العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الصافات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:25 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الصافات [ من الآية (27) إلى الآية (39) ]

تفسير سورة الصافات
[ من الآية (27) إلى الآية (39) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر قال أخبرني رجل عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أرأيت أشياء تختلف علي من القرآن قال ما هو أشك في القرآن قال ليس بشك ولكن اختلاف قال فهات ما اختلف عليك من ذلك قال أسمع الله حيث يقول ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين وقال ولا يكتمون الله حديثا فقد كتموا قال وماذا قال اسمعه يقول فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون وقال وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون وقال أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين حتى بلغ طائعين وقال في الآية الأخرى السماء بنها رفع سمكها فسوها ثم قال والأرض بعد ذلك دحاها قال اسمعه يقول كان الله ما شأنه يقول وكان الله فقال ابن عباس أما قوله ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر لأهل الإسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحد المشركون فقالوا والله ربنا ما كنا مشركين رجاء أن يغفر لهم فختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا وأما قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فإنه إذا نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم نفخ فيه أخرى فإذا هي قيام ينظرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون وأما قوله قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين فإن الأرض خلقت قبل السماء وكانت السماء دخانا فسواهن سبع سماوات في يومين بعد خلق الأرض وأما قوله والأرض بعد ذلك دحها فيقول جعل فيها جبلا جعل فيها نهرا جعل فيها شجرا جعل فيها بحورا.
أخبرني معمر قال أخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد قال فخلق الله الأرض قبل السماء فثار من الأرض دخان ثم خلقت السماء بعد
وأما قوله والأرض بعد ذلك دحاها فيقول مع ذلك دحاها و مع وبعد سواء في كلام العرب قال ابن عباس وأما قوله كان الله فإن الله كان ولم يزل كذلك وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير لم يزل كذلك فما اختلف عليك من القرآن وهو شبه ما ذكرت لك وإن الله لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد ولكن الناس لا يعلمون). [تفسير عبد الرزاق: 1/160-162] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} قيل: معنى ذلك: وأقبل الإنس على الجنّ، يتساءلون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} الإنس على الجنّ). [جامع البيان: 19/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: ذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية). [الدر المنثور: 12/399]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى كنتم تأتوننا عن اليمين قال تفتنونا عن طاعة الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] : «يعني الحقّ، الكفّار تقوله للشّيطان»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تأتوننا عن اليمين يعني الحقّ الكفّار تقوله للشّياطين ووقع في رواية الكشميهنيّ يعني الجنّ بجيمٍ ثمّ نونٍ ونسبه عياضٌ للأكثر وقد وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ بلفظ إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين قال الكفّار تقوله للشّياطين ولم يذكر الزّيادة فدلّ على أنّه شرحٌ من المصنّف ولكلٍّ من الرّوايتين وجهٌ فمن قال يعني الجنّ أراد بيان المقول له وهم الشّياطين ومن قال الحقّ بالمهملة والقاف أراد تفسير لفظ اليمين أي كنتم تأتوننا من جهة الحقّ فتلبّسوه علينا ويؤيّده تفسير قتادة قال يقول الإنس للجنّ كنتم تأتوننا عن اليمين أي من طريق الجنّة تصدّوننا عنها). [فتح الباري: 8/542-543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} من كل مكان {ويقذفون من كل جانب} يرمون {واصب} دائم {لازب} لازم {تأتوننا عن اليمين} يعني الجنّ الكفّار تقول للشّيطان {غول} وجع بطن {ينزفون} لا تذهب عقولهم {قرين} شيطان {يهرعون} كهيئة الهرولة {يزفون} النسلان في المشي {وبين الجنّة نسبا} قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجنّ قال الله 158 الصافات ولقد {علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} ستحضر للحساب وقال ابن عبّاس {لنحن الصافون} الملائكة {صراط الجحيم} سواء الجحيم وسط الجحيم {لشوبا} يخلط طعامهم ويساط بالحميم {مدحورًا} مطرودا {بيض مكنون} اللّؤلؤ المكنون {وتركنا عليه في الآخرين} يذكر بخير {يستسخرون} يسخرون {بعلا} ربًّا {الأسباب} السّماء
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 53 سبأ {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} قولهم هو ساحر هو كاهن بل هو ساحر
وبه في قوله 11 الصافات {إنّا خلقناهم من طين لازب} قال لازم
وبه في قوله 28 الصافات {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال الكفّار يقولونه للشياطين). [تغليق التعليق: 4/292-293] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تأتوننا عن اليمين يعني الجنّ الكفّار تقوله للشيطان
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} (الصافات: 28) وفسره بقوله: (الجنّ) بالجيم. والنّون المشدّدة هكذا في رواية الكشميهني، وقال عياض: هذا قول الأكثرين، ويروى: يعني الحق، بالحاء المهملة والقاف المشدّدة فعلى هذا يكون لفظ الحق تفسير لليمين أي: كنتم تأتوننا من جهة الحق فتلبسونه علينا. وقوله: (الكفّار) مبتدأ أو تقول خبره أي: تقول الكفّار هذا القول للشياطين، وأما رواية الجنّ بالجيم والنّون: فالمعنى: الجنّ الكفّار تقوله للشياطين، وهكذا أخرجه عبد بن حميد عن مجاهد فيكون لفظ: الكفّار على هذا صفة للجن فافهم، فإنّه موضع فيه دقة). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (تأتوننا عن اليمين يعني الحق) أي الصراط الحق فمن أتاه الشيطان من قبل اليمين أتاه من قبل الدين فلبس عليه الحق، ولأبي ذر عن الكشميهني يعني الجن بالجيم والنون المشدّدة والمراد به بيان المقول لهم وهم الشياطين وبالأول تفسير لفظ اليمين واليمين هنا استعارة عن الخيرات والسعادات لأن الجانب الأيمن أفضل من الأيسر إجماعًا، وعن اليمين حال من فاعل تأتوننا، والمراد بها الجارحة عبّر بها عن القوّة وإما الحلف لأن المتعاقدين بالحلف يمسح كلٌّ منهما يمين الآخر فالتقدير على الأول تأتوننا أقوياء وعلى الثاني مقسمين حالفين (الكفار تقوله للشيطان) وفي نسخة للشياطين بالجمع وقد كانوا يحلفون لهم أنهم على الحق). [إرشاد الساري: 7/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين (28) قالوا بل لم تكونوا مؤمنين (29) وما كان لنا عليكم من سلطانٍ بل كنتم قومًا طاغين}.
يقول تعالى ذكره: قالت الإنس للجنّ: إنّكم أيّها الجنّ كنتم تأتوننا من قبل الدّين والحقّ فتخدعوننا بأقوى الوجوه؛ واليمين: القوّة والقدرة في كلام العرب؛ ومنه قول الشّاعر:
إذا ما رايةٌ رفعت لمجدٍ = تلقّاها عرابة باليمين
يعني: بالقوّة والقدرة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {تأتوننا عن اليمين} قال: عن الحقّ، الكفّار تقوله للشّياطين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: قالت الإنس للجنّ: إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين، قال: من قبل الخمر، فتنهوننا عنه، وتبطّئوننا عنه.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: تأتوننا من قبل الحقّ تزيّنون لنا الباطل، وتصدّوننا عن الحقّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: قال بنو آدم للشّياطين الّذين كفروا: إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين، قال: تحولون بيننا وبين الخير، ورددتمونا عن الإسلام والإيمان، والعمل بالخير الّذي أمر اللّه به). [جامع البيان: 19/524-525]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قال يعني عن الحق الكفار يقولونه للشياطين). [تفسير مجاهد: 540-541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: كانوا يأتونهم عند كل خير ليصدوهم عنه). [الدر المنثور: 12/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {تأتوننا عن اليمين} قال: عن الحق الكفار تقوله للشياطين). [الدر المنثور: 12/400]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين (29) وما كان لنا عليكم مّن سلطانٍ} يقول تعالى ذكره: قالت الجنّ للإنس مجيبةً لهم: بل لم تكونوا بتوحيد اللّه مقرّين، وكنتم للأصنام عابدين). [جامع البيان: 19/526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي شيبه، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {لم تكونوا مؤمنين} قال: لو كنتم مؤمنين منعتم منا). [الدر المنثور: 12/400]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} يقول: قالوا: وما كان لنا عليكم من حجّةٍ، فنصدّكم بها عن الإيمان، ونحول بينكم من أجلها وبين اتّباع الحقّ {بل كنتم قومًا طاغين} يقول: قالوا لهم: بل كنتم أيّها المشركون قومًا طاغين على اللّه، متعدّين إلى ما ليس لكم التّعدّي إليه من معصية اللّه وخلاف أمره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قالت لهم الجنّ: {بل لم تكونوا مؤمنين} حتّى بلغ {قومًا طاغين}.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} قال: الحجّة وفي قوله: {بل كنتم قومًا طاغين} قال: كفّارٌ ضلاّلٌ). [جامع البيان: 19/526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون (31) فأغويناكم إنّا كنّا غاوين (32) فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون (33) إنّا كذلك نفعل بالمجرمين}.
يقول تعالى ذكره: فحقّ علينا قول ربّنا، فوجب علينا عذاب ربّنا، {إنّا لذائقون} يقول: إنّا لذائقون العذاب نحن وأنتم بما قدّمنا من ذنوبنا ومعصيتنا في الدّنيا؛ فهذا خبرٌ من اللّه عن قيل الجنّ والإنس.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فحقّ علينا قول ربّنا} الآية، قال: هذا قول الجنّ). [جامع البيان: 19/526-527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين (30) فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأغويناكم إنّا كنّا غاوين} يقول: فأضللناكم عن سبيل اللّه والإيمان به إنّا كنّا ضالّين؛ وهذا أيضًا خبرٌ من اللّه عن قيل الجنّ والإنس قال اللّه: {فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون} ). [جامع البيان: 19/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين (30) فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فأغويناكم} قال: الشياطين تقول {فأغويناكم} في الدنيا {إنا كنا غاوين} {فإنهم يومئذ} ومن أغووا في الدنيا {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/400]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون} يقول: فإنّ الإنس الّذين كفروا باللّه وأزواجهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه، والّذين أغووا الإنس من الجنّ يوم القيامة في العذاب مشتركون جميعًا في النّار، كما اشتركوا في الدّنيا في معصية اللّه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون} قال: هم والشّياطين). [جامع البيان: 19/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فأغويناكم} قال: الشياطين تقول {فأغويناكم} في الدنيا {إنا كنا غاوين} {فإنهم يومئذ} ومن أغووا في الدنيا {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/400] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إنّا كذلك نفعل بالمجرمين} يقول تعالى ذكره: إنّا هكذا نفعل بالّذين اختاروا معاصي اللّه في الدّنيا على طاعته، والكفر به على الإيمان، فنذيقهم العذاب الأليم، ونجمع بينهم وبين قرنائهم في النّار). [جامع البيان: 19/527]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلاّ اللّه يستكبرون (35) ويقولون أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعرٍ مجنونٍ (36) بل جاء بالحقّ وصدّق المرسلين}.
يقول تعالى ذكره: وإنّ هؤلاء المشركين باللّه الّذين وصف صفتهم في هذه الآيات كانوا في الدّنيا إذا قيل لهم: قولوا {لا إله إلاّ اللّه يستكبرون} يقول: يتعظّمون عن قيل ذلك ويتكبّرون؛ وترك من الكلام قولوا: اكتفاءً بدلالة الكلام عليه من ذكره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إذا قيل لهم لا إله إلاّ اللّه يستكبرون} قال: يعني المشركين خاصّةً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلاّ اللّه يستكبرون} قال: قال عمر بن الخطّاب: احضروا موتاكم، ولقّنوهم لا إله إلاّ اللّه، فإنّهم يرون ويسمعون). [جامع البيان: 19/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} قال: كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} لا يعقل قال: فحكى الله صدقه فقال {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} ). [الدر المنثور: 12/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله، وأنزل الله في كتابه وذكر قوما استكبروا فقال {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} وقال (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها) (الفتح الآية 26) وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله، استكبر عنها المشركون يوم الحديبية، يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية الهدنة). [الدر المنثور: 12/400-401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه قيل له: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال: بلى، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فمن جاء بأسنانه فتح له ومن لا لم يفتح له). [الدر المنثور: 12/401]

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويقولون أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعرٍ مجنونٍ} يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون من قريشٍ: أنترك عبادة آلهتنا {لشاعرٍ مجنونٍ}. يقول: لاتّباع شاعرٍ مجنونٍ - يعنون بذلك نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم - ونقول: لا إله إلاّ اللّه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ويقولون أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعرٍ مجنونٍ} يعنون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 19/528-529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين (30) فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} قال: كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} لا يعقل قال: فحكى الله صدقه فقال: {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} ). [الدر المنثور: 12/400] (م)

تفسير قوله تعالى: (بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بل جاء بالحقّ} وهذا خبرٌ من اللّه مكذّبًا للمشركين الّذين قالوا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: شاعرٌ مجنونٌ، كذبوا، ما محمّدٌ كما وصفوه به من أنّه شاعرٌ مجنونٌ، بل هو للّه نبيٌّ جاء بالحقّ من عنده، وهو القرآن الّذي أنزله عليه، وصدّق المرسلين الّذين كانوا من قبله.
وبمثل الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {بل جاء بالحقّ} بالقرآن {وصدّق المرسلين} أي صدّق من كان قبله من المرسلين). [جامع البيان: 19/529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين (30) فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} قال: كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} لا يعقل قال: فحكى الله صدقه فقال: {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} ). [الدر المنثور: 12/400] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّكم لذائقو العذاب الأليم (38) وما تجزون إلاّ ما كنتم تعملون (39) إلاّ عباد اللّه المخلصين (40) أولئك لهم رزقٌ معلومٌ}.
يقول تعالى ذكره لهؤلاء المشركين من أهل مكّة، القائلين لمحمّدٍ: شاعرٌ مجنونٌ {إنّكم} أيّها المشركون {لذائقو العذاب الأليم} الموجع في الآخرة). [جامع البيان: 19/529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين (30) فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقو العذاب الأليم (38) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون (39) إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وما تجزون} يقول: وما تثابون في الآخرة إذا ذقتم العذاب الأليم فيها {إلاّ} ثواب {ما كنتم تعملون} في الدّنيا من معاصي اللّه). [جامع البيان: 19/529]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 09:52 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} [الصافات: 27] الإنس والشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (27)}

أي: يسائل بعضهم بعضًا.). [معاني القرآن: 4/302]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا} قالت الإنس للشّياطين.
{قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] وقال مجاهدٌ: الكفّار بقوله للشّياطين.
{إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] وقال مجاهدٌ: الكفّار تقوله للشّياطين.
{إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] من قبل الدّين فصددتمونا عنه، وزيّنتم لنا الضّلالة في تفسير الكلبيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {عن اليمين} [الصافات: 28] من قبل الخير فتثبّطوننا عنه.
وتفسيرهما واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين}
يقول: كنتم تأتوننا من قبل الدّين، أي : تأتوننا تخدعوننا بأقوى الوجوه, واليمين: القدرة والقوّة.
وكذلك قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}: أي: بالقوّة , والقدرة.
وقال الشاعر:
إذا ما غاية رفعت لمجدٍ = تلقّاها عرابة باليمين
بالقدرة والقوّة.
وقد جاء في قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين} , يقول: ضربهم بيمينه التي قالها {وتالله لأكيدنّ أصنامكم}). [معاني القرآن: 2/384-385]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كنتم تأتوننا عن اليمين} أي : تخدعوننا , وتفتنوننا عن طاعة اللّه, وقد بينت هذا في كتاب «المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}.
يقول هذا المشركون يوم القيامة لقرنائهم من الشياطين: إنكم كنتم تأتوننا عن أيماننا، لأن إبليس قال: {لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} فشياطينهم تأتيهم من كل جهة من هذه الجهات بمعنى من الكيد والإضلال.
وقال المفسرون: فمن أتاه الشيطان من جهة اليمين: أتاه من قبل الدّين فلبّس عليه الحق.
ومن أتاه من جهة الشمال: أتاه من قبل الشّهوات.
ومن أتاه من بين يديه: أتاه من قبل التّكذيب بيوم القيامة والثواب والعقاب.
ومن أتاه من خلفه: خوّفه الفقر على نفسه وعلى من يخلّف بعده، فلم يصل رحما، ولم يؤدّ زكاة. فقال المشركون لقرنائهم: إنكم كنتم تأتوننا في الدنيا من جهة الدّين، فتشبّهون علينا فيه حتى أضللتمونا. فقال لهم قرناؤهم: {بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي: لم تكونوا على حق فنشبّهه عليكم ونزيلكم عنه إلى باطل). [تأويل مشكل القرآن: 348-349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين (28)}:هذا قول الكفار للذين أضلوهم, كنتم تخدعوننا بأقوى الأسباب، أي: كنتم تأتوننا من قبل الدّين ؛ فتروننا أن الدّين والحقّ ما تضلوننا به , وتزيّنون لنا ضلالتنا.). [معاني القرآن: 4/302]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (هذا قول الكفار للشياطين) .
وروى سعيد , عن قتادة قال : (هذا قول الإنس للجن , قالوا لهم : إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين, أي: من طريق الجنة تثبطوننا عنها , وتصدوننا).
وقيل : هذا قول التابعين للمتبعين
قال أبو جعفر : وهذا يشبه قوله تعالى: {وعن أيمانهم} .
روى علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس في قوله تعالى: {وعن أيمانهم} , قال: (أشبه عليهم أمر دينهم) .
قال أبو جعفر : وحقيقة معنى :{إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين }, والله أعلم : إنكم كنتم تأتوننا من الجهة التي هي أقوى الجهات , وهي جهة الدين , فتشككوننا فيه .
وقد قيل هذا في قوله جل وعز: {والسموات مطويات بيمينه} , وهو معروف في كلام العرب , والله أعلم بما أراد .
قال الشاعر:
=تلقاها عرابة باليمين
فردوا عليهم بأنهم كانوا ضالين , فقالوا : بل لم تكونوا مؤمنين , وما كان لنا عليكم من سلطان .
قال السدي: (أي من حجة).). [معاني القرآن: 6/21-23]


تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا} قالت الشّياطين للمشركين من الإنس.
{بل لم تكونوا مؤمنين {29} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي: لم تكونوا على حق فنشبّهه عليكم
ونزيلكم عنه إلى باطل). [تأويل مشكل القرآن: 348-349] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قالوا بل لم تكونوا مؤمنين (29)}

أي: إنما الكفر من قبلكم.). [معاني القرآن: 4/302]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} [الصافات: 30] كقوله {فإنّكم} [الصافات: 161] يا بني إبليس {وما تعبدون {161} ما أنتم عليه بفاتنين {162}} [الصافات: 161-162] ليس لكم سلطانٌ {إلا} على {من هو صال الجحيم} [الصافات: 163].
{بل كنتم قومًا طاغين} [الصافات: 30]، يعني: ضالّين، تفسير السّدّيّ، تقوله الشّياطين للمشركين من الإنس.
وقال السّدّيّ: {وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} [الصافات: 30] من ملكٍ فنقهركم به على الشّرك {بل كنتم قومًا طاغين} [الصافات: 30] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ}، أي: قدرة فنقهركم ونجبركم {بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ} ). [تأويل مشكل القرآن: 349]

تفسير قوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فحقّ علينا قول ربّنا} [الصافات: 31] هذا قول الشّياطين، والقول هاهنا هو قوله: {ولكن حقّ القول منّي} [السجدة: 13] صدق القول منّي {لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين} [السجدة: 13].
قال: {فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون} [الصافات: 31]، أي: العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} نحن وأنتم العذاب).[تأويل مشكل القرآن: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} يعني: نحن وأنتم ذائقون العذاب، وقد تقدم تفسير هذا). [تأويل مشكل القرآن: 423] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون (31)}: حقت علينا كلمة العذاب.

{إنّا لذائقون}: أي: إن الجماعة، المضل والضال في النار). [معاني القرآن: 4/302]

تفسير قوله تعالى: {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأغويناكم} [الصافات: 32] تقوله الشّياطين للمشركين، أي: فأضللناكم.
{إنّا كنّا غاوين} [الصافات: 32] ضالّين). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} يعني بالدعاء والوسوسة.
ومثل هذا قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}). [تأويل مشكل القرآن: 349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فأغويناكم إنّا كنّا غاوين (32)}

أي : أضللناكم , إنا كنا غاوين , ضالين.). [معاني القرآن: 4/302-303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {بل كنتم قوما طاغين أي ضالين فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون أي كلنا في العذاب فأغوينا كم إنا كنا غاوين}
أي: بالوسوسة والاستدعاء.). [معاني القرآن: 6/23]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون} [الصافات: 33] يقرن كلّ واحدٍ منهم هو وشيطانه
[تفسير القرآن العظيم: 2/829]
في سلسلةٍ واحدةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

تفسير قوله تعالى:{إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّا كذلك نفعل بالمجرمين} [الصافات: 34] بالمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّا كذلك نفعل بالمجرمين (34)}المجرمون: المشركون خاصة.). [معاني القرآن: 4/303]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون} [الصافات: 35] عنها.
ويقولون، يعني: المشركين إذا دعاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الإيمان). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ( {إذا قيل لهم لا إله إلاّ اللّه}: مجازها: إذا قيل لهم: قولوا : لا إله إلا الله.).[مجاز القرآن: 2/168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلّا اللّه يستكبرون (35)}
يعني : عن توحيد اللّه عزّ وجلّ، وألّا يجعلوا الأصنام آلهة.). [معاني القرآن: 4/303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون}
أي : عن توحيد الله جل وعز.). [معاني القرآن: 6/23]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعرٍ مجنونٍ} [الصافات: 36] يعنون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أي: لا نفعل). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {بل جاء بالحقّ} [الصافات: 37]، يعني: بالتّوحيد، تفسير السّدّيّ.
{وصدّق المرسلين} [الصافات: 37] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّكم لذائقو العذاب الأليم} [الصافات: 38] الموجع، يقوله للمشركين، يعني: عذاب جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّكم لذائقو العذاب الأليم، إلاّ عباد اللّه المخلصين }: تقول العرب: إنكم لذاهبون إلا زيداً.). [مجاز القرآن: 2/168]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) }

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 09:57 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى:{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}: قال: من طريق الدين). [مجالس ثعلب: 159]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) }

تفسير قوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) }

تفسير قوله تعالى: {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين * فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين * فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون * إنا كذلك نفعل بالمجرمين}
هذه الجماعة التي يقبل بعضها على بعض هي جن وإنس، قاله قتادة: وتساؤلهم هو على معنى التقريع واللوم والسخط، والقائلون: إنكم كنتم تأتوننا إما أن يكون الإنس للشياطين، وهذا قول مجاهد، وابن زيد، أو ضعفة الإنس للكبراء والقادة. واضطرب المتأولون في معنى قولهم: "عن اليمين"، وعبر ابن زيد عنه بطريق الجنة والخير، ونحو هذا من العبارات التي تفسر بالمعنى لا تختص بنفس اللفظة، وبعضهم نحا في تفسير الآية إلى ما يختصها، والذي يتحصل من ذلك معان: منها أن يريد باليمين: القوة والشدة، فكأنهم قالوا: إنكم كنتم تغووننا بقوة منكم، وتحملوننا على طريق الضلالة بمتابعة منكم في شدة، فعبر عن هذه المعاني باليمين، كقول العرب: "بيدين ما أورد"، وكما قالوا: "اليد" - في غير موضع - عن القوة، وقد ذهب بعض الناس ببيت الشماخ هذا المذهب، وهو قوله:
إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين
فقالوا: معناه: بقوة وعزيمة، وإلا فكل أحد كان يتلقاها بيمينه لو كانت الجارحة، وأيضا فإنما استعار الراية للمجد فكذلك لم يرد باليمين الجارحة.
ومن المعاني التي تحتملها الآية أن يريدوا: إنكم كنتم تأتوننا من الجهة التي يحسنها تمويهكم وإغواؤكم، ويظهر فيها أنها جهة الرشد والصواب، فتصير عندنا كاليمين التي نتيمن بالسانح الذي يجيؤنا من قبلها، فكأنهم شبهوا أقوال هؤلاء المغوين بالسوانح التي هي عندهم محمودة، كأن التمويه في هذه الغوايات قد أظهر فيها ما يوشك أن يحمد به.
ومن المعاني التي تحتملها الآية أن يريدوا: إنكم كنتم تأتوننا، أي: تقطعون بنا عن أخبار الخير واليمين، فعبر عنها باليمين; إذ اليمين هي الجهة التي يتيمن بها وبكل ما فيها ومنها.
ومن المعاني التي تحتملها الآية أن يريدوا: إنكم كنتم تجيئوننا من جهة الشهوات وعدم النظر; والجهة الثقيلة من الإنسان هي اليمنى منه لأن كبده فيها، وجهة شماله فيها قلبه، وهي أخف، وهذا معنى قول الشاعر:
تركنا لهم شق الشمال
أي: نزلنا لهم عن طريق الهروب; لأن المنهزم إنما يرجع على شقه الأيسر، إذ هو أخف شقيه، وإذ قلب الإنسان في شماله وثم نظره، فكأن هؤلاء كانوا يأتون من جهة الشهوات والثقل، وأكثر ما يتمكن هذا التأويل مع إغواء الشياطين، وهو قلق مع إغواء بني آدم.
وقيل: المعنى: يحلفون لنا ويأتوننا إتيان من إذا حلف لنا صدقناه، فاليمين - على هذا -: القسم.
وقد ذهب بعض الناس في ذكر إبليس جهات بني آدم في قوله: {من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم} إلى ما ذكرناه من جهة الشهوات، فقال: ما بين يديه هي مغالطته فيما يراه، وما خلفه هي مسارقته في الخفاء، وعن يمينه هو جانب شهواته، وعن شماله هو نظره بقلبه وتحذيره فقد يغلبه الشيطان فيه، وهذا فيمن جعله في جهات ابن آدم الخاصة لديه، ومنهم من جعلها في جهات أموره وشؤونه فيتسع التأويل على هذا).[المحرر الوجيز: 7/ 278-280]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن قول الجن المجيبين لهؤلاء: {بل لم تكونوا مؤمنين} كما ذكرتم، بل كان لكم اكتساب الكفر والبصيرة فيه، وإنما حملناكم على ما حملنا عليه أنفسنا، وما كان لنا عليكم حجة ولا قوة إلا طغيانكم وإرادتكم الكفر، فقد حق القول على جميعنا، وتعين العذاب لنا، وإنا جميعا لذائقون. والذوق هنا مستعار، وبنحو هذا فسر قتادة وغيره أنه قول الجن إلى "غاوين"). [المحرر الوجيز: 7/ 280]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر الله تعالى أنهم اشتركوا جميعا في العذاب وحصلوا فيه، وأن هذا فعله بأهل الجرم واحتقاب الإثم والكفر).[المحرر الوجيز: 7/ 280]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أإنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون * بل جاء بالحق وصدق المرسلين * إنكم لذائقو العذاب الأليم * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون * إلا عباد الله المخلصين}
هؤلاء أهل الجرم الذين جهلوا الله سبحانه، وعظموا أصناما وأوثانا، فإذا قيل: "لا إله إلا الله" - وهي كلمة الحق والعروة الوثقى - أصابهم كبر، وعظم عليهم أن يتركوا أصنامهم وأصنام آبائهم، ونحو هذا كان قيل عن أبي طالب إذ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيعم، قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله"، فقال أبو جهل: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال آخر ما قال: أنا على ملة عبد المطلب. وبعرضه عليه الصلاة والسلام قول لا إله إلا الله جرت السنة في تلقين الموتى المحتضرين ليخالفوا الكفرة ويخضعوا لها). [المحرر الوجيز: 7/ 280-281]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأما الطائفة التي قالت: أإنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون فهي من قريش، وإشارتهم بالشاعر المجنون هي إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فرد الله تعالى عليهم، أي: ليس الأمر كما قالوا من أنه شاعر، بل جاء بالحق من عند الله، وصدق الرسل المتقدمة له كموسى وعيسى وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام). [المحرر الوجيز: 7/ 281]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى مخاطبا لهم - ويجوز أن يكون التأويل: قل لهم يا محمد -: {إنكم لذائقو العذاب الأليم}، وقرأ قوم (العذاب)، نصبا ووجهها أنه أراد: "لذائقون"، فحذف النون تخفيفا، وهي قراءة قد لحنت، وقرأ أبو السمال: [لذائق] بالتنوين، [العذاب] بالنصب. و"الأليم": المؤلم). [المحرر الوجيز: 7/ 281]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أعلمهم أن ذلك جزاء لهم بأعمالهم واكتسابهم).[المحرر الوجيز: 7/ 281]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون (27) قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين (28) قالوا بل لم تكونوا مؤمنين (29) وما كان لنا عليكم من سلطانٍ بل كنتم قومًا طاغين (30) فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون (31) فأغويناكم إنّا كنّا غاوين (32) فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون (33) إنّا كذلك نفعل بالمجرمين (34) إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون (35) ويقولون أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعرٍ مجنونٍ (36) بل جاء بالحقّ وصدّق المرسلين (37)}
يذكر تعالى أنّ الكفّار يتلاومون في عرصات القيامة، كما يتخاصمون في دركات النّار، {فيقول الضّعفاء للّذين استكبروا إنّا كنّا لكم تبعًا فهل أنتم مغنون عنّا نصيبًا من النّار. قال الّذين استكبروا إنّا كلٌّ فيها إنّ اللّه قد حكم بين العباد} [غافرٍ:47، 48]. وقال: {ولو ترى إذ الظّالمون موقوفون عند ربّهم يرجع بعضهم إلى بعضٍ القول يقول الّذين استضعفوا للّذين استكبروا لولا أنتم لكنّا مؤمنين. قال الّذين استكبروا للّذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين. وقال الّذين استضعفوا للّذين استكبروا بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الّذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} [سبأ:31-33]. قالوا لهم ههنا: {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: يقولون: كنتم تقهروننا بالقدرة منكم علينا، لأنّا كنّا أذلّاء وكنتم أعزّاء.
وقال مجاهدٌ: يعني: عن الحقّ، الكفّار تقوله للشّياطين.
وقال قتادة: قالت الإنس للجنّ: {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير، فتنهونا عنه وتبطئونا عنه.
وقال السّدّيّ تأتوننا [عن اليمين] من قبل الحقّ، تزيّنون لنا الباطل، وتصدّونا عن الحقّ.
وقال الحسن في قوله: {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} إي واللّه، يأتيه عند كلّ خيرٍ يريده فيصدّه عنه.
وقال ابن زيدٍ: معناه تحولون بيننا وبين الخير، ورددتمونا عن الإسلام والإيمان والعمل بالخير الّذي أمرنا به.
وقال يزيد الرشك: من قبل "لا إله إلّا اللّه". وقال خصيف: يعنون من قبل ميامنهم. وقال عكرمة {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين}، قال: من حيث نأمنكم). [تفسير ابن كثير: 7/ 10-11]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} تقول القادة من الجنّ، والإنس للأتباع: ما الأمر كما تزعمون؟ بل كانت قلوبكم منكرةً للإيمان، قابلةً للكفر والعصيان). [تفسير ابن كثير: 7/ 11]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} أي: من حجّةٍ على صحّة ما دعوناكم إليه، {بل كنتم قومًا طاغين} أي: بل كان فيكم طغيانٌ ومجاوزةٌ للحقّ، فلهذا استجبتم لنا وتركتم الحقّ الّذي جاءتكم به الأنبياء، وأقاموا لكم الحجج على صحّة ما جاءوكم به، فخالفتموهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 11]

تفسير قوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون فأغويناكم إنّا كنّا غاوين}، يقول الكبراء للمستضعفين: حقّت علينا كلمة اللّه: إنّا من الأشقياء الذّائقين العذاب يوم القيامة، {فأغويناكم} أي: دعوناكم إلى الضّلالة، {إنّا كنّا غاوين} أي: دعوناكم إلى ما نحن فيه، فاستجبتم لنا). [تفسير ابن كثير: 7/ 11]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون} أي: الجميع في النّار، كلٌّ بحسبه).[تفسير ابن كثير: 7/ 11]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا كذلك نفعل بالمجرمين إنّهم كانوا} أي: في الدّار الدّنيا {إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون} أي: يستكبرون أن يقولوها، كما يقولها المؤمنون.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو عبيد اللّه ابن أخي ابن وهب، حدّثنا عمّي، حدّثنا اللّيث، عن ابن مسافر -يعني عبد الرّحمن بن خالدٍ-عن ابن شهابٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فمن قال: لا إله إلّا اللّه فقد عصم منّي ماله ونفسه إلّا بحقّه، وحسابه على الله، وأنزل الله في كتابه -وذكر قومًا استكبروا- فقال: {إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون}.
وقال ابن أبي حاتمٍ أيضًا: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد، عن سعيدٍ الجريري، عن أبي العلاء قال: يؤتى باليهود يوم القيامة فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: اللّه وعزيرًا. فيقال لهم: خذوا ذات الشّمال، ثمّ يؤتى بالنّصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: نعبد اللّه والمسيح. فيقال لهم: خذوا ذات الشّمال. ثمّ يؤتى بالمشركين فيقال لهم: "لا إله إلّا اللّه"، فيستكبرون. ثمّ يقال لهم: "لا إله إلّا اللّه"، فيستكبرون. ثمّ يقال لهم: "لا إله إلّا اللّه" فيستكبرون. فيقال لهم: خذوا ذات الشّمال -قال أبو نضرة: فينطلقون أسرع من الطّير-قال أبو العلاء: ثمّ يؤتى بالمسلمين فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنّا نعبد اللّه. فيقال لهم: هل تعرفونه إذا رأيتموه؟ فيقولون: نعم. فيقال لهم: فكيف تعرفونه ولم تروه؟ قالوا: نعلم أنّه لا عدل له. قال: فيتعرّف لهم تبارك وتعالى، وينجي الله المؤمنين).[تفسير ابن كثير: 7/ 11]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويقولون أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعرٍ مجنونٍ} أي: أنحن نترك عبادة آلهتنا وآلهة آبائنا عن قول [هذا] الشّاعر المجنون، يعنون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟! قال اللّه تعالى تكذيبًا لهم، وردًّا عليهم: {بل جاء بالحقّ} يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جاء بالحقّ في جميع شرعة اللّه له من الإخبار والطّلب، {وصدّق المرسلين} أي: صدّقهم فيما أخبروه عنه من الصّفات الحميدة، والمناهج السّديدة، وأخبر عن اللّه في شرعه [وقدره] وأمره كما أخبروا، {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرّسل من قبلك} الآية [فصّلت:43]). [تفسير ابن كثير: 7/ 12]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّكم لذائقو العذاب الأليم (38) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون (39) إلا عباد اللّه المخلصين (40) أولئك لهم رزقٌ معلومٌ (41) فواكه وهم مكرمون (42) في جنّات النّعيم (43) على سررٍ متقابلين (44) يطاف عليهم بكأسٍ من معينٍ (45) بيضاء لذّةٍ للشّاربين (46) لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون (47) وعندهم قاصرات الطّرف عينٌ (48) كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ (49)}
يقول تعالى مخاطبًا للنّاس: {إنّكم لذائقو العذاب الأليم. وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}، ثمّ استثنى من ذلك عباده المخلصين، كما قال تعالى {والعصر. إنّ الإنسان لفي خسرٍ. إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [العصر:1-3]، وقال: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ. ثمّ رددناه أسفل سافلين. إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [التّين:4-6]، وقال: {وإن منكم إلا واردها كان على ربّك حتمًا مقضيًّا. ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} [مريم:71، 72]، وقال: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ. إلا أصحاب اليمين} [المدّثّر:38، 39] ولهذا قال هاهنا: {إلا عباد اللّه المخلصين} أي: ليسوا يذوقون العذاب الأليم، ولا يناقشون في الحساب، بل يتجاوز عن سيّئاتهم، إن كان لهم سيّئاتٌ، ويجزون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، إلى ما يشاء اللّه تعالى من التّضعيف). [تفسير ابن كثير: 7/ 12]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة