع) بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، أو خبر (بغيكم).
- وقرأ حفص عن عاصم، ونصر بن علي عن أبيه عن هارون عن ابن كثير وزيد بن علي وابن أبي إسحاق والحسن والمفضل وأبان وابن عباس والسلمي وأبو رزين (متاع) بالنصيب، والنصب على وجوه:
- على أنه مصدر في موضع الحال، أي: متمتعين.
- أو هو باقٍ على المصدرية: أي يتمتعون به متاع.
- وقيل: هو نصب على الظرف نحو: مقدم الحاج، أي وقت متاع الدنيا.
- وقيل: هو مفعول به، والعامل فيه (بغيكم).
- وقيل: هو مفعول له.
- وفيه غير ما ذكرت...
- وقرأ ابن أبي إسحاق (متاعًا الحياة الدنيا)، بنصب (متاع) وتنوينه، ونصب (الحياة).
[معجم القراءات: 3/524]
- ورواية أبي حاتم أو غيره عن يعقوب، وكذا أبو المتوكل واليزيدي في اختياره وهارون العتكي والمازني والخليل كلهم عن عاصم (متاع الحياة) بالجر، نعت للأنفس، والتقدير: ذوات متاع. وذهب ابن الأنباري في البيان إلى أنه بدل من الكاف والميم في (أنفسكم) وتقديره: إنما بغيكم على متاع الحياة الدنيا.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 85، 114 من سورة البقرة.
وهي لحمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
{فَنُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (فنبئكم)، والمراد الله تعالى.
- وقرأت فرقة (فينبئكم) بياء الغيبة، والفاعل هو الله تعالى، وفيه التفات من خطاب إلى غيبة). [معجم القراءات: 3/525]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (24) ، (25) ]

{ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25) }

قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يُغنِ) بالياء قَتَادَة، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء وهو الاختيار، لأن " الأرض " متقدمة). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وازينت" بهمزة قطع وزاي ساكنة وتخفيف الياء أي: صارت ذات زينة وعن المطوعي، وتزينت بتاء مفتوحة، وفتح الزاي وتشديد الياء، والجمهور بوصل الهمزة وتشديد الزاي والياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن كأن لم يغن بالتذكير على عود الضمير إلى الحصيد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة/23.
{يَأْكُلُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم
[معجم القراءات: 3/525]
(ياكل) بقلب الهمزة الساكنة بعد الفتح ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز (يأكل).
{زُخْرُفَهَا}
- قراءة الجماعة (زخرفها) مفردًا.
- وقرئ على الجمع (زخارفها).
{وَازَّيَّنَتْ}
- قراءة الجمهور (وازينت)، وأصله: تزينت، فأدغمت التاء في الزاي؛ ولأن الحرف المدغم في مقام حرفين الأول منهما ساكن اجتلبت همزة الوصل لضرورة تسكين الزاي عند الإدغام.
وهذه القراءة هي الأجود عند الطوسي، وهي الصواب عند الطبري، وهي أجود في العربية عند الزجاج.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن علي والأعمش والمطوعي (وتزينت) بالتاء على وزن تفعلت، وهي أصل قراءة الجماعة.
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيى بن يعمر والحسن والشعبي وأبو العالية وقتادة ونصر بن عاصم وابن هرمز الأعرج، وعيسى بن عمر الثقفي وأبو رجاء بخلاف عنه
[معجم القراءات: 3/526]
ومالك بن دينار واللؤلؤي والخفاف عن أبي عمرو (وأزينت) على وزن أفعلت، مثل: أحصد الزرع، أي حضرت زينتها وحانت.
قال أبو الفتح:
(أما (أزينت) فمعناه صارت إلى الزينة بالنبت، ومثله من أفعل أي: صار إلى كذا، أجذع المهر صار إلى الإجذاع، وأحصد الزرع، وأجز النخل: أي صار إلى الحصاد والجزاز، إلا أنه أخرج العين على الصحة، وكان قياسه أزانت، مثل أشاع الحديث، وأباع الثوب: أي عرضه للبيع).
وقال الزجاج:
(ومن قرأ (وأزينت) بالتخفيف فهو على أفعلت، أي جاءت بالزينة، وازينت بالتشديد، أجود في العربية؛ لأن أزينت الأجود فيه في الكلام أزانت).
- وقرأ الأعرج (وازينت) على وزن أحمر.
- وقرأ أبو عثمان النهدي (وازينت) مثل: (افعلت)! كذا جاء ضبطه عند القرطبي.
ولعل ضبط هذه القراءة على غير هذا الذي جاء في القرطبي، فلو كانت مثل: أفعلت لكانت الهمزة همزة قطع، ولكانت كقراءة
[معجم القراءات: 3/527]
سعد بن أبي وقاص السابقة، فلعلها بتشديد النون كقراءة الأعرج السابقة!!
- وقرأ أبو عثمان النهدي وأشياخ عوف بن أبي جميلة الأعرابي (وازيانت) بنون مشددة وألف ساكنة قبلها، مثل (اسوادت)، وهذا على اجتماع ساكنين: الألف والنون، وهو يحتاج في القراءة إلى مد الألف.
- وقرأ أبو عثمان النهدي (وازيأنت) على وزن (افعألت)، ونسب ابن عطية هذه القراءة لفرقة، وذهب إلى أنها لغة.
قال أبو الفتح:
(وأما ازيأنت، فإنه أراد افعألت، وأصله: ازيانت، مثل ابياضت واسوادت، إلا أنه كره التقاء الألف والنون الأولى ساكنتين، فحرك الألف، فانقلبت همزة، كقول كثير:
وللأرض: أما سودها فتجللت = بياضًا وأما بيضها فادهأمت)
وقال الشهاب: (... بوزن احمارت بألف صريحة، فكرهوا اجتماع
[معجم القراءات: 3/528]
ساكنين، فقلبوا الألف همزة مفتوحة، كما قرئ: (الضألين)، بالهمز...).
- وفي رواية المقدمي من أشياخ عوف الأعرابي، ويحيى بن يعمر (وازاينت).
وأصله تزاينت على وزن تفاعلت، ثم أدغم التاء في الزاي، فصارت زايًا مشددة، وجيء بهمزة الوصل لأن أول المدغمين ساكن لا يبتدأ به.
- وقرئ (وأزينت) بضم الهمزة وكسر الزاي وسكون الياء.
{قَادِرُونَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- والباقون على التفخيم.
{أَتَاهَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل، بخلاف عنهما.
- وقراءة الجماعة بالفتح.
{كَأَنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتحقيق الهمز وتسهيله.
والتسهيل عن الأصبهاني وورش أيضًا.
{لَمْ تَغْنَ}
- قراءة الجماعة (لم تغن) بالتاء، والضمير يعود إلى الأرض.
- وقرأ الحسن وقتادة وأبو رجاء (لم يغن) بالياء على التذكير،
[معجم القراءات: 3/529]
قيل الضمير عائد على المضاف المحذوف الذي هو الزرع، وقامت هاء التأنيث مقامه في عليها، وأتاها، وجعلناها.
وقيل يذهب بالضمير إلى الزخرف.
ورجح أبو حيان عوده على الحصيد، أي: كأن لم يغن الحصيد.
- وكان مروان بن الحكم يقرأ على المنبر (لم تتغن) بتاءين مثل: تتفعل.
قال أبو الفتح:
(جاء هذا مجيء نظائره، كقولهم: تمتعت بكذا، وتأنقت فيه، وتلبست بالأمر، مما جاء تفعلت على هذا الحد).
- وفي مصحف أبي بن كعب، وهي رواية ابن عباس عن أبي (كأن لم تغن بالأمس وما كنا لنهلكها إلا بذنوب أهلها).
- وقيل في مصحف أبي: (وما كان ليهلكها إلا بذنوب أهلها).
- وقرأ أبي وابن عباس، وكذا مروان على المنبر (وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها) بالتصريح بلفظ الجلالة.
- ونقل أبو حيان عن التحرير (أن أبا سلمة بن عبد الرحمن يقرأ في قراءة أبي (كأن لم تغن بالأمس وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها).
قال أبو حيان: (وفي التحرير...، ولا يحسن أن يقرأ أحد بهذه القراءة؛ لأنها مخالفة لخط المصحف الذب أجمع عليه الصحابة والتابعون).
[معجم القراءات: 3/530]
{لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
- قرأ أبو الدرداء (لقوم يتذكرون) بالذال بدل الفاء.
- وقراءة الجماعة (لقوم يتفكرون) ). [معجم القراءات: 3/531]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يشاء إلى" بتسهيل الثانية كالياء، وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، ولا يصح تسهيلها كالواو لما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء إلى} [25] لا يخفى {صراط} كذلك). [غيث النفع: 685]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مستقيم} تام وقيل كاف، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الحزب الحادي والعشرين باتفاق عند المغاربة، وعلى قول عند المشارقة، والمشهور المعروف عندهم {يفترون} بعده، ودعوى الاتفاق عليه عندهم فيه قصور). [غيث النفع: 685]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}
{إِلَى دَارِ}
- أمال لفظ (دار) أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يَشَاءُ إِلَى}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن مهران عن روح قراءتين:
1- الأولى: بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
وذهب بعضهم إلى تسهيلها كالواو أيضًا، ورده صاحب النشر.
2- الثانية: بإبدال الهمزة الثانية ياءً مكسورة وصورتها: (يشاء يلى).
وعلى هاتين القراءتين تكون الهمزة الأولى محققة.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (يشاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلاها أيضًا مع المد والقصر.
- ومد حمزة في الوجهين الأخيرين أطول من مد هشام.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي والحسن والأعمش وخلف ويعقوب وروح بتحقيق الهمزتين جميعًا (يشاء إلى).
وتقدم مثل هذا في الآية/213 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/531]
{صِرَاطٍ}
- قرأ قنبل وابن مجاهد ورويس على خلاف في النقل عن قنبل، وابن محيصن والشنبوذي (سراط) بالسين.
- وقرأ بإشمام الزاي خلف عن حمزة، والمطوعي، وهي لغة قيس.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (صراط) بالصاد الخالصة، وهو الوجه الثاني عن قنبل.
وتقدم مثل هذا في سورة الفاتحة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 3/532]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (26) ، (27) ]

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}

قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((قَتَرٌ) بإسكان التاء الحسن، وقَتَادَة، وعباس عن أَبِي عَمْرٍو في قول أبي علي، الباقون بفتح التاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن والمطوعي "قتر" بسكون التاء كقدر وقدر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}
{الْحُسْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلفل.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{وَزِيَادَةٌ}
- قراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{يَرْهَقُ}
- قرئ بالتاء (ولا ترهق) بفتح التاء والهاء، والفاعل على هذا (ذلة)، والقتر في معناها.
- وقرئ (يرهق) بضم الياء وكسر الهاء.
- وقراءة الجماعة (يرهق).
{قَتَرٌ}
- قرأ الحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر والأعمش والمطوعي
[معجم القراءات: 3/532]
وعباس عن أبي عمرو وقتادة (قتر) بسكون التاء.
- وقراءة السبعة وأبي جعفر ويعقوب (قتر) بفتح التاء.
وهما لغتان: كالقدر والقدر.
{وَلَا ذِلَّةٌ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها). [معجم القراءات: 3/533]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في فتح الطَّاء وإسكانها من قَوْله {قطعا من اللَّيْل} 27
فَقَرَأَ ابْن كثير والكسائي {قطعا} سَاكِنة الطَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {قطعا} مَفْتُوحَة الطَّاء). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((قطعا) ساكنة الطاء، مكي، وعلي، ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قطعًا) [27]: ساكنة الطاء: مكي، وعلي، وسلام، ويعقوب، وسهل). [المنتهى: 2/740]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير والكسائي (قطعًا) بإسكان الطاء، وفتحها الباقون). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، والكسائي: {قطعا من الليل} (27): بإسكان الطاء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير والكسائيّ ويعقوب: (قطعا من اللّيل) بإسكان الطّاء والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 398]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((قِطَعًا) بإسكان الطاء علي وأبو خليد عن نافع، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار لقوله: (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ)، الباقون بفتح الطاء، " فزايلنا " بألف ابن أبي عبلة، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار للتكثير). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {قِطَعًا} ساكنة الطاء: ابن كثير والكسائي). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (747 - وَإِسْكَانُ قِطْعاً دُونَ رَيْبٍ وُرُودُهُ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([747] وإسكان قطعًا (د)ون (ر)يب وروده = وفي باء تبلو التاء (شـ)اع تنزلا
قال الأخفش في قوله تعالى: «{بقطع من اليل}: بسوادٍ من الليل».
قال الشاعر:
افتحي الباب فانظري في النجوم = كم علينا من قطع ليل بهيم».
وأهل اللغة يقولون: «القطع ظلمة آخر الليل».
وقال بعضهم: «طائفة من الليل».
و{مظلمًا}: صفة لـ(قطع).
وقطعًا، جمع قطعةٍ.
و{مظلما}: حالٌ من الليل، والعامل فيه ما تعلق به الجار والمجرور). [فتح الوصيد: 2/975]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([747] وإسكان قطعًا دون ريبٍ وروده = وفي باء تبلو التاء شاع تنزلا
ح: (إسكان): مبتدأ، (قطعًا): مفعوله، (وروده): مبتدأ ثانٍ، (دون ريبٍ): خبره، والجملة: خبر الأول، (التاء): مبتدأ، (شاع): خبر، (تنزلا): تمييز، (في باء): ظرف (تنزلا)، (تتلوا): مضاف إليه.
ص: يعني: أسكن ابن كثير والكسائي الطاء من {قطعًا من الليل مظلمًا} [27] على أن (القطع) السواد، أو ظلمة آخر الليل، و(مظلمًا): نعت، أو حال من {الليل}، والباقون: بفتح الطاء على أنه جمع (قطعة) لبعضٍ من الليل فيه ظلمة، و{مظلمًا}: حال، ومعنى البيت: مجيء
[كنز المعاني: 2/301]
إسكان الطاء لا شك فيه.
والتاء فشا نزوله لحمزة والكسائي في موضع الباء في: {تبلوا كل نفسٍ ما أسلفت} [30]، يعني: قرأ حمزة والكسائي: (هنالك تتلوا) بتائين من التلاوة أي: تقرأ، نحو: {اقرأ كتابك} [الإسراء: 14]، أو من التلو، أي: تتبع، والباقون: {تبلوا} بالياء بعد التاء من البلاء، وهو الاختبار). [كنز المعاني: 2/302] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (747- وَإِسْكَانُ قِطْعًا "دُ"ونَ "رَ"يْبٍ وُرُودُهُ،.. وفِي بَاءِ تَبْلُو التَّاءُ "شَـ"ـاعَ تَنَزُّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/222]
القطع بسكون الطاء: الجزء من الليل الذي فيه ظلمة، قال الله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}.
وقال الشاعر:
افتحي الباب فانظري في النجوم،.. كم علينا من قِطْع ليل بهيم
وبفتح الطاء: جمع قطعة، وكلتا القراءتين ظاهرة، وقوله: مظلما صفة قطعا على قراءة الإسكان، وعلى قراءة الفتح هو حال من الليل). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/223]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (747 - وإسكان قطعا دون ريب وروده = وفي باء تبلو التّاء شاع تنزّلا
قرأ ابن كثير والكسائي: قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ بسكون الطاء، وقرأ غيرهما بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (128- .... .... .... .... .... = قِطْعًا اسْكِنْ حُلىً حَلَا). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: قطعا اسكن حلا حلا أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {قطعًا من الليل} [27] بإسكان الطاء على أن القطع هو السواد وظلمة آخر الليل و{مظلمًا} صفة أو حال وعلم من الوفاق تحريك الطاء للآخرين على أنه جمع قطعة بعض من الليل فيه ظلمة). [شرح الدرة المضيئة: 145]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قِطَعًا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ وَالْكِسَائِيُّ بِإِسْكَانِ الطَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير ويعقوب والكسائي {قطعًا} [27] بإسكان الطاء، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(680- .... .... .... .... .... = .... .... وقطعًا ظفر
681 - رم دن سكوناً .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله وقطعا: يعني قوله تعالى: قطعا من الليل بالإسكان يعقوب والكسائي وابن كثير كما يأتي أول البيت الآتي، والباقون بفتح الطاء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قطعا" [الآية: 27] فابن كثير والكسائي وبعقوب بإسكان الطاء، قيل هي ظلمة آخر، وقيل سواد الليل والباقون بفتحها جمع قطعة كدمنه ودمن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}
{قطعا} [27] قرأ المكي وعلي بإسكان الطاء، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}
{السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ}
- إدغام التاء في الجيم عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{تَرْهَقُهُمْ}
- قراءة الجماعة بالتاء (ترهقهم)؛ لأن (الذلة) مؤنث.
- وقرأ بعضهم (ويرهقهم) بالياء؛ لأن (الذلة) مؤنث مجازي، يجوز في فعله التأنيث والتذكير.
{ذِلَّةٌ}
- تقدمت الإمالة في الهاء وما قبلها في الآية السابقة.
{قِطَعًا}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحفص وأبو بكر وأبو جعفر (... قطعًا) بكسر القاف وفتح الطاء، جمع قطعة، مثل:
[معجم القراءات: 3/533]
دمنة ودمن.
- وقرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب وسهل (قطعًا) بكسر القاف وسكون الطاء، وهو مفرد، اسم للشيء المقطوع، قيل: هي ظلمة آخر الليل، وقيل: سواد الليل.
وعلى هاتين القراءتين يختلف إعراب (مظلمًا) فأما على قراءة الجماعة فإن (مظلمًا) حال من الليل فقط، ولا يجوز أن يكون صفة لقطعًا، ولا حالًا منه، ولا من الضمير في الليل؛ لأنه كان يجب أن يقال فيه (مظلمة)، فالموصوف جمع، وكذا صاحب الحال فتجب المطابقة.
- وأما على قراءة الكسائي وابن كثير فيجوز أن يكون (مظلمًا) نعتًا لـ (قطعًا)، وصف بذلك مبالغةً في وصف وجوههم بالسواد، ويجوز أن يكون حالًا من الضمير في (من الليل).
قال مكي:
(وحجة من فتح أنه جعله جمع قطعة كدمنة ودمن، ففيه معنى المبالغة في سواد وجوه الكفار، ويكون (مظلمًا) حالًا من (الليل)، ولا يكون حالًا من القطع، ولا من الضمير في الليل؛ لأن ذلك جمع، و(مظلمًا) واحد.
{كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا}
- قراءة أبي بن كعب:
[معجم القراءات: 3/534]
(كأنما تغشى وجوههم قطع من الليل مظلم) بسكون الطاء، وبالتاء.
- وعن أبي أنه قرأ (كأنما يغشى وجوههم قطع من الليل مظلم بفتح الطاء، وبالياء، وهي كذلك في مصحفه).
- وقرأ ابن أبي عبلة (كأنما تغشى وجوههم قطع من الليل مظلم) بالتاء، وفتح الطاء.
{النَّارِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/535]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (28) إلى الآية (30) ]

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30) }

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن ابن" محيصن والمطوعي "نحشرهم جميعا ثم نقول" بالياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويوم نحشرهم كأن لم} [45] قرأ حفص بالياء التحتية، والباقون بالنون، والأول وهو {ويوم نحشرهم جميعًا} [28] متفق على أنه بالنون، ومنه احترز بقوله:
.... مع ثان بيونس ... ). [غيث النفع: 689] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}
{نَحْشُرُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والحسن وشيبة (نحشرهم) بنون العظمة، وقيل جاء بالنون لأجل (فزيلنا).
- وقرأ ابن محيصن والمطوعي (يحشرهم) بياء الغيبة.
{ثُمَّ نَقُولُ}
- قرأه أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (ثم نقول) بنون العظمة.
- وقرأ ابن محيصن والمطوعي (ثم يقول) بالياء على نسق قراءتهما
[معجم القراءات: 3/535]
في الفعل (يحشرهم).
{نَقُولُ لِلَّذِينَ}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب، وروي عنهما الإظهار.
{مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ}
- قراءة الجماعة (.. أنتم وشركاؤكم) بالرفع، على جعل (أنتم) تأكيدًا للضمير المستكن في (مكانكم)، وشركاؤكم: عطف على ذلك الضمير.
قال الزمخشري:
(... مكانكم: الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم، وأنتم: أكد به الضمير في (مكانكم) لسده مسد قوله: الزموا. وشركاؤكم: عطف عليه).
- وذهب ابن عطية إلى أن (أنتم) مبتدأ، والخبر مخزيون أو مهانون، ورد هذا أبو حيان، ورآه ضعيفًا؛ لفك الكلام الظاهر اتصال بعض أجزائه ببعض، ولتقدير إضمار لا ضرورة له، واحتج أبو حيان بقراءة النصب التالية على أنه لو كان (أنتم) مبتدأ محذوف الخبر لما جاز أن يأتي بعده مفعول معه.
- وقرئ (... أنتم وشركاءكم) بالنصب على أنه مفعول معه، والعامل فيه اسم الفعل (مكانكم).
[معجم القراءات: 3/536]
{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ}
- قراءة الجماعة (فزيلنا بينهم) على وزان (فعل).
- وقرأ ابن أبي عبلة (فزايلنا) بالألف، على وزن (فاعل).
قال الفراء: (... والعرب تكاد توفق بين فاعلت وفعلت في كثير من الكلام...، كذلك يقولون: كالمت فلانًا وكلمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان ويتكلمان).
وقال الزمخشري: (كقولك صاعر خده وصعره، وكالمته وكلمته).
ونقل مكي حكاية الفراء هذه القراءة ثم قال (... من قولهم: لا أزايل فلانًا، أي لا أفارقه، وأما قولهم: لا أزاوله فمعناه: لا أخاتله، ومعنى زايلنا وزيلنا واحد) ). [معجم القراءات: 3/537]

قوله تعالى: {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}
{فَكَفَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش على الفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 3/537]

قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في الْبَاء وَالتَّاء من قَوْله {هُنَالك تبلو كل نفس مَا أسلفت} 30
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (تبلوا) بِالْبَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {تتلوا} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هنالك تتلوا) بالتاء، كوفي - غير عاصم - وروح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تتلوا) [30]: بالتاء هما، وخلفٌ). [المنتهى: 2/740]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (هنالك تتلوا) بتاءين، وقرأ الباقون بتاء وباء). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {هنالك تتلوا} (30): بتاءين، من التلاوة.
والباقون: بالتاء والباء). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (هنالك تتلو) [بالتّاء] والباقون تبلو [بالباء] ). [تحبير التيسير: 398]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَتْلُوا) بتاءين الزَّيَّات، والكسائي غير كاسم، وخلف، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وَرَوْحٌ في قول العراقي، وابن مهران، وأنكرته الجماعة (نتلوا) بالنون والتاء أَبُو حَاتِمٍ عن هارون عن عَاصِم (كُلَّ) نصب، الباقون (تَبْلُو) بالتاء والباء ورفع اللام، لأن معناه تختبر، دليله (لَتُبْلَوُنَّ)، (مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ)، وفي الأنعام عمرو عن الحسن بنصب القاف، الباقون بالجر، وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([30]- {تَبْلُو} بالتاء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (747- .... .... .... .... = وفِي بَاءِ تَبْلُو التَّاءُ شَاعَ تَنَزُّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{تبلو} بالباء، من الاختبار.
و{تتلوا}، من التلاوة؛ أو من التلو، وهو الاتباع). [فتح الوصيد: 2/975]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([747] وإسكان قطعًا دون ريبٍ وروده = وفي باء تبلو التاء شاع تنزلا
ح: (إسكان): مبتدأ، (قطعًا): مفعوله، (وروده): مبتدأ ثانٍ، (دون ريبٍ): خبره، والجملة: خبر الأول، (التاء): مبتدأ، (شاع): خبر، (تنزلا): تمييز، (في باء): ظرف (تنزلا)، (تتلوا): مضاف إليه.
ص: يعني: أسكن ابن كثير والكسائي الطاء من {قطعًا من الليل مظلمًا} [27] على أن (القطع) السواد، أو ظلمة آخر الليل، و(مظلمًا): نعت، أو حال من {الليل}، والباقون: بفتح الطاء على أنه جمع (قطعة) لبعضٍ من الليل فيه ظلمة، و{مظلمًا}: حال، ومعنى البيت: مجيء
[كنز المعاني: 2/301]
إسكان الطاء لا شك فيه.
والتاء فشا نزوله لحمزة والكسائي في موضع الباء في: {تبلوا كل نفسٍ ما أسلفت} [30]، يعني: قرأ حمزة والكسائي: (هنالك تتلوا) بتائين من التلاوة أي: تقرأ، نحو: {اقرأ كتابك} [الإسراء: 14]، أو من التلو، أي: تتبع، والباقون: {تبلوا} بالياء بعد التاء من البلاء، وهو الاختبار). [كنز المعاني: 2/302] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ}، فقرأها حمزة والكسائي بتاءين من التلاوة أو من التلو وهو: الإتباع، وقرأها الباقون بباء موحدة قبل اللام من الاختبار، وتنزلا: نصب على التمييز، ولم يقيد الناظم حرفي القراءة بما لا يحتمل التصحيف على عادته مثل شاع بالثا مثلثا، وغيرهما بالباء نقطة أسفلا، وهو مشكل؛ إذ من الجائز أن تقرأ: وفي تاء تبلوا الباء شاع، فيكون عكس مراده، فلو أنه قال في البيت الأول: متاع سوى حفص وقطعا رضى دلا:
بالِاسكان تبلو كل نفس من التلا،.. وة والباقون تبلو من البلا
لاتضح المراد ويكون الإطلاق في متاع دالا على رفعه فلا يحتاج إلى قيد على ما عرف من اصطلاحه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/223]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (747 - .... .... .... .... .... = وفي باء تبلو التّاء شاع تنزّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: هنالك تتلوا كلّ نفس بتاء مثناة فوقية في مكان الباء الموحدة التحتية في قراءة غيرهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هُنَالِكَ تَبْلُو فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِتَاءَيْنِ مِنَ التِّلَاوَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَالْيَاءِ مِنَ الْبَلْوَى). [النشر في القراءات العشر: 2/283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {هنالك تبلوا} [30] بتاءين، والباقون بالتاء والباء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (681- .... .... باء تبلو التّا شفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفهم ويا اكسر (ص) رفا
«هنالك تبلو» بالتاء موضع الباء، فيصير «تتلو»: من التلاوة، أو من التلو: وهو الإتباع حمزة والكسائي وخلف، والباقون تبلو من الاختبار). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تبلوا" [الآية: 30]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
فحمزة والكسائي وخلف بتاءين من فوق أي: تطلب وتتبع ما أسلفته من أعمالها، أو المراد تقرأ كل نفس ما عملته مسطرا في مصحف الحفظة، لقوله تعالى: اقرأ كتابك، وافقهم الأعمش، والباقون بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء أي: تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/109]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هنالك تتبلوا} [30] قرأ الأخوان بتاءين، من التلاوة، والباقون بالتاء والباء الموحدة، من الاختبار أي: تختبر عملها من حسن وقبح وقبول ورد). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
{تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وزيد بن علي وروح عن
[معجم القراءات: 3/537]
يعقوب وابن مسعود (تتلو) بتاءين، أي تتبع وتطلب ما أسلفت من أعمالها.
قال الزجاج:
(وفسرها الأخفش وغيره من النحويين تتلو من التلاوة، أي: تقرأ كل نفس...).
قلت: قال الأخفش: (وقال بعضهم: (تتلو) أي: تتبعه)، ولم أجد في معاني القرآن للأخفش ما نقله الزجاج عنه.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو بكر عن عاصم وابن عباس ومجاهد وأبو جعفر (تبلو) بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء، أي تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه.
- وروي عن عاصم أنه قرأ (نبلو كل نفسٍ) بنون العظمة، أي نختبر، و(كل نفس) بالنصب مفعول به.
{وَرُدُّوا}
- قراءة الجماعة (ردوا) بضم الراء على الأصل؛ إذ أصله قبل
[معجم القراءات: 3/538]
الإدغام رددوا، فهو فعل مبني للمفعول، وهذا شأن المضعف في مثل هذه الحالة.
- وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش (ردوا) بكسر الراء، وأصله: رددوا، فلما سكن الدال الأولى للإدغام نقل حركتها إلى حركة الراء قبلها بعد حذف حركة الراء وهي الضمة، فصارت: (ردوا).
{مَوْلَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وحلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{الْحَقِّ}
- قراءة الجماعة (الحق) بالجر، نعت لله سبحانه وتعالى، ومولاهم قبله كذلك بدل من لفظ الجلالة، أو نعت له.
- وقرئ (الحق) بالنصب، وذهب بعضهم إلى أنه نصب على المصدر، وقيل هو نصب على المديح.
قال الزجاج:
(والنصب من جهتين: إحداهما، ردوا حقًا، ثم أدخلت الألف واللام، ويجوز على تقدير: هو مولاهم الحق، أي يحق ذلك حقًا.
وفيه جهة ثالثة في النصب على المدح هي: اذكر مولاهم الحق).
وتجد مثل هذا التخريج عند القرطبي، وإن لم يصرح بنقله عن الزجاج، وهو طبع في القرطبي غير محمود!
وذكر الزجاج أنه قرئ:
[معجم القراءات: 3/539]
(والحق) بالرفع، ثم قال: (ومن قرأ (الحق) بضم القاف، فعلى: هو مولاهم الحق، لا من جعلوا معه الشركاء).
وقال القرطبي:
(ويجوز أن يرفع (الحق) ويكون المعنى: مولاهم الحق، على الابتداء والخبر، والقطع مما قبل، لا ما يشركون من دونه).
قلت: هذا النص في إعراب القرآن للنحاس أيضًا، والقرطبي كثير الأخذ عنه من غير عزو). [معجم القراءات: 3/540]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (31) إلى الآية (33) ]

{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) }

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الميت" معا [الآية: 31] بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/109]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {من الميت ويخرج الميت} [31] قرأ نافع والأخوان وحفص بكسر الياء وتشديدها، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)}
{يَرْزُقُكُمْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام القاف في الكاف وبالإظهار.
- والباقون على إظهار القاف.
{الْمَيِّتِ ... الْمَيِّتَ}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ويعقوب والأعمش (الميت.. الميت) بالتشديد في الموضعين.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير، وأبو بكر عن عاصم (الميت.. الميت) بسكون الياء على التخفيف.
وذهب كثير من العلماء إلى أن المخفف لما قد مات، والمشدد لما قد مات ولم يمت، وذهب أبو حيان إلى أن من زعم هذا يحتاج إلى دليل.
[معجم القراءات: 3/540]
{يُدَبِّرُ}
- ترقيق الراء وتفخيمها عن الأزرق وورش.
{فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}
- ذكر ابن مالك أن قراءة أبي عمرو (سيقولون الله) كذا من غير فاء، ويغلب على الظن أن في النص تحريفًا، فليس هذا من قراءة أبي عمرو.
- وقراءة الجماعة (فسيقولون الله) بالفاء). [معجم القراءات: 3/541]

قوله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَأَنَّى تُصْرَفُون" [الآية: 32] و"فَأَنَّى تُؤْفَكُون" [الآية: 34] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/109]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)}
{فَأَنَّى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 3/541]

قوله تعالى: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد من قَوْله {كَذَلِك حقت كلمة رَبك} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (حقت كلمت رَبك) وَاحِدَة وفي آخر السُّورَة 96 كَذَلِك
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر الحرفين جَمِيعًا {كَلِمَات} جمَاعَة). [السبعة في القراءات: 326]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((كلمات ربك) موضعين وفي (حم) مدني، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 277] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كلمات) [33، 96] فيهما، وفي المؤمن [6]: جمع: مدني، دمشق). [المنتهى: 2/741] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (لساحر) و(كلمات) و(يحشرهم) الثاني (ولكن الناس)، و(الن) في موضعين و(سحر) فأغنى عن الإعادة). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {كلمات ربك} (33)، هنا، وفي آخر السورة (96)، وفي غافر (6)، في الثلاثة: على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن عامر وأبو جعفر: (كلمات) هنا وفي آخر السّورة وفي غافر الثّلاثة على
[تحبير التيسير: 398]
الجمع، والباقون على التّوحيد). [تحبير التيسير: 399]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {كَلِمَتُ} فيهما هنا، وفي [غافر: 6] جمع: نافع، وابن عامر). [الإقناع: 2/661]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي كَلِمَاتٍ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({كلمتُ} [33] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "كلمات ربك" [الآية: 33] بالتوحيد ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/109]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلمات ربك} [33] قرأ نافع وشامي بألف بعد الميم، على الجمع، والباقون بحذفها، على الإفراد). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)}
{كَلِمَتُ رَبِّكَ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وحفص وأبو بكر عن عاصم، وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب (كلمت...) بالتوحيد.
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وشيبة (كلمات..) بالجمع وأما في الوقف ففيه ما يلي:
أ- قراءة الإفراد: من قرأ بالإفراد فهم في الوقف فريقان:
1- وقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن
[معجم القراءات: 3/541]
محيصن (كلمه) بالهاء، وهي لغة قريش.
2- ووقف بالتاء عاصم وحمزة وخلف (كلمت) موافقة لصريح الرسم، وهي لغة طيء.
ب- قراءة الجمع:
- من قرأ بالجمع وهم نافع وابن عامر وأبو جعفر فقد وقفوا بالتاء (كلمات).
- وأمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف (كلمه).
وتقدمت قراءتا الإفراد والجمع في الآية/115 من سورة الأنعام.
{أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي، وحفص وأبو بكر عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب (أنهم...) بفتح الهمزة، على معنى: حقت عليهم لأنهم لا يؤمنون، أو بأنهم لا يؤمنون.
قال الفراء: (فيكون موضعها نصبًا إذا ألقيت الخافض).
وقال العكبري:
(أن وما عملت فيه في موضع رفع بدلًا من (كلمت)، أو خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب، أي لأنهم، أو في موضع جر على إعمال اللام المحذوفة).
- وقرأ ابن أبي عبلة وابن مسعود (إنهم...) بكسر الهمزة على الاستئناف، قال أبو حيان: (وهذا إخبار منه تعالى أن في الكفار من حتم الله بكفره وقضى بتخليده).
[معجم القراءات: 3/542]
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا يومنون) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وتقدم هذا في الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/543]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (34) إلى الآية (36) ]

{ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) }

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأنى تؤفكون} لا يخفى). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}
{شُرَكَائِكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{يَبْدَأُ}
- رسمت الهمزة في (يبدؤا) على واو، ولحمزة وهشام في الوقف عليه خمسة أوجه:
- الإبدال ألفًا بحركة ما قبلها.
- التسهيل بالروم.
- الإبدال واوًا مع الأوجه الثلاثة، ورد هذا الوجه صاحب النشر.
وتقدم هذا في الآية/4 من هذه السورة.
{فَأَنَّى}
- تقدمت إمالته في الآية/32 من هذه السورة، وكذا في الآية/51 من سورة البقرة.
{تُؤْفَكُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر
[معجم القراءات: 3/543]
عن عاصم (توفكون) بالواو من غير همز.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون بالهمز (تؤفكون) ). [معجم القراءات: 3/544]

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {أم من لَا يهدي إِلَّا أَن يهدى} 35
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر (أَمن لَا يهدى) مَفْتُوحَة الْيَاء وَالْهَاء مُشَدّدَة الدَّال
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو {يهدي} بِإِسْكَان الْهَاء وَتَشْديد الدَّال غير أَن أَبَا عَمْرو كَانَ يشم الْهَاء شَيْئا من الْفَتْح
وروى ورش عَن نَافِع {يهدي} بِفَتْح الْهَاء مثل ابْن كثير
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يهدي} سَاكِنة الْهَاء خَفِيفَة الدَّال
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {يهدي} مَكْسُورَة الْيَاء وَالْهَاء مُشَدّدَة الدَّال
وروى حَفْص عَن عَاصِم والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم وحسين عَن أَبي بكر عَنهُ {يهدي} بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْهَاء). [السبعة في القراءات: 326]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أمن لا يهدي) خفيف، كوفي - غير عاصم - ساكنة الهاء مشددة الدال مدني - غير ورش - بين الفتح والجزم، أبو عمرو، بفتح الياء وكسر الهاء، عاصم ورويس بكسرهما حماد ويحيى). [الغاية في القراءات العشر: 276]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يهدي) [35]: بسكون الهاء وخفة الدال هما، وخلف، والمفضل. بسكونها مشددة مدني غير ورش وسالم، وأيوب، وعباس.
بفتح الياء، وكسر الهاء بصري غير أبوي عمرو وزيد والمنهال، والأعشى، والبرجمي، وحفص.
بكسرهما حمصي، وحمادٌ، وأبو بكر إلا الأعشى والبرجمي.
الباقون بفتحهما، وأبو عمرو، والعمر لا يكملان فتحة الهاء، وقال
[المنتهى: 2/741]
ابن مجاهد: رأيت أصحاب اليزيدي - يعني في الأداء- لا يعرفون غير فتحها، وبه قرأت على الجماعة). [المنتهى: 2/742]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قالون (أمن لا يهدي) بإخفاء حركة الهاء، وقيل: بالإسكان، وليس
[التبصرة: 231]
بشيء، ومثله أبو عمرو، وقد ذكر عن أبي عمرو أنه إنما يختلس الحركة، وقرأ أبو بكر بكسر الياء والهاء، ومثله حفص غير أنه فتح الياء، وقرأ حمزة والكسائي (يهدي) بإسكان الهاء والتخفيف، قرأ الباقون بفتح الياء والهاء والتشديد). [التبصرة: 232]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وورش، وابن عامر: {أمن لا يهدي} (35): بفتح الياء والهاء، وتشديد الدال.
وقالون، وأبو عمرو: كذلك، إلا أنهما يختلسان حركة الهاء.
والنص عن قالون: بالإسكان.
وقال اليزيدي عن أبي عمرو: أنه كان يشم الهاء شيئًا من الفتح.
وأبو بكر: بكسر الياء والهاء.
وحفص: بفتح الياء، وكسر الهاء.
وحمزة، والكسائي: بفتح الياء، وإسكان الهاء، وتخفيف الدال). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وورش وابن عامر: (أمن لا يهدي) بفتح الياء والهاء وتشديد الدّال وقالون وأبو عمرو كذلك إلّا أنّهما يخفيان حركة الهاء وروي ذلك عن ابن جماز والنّص عن قالون بالإسكان أي مع التّشديد وابن وردان بالإسكان والتّشديد وكذا ابن جماز. فيما قرأت به من طريق الكتاب) وقال اليزيدي عن أبي عمرو، كان يشم الهاء شيئا من الفتح، وأبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وبكسر الهاء وحمزة والكسائيّ وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدّال). [تحبير التيسير: 399]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَهْدِي) بسكون الهاء خفيفة الهاء خلف، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ وعلي، ومحمد، ويحيى بن سليمان عن أبي بكر، والمفضل، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وبكسر الياء والهاء مع التشديد يحيى، وحماد، وعصمة، والْمُعَلَّى، والجعفي، وابن جبير، وأبو الحسن، والأزرق عن أبي بكر، وحمصي، وأبو معمر، واللؤلؤي، وخارجة عن أبي عمرو، وبكسر الهاء وفتح الياء رُوَيْس وَرَوْحٌ، وسهل، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، ومحبوب، والجعفي عنه، وحفص إلا أبا عمارة عنه والأعشى، والبرجمي، والاحتياطي، والرفاعي عن يحيى كلهم عن أبي بكر وباختلاس الهاء وفتح الياء ودال مع التشديد أيوب، وعباس، والجهضمي، والأصمعي والسُّوسِيّ، وأُوقِيَّة، وابن حماد، وعصام، وعبيد الضَّرِير، والْبَلْخِيّ، وسجادة، وأبو الزعراء، والقصبي كلهم عن أَبِي عَمْرٍو وبسكون الهاء وفتح الياء وتشديد الدال مدني غير ورش في روايته، واختياره، والْمُسَيَّبِيّ في اختياره، وكردم، وابن حماد، وأبو خليد، وخارجة، وسالم وسقلاب، والْمُعَلَّى، الباقون من أهل المدينة والبصرة والشام ومكة وهم ورش في اختياره وروايته، والْمُسَيَّبِيّ في اختياره، وأبو
[الكامل في القراءات العشر: 567]
خليد، وابن حماد، وخارجة، والْعُمَرِيّ، وسالم، وسقلاب، والْمُعَلَّى، وكردم، ومكي، ودمشقي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، والحسن، وقَتَادَة، وأبو السَّمَّال، والْجَحْدَرِيّ، والعقيلي، والقباب، ومسعود بن صالح، وباقي أصحاب أَبِي عَمْرٍو، وأبو حنيفة، وأحمد، وأبو عبيد بفتح الياء والهاء وتشديد الدال وهو الاختيار؛ لأن معناه: يهتدي فقلبت التاء دالا وأدغمت الدال في الدال). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (748 - وَيَا لاَ يَهدِّي اكْسِرْ صَفِيًّا وَهَاهُ نَلْ = وَأَخْفَى بَنُو حَمْدٍ وَخُفِّفَ شُلْشُلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([748] ويا لا يهدي اكسر (صـ)فيا وهاه (نـ)ل = وأخفى (بـ)نو (حـ)مدٍ وخفف (شـ)لشلا
[749] ولكن خفيفٌ وارفع الناس عنهما = وخاطب فيها يجمعون (لـ)ـه (مـ)لا
أصل (يهدي) بكسر الهاء: يهتدي، إلا أنه لما أدغمت التاء منه في الدال، اجتمع ساكنان: الهاء والمدغم، فكسر الهاء لاجتماعهما.
ومن كسر الياء، فعلى الإتباع.
ومن فتح الهاء، ألقى حركة التاء عليها عندما أدغمها في الدال.
ومن أخفى الحركة، نبه على أنها ليست بأصلية، و من اجتماع الساكنين، فأتى ببعض الحركة في الهاء.
ومن خفف، فهو من: هدى يهدي، معني اهتدى.
الكسائي: «هديت الطريق، بمعنى اهتديت».
غيره: «هديت فلانًا فهدى، بمعنى اهتدى».
وقوله: (وخفف شلشلا)، إما أن يكون جعل الصفة مصدرًا كقوله:
[فتح الوصيد: 2/976]
وخارجًا من في زور كلام.
أو يكون: وخفف في القراءة في حال خفته في الرسم، لأنه كذلك كتب.
وهذا كما تقول: ضربت زیدًا مضروبًا، إذا تقدم ضربك ضرب.
وقوله: (عنهما)، راجعٌ إلى (شلشلا) ). [فتح الوصيد: 2/977] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([748] ويا لا يهدي اكسر صفيًا وهاه نل = وأخفى بنو حمدٍ وخفف شلشلا
ب: (الشلشل): الخفيف.
ح: (يا): مفعول (اكسر)، (صفيًا): حال من فاعله، و(هاه): عطف على (يا) قصر (يا) و (ها) ضرورة، وضمير (هاه) لـ (يهدي)، (بنو): فاعل (أخفى)، ضمير (خفف) لـ (يهدي)، (شلشلا): حال منه، أو صفة قامت مقام المصدر، أي: خفف خفيفًا، بمعنى: تخفيفًا.
ص: يعني اكسر ياء: {أمن لا يهدي} [35] لأبي بكر، وهاءه لعاصم، وأخفى فتح الهاء قالون وأبو
[كنز المعاني: 2/302]
عمرو، وخفف حمزة والكسائي لفظ (لا يهدي)، فحصل لهما: {يهدي} بالتخفيف من (هدى يهدي)، كـ (رمى يرمي) بمعنى: (يهتدي)، والباقون بالتشديد بأن الأصل: (يهتدي) أدغم التاء في الدال.
ثم لأبي بكر من الباقين: (يهدي) بكسر الياء والهاء، فكسر الهاء لالتقاء الساكنين الحاصل من الإدغام وكسر الياء للإتباع، ولحفص: (يهدي) بكسر الهاء فقط لالتقاء الساكنين، ولقالون وأبي عمرو بإخفاء فتح الهاء، فالفتح نقلٌ لحركة التاء إلى الهاء حذرًا من التقاء الساكنين، والإخفاء لكون الحركة غير أصلية، ولابن كثير وابن عامر وورش: بصريح فتح الهاء لما قلنا آنفًا). [كنز المعاني: 2/303]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (748- وَيَا لا يَهدِّي اكْسِرْ "صَـ"ـفِيًّا وَهَاهُ "نَـ"ـلْ،.. وَأَخْفَى "بَـ"ـنُو "حَـ"ـمْدٍ وَخُفِّفَ "شُـ"ـلْشُلا
قصر يا وها ضرورة أراد: {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي}، قرأه حمزة والكسائي من "هدَى" "يهدِي" كـ "رمى يرمي"، وهو بمعنى يهتدى، أو على أنه على تقدير إلا بأن يُهدَى وحرف الجر يحذف مع "أن" كثيرا وقراءة الباقين أصلها يهتدى، فأريد إدغام التاء في الدال فألقيت حركتها على الهاء؛ لتدل على حركة المدغم كما قالوا: يعض ويرد ويفر والأصل يعضض ويردد ويفرر، وكسر عاصم الهاء؛ لالتقاء الساكنين، ولم ينبه على حركة المدغم؛ لأنه قد علم أن تاء الافتعال لا تكون إلا مفتوحة بخلاف عين الفعل المدغمة في يعضّ ويردّ ويفرّ؛ فإن حركتها اختلفت كما ترى، ولم يفعل ذلك عاصم في: {لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ}، ففتح كغيره ولم يكسر؛ لأن الكسر في "لا يهِدّي" أنسب للياء قبلها، وكسر شعبة الياء إتباعا للهاء ولا يجوز كسر ياء المضارعة إلا في مثل هذا، وفي "ييجل"؛ لتنقلب الواو ياء، ومن أخفى حركة الهاء نبه بذلك على أن أصلها السكون، قال في التيسير: والنص عن قالون بالإسكان.
قلت: والكلام عليه كما سبق في "لا تعدو"، و"نعما"، وغيرهما؛ لأنه جمع بين الساكنين على غير حدهما فلا يستقيم وشلشلا: حال؛ لأنه كتب في المصحف بغير تاء، فخفف قراءة في حال كونها خفيفا في الرسم، ويجوز أن يكون شلشلا صفة قامت مقام
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/224]
المصدر وهي في معناه لا من لفظه، فكأنه قال: وخفف خفيفا؛ أي: تخفيفا كما قال: قم قائما؛ أي: قياما، وعنى بالتخفيف قراءةً ترك تشديد الدال، وبقي سكون الهاء لم ينبه عليه وهذا قد سبق له نظائر، ولكنه نطق فيها بالكلمات مخففة نحو: وفي الكل تلقف خف حفص، ولا يتبعوكم خف ويغشى سما خفا، وموهن بالتخفيف ذاع، ولو قال في موضع وخفف شلشلا: ويهدي شمردلا، لكان أبين؛ لكونه نص على لفظ القراءة كما نص على لفظ قراءة الباقين في قوله: ويا لا يهدي اكسر، فيكون المعنى: وقرئ يهدي في حال كونه شمردلا؛ أي: خفيفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/225]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (748 - ويا لا يهدّي اكسر صفيّا وهاه نل = وأخفى بنو حمد وخفّف شلشلا
قوله تعالى: أَمَّنْ لا يَهِدِّي فيه قراءات في يائه وهائه: فقرأ شعبة بكسر يائه فتكون قراءة غيره بفتحها، وقرأ عاصم بكسر هائه فتكون قراءة غيره بفتحها، وقرأ قالون وأبو عمرو بإخفاء أي اختلاس فتحة الهاء فتكون قراءة غيرهما ممن فتح الهاء بإتمام فتحتها فيتحصل من هذا كله: أن شعبة يقرأ بكسر الياء والهاء، وأن حفصا يقرأ بفتح الياء وكسر الهاء، وأن قالون وأبا عمرو يقرءان بفتح الياء واختلاس فتحة الهاء، وأن ورشا، وابن كثير، وابن عامر يقرءون بفتح الياء وفتح الهاء فتحا كاملا، هذا ما يؤخذ من النظم؛ ولكن ثبت لقالون من طريق الناظم إسكان الهاء أيضا، فيكون له وجهان في الهاء: إسكانها، وإخفاء فتحتها؛ وكل منهما مع فتح الياء. وقوله: (وخفف شلشلا) بيان لقراءة باقي القراء وهما حمزة والكسائي فأخبر أنهما يقرءان بتخفيف الدال ويلزمه سكون الهاء، ومعلوم من قوله: (اكسر صفيّا) أنهما يفتحان الياء، فتكون قراءتهما بفتح الياء وسكون الهاء وتخفيف الدال، ويؤخذ من هذا: أن القراء السبعة يشددون الدال ما عدا
[الوافي في شرح الشاطبية: 287]
حمزة والكسائي فإنهما يخففانها). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (129 - يَهِدِّيْ سُكُونُ الْهَاءِ إِذْ كَسْرُهَا حَوَى = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - يهدي سكون الهاء (إ)د كسرها (حـ)ـوی = وفليفرحوا خاطب (طـ)ـلا يجمعوا (طـ)ـلا
(إ)ذا أصغر ارفع (حـ)ـق مع شركاؤكم = كأكبر ووصل فاجمعوا افتح (طـ)ـوی اسألا
أألسحر (أ)م أخبر (حـ)ـلا وافتح (ا)تل (فـ)ـا = ق أنى لكم إبدال بادئ (حـ)ـملا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) اد وهو أبو جعفر {أمن لا يهدي} [35] بسكون الهاء وتفرد به وقوله: كسرها حوي أي قرأ مرموز (حا) حوى وهو يعقوب بكسر هائه وكل منهما وافق أصله في فتح الياء وتشديد الدال وعلم من الوفاق لخلف {يهدي} بسكون الهاء وكسر الدال مضارع هدى). [شرح الدرة المضيئة: 145]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَوَرْشٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَالْهَاءِ، وَتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ أَسْكَنَ الْهَاءَ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ الْهَاءِ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِكَسْرِ الْيَاءِ، وَاخْتُلِفَ فِي الْهَاءِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَابْنِ جَمَّازٍ مَعَ الِاتِّفَاقِ عَنْهُمْ عَلَى فَتْحِ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ، فَرَوَى الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً وَكَثِيرٌ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو اخْتِلَاسَ فَتْحَةِ الْهَاءِ، وَعَبَّرَ بَعْضُهُمْ عَنْ ذَلِكَ بِالْإِخْفَاءِ وَبَعْضُهُمْ بِالْإِشْمَامِ وَبَعْضُهُمْ بِتَضْعِيفِ الصَّوْتِ وَبَعْضُهُمْ بِالْإِشَارَةِ. وَبِذَلِكَ وَرَدَ النَّصُّ عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ مِنْ رِوَايَةِ الْيَزِيدِيِّ، وَغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ رُومِيٍّ: قَالَ الْعَبَّاسُ: قَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي عَمْرٍو خَمْسِينَ مَرَّةً فَيَقُولُ: قَارَبْتَ، وَلَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا. قَالَ ابْنُ رُومِيٍّ: فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: خُذْهُ أَنْتَ عَلَى لَفْظِ أَبِي عَمْرٍو فَقُلْتُهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَالَ: أَصَبْتَ; هَكَذَا كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَقُولُهُ انْتَهَى. وَكَذَا رَوَى ابْنُ فَرَحٍ عَنِ الدُّورِيِّ وَابْنُ حَبَشٍ عَنِ السُّوسِيِّ أَدَاءً، وَهِيَ رِوَايَةُ شُجَاعٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو نَصًّا وَأَدَاءً، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَقْرَأِ الدَّانِيُّ عَلَى شُيُوخِهِ سِوَاهُ، وَلَمْ يَأْخُذْ إِلَّا بِهِ، وَلَمْ يَنُصَّ الْحَافِظُ الْهَمْدَانِيُّ وَابْنُ مِهْرَانَ عَلَى غَيْرِهِ، وَقَالَ سِبْطُ الْخَيَّاطِ: بِهَذَا صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى شُيُوخِي قَالَ: وَكَانَ الرَّئِيسُ أَبُو الْخَطَّابِ أَحْسَنَ النَّاسِ تَلَفُّظًا بِهِ وَأَنَا أُعِيدُهُ مِرَارًا حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى مَقْصُودِهِ، وَقَالَ لِي: كَذَا أَوْقَفَنِي عَلَيْهِ الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ بْنُ شَيْطَا قَالَ ابْنُ شَيْطَا وَالْإِشَارَةُ وَسَطٌ بَيْنَ قِرَاءَةِ مَنْ سَكَّنَ وَفَتَحَ يَعْنِي تَشْدِيدَ الدَّالِ، وَرَوَى عَنْهُ أَكْثَرُ الْعِرَاقِيِّينَ إِتْمَامَ فَتْحَةِ الْهَاءِ كَقِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ وَابْنِ عَامِرٍ سَوَاءً، وَبِذَلِكَ نَصَّ الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/283]
أَحْمَدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ فِي جَامِعِهِ وَبِهِ كَانَ يَأْخُذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ تَيْسِيرًا عَلَى الْمُبْتَدِئِينَ، وَغَيْرِهِمْ. قَالَ الدَّانِيُّ: وَذَلِكَ لِصُعُوبَةِ اخْتِلَاسِ الْفَتْحِ لِخِفَّتِهِ اعْتِمَادًا عَلَى مَنْ رَوَى ذَلِكَ عَنِ الْيَزِيدِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: قَالَ: مَنْ رَأَيْتُهُ يَضْبِطُ هَذَا، وَسَأَلْتُ مُقَدَّمًا مِنْهُمْ مَشْهُورًا عَنْ يَهْدِي، فَلَفَظَ بِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ وَاحِدَةٍ تُخَالِفُ أُخْتَيْهَا.
(قُلْتُ): وَلَا شَكَّ فِي صُعُوبَةِ الِاخْتِلَاسِ وَلَكِنَّ الرِّيَاضَةَ مِنَ الْأُسْتَاذِ تُذَلِّلُهُ وَالْإِتْمَامُ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْمُسْتَنِيرِ، وَالْكَامِلِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي الْإِرْشَادِ سِوَاهُ.
وَانْفَرَدَ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ بِإِسْكَانِ الْهَاءِ فِي رِوَايَتَيْهِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الدَّانِيُّ عَنْ شُجَاعٍ وَحْدَهُ، وَرَوَى أَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ وَبَعْضُ الْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الِاخْتِلَاسَ كَاخْتِلَاسِ أَبِي عَمْرٍو سَوَاءً، وَهُوَ اخْتِيَارُ الدَّانِيِّ الَّذِي لَمْ يَأْخُذْ بِسِوَاهُ مَعَ نَصِّهِ عَنْ قَالُونَ بِالْإِسْكَانِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ، وَلَا الْمَهْدَوِيُّ، وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَلَا ابْنَا غَلْبُونَ غَيْرَهُ إِلَّا أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ أَغْرَبَ جِدًّا فِي جَعْلِهِ اخْتِلَاسَ قَالُونَ دُونَ اخْتِلَاسِ أَبِي عَمْرٍو فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا فِيمَا تُعْطِيهِ عِبَارَتُهُ فِي تَذْكِرَتِهِ وَالَّذِي قَرَأَ عَلَيْهِ بِهِ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ الِاخْتِلَاسَ كَأَبِي عَمْرٍو، وَهُوَ الَّذِي لَا يَصِحُّ فِي الِاخْتِلَاسِ سِوَاهُ، وَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً وَبَعْضُ الْمَغَارِبَةِ، وَالْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الْإِسْكَانَ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْهُ وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ وَالْمُسَيِّبِيِّ، وَأَكْثَرُ رُوَاةِ نَافِعٍ عَلَيْهِ، نَصَّ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ لَهُ سِوَاهُ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْكَافِي، وَرَوَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ الْإِسْكَانَ كَابْنِ وَرْدَانَ وَقَالُونَ فِي الْمَنْصُوصِ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ سَوَّارٍ لَهُ سِوَاهُ، وَرَوَى كَثِيرٌ مِنْهُمْ لَهُ الِاخْتِلَاسَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعُمَرِيِّ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ الْهُذَلِيُّ مِنْ جَمِيعِ الطُّرُقِ عَنْهُ سِوَاهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/284]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وورش وأبو عمرو في أحد الوجهين {أمن لا يهدي} [35] بفتح الياء والهاء وتشديد الدال، وأبو جعفر بخلاف عن ابن جماز
[تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
وقالون في أحد وجهيه كذلك مع إسكان الهاء، وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال، ويعقوب وحفص بفتح الياء وكسر الهاء، وأبو بكر كذلك مع كسر الياء، وقرأ أبو عمرو وقالون وابن جماز في وجههم الثاني باختلاس الفتحة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (681- .... .... .... .... .... = لا يهد خفّهم ويا اكسر صرفا
682 - والهاء نل ظلماً وأسكن ذا بدا = خلفهما شفا خذ الإخفا حدا
683 - خلفٌ به ذق .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقوله لا يهدي، يعني قوله تعالى: لا يهدّي اختلف فيها على ست قراءات: فخفف الدال حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتشديد، وهذا معنى قوله خفهم،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
وكسر الياء منهم شعبة وإلى ذلك أشار بقوله: ويا اكسر صرفا: أي واكسر الياء من يهدي، والباقون بفتحها وكسر الهاء عاصم ويعقوب، وهذا فهم من قوله: والها نل ظلما، وهو معطوف على اكسر، وسكن الهاء ابن جماز وقالون بخلاف عنهما، وحمزة والكسائي وخلف يخفون الدال كما تقدم أوّلا، وهذا معنى قوله: لا يهد خفهم
وقوله:
.... وأسكن ذا بدا = خلفهما شفا خذ الإخفا حدا
يعني أخفى فتحة الهاء: أي اختلس أبو عمرو بخلاف عنه، وقالون وابن جماز في الوجه الآخر، ويكون الوجه الآخر الاتباع.
والهاء (ن) ل (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
تقدم شرحه في البيت قبله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَمَّنْ لا يَهْدي" [الآية: 35] فأبو بكر بكسر الياء والهاء وقرأ حفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال، قرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء وتشديد الدال، وافقهم الحسن وقرأ أبو جعفر كذلك، إلا أنه بإسكان الهاء بخلف عن ابن جماز في الهاء، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء، وإسكان الهاء وتخفيف الدال وافقهم الأعمش، وقرأ قالون وأبو عمرو بفتح الياء وتشديد الدال، واختلف في الهاء عنهما وعن ابن جماز، فأما أبو عمرو فروى المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء، وعبر عنه بالإخفاء وبالإشمام وبالإشارة وبتضعيف الصوت، وهو عسير
[إتحاف فضلاء البشر: 2/109]
في النطق جدا، وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير ومن معه، وأما قالون فروى عنه أكثر المغاربة وبعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو، سواء وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه مع نصه عنه بالإسكان، وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عنه الإسكان، وهو المنصوص عنه، وعن أكثر رواه نافع، وأما ابن جماز فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان، كرفيقه ابن وردان وروى كثير منهم له الاختلاس، ولم يذكر الهذلي عنه سواه، فخلافه كقالون دائر بين الإسكان والاختلاس وخلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل وبين الاختلاس، ووافقه اليزيدي عليه فقط، وعنه الإسكان وما ذكره في الأصل من الإسكان، لأبي عمرو فانفرادة لصاحب العنوان، ولذا لم يعرج عليه في الطيبة، واستشكلت قراءة سكون الهاء مع تشديد الدال من حيث الجمع بين الساكنين، قال النحاس: لا يقدر أحد أن ينطق به، وقال المبرد: من رام هذا لا بد أن يحرك حركة خفيفة، وأجاب عنه القاضي بأن المدغم في حكم المتحرك، وقال السمين: لا بعد فيه فقد قرئ به في نعما وتعدوا وتقدم إيضاحه آخر الإدغام ووجه كسر الهاء التخلص من الساكنين؛ لأن أصله يهتدي فلما سكنت التاء لأجل الإدغام، والهاء قبلها ساكنة، فكسرت للساكنين، ومن فتحها نقل فتحة التاء إليها، ثم قلبت التاء دالا، وأدغمت في الدال.
[إتحاف فضلاء البشر: 2/110]
وأبو بكر أتبع الياء للهاء في الكسر ليعمل اللسان عملا واحدا، وكلهم كسر الدال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "إِلَّا أَنْ يهدى" [الآية: 35] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه "ونقل" "القران" ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أمن لا يهدي} [35] قرأ قالون والبصري بفتح الياء، واختلاس فتحة الهاء، وتشديد الدال، ولقالون أيضًا إسكان الهاء، وورش والمكي والشامي بفتح الياء والهاء، وتشديد الدال، وشعبة بكسر الياء والهاء، وتشديد الدال، وحفص مثله، إلا أنه يفتح الياء، والأخوان بفتح الياء، وإسكان الهاء، وتخفيف الدال.
فإن قلت: ذكرت لقالون إسكان الهاء، ولم يذكره الشاطبي له.
فالجواب: كان حقه رحمه الله أن يذكره له، لأنه في أصله، وجعله هو النص، حيث قال: «والنص عن قالون بالإسكان» انتهى.
وهو رواية العراقيين قاطبة وكثير من المصريين وبعض المغاربة، ولم يذكر غير واحد كالإمام أبي الطاهر إسماعيل بن خلف الأنصاري صاحب العنوان سواه.
[غيث النفع: 687]
قال الجعبري: «وبه قطع ابن مجاهد والأهوازي والهمداني، ولا يكاد يوجد في كتب النقلة غيره، ولم يذكره الناظم، وليس بجدير، لأن نقص من الأصل، وعدول عن الأشهر» انتهى.
وهو رواية الأكثرين، كإسماعيل والمسيبي عن نافع، وهو قراءة شيخه أبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد الأئمة العشرة المشهورين قرأ على ابن عباس وأبي هريرة وصلى بابن ع مر رضي الله عنهم، وحدث عنه إمام الأئمة مالك بن أنس.
وأقوى ما يحتج به التارك له: أن فيه الجمع بين ساكنين على غير حده، وهو غير جائز، وقد تقدم ما يفيد أن هذا كلام باطل، لا يقوله إلا غافل أو جاهل، لثبوت ذلك قرآنا ولغة). [غيث النفع: 688]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}
{مِنْ شُرَكَائِكُمْ}
- تقدمت قراءة حمزة بالتسهيل في الوقف، في الآية السابقة.
{يَهْدِي}
- قرأ عاصم في رواية حفص، والكسائي عن أبي بكر عنه، ورويس عن يعقوب والحسن وأبو رجاء والأعمش والأعشى والبرجمي، وحسين الجعفي عن أبي بكر (يهدي) بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال.
قال أبو حاتم: (هي لغة سفلى مضر).
وأصل هذه القراءة: يهتدي، فسلبت التاء حركتها، ثم أدغمت في الدال، فالتقى ساكنان: الهاء والدال المدغمة، فكسرت الهاء تخلصًا من التقاء الساكنين.
وهي قراءة جيدة عند الزجاج.
[معجم القراءات: 3/544]
قال الطوسي:
(ومن كسر الهاء لم يلق الحركة -أي حركة التاء وهي الفتحة- تشبيهًا بالمنفصل).
- وقرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر عنه، وهي رواية الكسائي عن عاصم، وحماد، ورواية أبان وجبلة عن المفضل وعبد الوارث (يهدي) بكسر الياء والهاء معًا.
ونقل عن سيبويه أنه لا يجيز كسر الياء، ويجيز كسر التاء والنون والألف، لأن الكسرة مع الياء ثقيلة.
قال الشهاب: (وهذه القراءة حجة عليه).
وذهب الزجاج إلى أن هذه القراءة رديئة لنقل الكسر في الياء، وذهب القرطبي إلى أنها لغة.
وأصل هذه القراءة (يهتدي) سلبت التاء حركتها، ثم أدغمت في الدال، فلما التقى ساكنان الدال الأولى من المدغم والهاء كسرت الهاء، ثم أتبع الياء للهاء في الكسر.
- وقرأ ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو وورش عن نافع وابن محيصن وسهل والحسن وروح وزيد عن يعقوب ويحيى بن الحارث
[معجم القراءات: 3/545]
الذماري (يهدي) بفتح الياء والهاء وكسر الدال المشددة.
وأصله: يهتدي، نقلت حركة التاء وهي الفتحة إلى الهاء، ثم أدغمت التاء في الدال.
وهذه القراءة هي اختيار أبي عبيدة وأبي حاتم.
قال النحاس:
(القراءة الأولى -أي هذه ... بينة في العربية...).
وقال الطوسي:
(ومن حرك الهاء ألقى حركة المدغم على الهاء لأنهما من كلمة واحدة).
وهذا الوجه من القراءة عند الزجاج صحيح جيد بالغ.
قال مكي:
(والقراءة فيه على معنى (يهتدي) أحب إلي لتمكن معناها؛ ولأن الجماعة عليه، ولأنه أبلغ في ذم آلهتهم).
- وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي وابن جماز وابن وردان
[معجم القراءات: 3/546]
وقالون، بخلاف عن الثلاثة، ونافع من طريق قالون (يهدي) بفتح الياء، وسكون الهاء، وكان أبو عمرو يشم الهاء شيئًا من الفتح.
وهذه القراءة فيها جمع بين ساكنين.
قال أبو جعفر النحاس:
(وهذا لا يجوز، ولا يقدر أحد أن ينطق به).
وقال المبرد:
(لا بد لمن رام مثل هذا أن يحرك حركة خفيفة إلى الكسر، وسيبويه يسمي هذا اختلاس الحركة).
قال السمين:
(لا بعد فيه، فقد قرئ به في (نعما، وتعدوا).
وقال مكي: (فأما ما روي عن قالون وعن أبي عمرو من إسكان الهاء فهو بعيد ضعيف، لا يجوز إلا في شعر نادر، والمشهور عنهما الاختلاس، وإخفاء الحركة).
وقال الزجاج:
(والذين جمعوا بين ساكنين، الأصل عندهم أيضًا: يهتدي، فأدغمت التاء في الدال، وتركت الهاء ساكنة فاجتمع ساكنان).
وقال النيسابوري:
[معجم القراءات: 3/547]
(قال علي بن عيسى: وهو غلط على نافع) ومثله عند الرازي، فقد ذكر هذا ثم قال:
(وذكر علي بن عيسى أنه -أي الاختلاس- الصحيح من قراءة نافع).
وقال ابن خالويه:
(فأما ما رواه اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكن الهاء، ويشمها شيئًا من الفتح فإنه وهم في الترجمة؛ لأن السكون ضد الحركة، ولا يجتمع الشيء وضده، ولكنه من إخفاء الفتحة واختلاسها، لا من الإسكان).
وقال الشهاب:
(واعلم أن من أرباب الحواشي من اعترض على قول المصنف -أي البيضاوي- رحمه الله: وقرأ أبو عمرو بالإدغام إلخ، بأن مقتضاه أن أبا عمرو ونافعًا قرأا بإسكان الهاء مع الإدغام، وهذا لم يقرأ به أحد، ومن ذكر إنما قرؤوا بالاختلاس، وكأنه جعل الاختلاس سكونًا، وهو بعيد إلى آخر ما فصله.
قال الشهاب: وهذا من قصور الاطلاع، فإن ما ذكر ثابت من بعض الطرق كما فضله في لطائف الإشارات، وكذا ابن الجزري في الطيبة).
[معجم القراءات: 3/548]
- وقرأ أبو عمرو ونافع في رواية وابن جماز واليزيدي وقالون باختلاس حركة الهاء (يهدي) وهي الفتحة المنقولة من التاء المدغمة في الدال بعدها.
قال مكي:
(وحجة من اختلس الحركة في الهاء أنه لما ألقى حركة التاء على الهاء اختلسها ولم يشبعها، إذ ليست بأصل على الهاء. وليبين أنها حركة لغير الهاء، ولم يمكنه إبقاء الهاء ساكنة لسكون أول المدعم، فلم يكن بد من إلقاء حركة التاء، فاختلسها؛ لتخلص الهاء من السكون، وليدل أنها ليست بأصل في الهاء، فتوسط حالة بين حالتين، كالذي يقرأ في الحروف الممالة بين اللفظين.
فأما ما روي عن قالون وعن أبي عمرو من إسكان الهاء فهو بعيد ضعيف...، والمشهور عنهما الاختلاس، وإخفاء الحركة، والإخفاء مثل الاختلاس في الحركة المذكورة).
وقال الرازي:
(قرأ أبو عمرو بالإشارة إلى فتحة الهاء من غير إشباع، فهو بين الفتح والجزم، مختلسة على أصل مذهبه اختيارًا للتخفيف، وذكر علي بن عيسى أنه الصحيح من قراءة نافع).
[معجم القراءات: 3/549]
وجاء النص في الإتحاف على النسق الآتي:
(... وقرأ قالون وأبو عمرو بفتح الياء، وتشديد الدال، واختلف في الهاء عنهما، وعن ابن جماز:
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء، وعبر عنه بالإخفاء، وبالإشمام، وبالإشارة، وبتضعيف الصوت، وهو عسير في النطق جدًا، وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به.
- وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير ومن معه.
وأما قالون: فروى عنه أكثر المغاربة وبعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو سواء، وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه، مع نصه عنه بالإسكان، وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عنه الإسكان، وهو المنصوص عنه وعن أكثر رواة نافع.
وأما ابن جماز: فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان كرفيقه ابن وردان، وروى كثير منهم له الاختلاس، ولم يذكر الهذلي عنه سواه.
- فخلافه كقالون دائر بين الإسكان والاختلاس.
- وخلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل وبين الاختلاس، ووافقه اليزيدي عليه فقط، وعنه الإسكان..).
قال الشهاب:
(وفي بعض الطرق عن أبي عمرو أنه قرأ بالإدغام المجرد، وأنكر بعضهم هذا وادعى أنه قرأ بالاختلاس، والحق أنه قرأ بهما، وروي ذلك عن نافع أيضًا).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويحيى بن وثاب
[معجم القراءات: 3/550]
(يهدي) بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال، من (هدى).
قال النحاس:
(... فلها وجهان في العربية، وإن كانت بعيدة، فأحد الوجهين أن الكسائي والفراء قالا: يهدي بمعنى يهتدي.
قال أبو العباس: لا يعرف هذا، ولكن التقدير: أم من لا يهدي غيره، تم الكلام، ثم قال: إلا أن يهدي استثناء ليس من الأول أي لكنه يحتاج إلى أن يهدي.
وقال مكي: (وحجة أسكن الهاء وخفف أنه بناه على هدى يهدي غيره، فالمفعول مضمر قام مقام الفاعل...).
وقال الزجاج:
(... قرأ بعضهم: أم من لا يهدي) بإسكان الهاء والدال.
وهذه القراءة مروية إلا أن اللفظ بها ممتنع، فلست أدري كيف قرئ بها، وهي شاذة، وقد حكى سيبويه أن مثلها قد يتكلم به).
- وقرأ ابن مسعود وابن السميفع (يهتدي) بالتاء والتخفيف من اهتدى، فهو على الأصل.
[معجم القراءات: 3/551]
- وقرأ الزعفراني عن هشام عن ابن عامر (يهدي) بضم الياء وفتح الهاء وتشديد الدال.
{إِلَّا أَنْ يُهْدَى}
- قرأ ابن الحارث الذماري (إلا أن يهدى) بضم الياء وتضعيف الدال وفتحها.
قال الشهاب: (إلا أن يهدى، أي مجهولًا مشددًا، من التفعيل للمبالغة، أي دلالة على المبالغة في الهداية).
- وقراءة الجماعة (إلا أن يهدى) بضم الياء وتخفيف الدال المفتوحة.
- وأمال (يهدى) حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 3/552]

قوله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَفعَلُونَ) بالتاء ابن أرقم عن الحسن، الباقون بالياء وهو الاختيار لقوله: (أَكْثَرُهُمْ)). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)}
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز في الوقف في الآية/123 من سورة البقرة.
{يَفْعَلُونَ}
- قراءة الجماعة (يفعلون) بالياء على الغيبة، على نسق أول الآية.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (تفعلون) بالتاء على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب). [معجم القراءات: 3/552]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:46 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (37) إلى الآية (41) ]

{ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) }

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((وَلَكِنْ تَصْدِيقَ)، (وَتَفصِيلَ) بالرفع وكذلك في يوسف الزَّعْفَرَانِيّ، وابن أبي عبلة، وهو الاختيار؛ لأن " لكنْ " الخفيفة ترفع ما بعدها بالمبتدأ والخبر، الباقون بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأشم" صاد "تصديق" حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه، وتقدم لحمزة بخلفه مد لا التبرئة مدا متوسطا في "لا ريب فيه" ونحوه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القرءان} [37] لا يخفى). [غيث النفع: 688]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تصديق} قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد الخالصة). [غيث النفع: 689]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)}
{الْقُرْآنُ}
- قرأ ابن كثير ووافقه ابن محيصن بالنقل في الحالين (القران).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بالهمز من غير نقل (القرآن).
{يُفْتَرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَلَكِنْ}
{تَصْدِيقَ ... وَتَفْصِيلَ}
- قراءة الجمهور (تصديق ... وتفصيل) بالنصب فيهما.
وخرج هذا الكسائي والفراء ومحمد بن سعدان والزجاج على أنه خبر (كان) مضمرة أي: ولكن كان هو أي القرآن تصديق...، أو مصدقًا ومفصلًا.
[معجم القراءات: 3/553]
- وقيل انتصب مفعولًا له: أي ولكن أنزل للتصديق، والعامل على هذا التخريج محذوف.
- وقيل انتصب على المصدر والعامل فيه محذوف، والتقدير: ولكن يصدق تصديق الذي بين يديه من الكتب.
- وقيل هو عطف على خبر (كان).
- وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (تصديق ... وتفصيل) بالرفع فيهما.
وذهب الكسائي في هذه القراءة إلى أنه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: ولكن هو تصديق.
وهو وجه جائز عند الفراء وحمد بن سعدان.
{تَصْدِيقَ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلاف عنه والأعمش (تصديق) بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة، وهي لغة قيس.
- وقراءة الباقين بالصاد الخالصة، وهو الوجه الثاني لرويس، وهي لغة قريش (تصديق).
{يَدَيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (يديهي) بوصل الهاء بياء.
{لَا رَيْبَ}
- قراءة حمزة بخلاف عنه بمد (لا) التبرئة مدًا متوسطًا بمقدار أربع حركات.
والحكمة من هذا المد هو المبالغة في النفي.
- والباقون بمدها حركتين، وهو الوجه الثاني لحمزة.
[معجم القراءات: 3/544]
{لَا رَيْبَ فِيهِ}
- قرأ أبو عمرو بإدغام الباء في الفاء). [معجم القراءات: 3/555]

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال يفترى و"افتراه" [الآية: 38] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وحمزة وخلف، وبالصغرى الأزرق "وضم" رويس الهاء من "ولما يأتهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)}
{افْتَرَاهُ}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
- وقرأ ابن كثير بوصل الهاء بواو في الوصل (افتراهو).
{فَأْتُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش بالوقف (فاتوا).
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (فأتوا).
{بِسُورَةٍ مِثْلِهِ}
- قراءة الجماعة (بسورةٍ مثله) بتنوين (سورة)، و(مثله): نعت له.
- وقرأ عمرو بن فائد (بسورة مثله) على الإضافة أي بسورة كتابٍ أو كلامٍ مثله، أي مثل القرآن، وهذا مما خلاف الموصوف منه، وأقيمت الصفة مقامه.
[معجم القراءات: 3/555]
قال أبو حاتم: (أمر عبد الله الأسود أن يسأل عمر رضي الله عنه عن إضافة (سورة) أو تنوينها، فقال له عمر: كيف شئت). عن المحرر). [معجم القراءات: 3/556]

قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)}
{لَمَّا يَأْتِهِمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش (ياتهم) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بالهمز.
- وقراءة الجماعة (يأتهم) بكسر الهاء مراعاة للياء المحذوفة، أو للكسر الباقي.
- وقرأ رويس بضم الهاء على الأصل (يأتهم).
{تَأْوِيلُهُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش (تاويله) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{كَذَلِكَ كَذَّبَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الكاف في الكاف، وعنهما الإظهار أيضًا). [معجم القراءات: 3/556]

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)}
{يُؤْمِنُ ... يُؤْمِنُ}
- تقدمت قراءة (يومن) من غير همز عن أبي عمرو وأبي جعفر وغيرهما، وكذا حمزة في الوقف، انظر الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف.
{أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الباء، وعنهما الإظهار. ولعل الصواب أن يعبر عن هذا بالإخفاء. إذ تسكن الميم وتخفى بغنة، والإسكان لتخفيف توالي الحركات، والحرف المدغم كالمخفى يسكن ثم يخفى، لكن الفرق بينهما أنه في المدغم يقلب ويشدد الثاني، بخلاف المخفى فإنه لا يكون فيه ذلك، بل يبقى ساكنًا من غير قلب). [معجم القراءات: 3/557]

قوله تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على نحو: "بريئون" وجه واحد وهو البدل مع الإدغام لزيادة الياء، وأما بين بين فضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)}
{بَرِيئُونَ}
- اختلف فيه عن أبي جعفر:
أ- فروى هبة الله من طرقه والهذلي عن أصحابه عن ابن شبيب كلاهما عن ابن وردان بالإدغام، وهي رواية الهاشمي من طريق الجوهري والمغازلي والدوري عن ابن جماز.
[معجم القراءات: 3/557]
والإدغام يكون بعد قلب الهمزة ياء، ثم تدغم الياء في الياء (بريون).
ب- وروى باقي أصحاب أبي جعفر من الروايتين بالهمز (بريئون).
- وكذا قرأ باقي القراء.
- وأما في الوقف فلحمزة وجه واحد وهو الإبدال والإدغام كقراءة أبي جعفر (بريون).
{بَرِيءٌ}
- في هذه الكلمة ما في (بريئون) المتقدمة، فعن أبي جعفر روايتان:
الأولى: قلب الهمزة ياء وإدغامها في الياء (بري).
الثانية: القراءة بالهمز (بريء).
- وكذا قرأ باقي القراء.
- وقراءة حمزة في الوقف بالبدل والإدغام كقراءة أبي جعفر.
وتقدم مثل هذا في الآية/19 من سورة الأنعام). [معجم القراءات: 3/558]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (42) إلى الآية (44) ]

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44) }

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42)}
{أَفَأَنْتَ}
- قرأ بتسهيل الهمزة الأصبهاني عن ورش.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز). [معجم القراءات: 3/558]

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}
{أَفَأَنْتَ}
- تقدم حكم الهمز فيه في الآية السابقة.
[معجم القراءات: 3/558]
{لَا يُبْصِرُونَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- والباقون على تفخيمها). [معجم القراءات: 3/559]

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ولكن الناس} (44): بكسر النون مخففة، ورفع السين.
[التيسير في القراءات السبع: 309]
والباقون: بفتح النون مشددة، ونصب السين). [التيسير في القراءات السبع: 310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة الكسائي وخلف: (ولكن النّاس) بكسر النّون مخفّفة ورفع السّين، والباقون بفتح النّون مشدّدة ونصب السّين). [تحبير التيسير: 399]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (749 - وَلكِنْ خَفِيفٌ وَارْفَعِ النَّاسَ عَنْهُمَا = .... .... .... ....). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([748] ويا لا يهدي اكسر (صـ)فيا وهاه (نـ)ل = وأخفى (بـ)نو (حـ)مدٍ وخفف (شـ)لشلا
[749] ولكن خفيفٌ وارفع الناس عنهما = وخاطب فيها يجمعون (لـ)ـه (مـ)لا
أصل (يهدي) بكسر الهاء: يهتدي، إلا أنه لما أدغمت التاء منه في الدال، اجتمع ساكنان: الهاء والمدغم، فكسر الهاء لاجتماعهما.
ومن كسر الياء، فعلى الإتباع.
ومن فتح الهاء، ألقى حركة التاء عليها عندما أدغمها في الدال.
ومن أخفى الحركة، نبه على أنها ليست بأصلية، و من اجتماع الساكنين، فأتى ببعض الحركة في الهاء.
ومن خفف، فهو من: هدى يهدي، معني اهتدى.
الكسائي: «هديت الطريق، بمعنى اهتديت».
غيره: «هديت فلانًا فهدى، بمعنى اهتدى».
وقوله: (وخفف شلشلا)، إما أن يكون جعل الصفة مصدرًا كقوله:
[فتح الوصيد: 2/976]
وخارجًا من في زور كلام.
أو يكون: وخفف في القراءة في حال خفته في الرسم، لأنه كذلك كتب.
وهذا كما تقول: ضربت زیدًا مضروبًا، إذا تقدم ضربك ضرب.
وقوله: (عنهما)، راجعٌ إلى (شلشلا) ). [فتح الوصيد: 2/977] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([749] ولكن خفيفٌ وارفع الناس عنهما = وخاطب فيها يجمعون له ملا
ب: (الملا): جمع (ملاءة)، وهي الملحفة.
[كنز المعاني: 2/303]
ح: (لكن خفيفٌ): مبتدأ وخبر، ضمير (عنهما): لحمزة والكسائي، (يجمعون): فاعل (خاطب)، ضمير (فيها): للسورة، (له ملا): خبر ومبتدأ، والضمير لـ (يجمعون) .
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) [44] بتخفيف {لكن}، ورفع {الناس}، والباقون: بالتشديد والنصب، والوجهان ذُكرا.
وقرأ هشام وابن ذكوان يعني ابن عامر -: (هو خيرٌ مما تجمعون) [58] بتاء الخطاب؛ لأن بعده: {قل أرأيتم} [59] على الخطاب، والباقون: بياء الغيبة؛ لأن قبله: {فبذلك فليفرحوا} [58].
و(له ملا): كناية عن حجج تعضده وتقويه). [كنز المعاني: 2/304] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (749- وَلكِنْ خَفِيفٌ وَارْفَعِ النَّاسَ عَنْهُمَا،.. وَخَاطَبَ فِيهَا يَجْمَعُونَ "لَـ"ـهُ "مُـ"ـلا
أراد: "وَلَكِنِ النَّاسُ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"، الخلاف فيها كما سبق في: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}، {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ}، {وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}.
وقوله: عنهما؛ أي: عن حمزة والكسائي). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/225]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (749 - ولكن خفيف وارفع النّاس عنهما = وخاطب فيها يجمعون له ملا
الضمير في (عنهما) يعود على حمزة والكسائي في البيت قبله يعني: أنهما يقرءان بتخفيف نون وَلكِنَّ أي بإسكانها وقفا وكسرها خفيفة وصلا للساكنين مع رفع سين النَّاسَ في قوله تعالى: وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي وَلَكِنَّ النَّاسَ عِنْدَ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/284]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ولكن الناس} [44] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَلَكِنَّ النَّاس" [الآية: 44] بتخفيف النون ورفع الناس حمزة والكسائي وخلف وتكسر النون وصلا ضرورة ومر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولكن الناس} [44] قرأ الأخوان بتخفيف النون وكسرها في الوصل، ورفع سين {الناس} والباقون بفتح النون المشددة، ونصب السين). [غيث النفع: 689]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)}
{لَا يَظْلِمُ}
- تقدم تغليظ اللام في سورة البقرة الآية/20، والأنعام الآية/29، فانظر هذا فيما سبق.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز (شيًا) انظر الآية/123 من سورة البقرة في الجزء الأول.
{يَظْلِمُونَ}
- غلظ اللام ورش من طريق الأزرق، وروي عنه الترقيق.
{وَلَكِنَّ النَّاسَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع، وحفص وأبو بكر كلاهما عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب (ولكن الناس) بتشديد النون، ونصب الناس، اسمًا له، والخبر: (أنفسهم يظلمون).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف (ولكن الناس) بتخفيف النون، وكسرها لالتقاء الساكنين عند الوصل، ورقع (الناس) مبتدأ، وخبره الجملة بعده.
[معجم القراءات: 3/559]
قال ابن خالويه:
(والحجة لمن خفف ورفع أن (لكن) وأخواتها إنما عملن لشبههن بالفعل لفظًا ومعنى، فإذا زال اللفظ زال العمل، والدليل على ذلك أن (لكن) إذا خففت وليها الاسم والفعل، وكل حرف كان كذلك ابتدئ ما بعده، والحجة لمن شدد ونصب أنه أتى بلفظ الحرف على أصله.
والمعنى فيه شدد أو خفف الاستدراك بعد النفي).
وقال مكي:
(الاختيار عند جماعة النحويين إذا أتت (لكن) مع الواو أن تشدد، وإذا كانت بغير واو قبلها أن تخفف).
قال الفراء:
(لأنها إذا كانت بغير واو أشبهت (بل) فخففت، لتكون مثلها في الاستدراك، وإذا أتت الواو قبلها خالفت (بل) فشددت..، ...
فمن شددها أعملها فيما بعدها، فنصبه بها؛ لأنها من أخوات (إن)، ومن خففها رفع ما بعدها على الابتداء، وما بعده الخبر).
وتقدم الحديث في مثل هاتين القراءتين في الآية/102 من سورة البقرة في قوله تعالى: (ولكن الشياطين كفروا) ). [معجم القراءات: 3/560]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (45) إلى الآية (49) ]

{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49) }

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {وَيَوْم يحشرهم} 45
كلهم قَرَأَ {وَيَوْم نحشرهم} بالنُّون غير عَاصِم فَإِن حفصا روى عَنهُ {وَيَوْم يحشرهم} بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 327]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {ويوم يحشرهم كأن لم} (45): بالياء.
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ويوم نحشرهم كأن لم) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 399]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ لِحَفْصٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/284]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يحشرهم} [45] ذكر لفحص في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَم" [الآية: 45] بالياء حفص والباقون بالنون وسبق أواخر الأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويوم نحشرهم كأن لم} [45] قرأ حفص بالياء التحتية، والباقون بالنون، والأول وهو {ويوم نحشرهم جميعًا} [28] متفق على أنه بالنون، ومنه احترز بقوله:
.... مع ثان بيونس ... ). [غيث النفع: 689] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
{يَحْشُرُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي
[معجم القراءات: 3/560]
وخلف وأبو جعفر ويعقوب (نحشرهم) بالنون، وهي نون العظمة، ولا يكون حشر إلا من الله تعالى.
- وقرأ حفص عن عاصم، والبرمجي والأعمش وابن محيصن والمطوعي (يحشرهم) بالياء، والضمير يعود إلى الله تعالى، لتقدم اسمه في قوله تعالى: (إن الله لا يظلم...) في الآية السابقة.
{كَأَنْ}
- قراءة الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمز.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل.
{مِنَ النَّهَارِ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدمت الإمالة فيه في الآية/74 من سورة البقرة.
{خَسِرَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
- والباقون على التفخيم.
{بِلِقَاءِ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز). [معجم القراءات: 3/561]

قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ) بفتح الثاء ابن أبي عبلة، وقَتَادَة وهو ضعيف، الباقون بضم الثاء، وهو الاختيار؛ لأنه حرف مهل معناه واللَّه [شَهِيدٌ] (أَثُمَّ إِذَا) السمان عن طَلْحَة، وقَتَادَة، وابن أبي عبلة، الباقون بضمها، وهو الاختيار لما ذكرنا). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}
{نُرِيَنَّكَ.. نَتَوَفَّيَنَّكَ}
- قراءة الجماعة بالنون المشددة فيهما، (نرينك.. نتوفينك).
- وقرأ رويس بالنون الخفيفة في الفعلين: (نرينك.. نتوفينك).
{ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ}
- قراءة الجماعة (ثم...) بضم الثاء، حرف عطف.
- وقرأ ابن أبي عبلة (ثم...) بفتح الثاء، أي هنالك الله شهيد.
قال الفراء: (ثم ههنا عطف، ولو قيل: ثم الله شهيد على ما يفعلون.
يريد: (هنالك الله شهيد على ما يفعلون) أي لجاز). [معجم القراءات: 3/562]

قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}
{جَاءَ}
- أماله حمزة وابن ذكوان وخلف.
- والإمالة والفتح لهشام.
- والباقون على الفتح.
- ووقف حمزة بتسهيل الهمزة بين بين.
وتقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
{لَا يُظْلَمُونَ}
- غلظ اللام ورش من طريق الأزرق، وروي عنه الترقيق.
وتقدم هذا في الآية/47). [معجم القراءات: 3/562]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه، وكذا أبو
[إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
عمرو من روايتيه كما يفيده النشر، ولكن قضية الطيبة قصر الخلاف على الدوري عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/112]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صادقين} كاف وقيل تام وفاصلة، ومنتهى ربع الحزب للجمهور، وقيل {تكسبون} بعده). [غيث النفع: 689]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}
{مَتَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 3/562]
- وبالفتح والتقليل للأزرق وورش وأبي عمرو من طريق الدوري.
والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 3/563]

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم نظير "جَاءَ أَجَلُهُم" بالنساء جاء أحد منكم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/111]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل لا أملك لنفسي}
{جا أجلهم} [49] لا يخفى، ولا تغفل عما تقدم، من أن ورشًا إذا أبدل في مثل هذا لا يمد، إذ لا ساكن تمد لأجله). [غيث النفع: 691]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستئخرون} إبداله لورش والسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 691]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}
{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}
- أمال شاء حمزة وابن ذكوان وخلف.
- وقرأ هشام بالفتح والإمالة.
- والباقون على الفتح.
وانظر الإمالة فيه في الآية/20 من سورة البقرة.
- وتقدم في الآية السابقة وقف حمزة عليه بالبدل مع المد والتوسط والقصر.
{جَاءَ}
- تقدمت إمالته قبل قليل في الآية/47 من هذه السورة.
{جَاءَ أَجَلُهُمْ}
- هنا همزتان مفتوحتان من كلمتين، وفيهما قراءات وبيانها:
- قرأ قالون والبزي وأبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ، ورويس من طريق أبي الطيب واليزيدي وابن محيصن في وجهه الثاني بإسقاط الهمزة الأولى مبالغة في التخفيف، مع المد والقصر، وتحقيق الثانية: (جاأ جلهم).
- وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس والأصبهاني بتسهيل الثانية بين بين.
- ولورش عن نافع، والأزرق وقنبل في الهمزة الثانية وجه ثان، وهو إبدالها حرف مد من جنس حركة ما قبلها، فتبدل ألفًا، ولكن مع القصر لكون ما بعدها متحركًا (جاء اجلهم).
[معجم القراءات: 3/563]
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وابن محيصن وخلف والحسن والأعمش ويعقوب وأحمد بن صالح عن قالون عن نافع (جاء أجلهم) بتحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (جاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
وتقدم مثل هذا في الهمزتين المفتوحتين من كلمتين في الآية/43 من سورة النساء.
{أَجَلُهُمْ}
- قراءة الجماعة (أجلهم) مفردًا.
- وقرأ ابن سيرين (آجالهم) على الجمع.
{فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ}
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم بإبدال الهمزة ألفًا (فلا يستاخرون).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز في الحالين.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء، وعنهما التفخيم.
- والباقون على التفخيم). [معجم القراءات: 3/564]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتم" [الآية: 50] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد الساكنين، وقرأ الكسائي بحذف الهمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/112]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا حكم "أرأيتم" وكذا إبدال همزة الوصل وتسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من "آللَّهُ أَذِن" [الآية: 59]
كموضع النمل "اللَّهُ خَيْرًا" [الآية: 59]
ولم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [50 59] معًا، قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إ بدالها، فيمد طويلاً، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 691] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام من (قل) وصلًا ووقفًا (قل ارأيتم).
[معجم القراءات: 3/564]
- وقرأها حمزة كذلك في الوقف بخلاف عنه.
{أَرَأَيْتُمْ}
الهمزة الثانية فيها ما يلي:
1- القراءة بتسهيل الهمزة، وهي عن نافع وأبي جعفر وورش من طريق الأصبهاني.
2- قراءة الأزرق عن ورش بإبدالها ألفًا مع إشباع المد للساكنين (أرايتم).
3- وقرأ الكسائي بحذف هذه الهمزة (أريتم).
4- وقراءة الباقين بتخفيفها.
{أَتَاكُمْ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدمت الإمالة في (أتاهم) في الآية/34 من سورة الأنعام.
{نَهَارًا}
- قراءة الجماعة (نهارًا) بألف.
- وذكر العكبري أنه قرئ (نهرًا) بحذف الألف، ثم قال: والأشبه أنه حذفها وهي قراءة كما قالوا: المعل في المعلى، وخيم في خيام). [معجم القراءات: 3/565]

قوله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {آلآن وَقد كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون} 51 و{آلآن وَقد عصيت قبل} 91
فروى المسيبي وقالون عَن نَافِع (ءآلن) مستفهمة بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن أَبي أويس عَن نَافِع بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَقَالَ ورش أَيْضا إِنَّه كَانَ يقْرَأ (ءآلن) بِفَتْح اللَّام وَمد الْهمزَة الأولى وَلَا يهمز بعد اللَّام
وَالْبَاقُونَ يهمزون بعد اللَّام وَاللَّام سَاكِنة (ءآلئن)
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن قالون بِهَمْزَة وَاحِدَة بعْدهَا مُدَّة (ءآلن) وَقَالَ أَبُو خُلَيْد عَن نَافِع (ءآلن) لَيْسَ بعد اللَّام همزَة
وأصل قَول ورش عَن نَافِع أَنه إِذا كَانَت الْهمزَة قبلهَا سَاكن ألْقى حَرَكَة الْهمزَة على السَّاكِن وَترك الْهمزَة مثل الأَرْض بِفَتْح اللَّام الا سمآء بِفَتْح اللَّام بحركة الْهمزَة
ف (ءآلن) لَا يهمز بعد اللَّام وَيفتح اللَّام بحركة الْهمزَة
وَقَالَ ابْن جُبَير عَن الكسائي عَن إِسْمَاعِيل عَن نَافِع وَعَن حجاج الْأَعْوَر عَن ابْن أَبي الزِّنَاد عَن نَافِع (ءآلن) لَا يهمز بعد اللَّام). [السبعة في القراءات: 327]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {به الآن} (51)، و: {الآن وقد عصيت} (91): بفتح اللام، من غير همز.
والباقون: بإسكان اللام، وهمزة بعدها.
وكلهم سهل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام في ذلك، وشبهه، نحو قوله تعالى: {قل آلذكرين} (الأنعام: 143، 144)، و: {قل آلله أذن لكم} (59)، و: {آلله خير} (النمل: 59).
ولم يحققها أحد منهم، ولا فصل بينها وبين التي قبلها بألف؛ لضعفها؛ ولأن البدل في قول أكثر القراء والنحويين يلزمها). [التيسير في القراءات السبع: 310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن وردان (به الآن وقد كنتم، والآن وقد عصيت) بفتح اللّام من غير همز، والباقون بإسكان اللّام وهمزة بعدها، وكلهم سهل همزة الوصل الّتي بعد همزة الاستفهام في ذلك وشبهه نحو قوله تعالى: (قل آلذكرين) و(قل اللّه أذن لكم) و(آللّه خير) ولم يحققها أحد منهم ولا فصل بينها وبين الّتي قبلها بألف، لضعفها لأن البدل في قول أكثر القرّاء والنحويين يلزمها). [تحبير التيسير: 400] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الْآنَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَبَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ وَبَابِ النَّقْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/284] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الآن} [51] ذكر في الهمزتين من كلمة، والمد والنقل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على الاستفهام في "آلآن" [الآية: 51] معا هنا وإثبات همزة الوصل وتسهيلها، واختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفا مع المد للساكنين، وآخرون إلى جعلها بين بين ومن كل من الفريقين من جعل ما ذهب إليه لازما، ومنهم من جعله جائزا فإذا قرئ لنافع وأبي جعفر من رواية ابن وردان بالوجه الأول، وهو الإبدال ونقل حركة الهمزة إلى اللام جاز لهما في هذه الألف المبدلة المد والقصر، عملا بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه، فإن وقف لهما عليها كان مع كل واحد من هذين ثلاثة سكون الوقف للأزرق، وبالنظر إلى مد الهمزتين على القول بلزوم البدل وجوازه أوجه، فعلى القول بلزومه يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد الهمز، فيجري فيها الثلاثة كآمن، وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب أأنذرتهم وءألد، فإن اعتددنا بالعارض فالقصر، وإن لم نعتد فالمد كأنذرتهم، ولا يكون من باب آمن فلا يسوغ التوسط على هذا التقدير، فإذا قرئ بالمد في الأولى جاز في الثانية ثلاثة: المد والقصر والتوسط، وإذا قرئ بالتوسط في الأولى جاز في الثانية التوسط والقصر وامتنع المد، وإذا قرئ بقصر الأولى فالقصر في الثانية فقط، فالجملة ستة أوجه لا يجوز غيرها عند من أبدل كما حققه صاحب النشر ونظمها في قوله رحمه الله رحمة واسعة:
للأزرق في الآن ستة أوجه... على وجه إبدال لدى وصله تجري
فمد وثلث ثانيا ثم وسطا... به وبقصر ثم بالقصر مع قصري
[إتحاف فضلاء البشر: 2/112]
وأما على وجه تسهيلها فيظهر له ثلاثة أوجه في الألف الثانية: المد والتوسط والقصر، لكن القصر غريب في طرق الأزرق؛ لأن طاهر بن غلبون وابن بليمة اللذين رويا عنه القصر في باب أمن مذهبهما في همز الوصل الإبدال لا التسهيل، لكنه ظاهر من كلام الشاطبي وهو طريق الأصبهاني عن ورش، وهو أيضا لقالون وأبي جعفر "وإذا ركبت مع آمنتم" تحصل للأزرق حالة الوصل على وجه الإبدال فقط اثنا عشر وجها، نظمها شيخنا رحمه الله في "قوله":
للأزرق في آمنتم حيث ركبت... مع الآن بالإبدال وجهان مع عشري
فإن تقصر آمنتم فمد أو اقصرن... لأول مدى لأن والثان بالقصري
وإن وسطت فالثاني أقصر ووسطن... مع المد والتوسيط والقصر ذا فادري
ومع مدها مد وقصر وعكسه... وقصرهما والمد ذا ظاهر النشر
قوله رحمه الله تعالى: فإنه تقصر آمنتم إلخ يعني إذا قرأت بقصر البدل في آمنتم فلك في الآن وجهان: الأول مد والألف المبدلة مع قصر الثاني، يعني الألف الواقعة بعد الهمزة المنقول حركتها إلى اللام، والثاني قصرهما، وقوله وإن وسطت إلخ أي: إذا قرأت بتوسط البدل في آمنتم، فلك في الآن ستة أوجه، المد والتوسط والقصر في الأول وعلى كل منها التوسط والقصر في الثاني "وقوله" ومع مدها إلخ يعني إذا قرأت بالمد في آمنتم فلك في الآن أربعة أوجه: مد الأول وقصر الثاني ثم مدهما ثم قصرهما ثم قصر الأول ومد الثاني، وأفاد شيخنا رحمه الله تعالى أنه ينبغي أن يبدأ بالقصر في آمنتم، ثم بمد الأول في الآن، وبقصر الثاني ثم يقصران ثم يؤتي بالتوسط في آمنتم ثم بمد الأول في الآن مع توسط الثاني، ثم قصره ثم بتوسط الأول في الآن مع توسط
[إتحاف فضلاء البشر: 2/113]
الثاني وقصره كذلك، ثم بقصر الأول منها مع ما ذكر من التوسط والقصر في الثاني، ثم بمد آمنتم مع مد كل من حرفي الآن ثم بمد الأول منها، وقصر الثاني ثم بعكسه ثم بقصرهما، "وقوله" ذا ظاهر النشر وجه ذلك كما يفيده ما تقدم عن النشر أنه إذا قرئ بقصر آمنتم جاز في الأول من الآن وجهان القصر سواء جعل من باب آمنتم، أو من باب ألد والمد على أنه من باب ألد وعدم الاعتداد بالعارض، وعليهما القصر في الثاني فقط؛ وذلك لأن مده على جعله من باب أمنتم والفرض أنه مقروء فيه بالقصر، وأنه إذا قرئ بتوسط آمنتم جاز في الأول من الآن القصر على جعله من باب آلد مع الاعتداد بالعارض والتوسط على جعله من باب آمنتم، والمد على جعله من باب ءأتذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض، وعلى كل من الثلاثة ففي الثاني التوسط على أنه من باب آمنتم عند من لم يستثنه والقصر عند من استثناه، وأنه إذا قرئ بمد آمنتم جاز في الأول من الآن المد سواء جعل من باب أمنتم، وقد قرئ به أو من باب ءأنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض والقصر على أنه من باب ألد، وقد اعتد بالعارض وعلى كل منهما ففي الثاني القصر والمد على ما مر، فالجملة اثنا عشر وجها، وعلى وجه البدل "أما" على التسهيل لهمزة الوصل، فجملة ما فيها حينئذ خمسة أوجه: القصر في ألف آن على قصر في آمنتم والتوسط والقصر في ألف آن على التوسط في آمنتم والمد والقصر فيها على المد في أمنتم، بناء على ما مر من الاستثناء وعدمه، "وإذا" وقف عليها منفردة عن أمنتم تحصل فيها اثنا عشر وجها: ثلاثة مع التسهيل كحالة الوصل وتسعة مع الإبدال لا تخفى؛ وذلك لأنه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/114]
إذا وقف عليها كان للمد سببان: السكون العارض والبدل، فإذا قصر الأول ففي الثاني ثلاثة: القصر سواء اعتبر سكون الوقف أو الإبدال، وسواء جعل الأول من باب أمنتم أو آلد، والتوسط والطول على جعل الأول من باب ألد، واعتد بالعارض سواء أيضا اعتبر في الثاني سكون الوقف، أو الإبدال، وكذا على جعل الأول من باب أمنتم، واعتبر في الثاني سكون الوقف وإذا وسط الأول جاز في الثاني القصر عند من استثناه والتوسط عند من لم يستثنه، والطول لسكون الوقف، وإذا مد الأول فإن جعل من باب ألد ولم يعتد بالعارض فثلاثة الثاني ظاهر، وإن جعل من باب أمنتم فالمد في الثاني ظاهر، وتوسطه وقصره عند من استثناه مع اعتبار سكون الوقف، ويوقف عليها لحمزة على وجه تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام، وبالنقل فقط، فإن ضربت في ثلاثة الوقف صارت ستة، أما على وجه إبدالها ففيه السكت أيضا، وعليه ثلاثة الوقف وفيه النقل وحينئذ يجوز المد والقصر في الألف المبدلة كنافع، وتضرب في ثلاثة الوقف بستة هذا كله على تدبير الهمزة الثانية، أما الأولى وهي همزة الاستفهام ففيها أربعة أوجه: التحقيق مع عدم السكت على الياء الحاصلة عن إشباع كسرة الهاء في به، ثم النقل، ثم الإدغام غير أن صاحب النشر اختار الإدغام على النقل كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءآلان} [51 91] معًا، قرأ نافع بنقل حركة الهمزة إلى اللام، والباقون بتحقيقها، ولا خلاف بينهم في تليين همزة الوصل، واختلفوا في كيفيته، على وجهين صحيحين، قرأ بهما كل من السبعة:
الأول: إبدالها ألفًا خالصة مع المد للساكنين، إلا أن من نقل وهو نافع له وجهان، المد كالجماعة، إن لم يعتد بعارض النقل، والقصر إن اعتد به.
الثاني: تسهيلها بين بين مع القصر، لكن منهم من رآهما واجبين، ومنهم من رآهما جائزين.
قال المحقق: «فعلى القول بلزوم البدل يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد همز، فيصير حكمها حكم {ءامن} [البقرة: 13] فيجري فيها للأزرق المد والتوسط والقصر، وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب {ءآنذرتهم} [البقرة: 6] و{ءالد} [هود: 72] للأزرق عن ورش، فيجري فيها حكم الاعتداد بالعارض، فيقصر مثل {ءالد} وعدم الاعتداد به، فيمد كـــ {ءآنذرتهم} ولا يكون من باب {ءامن} وشبهه، فلذلك لا يجري
[غيث النفع: 691]
فيها على هذا التقدير توسط، وتظهر فائدة هذين التقديرين في الألف الأخرى» انتهى، وسيأتي بيان ذلك قريبًا إن شاء الله تعالى.
وفي هذه الكلمة على رواية الأزرق صعوبة وغموض، لا سيما إن ركبت مع {ءامنتم} ولهذا زلت فيها أقدام كثير من فحول الرجال، فضلاً عن غيرهم، وسأبينها إن شاء الله بيانًا شافيًا يكشف عن مخدرات معاليها وأستارها، ويظهر من مخبئات دقائقها أسرارها، ومن الله أستمد التيسير، إنه جواد كريم لطيف خبير.
اعلم أولاً أن أصل {ءآلأن} (ءان) بهمزة ونون مفتوحتين بينهما ألف، علم على الزمان الحاضر، مبني لتضمنه حرف الإشارة الذي كان يستحق الوضع، ثم دخلت عليه (ال) الزائدة، ثم دخلت عليه همزة الاستفهام.
والكلام عليها من أربعة أوجه، الأول: حكمها مفردة، الثاني: إن ركبت مع {ءامنتم} وعلى كل منهما إما أن تقف عليها، أو تصلها بما بعدها.
وقد ألف شيخنا رحمه الله في أحوالها الأربعة قصيدة سماها (غاية البيان لخفي لفظتي ءالأن) رأيت أن أذكرها هنا لاشتمالها على أحكامها، وخوف ضياعها واندراسها، فيقل أجره بذلك، وأنا لا أحب ذلك، قال رحمه الله ورضى عنه:
يقول راجي العفو والغفران = من ربه محمد الأفراني
الحمد لله على ما يسرا = من فهم ءالن بيونس جرى
وصلواته على النبي = والآل والأصحاب والولي
ثم الرضا عن شيخنا الإمام = سلطان نجل أحمد الهمام
هذا وإن المرء ليس يشرف = إلا بما يتقنه ويعرف
لا سيما حفظ العويص الصعب = سما العلا يطلعه بالقرب
[غيث النفع: 692]
من ذاك ءالن بموضعين = عويصة قربه بالهين
من بعد أن حارت به الفحول = وكل عن إدراكه العقول
محمد بن الجزري بنشره = كل عويص بنجلي بذكره
واعلم بأن فيه همزتين = آل وآن الأصل دون مين
إن قيل باللزوم فهو يلحق = بباب آمن إذا فيصدق
في قصره بلا كأنذرتهم = في طوله توسيطه محرم
فإن قصرت آل باللزوم = فقصرك الثاني من المع لوم
أو بجوازه به فأولى = قصرك بالثاني وقاك المولى
من أجل أن الطول والتوسيطا = بلا هما فامنعهما تقسيطا
مخافة التركيب حين لزما = أو التصادم اعتدادا فاعلما
فإن توسطه لزوما فاقصرا = آن به فوسطا بلا جرى
فالطول للتركيب لا يجوز = تاركه بأجره يفوز
فإن توسطه لزوما فاقصرا = ثانيه به فلا الطول سرى
فأول على جوازه بلا = لأنه مصادم فأحظلا
فإن تطوله جوازا أو بلا = فوسطا ثانيه بلا اعقلا
فلا تطول باللزوم يلزمك = تركيب توسيط بطول يصحبك
وإن تطول بالجواز وبلا = وباللزوم طول ثانيه بلا
ولا تصادم ولا تركيبا = بذا فإن سهلته تقريبا
أجز ثلاثة بآن بان العدد = تسعتها فزائد مفند
فإن تقف به يجوز ما امتنع = فتلك (يب) عدها لتتبع
قد انتهى كلام شمس الدين = إفرادها قد خص بالتبيين
لكن إذا فهمت ما تقدما = من التقادير فهمت فاعلما
تركيب آمنتم به بل تتضح = فينجلي ما صح مما لم يصح
فإن تركبها بآمنتم أتى = (يج) فليس ما سواه مثبتا
فإن تقصرها أتاك اثنان = قصر على اللزوم بالبيان
[غيث النفع: 693]
أو الجواز وبه فسهلا = مقصرًا آن به ليسهلا
أما التوسط مع الطول بلا = فلا يجوزان معا عن الملا
إن قيل باللزوم بالتركيب أو = جوازه به تصادما رأوا
فلا تطول أولا جوازا = بلا تصادم تارك قد فازا
ولا تطوله لزوما ترتكب = تركيبهم فإن تحد عنه تصب
أما الثلاثة على هذين = فمنعها حتم بدون مين
توسيطه كذا على اللزوم = مع الثلاثة من المذموم
فإن توسطها أتاك ستة = قصراك آل فالجواز مثبت
به بقصر الثان ليس إلا = لأنه به بباب الأولى
ولا يجوز الطول والتوسيط = بلا وقد قصرت يا نشيط
به بأول فذا ممتنع = لأنه تصادم لا يتبع
توسيط أول لزوما فاقصرا = به فوسطا بلا كما جرى
ولا يجوز الطول للتركيب = تطويله أتى على الأريب
على جوازه بلا موسطا = بلا بثانيه فلا قصر اقسطا
لأنه به وقد طولنا = بلا بأول فماذا المعنى
هل هو إلا عين ما قد منعا = وهو التصادم وطوله امنعا
بلا لتركيب كما الطول على = لزومه بأول قد اجعلا
تسهيله مقصرا موسطا = به بلا فلا تطول مفرطا
تكن مركبا وإن طولتا = آمنتم فخمسة أثبتا
قصر بآل بالجواز وبه = مع قصرك الثاني به فانتبه
ولا يجوز غيره لأنه = مصادم لذاك فاتركنه
طول بأول لزوما فاقصرا = به بثانيه كما النص سرى
تطويل أول جوازا وبلا = مع طول ثانيه بلا فادر العلا
فلست محذورا بهذين ترى = إن كنت متقنا لما قد غيرا
فطول أول بتوسيط منع = لأجل تركيب اتركنه كي تطع
[غيث النفع: 694]
توسيط أول بتثليث نبذ = مخافة التركيب منها فاستعذ
فسهلا مقصرا مطولا = به بلا توسيطه قد حظلا
فإن تقف به فــ (كد) فعلى = كل بأول ثلاث تجتلى
بآخر إلا إذا طولتا = موسطا فاثنان إن وقفتا
وكل ما ذكرته للأزرق = عن ورشهم فثق به وحقق
هنا تناهى غاية البيان = فالحمد لله على الإحسان
ثم الصلاة والسلام الأبدي = على الرسول المصطفى محمد
وآله وصحبه ومن قرا = ما قارئ القرآن حتما كبرا
انتهى.
أما حكمها حالة الوقف عليها فلا نطيل به، لأنها ليست محل وقف، وإنما الوقف على {تستعجلون} بعده إجماع، أو على {به} قبله، على الخلاف بينهم في ذلك، وهو أيضًا مأخوذ من كلام شيخنا.
وأما حكمها إذا وصلتها بما بعدها، ولم تركبها مع {ءامنتم} بل وقفت على {به} وابتدأت بها، فيأتي على ما يقتضيه الضرب اثنا عشر وجها.
بيانها: أنك تضرب أربعة الهمزة الأولى، وهي التسهيل مع القصر، والثلاثة الآتية على البدل، وهي الطول والتوسط والقصر، في ثلاثة الثانية، اثنا عشر، أما التسعة الآتية على البدل فقال المحقق وتابعوه ثلاثة منها ممنوعة، وستة جائزة، ونظمها فقال:
[غيث النفع: 695]
للازرق في ءالن ستة أوجه = على وجه إبدال على وصله تجري
فمد وثلث ثانيا ثم وسطا = به وبقصر ثم بالقصر مع قصر
فقوله (مد) مفعوله محذوف، أي: الأول، دل عليه قوله (وثلث ثانيا) وكذا قوله (وسطًا) مفعوله محذوف، أي: الأول والباء في (به) للمصاحبة، كقوله تعالى {اهبط بسلام} [48] أي: منعه، و{وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به} [المائدة: 61] والضمير يعود على التوسط، و(بقصر) معطوف عليه، أي: وسط الأول مع توسط الثاني وقصره، وقوله (بالقصر) أي: في الأول (مع قصر) أي: في الثاني.
الأول من الوجوه الستة: مد الأول، على لزوم البدل- وأخذنا فيه بالطويل أو جوازه، ولم نعتد بعارض النقل، فهو كـــ {ءآنذرتهم} ومد الثاني، على عدم الاعتداد بالعارض.
الثاني: مد الأول وتوسط الثاني، لما تقدم فيهما.
الثالث: مد الأول وقصر الثاني، أما مد الأول فعلى تقدير لزوم البدل، ولا يحسن أن يكون على جوازه مع عدم الاعتداد بالعارض، للتصادم، لأن قصر الثاني للاعتداد به، فلا يترك الاعتداد به في أول الكلمة، ويعتد به في آخرها.
الرابع: توسيط الأول على تقدير لزوم البدل، وأخذنا بالتوسط، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد فيه.
الخامس: توسط البدل على لزوم البدل، وقصر الثاني على الاعتداد.
السادس: قصرهما معًا، على تقدير لزوم البدل في الأول، وأخذنا بالقصر أو جوازه مع الاعتداد.
فتحصل من هذا:
أن المد في الأول يأتي عليه في الثاني الثلاثة، والتوسط فيه يأتي عليه في الثاني القصر والتوسط، ولا يجوز المد لأن توسط الأول على لزوم البدل، فهو كـــ {ءامن} فلو أخذنا في الثاني بالطويل وهو أيضًا كـــ {ءامن} لجاء التركيب والقصر في الأول لا
[غيث النفع: 696]
يأتي عليه في الثاني إلا القصر فقط، لأن قصر الأول إما أن يكون على تقدير لزوم البدل، فيكون على مذهب من لا يرى المد بعد الهمزة، كطاهر بن غلبون، فعدم جوازه في الثاني أولى، وإما أن يكون على تقدير جواز البدل، والاعتداد معه بالعارض، فحينئذ يكون الاعتداد به في الثاني أولى، فيمتنع إذًا مع قصر الأول مد الثاني وتوسطه.
وأما الثلاثة الآتية على التسهيل فكلها جائز، وقد نظم ذلك ابن أسد متممًا لبيتي شيخه الأسبقين، فقال:
وف يوجه تسهيل ثلاثة أوجه = بثان فقط مع قصر أوله فادر
وأما حكمها إذا ركبت مع {ءامنتم} ولم تقف عليها، فيأتي فيها على ما يقتضيه الضرب ستة وثلاثون وجهًا، بيانها:
[غيث النفع: 697]
تضرب وجوه {ءآلان} الاثني عشر في ثلاثة {ءامنتم} والجائز منها على ما حرره شيخنا ثلاثة عشر وجهًا، وعلى ما قاله شيخه سبعة عشر وجهًا.
وقال: «هذا الذي ذكرناه هو الذي حرره شيخنا الشيخ سيف الدين البصير، وهو في غاية من التحرير».
وعندي أن الجائز منها أربعة عشر وجهًا، تسعة مع البدل، وخمسة مع التسهيل، فيأتي على قصر {ءامنتم} ثلاثة أوجه:
الأول: قصر الأول وهو همزة الوصل، على لزوم البدل أو جوازه، مع الاعتداد بالعارض، وقصر الثاني وهو همزة (ءان).
الثاني: تطويل الأول على جواز البدل، ولم نعتد بالعارض، ولا يصح أن يكون على لزوم البدل، لما يلزم عليه من التركيب، وقصر الثاني، وهذا هو الوجه الذي قلنا بجوازه، ومنعه شيخنا، واعتل لمنعه بأن تطويل الأول على عدم الاعتداد، وقصر الثاني على الاعتداد، وهو تصادم، ويجاب عنه بأن قصر الثاني ليس للاعتداد بالعارض فيه، بل:
إما على مذهب من لا يرى المد بعد الهمزة، كابن غلبون.
أو على مذهب من استثنى {ءآلان} المستفهم بها في حرفي يونس كالمهدوي وابن شريح والداني في جامعه.
[غيث النفع: 698]
فلا تصادم ولا تركيب أيضًا، لأن مد الأول من باب {ءآنذرتهم} وقصر الثاني من باب {ءامن} ولا تركيب بين بابين، كما تقدم.
الثالث: تسهيل الأول وقصر الثاني.
ويأتي على التوسط ستة أوجه:
الأول: قصر الأول على جواز البدل، مع الاعتداد، وقصر الثاني على الاعتداد أيضًا، أو على مذهب من استثنى.
فإن قلت: ذكرت القصر في الثاني في الوجوه السابقة، ولم تذكر توجيهه، وذكرته هنا.
فالجواب: أن الثاني من {ءآلان} إذا ماثل {ءامنتم} فلا سؤال فيه لأنهما من باب واحد، وإن خالف، فيرد السؤال لم خالفه وهما باب واحد؟ فلا بد إذًا من التوجيه.
الثاني: توسط الأول على لزوم البدل، وقصر الثاني على ما تقدم.
الثالث: توسط الأول على لزوم البدل، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد.
الرابع: تطويل الأول على جواز البدل وتوسط الثاني ولم يعتد بالعارض فيهما.
الخامس والسادس: تسهيل الأول مع قصر الثاني وتوسطه.
وزاد شيخ شيخنا هنا وجهين: قصر الأول وتوسط الثاني، وتطويل الأول وقصر الثاني.
ومنعهما شيخنا، وعلل ذلك بالتصادم، وهو ظاهر، لأن قصر الأول على جواز البدل، والاعتداد بالعارض، وتوسط الثاني على عدم الاعتداد، وتطويل الأول على جواز البدل، ولم يعتد بالعارض، وقصر الثاني على الاعتداد، وهذا تصادم لا شك فيه.
ويأتي على الطويل خمسة أوجه:
قصرهما معًا، الأول على جواز البدل مع الاعتداء بالعارض، والثاني على ما تقدم.
الثاني: تطويل الأول على لزوم البدل أو جوازه، ولم يعتد بالعارض ولم يعتد بالعارض، وقصر الثاني على ما تقدم.
[غيث النفع: 699]
الثالث: تطويلهما، الأول على ما تقدم، الثاني على عدم الاعتداد.
الرابع والخامس: تسهيل الأول مع قصر الثاني على ما تقدم، وتطويله على عدم الاعتداد به.
وزاد شيخ شيخنا هنا وجهًا، وهو قصر الأول مع تطويل الثاني، ومنعه شيخنا، وعلله بالتصادم، وهو ظاهر، فهذا ما يجوز من الأوجه، وباقيها ممنوع، وتوجيه ذلك معلوم من النظم، فلا نطيل به.
وأما كيفية قراءة هذه الآية وهي قوله تعالى {أثم إذا ما وقع ءامنتم} إلى {تستعجلون} فتبدأ بقالون بتسكين ميم الجمع وقصر المنفصل ونقل {ءآلان} ومدها طويلاً، ثم تعطفه بقصرها مع النقل أيضًا، ثم بتسهيلها مع القصر.
ثم تعطف عليه البصري بمد {ءآلأن} طويلاً من غير نقل، ثم تعطفه بالتسهيل مع القصر.
ثم تعطف قالون بمد المنفصل، وتأتي له بأوجه {ءآلان} الثلاثة، وجهي البدل ووجه التسهيل.
ثم تعطف عليه الدوري بالوجهين البدل والتسهيل، يندرج معه الشامي وعاصم وعلي.
ثم تعطف ورشًا بمد المنفصل طويلاً على القصر في {ءامنتم} وقد تقدم أنه يأتي عليه في {ءآلان} ثلاثة أوجه، فتأتي بها.
ثم تعطف عليه حمزة بالوجهين البدل والتسهيل، مع السكت في الوجهين، ثم تعطف خلادًا بعدم السكت مع الوجهين.
ثم تأتي لقالون بصلة ميم الجمع وقصر المنفصل، ويندرج معه المكي، فتعطفه بوجهي {ءآلأن} ثم تعطف قالون بمد المنفصل وأوجه {ءآلان} ثلاثة.
ثم تأتي لورش بالتوسط في {ءامنتم} وتقدم أنه يأتي عليه في {ءآلان} ستة أوجه، فتأتي بها، ثم تعطفه بالطويل، ويأتي عليه في {ءآلان} ما تقدم من الأوجه الخمسة، والله تعالى أعلم). [غيث النفع: 700]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
{أَثُمَّ}
- قراءة الجماعة (أثم) بضم الثاء مع همزة استفهام قبله، وهو حرف عطف.
وذهب الطبري إلى أن (ثم) هنا بمعنى (ثم) بفتح الثاء، فتكون ظرفًا والمعنى: أهنالك، وحينئذٍ لا يكون فيه معنى الاستفهام.
[معجم القراءات: 3/565]
قال أبو حيان:
(وما قاله الطبري من أن (ثم) هنا ليست للعطف دعوى، وأما قوله: إن المعنى: أهنالك، فالذي ينبغي أن يكون ذلك تفسير معنى لا أن (ثم) المضمومة الثاء معناها معنى هنالك).
- وقرأ طلحة بن مصرف (أثم) بفتح الثاء، ومعناه (أهنالك)، وهذا يناسبه تفسير الطبري في قراءة الجماعة بضم الثاء.
{آلْآنَ}
- قراءة الجمهور (آلآن) وهو استفهام.
وأصله: آن، ثم دخلت عليه أل التعريف، فصار الآن، ثم دخلت عليه همزة الاستفهام فصار: أالآن.
فاجتمع همزتان: الأولى للاستفهام، والثانية همزة وصل، والنطق بهما فيه عسر ومشقة فـأجمعوا على تغيير الهمزة الثانية بإبدالها ألفًا، ثم صارت همزة الاستفهام مع الألف مدًا مشبعًا بسبب التقاء الساكنين.
وهو استفهام على التوبيخ، ونصبه على الظرف بفعل مضمر يدل عليه (آمنتم).
- وقرأ طلحة والأعرج (ألآن) بهمزة الاستفهام من غير مد، وهذا يقتضي حذف همزة الوصل؛ إذ لم تبق ضرورة تقتضي إثباتها.
- وقرأ نافع وأبو جعفر من رواية ابن ذكوان بإبدال همزة الوصل ألفًا مع المد للساكنين.
[معجم القراءات: 3/566]
- وقرأ قالون والأصبهاني وابن وردان وأبو جعفر والأزرق وابن محيصن أحمد ابن صالح، وورش وابن أبي الزناد ثلاثتهم عن نافع (آلان) بحذف الهمزة التي بعد اللام وإلقاء حركة الهمزة وهي الفتحة على اللام.
ويجوز لهم في هذه الألف المبدلة المد والقصر على هذا النقل.
- وقرئت الهمزة الثانية بالتسهيل بين بين.
- وقرأ عيسى البصري وطلحة بن مصرف ووهب بن زمعة عن ابن كثر (آمنتم به الآن) بوصل الهمزة من غير استفهام، على الخبر، ونصب الآن على الظرف، بـ (آمنتم).
- وقراءة حمزة في الوقف على تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام، وبالنقل.
وما ذكرته في هذه القراءات، إنما هو موجز من تفصيل في كتب القراءات، فارجع إلى الإتحاف والنشر، وعرج على المهذب والبدور الزاهرة إن شئت فإنك تجد تفصيلًا أوسع مما ذكرت وأوفى). [معجم القراءات: 3/567]

قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "هَلْ تُجْزَوْن" [الآية: 52] حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [52] قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، والباقون بالكسرة الخالصة). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ظلموا} لا يخفى {ويستنبئونك} [53] ثلاثته لا تخفى). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}
{قِيلَ}
- قرأ بإشمام الكسرة الضم هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي (قيل)، وهي لغة قيس وعقيل.
وتقدم مثل هذا في الآية/59 من سورة البقرة.
{قِيلَ لِلَّذِينَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام، وعنهما الإظهار.
وتقدم هذا في الآية/59 من سورة البقرة.
{ظَلَمُوا}
- تقدم تفخيم اللام عن الأزرق وورش، والترقيق عن الجماعة.
وانظر الآية/25 من سورة الأنفال.
{هَلْ تُجْزَوْنَ}
- أدغم اللام في التاء حمزة والكسائي وهشام بخلاف عنه). [معجم القراءات: 3/568]

قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ
[النشر في القراءات العشر: 2/284]
لِأَبِي جَعْفَرٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] ولكنّ النّاس [يونس: 44] عند ولكنّ الشّياطين [البقرة: 102]، ويحشرهم لحفص بالأنعام [128]، وءالئن [يونس: 51، 91] معا في المد ويستنبونك [53] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "ويستنبونك" [الآية: 53] بحذف الهمزة مع ضم الياء على ما نص عليه الأهوازي وغيره كما مر في أتنبون
[إتحاف فضلاء البشر: 2/115]
ووقف "عليه" حمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش، وبالحذف مع ضم الباء كأبي جعفر على اتباع الرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل إي وربي إنه} نقل ورش وسكت خلف ومد ورش وتوسيطه وقصره في {إي} لا يخفى، وقرأ نافع والبصري بفتح ياء {وربي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ}
- قراءة الجماعة (يستنبئونك) بالهمز من (استنبأ).
- وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة مع ضم الباء قبلها (يستنبونك)، وهو المختار عن أبي عمرو الداني، ومن أخذ باتباع الرسم.
- ولحمزة في الوقف ثلاث قراءات:
1- الأولى: كقراءة أبي جعفر (يستنبونك) بحذف الهمزة وضم الباء.
[معجم القراءات: 3/568]
2- الثانية: تسهيل الهمزة كالواو على مذهب سيبويه.
3- الثالثة: إبدال الهمزة ياء خالصة على مذهب الأخفش (يستنبيونك).
{أَحَقٌّ هُوَ}
- قراءة الجماعة (أحق هو)، هو: مبتدأ، وحق: خبر عنه.
وأجاز الحوفي وأبو البقاء أن يكون (حق) مبتدأً، و(هو) فاعل به سد مسد الخبر.
وحق ليس اسم فاعل ولا مفعول، وإنما هو مصدر في الأصل، ولا يبعد أن يرفع؛ لأنه بمعنى ثابت، وهو مذهب سيبويه.
وهذا الاستفهام منهم على جهة الاستهزاء والإنكار.
- وقرأ الأخفش (آلحق هو) بالتعريف والاستفهام.
قال الزمخشري:
(وهو أدخل في الاستهزاء؛ لتضمنه معنى التعريض بأنه باطل، وذلك أن اللام للجنس، فكأنه قيل: أهو الحق لا الباطل، أو أهو الذي سميتموه الحق).
- وجاءت القراءة في البحر (الحق هو)، كذا معرفة من غير مد، ويغلب على ظني أنها القراءة السابقة، ولكن صحفت وسقط المد عن الألف، فأوهم أنها قراءة ثانية للأخفش، وسياق النص عند أبي حيان يدل على أنها هي نفسها، وقد نقلها عن الزمخشري.
{هُوَ}
- قرأ يعقوب (هوه) بهاء السكت في الوقف حيث جاء من غير خلاف عنه.
[معجم القراءات: 3/569]
- والجماعة على الوقف بالسكون (هو).
{قُلْ إِي}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة وهي الكسرة إلى اللام الساكنة قبلها، وصورتها في النطق: (قل ي).
- ولورش من طريق الأزرق في الياء بعد النقل المد، وعنه أيضًا التوسط والقصر.
- ولخلف وحمزة السكت وعدمه قبل الهمزة وصلًا.
- وأما وقفًا فلحمزة السكت وتركه، والنقل.
- وأما خلاد فله في الوصل التحقيق بلا سكت، وله في الوقف: النقل، والتحقيق بلا سكت.
- والباقون (قل إي) بتحقيق الهمز من غير نقل، ولا سكت.
{وَرَبِّي إِنَّهُ}
- قرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي (وربي إنه) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بالسكون (وربي إنه) ). [معجم القراءات: 3/570]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 04:01 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]
{ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}
{ظَلَمَتْ}
- عن ورش تغليظ اللام وترقيقها، وتقدم مثل هذا في الآية/47 من هذه السورة.
{مَا فِي الْأَرْضِ}
- قراءة ورش بنقل الحركة إلى اللام وحذف الهمزة، وصورة
[معجم القراءات: 3/570]
القراءة (ما في لرض).
{لَا يُظْلَمُونَ}
- عن ورش تغليظ اللام وترقيقها، وتقدم مثل هذا في الآية/47 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/571]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}
{وَالْأَرْضِ}
- تقدم في الآية السابقة النقل فيه عن ورش (ولرض) ). [معجم القراءات: 3/571]

قوله تعالى: {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تُرْجَعُون" [الآية: 56] بفتح أوله وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب، وعن الحسن قراءته بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}
{وَإِلَيْهِ}
- قراءة ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل (وإليهي...).
- والباقون بهاء مكسورة من غير إشباع (وإليه...).
{تُرْجَعُونَ}
- قراءة الجماعة (ترجعون) بتاء مضمومة وجيم مفتوحة، مبنيًا للمفعول، وهو على الخطاب.
وقرأ يعقوب وابن محيصن والمطوعي (ترجعون) بتاء مفتوحة وجيم مكسورة، مبنيًا للفاعل، على الخطاب.
- وقرأ الحسن بخلاف عنه وقتادة وعيسى بن عمر وعباس وابن زيد كلاهما عن أبي عمرو (يرجعون) بياء مضمومة وجيم مفتوحة، مبنيًا للفاعل، على الغيبة). [معجم القراءات: 3/571]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ الآيتين (57) ، (58) ]

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد جاءتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
{قَدْ جَاءَتْكُمْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
- وبالإظهار قرأ الباقون من السبعة وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون. وتقدم حكم الإدغام في مواضع، انظر الآية/34 من سورة الأنعام.
{جَاءَتْكُمْ}
- أماله حمزة وابن ذكوان وخلف وهشام بخلاف عنه.
- والباقون على الفتح.
- وإذا وقف حمزة سهل الهمز مع المد والقصر.
وتقدم حكم الإمالة في مواضع، انظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/34 من سورة الأنعام.
{مَوْعِظَةٌ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{وَشِفَاءٌ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَهُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- وللأزرق وورش الفتح والتقليل.
انظر الآية/2 من سورة البقرة.
{وَرَحْمَةٌ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{لِلْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بالواو من غير همز (للمومنين)، وهي لأبي عمرو
[معجم القراءات: 3/572]
وأبي جعفر وغيرهما، في الهمزة الساكنة، انظر الآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/573]

قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {فليفرحوا هُوَ خير مِمَّا يجمعُونَ} 58
كلهم قَرَأَ {يجمعُونَ} بِالْيَاءِ غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {خير مِمَّا تجمعون) بِالتَّاءِ
وَلم يذكر عَنهُ في: {فليفرحوا} فليفرحوا شيء
هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان وَهِشَام جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 327 - 328]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فليفرحوا) بالياء (تجمعون) بالتاء، شامي، ويزيد، ضده زيد بالتاء فيهما رويس). [الغاية في القراءات العشر: 277]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فليفرحوا) [58]: بالياء، (تجمعون) [58]: بالتاء دمشقي غير أبي بشر، ويزيد. ضده: المنهال، وزيد. بالتاء فيهما رويس). [المنتهى: 2/742]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (مما تجمعون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 232]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وكلهم قرأوا (فليفرحوا) بالياء). [التبصرة: 232]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {خير مما تجمعون} (58): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس (فلتفرحوا) بالتّاء والباقون بالياء والله الموفق). [تحبير التيسير: 400]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر ورويس: (خير ممّا تجمعون) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 400]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فَلْيَفرَحُوا)، و(يَجْمَعُونَ) بالتاء فيهما رُوَيْس، والحسن، وقَتَادَة، والوليد، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو خليد عن نافع، وزكريا بن زدان عن علي، وقُتَيْبَة وعيسى عن أبي بكر وإسحاق الكوفي زيد، وَرَوْحٌ (فَلْتَفرَحُوا) بالتاء (يَجْمَعُونَ) بالياء ابن عامر، وابن أبي عبلة، وأبو جعفر غير إسماعيل، وشيبة ضدها ابْن سَعْدَانَ عن أبي جعفر " فلتفرحوا "، و(تَجْمَعُونَ) كزيد، الباقون بالياء فيهما وهو الاختيار إذا المواجهة من الأمر مبني على الوقف وها هنا لما ذكره باللام دل على أن المعاينة فيه أولى). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([58]- {يَجْمَعُونَ} بالتاء: ابن عامر). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (749- .... .... .... .... = وَخَاطَبَ فِيهَا يَجْمَعُونَ لَهُ مُلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{يجمعون} بالتاء، مخاطبة للكفار.
و{يجمعون}، إخبارٌ عنهم.
و(ملاء)، جمع ملاءة، وقد سبق). [فتح الوصيد: 2/977]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([749] ولكن خفيفٌ وارفع الناس عنهما = وخاطب فيها يجمعون له ملا
ب: (الملا): جمع (ملاءة)، وهي الملحفة.
[كنز المعاني: 2/303]
ح: (لكن خفيفٌ): مبتدأ وخبر، ضمير (عنهما): لحمزة والكسائي، (يجمعون): فاعل (خاطب)، ضمير (فيها): للسورة، (له ملا): خبر ومبتدأ، والضمير لـ (يجمعون) .
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) [44] بتخفيف {لكن}، ورفع {الناس}، والباقون: بالتشديد والنصب، والوجهان ذُكرا.
وقرأ هشام وابن ذكوان يعني ابن عامر -: (هو خيرٌ مما تجمعون) [58] بتاء الخطاب؛ لأن بعده: {قل أرأيتم} [59] على الخطاب، والباقون: بياء الغيبة؛ لأن قبله: {فبذلك فليفرحوا} [58].
و(له ملا): كناية عن حجج تعضده وتقويه). [كنز المعاني: 2/304] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والغيبة والخطاب في قوله: {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ظاهر أن الخطاب للكفار والغيب إخبار عنهم وقوله: فيها؛ أي: في هذه السورة وملا جمع ملاءة وهي الملحفة وقد ذكرنا المراد بها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/225]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (749 - .... .... .... .... .... = وخاطب فيها يجمعون له ملا
....
وقرأ هشام وابن ذكوان: هو خير ممّا تجمعون. بتاء الخطاب، وقرأ غيرهما بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (129- .... .... .... .... .... = وَفَلْيَفْرَحُوا خَاطِبْ طِلاً يَجْمَعُوا طَلَى
130 - إِذًا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وفليفرحوا خاطب طلا أي روى مرموز (طا) طلا وهو رويس {فليفرحوا} [58] بالخطاب على الأمر الحاضر العام وعلم من انفراده لمن بقى بالغيبة الشاملة للكل لتناسب ما بعده.
وقوله: تجمعوا طلا أي روى مرموز(طا) طلا وهو رويس وقرأ مرموز (ألف) إذا وهو أبو جعفر {خير مما تجمعون} [58] بالخطاب وعلم من الوفاق لخلف وروح بالغيبة وأشار بقوله طلا إلى صحة هذه القراءة). [شرح الدرة المضيئة: 146]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلْيَفْرَحُوا فَرَوَى رُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أُبَيٍّ، وَرُوِّينَاهُمَا مُسْنَدَةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لِتَأْخُذُوا مَصَافَّكُمْ " (أَخْبَرْنَا) شَيْخُنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ أَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَافِظُ (ثَنَا) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ ثِنًّا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْأَجْلَحِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ يَعْنِي بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ كَذَلِكَ فِي كِتَابِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَاخْتَلَفُوا فِي مِمَّا يَجْمَعُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَرُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس {فليفرحوا} [58] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس {يجمعون} [58] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (683- .... .... تفرحوا غث خاطبوا = وتجمعوا ثب كم غوى .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) ب (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
أي قرأ رويس «فبذلك فلتفرحوا» بالخطاب، والباقون بالغيب قوله: (وتجمعوا) يريد قوله تعالى: هو خير مما يجمعون قرأه بالخطاب أبو جعفر وابن عامر ورويس التفاتا إلى الكفار، والباقون بالغيب إخبارا عنهم على جهة الغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) بـ (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لـ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
ش: أي: قرأ ذو غين (غث) رويس: فلتفرحوا [58] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، وكاف (كم) ابن عامر، وغين (غرا) رويس: هو خير مما تجمعون [58] [بتاء الخطاب التفاتا إلى الكفار؛ مناسبة للاحقه، أعني: قل أرءيتم [59]، والباقون بياء الغيب]؛ إخبارا عنهم على جهة الغيب؛ مناسبة لسابقه، وهو وجه غيب يمكرون [21].
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي: وما يعزب [بكسر الزاي] [أي:] يبعد عنه- هنا [61] وفي سبأ [3]، والباقون [بضمها]، وهما لغتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/373]
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفعهما هنا عطفا على محل من مثقال [61]؛ لأنه [فاعل] على حد: وكفى بالله [النساء: 6]، وفتحهما الباقون عطفا على لفظ مثقال، [فهما مجروران لكنهما غير منصرفين،] ومنع صرفهما للوزن والوصف.
واختلف عن ذي غين (غرا) رويس في: فأجمعوا أمركم وشركآءكم [71]: فروى أبو الطيب، والقاضي، وأبو العلاء عن النحاس عن التمار عنه، بوصل الهمزة وفتح الميم، وبه قطع أبو العلاء لرويس في «غايته» مع أنه لم يسند طريق النحاس عنه إلا من طريق الحمامي، [وأجمع الرواة عن الحمامي] على خلاف ذلك، وهو الوجه الثاني.
نعم رواها عن النحاس الحمامي، ووجهها: أنه أمر من: «جمع»، وضد «فرق». قال [الله] تعالى: فجمع كيده ثمّ أتى [طه: 60].
وقيل: «جمع»، و«أجمع» بمعنى، ويقال: «الإجماع» في الأحداث و«الجمع» في الأعيان، وقد يستعمل كل مكان الآخر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/374] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَلْيَفْرَحُوا" [الآية: 58] فرويس بتاء الخطاب وافقه الحسن والمطوعي وهي قراءة أبي وأنس رضي الله تعالى عنهما، ورفعها في النشر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي لغة قليلة؛ لأن الأمر باللام إنما يكثر في الغائب كقراءة الباقين والمخاطب المبني للمفعول نحو: لتعن بحاجتي يازيد، ويضعف الأمر باللام للمتكلم نحو: لأقم ولنقم ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- قوموا فلأصل لكم والباقون بالغيب، وكلهم سكن اللام إلا الحسن فكسرها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مما تجمعون" [الآية: 58] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بالخطاب على الالتفات وتوافق قراءة رويس وافقهم الحسن والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يجمعون} قرأ الشامي بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
{فَلْيَفْرَحُوا}
- قراءة الجمهور (فليفرحوا) بالياء أمرًا للغائب، وهي رواية عن ابن عامر.
- وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان بن عفان وأبو عبد الرحمن السلمي وقتادة وعاصم الجحدري وهلال بن يساف وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وأنس بن مالك والحسن البصري وأبو رجاء العطاردي وابن هرمز ومحمد بن سيرين ويعقوب الحضرمي وسليمان الأعمش وعمرو بن فائد والعباس بن الفضل الأنصاري ورويس والمطوعي وأبو التياح الضبعي وعلقمة بن قيس وأبو جعفر بخلاف عنه، وأبو مجلز وأبو
[معجم القراءات: 3/573]
العالية، ومعاذ القارئ وأبو المتوكل والكسائي في رواية زكريا ابن وردان، وابن عامر وابن جبير عن الكسائي (فلتفرحوا) بالتاء أمرًا للمخاطب، وهو لغة لبعض العرب، وهذه القراءة وإن كانت شاذة فقد ورد مثلها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لتأخذوا مصافكم)؛ ولهذا ذكر الرواة أنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشهاب:
(قوله -أي البيضاوي-: وعن يعقوب (فلتفرحوا) بالتاء على الأصل المرفوض، أي وروي أنه قرأ فلتفرحوا بلام الأمر وتاء الخطاب على أصل أمر المخاطب المتروك فيه، فإن أصل صيغة الأمر باللام، فحذفت مع تاء المضارعة، واجتلبت همزة الوصل للتوصل إلى الابتداء بالساكن، فإذا أتي بأمر المخاطب فقد استعمل الأصل المتروك فيه، وهذا أحد قولين للنحاة فيه، وقيل: إنها صيغة أصلية. وفي حواشي الكشاف عن المصنف أن هذه القراءة إنما قرئ بها لأنها أدل على الأمر بالفرح، وأشد إيذانا بأن الفرح بفضل الله ورحمته مما ينبغي التوصية مشافهة به؛ وبهذا الاعتبار انقلب ما ليس فصيحًا فصيحًا...).
وقال ابن جني:
(... لكن (فلتفرحوا) بالتاء خرجت على أصلها؛ وذلك أن أصل الأمر أن يكون بحرف الأمر وهو اللام، فأصل اضرب: لتضرب، وأصل قم لتقم، كما تقول للغائب: ليقم زيد، ولتضرب هند، لكن لما كثر أمر الحاضر نحو قم واقعد ... حذفوا حرف المضارعة تخفيفًا، وبقي ما بعده، ودل حاضر الحال على أن المأمور
[معجم القراءات: 3/574]
هو الحاضر الغائب، فلما حذفوا حرف المضارعة بقي ما بعده في أكثر الأمر ساكنًا، فاحتيج إلى همزة الوصل ليقع الابتداء بها فقيل: اضرب، اذهب، ونحو ذلك.
فإن قيل: ولم كان أمر الحاضر أكثر حتى دعت الحال إلى تخفيفه لكثرته؟ قيل: لأن الغائب بعيد عنك، فإذا أردت أن تأمره احتجت إلى أن تأمر الحاضر لتؤدي إليه أنك تأمره، فقلت: يا زيد، قل لعمرو: قم...، فلا تصل إلى أمر الغائب إلا بعد أن تأمر الحاضر أن يؤدي إليه أمرك إياه، والحاضر لا يحتاج إلى ذلك؛ لأن خطابك إياه قد أغنى عن تكليفك غيره أن يتحمل إليه أمرك له.
ويدلك على تمكن أمر الحاضر أنك لا تأمر الغائب بالأسماء المسمى بها الفعل في الأمر نحو: صه، ومه، ... ونحو ذلك...، فهذا كله يريك استغناءهم بقم عن لتقم ونحوه.
وكأن الذي حسن التاء هنا أنه أمر لهم بالفرح، فخوطبوا بالتاء لأنها أذهب في قوة الخطاب، فاعرفه، ولا تقل قياسًا على ذلك؛ فبذلك فلتحزنوا؛ لأن الحزن لا تقبله النفس قبول الفرح، إلا أن تريد إصغارهم وإرغامهم، فتوكد ذلك بالتاء على ما مضى).
انتهى نص ابن جني، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه في آخرته جزاء الأبرار عن مثل هذا البيان! ومثله عنده كثير كثير!!
وقال الفراء:
(وكان الكسائي يعيب قولهم: (فلتفرحوا)؛ لأنه وجده قليلًا فجعله عيبًا، وهو الأصل.
ولقد سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض المشاهد: (لتأخذوا مصافكم) يريد به: خذوا مصافكم).
[معجم القراءات: 3/575]
وقال الأخفش:
(وهي لغة للعرب رديئة؛ لأن هذه اللام إنما تدخل في الموضع الذي لا يقدر فيه على (افعل)، يقولون: ليقل زيد؛ لأنك لا تقدر على (افعل)، ولا تدخل اللام إذا كلمت الرجل فقلت (قل)، ولم تحتج إلى اللام).
وقال مكي في الكشف:
(وقد روي عن ابن عامر وغيره أنه قرأ (فلتفرحوا) بالتاء على الخطاب للكفار، أي لو كنتم مؤمنين لكان فرحكم بالإسلام والإيمان خيرًا مما تجمعون من دنياكم.
[قال مكي]: ولم أقرأ (فليفرحوا) إلا بالياء للجميع، ويجوز أن يكون الضمير في قوله: فليفرحوا في هذه القراءة للمؤمنين).
وقال ابن خالويه:
(... قرئ (فلتفرحوا) بالتاء، وهو ضعيف في العربية؛ لأن العرب لم تستعمل الأمر باللام للحاضر إلا فيما لم يسم فاعله كقولهم: لتعن بحاجتي).
حركة اللام:
وأما اللام على القراءتين: بالياء، والتاء فهي ساكنة عند الجمهور من القراء (فليفرحوا، فلتفرحوا) كل على حسب قراءته.
- وقرأ أبو التياح والحسن وابن أبي إسحاق (فلتفرحوا) بكسر اللام، وهو الأصل فيها.
حركة التاء:
- وقراءة من قرأ بالتاء إنما جاءت على فتحها (فلتفرحوا).
[معجم القراءات: 3/576]
- وذكر الجوهري أنه قرئ بكسرها (فلتفرحوا).
قال الجوهري:
(وقول الشاعر [منظور بن مرثد]:
قلت لبوابٍ لديه دارها = تيذن فإني حمؤها وجارها
قال أبو جعفر: أراد لتئذن، وجائز حذف اللام وكسر التاء، على لغة من يقول: أنت تعلم وقرئ: فبذلك فلتفرحوا).
قلت: قد تقدم كسر حروف المضارعة عدا الياء مرارًا، ومن ذلك قراءة (نستعين) بكسر النون في سورة الفاتحة.
وذكرت هناك عن المتقدمين أنها لغة تميم وقيس وأسد وربيعة وهذيل وبعض قريش.
فانظر هذا في هذه القراءة، وارجع إلى سورة الفاتحة، واجمع بين القراءتين، والله يرحمك ويرحمني.
- وفي حرف أبي بن كعب، وابن مسعود وأبي عمران (فبذلك فافرحوا) بالأمر، وهذه هي اللغة الكثيرة الشهيرة في أمر المخاطب.
وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحف أبي.
قال الفراء: (وهو البناء الذي خلق للأمر إذا واجهت به).
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
وتقدم هذا مرارًا، انظر الآية/103 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/577]
{يَجْمَعُونَ}
- قرأ ابن عامر وأبو جعفر وأبي بن كعب ورويس عن يعقوب وزيد ابن ثابت والحسن وأبو التياح (تجمعون) بالتاء على الخطاب، أي خير مما تجمعون يا معشر الكفار، وهو التفات من غيبة.
- وقراءة الجماعة، والحسن في رواية (يجمعون) بالياء على الغيبة على الإخبار عن الكفار، وهو على نسق الغيبة في الآية.
قال مكي: (وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، ولصحة معناه).
قال القرطبي: (وروي عن الحسن أنه قرأ بالتاء في الأول؛ ويجمعون بالياء...) ). [معجم القراءات: 3/578]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (59) إلى الآية (61) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {به الآن} (51)، و: {الآن وقد عصيت} (91): بفتح اللام، من غير همز.
والباقون: بإسكان اللام، وهمزة بعدها.
وكلهم سهل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام في ذلك، وشبهه، نحو قوله تعالى: {قل آلذكرين} (الأنعام: 143، 144)، و: {قل آلله أذن لكم} (59)، و: {آلله خير} (النمل: 59).
ولم يحققها أحد منهم، ولا فصل بينها وبين التي قبلها بألف؛ لضعفها؛ ولأن البدل في قول أكثر القراء والنحويين يلزمها). [التيسير في القراءات السبع: 310] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَمْزِ أَرَأَيْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ وَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ فِي الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرءيتم} [59] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ءالله أذن} [59] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا حكم "أرأيتم" وكذا إبدال همزة الوصل وتسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من "آللَّهُ أَذِن" [الآية: 59]
كموضع النمل "اللَّهُ خَيْرًا" [الآية: 59]
ولم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [50 59] معًا، قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إ بدالها، فيمد طويلاً، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 691] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [59] تقدم قريبًا). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل ءآلله} لكل من القراء فيه وجهان، إبدال همزة الوصل ألفًا ممدودة طويلاً لأجل الساكن، وتسهيلها بين بين مع القصر، وورش على أصله، وكذلك خلف على أصله من السكت وعدمته). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ}
- تقدم الحديث في القراءة في الآية/50 من هذه السورة.
- في الهمزة الأولى نقل الحركة، ثم الحذف.
- وفي الثانية التسهيل، والإبدال، والحذف.
فانظر هذا فيما سبق، فهو يكفيك ويغنيك إن شاء الله تعالى.
[معجم القراءات: 3/578]
{قُلْ آللَّهُ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها سواء أأبدلت الهمزة أم سهلت.
وأما الهمزة ففيها وجهان عن القراء:
أ- إبدال همزة الوصل ألفًا مع المد المشبع لاجتماع الساكنين.
ب- تسهيل الهمزة بين بين مع القصر.
{أَذِنَ لَكُمْ}
- إدغام النون في اللام عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/579]

قوله تعالى: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}
{وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ}
- قراءة الجماعة (وما ظن الذين...).
ما: اسم استفهام مبتدأ.
ظن: اسم مستفهم عنه، خبر، والذين: مضاف إليه.
قال أبو حيان:
(والمعنى أي شيء ظن المفترين يوم القيامة، أبهم الأمر على سبيل التهديد).
[معجم القراءات: 3/579]
- وقرأ عيسى بن عمر (وما ظن الذين...).
ما: اسم استفهام.
ظن: فعل ماض، والذين: فاعله.
قال أبو حيان:
(أي ظن ظن الذين يفترون، فما في موضع نصب على المصدر، وما: الاستفهامية قد تنوب عن المصدر، تقول: ما تضرب زيدًا، تريد: أي ضربٍ تضرب زيدًا.
وجيء بلفظ (ظن) ماضيًا لأنه كائن لا محالة، فكأنه قد كان).
{عَلَى النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة في (الناس) في مواضع، انظر الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/580]

قوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - قَوْله {يعزب} 61
كلهم قَرَأَ {يعزب} بِضَم الزاي غير الكسائي فَإِنَّهُ قَرَأَ {يعزب} بِكَسْر الزاي حَيْثُ وَقع). [السبعة في القراءات: 328]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في فتح الرَّاء وَضمّهَا من قَوْله {وَلَا أَصْغَر من ذَلِك وَلَا أكبر} 61
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر والكسائي {وَلَا أَصْغَر من ذَلِك وَلَا أكبر} بِفَتْح الرَّاء فيهمَا
وَقَرَأَ حَمْزَة وَحده بِضَم الرَّاء فيهمَا
وَلم يَخْتَلِفُوا في سُورَة سبأ أَنَّهَا بِالرَّفْع). [السبعة في القراءات: 328]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وما يعزب) بكسر الزاي، حيث كان الكسائي، (ولا أصغر ولا أكبر) رفع، حمزة، ويعقوب، وسهل وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 277]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعزب) [61]، وفي سبأ [3]: بكسر الزاي علي.
(أصغر) [61]، و(أكبر) [61]: رفع: بصري غير أبوي عمرو والمنهال،
[المنتهى: 2/742]
وحمزة، وخلف، والمفضل). [المنتهى: 2/743]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (يعزب) بكسر الزاي هنا وفي سبأ، وقرأ الباقون بالضم فيهما). [التبصرة: 232]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ولا أصغر ولا أكبر) بالرفع فيهما، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 232]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {وما يعزب عن ربك} (61)، هنا، وفي سبأ (3): بكسر الزاي.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 310]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} (61): برفع الراء فيهما.
[التيسير في القراءات السبع: 310]
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (وما يعزب عن ربك)، هنا وفي سبأ بكسر الزّاي [في الحرفين] والباقون بضمها.
[تحبير التيسير: 400]
حمزة ويعقوب وخلف: (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) برفع الرّاء فيهما والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 401]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْزُبُ) بكسر الزاء الْأَعْمَش رواية زائدة، والأزرق عن حَمْزَة وعلي، الباقون بالضم، وهو الاختيار موافقة للأكثر، (أَصْغَرُ)، و(أكبَرُ) بالرفع، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، والمفضل، وأبان، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، والمنهال، وأَبِي عَمْرٍو إلا محبوبًا، وأبا معمر عنه، الباقون بالفتح، وهو الاختيار مسوق على اللفظ وهو في موضع جر). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([61]- {يَعْزُبُ} هنا، وفي [سبأ: 3] بكسر الزاي: الكسائي.
[61]- {أَصْغَرَ}، و{أَكْبَرَ} رفع: حمزة). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (750 - وَيَعْزُبُ كَسْرُ الضَّمِّ مَعْ سَبَأ رَسَا = وَأَصْغَرَ فَارْفَعْهُ وَأَكْبَرَ فَيْصَلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([750] ويعزب كسر الضم مع سبأٍ (ر)سا = وأصغر فارفعه وأكبر (فـ)يصلا
عزب الشيء يعزُب ويعزِب، إذا نأى وغابَ؛ فهما لغتان؛ ومنه الأرض العازبة والروث العازب: البعيد.
والوجه في رفع {ولا أصغر}، الابتداء؛ فهو كلام مستقل بنفسه.
[فتح الوصيد: 2/977]
والنصب، على نفي الجنس.
وقال أبو علي في الرفع: «هو حملٌ على موضع الجار والمجرور في: {من مثقال}، وهو رفعٌ كما في {كفى بالله}».
وقال في النصب: «إنه معطوف على لفظ {مثقال}، أو {ذرة}، إلا أنه لا ينصرف للصفة والزنة».
وتابعه على ذلك الجميع، فيصير التقدير على ذلك: لا يعزب عنه شيء إلا في كتاب، وهذا فاسدٌ.
و(فيصلا): حال من الفاعل في (ارفعه)، أي حاكمًا في ذلك فيصلا). [فتح الوصيد: 2/978]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([750] ويعزب كسر الضم مع سبأٍ رسا = وأصغر فارفعه وأكبر فيصلا
ب: (الفيصل): الفصل، (رسا): ثبت.
ح: (يعزب): مبتدأ، (كسر الضم): مبتدأ ثانٍ، (رسا): خبره، والجملة: خبر الأول، والعائد محذوف أي: فيه، (أصغر): مفعول فعل يفسره، (فارفعه)، (أكبر): عطف على (أصغر)، (فيصلًا): حال.
[كنز المعاني: 2/304]
ص: يعني قرأ الكسائي: (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرةٍ) هنا [161]، وفي سورة سبإ [3]: (لا يعزب عنه مثقال) بكسر الزاي، والباقون: بضمها لغتان.
وقرأ حمزة: (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) [61] هنا برفع اللفظين على الابتداء، أو عطفًا على محل (من مثقال)؛ لأن محله رفع على الفاعلية، والباقون: بالنصب فيهما على أن {لا} لنفي الجنس، أو هما عطفان على {مثقال} أو {ذرةٍ} المجرورين، ولكن حُمل الجر فيهما على النصب لكونهما غير منصرفين). [كنز المعاني: 2/305]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (750- وَيَعْزُبُ كَسْرُ الضَّمِّ مَعْ سَبَأٍ "رَ"سَا،.. وَأَصْغَرَ فَارْفَعْهُ وَأَكْبَرَ "فَـ"ـيْصَلا
أي: مع حرف سبأ، والكسر والضم في زاي يعزب: لغتان ومعناه وما يبعد وما يغيب، ومعنى رسا: ثبت واستقر، ورفع "ولا أصغر" على الابتداء والفتح على أنه اسم "لا"، بُنِيَ معها كالوجهين في "لا حول ولا قوة إلا بالله" بفتحهما ورفعهما على ما ذكرناه، وقال كثير من الناس: إن الرفع عطف على موضع من مثقال، والفتح على لفظ مثقال أو على ذرة، ولكنه لا ينصرف، وهو مشكل من جهة المعنى، ويزيل الإشكال أن يقدر قبل قوله: {إِلَّا فِي كِتَابٍ} ليس شيء من ذلك إلا في كتاب مبين، وكذا يقدر في آية الأنعام: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}.
وأما الذي في سورة سبأ فلم يقرأ: {وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ}، إلا بالرفع فقط وهو يقوي قول من يقول: إنه معطوف وسببه أن "مثقال" فيها بالرفع؛ لأنه ليس قبله حرف جر وفيصلا حال من المرفوع، وكأنه أشار إلى الوجه المذكور أولا؛ أي: انفصل مما قبله في المعنى، فارتفع بالابتداء والخبر، وقال الشيخ: فيصلا حال من الفاعل في ارفعه؛ أي: حاكما في ذلك). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/226]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (750 - ويعزب كسر الضّمّ مع سبأ رسا = وأصغر فارفعه وأكبر فيصلا
قرأ الكسائي: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ هنا، لا يَعْزُبُ عَنْهُ في سبأ بكسر ضم الزاي في الموضعين فتكون قراءة غيره بضمها فيهما. وقرأ حمزة: ولا أصغرُ من ذلك ولا أكبر في هذه السورة. برفع الراء فيهما، فتكون قراءة الباقين بنصبها فيهما. واتفق السبعة على رفع الراء في أَصْغَرُ وأَكْبَرُ في سورة سبأ). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (130- .... أَصْغَرَ ارْفَعْ حُقَّ مَعْ شُرَكَاءَكُمْ = كَأَكْبَرْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: أصغر ارفع حق مع شركاؤكم كأكبر أي قرأ مرموز (حا) حق وهو يعقوب {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} [61] برفعهما كخلف عطف على محل {مثقال} [61] أو على الابتداء فإن محل {مثقال} الرفع على الفاعلية ووجه النصب فيهما أن لا لنفي الجنس وعلم من الوفاق لأبيجعفر نصبهما وأما التي في سبأ فمتفق عليها بالرفع للكل، وقرأ يعقوب أيضًا {فأجمعوا أمركم وشركاؤكم} [71] برفع الهمزة من {وشركاءكم} عطفًا على الضمير المرفوع في {فأجمعوا} إذ الفصل أغنى عن التوكيد وهو أقوى من فصل {ما أشركنا ولا آباؤنا} ووجه النصب العطف على{أمركم} في قراءة الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 146] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَا يَعْزُبُ هُنَا، وَفِي سَبَأٍ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الزَّايِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا أَصْغَرَ، وَلَا أَكْبَرَ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِرَفْعِ الرَّاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى رَفْعِ الْحَرْفَيْنِ فِي سَبَأٍ لِارْتِفَاعِ مِثْقَالَ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {وما يعزب} هنا [61]، وسبأ [3] بكسر الزاي، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة وخلف {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} [61] برفع الراء فيهما، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (683- .... .... .... .... .... = .... .... .... اكسر يعزب
684 - ضماً معًا رم أصغر ارفع أكبرا = ظلٌّ فتىً .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واكسر يعزب) أي قرأ الكسائي «وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة» هنا «ولا يعزب عنه مثقال ذرة» في سبأ بكسر ضم الزاي في الموضعين كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بضمها وهما لغتان.
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لّ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
أي وقرأ «ولا أصغر من ذلك ولا أكبر» بالرفع فيهما يعقوب وحمزة وخلف عطفا على محل مثقال، والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) بـ (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لـ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
ش: أي: قرأ ذو غين (غث) رويس: فلتفرحوا [58] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، وكاف (كم) ابن عامر، وغين (غرا) رويس: هو خير مما تجمعون [58] [بتاء الخطاب التفاتا إلى الكفار؛ مناسبة للاحقه، أعني: قل أرءيتم [59]، والباقون بياء الغيب]؛ إخبارا عنهم على جهة الغيب؛ مناسبة لسابقه، وهو وجه غيب يمكرون [21].
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي: وما يعزب [بكسر الزاي] [أي:] يبعد عنه- هنا [61] وفي سبأ [3]، والباقون [بضمها]، وهما لغتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/373]
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفعهما هنا عطفا على محل من مثقال [61]؛ لأنه [فاعل] على حد: وكفى بالله [النساء: 6]، وفتحهما الباقون عطفا على لفظ مثقال، [فهما مجروران لكنهما غير منصرفين،] ومنع صرفهما للوزن والوصف.
واختلف عن ذي غين (غرا) رويس في: فأجمعوا أمركم وشركآءكم [71]: فروى أبو الطيب، والقاضي، وأبو العلاء عن النحاس عن التمار عنه، بوصل الهمزة وفتح الميم، وبه قطع أبو العلاء لرويس في «غايته» مع أنه لم يسند طريق النحاس عنه إلا من طريق الحمامي، [وأجمع الرواة عن الحمامي] على خلاف ذلك، وهو الوجه الثاني.
نعم رواها عن النحاس الحمامي، ووجهها: أنه أمر من: «جمع»، وضد «فرق». قال [الله] تعالى: فجمع كيده ثمّ أتى [طه: 60].
وقيل: «جمع»، و«أجمع» بمعنى، ويقال: «الإجماع» في الأحداث و«الجمع» في الأعيان، وقد يستعمل كل مكان الآخر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/374] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إِذْ تُفِيضُون" [الآية: 61] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمَا يَعْزُب" [الآية: 61] هنا وسبأ فالكسائي بكسر الزاي وافقه الأعمش والباقون بضمها لغتان في مضارع عزب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا أَصْغَر وَلا أَكْبَر" [الآية: 61] هنا لحمزة ويعقوب وخلف في اختياره برفع الراء فيهما عطفا على محل مثقال؛ لأنه مرفوع بالفاعلية، ومن مزيدة فيه على حد وكفى بالله، ومنع صرفهما للوزن والوصف، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال أو ذرة، فهما مجروران بالفتحة لمنع صرفهما كما مر وخرج بالتقييد بهنا موضع سبأ المتفق على الرفع فيهما فيه، لكن في المصطلح لابن الفاصح نصبهما عن المطوعي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شأن} [61] إبداله للسوسي فقط لا يخفى). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قرءان} لا يخفى). [غيث النفع: 701]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعزب} قرأ علي بكسر الزاي، والباقون بالضم). [غيث النفع: 702]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا أصغر} {ولا أكبر} قرأ حمزة برفع الراء فيهما، والباقون بالنصب). [غيث النفع: 702]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}
{فِي شَأْنٍ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي والأعشى (في شان) بإبدال الهمزة في الحالين.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز.
{قُرْآنٍ}
- قراءة ابن كثير بالنقل، وحذف الهمزة، ووافقه ابن محيصن (قرانٍ).
- والباقون بالهمز من غير نقل.
[معجم القراءات: 3/580]
{إِذْ تُفِيضُونَ}
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف واليزيدي وابن محيصن وخلاد والحسن.
- والباقون على الفتح.
{فِيهِ}
- قراءة ابن كثير بوصل الهاء بياء في الوصل (فيهي...).
- والباقون بهاء مكسورة (فيه...).
{وَمَا يَعْزُبُ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة وأبو جعفر ويعقوب (وما يعزب) بضم الزاء.
- وقرأ الكسائي وابن وثاب والأعمش وطلحة بن مصرف (وما يعزب) بكسر الزاء.
قال الطوسي: (وهما لغتان، وإن كان الضم أفصح وأكثر).
وقال القرطبي: (وهما لغتان فصيحتان نحو يعرش ويعرش).
{عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ}
- قرأ النوفلي عن ابن بكار عن ابن عامر (وما يعزب عن ربك مثقال ذرة) بحذف (من).
{فِي الْأَرْضِ}
- قراءة ورش بنقل حركة الهمز إلى الراء ثم حذفها (في لرض).
[معجم القراءات: 3/581]
{وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع، وحفص وشعبة كلاهما عن عاصم، والكسائي وأبو جعفر (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر)، بالنصب فيهما، والفتحة حركة جر؛ لأنه لا ينصرف، ووجه ذلك على أنه عطف على (ذرة)، أو على (مثقال) على اللفظ، فهو في موضع خفض.
وذهب الزجاج ومن بعده الزمخشري إلى أنه نصب على نفي الجنس، وبهذا يكون كلامًا مستأنفًا.
- وقرأ حمزة ويعقوب وخلف والأعمش وسهل، وأبو زيد عن المفضل (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) بالرفع فيهما.
وتخريج الرفع أنه بالعطف على موضع (مثقال)؛ لأن (من) زائدة، و(مثقال) مرفوع بـ (يعزب).
وذهب الزمخشري إلى أن الرفع على الابتداء، قال: (والرفع على الابتداء ليكون كلامًا برأسه).
وقال الزجاج:
(فالفتح على (ما يعزب عن ربك من مثقال ذرةٍ) ولا مثقالٍ أصغر من ذلك ولا أكبر، والموضع موضع جر إلا أنه فتح لأنه لا ينصرف.
[معجم القراءات: 3/582]
ومن رفع فالمعنى: ما يعزب عن ربك مثقال ذرةٍ ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبين).
وقال الفراء:
(فمن نصبهما فإنما يريد الخفض، يتبعهما المثقال أو الذرة، ومن رفعهما أتبعهما معنى المثقال، لأنك لو ألقيت من المثقال (من) كان رفعًا، وهو كقولك: ما أتاني من أحدٍ عاقلٍ، وعاقل، وكذلك قوله: (ما لكم من إله غيره).
وذهب آخرون إلى أنه يجوز أن يكون الرفع على إعمال (لا) عمل ليس.
وذكر الأخفش القراءتين، ثم قال عن النصب: (وهذا أجود في العربية، وأكثر في القراءة، وبه نقرأ).
وذهب الطبري إلى أن عامة القراء على النصب، وهي أولى القراءتين بالصواب). [معجم القراءات: 3/583]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (62) إلى الآية (64) ]

{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) }

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 62] بفتح الفاء يعقوب وضم الهاء مع حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
{لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}
- قراءة يعقوب والحسن (لا خوف عليهم) بفتح الفاء من غير تنوين، على جعل (لا) لنفي الجنس.
- وقرأ ابن محيصن (لا خوف عليهم) بضم الفاء من غير تنوين على التخفيف.
- وقراءة الجماعة (لا خوف عليهم) بضم الفاء مع التنوين.
[معجم القراءات: 3/583]
وتقدمت هذه القراءات في الآية/38 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (عليهم) بكسر الهاء مراعاة للياء بجوارها.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر تفصيله في الآية/7 من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 3/584]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}

قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}
{الْبُشْرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وورش والأزرق بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي قراءة ابن ذكوان من طريق الأخفش.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{الْآخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة، وهي:
تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء.
وانظر تفصيل هذا في ما تقدم.
[معجم القراءات: 3/584]
{لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام، وعنهما الإظهار). [معجم القراءات: 3/585]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (65) إلى الآية (67) ]

{ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) }

قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن العزة) [65]: بفتح الهمزة حمصي). [المنتهى: 2/743]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يِحْزِنْك" [الآية: 65] نافع بضم الياء وكسر الزاي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يحزنك قولهم} [65] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 702]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}
{وَلَا يَحْزُنْكَ}
- قرأ نافع وابن محيصن (ولا يحزنك) بضم الحاء وكسر الزاي، من الرباعي (أحزن).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (ولا يحزنك) بفتح الياء وضم الزاي، من الثلاثي (حزن).
قال الجوهري:
(حزنه لغة قريش، وأحزنه لغة تميم، وقد قرئ بهما).
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية/176 من سورة آل عمران، (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر...).
{قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ}
- قراءة الجماعة: (... إن العزة لله...) بكسر الهمزة من (إن) على الاستئناف، وعلى هذه القراءة ينتهي الكلام عند (قولهم)، وفيه نهي للرسول صلى الله عليه وسلم عن أن يحزنه ذلك، ثم يستأنف الكلام لتقرير
[معجم القراءات: 3/585]
الحقيقة المطلقة وهي أن العزة لله وحده.
وذكر الأنباري أن الوقف على (قولهم) وقف حسن.
وقال ابن هشام:
(وفي جمال القراء للسخاوي أن الوقف على (قولهم) واجب.
والصواب أنه ليس في جميع القرآن وقف واجب).
- وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية (.. أن العزة لله..) بفتح الهمزة من (أن).
وخرجت هذه القراءة على التعليل، أي: لا يقع منك حزن لما يقولون؛ لأجل أن العزة لله جميعًا.
وذهب بعضهم إلى أن فتحها شاذ يقارب الكفر.
قال ابن قتيبة:
(لا يجوز فتح (إن) في هذا الموضع، وهو كفر وغلو)، وذهب إلى أن الفتح على البدل من (قولهم).
وإنما ذهبوا إلى أن هذا كفر بناءً على أن (إن) على هذه القراءة معمولة لـ (قولهم).
وتعقب ابن خالويه ابن قتيبة فقال:
(... وله وجه عندي ذهب على ابن قتيبة بنصب (أن) بتقدير فعل غير القول، والتأويل: ولا يحزنك قولهم إنكارهم أن العزة لله).
وتعقبه الزمخشري أيضًا فقال:
(.. ومن جعله بدلًا من (قولهم) ثم أنكره فالمنكر هو تخريجه، لا ما أنكر من القراءة به).
[معجم القراءات: 3/586]
وقال الشهاب:
(وأما كونه بدلًا من (قولهم) كما قاله ابن قتيبة رحمه الله، فرده الزمخشري بانه مخالف للظاهر، لأن هذا القول لا يحزنه بل يسره...).
وقال أبو حيان:
(... بفتح الهمزة ليس معمولًا لـ (قولهم)؛ لأن ذلك لا يحزن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ هو قول حق، وخرجت هذه القراءة على التعليل، أي لا يقع منك حزن لما يقولون؛ لأجل أن العزة لله جميعًا، ووجهت أيضًا على أن العزة بدل من (قولهم)، ولا يظهر هذا التوجيه...) ). [معجم القراءات: 3/587]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "شُرَكَاءَ إِن" بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شركآء ان} [66] لا يخفى). [غيث النفع: 702]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}
{يَدْعُونَ}
- قرأ الجمهور من القراء (يدعون) بالياء على الغيبة.
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبو عبد الرحمن السلمي (تدعون) بالتاء على الخطاب.
وذهب ابن عطية إلى أنها قراءة غير متجهة، ووجهها الزمخشري على الاستفهام، أي: أي شيء يتبع الذين تدعونهم شركاء من الملائكة والنبيين، يعني أنهم يتبعون الله تعالى ويطيعونه، فما لكم لا تفعلون مثل فعلهم؟
{شُرَكَاءَ إِنْ}
- هنا همزتان من كلمتين، مختلفتا الحركة، الأولى مفتوحة،
[معجم القراءات: 3/587]
والثانية مكسورة:
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين.
- وأجمعوا على تحقيق الأولى.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (شركاء)، فهما يبدلان الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر). [معجم القراءات: 3/588]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}
{جَعَلَ لَكُمُ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في اللام، والإظهار.
{اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في اللام، والإظهار.
{فِيهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
{مُبْصِرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 3/588]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (68) إلى الآية (70) ]

{ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) }

قوله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}
{سُبْحَانَهُ هُوَ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في اللام، وعنهما الإظهار.
{وَمَا فِي الْأَرْضِ}
- تقدمت قراءة ورش بالنقل وحذف الهمزة في الآية/61 من هذه
[معجم القراءات: 3/588]
السورة (... لرض) ). [معجم القراءات: 3/589]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}
{قُلْ إِنَّ}
- قراءة ورش بنقل حركة الهمزة وهي الكسرة إلى اللام الساكنة قبلها، ثم حذف الهمزة (قل ن) كذا.
- والجماعة على إثباتها (قل إن...) ). [معجم القراءات: 3/589]

قوله تعالى: {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثُمَّ نُذِيقُهُمُ) بفتح الياء وقد مضى ولا أعيده). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يكفرون} تام، وفاصلة، ومنتهى نصف الحزب بلا خلاف). [غيث النفع: 702]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
{الدُّنْيَا}
- سبقت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيتين: 85 و114 من سورة البقرة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 3/589]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (71) إلى الآية (74) ]
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) }

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - قَوْله {فَأَجْمعُوا أَمركُم} 71
روى نصر بن علي عَن الأصمعي قَالَ سَمِعت نَافِعًا يقْرَأ {فَأَجْمعُوا أَمركُم} مَفْتُوحَة الْمِيم من أجمع
وروى غير الأصمعي عَن نَافِع مثل مَا قَرَأَ سَائِر الْقُرَّاء وَكلهمْ قَرَأَ {فَأَجْمعُوا} بِالْهَمْز وَكسر الْمِيم من أَجمعت). [السبعة في القراءات: 328]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وشركاؤكم) رفع
[الغاية في القراءات العشر: 277]
يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 278]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاجمعوا) [71]: موصول: رويس.
(وشركاءكم) [71]: رفعٌ: سلامٌ، ويعقوب إلا المنهال). [المنتهى: 2/743]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فَأَجْمِعُوا) موصول بفتح الميم الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والْجَحْدَرِيّ، ونصر بن علي عن نافع، ورُوَيْس طريق الْخُزَاعِيّ، وعصمة عن أَبِي عَمْرٍو والجماعة والمفرد بخلافه، الباقون مقطوع بكسر الميم، وهو الاختيار؛ لأنه يقال أجمع أمرهم ولا يقال جمعوا،
[الكامل في القراءات العشر: 568]
و(وَشُرَكَاؤُكُمْ) بالرفع يَعْقُوب غير المنهال، وسلام، ومحبوب عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بالنصب، وهو الاختيار؛ لأن معناه مع شركائهم، (ثُمَّ اقْضُوا) بالفاء وفتح الهمزة، والزَّعْفَرَانِيّ كحيوة بن شريح، الباقون بالقاف، وهو الاختيار متابعة للأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 569]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (130- .... أَصْغَرَ ارْفَعْ حُقَّ مَعْ شُرَكَاءَكُمْ = كَأَكْبَرْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (130- .... .... .... .... .... = .... وَوَصْلٌ فَاجْمَعُوا افْتَحْ طَوًى .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: أصغر ارفع حق مع شركاؤكم كأكبر أي قرأ مرموز (حا) حق وهو يعقوب {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} [61] برفعهما كخلف عطف على محل {مثقال} [61] أو على الابتداء فإن محل {مثقال} الرفع على الفاعلية ووجه النصب فيهما أن لا لنفي الجنس وعلم من الوفاق لأبيجعفر نصبهما وأما التي في سبأ فمتفق عليها بالرفع للكل، وقرأ يعقوب أيضًا {فأجمعوا أمركم وشركاؤكم} [71] برفع الهمزة من {وشركاءكم} عطفًا على الضمير المرفوع في {فأجمعوا} إذ الفصل أغنى عن التوكيد وهو أقوى من فصل {ما أشركنا ولا آباؤنا} ووجه النصب العطف على{أمركم} في قراءة الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 146] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ووصل فأجمعوا افتح طوى أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس {فأجمعوا} [71] هنا بوصل همزه وفتح ميمه على أنه أمر من
[شرح الدرة المضيئة: 146]
يجمع فصار فتح الميم سببًا لسقوط الهمزة على الوصل عند الدرج وإليه أشار بقوله: طوى اسألا وعلم من انفراده لمن عداه بهمزة قطع مفتوحة وكسر ميم أمر من الإجماع وسيجيء الذي في طه). [شرح الدرة المضيئة: 147]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (" وَاخْتُلِفَ " عَنْ رُوَيْسٍ فِي فَأَجْمِعُوا، فَرَوَى أَبُو الطَّيِّبِ وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ النَّخَّاسِ كِلَاهُمَا عَنِ التَّمَّارِ عَنْهُ بِوَصْلٍ عَنْهُ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، وَبِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ لِرُوَيْسٍ فِي غَايَتِهِ مَعَ أَنَّهُ خِلَافُ ذَلِكَ; نَعَمْ رَوَاهَا عَنِ النَّخَّاسِ أَيْضًا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُزَاعِيُّ فَوَافَقَ الْقَاضِيَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ وَرِوَايَةُ عِصْمَةَ شَيْخِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَوَرَدَتْ عَنْ نَافِعٍ، وَهِيَ اخْتِيَارُ ابْنِ مِقْسَمٍ وَالزَّعْفَرَانِيِّ، وَهِيَ أَمْرٌ: مِنْ جَمَعَ، ضِدُّ فَرَقَ، قَالَ تَعَالَى: فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى وَقِيلَ: جَمَعَ وَأَجْمَعَ بِمَعْنًى; وَيُقَالُ: الْإِجْمَاعُ
[النشر في القراءات العشر: 2/285]
فِي الْأَحْدَاثِ وَالْجُمَعُ فِي الْأَعْيَانِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ كُلٌّ مَكَانَ الْآخَرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَفْتُوحَةً وَكَسْرِ الْمِيمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/286]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: شُرَكَاءَكُمْ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِرَفْعِ الْهَمْزَةِ عَطْفًا عَلَى ضَمِيرِ فَأَجْمِعُوا وَحَسَّنَهُ الْفَصْلُ بِالْمَفْعُولِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً مَحْذُوفَ الْخَبَرِ لِلدَّلَالَةِ عَلَيْهِ، أَيْ: وَشُرَكَاؤُكُمْ فَلْيَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس بخلاف عنه {فأجمعوا} [71]، بوصل الهمزة وفتح الميم، والباقون بقطع الهمزة وكسر الميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {وشركاءكم} [71] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 543]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (684- .... .... .... .... .... = .... .... صل فاجمعوا وافتح غرا
685 - خلفٌ وظنّ شركاؤكم .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (صل الخ) يريد قوله تعالى: فأجمعوا أمركم قرأه رويس بخلاف عنه كما سيأتي في البيت الآتي بوصل الهمزة وفتح الميم أمر من جمع، والباقون بفتح الهمزة والميم من أجمع.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
خلف و (ظ) نّ شركاؤكم وخف = تتّبعان النّون (م) ن (ل) هـ اختلف
يعني قوله تعالى: وشركاؤكم بالرفع على لفظه يعقوب عطفا على ضمير فأجمعوا، والباقون بالنصب عطفا على أمركم بتقدير مضاف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) بـ (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لـ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
ش: أي: قرأ ذو غين (غث) رويس: فلتفرحوا [58] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، وكاف (كم) ابن عامر، وغين (غرا) رويس: هو خير مما تجمعون [58] [بتاء الخطاب التفاتا إلى الكفار؛ مناسبة للاحقه، أعني: قل أرءيتم [59]، والباقون بياء الغيب]؛ إخبارا عنهم على جهة الغيب؛ مناسبة لسابقه، وهو وجه غيب يمكرون [21].
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي: وما يعزب [بكسر الزاي] [أي:] يبعد عنه- هنا [61] وفي سبأ [3]، والباقون [بضمها]، وهما لغتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/373]
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفعهما هنا عطفا على محل من مثقال [61]؛ لأنه [فاعل] على حد: وكفى بالله [النساء: 6]، وفتحهما الباقون عطفا على لفظ مثقال، [فهما مجروران لكنهما غير منصرفين،] ومنع صرفهما للوزن والوصف.
واختلف عن ذي غين (غرا) رويس في: فأجمعوا أمركم وشركآءكم [71]: فروى أبو الطيب، والقاضي، وأبو العلاء عن النحاس عن التمار عنه، بوصل الهمزة وفتح الميم، وبه قطع أبو العلاء لرويس في «غايته» مع أنه لم يسند طريق النحاس عنه إلا من طريق الحمامي، [وأجمع الرواة عن الحمامي] على خلاف ذلك، وهو الوجه الثاني.
نعم رواها عن النحاس الحمامي، ووجهها: أنه أمر من: «جمع»، وضد «فرق». قال [الله] تعالى: فجمع كيده ثمّ أتى [طه: 60].
وقيل: «جمع»، و«أجمع» بمعنى، ويقال: «الإجماع» في الأحداث و«الجمع» في الأعيان، وقد يستعمل كل مكان الآخر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/374] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف و(ظ) نّ شركاؤكم وخفّ = تتّبعان النّون (م) ن (ل) هـ اختلف
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظن) يعقوب: وشركاؤكم ثم لا [71] بالرفع عطفا على ضمير فاجمعوا [71]، وحسنه الفصل بالمفعول، ويحتمل الابتدائية، أي:
وشركاؤكم كذلك.
والباقون بنصبه عطفا على أمركم [71] بتقدير مضاف.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/374]
[واختلف عن ابن عامر؛ فروى] ذو ميم (من) ابن ذكوان والداجوني عن أصحابه عن هشام: ولا تتبعان سبيل [89] بتخفيف (النون)؛ فتكون «لا» نافية؛ فيصير خبرا معناه النفي، أو يجعل حالا من فاستقيما [89]، أي: فاستقيما غير متبعين.
وقيل: هي نون التوكيد الشديدة خففت.
وقيل: أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء، ثم كسرت للساكنين، والفعل معرب دائما.
تنبيه:
انفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية ساكنة، وفتح الباء مع تشديد النون، وكذلك روى سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان.
قال الداني: «وذلك غلط من سلامة، وابن مجاهد؛ لأن جميع الشاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان عن الأخفش سماعا وأداء بتخفيف النون وتشديد التاء».
قال الناظم: صحت عندنا لكن من غير طريق ابن مجاهد وسلامة؛ فرواها الصيدلاني عن هبة الله عن الأخفش، ورواها أبو زرعة، وابن الجنيد عن ابن ذكوان، وكله ليس من طرق الكتاب.
وذهب أبو نصر العراقي إلى أن من خفف وقف بالألف.
قال المصنف: «ولا أعلمه لغيره، ولا يؤخذ به وإن اختاره الهذلي؛ لشذوذه قطعا»، وروى الحلواني عن هشام كالجماعة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/375] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس من غير طريق الحمامي (فاجمعوا أمركم) بوصل الهمزة وبفتح الميم والباقون بهمزة مفتوحة وكسر الميم [وهو طريق] الكتاب [عن] رويس. [يعقوب] (وشركاؤكم) بالرّفع، والباقون بالنّصب، والله الموفق). [تحبير التيسير: 401]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُم" [الآية: 71] فرويس من طريق أبي الطيب والقاضي أبو العلا عن النخاس بالمعجمة كلاهما عن التمار عنه بوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق، وقيل جمع وأجمع بمعنى والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم، وبه قرأ رويس من باقي طرقه من أجمع يقال أجمع في المعاني وجمع في الأعيان كأجمعت أمري وجمعت الجيش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَشُرَكَاءَكُم" [الآية: 71] فيعقوب برفع الهمزة عطفا على الضمير المرفوع المتصل بأجمعوا،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/117]
وحسنه الفصل بالمفعول، ويجوز أن يكون مبتدأ حذف خبره أي: كذلك والباقون بالنصب نسقا على أمركم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/118]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تُنْظِرُون" [الآية: 71] بإثبات الياء في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/118]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واتل عليهم نبأ نوح}
{عليهم} [71] لا يخفى). [غيث النفع: 703]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)}
{عَلَيْهِمْ}
- قراءة الجماعة بكسر الهاء لمجاورة الياء (عليهم).
- وقراءة يعقوب وحمزة والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء على الأصل.
وتقدم هذا مرارًا وانظر الآية/62 من هذه السورة.
{نَبَأَ نُوحٍ}
- قرئ (نبا...) بالألف على إبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 3/589]
{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام باللام، وعنهما الإظهار.
{يَا قَوْمِ}
- قرأ ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم حيث وقع.
- وقراءة الجماعة (يا قوم) بالكسر.
{مَقَامِي}
- قراءة الجماعة (مقامي) بفتح الميم، وهو مكان القيام من (قام).
- وقرأ أبو مجلز وأبو رجاء وأبو الجوزاء (مقامي) بضم الميم، وهو مكان الإقامة، أو الإقامة نفسها، من (أقام).
قال ابن عطية: (ولم يقرأ هنا بضم الميم).
قال أبو حيان: (وليس كما ذكر بل قرأ (مقامي) بضم الميم أبو مجلز..).
وقال السمين في ابن عطية: (وكأنه لم يطلع على قراءة هؤلاء الآباء).
وذهب القرطبي مذهب ابن عطية فقال: (ولم يقرأ به فيما علمت).
{فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي، ونافع في رواية الأصمعي، وأبو جعفر، ورويس عن يعقوب، والحسن وابن أبي إسحاق وأبو عبد الرحمن وعيسى الثقفي وسلام (فأجمعوا...) بقطع الهمزة وكسر الميم، أمرًا من (أجمع)، وأجمع الرجل على الشيء عزم عليه.
[معجم القراءات: 3/590]
قال الأخفش: (وبالمقطوع نقرأ).
- وقرأ الزهري والأعمش وعاصم الجحدري وأبو رجاء ويعقوب بخلاف عنه ورويس من طريق أبي الطيب والقاضي أبو العلاء عن النخاس عن التمار وسلام، ونصر بن علي بن الأصمعي عن نافع، والأعرج، وكذا خارجة عن نافع (فاجمعوا..) بوصل الألف وفتح الميم من (جمع) الثلاثي.
وفي حاشية الجمل:
(بالهمزة لا غير باتفاق السبعة والعشرة، وما نقل عن نافع من أنه يقرأ (فاجمعوا) بإسقاط الهمزة فشاذ...).
وذكر أبو جعفر النحاس أن قراءة أكثر الأئمة بقطع الهمزة، وذكر قراءة الوصل عن الجحدري، ولم يذكرها عن نافع، وفعل مثل هذا القرطبي.
ولم تذكر السبعة -ما عدا ابن مجاهد- هذه القراءة عن نافع، وذكرها ابن خالويه في الحجة، ولم يشر إلى أنها قراءة نافع.
{وَشُرَكَاءَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو في المشهور عنه وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي والأعرج وأبو رجاء وعاصم الجحدري والزهري ورواية عن الأعمش (وشركاءكم) بالنصب.
[معجم القراءات: 3/591]
- وتخريجه بالعطف على (أمركم) قبله.
- أو هو مفعول معه.
- أو هو منصوب بفعل محذوف، أي: واجمعوا شركاءكم.
- وقيل: التقدير: وادعوا شركاءكم، وهو تقدير الكسائي والفراء، ومثل هذا التقدير عند الزجاج غلط؛ لأنه لا فائدة في الكلام عليه.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والحسن وابن أبي إسحاق وعيسى ابن عمر وسلام ويعقوب فيما روي عنه، وبه قرأ مكي ليعقوب، وأبو عمرو في رواية محبوب والأزرق عنه (وشركاؤكم) بالرفع.
وتخريجه على ما يلي:
- بالرفع عطفًا على الضمير في (فأجمعوا).
- أو على أنه مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: وشركاؤكم فليجمعوا أمرهم.
قال مكي:
(وحسن ذلك -أي العطف على الضمير في فأجمعوا- للفصل الذي وقع بين المعطوف والمضمر، كأنه قام مقام التأكيد وهو (أمركم).
وذهب إلى مثل هذا الزجاج؛ لأن المنصوب وهو -أمركم- قد قوى الكلام.
واستبعد أبو جعفر النحاس قراءة الرفع فقال: (وهذه القراءة تبعد أنه لو كان مرفوعًا لوجب أن يكتب بالواو، وأيضًا فإن شركاءكم الأصنام، والأصنام لا تصنع شيئًا).
[معجم القراءات: 3/592]
ونقل هذا عن النحاس القرطبي.
وقال الأخفش:
(والنصب أحسن؛ لأنك لا تجري الظاهر المرفوع على المضمر المرفوع، إلا أنه قد حسن في هذا للفصل الذي بينهما).
وذكر الفراء قراءة الرفع عن الحسن ثم قال:
(وإنما الشركاء ههنا آلهتهم، كأنه أراد: اجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم، ولست أشتهيه لخلافه للكتاب؛ ولأن المعنى فيه ضعيف، لأن الآلهة لا تعمل ولا تجمع...).
وقال الرازي:
(وكان الفراء يستقبح هذه القراءة؛ لأنها توجب أن يكتب (وشركاؤكم) بالواو، وهذا الحرف غير موجود في المصاحف).
- وقرأت فرقة: (وشركائكم) بالخفض عطفًا على الضمير في (أمركم) أي: وأمر شركائكم، فحذف المضاف وبقي المضاف إليه مجرورًا.
وتلخيص هذه القراءات على ما يلي:
1- (فاجمعوا أمركم وشركاءكم).
2- (فأجمعوا أمركم وشركاءكم).
3- (فأجمعوا أمركم وشركاؤكم).
4- (فأجمعوا أمركم وشركائكم).
[معجم القراءات: 3/593]
{فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ}
- قرأ أبي بن كعب (فاجمعوا أمركم وادعوا شهداءكم) بوصل الهمزة، وهذه القراءة موافقة لتقدير الكسائي والفراء، وذكر أبو حيان أنها كذلك في مصحفه.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فأجمعوا أمركم وادعوا شهداءكم) بقطع الهمزة.
- وعن أبي أنه قرأ (وادعوا شركاءكم ثم اجمعوا أمركم)، وذكر هذه القراءة له ابن خالويه بالفاء (فادعوا...).
{ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ}
- قراءة الجماعة (ثم اقضوا...) بهمزة وصل، ثم قاف بعدها، من (قضى)، أي اقضوا إلي ذلك الأمر.
- وقرأ أبو حيوة عن السري بن ينعم، والسدي (ثم أفضوا...) بقطع الألف وفاء بعدها، أي انتهوا إلي بشركم، من أفضى بكذا أي انتهى إليه، وقيل: معناه أسرعوا، وقيل: من أفضى إذا خرج إلى الفضاء، أي فأصحروا به إلي وأبرزوه.
- وقرئ (ثم افضوا) بهمزة الوصل، من فضا يفضو أي أسرع.
[معجم القراءات: 3/594]
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (إليه).
{وَلَا تُنْظِرُونِ}
- قرأ يعقوب في الحالين (ولا تنظروني) بإثبات ياء النفس.
- وقراءة الباقين بحذفها في الحالين (لا تنظرون) بحذف النون، والحذف للتخفيف.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 3/595]

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/118]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن أجري إلا} [72] قرأ نافع والبصري وشامي وحفص بفتح ياء {أجري} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 703]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)}
{إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا}
- قرأ بفتح الياء أبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم ونافع وأبو جعفر (إن أجري إلا).
- وقراءة الباقين بسكونها (إن أجري إلا)، وهي قراءة أبي بكر عن عاصم). [معجم القراءات: 3/595]

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}
{فَكَذَّبُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (فكذبوهو).
{فَنَجَّيْنَاهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (فنجيناهو).
{خَلَائِفَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 3/595]
{بِآيَاتِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياء). [معجم القراءات: 3/596]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((نَطْبَعُ) بالياء اختيار عباس وروايته، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (بَعَثَنَا)). [الكامل في القراءات العشر: 569]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}
{رُسُلًا}
- قرأ المطوعي (رسلًا) بسكون السين.
- وقراءة الجماعة على الضم (رسلًا).
{فَجَاءُوهُمْ}
- الإمالة فيه لحمزة وابن ذكوان وخلف.
- والفتح والإمالة عن هشام.
وتقدم مثل هذا مرارًا، انظر الآية/87 من سورة البقرة (جاءكم)، والآية/61 من آل عمران.
{لِيُؤْمِنُوا}
- تقدمت قراءة أبي عمرو بخلاف عنه وأبي جعفر وغيرهما بإبدال الهمزة واوًا (ليومنوا).
وانظر الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف.
{نَطْبَعُ}
- قراءة الجماعة (نطبع) بنون العظمة، على نسق (بعثنا) في أول الآية.
- وقرأ العباس بن الفضل عن أبي عمرو (يطبع) بياء الغيبة على الالتفات من الخطاب، والضمير لله تعالى.
{نَطْبَعُ عَلَى}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام العين في العين، وعنهما الإظهار أيضًا). [معجم القراءات: 3/596]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة