العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأحقاف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:55 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الأحقاف [ من الآية (11) إلى الآية (14) ]

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) ) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:56 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ما سبقونا إليه قال: قال ذلك ناس من المشركين قالوا نحن أعز ونحن ونحن فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان قال الله يختص برحمته من يشاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/216]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال كانت غفار وأسلم أهل سلة يعني سرقة في الجاهلية قال فلما أسلموا قالت قريش لو كان خيرا ما سبقونا إليه). [تفسير عبد الرزاق: 2/216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا للّذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفكٌ قديمٌ}.
يقول تعالى ذكره: وقال الّذين جحدوا نبوّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من يهود بني إسرائيل للّذين آمنوا به، لو كان تصديقكم محمّدًا على ما جاءكم به خيرًا، ما سبقتمونا إلى التّصديق به، وهذا التّأويل على مذهب من تأوّل قوله: {وشهد شاهدٌ من بني إسرائيل على مثله} أنّه معنيّ به عبد اللّه بن سلامٍ، فأمّا على تأويل من تأوّل أنّه عني به مشركو قريشٍ، فإنّه ينبغي أن يوجّه تأويل قوله: {وقال الّذين كفروا للّذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه} أنّه عني به مشركو قريشٍ وكذلك كان يتأوّله قتادة، وفي تأويله إيّاه كذلك تركٌ منه تأويله قوله: {وشهد شاهدٌ من بني إسرائيل على مثله} أنّه معنيٌّ به عبد اللّه بن سلامٍ.
ذكر الرّواية عنه ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وقال الّذين كفروا للّذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه} قال: قال ذاك أناسٌ من المشركين: نحن أعزّ، ونحن، ونحن، فلو كان خيرًا ما سبقنا إليه فلانٌ وفلانٌ، فإنّ اللّه يختصّ برحمته من يشاء.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وقال الّذين كفروا للّذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه} قال: قد قال ذلك قائلون من النّاس، كانوا أعزّ منهم في الجاهليّة، قالوا: واللّه لو كان هذا خيرًا ما سبقنا إليه بنو فلانٍ وبنو فلانٍ، يختصّ اللّه برحمته من يشاء، ويكرم اللّه برحمته من يشاء، تبارك وتعالى.
وقوله: {وإذ لم يهتدوا به} يقول تعالى ذكره: وإذ لم يبصروا بمحمّدٍ وبما جاء به من عند اللّه من الهدى، فيرشدوا به الطّريق المستقيم {فسيقولون هذا إفكٌ قديمٌ} يقول: فسيقولون هذا القرآن الّذي جاء به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم أكاذيب من أخبار الأوّلين قديمةٌ، كما قال جلّ ثناؤه مخبرًا عنهم، {وقالوا أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلاً}). [جامع البيان: 21/132-133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 11 - 14.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: قال ناس من المشركين: نحن أعز ونحن ونحن فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان فنزل {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه}). [الدر المنثور: 13/320-321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عون بن أبي شداد قال: كانت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أمة أسلمت قبله يقال لها زنيرة فكان عمر رضي الله عنه يضربها على إسلامها وكان كفار قريش يقولون: لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة فأنزل الله في شأنها {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا} الآية). [الدر المنثور: 13/321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بنو غفار وأسلم كانوا الكثير من الناس فتنة يقولون لو كان خيرا ما جعلهم الله أول الناس فيه يقولون لو كان خيرا ما جعلهم الله أول الناس فيه). [الدر المنثور: 13/321]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً وهذا كتابٌ مصدّقٌ لسانًا عربيًّا لّينذر الّذين ظلموا وبشرى للمحسنين}.
يقول تعالى ذكره: ومن قبل هذا الكتاب، كتاب موسى، وهو التّوراة، إمامًا لبني إسرائيل يأتمّون به، ورحمةً لهم أنزلناه عليهم وخرج الكلام مخرج الخبر عن الكتاب بغير ذكر تمام الخبر اكتفاءً بدلالة الكلام على تمامه؛ وتمامه: ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً أنزلناه عليه، وهذا كتابٌ أنزلناه لسانًا عربيًّا.
اختلف في تأويل ذلك، وفي المعنى النّاصب {لسانًا عربيًّا} أهل العربيّة، فقال بعض نحويّي البصرة: نصب اللّسان والعربيّ، لأنّه من صفة الكتاب، فانتصب على الحال، أو على فعلٍ مضمرٍ، كأنّه قال: أعني لسانًا عربيًّا قال: وقال بعضهم على مصدّقٍ جعل الكتاب مصدّق اللّسان، فعلى قول من جعل اللّسان نصبًا على الحال، وجعله من صفة الكتاب، ينبغي أن يكون تأويل الكلام، وهذا كتابٌ بلسانٍ عربيٍّ مصدّق التّوراة كتاب موسى، بأنّ محمّدًا للّه رسولٌ، وأنّ ما جاء به من عند اللّه حقٌّ وأمّا القول الثّاني الّذي حكيناه عن بعضهم، أنّه جعل النّاصب للّسان مصدّقٌ، فقولٌ لا معنى له، لأنّ ذلك يصير إذا يؤوّل كذلك إلى أنّ الّذي يصدّق القرآن نفسه، ولا معنى لأنّ يقال: وهذا كتابٌ يصدّق نفسه، لأنّ اللّسان العربيّ هو هذا الكتاب، إلاّ أن يجعل اللّسان العربيّ محمّدًا عليه الصّلاة والسّلام، ويوجّه تأويله إلى: وهذا كتابٌ وهو القرآن يصدّق محمّدًا، وهو اللّسان العربيّ، فيكون ذلك وجهًا من التّأويل.
وقال بعض نحويّي الكوفة: قوله: {لسانًا عربيًّا} من نعت الكتاب، وإنّما نصب لأنّه أريد به: وهذا كتابٌ يصدّق التّوراة والإنجيل لسانًا عربيًّا، فخرج لسانًا عربيًّا من يصدّق، لأنّه فعلٌ، كما تقول: مررت برجلٍ يقوم محسنًا، ومررت برجلٍ قائمٍ محسنًا، قال: ولو رفع لسانٌ عربيّ جاز على النّعت للكتاب.
وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة ابن مسعودٍ وهذا كتابٌ مصدّقٌ لما بين يديه لسانًا عربيًّا فعلى هذه القراءة يتوجّه النّصب في قوله: {لسانًا عربيًّا} من وجهين: أحدهما على ما بيّنت من أن يكون اللّسان خارجًا من قوله {مصدّقٌ} والآخر: أن يكون قطعًا من الهاء الّتي في بين يديه.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يكون منصوبًا على أنّه حالٌ ممّا في مصدّقٌ من ذكر الكتاب، لأنّ قوله: {مصدّقٌ} فعلٌ، فتأويل الكلام إذ كان ذلك كذلك: وهذا القرآن يصدّق كتاب موسى بأنّ محمّدًا نبيّ مرسلٌ لسانًا عربيًّا.
وقوله: {لينذر الّذين ظلموا} يقول: لينذر هذا الكتاب الّذي أنزلناه إلى محمّدٍ عليه الصّلاة والسّلام الّذين ظلموا أنفسهم بكفرهم باللّه بعبادتهم غيره.
وقوله: {وبشرى للمحسنين} يقول: وهو بشرى للّذين أطاعوا اللّه فأحسنوا في إيمانهم وطاعتهم إيّاه في الدّنيا، فحسن الجزاء من اللّه لهم في الآخرة على طاعتهم إيّاه.
وفي قوله: {وبشرى} وجهان من الإعراب: الرّفع على العطف على الكتاب بمعنى: وهذا كتابٌ مصدّقٌ وبشرى للمحسنين والنّصب على معنى: لينذر الّذين ظلموا ويبشّر، فإذا جعل مكان يبشّر وبشرى أو وبشارةٌ، نصبت كما تقول أتيتك لأزورك وكرامةً لك، وقضاءً لحقّك، بمعنى لأزورك وأكرمك، وأقضي حقّك، فتنصب الكرامة والقضاء بمعنًى مضمرٍ.
واختلفت القرّاء في قراءة {لينذر} فقرأ ذلك عامّة قرّاء الحجاز (لتنذر) بالتّاء بمعنى: لتنذر أنت يا محمّد، وقرأته عامّة قرّاء العراق بالياء بمعنى: لينذر الكتاب، وبأيّ القراءتين قرأ ذلك القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 21/133-135]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن عامر بن سعدٍ عن نمران البجليّ قال: قرأت هذه الآية على أبي بكرٍ الصّدّيق {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا} قال: هم الّذين لم يشركوا بالله شيئا [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 276-277]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (13) أولئك أصحاب الجنّة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون}.
يقول تعالى ذكره: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه} الّذي لا إله غيره {ثمّ استقاموا} على تصديقهم بذلك فلم يخلطوه بشركٍ، ولم يخالفوا اللّه في أمره ونهيه {فلا خوفٌ عليهم} من فزع يوم القيامة وأهواله {ولا هم يحزنون} على ما خلّفوا وراءهم بعد مماتهم). [جامع البيان: 21/136]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أولئك أصحاب الجنّة} يقول تعالى ذكره: هؤلاء الّذين قالوا هذا القول، واستقاموا أهل الجنّة وسكّانها {خالدين فيها} يقول: ماكثين فيها أبدًا {جزاءً بما كانوا يعملون} [السجدة: ] يقول: ثوابًا منّا لهم آتيناهم ذلك على أعمالهم الصّالحة الّتي كانوا في الدّنيا يعملونها). [جامع البيان: 21/136]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:58 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ...}.
لمّا أسلمت: مزينة، وجهينة، وأسلم، وغفار، قالت بنو عامر بن صعصعة وغطفان، وأشجع وأسد: لو كان هذا خيرا ما سبقنا إليه رعاة البهم، فهذا تأويل قوله: {لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}). [معاني القرآن: 3/51]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: { وقال الّذين كفروا للّذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم (11) } جاء في التفسير أنه لما أسلمت جهينة ومزينة وأسلم وغفار، قالت بنو عامر وغطفان وأسد وأشجع: لو كان ما دخل فيه هؤلاء من الذين خيرا ما سبقونا إليه، ونحن أعز منهم، وإنما هؤلاء رعاة البهم). [معاني القرآن: 4/440]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وقال الذين كفروا لو كان خيرا ما سبقونا إليه} [آية: 11]
3- قال مسروق هم أهل الكتاب
وقال الحسن اسلم وغفار فقالت قريش لو كان خيرا ما سبقونا إليه). [معاني القرآن: 6/445]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا ...}.
وفي قراءة عبد الله: مصدق لما بين يديه لسانا عربيا، فنصبه في قراءتنا على تأويل قراءة عبد الله، أي هذا القرآن يصدق التوراة عربيا مبينا، وهي في قراءة عبد الله يكون [نصبا] من مصدق. على ما فسرت لك، ويكون قطعا من الهاء في بين يديه.
وقوله عز وجل: {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ...}.
البشرى تكون رفعا ونصبا، الرفع على: وهذا كتاب مصدق وبشرى، والنصب على لتنذر الذين ظلموا وتبشر، فإذا أسقطت تبشر، ووضعت في موضعه بشرى أو بشارة نصبت،
ومثله في الكلام: أعوذ بالله منك، وسقيا لفلان، كأنه قال: وسقى الله فلانا، وجئت لأكرمك وزيارة لك وقضاء لحقك، معناه: لأزورك وأقضى حقك، فنصبت الزيارة والقضاء بفعل مضمر). [معاني القرآن: 3/51-52]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : { وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ }
وقال: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً } نصب لأنه خبر معرفة.
وقال: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا } فنصب اللسان والعربي لأنه ليس من صفة الكتاب فانتصب على الحال أو على فعل مضمر كأنه قال: "أعني لسانا عربيّاً" وقال بعضهم: إن انتصابه على "مصدّق" جعل الكتاب مصدّق اللسان). [معاني القرآن: 4/17]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : وقوله عزّ وجلّ: ({وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)} )
{إماما} منصوب على الحال وقوله: {ورحمة} عطف عليه.
{وهذا كتاب مصدّق لسانا عربيّا}المعنى واللّه أعلم، وهو مصدق لما بين يديه لسانا عربيّا، لما جاء بعد هذا الموضع.
{قالوا يا قومنا إنّا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدّقا لما بين يديه يهدي إلى الحقّ}.
وحذف {له} ههنا أعني من قوله {وهذا كتاب مصدّق} لأن قبله {ومن قبله}
كتاب موسى، فالمعنى وهذا كتاب مصدّق له، أي مصدّق التوراة و{لسانا عربيّا} منصوبان على الحال.
المعنى مصدق لما بين يديه عربيّا، وذكر {لسانا} توكيدا.
كما تقول جاءني زيد رجلا صالحا، تريد: جاءني زيد صالحا.
وتذكر رجلا توكيدا، وفيه وجه آخر، على معنى وهذا كتاب مصدق لسانا عربيّا. المعنى مصدق النبي عليه السلام، فيكون المعنى مصدق ذا لسان عربى.
وقوله: {لينذر الّذين ظلموا}
ويقرأ {لتنذر الّذين ظلموا}.
{وبشرى للمحسنين} الأجود أن يكون {بشرى} في موضع رفع، المعنى وهو بشرى للمحسنين، ويجوز أن يكون بشرى في موضع نصب على معنى لينذر الذين ظلموا ويبشر المحسنين بشرى). [معاني القرآن: 4/440-441]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ } [آية: 12]
فيه جوابان
أحدهما أن المعنى مصدق له أي لكتاب موسى ثم حذف لأن قبله ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة
و عربيا حال ولسانا توطئه للحال أي توكيد كما يقال جاءني زيد رجلا صالحا ويقوي هذا أنه في قراءة عبد الله وهذا كتاب مصدق لما بين يديه لسانا عربيا
والجواب الآخر أن يكون لسانا مفعولا يراد به النبي صلى الله عليه وسلم ويكون المعنى ذا لسان عربي
ثم قال: {لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين} [آية: 12]
يجوز أن يكون المعنى وهو بشرى
وأن يكون المعنى وتبشر المحسنين بشرى). [معاني القرآن: 6/445-447]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)}
معنى (ثم استقاموا) أي أقاموا على توحيد اللّه وشريعة نبيه عليه السلام). [معاني القرآن: 4/441-442]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [آية: 13] قد بينا معنى ثم استقاموا فيما تقدم). [معاني القرآن: 6/447]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) )

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:59 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) }

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه} قال قتادة: هي مقالة أشراف قريش، يريدون عمارا وصهيبا وبلالا ونحوهم ممن أسلم وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقال الزجاج، والكلبي، وغيرهما: هي مقالة كنانة وعامر وسائر قبائل العرب المجاورة، وقالت ذلك حين أسلمت غفار ومزينة وجهينة، وقال الثعلبي: هي مقالة اليهود حين أسلم عبد الله بن سلام وغيره منهم.
و"الإفك": الكذب، ووصفوه بالقدم، بمعنى أنه في أمور متقادمة، وهذا كما تقول لرجل حدثك عن أخبار كسرى وقيصر، هذا حديث قديم، ويحتمل أن يريدوا أنه إفك قيل قديما). [المحرر الوجيز: 7/ 615]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين * إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون * ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}
الضمير في قوله تعالى: "ومن قبله" للقرآن، و"كتاب موسى" هو التوراة. وقرأ الكلبي: "كتاب موسى" بنصب الباء على إضمار: أنزل الله، أو نحو ذلك. و"الإمام": خيط البناء، وكل ما يهتدى ويقتدى به فهو إمام، ونصب "إماما" على الحال، و"رحمة" عطف على "إماما"، والإشارة بقوله تعالى: {وهذا كتاب} إلى القرآن، و"مصدق" معناه: للتوراة التي تضمنت خبره وأمر محمد صلى الله عليه وسلم، فجاء هو مصدقا لذلك الإخبار، وفي مصحف عبد الله بن مسعود: "مصدق لما بين يديه لسانا".
واختلف الناس في نصب قوله: "لسانا" فقالت فرقة من النحاة: هو منصوب على الحال، وقالت فرقة: "لسانا" توطئة مؤكدة، و"عربيا" حال، وقالت فرقة: "لسانا" مفعول بـ "مصدق"، والمراد -على هذا القول- باللسان محمد صلى الله عليه وسلم ولسانه، فكان القرآن بإعجازه وأحواله البارعة يصدق الذي جاء به، وهذا قول صحيح المعنى جيد، وغيره مما قدمناه متجه.
وقرأ نافع، وابن عامر، وابن كثير -فيما روي عنه- وأبو جعفر، والأعرج، وشيبة، وأبو رجاء، والناس: "لتنذر" بالتاء: أنت يا محمد، ورجحها أبو حاتم، وقرأ الباقون، والأعمش: "لينذر" أي: القرآن، و"الذين ظلموا" هم الكفار الذين جعلوا العبادة في غير موضعها في جهة الأوثان والأصنام، وقوله تعالى: "وبشرى" يجوز أن تكون في موضع رفع عطفا على قوله تعالى: "مصدق"، ويجوز أن يكون في موضع نصب، واقعة موقع فعل عطفا على "لينذر"، أي: وتبشر المحسنين.
ولما عبر عن الكفار بـ "الذين ظلموا"، عبر عن المؤمنين بـ "المحسنين" لتناسب لفظ الإحسان في مقابلة الظلم). [المحرر الوجيز: 7/ 615-616]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن حسن حال المؤمنين المستقيمين، ورفع عنهم الخوف والحزن، وذهب كثير من الناس إلى أن معنى الآية: ثم استقاموا بالطاعات والأعمال الصالحات، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: المعنى: بالدوام على الإيمان وترك الانحراف عنه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا القول أعم رجاء وأوسع، وإن كان في الجملة المؤمنة من يعذب وينفذ عليه الوعيد، فهو ممن يخلد في الجنة وينتفي عنه الخوف والحزن الحال بالكفرة.
و"الخوف" هو الهم لما يستقبل، و"الحزن" هو الهم بما مضى، وقد يستعمل فيما يستقبل استعارة، لأنه حزن لخوف أمر ما، وقرأ ابن السميفع: "فلا خوف" دون تنوين). [المحرر الوجيز: 7/ 616-617]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {جزاء بما كانوا يعملون}، "ما" واقعة على الجزء الذي هو اكتساب العبد، وقد جعل الله تعالى الأعمال أمارات على جزاء العبد، لا أنها توجب على الله تعالى شيئا). [المحرر الوجيز: 7/ 617]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تعالى: {وقال الّذين كفروا للّذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه} أي: قالوا عن المؤمنين بالقرآن: لو كان القرآن خيرًا ما سبقنا هؤلاء إليه. يعنون بلالًا وعمّارًا وصهيبا وخبّابًا وأشباههم وأقرانهم من المستضعفين والعبيد والإماء، وما ذاك إلّا لأنّهم عند أنفسهم يعتقدون أنّ لهم عند اللّه وجاهةً وله بهم عنايةً. وقد غلطوا في ذلك غلطًا فاحشًا، وأخطئوا خطأً بيّنًا، كما قال تعالى: {وكذلك فتنّا بعضهم ببعضٍ ليقولوا أهؤلاء منّ اللّه عليهم من بيننا} [الأنعام: 53] أي: يتعجّبون: كيف اهتدى هؤلاء دوننا؛ ولهذا قالوا: {لو كان خيرًا ما سبقونا إليه} وأمّا أهل السّنّة والجماعة فيقولون في كلّ فعلٍ وقولٍ لم يثبت عن الصّحابة: هو بدعةٌ؛ لأنّه لو كان خيرًا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلةً من خصال الخير إلّا وقد بادروا إليها.
وقوله: {وإذ لم يهتدوا به} أي: بالقرآن {فسيقولون هذا إفكٌ} أي: كذبٌ {قديمٌ} أي: مأثورٌ عن الأقدمين، فينتقصون القرآن وأهله، وهذا هو الكبر الّذي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بطر الحقّ، وغمط النّاس"). [تفسير ابن كثير: 7/ 278-279]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ومن قبله كتاب موسى} وهو التّوراة {إمامًا ورحمةً وهذا كتابٌ} يعني: القرآن {مصدّقٌ} أي: لما قبله من الكتب {لسانًا عربيًّا} أي: فصيحًا بيّنًا واضحًا، {لينذر الّذين ظلموا وبشرى للمحسنين} أي: مشتملٌ على النّذارة للكافرين والبشارة للمؤمنين).[تفسير ابن كثير: 7/ 279]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا} تقدّم تفسيرها في سورة "حم، السّجدة".
وقوله: {فلا خوفٌ عليهم} أي: فيما يستقبلون، {ولا هم يحزنون} على ما خلّفوا). [تفسير ابن كثير: 7/ 279]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولئك أصحاب الجنّة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون} أي: الأعمال سببٌ لنيل الرّحمة لهم وسبوغها عليهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 279]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة