العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:41 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المدثر [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:41 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري في قوله تعالى يا أيها المدثر قال فتر الوحي عن النبي فترة قال وكان أول شيء أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم فلما فتر عنه الوحي حزن حزنا شديدا حتى جعل يغدوا مرارا إلى رؤوس شواهق الجبال ليتردى منها فكلما أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فيقول إنك نبي الله حقا فيسكن بذلك جأشه وترجع إليه نفسه). [تفسير عبد الرزاق: 2/327]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال الزهري فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال فكان النبي يحدث عن فترة الوحي قال فبينا أنا أمشي يوما إذ رأيت الملك الذي كان أتاني بحراء على الكرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعبا فرجعت إلى خديجة فقلت زملوني زملوني قالت خديجة فدثرناه فأنزل الله تعالى عليه يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر قال معمر وقال قتادة وهي كلمة عربية كانت العرب تقولها طهر ثيابك أي من الذنب والرجز فاهجر قال معمر وقال الزهري الأوثان قال ولا تمنن تستكثر قال معمر وقال قتادة وابن طاوس عن أبيه مثله قال ولا تعط شيئا لتثاب أفضل منه
قال معمر وقال الحسن لا تمنن عملك ولا تستكثر). [تفسير عبد الرزاق: 2/327-328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5) ولا تمنن تستكثر (6) ولربّك فاصبر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول جلّ ثناؤه: {يا أيّها المدّثّر} يا أيّها المتدثّر بثيابه عند نومه.
وذكر أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قيل له ذلك، وهو متدثّرٌ بقطيفةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، {يا أيّها المدّثّر} قال: كان متدثّرًا في قطيفةٍ.
ذكر أنّ هذه الآية أوّل شيءٍ نزل من القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأنّه قيل له: {يا أيّها المدّثّر}.
- كما: حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يحدّث عن فترة الوحي: بينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السّماء فرفعت رأسي، فإذا الملك الّذي جاءني بحراءٍ، جالسٌ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فجثثت منه فرقًا، وجئت، فقلت: زمّلوني زمّلوني فدثّروني. فأنزل اللّه: {يا أيّها المدّثّر قم فأنذر وربّك فكبّر} إلى قوله: {والرّجز} فاهجر قال: ثمّ تتابع الوحي.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، قال: حدّثني يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: سألت أبا سلمة: أيّ القرآن أنزل قبل؟ فقال: {يا أيّها المدّثّر}.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عثمان بن عمر بن فارسٍ، قال: حدّثنا عليّ بن المبارك، عن يحيى، قال: سألت أبا سلمة: أيّ القرآن أنزل أوّل؟ فقال: {يا أيّها المدّثّر}.
فقلت: يقولون {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}. فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد اللّه: أيّ القرآن أنزل أوّل؟ فقال: {يا أيّها المدّثّر}. فقلت يقولون: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}. فقال: لا أخبرك إلاّ ما حدّثنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: جاورت في حراءٍ؛ فلمّا قضيت جواري هبطت، فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت عن يميني وعن شمالي وخلفي وقدّامي، فلم أر شيئًا، فنظرت فوق رأسي فإذا هو جالسٌ على عرشٍ بين السّماء والأرض، فخشيت منه هكذا قال عثمان بن عمرٍو، إنّما هو: فجثثت منه، ولقيت خديجة، فقلت: دثّروني، فدثّروني، وصبّوا عليّ ماءً، فأنزل اللّه عليّ: {يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن عليّ بن مباركٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: سألت أبا سلمة عن أوّل ما نزل من القرآن، قال: نزلت {يا أيّها المدّثّر} أوّل؛ قال: قلت: إنّهم يقولون {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}. فقال: سألت جابر بن عبد اللّه، فقال: لا أحدّثك إلاّ ما حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: جاورت بحراءٍ؛ فلمّا قضيت جواري هبطت، فسمعت صوتًا، فنظرت عن يميني فلم أر شيئًا، وعن شمالي فلم أر شيئًا، ونظرت أمامي فلم أر شيئًا، ونظرت خلفي فلم أر شيئًا، فرفعت رأسي فرأيت شيئًا، فأتيت خديجة، فقلت: دثّروني وصبّوا عليّ ماءً، فدثّروني وصبّوا عليّ ماءً باردًا، فنزلت {يا أيّها المدّثّر}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، قال: فتر الوحي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فترةً، فحزن حزنًا، فجعل يغدو إلى شواهق رءوس الجبال ليتردّى منها، فكلّما أوفى بذروة جبلٍ تبدّى له جبريل عليه السّلام فيقول: إنّك نبيّ اللّه، فيسكن لذلك جأشه، وترجع إليه نفسه؛ فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يحدّث عن ذلك، قال: بينما أنا أمشي يومًا إذ رأيت الملك الّذي كان يأتيني بحراءٍ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض، فجثثت منه رعبًا، فرجعت إلى خديجة فقلت: زمّلوني، فزمّلناه: أي فدثّرناه فأنزل اللّه {يا أيّها المدّثّر قم فأنذر وربّك فكبّر وثيابك فطهّر}. قال الزّهريّ: فكان أوّل شيءٍ أنزل عليه: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} حتّى بلغ {ما لم يعلم}.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {يا أيّها المدّثّر} فقال بعضهم: معنى ذلك: يا أيّها النّائم في ثيابه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يا أيّها المدّثّر} قال: يا أيّها النّائم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أيّها المدّثّر}. يقول: المتدثّر في ثيابه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: يا أيّها المتدثّر النّبوّة وأثقالها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: وسئل داود عن هذه الآية: {يا أيّها المدّثّر} فحدّثنا عن عكرمة أنّه قال: دثّرت هذا الأمر فقم به). [جامع البيان: 23 / 400-404]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن قارط الزهري أن جابر بن عبد الله الأنصاري أخبره قال إن أول شيء نزل من القرآن يا أيها المدثر قال جابر فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جاورت في حراء فلما قضيت جواري أقبلت في بطن الوادي فناداني مناد فنظرت عن يميني وشمالي وخلفي وأمامي فلم أر شيئا فنظرت فوقي فإذا جبريل عليه السلام جالس على عرش بين السماء والأرض فخشيت منه فأقبلت إلى خديجة فقلت دثروني فدثروني وصبوا علي ماء باردا ونزل يا أيها المدثر قم فأنذر). [تفسير مجاهد: 2/703]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الحسن بن يعقوب، وإبراهيم بن عصمة، قالا: ثنا السّريّ بن خزيمة، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيبٌ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1] قال: «دثّرت هذا الأمر فقم به» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 549]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قرأ أبيّ بن كعبٍ بإثبات المثنّاة المفتوحة بغير إدغامٍ كما تقدّم في المتزمّل وقرأ عكرمة فيهما بتخفيف الزّاي والدّال اسم فاعلٍ). [فتح الباري: 8 / 676]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال الثّعلبيّ: {يا أيها المدثر} (المدثر: 1) أي: في القطيفة والجمهور على أنه المدثر بثيابه). [عمدة القاري: 19 / 265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها المدثر} قال: دثرت هذا الأمر فقم به). [الدر المنثور: 15 / 63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: كان متدثرا في قطيف يعني شملة صغيرة الخمل). [الدر المنثور: 15 / 63] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: المتدثر في ثيابه). [الدر المنثور: 15 / 63-64] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها المدثر} قال: النائم). [الدر المنثور: 15 / 64] (م)

تفسير قوله تعالى: (قُمْ فَأَنْذِرْ (2) )
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {قم فأنذر} (المدثر: 2)
أي: قم يا محمّد من مضجعك قيام عزم وجد فأنذر قومك وغيرهم لأنّه أطلق الإنذار). [عمدة القاري: 19 / 266]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {قم فأنذر}
(باب قوله: ({قم فأنذر}) أي خوّف أهل مكة النار إن لم يؤمنوا، وسقط هذا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7 / 403]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قم فأنذر}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قم من نومك فأنذر عذاب اللّه قومك الّذين أشركوا باللّه، وعبدوا غيره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قم فأنذر} أي أنذر عذاب اللّه ووقائعه في الأمم، وشدّة نقمته). [جامع البيان: 23 / 404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: المتدثر في ثيابه {قم فأنذر} قال: أنذر عذاب ربك ووقائعه في الأمم وشدة نقمته إذا انتقم). [الدر المنثور: 15 / 63-64] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) )
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وربّك فكبّر} (المدثر: 3)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {وربك فكبر} أي: فعظم ولا تشرك به، وهذا التّكبير قد يكون في الصّلاة وقد يكون في غيرها. ولما نزل ذلك قام صلى الله عليه وسلم، وكبر فكبرت خديجة وفرحت وعلمت أنه الوحي من الله تعالى، والفاء على معنى جواب الجزاء أي: قم فكبر ربك، وكذلك ما بعده. قال الزّجاج، وقيل: الفاء صلة كقولك: زيدا فاضرب). [عمدة القاري: 19 / 266]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وربك فكبّر}) وصفه بالكبرياء ولأبي ذر باب قوله وربك فكبر). [إرشاد الساري: 7 / 403]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وربّك فكبّر}. يقول تعالى ذكره: وربّك يا محمّد فعظّم بعبادته، والرّغبة إليه في حاجاتك دون غيره من الآلهة والأنداد). [جامع البيان: 23 / 405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه {وربك فكبر} قال: عظم). [الدر المنثور: 15 / 64] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه: قلنا يا رسول الله كيف نقول إذا دخلنا في الصلاة فأنزل الله {وربك فكبر} فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفتتح الصلاة بالتكبير). [الدر المنثور: 15 / 64]

تفسير قوله تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن مهديٍّ، عن الثّوريّ، عن رجلٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: {وثيابك فطهر}، قال: من الإثم). [الجامع في علوم القرآن: 1/134]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال الزهري فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال فكان النبي يحدث عن فترة الوحي قال فبينا أنا أمشي يوما إذ رأيت الملك الذي كان أتاني بحراء على الكرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعبا فرجعت إلى خديجة فقلت زملوني زملوني قالت خديجة فدثرناه فأنزل الله تعالى عليه يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر قال معمر وقال قتادة وهي كلمة عربية كانت العرب تقولها طهر ثيابك أي من الذنب والرجز فاهجر قال معمر وقال الزهري الأوثان قال ولا تمنن تستكثر قال معمر وقال قتادة وابن طاوس عن أبيه مثله قال ولا تعط شيئا لتثاب أفضل منه
قال معمر وقال الحسن لا تمنن عملك ولا تستكثر). [تفسير عبد الرزاق: 2/327-328] (م)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ في قوله: {وثيابك فطهّر} قال: عملك أصلحه، فكان الرّجل إذا كان حسن العمل قيل: فلانٌ طاهر الثّياب). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 287]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {ثيابك فطهّر} (المدثر: 4)

أي: هذا باب في قوله تعالى: {وثيابك فطهر} قال الثّعلبيّ: سئل ابن عبّاس عن هذه الآية فقال: معناها لا تلبسها على معصيّة ولا على غدرة، والعرب تقول للرجل إذا وفى وصدق: إنّه طاهر الثّياب، وإذا غدر ونكث: إنّه لدنس الثّياب، وعن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه، لا تلبسها على عجب ولا على ظلم ولا على إثم والبسها وأنت طاهر، وعن ابن سيرين وابن زيد: نقّ ثيابك واغسلها بالماء وطهرها من النّجاسة، وذلك أن المشركين كانوا لا يتطهرون فأمره أن يتطهّر ويطهر ثيابه. وعن طاووس وثيابك فقصر وشمر، لأن تقصير الثّياب طهرة لها). [عمدة القاري: 19 / 267]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {وثيابك فطهّر}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({وثيابك فطهّر}) [المدثر: 4] أي عن النجاسة أو قصرها خلاف جر العرب ثيابهم خيلاء فربما أصابتها النجاسة وسقط لفظ باب لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7 / 404]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وثيابك فطهّر} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: لا تلبس ثيابك على معصيةٍ، ولا على غدرةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن إسماعيل الأحمسي، قال: حدّثنا غالب بن فائدٍ، قال: حدّثنا قاسم بن معنٍ وموسى الأنصاريّ، عن الأجلح، عن، عن ابن عبّاسٍ في قوله {وثيابك فطهّر} قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة:
وإنّي بحمد اللّه لا ثوب فاجرٍ = لبست ولا من غدرةٍ أتقنّع
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مصعب بن سلاّمٍ، عن الأجلح، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: أتاه رجلٌ وأنا جالسٌ فقال: أرأيت قول اللّه: {وثيابك فطهّر}. قال: لا تلبسها على معصيةٍ ولا على غدرةٍ، ثمّ قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثّقفيّ:
وإنّي بحمد اللّه لا ثوب فاجرٍ = لبست ولا من غدرةٍ أتقنّع
- حدّثنا سعيد بن يحيى، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن الأجلح، عن عكرمة، في قوله: {وثيابك فطهّر}. قال: لا تلبسها على غدرةٍ، ولا على فجرةٍ، ثمّ تمثّل بشعر غيلان بن سلمة هذا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، قال: حدّثنا سفيان، عن الأجلح بن عبد اللّه الكنديّ، عن عكرمة {وثيابك فطهّر} قال: لا تلبس ثيابك على معصيةٍ، ألم تسمع قول غيلان بن سلمة الثّقفيّ:
وإنّي بحمد اللّه لا ثوب فاجرٍ = لبست ولا من غدرةٍ أتقنّع
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال ابن جريجٍ، أخبرني عطاءٌ، أنّه سمع ابن عبّاسٍ، يقول: {وثيابك فطهّر} قال: من الإثم، ثمّ قال: نقيّ الثّياب في كلام العرب.
- حدّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ القاضي، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله {وثيابك فطهّر} قال: في كلام العرب: نقيّ الثّوب.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، {وثيابك فطهّر}. قال: من الذّنوب.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، في: {وثيابك فطهّر} قال: من الذّنوب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وثيابك فطهّر}. قال: هي كلمةٌ من العربيّة كانت العرب تقولها: طهّر ثيابك: أي من الذّّنب.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وثيابك فطهّر} يقول: طهّرها من المعاصي، فكانت العرب تسمّي الرّجل إذا نكث ولم يف بعهدٍ أنّه لدنس الثّياب، وإذا وفى وأصلح قالوا: لمطهّر الثّياب.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وثيابك فطهّر}. قال: من الإثم.
- قال حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم {وثيابك فطهّر}. قال: من الإثم.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وثيابك فطهّر}. يقول: لا تلبس ثيابك على معصيةٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وثيابك فطهّر}. قال: من الإثم.
- قال حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: من الإثم.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن الأجلح، سمع عكرمة، قال: لا تلبس ثيابك على معصيةٍ.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عامرٍ وعطاءٍ، قالا: من الخطايا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تلبس ثيابك من مكسبٍ غير طيّبٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {وثيابك فطهّر}. قال: لا تكن ثيابك الّتي تلبس من مكسبٍ غير طائبٍ، ويقال: لا تلبس ثيابك على معصيةٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أصلح عملك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وثيابك فطهّر} قال: عملك فأصلح.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، في قوله: {وثيابك فطهّر} قال: عملك فأصلحه، وكان الرّجل إذا كان خبيث العمل، قالوا: فلانٌ خبيث الثّياب، وإذا كان حسن العمل قالوا: فلانٌ طاهر الثّياب.
وقال آخرون في ذلك ما:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وثيابك فطهّر}. قال: لست بكاهنٍ ولا ساحرٍ، فأعرض عمّا قالوا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: اغسلها بالماء، وطهّرها من النّجاسة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبّاس بن أبي طالبٍ، قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن جعفرٍ، عن أحمد بن موسى بن أبي مريم، صاحب اللّؤلؤ، قال: أخبرنا ابن عونٍ، عن محمّد بن سيرين، {وثيابك فطهّر}. قال: اغسلها بالماء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وثيابك فطهّر} قال: كان المشركون لا يتطهّرون، فأمره أن يتطهّر، ويطهّر ثيابه.
وهذا القول الّذي قاله ابن سيرين وابن زيدٍ في ذلك أظهر معانيه، والّذي قاله ابن عبّاسٍ وعكرمة ومن ذكرنا قوله عليه أكثر السّلف من أنّه عني به: جسمك فطهّر من الذّنوب، واللّه أعلم بمراده من ذلك). [جامع البيان: 23 / 405-409]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن محمّدٍ البرتيّ، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {وثيابك فطهّر} [المدثر: 4] قال: «من الإثم» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: كان متدثرا في قطيف يعني شملة صغيرة الخمل {وثيابك فطهر} قال: من الإثم). [الدر المنثور: 15 / 63] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: المتدثر في ثيابه {قم فأنذر} قال: أنذر عذاب ربك ووقائعه في الأمم وشدة نقمته إذا انتقم {وثيابك فطهر} يقول: طهرها من المعاصي وهي كلمة عربية كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهده قالوا: إن فلانا لدنس الثياب وإذا أوفى وأصلح قالوا: إن فلانا لطاهر الثياب). [الدر المنثور: 15 / 63-64] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه {وربك فكبر} قال: عظم {وثيابك فطهر} قال: عنى نفسه). [الدر المنثور: 15 / 64] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها المدثر} قال: النائم {وثيابك فطهر} قال: لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب باطل). [الدر المنثور: 15 / 64] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال: من الإثم قال: وهي في كلام العرب نقي الثياب). [الدر المنثور: 15 / 64-65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وثيابك فطهر} قال: من الغدر ولا تكن غدارا). [الدر المنثور: 15 / 65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في الوقف والابتداء، وابن مردويه عن عكرمة أن ابن عباس سئل عن قوله: {وثيابك فطهر} قال: لا تلبسها على غدرة ولا فجرة ثم قال: ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة:
إني بحمد الله لا ثوب فاجر = لبست ولا من غدرة أتقنع). [الدر المنثور: 15 / 65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كان الرجل في الجاهلية إذا كان غدرا قالوا: فلان دنس الثياب). [الدر المنثور: 15 / 65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي رزين {وثيابك فطهر} قال: عملك أصلحه كان أهل الجاهلية إذا كان الرجل حسن العمل قالوا: فلان طاهر الثياب). [الدر المنثور: 15 / 65-66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وثيابك فطهر} قال: وعملك فأصلح). [الدر المنثور: 15 / 66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال: لست بكاهن ولا ساحر فأعرض عنه). [الدر المنثور: 15 / 66] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه {وثيابك فطهر} قال: عنى نفسه). [الدر المنثور: 15 / 66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {وثيابك فطهر} قال: ليس ثيابه الذي يلبس). [الدر المنثور: 15 / 66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وثيابك فطهر} قال: خلقك فحسن). [الدر المنثور: 15 / 66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن سيرين: (وثيابك فطهر). قال: اغسلها بالماء). [الدر المنثور: 15 / 67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن يزيد بن مرثد في قوله: {وثيابك فطهر} أنه ألقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلا شاة). [الدر المنثور: 15 / 67]

تفسير قوله تعالى: (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال الزهري فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال فكان النبي يحدث عن فترة الوحي قال فبينا أنا أمشي يوما إذ رأيت الملك الذي كان أتاني بحراء على الكرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعبا فرجعت إلى خديجة فقلت زملوني زملوني قالت خديجة فدثرناه فأنزل الله تعالى عليه يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر قال معمر وقال قتادة وهي كلمة عربية كانت العرب تقولها طهر ثيابك أي من الذنب والرجز فاهجر قال معمر وقال الزهري الأوثان قال ولا تمنن تستكثر قال معمر وقال قتادة وابن طاوس عن أبيه مثله قال ولا تعط شيئا لتثاب أفضل منه
قال معمر وقال الحسن لا تمنن عملك ولا تستكثر). [تفسير عبد الرزاق: 2/327-328] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وثيابك فطهّر} [المدثر: 4]
- حدّثنا يحيى بن بكيرٍ، حدّثنا اللّيث، عن عقيلٍ، عن ابن شهابٍ، ح وحدّثني عبد اللّه بن محمّدٍ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، قال الزّهريّ: فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يحدّث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: " فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السّماء فرفعت رأسي، فإذا الملك الّذي جاءني بحراءٍ جالسٌ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض، فجئثت منه رعبًا، فرجعت فقلت: زمّلوني زمّلوني، فدثّروني، فأنزل اللّه تعالى: {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1] إلى (والرّجز فاهجر) قبل أن تفرض الصّلاة وهي الأوثان). [صحيح البخاري: 6 / 162] (م)

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا اللّيث، عن عقيلٍ، قال ابن شهابٍ: سمعت أبا سلمة، قال: أخبرني جابر بن عبد اللّه، أنّه سمع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يحدّث عن فترة الوحي " فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السّماء، فرفعت بصري قبل السّماء، فإذا الملك الّذي جاءني بحراءٍ قاعدٌ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض، فجئثت منه حتّى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زمّلوني زمّلوني فزمّلوني، فأنزل اللّه تعالى: {يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر} [المدثر: 2] إلى قوله {فاهجر} [المدثر: 5]- قال أبو سلمة: والرّجز الأوثان - ثمّ حمي الوحي وتتابع "). [صحيح البخاري: 6 / 162-163] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: (والرجز الأوثان)، بكسر الرّاء والضّم لغة قاله الفراء، وقال بعض البصريين بالكسر العذاب ولا يضم، وفسّر أبو سلمة الرجز بالأوثان لأنّها مؤدية إلى العذاب، ويروى عن مجاهد والحسن بالضّمّ اسم الصّنم وبالكسر العذاب، وروى ابن مردويه من طريق محمّد بن كثير عن معمر عن الزّهريّ في هذا الحديث الرجز بالضّمّ وهي قراءة حفص عن عاصم). [عمدة القاري: 19 / 267-268]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: (والرّجز فاهجر) "
يقال: الرّجز والرّجس العذاب "). [صحيح البخاري: 6 / 162]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والرجز فاهجر يقال الرّجز والرّجس العذاب هو قول أبي عبيدة). [فتح الباري: 8 / 679]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقد تقدّم في الّذي قبله أنّ الرّجز الأوثان وهو تفسير معنًى أي اهجر أسباب الرّجز أي العذاب وهي الأوثان وقال الكرمانيّ فسّر المفرد بالجمع لأنّه اسم جنسٍ وبيّن ما في سياق رواية الباب أنّ تفسيرها بالأوثان من قول أبي سلمة وعند ابن مردويه من طريق محمّد بن كثيرٍ عن معمرٍ عن الزّهريّ في هذا الحديث والرّجز بضمّ الرّاء وهي قراءة حفصٍ عن عاصمٍ قال أبو عبيدة هما بمعنًى ويروى عن مجاهدٍ والحسن بالضّمّ اسم الصّنم وبالكسر اسم العذاب). [فتح الباري: 8 / 679]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ قوله: {والرّجز فاهجر} (المدثر: 5)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {والرجز فاهجز} عن ابن عبّاس: فاترك المأثم، وعن مجاهد وعكرمة وقتادة والزهريّ وابن زيد: والأوثان فاهجر ولا تقربها، وهي رواية عن ابن عبّاس، وقيل: الزّاي فيه بدل من السّين لقرب مخرجهما. دليله قوله عز وجل: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} (الحج: 30) وعن أبي العالية الرّبيع: الرجز، بالضّمّ الصّنم، وبالكسر النّجاسة والمعصية، وعن الضّحّاك: الشّرك وعن ابن كيسان الشّيطان.
يقال: الرّجز والرّجس: العذاب
هو قول أبي عبيدة والكلبي، ومجاز الآية أهجر ما أوجب لك العذاب من الأعمال، وقيل: أسقط حب الدّنيا من قلبك فأنّه رأس كل خطيئة). [عمدة القاري: 19 / 267]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {والرّجز فاهجر} يقال الرّجز والرّجس العذاب هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({والرجز فاهجر}) [المدثر: 5] أي دم على هجره (يقال الرجز) بالزاي (والرجس) بالسين (العذاب) هذا قول أبي عبيدة وسقط لفظ باب لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7 / 404]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {والرجز فاهجر} قال: الأوثان). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({والرّجز فاهجر} اختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرأة المدينة وعامّة قرأة الكوفة: (والرّجز) بكسر الرّاء، وقرأه بعض المكّيّين والمدنيّين: {والرّجز} بضمّ الرّاء، فمن ضمّ الرّاء وجّهه إلى الأوثان، وقال: معنى الكلام: والأوثان فاهجر عبادتها، واترك خدمتها، ومن كسر الرّاء وجّهه إلى العذاب، وقال: معناه: والعذاب فاهجر، أي ما أوجب لك العذاب من الأعمال فاهجر.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، والضّمّ والكسر في ذلك لغتان بمعنًى واحدٍ، ولم نجد أحدًا من متقدّمي أهل التّأويل فرّق بين تأويل ذلك، وإنّما فرّق بين ذلك فيما بلّغنا الكسائيّ.
واختلف أهل التّأويل في معنى {والرّجز} في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو الأصنام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والرّجز فاهجر} يقول: السّخط وهو الأصنام.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {والرّجز فاهجر}. قال: الأوثان.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، قال أبو جعفرٍ: أحسبه أنا عن جابرٍ، عن مجاهدٍ وعكرمة، {والرّجز فاهجر}. قال: الأوثان.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والرّجز فاهجر} إسافٌ ونائلة، وهما صنمان كانا عند البيت يمسح وجوههما من أتى عليهما، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يجتنبهما ويعتزلهما.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، {والرّجز فاهجر}. قال: هي الأوثان.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والرّجز فاهجر}. قال: الرّجز: آلهتهم الّتي كانوا يعبدون؛ أمره أن يهجرها، فلا يأتيها، ولا يقربها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: والمعصية والإثم فاهجر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، {والرّجز فاهجر}. قال الإثم.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والرّجز فاهجر}. يقول: اهجر المعصية.
وقد بيّنّا معنى الرّجز فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع). [جامع البيان: 23 / 410-412]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن يحيى بن زكريّا قال: قلت للأعمش: «على من قرأت {والرّجز فاهجر} [المدثر: 5]؟ قال: قرأت على يحيى بن وثّابٍ، وقرأ يحيى على علقمة، وقرأ علقمة على عبد اللّه، وقرأ عبد اللّه على رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -».
رواه الطّبرانيّ في الكبير والصّغير، وفيه يحيى بن زكريّا بن أبي الحواجب وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: كان متدثرا في قطيف يعني شملة صغيرة الخمل {وثيابك فطهر} قال: من الإثم {والرجز فاهجر} قال: الإثم). [الدر المنثور: 15 / 63] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: المتدثر في ثيابه {قم فأنذر} قال: أنذر عذاب ربك ووقائعه في الأمم وشدة نقمته إذا انتقم {وثيابك فطهر} يقول: طهرها من المعاصي وهي كلمة عربية كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهده قالوا: إن فلانا لدنس الثياب وإذا أوفى وأصلح قالوا: إن فلانا لطاهر الثياب {والرجز فاهجر} قال: هما صنمان كانا عند البيت أساف ونائلة يمسح وجوههما من أتى عليهما من المشركين فأمر الله نبيه محمدا أن يهجرهما ويجانبهما). [الدر المنثور: 15 / 63-64] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه {وربك فكبر} قال: عظم {وثيابك فطهر} قال: عنى نفسه {والرجز فاهجر} قال: الشيطان والأوثان). [الدر المنثور: 15 / 64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها المدثر} قال: النائم {وثيابك فطهر} قال: لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب باطل {والرجز فاهجر} قال: الأصنام). [الدر المنثور: 15 / 64] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال: لست بكاهن ولا ساحر فأعرض عنه {والرجز فاهجر} قال: الأوثان). [الدر المنثور: 15 / 66] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم {والرجز فاهجر} بالكسر). [الدر المنثور: 15 / 67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه، عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {والرجز فاهجر} برفع الراء وقال: هي الأوثان). [الدر المنثور: 15 / 67]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال الزهري فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال فكان النبي يحدث عن فترة الوحي قال فبينا أنا أمشي يوما إذ رأيت الملك الذي كان أتاني بحراء على الكرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعبا فرجعت إلى خديجة فقلت زملوني زملوني قالت خديجة فدثرناه فأنزل الله تعالى عليه يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر قال معمر وقال قتادة وهي كلمة عربية كانت العرب تقولها طهر ثيابك أي من الذنب والرجز فاهجر قال معمر وقال الزهري الأوثان قال ولا تمنن تستكثر قال معمر وقال قتادة وابن طاوس عن أبيه مثله قال ولا تعط شيئا لتثاب أفضل منه
قال معمر وقال الحسن لا تمنن عملك ولا تستكثر). [تفسير عبد الرزاق: 2/327-328] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا تمنن تستكثر} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ولا تعط يا محمّد عطيّةً لتعطى أكثر منها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط عطيّةً تلتمس بها أفضل منها.
- حدّثنا أبو حميدٍ الحمصيّ أحمد بن المغيرة، قال: حدّثني أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرميّ، قال: حدّثني أرطاة، عن ضمرة بن حبيبٍ وأبي الأحوص، في قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط شيئًا، لتعطى أكثر منه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن عكرمة، في قوله: {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئًا لتعطى أكثر منه.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، قال: أخبرني من سمع عكرمة يقول: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط العطيّة لتريد أن تأخذ أكثر منها.
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيلٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط كيما تزداد.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط شيئًا لتأخذ أكثر منه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سلمة، عن الضّحّاك، {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط لتعطى أكثر منه.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط لتأخذ شيئًا أكثر منه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، في قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط شيئًا لتزداد.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن ابن أبي روّادٍ، عن الضّحّاك، قال: هو الرّبا الحلال، كان للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خاصّةً.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن أبي حجيرة، عن الضّحّاك، هما ربوان: حلالٌ، وحرامٌ؛ فأمّا الحلال: فالهدايا، وأمّا الحرام: فالرّبا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا تمنن تستكثر}. يقول: لا تعط شيئًا، إنّما بك مجازاة الدّنيا ومعارضها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط شيئًا لتثاب أفضل منه. وقاله أيضًا طاوسٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى،؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط مالاً مصانعةً، رجاء أفضل منه من الثّواب في الدّنيا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: لا تعط لتعطى أكثر منه.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تعط لتزداد.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن رجلٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ: {ولا تمنن تستكثر}. قال: هي للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خاصّةً، وللنّاس عامّةً موسّعٌ عليهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولا تمنن عملك على ربّك تستكثر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سفيان بن حسينٍ، عن الحسن، في قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تمنن عملك تستكثره على ربّك.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا هوذة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تمنن تستكثر عملك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا يونس بن نافعٍ أبو غانمٍ، عن أبي سهلٍ كثير بن زيادٍ، عن الحسن: {ولا تمنن تستكثر}. يقول: لا تمنن تستكثر عملك الصّالح.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا يكثر عملك في عينك، فإنّه فيما أنعم اللّه عليك وأعطاك قليلٌ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تضعف عن الخير أن تستكثر منه. ووجّهوا معنى قوله: {ولا تمنن} أي لا تضعف، من قولهم: حبلٌ منينٌ: إذا كان ضعيفًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو حميد بن المغيرة الحمصيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عمرٍو، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تضعف أن تستكثر من الخير، قال: تمنن في كلام العرب: تضعف.
وقال آخرون في ذلك: لا تمنن بالنّبوّة على النّاس، تأخذ عليه منهم أجرًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تمنن بالنّبوّة والقرآن الّذي أرسلناك به تستكثرهم به، تأخذ عليه عوضًا من الدّنيا.
وأولى هذه الأقوال عندي بالصّواب في ذلك قول من قال: معنى ذلك: ولا تمنن على ربّك من أن تستكثر عملك الصّالح.
وإنّما قلت ذلك أولى بالصّواب، لأنّ ذلك في سياق آياتٍ تقدّم فيهنّ أمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالجدّ في الدّعاء إليه، والصّبر على ما يلقى من الأذى فيه، فهذه بأن تكون من نوع تلك، أشبه منها بأن تكون من غيرها. وذكر عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّ ذلك في قراءته: (ولا تمنن أن تستكثر) ). [جامع البيان: 23 / 412-417]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن القاسم بن أبي بزّة في قوله - عزّ وجلّ - {ولا تمنن تستكثر} [المدثر: 6] قال: لا تعط شيئًا تطلب أكثر منه.
رواه عبد اللّه بن أحمد.
- ورواه الطّبرانيّ عن ابن عبّاسٍ قال: لا تعط الرّجل عطاءً رجاء أن يعطيك أكثر منه، ورجال المسند رجال الصّحيح، وفي إسناد الطّبرانيّ عطيّة العوفيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: كان متدثرا في قطيف يعني شملة صغيرة الخمل {وثيابك فطهر} قال: من الإثم {والرجز فاهجر} قال: الإثم {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه). [الدر المنثور: 15 / 63] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: المتدثر في ثيابه {قم فأنذر} قال: أنذر عذاب ربك ووقائعه في الأمم وشدة نقمته إذا انتقم {وثيابك فطهر} يقول: طهرها من المعاصي وهي كلمة عربية كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهده قالوا: إن فلانا لدنس الثياب وإذا أوفى وأصلح قالوا: إن فلانا لطاهر الثياب {والرجز فاهجر} قال: هما صنمان كانا عند البيت أساف ونائلة يمسح وجوههما من أتى عليهما من المشركين فأمر الله نبيه محمدا أن يهجرهما ويجانبهما {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئا لمثابة الدنيا ولا لمجازاة الناس). [الدر المنثور: 15 / 63-64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها المدثر} قال: النائم {وثيابك فطهر} قال: لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب باطل {والرجز فاهجر} قال: الأصنام {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها). [الدر المنثور: 15 / 64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال: لست بكاهن ولا ساحر فأعرض عنه {والرجز فاهجر} قال: الأوثان {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب). [الدر المنثور: 15 / 66] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن حماد رضي الله عنه قال: قرأت في مصحف أبي ولا تمنن تستكثر). [الدر المنثور: 15 / 68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {ولا تمنن تستكثر} يقول: لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه وإنما نزل هذا في النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 15 / 68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة والناس موسع عليهم). [الدر المنثور: 15 / 68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه). [الدر المنثور: 15 / 68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعظم عملك في عينك أن تستكثر من الخير). [الدر المنثور: 15 / 68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تقل قد دعوتهم فلم يقبل مني عد فادعهم {ولربك فاصبر} على ذلك). [الدر المنثور: 15 / 69]

تفسير قوله تعالى: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولربّك فاصبر}. يقول تعالى ذكره: ولربّك فاصبر على ما لقيت فيه من المكروه.
واختلفت عبارات أهل التّأويل فيه، فقال بعضهم فيه: هوالّذي قلنا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى،؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولربّك فاصبر}: فاصبر على ما أوذيت.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولربّك فاصبر}. قال: حمل أمرًا عظيمًا محاربة العرب، ثمّ العجم من بعد العرب في اللّه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولربّك فاصبر على عطيّتك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، {ولربّك فاصبر} قال: اصبر على عطيّتك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: اصبر على عطيّتك للّه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {ولربّك فاصبر}. قال: عطيّتك اصبر عليها). [جامع البيان: 23 / 417-418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: كان متدثرا في قطيف يعني شملة صغيرة الخمل {وثيابك فطهر} قال: من الإثم {والرجز فاهجر} قال: الإثم {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه {ولربك فاصبر} قال: إذا أعطيت عطية فأعطها لربك واصبر حتى يكون هو الذي يثيبك). [الدر المنثور: 15 / 63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال: لست بكاهن ولا ساحر فأعرض عنه {والرجز فاهجر} قال: الأوثان {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب {ولربك فاصبر} قال: على ما أوذيت). [الدر المنثور: 15 / 66]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فإذا نقر في الناقور قال إذا نفخ في الصور). [تفسير عبد الرزاق: 2/328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ (9) على الكافرين غير يسيرٍ (10) ذرني ومن خلقت وحيدًا (11) وجعلت له مالاً ممدودًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني جلّ ثناؤه بقوله: فإذا نفخ في الصّور فذلك يومئذٍ يومٌ شديدٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ وأسباطٌ، عن مطرّفٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فإذا نقر في النّاقور فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ} قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر ينفخ فيه، فقال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف نقول؟ فقال: تقولون: حسبنا اللّه ونعم الوكيل، على اللّه توكّلنا.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أبو رجاءٍ، عن عكرمة، في قوله: {فإذا نقر في النّاقور}. قال: إذا نفخ في الصّور.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا أبو النّعمان الحكم بن عبد اللّه، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي رجاءٍ، عن عكرمة مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن شريكٍ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: {فإذا نقر في النّاقور}. قال: إذا نفخ في الصّور.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {فإذا نقر في النّاقور}. قال: في الصّور، قال: هو شيءٌ كهيئة البوق.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإذا نقر في النّاقور}. قال: هو يوم ينفخ في الصّور، والنّاقور هو الّذي ينفخ فيه؛ قال ابن عبّاسٍ: إنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج إلى أصحابه، فقال: كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته، ثمّ أقبل بأذنه يستمع متى يؤمر بالصّيحة. فاشتدّ ذلك على أصحابه، فأمرهم أن يقولوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل، على اللّه توكّلنا.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {فإذا نقر في النّاقور}. يقول: الصّور، {فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ}. يقول: شديدٌ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال الحسن: {فإذا نقر في النّاقور}. قال: إذا نفخ في الصّور.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {فإذا نقر في النّاقور} والنّاقور: الصّور، والصّور: الخلق، {فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ}. يقول: شديدٌ.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {فإذا نقر في النّاقور} يعني: الصّور.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، قوله: {فإذا نقر في النّاقور}. قال: النّاقور: الصّور.
- قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فإذا نقر في النّاقور}. قال: الصّور). [جامع البيان: 23 / 418-420]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا شريك عن جابر عن عكرمة قال الناقور الصور). [تفسير مجاهد: 2/704]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، ثنا يزيد بن هارون الأنصاريّ، عن سليمان التّيميّ، عن أسلم العجليّ، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما الصّور؟ قال: «قرنٌ ينفخ فيه» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 550]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا غياث بن المثنّى، حدّثني بهز بن حكيمٍ، قال: " أمّنا زرارة بن أوفى في مسجد بني قشيرٍ فقرأ المدّثّر، فلمّا انتهى إلى هذه الآية {فإذا نقر في النّاقور} [المدثر: 8] خرّ ميّتًا ". قال بهزٌ: «فكنت فيمن حمله»). [المستدرك: 2 / 550]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فإذا نقر في النّاقور} [المدثر: 8].
- عن ابن عبّاسٍ في قوله {فإذا نقر في النّاقور} [المدثر: 8] قال: قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر؟ ". فقال أصحابه: فكيف نقول؟ قال: " قولوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل»،
- وفي روايةٍ: ثمّ قرأ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - {فإذا نقر في النّاقور} [المدثر: 8].
رواه الطّبرانيّ، وفيه عطيّة وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 131]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن منيعٍ: ثنا أسباط بن محمّدٍ، ثنا مطرّفٌ، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- "في قول اللّه- عزّ وجلّ-: (فإذا نقر في النّاقور فذلك يومئذ يوم عسير) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته حتّى يؤمر فينفخ؟! فقال أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا رسول اللّه فكيف نقول؟ قال: قولوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل، على اللّه توكّلنا".
قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده والطّبرانيّ من هذا الوجه.
وله شاهدٌ من حديث أبي سعيدٍ الخدريّ، رواه ابن حبّان في صحيحه والتّرمذيّ في الجامع). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 265-296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فإذا نقر في الناقور} قال: الصور {يوم عسير} قال: شديد). [الدر المنثور: 15 / 69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {فإذا نقر في الناقور} قال: فإذا نفخ في الصور.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه وأبي مالك وعامر مثله). [الدر المنثور: 15 / 69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: الناقور الصور شيء كهيئة البوق). [الدر المنثور: 15 / 69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت {فإذا نقر في الناقور} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر قالوا: كيف نقول يا رسول الله قال: قولوا حسبنا الله ونعم والوكيل على الله توكلنا). [الدر المنثور: 15 / 69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد والحاكم عن بهز بن حكيم قال: أمنا زرارة بن أوفى فقرأ المدثر فلما بلغ {فإذا نقر في الناقور} خر ميتا فكنت فيمن حمله). [الدر المنثور: 15 / 70]

تفسير قوله تعالى: (فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {عسيرٌ} [المدثر: 9] : «شديدٌ»). [صحيح البخاري: 6 / 161]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قال ابن عبّاس عسير شديد وصله بن أبي حاتم من طريق عكرمة عن بن عبّاسٍ به). [فتح الباري: 8 / 676]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: عسيرٌ شديدٌ
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {فذلك يومئذٍ عسير} (المدثر: 9) وفسّر بقوله: (شديد) وصله ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة). [عمدة القاري: 19 / 265]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس): فيما وصله ابن أبي حاتم ({عسير}) أي (شديد) عن زرارة بن أوفى قاضي البصرة أنه صلى بهم الصبح فقرأ هذه السورة فلما وصل إلى هذه الآية شهق شهقة ثم خرّ ميتًا). [إرشاد الساري: 7 / 403]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {فإذا نقر في النّاقور}. يقول: الصّور، {فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ}. يقول: شديدٌ). [جامع البيان: 23 / 420] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {فإذا نقر في النّاقور} والنّاقور: الصّور، والصّور: الخلق، {فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ}. يقول: شديدٌ). [جامع البيان: 23 / 420] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فإذا نقر في الناقور} قال: الصور {يوم عسير} قال: شديد). [الدر المنثور: 15 / 69] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد حميد عن قتادة {فذلك يومئذ يوم عسير} قال: ثم بين على من مشقته وعسره فقال: {على الكافرين غير يسير}). [الدر المنثور: 15 / 70]

تفسير قوله تعالى: (عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد حميد عن قتادة {فذلك يومئذ يوم عسير} قال: ثم بين على من مشقته وعسره فقال: {على الكافرين غير يسير}). [الدر المنثور: 15 / 70] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:43 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله تبارك وتعالى: {يا أيّها المدّثّر...} يعني: المتدثر بثيابه لينام). [معاني القرآن: 3/200]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} مجازها: المتدثر النائم الذي يتدثر ثوبه). [مجاز القرآن: 2/275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المدثر}: الذي يتدثر بثوبه). [غريب القرآن وتفسيره: 398]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({المدّثّر}: المتدثر ثيابه إذا نام. فأدغم التاء في الدال). [تفسير غريب القرآن: 495]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها المدّثّر (1)} القراءة بتشديد، والأصل المتدثّر، والعلة فيها كالعلّة في المتزمّل. وتفسيرها كتفسير المزمّل. وقد رويت المتدثر - بالتاء -). [معاني القرآن: 5/245]

تفسير قوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قم فأنذر...} يريد: قم فصلّ، ومر بالصلاة). [معاني القرآن: 3/200]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وربّك فكبّر (3)} أي صفه بالتعظيم وأنه أكبر، ودخلت الفاء على معنى جواب الجزاء، المعنى: قم فأنذر أي قم فكبر ربّك). [معاني القرآن: 5/245]

تفسير قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وثيابك فطهّر...} يقول: لا تكن غادرا فتدنس ثيابك، فإن الغادر دنس الثياب، ويقال: وثيابك فطهر، وعملك فأصلح. وقال بعضهم: وثيابك فطهر: قصر، فإن تقصير الثياب طهرة). [معاني القرآن: 3/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وثيابك فطهر}: أي نفسك فطهر من الإثم. والعرب تقول: فلان دنس الثياب يريدون عيبه في نفسه، وفلان نقي الثوب والجيب يريدون مدحته). [غريب القرآن وتفسيره: 398]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وثيابك فطهّر} أي طهّر نفسك من الذنوب. فكنّي عنه بثيابه: [لأنها تشتمل عليه].قال ابن عيينة: «لا تلبس ثيابك على كذب، ولا فجور، ولا غدر، ولا إثم. البسها: وبدنك طاهر. (قال): وقال الحسن: يطّيب أحدهم ثوبه، وقد أصلّ ريحه! وقال ابن عباس: أما سمعت قول الشاعر: إني - بحمد اللّه - لا ثوب غادر لبست، ولا من خزية أتقنّع».
وقال بعضهم: «ثيابك فقصّر، فإن تقصير الثياب طهر لها»). [تفسير غريب القرآن: 495]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أي طهّر نفسك من الذنوب، فكنى عن الجسم بالثياب، لأنّها تشتمل عليه.
قالت ليلى الأخيلية وذكرت إبلا:
رموها بأثواب خفاف فلا ترى = لها شبها إلّا النّعام المنفّرا
أي ركبوها فرموها بأنفسهم.
وقال آخر:
لاهُمَّ إنّ عامر بن جهم = أَوْذَمَ حَجّا في ثيابٍ دُسْمٍ
أي هو متدنّس بالذنوب.
والعرب تقول: قوم لطاف الأزر. أي خماص البطون، لأنّ الأزر تلاث عليها.
ويقولون: فدى لك إزاري. يريدون: بدني، فتضع الإزار موضع النّفس.
قال الشاعر:
ألا أبلغ أبا حفص رسولا = فدى لك من أخي ثقة إزاري
وقد يكون الإزار في هذا البيت: الأهل. قال الهذليّ:
تبرّأ من دمّ القتيل وبزّه = وقد علقت دمّ القتيل إزارها
أي نفسها.
ويقولون للعفاف: إزار، لأنّ العفيف كأنّه استتر لمّا عفّ.
وقال عديّ بن زيد:
أجْلِ أنَّ الله قَدْ فضّلكم = فوق ما أَحْكِي بُصُلْبٍ وإِزار
فالصُّلب: الحَسَب، سمّاه صُلباً لأنّ الحَسَب: العشيرة. والخلق من ماء الصّلب. والإزار: العفاف.
ويجوز أن يكون سمّى العشيرة صُلْبًا لأنّهم ظهر الرجل، والصّلب في الظّهر). [تأويل مشكل القرآن: 142-143]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وثيابك فطهّر (4)} مثلها، وتأويل {وثيابك فطهّر} أي لا تكن غادرا. يقال للغادر دنس الثياب، ويكون {وثيابك فطهّر} أي نفسك فطهر. وقيل {وثيابك فطهّر} أي ثيابك فقصر لأن تقصير الثوب أبعد من النجاسة وأنه إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن يصيبه ما ينجسه). [معاني القرآن: 5/245]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وثيابك فطهر} قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: الثياب - هاهنا: اللباس، وقالت طائفة: الثياب - هاهنا: القلب). [ياقوتة الصراط: 541]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}:........) [1]. [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (فقوله عز وجل: {والرّجز فاهجر...} كسره عاصم والأعمش والحسن، ورفعه السلمي ومجاهد وأهل المدينة فقرءوا: "والرجز فاهجر"
وفسر مجاهد: (والرجز..): الأوثان، وفسره الكلبي: (الرجز): العذاب، ونرى أنهما لغتان، وأن المعنى فيهما واحد). [معاني القرآن: 3/200-201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والرجز فاهجر}: قالوا الأوثان وقالوا الإثم، والرجز والرجس واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 398]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({والرّجز فاهجر} يعني: الأوثان وأصل «الرجز» العذاب.
فسمّيت الأوثان رجزا: لأنها تؤدّي إلى العذاب). [تفسير غريب القرآن: 495]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله عز وجل: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}، يعني الأوثان، سمّاها رجزا- والرّجز: العذاب- لأنها تؤدّي إليه). [تأويل مشكل القرآن: 471]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والرّجز فاهجر (5)} (والرّجز)بكسر الراء، وقرئت بضم الراء، ومعناهما واحد. وتأويلهما اهجر عبادة الأوثان. والرجز في اللغة العذاب، قال اللّه تعالى: {ولمّا وقع عليهم الرّجز}.. فالتأويل على هذا ما يؤدي إلى عذاب الله فاهجره). [معاني القرآن: 5/245]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} أي الأوثان، وأصل الرجز العذاب، لأن الأوثان تؤدي إلى العذاب فسمّيت بذلك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرُّجْزَ}: الإثم). [العمدة في غريب القرآن: 322]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي النَّاقُورِ}:.....) [2]. [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولا تمنن تستكثر...} يقول: لا تعط في الدنيا شيئا لتصيب أكثر منه، وهي في قراءة عبد الله: "ولا تمنن أن تستكثر" فهذا شاهد على الرفع في "تستكثر" ولو جزمه على هذا المعنى كان صوابا، والرفع وجه القراءة والعمل). [معاني القرآن: 3/201]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لا تمنن تستكثر} رفع يقول: لا تمنن مستكثراً صفة، ليس له ها هنا نهيٌ). [مجاز القرآن: 2/275]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولا تمنن تستكثر} [معاني القرآن: 4/38]
قال: {ولا تمنن تستكثر} جزم لأنها جواب النهي وقد رفع بعضهم {ولا تمنن تستكثر} يريد مستكثرا وهو أجود المعنيين). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا تمنن تستكثر} يقول: لا تعط في الدنيا شيئا، لتصيب أكثر منه). [تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أي قُتِل، والنَّحْبُ: النَّذر.
وأصل هذا: أنّ رجالا من أصحاب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، نذروا إن لقوا العدوّ ليصدقنّ القتال أو ليقتلنّ، هذا أو نحوه، فقتلوا، فقيل لمن قتل: قَضَى نَحْبَه. واستعير النَّحب مكان الأجل، لأن الأجل وقع بالنّحب، وكان النّحب له سبباً.
ومنه قيل للعطية: المنُّ، لأنّ من أعطى فقد مَنَّ. قال الله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} أي لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت.
وقال: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ}، أي فأعط أو أمسك.
وقوله: {بِغَيْرِ حِسَابٍ} مردود إلى قوله: هذا عطاؤنا بغير حساب). [تأويل مشكل القرآن: 183-184](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({ولا تمنن تستكثر (6)} أي لا تعط شيئا مقدّرا أن تأخذ بدله ما هو أكثر منه، وتستكثر حال [معاني القرآن: 5/245]
متوقعة وهذا للنبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة وليس على الإنسان إثم أن يهدي هديّة يرجو بها ما هو أكثر منها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أدّبّه الله بأشرف الآداب وأجل الأخلاق). [معاني القرآن: 5/246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} أي لا تُعط في الدنيا شيئاً لتأخذ أكثر منه، وهذا خصوصا للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا مباح لأمّته، وهذا إنما هو الهدية وشبهها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284-285]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإذا نقر في النّاقور...} يقال: إنها أول النفختين). [معاني القرآن: 3/201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نقر في الناقور}: نفخ في الصور). [غريب القرآن وتفسيره: 399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فإذا نقر في النّاقور} أي نفخ في الصور أول نفخة).
[تفسير غريب القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذ يوم عسير (9)}
{الناقور}: الصّور، وقيل في التفسير إنه يعني به النفخة الأولى.
و{يوم عسير} يرتفع بقوله: {فذلك يومئذ}، المعنى: فذلك يوم عسير يوم ينفخ في الصور.
و(يومئذ): يجوز أن يكون رفعا، ويجوز أن يكون نصبا. فإذا كان رفعا فإنما بني على الفتح لإضافته إلى (إذ) لأن (إذ) غير متمكنة، وإذا كان نصبا فهو على معنى: فذلك يوم عسير في يوم ينفخ في الصور). [معاني القرآن: 5/246]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ):{الناقور}: الصور). [ياقوتة الصراط: 541]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} أي نُفخ في (الصدر)[3] ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي النَّاقُورِ}:.....) [4]. [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عسيرٌ} مثل عصيب وعصبصب). [مجاز القرآن: 2/275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عسير}: شديد وكذلك عصيب). [غريب القرآن وتفسيره: 399]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذ يوم عسير (9)}
الناقور الصّور، وقيل في التفسير إنه يعني به النفخة الأولى.
و{يوم عسير} يرتفع بقوله: {فذلك يومئذ}، المعنى: فذلك يوم عسير يوم ينفخ في الصور.
و(يومئذ): يجوز أن يكون رفعا، ويجوز أن يكون نصبا. فإذا كان رفعا فإنما بني على الفتح لإضافته إلى (إذ) لأن (إذ) غير متمكنة، وإذا كان نصبا فهو على معنى: فذلك يوم عسير في يوم ينفخ في الصور). [معاني القرآن: 5/246](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَسِيرٌ}: شديد). [العمدة في غريب القرآن: 322]

تفسير قوله تعالى: (عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) )


[1، 2، 4] كتب في الأصل أنها لم يرد تفسيرها في المخطوط.
[3] لعل الصواب: الصور.
[/align]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:45 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) }

تفسير قوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2) }

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) }

تفسير قوله تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زور)).
...
وأما قوله: ((كلابس ثوبي زور))، فإنه عندنا الرجل يلبس الثياب تشبه ثياب أهل الزهد في الدنيا يريد بذلك الناس ويظهر من التخشع والتقشف أكثر مما في قلبه منه، فهذه ثياب الزور والرياء.
وفيه وجه آخر إن شئت أن يكون أراد بالثياب الأنفس والعرب تفعل ذلك كثيرا.
يقال منه: فلان نقي الثياب إذا كان بريا من الدنس والآثام، وفلان دنس الثياب إذا كان مغموصا عليه في دينه.
قال امرؤ القيس يمدح قوما:
ثياب بني عوف طهارى نقية = وأوجههم بيض المسافر غران
يريد بثيابهم أنفسهم لأنها مبرأة من العيوب وكذلك قول النابغة في قوم يمدحهم:
رقاق النعال طيب حجزاتهم = يحيون بالريحان يوم السباسب
يريد بالحجزات الفروج أنها عفيفة. ونرى والله أعلم أن قول الله تبارك وتعالى: {وثيابك فطهر} من هذا قال الشاعر يذم رجلا:
لا هم إن عامر بن جهم
أوذم حجا في ثياب دسم
يعني أنه حج وهو متدنس بالذنوب). [غريب الحديث: 2/84-88]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


فإن تك قد ساءتك مني خليقة = فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
...
وقول: (ثيابك): يريد: قلبك، من قوله تعالى، عز وجل: {وثيابك فطهر} أي: قلبك). [شرح ديوان امرئ القيس: 194-195]

تفسير قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) }

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (قوله عز وجل: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} قال: فيومئذ مرافع فذلك و{يَوْمٌ عَسِيرٌ} ترجمة يومئذ). [مجالس ثعلب: 20]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5) ولا تمنن تستكثر (6) ولربّك فاصبر (7) فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ (9) على الكافرين غير يسيرٍ (10)
اختلف القراء في المدّثّر على نحو ما ذكرناه في المزّمّل [المزمل: 1]، وفي حرف أبيّ بن كعب المدّثّر ومعناه المتدثر بثيابه، و «الدثار»، ما يتغطى الإنسان به من الثياب، واختلف الناس لم ناداه ب المدّثّر، فقال جمهور المفسرين بما ورد في البخاري من أنه لما فرغ من رؤية جبريل على كرسي بين السماء والأرض فرعب منه ورجع إلى خديجة قال: زملوني زملوني فنزلت يا أيّها المدّثّر، وقالت عائشة والنخعي وقتادة: نودي وهو في حال تدثر فدعي بحال من أحواله. وروي أنه كان يدثر في قطيفة. وقال آخرون: معناه أيها النائم. وقال عكرمة معناه يا أيّها المدّثّر للنبوة وأثقالها، واختلف الناس في أول ما نزل من كتاب الله تعالى فقال جابر بن عبد الله وأبو سلمة والنخعي ومجاهد هو يا أيّها المدّثّر الآيات. وقال الزهري والجمهور هو اقرأ باسم ربّك الّذي خلق [العلق: 1] وهذا هو الأصح. وحديث صدر كتاب البخاري نص في ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 450-451]

تفسير قوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: قم فأنذر بعثة عامة إلى جميع الخلق. قال قتادة، المعنى أنذر عذاب الله ووقائعه بالأمم). [المحرر الوجيز: 8/ 451]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وربّك فكبّر معناه عظمه بالعبادة وبث شرعه.
وروي عن أبي هريرة أن بعض المؤمنين قال: بم نفتتح صلاتنا؟ فنزلت وربّك فكبّر). [المحرر الوجيز: 8/ 451]

تفسير قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف المتأولون في معنى قوله وثيابك فطهّر، فقال ابن سيرين وابن زيد بن أسلم والشافعي وجماعة: هو أمر بتطهير الثياب حقيقة، وذهب الشافعي وغيره من هذه الآية إلى وجوب غسل النجاسات من الثياب، وقال الجمهور: هذه الألفاظ استعارة في تنقية الأفعال والنفس والعرض، وهذا كما تقول فلان طاهر الثوب، ويقال للفاجر دنس الثوب، ومنه قول الشاعر [غيلان بن سلمة الثقفي]: [الطويل]
وإني بحمد الله لا ثوب فاجر = لبست ولا من خزية أتقنع
وقال الآخر: [الرجز]
لاهم إن عامر ابن جهم = أو ذم حجّا في ثياب دهم
أي دنسه. وقال ابن عباس والضحاك وغيره، المعنى لا تلبسها على غدرة ولا فجور، وقال ابن عباس: المعنى لا تلبسها من مكسب خبيث، وقال النخعي: المعنى طهرها من الذنوب، وهذا كله معنى قريب بعضه من بعض، وقال طاوس: المعنى قصرها وشمرها، فذلك طهرة للثياب). [المحرر الوجيز: 8/ 452]

تفسير قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس «والرّجز» بكسر الراء، وقرأ حفص عن عاصم والحسن ومجاهد وأبو جعفر وشيبة وأبو عبد الرحمن والنخعي وابن وثاب وقتادة وابن أبي إسحاق والأعرج: و «الرّجز» بضم الراء. فقيل هما بمعنى يراد بهما الأصنام والأوثان، وقيل هما لمعنيين الكسر للنتن والتقابض وفجور الكفار والضم لصنمين: «إساف ونائلة»، قاله قتادة. وقيل للأصنام عموما، قاله مجاهد وعكرمة والزهري. وقال ابن عباس «الرجز» السخط، فالمعنى اهجر ما يؤدي إليه ويوجبه،
وقال الحسن: كل معصية رجز، وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذه الآية بالأوثان). [المحرر الوجيز: 8/ 452-453]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف المتأولون في معنى قوله تعالى: ولا تمنن تستكثر. فقال ابن عباس وجماعة معه: لا تعط عطاء لتعطى أكثر منه، فكأنه من قولهم، من إذا أعطى، قال الضحاك، وهذا خاص بالنبي عليه السلام، ومباح لأمته لكن لا أجر لهم فيه. قال مكي: وهذا معنى قوله تعالى: وما آتيتم من رباً ليربوا في أموال النّاس فلا يربوا عند اللّه [الروم: 39]، وهذا معنى أجنبي من معنى هذه السورة. وحكى النقاش عن ابن عباس أنه قال: ولا تمنن تستكثر لا تقل دعوت فلم أجب وروى قتادة أن المعنى لا تدل بعملك، ففي هذا التأويل تحريض على الجد وتخويف، وقال ابن زيد: معناه ولا تمنن على الناس بنبوءتك تستكثر بأجر أو بكسب تطلبه منهم. وقال الحسن بن أبي الحسن: معناه ولا تمنن على الله بجدك تستكثر أعمالك ويقع لك بها إعجاب، فهذه كلها من المن الذي هو تعديد اليد وذكرها. وقال مجاهد: معناه ولا تضعف تستكثر ما حملناك من أعباء الرسالة وتستكثر من الخير، فهذه من قولهم حبل منين أي ضعيف، وفي قراءة ابن مسعود: «ولا تمنن أن تستكثر»، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: «تستكثر» بجزم الراء، وذلك كأنه قال لا تستكثر، وقرأ الأعمش: «تستكثر» بنصب الراء، وذلك على تقدير أن مضمرة وضعف أبو حاتم الجزم، وقرأ ابن أبي عبلة: «ولا تمنن فتستكثر» بالفاء العاطفة والجزم، وقرأ أبو السمال: «ولا تمنّ» بنون واحدة مشددة). [المحرر الوجيز: 8/ 453]

تفسير قوله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولربّك فاصبر، أي لوجه ربك وطلب رضاه كما تقول فعلت لله تعالى، والمعنى على الأدنى من الكفار وعلى العبادة وعن السهوات وعلى تكاليف النبوة، قال ابن زيد وعلى حرب الأحمر والأسود لقد حمل أمرا عظيما). [المحرر الوجيز: 8/ 454]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والنّاقور الذي ينفخ فيه وهو الصور، قاله ابن عباس وعكرمة. وقال خفاف بن ندبة: [الوافر]
إذا ناقورهم يوما تبدى = أجاب الناس من غرب وشرق
وهو فاعول من النقر، وقال أبو حباب: أمنا زرارة بن أوفى فلما بلغ في الناقور خر ميتا.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر بالنفخ» ففزع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: كيف نقول يا رسول الله؟
قال: «قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا»). [المحرر الوجيز: 8/ 454]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويومٌ عسيرٌ معناه في عسر في الأمور الجارية على الكفار فوصف اليوم بالعسر لكونه ظرف زمان له. وكذلك تجيء صفته باليسر. وقرأ الحسن «عسر» بغير ياء). [المحرر الوجيز: 8/ 454]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5) ولا تمنن تستكثر (6) ولربّك فاصبر (7) فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ (9) على الكافرين غير يسيرٍ (10)}
ثبت في صحيح البخاريّ [من حديث يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمة] عن جابرٍ أنّه كان يقول: أوّل شيءٍ نزل من القرآن: {يا أيّها المدّثّر}
وخالفه الجمهور فذهبوا إلى أنّ أوّل القرآن نزولًا قوله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} كما سيأتي [بيان] ذلك هناك.
قال البخاريّ: حدّثنا يحيى، حدّثنا وكيع، عن عليّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثيرٍ قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرّحمن عن أوّل ما نزل من القرآن، قال: {يا أيّها المدّثّر} قلت: يقولون: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}؟ فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد اللّه عن ذلك، وقلت له مثل ما قلت لي، فقال جابرٌ: لا أحدّثك إلّا ما حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "جاورت بحراء، فلمّا قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئًا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئًا، ونظرت أمامي فلم أر شيئًا، ونظرت خلفي فلم أر شيئًا. فرفعت رأسي فرأيت شيئًا، فأتيت خديجة فقلت: دثّروني. وصبّوا عليّ ماءً باردًا. قال: فدثّروني وصبّوا عليّ ماءً باردًا قال: فنزلت {يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر * وربّك فكبّر}
هكذا ساقه من هذا الوجه. وقد رواه مسلمٌ من طريق عقيل، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة قال: أخبرني جابر بن عبد اللّه: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحدّث عن فترة الوحي: "فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السّماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراءٍ قاعدٌ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض، فجثثت منه حتّى هويت إلى الأرض، فجئت إلى أهلي، فقلت: زمّلوني زمّلوني. فزمّلوني، فأنزل اللّه {يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر} إلى: {فاهجر} -قال أبو سلمة: والرّجز: الأوثان - ثمّ حمي الوحي وتتابع".
هذا لفظ البخاريّ وهذا السّياق هو المحفوظ، وهو يقتضي أنّه قد نزل الوحي قبل هذا، لقوله: "فإذا الملك الّذي جاءني بحراءٍ"، وهو جبريل حين أتاه بقوله: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق * خلق الإنسان من علقٍ * اقرأ وربّك الأكرم * الّذي علّم بالقلم * علّم الإنسان ما لم يعلم} ثمّ إنّه حصل بعد هذا فترةٌ، ثمّ نزل الملك بعد هذا.
ووجه الجمع أنّ أوّل شيءٍ نزل بعد فترة الوحي هذه السّورة، كما قال الإمام أحمد:حدّثنا حجّاجٌ، حدّثنا ليث، حدّثنا عقيل، عن ابن شهابٍ قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرّحمن يقول: أخبرني جابر بن عبد اللّه: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "ثمّ فتر الوحي عنّي فترةً، فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السّماء، فرفعت بصري قبل السّماء، فإذا الملك الّذي جاءني [بحراءٍ الآن] قاعدٌ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض، فجثت منه فرقًا، حتّى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت لهم: زمّلوني زمّلوني. فزمّلوني، فأنزل اللّه: {يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر * وربّك فكبّر * وثيابك فطهّر * والرّجز فاهجر} ثمّ حمي الوحي [بعد] وتتابع". أخرجاه من حديث الزّهريّ، به.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا محمّد بن عليّ بن شعيبٍ السّمسار، حدّثنا الحسن بن بشرٍ البجلي، حدّثنا المعافى بن عمران، عن إبراهيم بن يزيد، سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: إنّ الوليد بن المغيرة صنع لقريشٍ طعامًا، فلمّا أكلوا. قال: ما تقولون في هذا الرّجل؟ فقال بعضهم: ساحرٌ. وقال بعضهم ليس بساحرٍ. وقال بعضهم: كاهنٌ. وقال بعضهم: ليس بكاهنٍ. وقال بعضهم: شاعرٌ. وقال بعضهم ليس بشاعرٍ. وقال بعضهم: [بل] سحرٌ يؤثر. فأجمع رأيهم على أنّه سحرٌ يؤثر. فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فحزن وقنع رأسه، وتدثّر، فأنزل اللّه {يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر * وربّك فكبّر * وثيابك فطهّر * والرّجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربّك فاصبر}.
فقوله {قم فأنذر} أي: شمّر عن ساق العزم، وأنذر النّاس. وبهذا حصل الإرسال، كما حصل بالأوّل النّبوّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 261-262]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وربّك فكبّر} أي: عظّم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 262]

تفسير قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وثيابك فطهّر} قال الأجلح الكنديّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: أنّه أتاه رجلٌ فسأله عن هذه الآية: {وثيابك فطهّر} قال: لا تلبسها على معصيةٍ ولا على غدرة. ثمّ قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثّقفيّ:
فإني بحمد اللّه لا ثوب فاجر = لبست ولا من غدرة أتقنّع
وقال ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ [في هذه الآية] {وثيابك فطهّر} قال: في كلام العرب: نقي الثّياب. وفي روايةٍ بهذا الإسناد: فطهّر من الذّنوب. وكذا قال إبراهيم، الشعبي، وعطاءٌ.
وقال الثّوريّ، عن رجلٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: {وثيابك فطهّر} قال: من الإثم. وكذا قال إبراهيم النّخعيّ.
وقال مجاهدٌ: {وثيابك فطهّر} قال: نفسك، ليس ثيابه. وفي روايةٍ عنه: {وثيابك فطهّر} عملك فأصلح، وكذا قال أبو رزين. وقال في روايةٍ أخرى: {وثيابك فطهّر} أي: لست بكاهنٍ ولا ساحرٍ، فأعرض عمّا قالوا.
وقال قتادة: {وثيابك فطهّر} أي: طهّرها من المعاصي، وكانت العرب تسمّي الرّجل إذا نكث ولم يف بعهد اللّه إنّه لمدنس الثّياب. وإذا وفّى وأصلح: إنّه لمطهّر الثّياب.
وقال عكرمة، والضّحّاك: لا تلبسها على معصيةٍ.
وقال الشّاعر
إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه = فكلّ رداء يرتديه جميل
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وثيابك فطهّر} [يعني] لا تك ثيابك الّتي تلبس من مكسبٍ غير طائبٍ، ويقال: لا تلبس ثيابك على معصيةٍ.
وقال محمّد بن سيرين: {وثيابك فطهّر} أي: اغسلها بالماء.
وقال ابن زيدٍ: كان المشركون لا يتطهّرون، فأمره اللّه أن يتطهّر، وأن يطهّر ثيابه.
وهذا القول اختاره ابن جريرٍ، وقد تشمل الآية جميع ذلك مع طهارة القلب، فإنّ العرب تطلق الثّياب عليه، كما قال امرؤ القيس:
أفاطم مهلا بعض هذا التدلّل = وإن كنت قد أزمعت هجري فأجملي
وإن تك قد س ـاءتك منّي خليقةٌ = فسلّي ثيابي من ثيابك تنسل
وقال سعيد بن جبيرٍ: {وثيابك فطهّر} وقلبك ونيتك فطهر.
وقال محمّد بن كعبٍ القرظيّ، والحسن البصريّ: وخلقك فحسّن). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 262-264]

تفسير قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والرّجز فاهجر} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {والرّجز} وهو الأصنام، فاهجر. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، والزّهريّ، وابن زيدٍ: إنّها الأوثان.
وقال إبراهيم، والضّحّاك: {والرّجز فاهجر} أي: اترك المعصية.
وعلى كلّ تقديرٍ فلا يلزم تلبّسه بشيءٍ من ذلك، كقوله: {يا أيّها النّبيّ اتّق اللّه ولا تطع الكافرين والمنافقين} [الأحزاب: 1] {وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتّبع سبيل المفسدين} [الأعراف: 142]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 264]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا تمنن تستكثر} قال ابن عبّاسٍ: لا تعط العطيّة تلتمس أكثر منها. وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، وعطاءٌ، وطاوسٌ، وأبو الأحوص، وإبراهيم النّخعيّ، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّيّ، وغيرهم.
وروي عن ابن مسعودٍ أنّه قرأ: "ولا تمنن أن تستكثر".
وقال الحسن البصريّ: لا تمنن بعملك على ربّك تستكثره. وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ، واختاره ابن جريرٍ. وقال خصيفٌ، عن مجاهدٍ في قوله: {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تضعف أن تستكثر من الخير، قال تمنن في كلام العرب: تضعف.
وقال ابن زيدٍ: لا تمنن بالنّبوّة على النّاس، تستكثرهم بها، تأخذ عليه عوضًا من الدّنيا.
فهذه أربعة أقوالٍ، والأظهر القول الأوّل، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 264]

تفسير قوله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولربّك فاصبر} أي: اجعل صبرك على أذاهم لوجه ربّك عزّ وجلّ، قاله مجاهدٌ. وقال إبراهيم النّخعيّ: اصبر عطيّتك للّه تعالى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 264]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإذا نقر في النّاقور * فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ * على الكافرين غير يسيرٍ} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ والشّعبيّ، وزيد بن أسلم، والحسن، وقتادة، والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، وابن زيدٍ: {النّاقور} الصّور. قال مجاهدٌ: وهو كهيئة القرن.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أسباط بن محمّدٍ، عن مطرّف، عن عطيّة العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {فإذا نقر في النّاقور} فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته، ينتظر متى يؤمر فينفخ؟ " فقال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فما تأمرنا يا رسول اللّه؟ قال: "قولوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل، على اللّه توكّلنا".
وهكذا رواه الإمام أحمد عن أسباطٍ، به ورواه ابن جريرٍ عن أبي كريب، عن ابن فضيلٍ وأسباطٍ، كلاهما عن مطرّفٍ، به. ورواه من طريقٍ أخرى، عن العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 264-265]

تفسير قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ} أي: شديدٌ.{على الكافرين غير يسيرٍ} أي: غير سهلٍ عليهم. كما قال تعالى {يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ} [القمر: 8].
وقد روينا عن زرارة بن أوفى -قاضي البصرة-: أنّه صلّى بهم الصّبح، فقرأ هذه السّورة، فلمّا وصل إلى قوله: {فإذا نقر في النّاقور * فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ * على الكافرين غير يسيرٍ} شهق شهقةً، ثمّ خرّ ميّتًا، رحمه اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 265]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة