العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 05:49 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة القيامة [ من الآية (1) إلى الآية (6) ]

{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 05:50 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة (1) ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة (2) أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} فقرأت ذلك عامّة قرّاء الأمصار: {لا أقسم} لا مفصولةٌ من أقسم، سوى الحسن والأعرج، فإنّه ذكر عنهما أنّهما كانا يقرآن ذلك: (لأقسم بيوم القيامة) بمعنى: أقسم بيوم القيامة، ثمّ أدخلت عليها لام القسم.
والقراءة الّتي لا أستجيز غيرها في هذا الموضع {لا} مفصولةٌ، أقسم مبتدأةٌ على ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه.
وقد اختلف الّذين قرءوا ذلك على الوجه الّذي اخترنا قراءته في تأويله، فقال بعضهم: لا صلةٌ، وإنّما معنى الكلام: أقسم بيوم القيامة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلم بن ينّاقٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {لا أقسم بيوم القيامة}. قال: أقسم بيوم القيامة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبير {لا أقسم}. قال: أقسم.
وقال آخرون منهم: بل دخلت لا توكيدًا للكلام.
ذكر من قال ذلك:
- سمعت أبا هشامٍ الرّفاعيّ، يقول: سمعت أبا بكر بن عيّاشٍ، يقول: قوله: {لا أقسم} توكيدٌ للقسم كقوله: لا واللّه.
وقال بعض نحويّي الكوفة، (لا) ردّ لكلامٍ قد مضى من كلام المشركين الّذين كانوا ينكرون الجنّة والنّار، ثمّ ابتدئ القسم، فقيل: أقسم بيوم القيامة، وكان يقول: كلّ يمينٍ قبلها ردٌّ لكلامٍ، فلا بدّ من تقديم لا قبلها، ليفرّق بذلك بين اليمين الّتي تكون جحدًا، واليمين الّتي تستأنف، ويقول: ألا ترى أنّك تقول مبتدئًا: واللّه إنّ الرّسول لحقٌّ؛ وإذا قلت: لا واللّه إنّ الرّسول لحقٌّ فكأنّك أكذبت قومًا أنكروه؟.
واختلفوا أيضًا في ذلك، هل هو قسمٌ أم لا؟ فقال بعضهم: هو قسمٌ أقسم ربّنا بيوم القيامة، وبالنّفس اللّوّامة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبي الخير بن تميمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: ممّن أنت؟ فقلت: من أهل العراق، فقال: أيّهم؟ فقلت: من بني أسدٍ، فقال: من حروريّتهم، أو ممّن أنعم اللّه عليهم؟ فقلت: لا بل ممّن أنعم اللّه عليهم، فقال لي: سل، فقلت: {لا أقسم بيوم القيامة}، فقال: يقسم ربّك بما شاء من خلقه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا أقسم بيوم القيامة (1) ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة}. قال: أقسم بهما جميعًا.
وقال آخرون: بل أقسم بيوم القيامة، ولم يقسم بالنّفس اللّوّامة. وقال: معنى قوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} ولست أقسم بالنّفس اللّوّامة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال الحسن: أقسم بيوم القيامة، ولم يقسم بالنّفس اللّوّامة.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: إنّ اللّه أقسم بيوم القيامة وبالنّفس اللّوّامة، وجعل (لا) ردًّا لكلامٍ قد كان تقدّمه من قومٍ، وجوابًا لهم.
وإنّما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصّواب، لأنّ المعروف من كلام النّاس في محاوراتهم إذا قال أحدهم: لا واللّه، لا فعلت كذا، أنّه يقصد بلا ردّ الكلام، وبقوله: واللّه، ابتداء يمينٍ، وكذلك قولهم: لا أقسم باللّه لا فعلت كذا؛ فإذا كان المعروف من معنى ذلك ما وصفنا، فالواجب أن يكون سائر ما جاء من نظائره جاريًا مجراه، ما لم يخرج شيءٌ من ذلك عن المعروف بما يجب التّسليم له. وبعد، فإنّ الجميع من الحجّة مجمعون على أنّ قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} قسمٌ فكذلك قوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} إلاّ أن تأتي حجّةٌ تدلّ على أنّ أحدهما قسمٌ والآخر خبرٌ، وقد دلّلنا على أنّ قراءة من قرأ الحرف الأوّل لأقسم بوصل اللاّم ب (أقسم) قراءةٌ غير جائزةٍ، بخلافها ما عليه الحجّة مجمعةٌ، فتأويل الكلام إذًا: لا، ما الأمر كما تقولون أيّها النّاس من أنّ اللّه لا يبعث عباده بعد مماتهم أحياءً، أقسم بيوم القيامة.
وكانت جماعةٌ تقول: قيامة كلّ نفسٍ موتها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان ومسعرٍ، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة، قال: يقولون: القيامة القيامة، وإنّما قيامة أحدهم: موته.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال حدّثنا وكيعٌ، عن مسعرٍ وسفيان، عن أبي قيسٍ، قال: شهدت جنازةً فيها علقمة، فلمّا دفن قال: أمّا هذا فقد قامت قيامته). [جامع البيان: 23 / 465-469]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تقدّم الكلام على لا أقسم في آخر سورة الحجر وأنّ الجمهور على أنّ لا زائدةٌ والتّقدير أقسم وقيل هي حرف تنبيهٍ مثل ألا ومنه قول الشّاعر
لا وأبيك ابنة العامريّ = لا يدّعي القوم أنّي أفرّ). [فتح الباري: 8 / 680]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن مغيرة، عن تميمٍ الضّبّيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: اختلفت إلى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، سنةً لا أكلّمه، ولا يعرفني فسمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: قال لي ابن عبّاسٍ: «من الرّجل؟» قلت: من أهل العراق. قال: «من أيّهم؟» قلت: من بني أسدٍ، قال: «من حروريّتهم أو ممّن أنعم اللّه عليه؟» قلت: ممّن أنعم اللّه عليه، قال: سل، قلت: " {لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: 1] " قال: يقسم ربّك بما شاء من خلقه، قلت: " {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} [القيامة: 2] " قال: من النّفس الملوم. قلت: " {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه} [القيامة: 4] " قال: لو شاء لجعله خفًّا أو حافرًا، قلت: " {فمستقرٌّ ومستودعٌ} [الأنعام: 98] " قال: المستقرّ في الرّحم والمستودع في الصّلب «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} يقول: أقسم). [الدر المنثور: 15 / 95]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} قال: يقسم ربك بما شاء من خلقه قلت: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال: من النفس الملومة، قلت: {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال: لو شاء لجعله خفا أو حافرا). [الدر المنثور: 15 / 95-96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {لا أقسم بيوم القيامة} قال: يقسم الله بما شاء من خلقه {ولا أقسم بالنفس اللوامة} الفاجرة قال: يقسم بها). [الدر المنثور: 15 / 96]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (عن خالد بن يزيد عن سعيد عن القرظي أنه سمعه وهو يقول: ما من نفسٍ يوم القيامة صالحة ولا غيرها إلا وهو يلوم نفسه، وهو قول الله: (النفس اللوامة)). [الجامع في علوم القرآن: 2/91-92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلفوا أيضًا في ذلك، هل هو قسمٌ أم لا؟ فقال بعضهم: هو قسمٌ أقسم ربّنا بيوم القيامة، وبالنّفس اللّوّامة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبي الخير بن تميمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: ممّن أنت؟ فقلت: من أهل العراق، فقال: أيّهم؟ فقلت: من بني أسدٍ، فقال: من حروريّتهم، أو ممّن أنعم اللّه عليهم؟ فقلت: لا بل ممّن أنعم اللّه عليهم، فقال لي: سل، فقلت: {لا أقسم بيوم القيامة}، فقال: يقسم ربّك بما شاء من خلقه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا أقسم بيوم القيامة (1) ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة}. قال: أقسم بهما جميعًا.
وقال آخرون: بل أقسم بيوم القيامة، ولم يقسم بالنّفس اللّوّامة. وقال: معنى قوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} ولست أقسم بالنّفس اللّوّامة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال الحسن: أقسم بيوم القيامة، ولم يقسم بالنّفس اللّوّامة.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: إنّ اللّه أقسم بيوم القيامة وبالنّفس اللّوّامة، وجعل (لا) ردًّا لكلامٍ قد كان تقدّمه من قومٍ، وجوابًا لهم.
وإنّما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصّواب، لأنّ المعروف من كلام النّاس في محاوراتهم إذا قال أحدهم: لا واللّه، لا فعلت كذا، أنّه يقصد بلا ردّ الكلام، وبقوله: واللّه، ابتداء يمينٍ، وكذلك قولهم: لا أقسم باللّه لا فعلت كذا؛ فإذا كان المعروف من معنى ذلك ما وصفنا، فالواجب أن يكون سائر ما جاء من نظائره جاريًا مجراه، ما لم يخرج شيءٌ من ذلك عن المعروف بما يجب التّسليم له. وبعد، فإنّ الجميع من الحجّة مجمعون على أنّ قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} قسمٌ فكذلك قوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} إلاّ أن تأتي حجّةٌ تدلّ على أنّ أحدهما قسمٌ والآخر خبرٌ، وقد دلّلنا على أنّ قراءة من قرأ الحرف الأوّل لأقسم بوصل اللاّم ب (أقسم) قراءةٌ غير جائزةٍ، بخلافها ما عليه الحجّة مجمعةٌ، فتأويل الكلام إذًا: لا، ما الأمر كما تقولون أيّها النّاس من أنّ اللّه لا يبعث عباده بعد مماتهم أحياءً، أقسم بيوم القيامة). [جامع البيان: 23 / 466-468] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة}. اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {اللّوّامة} فقال بعضهم: معناه: ولا أقسم بالنّفس الّتي تلوم على الخير والشّرّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة}. قال: تلوم على الخير والشّرّ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة}. قال: تلوم على الخير والشّرّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبي الخير بن تميمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة}. قال: هي النّفس اللّؤوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّها تلوم على ما فات وتندم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بالنّفس اللّوّامة}. قال: تندم على ما فات وتلوم عليه.
وقال آخرون: بل اللّوّامة: الفاجرة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} أي: الفاجرة.
وقال آخرون: بل هي المذمومة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة}. يقول: المذمومة.
وهذه الأقوال الّتي ذكرناها عمّن ذكرناها عنه وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها، فمتقاربات المعاني، وأشبه القول في ذلك بظاهر التّنزيل أنّها تلوم صاحبها على الخير والشّرّ، وتندم على ما فات، والقرّاء كلّهم مجمعون على قراءة هذه بفصل (لا) من (أقسم) ). [جامع البيان: 23 / 469-470]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن مغيرة، عن تميمٍ الضّبّيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: اختلفت إلى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، سنةً لا أكلّمه، ولا يعرفني فسمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: قال لي ابن عبّاسٍ: «من الرّجل؟» قلت: من أهل العراق. قال: «من أيّهم؟» قلت: من بني أسدٍ، قال: «من حروريّتهم أو ممّن أنعم اللّه عليه؟» قلت: ممّن أنعم اللّه عليه، قال: سل، قلت: " {لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: 1] " قال: يقسم ربّك بما شاء من خلقه، قلت: " {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} [القيامة: 2] " قال: من النّفس الملوم. قلت: " {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه} [القيامة: 4] " قال: لو شاء لجعله خفًّا أو حافرًا، قلت: " {فمستقرٌّ ومستودعٌ} [الأنعام: 98] " قال: المستقرّ في الرّحم والمستودع في الصّلب «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 552] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} قال: يقسم ربك بما شاء من خلقه قلت: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال: من النفس الملومة، قلت: {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال: لو شاء لجعله خفا أو حافرا). [الدر المنثور: 15 / 95-96] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {لا أقسم بيوم القيامة} قال: يقسم الله بما شاء من خلقه {ولا أقسم بالنفس اللوامة} الفاجرة قال: يقسم بها). [الدر المنثور: 15 / 96] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {بالنفس اللوامة} قال: المذمومة). [الدر المنثور: 15 / 96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس {بالنفس اللوامة} قال: التي تلوم على الخير والشر تقول لو فعلت كذا وكذا). [الدر المنثور: 15 / 96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {بالنفس اللوامة} قال: تندم على ما فات وتلوم عليه). [الدر المنثور: 15 / 96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {بالنفس اللوامة} قال: تندم على ما فات وتلوم عليه). [الدر المنثور: 15 / 97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس عن الحسن {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال: إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي ما أردت بحديثي نفسي ولا أراه إلا يعاتبها وإن الفاجر يمضي قدما لا يعاتب نفسه). [الدر المنثور: 15 / 97]

تفسير قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه}. يقول تعالى ذكره: أيظنّ ابن آدم أن لن نقدر على جمع عظامه بعد تفرّقها، بلى قادرين على أعظم من ذلك، أن نسوّي بنانه، وهي أصابع يديه ورجليه، فنجعلها شيئًا واحدًا كخفّ البعير، أو حافر الحمار، فكان لا يأخذ ما يأكل إلاّ بفيه كسائر البهائم، ولكنّه فرّق أصابع يديه يأخذ بها، ويتناول ويقبض إذا شاء ويبسط، فحسّن خلقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبي الخير بن تميمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: سل، فقلت: {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه}. قال: لو شاء لجعله خفًّا أو حافرًا). [جامع البيان: 23 / 471]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن مغيرة، عن تميمٍ الضّبّيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: اختلفت إلى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، سنةً لا أكلّمه، ولا يعرفني فسمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: قال لي ابن عبّاسٍ: «من الرّجل؟» قلت: من أهل العراق. قال: «من أيّهم؟» قلت: من بني أسدٍ، قال: «من حروريّتهم أو ممّن أنعم اللّه عليه؟» قلت: ممّن أنعم اللّه عليه، قال: سل، قلت: " {لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: 1] " قال: يقسم ربّك بما شاء من خلقه، قلت: " {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} [القيامة: 2] " قال: من النّفس الملوم. قلت: " {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه} [القيامة: 4] " قال: لو شاء لجعله خفًّا أو حافرًا، قلت: " {فمستقرٌّ ومستودعٌ} [الأنعام: 98] " قال: المستقرّ في الرّحم والمستودع في الصّلب «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 552] (م)

تفسير قوله تعالى: (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني ابن لهيعة عن أبي صخر عن القرظي: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكرٍ}، قال: هل من مزدجر عن المعاصي؛
قال القرظي: {بلى قادرين على أن نسوي بنانه}، قال: لو شاء لجعله خنزيرا حمارا). [الجامع في علوم القرآن: 2/147] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى نسوي بنانه قال لو شاء الله لجعل بنانه مثل خف البعير أو قال مثل حافر الدابة). [تفسير عبد الرزاق: 2/333]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى نسوي بنانه قال نجعله مثل خف البعير). [تفسير عبد الرزاق: 2/333]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} فنجعل كفّه كفّ البعير). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 64]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبي الخير بن تميمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: سل، فقلت: {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه}. قال: لو شاء لجعله خفًّا أو حافرًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بلى قادرين على أن نسوّي بنانه}. قال: أنا قادرٌ على أن أجعل كفّه مجمّرةً مثل خفّ البعير.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن إسرائيل، عن مغيرة، عمّن حدّثه عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {بلى قادرين على أن نسوّي بنانه}. قال: نجعله خفًّا أو حافرًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال حدّثنا وكيعٌ، عن النّضر، عن عكرمة، {على أن نسوّي بنانه} قال: على أن نجعله مثل خفّ البعير، أو حافر الحمار.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {بلى قادرين على أن نسوّي بنانه}. قال: جعلها يدًا، وجعلها أصابع يقبضهنّ ويبسطهنّ، ولو شاء لجمعهنّ، فأنقيت الأرض بفيك، ولكن سوّاك خلقًا حسنًا. قال أبو رجاءٍ: وسئل عكرمة فقال: لو شاء لجعلها كخفّ البعير.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {على أن نسوّي بنانه}. رجليه، قال: كخفّ البعير، فلا يعمل بهما شيئًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {بلى قادرين على أن نسوّي بنانه}. قادرٌ واللّه ربّنا على أن يجعل بنانه كحافر الدّابّة، أو كخفّ البعير، ولو شاء لجعله كذلك، وإنّما ينقّي طعامه بفيه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {على أن نسوّي بنانه}. قال: لو شاء جعل بنانه مثل خفّ البعير، أو حافر الدّابّة.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {على أن نسوّي بنانه}. قال: البنان: الأصابع، يقول: نحن قادرون على أن نجعل بنانه مثل خفّ البعير.
واختلف أهل العربيّة في وجه نصب {قادرين} فقال بعضهم: نصب لأنّه واقعٌ موقع (نفعل)، فلمّا ردّ إلى (فاعلٍ) نصب، وقالوا: معنى الكلام: أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه، بلى نقدر على أن نسوّي بنانه؛ ثمّ صرف (نقدر) إلى {قادرين}. وكان بعض نحويّ الكوفة يقول: نصب على الخروج من (نجمع)، كأنّه قيل في الكلام: أيحسب أن لن نقوى عليه؟ بلى قادرين على أقوى منك. يريد: بلى نقوى مقتدرين على أكثر من ذا. وقال: قول النّاس بلى نقدر، فلمّا صرفت إلى قادرين نصبت خطأً، لأنّ الفعل لا ينصب بتحويله من يفعل إلى فاعلٍ. ألا ترى أنّك تقول: أتقوم إلينا، فإن حوّلتها إلى فاعلٍ قلت: أقائمٌ، وكان خطأً أن تقول قائمًا؛ قال: وقد كانوا يحتجّون بقول الفرزدق:
على قسمٍ لا أشتم الدّهر مسلمًا = ولا خارجًا من فيّ زور كلام
فقالوا: إنّما أراد: لا أشتم ولا يخرج، فلمّا صرفها إلى خارجٍ نصبها، وإنّما نصب لأنّه أراد: عاهدت ربّي لا شاتمًا أحدًا، ولا خارجًا من فيّ زور كلام.
وقوله: لا أشتم، في موضع نصبٍ.
وكان بعض نحويّ البصرة يقول: نصب على (نجمع): أي بل نجمعها قادرين على أن نسوّي بنانه، وهذا القول الثّاني أشبه بالصّحّة على مذهب أهل العربيّة). [جامع البيان: 23 / 471-474]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن مغيرة، عن تميمٍ الضّبّيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: اختلفت إلى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، سنةً لا أكلّمه، ولا يعرفني فسمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: قال لي ابن عبّاسٍ: «من الرّجل؟» قلت: من أهل العراق. قال: «من أيّهم؟» قلت: من بني أسدٍ، قال: «من حروريّتهم أو ممّن أنعم اللّه عليه؟» قلت: ممّن أنعم اللّه عليه، قال: سل، قلت: " {لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: 1] " قال: يقسم ربّك بما شاء من خلقه، قلت: " {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} [القيامة: 2] " قال: من النّفس الملوم. قلت: " {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه} [القيامة: 4] " قال: لو شاء لجعله خفًّا أو حافرًا، قلت: " {فمستقرٌّ ومستودعٌ} [الأنعام: 98] " قال: المستقرّ في الرّحم والمستودع في الصّلب «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 552] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} قال: يقسم ربك بما شاء من خلقه قلت: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال: من النفس الملومة، قلت: {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال: لو شاء لجعله خفا أو حافرا). [الدر المنثور: 15 / 95-96] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال: نجعلها كفا ليس فيه أصابع). [الدر المنثور: 15 / 97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال: لو شاء لجعله كخف البعير أو كحافر الحمار ولكن جعله الله خلقا سويا حسنا جميلا تقبض به وتبسط به يا ابن آدم). [الدر المنثور: 15 / 97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {على أن نسوي بنانه} قال: يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بها شيئا). [الدر المنثور: 15 / 98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {على أن نسوي بنانه} قال: إن شاء رده مثل خف البعير حتى لا ينتفع). [الدر المنثور: 15 / 98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك {على أن نسوي بنانه} قال: يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بهما شيئا). [الدر المنثور: 15 / 98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {على أن نسوي بنانه} قال: إن شاء رده مثل خف الجمل حتى لا ينتفع به). [الدر المنثور: 15 / 98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {على أن نسوي بنانه} قال: على أن نجعل يديه ورجليه مثل خف البعير). [الدر المنثور: 15 / 98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} فقال: إن الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفا ولا حافرا فهو يأكل بيديه فيتقي بها وسائر الدواب إنما يتقي الأرض بفمه). [الدر المنثور: 15 / 98]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى ليفجر أمامه قال قدما قدما في المعاصي). [تفسير عبد الرزاق: 2/333]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {ليفجر أمامه} [القيامة: 5] : سوف أتوب، سوف أعمل). [صحيح البخاري: 6 / 163]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاس ليفجر أمامه سوف أتوب سوف أعمل وصله الطّبريّ من طريق العوفيّ عن بن عبّاسٍ في قوله بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يعني الأمل يقول أعمل ثمّ أتوب ووصله الفريابيّ والحاكم وبن جبيرٍ عن مجاهدٍ قال يقول سوف أتوب ولابن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ قال هو الكافر يكذّب بالحساب ويفجر أمامه أي يدوم على فجوره بغير توبةٍ). [فتح الباري: 8 / 681]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الفريابيّ في تفسيره ثنا إسرائيل قال ثنا أبو إسحاق عن سعيد ابن جبير عن ابن عبّاس في قوله 5 القيامة {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال يقول سوف أتوب
رواه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه.
وقال ابن جرير ثنا علّي هو ابن داود ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس قوله 11 القيامة {كلا لا وزر} يقول لا حرز
ثنا محمّد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي قوله كلا لا وزر يقول لا حصن ولا ملجأ
وبه إلى ابن عبّاس قوله 5 القيامة {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} يعني الأمل يقول أعمل ثمّ أتوب). [تغليق التعليق: 4 / 355]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ليفجر أمامة: سوف أتوب سوف أعمل
أي: قال ابن عبّاس أيضا في قوله تعالى: {يريد الإنسان ليفجر أمامه} (القيامة: 5) فسره بقوله: (سوف أتوب سوف أعمل) وحاصل المعنى: يريد الإنسان أن يدوم على فجوره فيما يستقبله من الزّمان ويقول: سوف أتوب وسوف أعمل عملا صالحا). [عمدة القاري: 19 / 268]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ليفجر أمامه}) [القيامة: 5] قال ابن عباس فيما وصله الطبري من طريق العوفي يقول الإنسان (سوف أتوب سوف أعمل) عملًا صالحًا قبل يوم القيامة حتى يأتيه الموت على شرّ، ولابن أبي حاتم عنه قال: هو الكافر يكذب بالحساب ويفجر أمامه أي يدوم على فجوره بغير توبة). [إرشاد الساري: 7 / 405]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (5) يسأل أيّان يوم القيامة (6) فإذا برق البصر (7) وخسف القمر (8) وجمع الشّمس والقمر (9) يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرّ (10) كلاّ لا وزر (11) إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ما يجهل ابن آدم أنّ ربّه قادرٌ على أن يجمع عظامه، ولكنّه يريد أن يمضي أمامه قدمًا في معاصي اللّه، لا يثنيه عنها شيءٌ، ولا يتوب منها أبدًا، ويسوّف التّوبة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبي الخير بن تميمٍ الضّبّيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه}. قال: يمضي قدمًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} يعني الأمل، يقول الإنسان: أعمل ثمّ أتوب قبل يوم القيامة، ويقال: هو الكفر بالحقّ بين يدي القيامة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ليفجر أمامه}. قال: يمضي أمامه راكبًا رأسه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه}. قال: قال الحسن: لا تلقى ابن آدم إلاّ تنزع نفسه إلى معصية اللّه قدمًا قدمًا إلاّ من قد عصم اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {ليفجر أمامه}. قال: قدمًا في المعاصي.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن عمرٍو، عن إسماعيل السّدّيّ، {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه}. قال: قدمًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن النّضر، عن عكرمة، {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه}. قال: قدمًا لا ينزع عن فجورٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، {ليفجر أمامه} قال: سوف أتوب.
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنّه يركب رأسه في طلب الدّنيا دائبًا ولا يذكر الموت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} هو الأمل يأمل الإنسان؛ أعيش وأصيب من الدّنيا كذا، وأصيب كذا، ولا يذكر الموت.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل يريد الإنسان الكافر ليكذّب بيوم القيامة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه}. يقول: الكافر يكذّب بالحساب.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يكذّب بما أمامه، يوم القيامة والحساب.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل يريد الإنسان ليكفر بالحقّ بين يدي القيامة، والهاء على هذا القول في قوله: {أمامه} من ذكر القيامة، وقد ذكرنا الرّواية بذلك قبل). [جامع البيان: 23 / 474-477]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق الهمداني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يقول سوف أتوب سوف أعمل). [تفسير مجاهد: 2/707]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا محمّد بن سابقٍ، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} [القيامة: 5] يقول: " سوف أتوب {يسأل أيّان يوم القيامة} [القيامة: 6] «فيتبيّن له إذا برق البصر» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يمضي قدما). [الدر المنثور: 15 / 98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: هو الكافر يكذب بالحساب). [الدر المنثور: 15 / 98-99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} يعني الأمل يقول: أعمل ثم أتوب). [الدر المنثور: 15 / 99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الأمل والبيهقي في شعب الإيمان عن عباس رضي الله عنهما {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يقدم الذنب ويؤخر التوبة). [الدر المنثور: 15 / 99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يمضي أمامه راكبا). [الدر المنثور: 15 / 99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الحسن {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يمشي قدما في معاصي الله). [الدر المنثور: 15 / 99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدما قدما إلا من عصم الله وفي قوله: {يسأل أيان يوم القيامة} يقول: متى يوم القيامة). [الدر المنثور: 15 / 99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يقول سوف أتوب {يسأل أيان يوم القيامة} قال: يقول متى يوم القيامة، قال: فبين له {فإذا برق البصر}). [الدر المنثور: 15 / 99-100]

تفسير قوله تعالى: (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يسأل أيّان يوم القيامة}. يقول تعالى ذكره: يسأل ابن آدم السّائر دائبًا في معصية اللّه قدمًا: متى يومً القيامة؟ تسويفًا منه للتّوبة، فبيّن اللّهً له ذلك فقال: {فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشّمس والقمر} الآية.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {يسأل أيّان يوم القيامة}. قال: يقول: سوف أتوب. قال فبيّن له: {فإذا برق البصر (7) وخسف القمر}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {يسأل أيّان يوم القيامة}. يقول: متى يوم القيامة؛ قال: وقال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: من سأل عن يوم القيامة فليقرأ هذه السّورة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يسأل أيّان يوم القيامة} متى يكون ذلك، فقرأ: {وجمع الشّمس والقمر}. قال: فكذلك يكون يوم القيامة). [جامع البيان: 23 / 477-478]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا إسرائيل عن إسحاق الهمداني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله يسأل أيان يوم القيامة قال هذا قول الكافر الذي لا يؤمن بالبعث فبين له متى يوم القيامة فقال إذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر أي فهو يوم القيامة). [تفسير مجاهد: 2/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدما قدما إلا من عصم الله وفي قوله: {يسأل أيان يوم القيامة} يقول: متى يوم القيامة). [الدر المنثور: 15 / 99] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يقول سوف أتوب {يسأل أيان يوم القيامة} قال: يقول متى يوم القيامة، قال: فبين له {فإذا برق البصر}). [الدر المنثور: 15 / 99-100] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 05:52 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لا أقسم...} كان كثير من النحويين يقولون: (لا) صلة... ولا يبتدأ بجحد، ثم يجعل صلة يراد به الطرح؛ لأن هذا الوجاز لم يعرف خبر فيه جحد من خبر لا جحد فيه. ولكن القرآن جاء بالرد على الذين أنكروا: البعث، والجنة، والنار، فجاء الإقسام بالرد عليهم في كثير من الكلام المبتدأ منه، وغير المبتدأ: كقولك في الكلام: لا والله لا أفعل ذاك؛ جعلوا (لا) وإن رأيتها مبتدأة ردًّا لكلامٍ قد كان مضى، فلو ألقيت (لا) مما ينوى به الجواب لم يكن بين اليمين التي تكون جوابا، واليمين التي تستأنف فرق. ألا ترى أنك تقول مبتدئا: والله إن الرسول لحق، فإذا قلت: لا والله إن الرسول لحق، فكأنك أكذبت قوما أنكروه، فهذه جهة (لا) مع الإقسام، وجميع الأيمان في كل موضع ترى فيه (لا) مبتدأ بها، وهو كثير في الكلام.
وكان بعض من لم يعرف هذا الجهة فيما ترى يقرأ "لأقسم بيوم القيامة" ذكر عن الحسن يجعلها (لاما) دخلت على أقسم، وهو صواب؛ لأن العرب تقول: لأحلف بالله ليكونن كذا وكذا، يجعلونه (لاما) بغير معنى (لا)). [معاني القرآن: 3/207]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} مجازها أقسم بيوم القيامة وأقسم بالنفس اللوامة). [مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله عز وجل: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، «لا» صلة، أريد بها تكذيب الكفار، لأنهم قالوا: لا قيامة). [تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما زيادة (لا) في قوله: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ}، و: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}: فإنها زيدت في الكلام على نية الرّد على المكذبين، كما تقول في الكلام: لا والله ما ذاك كما تقول. لو قلت: والله ما ذاك كما تقول، لكان جائزا، غير أن إدخالك (لا) في الكلام أوّلا، أبلغ في الرّدّ.
وكان بعض النحويين يجعلها صلة. ولو جاز هذا لم يكن بين خبر فيه الجحد، وخبر فيه الإقرار فرق). [تأويل مشكل القرآن: 246-247]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)} لا اختلاف بين الناس أن معناه أقسم بيوم القيامة.
واختلفوا في تفسير "لا"، فقال بعضهم "لا" لغو وإن كانت في أول السورة، لأن القرآن كله كالسورة الواحدة، لأنه متصل بعضه ببعض فجعلت "لا" ههنا بمنزلتها في قوله: {لئلّا يعلم أهل الكتاب}.
وقال بعض النحويين: "لا" رد لكلامهم. كأنهم أنكروا البعث فقيل لا ليس الأمر كما ذكرتم أقسم بيوم القيامة، وقوله: (إنكم مبعوثون) دلّ على الجواب). [معاني القرآن: 5/251]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة...}
ليس من نفس برّة ولا فاجرة إلاّ وهي تلوم نفسها إن كانت عملت خيراً قالت: هلا ازددت، وإن كانت عملت سوءًا قالت: ليتني قصرت! ليتني لم أفعل! ). [معاني القرآن: 3/207-208]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} مجازها أقسم بيوم القيامة وأقسم بالنفس اللوامة). [مجاز القرآن: 2/277] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} أي تلوم نفسها يوم القيامة). [تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما زيادة (لا) في قوله: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ}، و: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}: فإنها زيدت في الكلام على نية الرّد على المكذبين، كما تقول في الكلام:لا والله ما ذاك كما تقول. لو قلت: والله ما ذاك كما تقول، لكان جائزا، غير أن إدخالك (لا) في الكلام أوّلا، أبلغ في الرّدّ.
وكان بعض النحويين يجعلها صلة. ولو جاز هذا لم يكن بين خبر فيه الجحد، وخبر فيه الإقرار فرق). [تأويل مشكل القرآن: 246-247](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (و{النفس اللوامة} تفسيرها أن كل نفس تلوم صاحبها في الآخرة إن كان عمل شرّا لامته نفسه، وأن كان عمل خيرا لامته على ترك الاستكثار منه). [معاني القرآن: 5/251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} التي تلوم نفسها يوم القيامة، إمّا على الازدياد من الخير، وإمّا على ترك فعل الشرّ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} هذا مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 499]

تفسير قوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ...} جاء في التفسير: بلى نقدر على أن نسوى بنانه، أي: أن نجعل أصابعه مصمّتة غير مفصلة كخف البعير، فقال: بلى قادرين على أن نعيد أصغر العظام كما كانت، وقوله: {قادرين} نصبت على الخروج من {نجمَعَ}، كأنك قلت في الكلام: أتحسب أن لن نقوى عليك، بلى قادرين على أقوى منك. يريد: بلى نقوى قادرين، بلى نقوى مقتدرين على أكثر من ذا.
ولو كانت رفعا على الاستئناف، كأنه قال: بلى نحن قادرون على أكثر من ذا ـ كان صوابا.
وقول الناس: بلى نقدر، فلما صرفت إلى قادرين نصبت- خطأٌ؛ لأن الفعل لا ينصب بتحويله من يفعل إلى فاعل. ألا ترى أنك تقول: أتقوم إلينا؛ فإن حولتها إلى فاعل قلت: أقائم، وكان خطأ أن تقول: أقائماً أنت إلينا؟ وقد كانوا يحتجون بقول الفرزدق:
على قسمٍ لا أشتم الدهر مسلما = ولا خارجا من في زور كلام
فقالوا: إنما أراد: لا أشتم، ولا يخرج، فلما صرفها إلى خارج نصبها، وإنما نصب لأنه أراد: عاهدت ربي لا شاتما أحدا، ولا خارجاً من في زور كلام. وقوله: لا أشتم في موضع نصب). [معاني القرآن: 3/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}
قال: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} أي: على أن نجمع. أي: بلى نجمعها قادرين. وواحد "البنان": بنانةٌ). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}: أطرافه حتى يكون كحافر حمار أو كخف بعير مصمته). [غريب القرآن وتفسيره: 401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} هذا مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 499](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)} المعنى: بلى لنجمعنكم قادرين، المعنى أقسم بيوم القيامة والنّفس اللّوّامة لنجمعنّها قادرين على أن نسوّي بنانه.
وجاء في التفسير: بلى نقدر على أن نجعله كخفّ البعير. والذي هو أشكل بجمع العظام بلى نجمعها قادرين، على تسوية بنانه على ما كانت، وإن قلّ عظامها وصغرت وبلغ منها البلى). [معاني القرآن: 5/251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} أي نجعل أصابعه ملتصقة لا فتح بينهنّ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَنَانَهُ}: أطرافه). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ليفجر أمامه...}...
- وحدثني قيس عن أبي حصين عن سعيد بن جبير في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يقول: سوف أتوب سوف أتوب.
وقال الكلبي: يكثر الذنوب، ويؤخر التوبة). [معاني القرآن: 3/208]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} هذا مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 499](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}.
هذا ردّ من الله عليهم، وذلك أنهم ظنوا أن الله لا ينشر الموتى، ولا يقدر على جمع العظام البالية، فقال: بلى، فاعلموا أنّا نقدر على رد السّلاميات على صغرها، ونؤلّف بينها حتى يستوي البنان. ومن قدر على هذا فهو على جمع كبار العظام أقدر. ومثل هذا رجل قلت له: أتراك تقدر على أن تؤلّف هذا الحنظل في خيط؟ فيقول لك: نعم وبين الخردل.
وأما قوله سبحانه: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} فقد كثرت فيه التفاسير:
- فقال سعيد بن جبير: يقول: سوف أتوب، سوف أتوب.
- وقال الكلبي: يكثر الذنوب، ويؤخّر التوبة.
- وقال آخرون: يتمنّى الخطيئة.
- وفيه قول آخر: على طريق الإمكان- إن كان الله تعالى أراده- وهو: أن يكون الفجور بمعنى: التكذيب بيوم القيامة، ومن كذّب بحق فقد فجر. وأصل الفجور: الميل، فقيل للكاذب والمكذّب والفاسق: فاجر؛ لأنه مال عن الحق.
وقال بعض الأعراب لعمر بن الخطاب رحمه الله- وكان أتاه فشكى إليه نقب إبله ودبرها واستحمله فلم يحمله-:
أقسم بالله أبو حفص عمر = ما مسّها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللهمّ إن كان فجر
أي: كذب. وهذا وجه حسن لأن الفجور اعتراض بين كلامين من أسباب يوم القيامة:
أولهما: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ}؟
والآخر: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}؟ فكأنه قال: أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه في الآخرة؟ بلى نقدر على أن نجمع ما صغر منها ونؤلف بينه.
{بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} أي: ليكذّب بيوم القيامة وهو أمامه، فهو يسأل {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} أي متى يكون؟). [تأويل مشكل القرآن: 346-347]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (5)} معناه أنه يسوّف بالتوبة، ويقدّم الأعمال السيئة.
ويجوز -واللّه أعلم- أن يكون معناه ليكفر بما قدّامه. ودليل ذلك قوله: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}. فيفجر أمامه على هذا -واللّه أعلم- يكذّب بما قدّامه من البعث). [معاني القرآن: 5/252]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}؟ أي متى يوم القيامة؟). [تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)}.
هذا ردّ من الله عليهم، وذلك أنهم ظنوا أن الله لا ينشر الموتى، ولا يقدر على جمع العظام البالية، فقال: بلى، فاعلموا أنّا نقدر على رد السّلاميات على صغرها، ونؤلّف بينها حتى يستوي البنان. ومن قدر على هذا فهو على جمع كبار العظام أقدر. ومثل هذا رجل قلت له: أتراك تقدر على أن تؤلّف هذا الحنظل في خيط؟ فيقول لك: نعم وبين الخردل.
وأما قوله سبحانه: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} فقد كثرت فيه التفاسير:
- فقال سعيد بن جبير: يقول: سوف أتوب، سوف أتوب.
- وقال الكلبي: يكثر الذنوب، ويؤخّر التوبة.
- وقال آخرون: يتمنّى الخطيئة.
- وفيه قول آخر: على طريق الإمكان- إن كان الله تعالى أراده- وهو: أن يكون الفجور بمعنى: التكذيب بيوم القيامة، ومن كذّب بحق فقد فجر. وأصل الفجور: الميل، فقيل للكاذب والمكذّب والفاسق: فاجر؛ لأنه مال عن الحق.
وقال بعض الأعراب لعمر بن الخطاب رحمه الله- وكان أتاه فشكى إليه نقب إبله ودبرها واستحمله فلم يحمله-:
أقسم بالله أبو حفص عمر = ما مسّها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللهمّ إن كان فجر
أي: كذب. وهذا وجه حسن لأن الفجور اعتراض بين كلامين من أسباب يوم القيامة:
أولهما: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ}؟
والآخر: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}؟ فكأنه قال: أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه في الآخرة؟ بلى نقدر على أن نجمع ما صغر منها ونؤلف بينه.
{بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} أي: ليكذّب بيوم القيامة وهو أمامه، فهو يسأل {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} أي متى يكون؟). [تأويل مشكل القرآن: 346-347]
(م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أيان أيّان: بمعنى متى، ومتى بمعنى: أيّ حين. ونرى أصلها: أيّ أوان، فحذفت الهمزة والواو، وجعل الحرفان واحدا، قال الله تعالى: {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}؟، أي متى يبعثون؟ و{أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}). [تأويل مشكل القرآن: 522](م)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 05:54 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (والمثقب: الذي يوقد النار ويحييها ويضيئها، يقال:
أثقبت ناري أثقبها، وثقبت النار تثقب فهي ثاقبة ثقوبا، وقال الله عز وجل: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}، وقال أبو الأسود:
أذاع به في الناس حتى كأنه = بعلياء نار أوقدت بثقوب
أي يضياء، وقال الآخر:
قد يكسب المال الهدان الجافي = بغير لا عطف ولا اصطراف
أراد: بغير عصف.
وقال الآخر:
وقد حداهن بلا غبر خرق
وقال الآخر:
فما ألوم البيض ألا تسخرا = لما رأين الشمط القفندرا
أراد: (أن تسخرا)، والقفندر: القبيح، قال الآخر:

ألا يا لقومي قد أشطت عواذلي = ويزعمن أن أودى بحقي باطلي
ويلحينني في اللهو ألا أحبه = وللهو داع دائب غير غافل
أراد: أن أحبه.
وقال جماعة من أهل العربية في بيت العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر
أراد: في بئر حور، أي في بئر هلاك.
وقال الفراء: (لا) جحد محض في هذا البيت، والتأويل عنده: في بئر ماء لا يحير عليه شيئا أي لا يرد عليه شيئا. وقال العرب: تقول: طحنت الطاحنة؛ فما أحارت شيئا، أي لم يتبين لها أثر عمل.
وقال الفراء أيضا: إنما تكون (لا) زائدة إذا تقدم الجحد، كقول الشاعر:
ما كان يرضي رسول الله الله دينهم = والطيبان أبو بكر ولا عمر
أراد: أبو بكر وعمر.
أو إذا أتى بعدها جحد، فقدمت للإيذان به؛ كقوله عز وجل: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله}، معناه: لأن يعلم.
وقال الكسائي وغيره في تفسير قول الله جل وعز: {لا أقسم بيوم القيامة}، معناه: أقسم، ولا زائدة.
وقال الفراء: (لا) لا تكون أول الكلام زائدة، ولكنها رد على الكفرة، إذ جعلوا لله عز وجل ولدا وشريكا وصاحبة،
فرد الله عليهم قولهم، فقال: (لا)، وابتدأ بـ {أقسم بيوم القيامة}.
وقال الفراء أيضا في قوله: {ما منعك ألا تسجد}: المنع يرجع إلى معنى القول، والتأويل: من قال لك لا تسجد. فـ (لا) جحد محض، وأن دخلت إيذانا بالقول؛ إذ لم يتصرح لفظه؛ كما قال أبو ذؤيب في مرثية بنيه:
فأجبتها أن ما لجسمي أنه = أودى بني من البلاد فودعوا
أراد: فقلت لها، فزاد (أن) إذ لم يتصرح القول. وكذلك تأول الآيتين الأخريين: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}، {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} على مثل هذا المعنى). [كتاب الأضداد: 213-216] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)}

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)}

تفسير قوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وأما قوله جلّ وعزّ: {بلى قادرين} فهو على الفعل الذي أظهر كأنّه قال بلى نجمعها قادرين. حدّثنا بذلك يونس). [الكتاب: 1/346]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ( {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} قال: ستوره، ومنه إن أعتذر لم يقبل عذره {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}: يؤخر التوبة.
{عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}. قال: يسوي بين أصابعه حتى تصير يده كيد البعير). [مجالس ثعلب: 545]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)}
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ({وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} قال: ستوره، ومنه إن أعتذر لم يقبل عذره {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}: يؤخر التوبة.
{عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}. قال: يسوي بين أصابعه حتى تصير يده كيد البعير). [مجالس ثعلب: 545] (م)

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومنها أيان وأصله الثلاثة وإن - زادت حروفه. ومعناه: متى، كقوله عز وجل: {يسأل أيان يوم القيامة} ). [المقتضب: 1/190]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:37 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: لا أقسم بيوم القيامة (1) ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة (2) أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه (4) بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (5) يسئل أيّان يوم القيامة (6) فإذا برق البصر (7) وخسف القمر (8) وجمع الشّمس والقمر (9) يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرّ (10) كلاّ لا وزر (11) إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ (12) ينبّؤا الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر (13) بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ (14) ولو ألقى معاذيره (15)
قرأ جمهور السبعة: «لا أقسم بيوم القيامة. ولا أقسم بالنفس اللوامة» وقرأ ابن كثير والحسن بخلاف عنه والأعرج «لأقسم بيوم القيامة ولأقسم بالنفس»، فأما القراءة الأولى فاختلف في تأويلها فقال ابن جبير: «لا» استفتاح كلام بمنزلة ألا وأنشدوا على ذلك [المتقارب]
فلا وأبيك ابنة العامري = لا يعلم القوم أني أفر
وقال أبو علي الفارسي: «لا» صلة زائدة كما زيدت في قوله لئلّا يعلم أهل الكتاب [الحديد: 29] ويعترض هذا بأن هذه في ابتداء كلام. ولا تزاد «لا» وما نحوها من الحروف إلا في تضاعيف كلام.
فينفصل عن هذا بأن القرآن كله كالسورة الواحدة وهو في معنى الاتصال فجاز فيه هذا، وقال الفراء: «لا» نفي لكلام الكفار وزجر لهم ورد عليهم، ثم استأنف على هذه الأقوال الثلاثة قوله: أقسم، ويوم القيامة أقسم الله به تنبيها منه لعظمه وهوله. وقوله تعالى: «ولا أقسم بالنفس اللوامة» القول في «لا» على نحو ماتقدم، وأما القراءة الثانية فتحتمل أمرين. إما أن تكون اللام دخلت على فعل الحال. التقدير لأنا أقسم فلا تلحق لأن النون نون التوكيد إنما تدخل في الأكثر لتفرق بين فعل الحال والفعل المستقبل فهي تلزم المستقبل في الأكثر، وإما أن يكون الفعل خالصا للاستقبال فكأن الوجه والأكثر أن تلحق النون إما الخفيفة وإما الثقيلة، لكن قد ذكر سيبويه أن النون قد تسقط مع إرادة الاستقبال وتغني اللام عنها. كما تسقط اللام وتغني النون عنها وذلك في قول الشاعر: [الكامل]
وقتيل مرة أثأرن فإنه = فرغ وإن قتيلهم لم يثأر
المراد لأثارن، وأما قوله «ولا أقسم بالنفس اللوامة» فقيل «لا» نافية، وإن الله تعالى أقسم بيوم القيامة، ونفى أن يقسم بالنفس اللوامة نص عليه الحسن، وقد ذهب هذا المذهب قوم ممن قرأ «لا أقسم ولأقسم»، وذلك قلق وهو في القراءة الثانية أمكن وجمهور المتأولين على أن الله تعالى أقسم بالأمرين). [المحرر الوجيز: 8/ 469-471]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في النفس اللّوّامة ما معناه، فقال الحسن هي اللّوّامة لصاحبها في ترك الطاعة ونحوه، فهي على هذا ممدوحة، ولذلك أقسم الله تعالى بها، وقال ابن عباس: هي الفاجرة الجشعة اللّوّامة لصاحبها على ما فاته من سعي الدنيا وأعراضها فهي على هذا ذميمة وعلى هذا التأويل يحسن نفي القسم بها والنفس في الآية اسم جنس لنفوس البشر، وقال ابن جبير ما معناه: إن القسم بها هي اسم الجنس لأنها تلوم على الخير وعلى الشر، وقيل المراد نفس آدم لأنها لم تزل اللائمة له على فعله الذي أخرجه من الجنة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وكل نفس متوسطة ليست بالمطمئنة ولا بالأمارة بالسوء، فإنها لوامة في الطرفين مرة تلوم على ترك الطاعة، ومرة تلوم على فوت ما تشتهي، فإذا اطمأنت خلصت وصفت). [المحرر الوجيز: 8/ 471]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: أيحسب الإنسان تقرير وتوبيخ، والإنسان اسم جنس وهذه أقوال كانت لكفار قريش فعليها هو الرد، وقرأ جمهور الناس: «نجمع عظامه» بالنون ونصب الميم من العظام، وقرأ قتادة «أن لن يجمع عظامه» بالياء ورفع الميم من العظام، ومعنى ذلك في القيامة وبعد البعث من القبور، وقرأ أبو عمرو بإدغام العين). [المحرر الوجيز: 8/ 471-472]

تفسير قوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى: بلى وهي إيجاب ما نفي، وبابها أن تأتي بعد النفي والمعنى بل يجمعها قادرين بنصب قادرين على الحال. وقرأ ابن أبي عبلة «قادرون» بالرفع، وقال القتبي: نسوّي بنانه معناه نتقنها سوية، والبنان: الأصابع، فكأن الكفار لما استبعدوا جمع العظام بعد الفناء والإرمام، قيل لهم إنما تجمع ويسوى أكثرها تفرقا وأدقها أجزاء وهي عظام الأنامل ومفاصلها، وهذا كله عند البعث، وقال ابن عباس وجمهور المفسرين: نسوّي بنانه معناه نجعلها في حياته هذه بضعة أو عظما واحدا كخف البعير لا تفاريق فيه، فكأن المعنى قادرين لأن في الدنيا على أن نجعلها دون تفرق، فتقل منفعته بيده، فكأن التقدير بلى نحن أهل أن نجمعها قادرين على إزالة منفعة بيده، ففي هذا توعد ما، والقول الأول أحرى مع رصف الكلام، ولكن على هذا القول جمهور العلماء). [المحرر الوجيز: 8/ 472]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: بل يريد الإنسان ليفجر أمامه قال بعض المتأولين: الضمير في أمامه عائد على الإنسان، ومعنى الآية أن الإنسان إنما يريد شهواته ومعاصيه ليمضي فيها أبدا قدما راكب رأسه ومطيع أمله ومسوفا بتوبته، قاله مجاهد والحسن وعكرمة وابن جبير والضحاك والسدي، وقال السدي: المعنى ليظلم على قدر طاقته، وقال الضحاكالمعنى يركب رأسه في طلب الدنيا دائما، وقوله تعالى: ليفجر أمامه تقديره لكن يفجر، وقال ابن عباس ما يقتضي أن الضمير في أمامه عائد على يوم القيامة، والمعنى أن الإنسان هو في زمن وجوده أمام يوم القيامة وبين يديه، ويوم القيامة خلفه فهو يريد شهواته ليفجر في تكذيبه بالبعث وغير ذلك بين يدي يوم القيامة، وهو لا يعرف قدر الضرر الذي هو فيه، ونظيره قوله تعالى: ليفجر قول قيس بن سعد
أردت لكيما يعرف الناس أنها = سراويل قيس والوفود شهود
وبل في أول الآية هي إضراب على معنى الترك لا على معنى إبطال الكلام الأول، وقد تجيء بل لإبطال القول الذي قبلها). [المحرر الوجيز: 8/ 472-473]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وسؤال الكافر أيّان يوم القيامة هو على معنى التكذيب والهزء كما تقول لمحدث بأمر تكذبه متى يكون هذا؟ وأيّان لفظة بمعنى متى، وهي مبينة لتضمنها معنى الاستفهام فأشبهت الحروف المتضمنة للمعاني. وكان حقها أن تبنى على السكون، لكن فتحت النون لالتقاء الساكنين الألف وهي). [المحرر الوجيز: 8/ 473]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:37 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:37 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لا أقسم بيوم القيامة (1) ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة (2) أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوّي بنانه (4) بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (5) يسأل أيّان يوم القيامة (6) فإذا برق البصر (7) وخسف القمر (8) وجمع الشّمس والقمر (9) يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرّ (10) كلّا لا وزر (11) إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ (12) ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر (13) بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ (14) ولو ألقى معاذيره (15)}
قد تقدّم غير مرّةٍ أنّ المقسم عليه إذا كان منتفيًا، جاز الإتيان بلا قبل القسم لتأكيد النّفي. والمقسوم عليه هاهنا هو إثبات الميعاد، والرّدّ على ما يزعمه الجهلة من العباد من عدم بعث الأجساد؛ ولهذا قال تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} قال الحسن: أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنّفس اللّوّامة. وقال قتادة: بل أقسم بهما جميعًا. هكذا حكاه ابن أبي حاتمٍ. وقد حكى ابن جريرٍ، عن الحسن والأعرج أنّهما قرآ: "لأقسم [بيوم القيامة] "، وهذا يوجّه قول الحسن؛ لأنّه أثبت القسم بيوم القيامة ونفى القسم بالنّفس اللّوّامة. والصّحيح أنّه أقسم بهما جميعًا كما قاله قتادة رحمه اللّه، وهو المرويّ عن ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبير، واختاره ابن جريرٍ.
فأمّا يوم القيامة فمعروفٌ، وأمّا النّفس اللّوّامة، فقال قرّة بن خالدٍ، عن الحسن البصريّ في هذه الآية: إنّ المؤمن -واللّه- ما نراه إلّا يلوم نفسه: ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وإنّ الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه.
وقال جويبر: بلغنا عن الحسن أنّه قال في قوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} قال: ليس أحد من أهل السموات والأرض إلّا يلوم نفسه يوم القيامة.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن صالح بن مسلمٍ، عن إسرائيل، عن سماك: أنّه سأل عكرمة عن قوله: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} قال: يلوم على الخير والشر: لو فعلت كذا وكذا.
ورواه ابن جريرٍ، عن أبي كريب، عن وكيع عن إسرائيل.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا مؤمّلٌ، حدّثنا سفيان، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبير في: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة} قال: تلوم على الخير والشّرّ.
ثمّ رواه من وجهٍ آخر عن سعيدٍ أنّه سأل ابن عبّاسٍ عن ذلك: فقال: هي النفس اللؤوم.
وقال علي ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: تندم على ما فات وتلوم عليه.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: اللّوّامة: المذمومة.
وقال قتادة: {اللّوّامة} الفاجرة.
قال ابن جريرٍ: وكلّ هذه الأقوال متقاربة المعنى، الأشبه بظاهر التّنزيل أنّها الّتي تلوم صاحبها على الخير والشّرّ وتندم على ما فات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 275-276]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه} أي: يوم القيامة، أيظنّ أنّا لا نقدر على إعادة عظامه وجمعها من أماكنها المتفرّقة؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 276]

تفسير قوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({بلى قادرين على أن نسوّي بنانه} قال سعيد بن جبير والعوفي، عن ابن عبّاسٍ: أن نجعله خفّا أو حافرًا. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والضّحّاك، وابن جريرٍ. ووجّهه ابن جريرٍ بأنّه تعالى لو شاء لجعل ذلك في الدّنيا.
والظّاهر من الآية أنّ قوله: {قادرين} حالٌ من قوله: {نجمع} أي: أيظنّ الإنسان أنا لا نجمع عظامه؟ بلى سنجمعها قادرين على أن نسوّي بنانه، أي: قدرتنا صالحةٌ لجمعها، ولو شئنا لبعثناه أزيد مما كان، فتجعل بنانه -وهي أطراف أصابعه- مستويةً. وهذا معنى قول ابن قتيبة، والزّجّاج). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 276]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال سعيدٌ، عن ابن عبّاسٍ: يعني يمضي قدمًا.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {ليفجر أمامه} يعني: الأمل، يقول الإنسان: أعمل ثمّ أتوب قبل يوم القيامة، ويقال: هو الكفر بالحقّ بين يدي القيامة.
وقال مجاهدٌ {ليفجر أمامه} ليمضي أمامه راكبًا رأسه. وقال الحسن: لا يلقى ابن آدم إلّا تنزع نفسه إلى معصية اللّه قدمًا قدمًا، إلّا من عصمه اللّه.
وروي عن عكرمة، وسعيد بن جبير، والضّحّاك، والسّدّيّ، وغير واحدٍ من السّلف: هو الّذي يعجل الذنوب ويسوّف التّوبة.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: هو الكافر يكذّب بيوم الحساب. وكذا قال ابن زيدٍ، وهذا هو الأظهر من المراد؛ ولهذا قال بعده {يسأل أيّان يوم القيامة}؟ أي: يقول متى يكون يومالقيامة؟ وإنّما سؤاله سؤال استبعادٍ لوقوعه، وتكذيبٌ لوجوده، كما قال تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يومٍ لا تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون} [سبأ: 29، 30]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 276-277]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة