العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1434هـ/2-04-2013م, 04:09 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة النجم [ من الآية (1) إلى الآية (11) ]

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 04:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والنجم إذا هوى قال تلا النبي والنجم إذا هوى فقال ابن أبي لهب حسبت أنه قال اسمه عتبة بن أبي لهب كفرت برب النجم فقال النبي احذر لا يأكلك كلب الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/250]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وأخبرني ابن طاوس عن أبيه قال: قال النبي أما يخاف أن يسلط الله عليه كلبه فخرج ابن أبي لهب مع أناس في سفر حتى إذا كانوا ببعض الطريق سمعوا صوت الأسد فقال ما هو إلا يريدني فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم حتى إذا ناموا جاء الأسد فأخذ بهامته). [تفسير عبد الرزاق: 2/250]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى والنجم إذا هوى قال الثريا إذا غابت.
أنا ابن مجاهد عن أبيه مثله). [تفسير عبد الرزاق: 2/250]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال الحسن: {إذا هوى} [النجم: 1] : «غاب»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال الحسن إذا هوى غاب وصله عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة عنه). [فتح الباري: 8/606]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والمراد بالنّجم الثريا في قول مجاهد أخرجه ابن عيينة في تفسيره عن بن أبي نجيحٍ عنه وقال أبو عبيدة النّجم والنّجوم ذهب إلى لفظ الواحد وهو بمعنى الجميع قال الشّاعر:
وباتت تعدّ النّجم في مستجرّه
قال الطّبريّ هذا القول له وجهٌ ولكن ما أعلم أحدًا من أهل التّأويل قاله والمختار قول مجاهدٍ ثمّ روى من وجهٍ آخر عن مجاهدٍ أنّ المراد به القرآن إذا نزل ولابن أبي حاتمٍ بلفظ النّجم نجوم القرآن). [فتح الباري: 8/604]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال الحسن إذا هوى غاب وقال ابن عبّاس أغنى وأقنى أعطى فأرضى
أما قول الحسن فقال عبد أنا عبد الرّزّاق ثنا معمر عن قتادة عن الحسن به). [تغليق التعليق: 4/324] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والواو في: والنجم، للقسم، والنجم: الثريا. قاله ابن عبّاس والعرب تسمي الثريا نجما وإن كانت في العدد نجوما. وعن مجاهد نجوم السّماء كلها حين تغرب لفظه واحد ومعناه جمع، وسمى الكوكب نجما لطلوعه، وكل طالع نجم). [عمدة القاري: 19/195]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال الحسن: إذا هوى: غاب
أي: قال الحسن البصريّ في قوله تعالى: {والنجم إذا هوى} (النّجم: 1) معناه: إذا غاب، وكذا رواه عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة عن الحسن، ويقال: إذا سقط الهوى السّقوط والنّزول، يقال: هوى يهوي هويا، مثل مضى يمضي مضيا، وعن جعفر الصّادق، رضي الله تعالى عنه {والنجم إذا هوى} يعني: محمّدًا صلى الله عليه وسلم إذا نزل من السّماء ليلة المعراج). [عمدة القاري: 19/197]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال الحسن) البصري فيما وصله عبد الرزاق ({إذا هوى}) في قوله تعالى: {والنجم إذا هوى} [النجم: 1] أي (غاب) أو انتثر يوم القيامة أو انقض أو طلع والنجم الثريا). [إرشاد الساري: 7/359]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والنّجم إذا هوى (1) ما ضلّ صاحبكم وما غوى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {والنّجم إذا هوى}. فقال بعضهم: عنى بالنّجم: الثّريّا، وعنى بقوله: {إذا هوى}: إذا سقط، قالوا: تأويل الكلام: والثّريّا إذا سقطت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {والنّجم إذا هوى} قال: إذا سقطت الثّريّا مع الفجر.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان {والنّجم إذا هوى} قال: الثّريّا.
وقال مجاهدٌ: {والنّجم إذا هوى} قال: سقوط الثّريّا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والنّجم إذا هوى} قال: إذا انصبّ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: والقرآن إذا نزل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني زياد بن عبد اللّه الحسّانيّ أبو الخطّاب قال: حدّثنا مالك بن سعيرٍ قال: حدّثنا الأعمش، عن مجاهدٍ، في قوله: {والنّجم إذا هوى} قال: القرآن إذا نزل.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والنّجم إذا هوى (1) ما ضلّ صاحبكم وما غوى} قال: قال عتبة بن أبي لهبٍ: كفرت بربّ النّجم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أما تخاف أن يأكلك كلب اللّه قال: فخرج في تجارةٍ إلى اليمن، فبينا هم قد عرّسوا، إذ سمع صوت الأسد، فقال لأصحابه: إنّي مأكولٌ، فأحدقوا به، وضرب على أصمختهم فناموا، فجاء حتّى أخذه، فما سمعوا إلاّ صوته.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ قال: حدّثنا معمرٌ، عن قتادة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تلا: {والنّجم إذا هوى} فقال ابنٌ لأبي لهبٍ حسبته قال: اسمه عتبة: إنّي كفرت بربّ النّجم، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: احذر لا يأكلك كلب اللّه. قال: فضرب هامته.
- قال: وقال ابن طاوسٍ عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ألا تخاف أن يسلّط اللّه عليك كلبه؟ فخرج ابن أبي لهبٍ مع ناسٍ في سفرٍ حتّى إذا كانوا في بعض الطّريق سمعوا صوت الأسد، فقال: ما هو إلاّ يريدني، فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم، حتّى إذا ناموا جاء الأسد فأخذه من بينهم.
وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول: عنى بقوله: {والنّجم} والنّجوم وقال: ذهب إلى لفظ الواحد، وهو في معنى الجميع، واستشهد لقوله ذلك ببيت راعي الإبل.
فباتت تعدّ النّجم في مستحيرةٍ سريعٌ بأيدي الٍآكلين جمودها.
والصّواب من القول في ذلك عندي ما قاله مجاهدٌ من أنّه عنى بالنّجم في هذا الموضع: الثّريّا، وذلك أنّ العرب تدعوها النّجم، والقول الّذي قاله من حكينا عنه من أهل البصرة قولٌ لا نعلم أحدًا من أهل التّأويل قاله، وإن كان له وجهٌ، فلذلك تركنا القول به). [جامع البيان: 22/5-7]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والنجم إذا هوى يعني الثريا إذا سقط مع الفجر). [تفسير مجاهد: 2/627]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 4.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والنجم إذا هوى} قال: الثريا إذا غابت وفي لفظ إذا سقطت مع الفجر وفي لفظ قال: الثريا إذا وقعت). [الدر المنثور: 14/7]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والنجم إذا هوى} قال: الثريا إذا تدلت). [الدر المنثور: 14/7]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والنجم إذا هوى} قال: إذا انصب). [الدر المنثور: 14/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن الحسن رضي الله عنه {والنجم إذا هوى} قال: إذا غاب). [الدر المنثور: 14/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والنجم إذا هوى} قال: القرآن إذا نزل). [الدر المنثور: 14/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن معمر عن قتادة رضي الله عنه {والنجم إذا هوى} قال: قال عتبة بن أبي لهب: إني كفرت برب النجم قال معمر: فأخبرني ابن طاووس عن أبيه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له: أما تخاف أن يسلط الله عليك كلبه فخرج ابن أبي لهب مع الناس في سفر حتى إذا كانوا ببعض الطريق سمعوا صوت الأسد فقال: ما هو إلا يريدني فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم حتى إذا ناموا جاء الأسد فأخذ هامته). [الدر المنثور: 14/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما نزلت {والنجم إذا هوى} قال عتبة بن أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم: إني كفرت برب النجم إذا هوى فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اللهم أرسل عليه كلبا من كلابك قال: فقال ابن عباس رضي الله عنهما: فخرج إلى الشام في ركب فيهم هبار بن الأسود حتى إذا كانوا بوادي الغاضرة وهي مسبعة نزلوا ليلا فافترشوا صفا واحدا فقال عتبة: أتريدون أن تجعلوا حجزة لا والله لا أبيت إلا وسطكم فما أنبهني إلا السبع يشم رؤوسهم رجلا رجلا حتى انتهى إليه فالتفت أنيابه في صدغيه). [الدر المنثور: 14/8-9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم عن طاووس قال: لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {والنجم إذا هوى} قال عتبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلط الله عليه كلبا من كلابه). [الدر المنثور: 14/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم عن أبي الضحى رضي الله عنه قال: قال ابن أبي لهب: هو يكفر بالذي قال {والنجم إذا هوى} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عسى أن يرسل
عليه كلبا من كلابه فبلغ ذلك أباه فأوصى أصحابه إذا نزلتم منزلا فاجعلوه وسطكم ففعلوا حتى إذا كان ليلة بعث الله عليه سبعا فقتله). [الدر المنثور: 14/9-10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والنجم إذا هوى ما ضل} قال: أقسم الله أنه ما ضل محمد وما غوى). [الدر المنثور: 14/10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والنجم إذا هوى} قال: أقسم الله لك بنجوم القرآن ما ضل محمد صلى الله عليه وسلم وما غوى). [الدر المنثور: 14/10]

تفسير قوله تعالى: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما ضلّ صاحبكم وما غوى} يقول تعالى ذكره: ما جار صاحبكم أيّها النّاس عن الحقّ ولا زال عنه، ولكنّه على استقامةٍ وسدادٍ.
ويعني بقوله: {وما غوى}: وما صار غويًّا، ولكنّه رشيدٌ سديدٌ؛ يقال: غوى يغوي من الغيّ، وهو غاو، وغوي يغوى من اللّبن: إذا بشم وقوله: {ما ضلّ صاحبكم} جواب قسم والنّجم). [جامع البيان: 22/7-8]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: {إذا هوى} أي: إذا غاب وسقط قوله: {ما ضل صاحبكم} جواب القسم والصاحب هو محمّد صلى الله عليه وسلم). [عمدة القاري: 19/195]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلاّ وحيٌ يوحى (4) علّمه شديد القوى (5) ذو مرّةٍ فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وما ينطق محمّدٌ بهذا القرآن عن هواه {إن هو إلاّ وحيٌ يوحى} يقول: ما هذا القرآن إلاّ وحيٌ من اللّه يوحيه إليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما ينطق عن الهوى}: أي ما ينطق عن هواه). [جامع البيان: 22/8]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقيل: عني بقوله: {وما ينطق عن الهوى} بالهوى). [جامع البيان: 22/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {وما ينطق عن الهوى} قال: ما ينطق عن هواه {إن هو إلا وحي يوحى} قال: يوحي الله إلى جبريل ويوحي جبريل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد فشق عليهم قال حبة: إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول: أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك فقال رجل يومئذ: ما يألوا يرفع ابن عمه قال: فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا فلما فرغ قال: يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ثم قرأ {والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى}). [الدر المنثور: 14/10-11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطبراني والضياء عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر فقال رجل: يا رسول الله وما ربيعة من مضر قال: إنما أقول ما أقول). [الدر المنثور: 14/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه). [الدر المنثور: 14/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا أقول إلا حقا قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله قال: إني لا أقول إلا حقا). [الدر المنثور: 14/11]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إن هو إلاّ وحيٌ يوحى} قال: يوحي اللّه تبارك وتعالى إلى جبرائيل، ويوحي جبريل إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 22/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {وما ينطق عن الهوى} قال: ما ينطق عن هواه {إن هو إلا وحي يوحى} قال: يوحي الله إلى جبريل ويوحي جبريل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/10] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارمي عن يحيى بن أبي كثير قال: كان جبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن). [الدر المنثور: 14/12]

تفسير قوله تعالى: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {علّمه شديد القوى}: يقول تعالى ذكره: علّم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم هذا القرآن جبريل عليه السّلام.
وعنى بقوله: {شديد القوى} شديد الأسباب. والقوى: جمع قوّةٍ، كما الجثى: جمع جثوةٍ، والحبى: جمع حبوةٍ، ومن العرب من يقول: القوى: بكسر القاف، كما تجمع الرّشوة رشًا بكسر الرّاء، والحبوة حبًا وقد ذكر عن العرب أنّها تقول: رشوةٌ بضمّ الرّاء، ورشوةٌ بكسرها، فيجب أن يكون جمع من جمع ذلك رشًا بكسر الرّاء على لغة من قال في واحدها رشوةٌ بكسر الرّاء، وأن يكون جمع من جمع ذلك بضمّ الرّاء، على لغة من ضمّ الرّاء في واحدها، وإن جمع بالكسر من كان لغته من الضّمّ في الواحدة، أو بالضّمّ من كان من لغته الكسر، فإنّما هو حمل إحدى اللّغتين على الأخرى.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل في تأويل قوله: {علّمه شديد القوى}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {علّمه شديد القوى} يعني جبريل.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، {علّمه شديد القوى} قال: جبرائيل عليه السّلام.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، مثله). [جامع البيان: 22/8-10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 5 - 18.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الربيع رضي الله عنه في قوله {علمه شديد القوى} قال: جبريل). [الدر المنثور: 14/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {علمه شديد القوى} يعني جبريل {ذو مرة} قال: ذو خلق طويل حسن). [الدر المنثور: 14/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {علمه شديد القوى (5) ذو مرة} قال: ذو قوة جبريل). [الدر المنثور: 14/12]

تفسير قوله تعالى: (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {ذو مرّةٍ} [النجم: 6] : «ذو قوّةٍ»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ذو مرّةٍ ذو قوّةٍ وصله الفريابيّ بلفظ شديد القوى ذو مرّةٍ قوّة جبريل وقال أبو عبيدة ذو مرّةٍ أي شدّةٍ وإحكامٍ وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس في قوله ذو مرّة قال ذو خلقٍ حسنٍ). [فتح الباري: 8/604]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: ذو مرّةٍ: ذو قوّةٍ
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {ذو مرّة فاستوى} (النّجم: 6) أي: ذو قوّة شديدة، وعن أبي عبيدة: ذو شدّة، وهو جبريل، عليه السّلام، وعن عبّاس: ذو خلق حسن، وعن الكلبيّ: من قوّة جبريل، عليه السّلام، أنه اقتلع قريات قوم لوط، عليه السّلام، من الماء الأسود وحملها على جناحه ورفعها إلى السّماء ثمّ قلبها، وأصل المرة من أمررت الحبل إذا أحكمت فتله. قوله: (فاستوى) يعني: جبريل، وهوى. أي: محمّد، عليه السّلام، يعني: استوى مع محمّد، عليهما السّلام، ليلة المعراج بالأفق الأعلى وهو أقصى الدّنيا عند مطلع الشّمس في السّماء). [عمدة القاري: 19/195-196]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقال مجاهد: ({ذو مرة}) [النجم: 6] أي (ذو قوّة) في خلقه وزاد الفريابي عنه جبريل وقال ابن عباس منظر حسن فإن قلت قد علم كونه ذا قوّة بقوله شديد القوى فكيف يفسر ذو مرة بقوّة؟ أجيب: بأن ذو مرة بدل من شديد القوى لا وصف له أو المراد بالأول قوته في العلم، وبالثاني قوّة جسده فقدم العلمية على الجسدية). [إرشاد الساري: 7/358]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ذو مرّةٍ فاستوى}. اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {ذو مرّةٍ}. فقال بعضهم: معناه: ذو خلقٍ حسنٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ذو مرّةٍ} قال: ذو منظرٍ حسنٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ذو مرّةٍ فاستوى}: ذو خلقٍ طويلٍ حسنٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ذو قوّةٍ
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: ثني الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ذو مرّةٍ فاستوى} قال: ذو قوّةٍ: جبريل.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {ذو مرّةٍ} قال: ذو قوّةٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ذو مرّةٍ فاستوى} قال: ذو قوّةٍ، المرّة: القوّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، {ذو مرّةٍ فاستوى} جبريل عليه السّلام.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: عنى بالمرّة: صحّة الجسم وسلامته من الآفات والعاهات، والجسم إذا كان كذلك من الإنسان، كان قويًّا.
وإنّما قلنا إنّ ذلك كذلك، لأنّ المرّة واحدة المرر، وإنّما أريد به: ذو مرّةٍ سويّةٍ وإذا كانت المرّة صحيحةً، كان الإنسان صحيحًا ومنه قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا تحلّ الصّدقة لغنيٍّ، ولا لذي مرّةٍ سويٍّ).
وقوله جلّ ثناؤه: {فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى} يقول: فاستوى هذا الشّديد القوى وصاحبكم محمّدٌ بالأفق الأعلى، وذلك لمّا أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم استوى هو وجبريل عليهما السّلام بمطلع الشّمس الأعلى، وهو الأفق الأعلى، وعطف بقوله: {وهو} على ما في قوله: {فاستوى} من ذكر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، واكثر كلام العرب إذا أرادوا العطف في مثل هذا الموضع أن يظهروا كناية المعطوف عليه، فيقولوا: استوى هو وفلانٌ، وقلّما يقولون استوى وفلانٌ وذكر الفرّاء عن بعض العرب أنّه أنشده:
ألم تر أنّ النّبع يصلب عوده ولا يستوي والخروع المتقصّف.
فردّ الخروع على ما في يستوي من ذكر النّبع، ومنه قول اللّه: {أئذا كنّا ترابًا وآباؤنا} فعطف بالآباء على المكنيّ في كنّا من غير إظهار نحن، فكذلك قوله: {فاستوى وهو}، وقد قيل: إنّ المستوي: هو جبريل، فإن كان ذلك كذلك، فلا مؤنة في ذلك، لأنّ قوله: {وهو} من ذكر اسم جبريل، وكأنّ قائل ذلك وجّه معنى قوله: {فاستوى}: أي ارتفع واعتدل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع {ذو مرّةٍ فاستوى} هو جبريل عليه السّلام). [جامع البيان: 22/10-12]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ذو مرة يعني ذا قوة يعني جبريل عليه السلام). [تفسير مجاهد: 2/627]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {علمه شديد القوى} يعني جبريل {ذو مرة} قال: ذو خلق طويل حسن). [الدر المنثور: 14/12] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {علمه شديد القوى (5) ذو مرة} قال: ذو قوة جبريل). [الدر المنثور: 14/12] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم في قوله {ذو مرة} ذو خلق حسن). [الدر المنثور: 14/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن {ذو مرة} قال: ذو شدة في أمر الله قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان:
فدى أقر به إذ ضافني * وهنا قرى ذي مرة حازم). [الدر المنثور: 14/13]

تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى وهو بالأفق الأعلى قال بأفق المشرق الأعلى منهما). [تفسير عبد الرزاق: 2/250]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: (الأفق الأعلى) قال: يقال مطلع الشّمس). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 108]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {وهو بالأفق الأعلى}. قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وهو بالأفق الأعلى} والأفق: الّذي يأتي منه النّهار.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {وهو بالأفق الأعلى} قال: بأفق المشرق الأعلى بينهما.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، {وهو بالأفق الأعلى} يعني جبريل.
- قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع {وهو بالأفق الأعلى} قال: السّماء الأعلى، يعني: جبريل). [جامع البيان: 22/12-13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل في صورته إلا مرتين أما واحدة فإنه سأله أن يراه في صورته فأراه صورته فسد الأفق وأما الثانية فإنه كان معه حيث صعد فذلك قوله: {وهو بالأفق الأعلى} {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قال: خلق جبريل). [الدر المنثور: 14/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم). [الدر المنثور: 14/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح ينفض من ريشه التهاويل والدر والياقوت). [الدر المنثور: 14/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وهو بالأفق الأعلى} قال: مطلع الشمس). [الدر المنثور: 14/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وهو بالأفق الأعلى} قال: قال الحسن: الأفق الأعلى على أفق المشرق {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل {فكان قاب قوسين} قال: قيد قوسين {أو أدنى} قال: حيث الوتر من القوس الله من جبريل). [الدر المنثور: 14/14]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله {ثم دنا فتدلى} قالا هو جبريل {فكان قاب قوسين أو أدنى} قالا قيد قوسين). [تفسير عبد الرزاق: 2/250]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ دنا فتدلّى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى (10) ما كذب الفؤاد ما رأى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ثمّ دنا جبريل من محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فتدلّى إليه، وهذا من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، وإنّما هو: ثمّ تدلّى فدنا، ولكنّه حسن تقديم قوله: {دنا}، إذ كان الدّنوّ يدلّ على التّدلّي والتّدلّي على الدّنوّ، كما يقال: زارني فلانٌ فأحسن، وأحسن إليّ فزارني، وشتمني فأساء، وأساء فشتمني لأنّ الإساءة هي الشّتم: والشّتم هو الإساءة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، {ثمّ دنا فتدلّى} قال: جبريل.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ثمّ دنا فتدلّى} يعني: جبريل.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، {ثمّ دنا فتدلّى} قال: هو جبريل.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثمّ دنا الرّبّ من محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فتدلّى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يحيى بن الأمويّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن ابن عبّاسٍ، {ثمّ دنا} فتدلّى قال: دنا ربّه فتدلّى.
- حدّثنا الرّبيع قال: حدّثنا ابن وهبٍ، عن سليمان بن بلالٍ، عن شريك بن أبي نمرٍ قال: سمعت أنس بن مالكٍ، يحدّثنا عن ليلة أسري، برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه عرج جبرائيل برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى السّماء السّابعة، ثمّ علا به بما لا يعلمه إلاّ اللّه، حتّى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبّار ربّ العزّة فتدلّى حتّى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى اللّه إليه ما شاء، فأوحى اللّه إليه فيما أوحى خمسين صلاةٍ على أمّته كلّ يومٍ وليلةٍ، ثمّ ذكر الحديث). [جامع البيان: 22/13-15]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ثمّ دنا فتدلّى} [النجم: 8].
- «عن ابن عبّاسٍ {دنا فتدلّى} [النجم: 8] قال: هو محمّدٌ - صلّى اللّه عليه وسلّم - دنا فتدلّى إلى ربّه».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عطاء بن السّائب وقد اختلط). [مجمع الزوائد: 7/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الدلائل، وابن عساكر من طريق عروة عن هبار بن الأسود قال: كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابن أبي لهب: والله لأنطلقن إلى محمد فلأوذينه في ربه فانطلق حتى أتاه فقال: يا محمد هو يكفر بالذي {دنا فتدلى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أبعث عليه كلبا من كلابك). [الدر المنثور: 14/9] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وهو بالأفق الأعلى} قال: قال الحسن: الأفق الأعلى على أفق المشرق {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل {فكان قاب قوسين} قال: قيد قوسين {أو أدنى} قال: حيث الوتر من القوس الله من جبريل). [الدر المنثور: 14/14] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أول شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم خرج لبعض حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثلاثا ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء فقال: يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قول الله {والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى} إلى قوله {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل إلى محمد {فكان قاب قوسين أو أدنى} يقول: القاب نصف الأصبع {فأوحى إلى عبده ما أوحى} جبريل إلى عبد ربه). [الدر المنثور: 14/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ثم دنا فتدلى} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم دنا فتدلى إلى ربه عز وجل). [الدر المنثور: 14/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ثم دنا} قال دنا ربه {فتدلى}). [الدر المنثور: 14/15-16]

تفسير قوله تعالى: (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله {ثم دنا فتدلى} قالا هو جبريل {فكان قاب قوسين أو أدنى} قالا قيد قوسين). [تفسير عبد الرزاق: 2/250] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قاب قوسين} [النجم: 9] : «حيث الوتر من القوس»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قاب قوسين حيث الوتر من القوس سقط هذا لأبي ذرٍّ ووصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ بلفظه وقال أبو عبيدة قاب قوسين أي قدر قوسين أو أدنى أو أقرب). [فتح الباري: 8/604]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ذو مرّة ذو قوّة قاب قوسين حيث الوتر من القوس ضيزى عوجاء وأكدى قطع عطاءه ورب الشعرى هو مرزم الجوزاء الّذي وفى وفي ما فرض عليه أزفت الآزفة اقتربت السّاعة سامدون البرطمة وقال عكرمة يتغنون بالحميرية
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 النّجم {علمه شديد القوى} قال قوّة {ذو مرّة} فال جبريل {فكان قاب قوسين أو أدنى} 9 النّجم حيث الوتر من القوس). [تغليق التعليق: 4/321-322]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قاب قوسين حيث الوتر من القوس
هذا سقط من أبي ذر، وعن أبي عبيدة، أي قدر قوسين أو أدنى، أي: أقرب، وعن الضّحّاك، ثمّ دنا محمّد صلى الله عليه وسلم من ربه عز وجل فتدلّى فأهوى بالسّجود، فكان منه قاب قوسين أو أدنى، وقيل: معناه بل أدنى أي: بل أقرب منه، وقيل: ثمّ دنى محمّد صلى الله عليه وسلم من ساق العرش فتدلّى أي: جاوز الحجب والسرادقات لا نقلة مكان وهو قائم بإذن الله، عز وجل، وهو كالمتعلق بالشّيء لا يثبت قدمه على مكان، والقاب والقاد والقيد، عبارة عن مقدار الشّيء، والقاب ما بين القبضة والشية من القوس، وقال الواحدي: هذا قول جمهور المفسّرين إن المراد القوس الّتي يرمى بها. قال: وقيل: المراد بها الذّراع لأنّه يقاس بها الشّيء. قلت: يدل على صحة هذا القول ما رواه ابن مردويه بإسناد صحيح عن ابن عبّاس قال: القاب القدر، والقوسين الذراعين، وقد قيل: إنّه على القلب، والمراد: فكان قابي قوس). [عمدة القاري: 19/196]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({قاب قوسين}) [النجم: 9] أي (حيث الوتر من القوس) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي أيضًا وفيه مضافان محذوفان أي فكان مقدار مسافة قربه عليه الصلاة والسلام منه تعالى مثل مقدار مسافة قاب وهذا ساقط لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/358]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 9] «حيث الوتر من القوس»
- حدّثنا أبو النّعمان، حدّثنا عبد الواحد، حدّثنا الشّيبانيّ، قال: سمعت زرًّا، عن عبد اللّه، {فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: 10] ، قال: حدّثنا ابن مسعودٍ، «أنّه رأى جبريل له ستّ مائة جناحٍ»). [صحيح البخاري: 6/141]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب فكان قاب قوسين أو أدنى)
حيث الوتر من القوس تقدّم هذا التّفسير قريبًا عن مجاهدٍ وثبتت هذه التّرجمة لأبي ذرٍّ وحده وهي عند الإسماعيليّ أيضًا والقاب ما بين القبضة والسّية من القوس قال الواحديّ هذا قول جمهور المفسّرين أنّ المراد القوس الّتي يرمى بها قال وقيل المراد بها الذّراع لأنّه يقاس بها الشّيء قلت وينبغي أن يكون هذا القول هو الرّاجح فقد أخرج بن مردويه بإسناد صحيح عن بن عبّاسٍ قال القاب القدر والقوسين الذّراعان ويؤيّده أنّه لو كان المراد به القوس الّتي يرمى بها لم يمثّل بذلك ليحتاج إلى التّثنية فكان يقال مثلًا قاب رمحٍ أو نحو ذلك وقد قيل إنّه على القلب والمراد فكان قابي قوسٍ لأنّ القاب ما بين المقبض إلى السّية فلكلّ قوسٍ قابان بالنّسبة إلى خالفته وقوله أو أدنى أي أقرب قال الزّجّاج خاطب اللّه العرب بما ألفوا والمعنى فيما تقدرون أنتم عليه واللّه تعالى عالمٌ بالأشياء على ما هي عليه لا تردّد عنده وقيل أو بمعنى بل والتّقرير بل هو أقرب من القدر المذكور وسيأتي بيان الاختلاف في معنى قوله فتدلّى في كتاب التّوحيد إن شاء اللّه تعالى
- قوله حدثنا عبد الواحد هو بن زياد وسليمان هو الشّيبانيّ وزر هو بن حبيشٍ قوله عن عبد اللّه فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى قال حدثنا بن مسعودٍ أنّه رأى جبريل هكذا أورده والمراد بقوله عن عبد الله وهو بن مسعودٍ أنّه قال في تفسير هاتين الآيتين ما سأذكره ثمّ استأنف فقال حدثنا بن مسعود وليس المراد أن بن مسعودٍ حدّث عبد اللّه كما هو ظاهر السّياق بل عبد الله هو بن مسعودٍ وقد أخرجه في الباب الّذي يليه من وجهٍ آخر عن الشّيبانيّ فقال سألت زرًّا عن قوله فذكره ولا إشكال في سياقه وقد أخرجه أبو نعيمٍ في المستخرج من طريقٍ سليمان بن داود الهاشميّ عن عبد الواحد بن زيادٍ عن الشّيبانيّ قال سألت زرّ بن حبيشٍ عن قول اللّه فكان قاب قوسين أو أدنى فقال قال عبد اللّه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فذكره). [فتح الباري: 8/610]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {فكان قاب قوسين أو أدنى} (النّجم: 9) حيث الوتر من القوس)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {فكان قاب قوسين أو أدنى} ولم تثبت هذه التّرجمة إلاّ لأبي ذر وحده، وفي بعض النّسخ لم يذكر لفظ باب وقد تقدم تفسيره قريبا عن مجاهد.
- حدّثنا أبو النّعمان حدّثنا عبد الواحد حدّثنا الشّيبانيّ قال سمعت زرا عن عبد الله: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} (النّجم: 9، 01) قال حدّثنا ابن مسعودٍ أنّه رأى جبريل له ستمائة جناحٍ..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وأبو النّعمان محمّد بن الفضل السدوسي، وعبد الواحد هو ابن زياد، والشيباني هو سليمان بن أبي سليمان فيروز أبو إسحاق الكوفي، وزر، بكسر الزّاي وتشديد الرّاء، هو ابن حبيش، وعبد الله هو ابن مسعود.
والحديث قد مر في كتاب بدء الوحي في: باب الملائكة.
قوله: (عن عبد الله {فكان قاب قوسين} ) أراد أن عبد الله بن مسعود قال في تفسير هاتين الآيتين ما سأذكره ثمّ استأنف فقال: حدثنا ابن مسعود إلى آخره. قوله: (رأى جبريل) ، أي: رأى النّبي صلى الله عليه وسلم جبريل، عليه الصّلاة والسّلام. قوله: (ستّمائة جناح) ، جملة إسمية، وقعت حالا بدون الواو، وروي في غير رواية البخاريّ: يتناثر من ريشه الدّرّ والياقوت، وأخرجه النّسائيّ بلفظ يتناثر منها تهاويل الدّرّ والياقوت. قلت: التهاويل الأشياء المختلفة الألوان كان واحدها تهوال وأصله ممّا يهول الإنسان ويحيره). [عمدة القاري: 19/199]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب: {فكان قاب قوسين أو أدنى} حيث الوتر من القوس
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({فكان قاب قوسين أو أدنى}) [النجم: 9] أي (حيث الوتر من القوس) والدنوّ من الله لا حدّ له. قال القشيري في مفاتيح الحجج: أخبر الله بقوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} أنه -صلّى اللّه عليه وسلّم- بلغ من الرتبة والمنزلة القدر الأعلى مما لا يفهمه الخلق ولغير أبي ذر قوله تعالى: {قاب قوسين أو أدنى} وإسقاط ما بعده ولفظ باب.
- حدّثنا أبو النّعمان، حدّثنا عبد الواحد، حدّثنا الشّيبانيّ قال: سمعت زرًّا عن عبد اللّه {فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: حدّثنا ابن مسعودٍ أنّه رأى جبريل له ستّمائة جناحٍ.
وبه قال: (حدّثنا أبو النعمان) محمد بن الفضل السدوسي قال: (حدّثنا عبد الواحد) بن زياد قال: (حدّثنا الشيباني) بالشين المعجمة سليمان بن أبي سليمان فيروز الكوفي (قال: سمعت زرًّا)
بكسر الزاي وتشديد الراء ابن حبيش (عن عبد الله) بن مسعود في قوله ({فكان قاب قوسين أو أدنى}) أي أقرب ({فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال) زر (حدّثنا ابن مسعود عبد الله (أنه) -صلّى اللّه عليه وسلّم- (رأى جبريل له ستمائة جناح) أي مرتين كما سبق، وفي سائرها على صورة دحيّة الكلبي وغيره لأن في الملك قوة يتشكل بها في أي صورة أراد). [إرشاد الساري: 7/360]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أحمد بن منيعٍ، قال: حدّثنا عبّاد بن العوّام، قال: حدّثنا الشّيبانيّ، قال: سألت زرّ بن حبيشٍ، عن قوله عزّ وجلّ: {فكان قاب قوسين أو أدنى} فقال: أخبرني ابن مسعودٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رأى جبريل وله ستّ مائة جناحٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ). [سنن الترمذي: 5/247]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا سعيد بن يحيى بن سعيدٍ الأمويّ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن ابن عبّاسٍ، في قول الله: {ولقد رآه نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى} {فأوحى إلى عبده ما أوحى} {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال ابن عبّاسٍ: قد رآه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
هذا حديثٌ حسنٌ). [سنن الترمذي: 5/248] (م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى}
- أخبرنا أحمد بن منيعٍ، قال: حدّثنا عبّاد بن العوّام، قال: حدّثنا الشّيبانيّ، قال: سألت زرّ بن حبيشٍ عن قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 9]، فقال: أخبرني ابن مسعودٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رأى جبريل عليه السّلام له ستّمائة جناحٍ "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/275]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} يقول: فكان جبرائيل من محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على قدر قوسينٍ، أو أدنى من ذلك، يعني: أو أقرب منه، يقال فيه: هو منه قاب قوسين، وقيب قوسين، وقيد قوسين، وقاد قوسين، وقدى قوسين، كلّ ذلك بمعنى: قدر قوسين.
وقيل: إنّ معنى قوله: {فكان قاب قوسين} أنّه كان منه حيث الوتر من القوس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قاب قوسين} قال: حيث الوتر من القوس.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، {فكان قاب قوسين} قال: قيد قوسين وقال ذلك قتادة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، {فكان قاب قوسين} قال: قيد، أو قدر قوسين.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا أبو معاوية، عن إبراهيم بن طهمان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، {فكان قاب قوسين أو أدنى}: قال: دنا جبريل عليه السّلام منه حتّى كان قدر ذراعٍ أو ذراعين.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، {قاب قوسين أو أدنى} قال: ليست بهذه القوس، ولكن قدر الذّراعين أو أدنى؛ والقاب: هو القيد.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بقوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} فقال بعضهم: في ذلك بنحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن أبي الشّوارب قال: حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ قال: حدّثنا سليمان الشّيبانيّ قال: حدّثنا زرّ بن حبيشٍ قال: قال عبد اللّه في هذه الآية {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: رأيت جبريل له ستّ مئة جناحٍ.
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ السّكّريّ قال: حدّثنا خالد بن عبد اللّه، عن الشّيبانيّ، عن زرٍّ، عن ابن مسعودٍ، في قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: رأى جبرائيل ستّ مئة جناحٍ في صورته.
- حدّثنا محمّد بن عبيدٍ قال: حدّثنا قبيصة بن ليثٍ الأسديّ، عن الشّيبانيّ، عن زرّ بن حبيشٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جبريل عليه السّلام له ستّ مئة جناحٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا ابن وهبٍ قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: كان أوّل شأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه رأى في منامه جبريل عليه السّلام بأجياد، ثمّ إنّه خرج ليقضي حاجته، فصرخ به جبريل: يا محمّد؛ فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يمينًا وشمالاً، فلم ير شيئًا ثلاثًا؛ ثمّ خرج فرآه، فدخل في النّاس، ثمّ خرج، فرآه، فدخل في النّاس، ثمّ خرج أو قال: ثمّ نظر الطّبري يشكّ فرآه، فذلك قوله: {والنّجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى} إلى قوله: {فتدلّى} جبريل إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، {فكان قاب قوسين أو أدنى} يقول: القاب: نصف الأصبع وقال بعضهم: ذراعين كان بينهما.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الشّيبانيّ، عن زرّ بن حبيشٍ، عن ابن مسعودٍ {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: له ستّ مئة جناحٍ، يعني جبريل عليه السّلام.
- حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ قال: حدّثنا أبو أسامة قال: حدّثنا زكريّا، عن ابن أشرع، عن عامرٍ، عن مسروقٍ قال: قلت لعائشة: ما قوله: {ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} فقالت: إنّما ذاك جبريل، كان يأتيه في صورة الرّجال، وإنّه أتاه في هذه المرّة في صورته، فسدّ أفق السّماء.
وقال آخرون: بل الّذي دنا فكان قاب قوسين أو أدنى: جبريل من ربّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: اللّه من جبريل عليه السّلام.
وقال آخرون: بل كان الّذي كان قاب قوسين أو أدنى: محمّدٌ من ربّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن موسى بن عبيدة الحميريّ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن بعض، أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: قلنا يا نبيّ اللّه: هل رأيت ربّك؟ قال: لم أره بعينيّ، ورأيته بفؤادي مرّتين، ثمّ تلا {ثمّ دنا فتدلّى}.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم قال: أخبرنا النّضر، أخبرنا محمّد بن عمرو بن علقمة بن وقّاصٍ اللّيثيّ، عن كثيرٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لمّا عرج بي، مضى جبريل حتّى جاء الجنّة قال: فدخلت فأعطيت الكوثر، ثمّ مضى حتّى جاء السّدرة المنتهى، فدنا ربّك فتدلّى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى). [جامع البيان: 22/15-20]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شيبان عن عاصم بن أبي النجود عن ابن رزين قال القاب القيد والقوس يقول قيد ذراعين). [تفسير مجاهد: 2/627]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فكان قاب قوسين يقول حيث الوتر من القوس يعني ربه من جبريل عليه السلام). [تفسير مجاهد: 2/627-628]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: في قوله تعالى {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 9] وفي قوله تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: 11] وفي قوله تعالى: {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى} [النجم: 18] قال: فيها كلها: رأى جبريل عليه السلام، له ستمائة جناح - زاد في قوله تعالى: {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى} أي جبريل في صورته. كذا عند مسلم.
وعند البخاري في قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: رأى جبريل له ستمائة جناح.
ولم يذكر في سائر الآيات هذا، ولا ذكر منها غير ما أوردنا.
وفي رواية الترمذي: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السّماء والأرض.
وللبخاري، والترمذي في قوله: {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى} قال: رأى رفرفاً أخضر سدّ أفق السماء.
[شرح الغريب]
(قاب قوسين) قاب الشيء: قدره، والمعنى: فكان قرب جبريل من محمد صلى الله عليه وسلم قدر قوسين عربيتين، وقيل: قاب القوس: صدرها، حيث يشد عليه السير.
(رفرف) يقال: لأطراف الثياب والبسط وفضولها: رفارف ورفرف السحاب: هيدبه). [جامع الأصول: 2/367-368]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 9].
- عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 9] قال: القاب: القيد، والقوسين: الذّراعين.
رواه الطّبرانيّ، وفيه عاصم بن بهدلة وهو ضعيفٌ وقد يحسّن حديثه). [مجمع الزوائد: 7/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم). [الدر المنثور: 14/13] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح ينفض من ريشه التهاويل والدر والياقوت). [الدر المنثور: 14/14] (م)0
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وهو بالأفق الأعلى} قال: قال الحسن: الأفق الأعلى على أفق المشرق {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل {فكان قاب قوسين} قال: قيد قوسين {أو أدنى} قال: حيث الوتر من القوس الله من جبريل). [الدر المنثور: 14/14] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح). [الدر المنثور: 14/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أول شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم خرج لبعض حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثلاثا ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء فقال: يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قول الله {والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى} إلى قوله {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل إلى محمد {فكان قاب قوسين أو أدنى} يقول: القاب نصف الأصبع {فأوحى إلى عبده ما أوحى} جبريل إلى عبد ربه). [الدر المنثور: 14/15] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فكان قاب قوسين} قال: كان دنوه قدر قوسين ولفظ عبد بن حميد قال: كان بينه وبينه مقدار قوسين). [الدر المنثور: 14/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {فكان قاب قوسين} قال: دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين). [الدر المنثور: 14/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: القاب القيد والقوسين الذراعين). [الدر المنثور: 14/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قاب قوسين} قال: ذراعين القاب المقدار القوس الذراع). [الدر المنثور: 14/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عن شقيق بن سلمة في قوله {فكان قاب قوسين} قال ذراعين والقوس الذراع يقاس به كل شيء.
وأخرج عن سعيد بن جبير في الآية قال: الذراع يقاس به). [الدر المنثور: 14/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي إياس والفريابي والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله {قاب قوسين} قال: حيث الوتر من القوس يعني ربه). [الدر المنثور: 14/16-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وعكرمة قالا: دنا منه حتى كان بينه وبينه مثل ما بين كبدها إلى الوتر). [الدر المنثور: 14/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في السنة عن مجاهد رضي الله عنه {قاب قوسين} قال: قدر قوسين.
وأخرج الحسن في قوله {قاب قوسين} قال: من قسيكم هذه). [الدر المنثور: 14/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم اقترب من ربه {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: ألم تر إلى القوس ما أقربها من الوتر). [الدر المنثور: 14/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ذكر لنا أن القاب فضل طرف القوس على الوتر). [الدر المنثور: 14/17]

تفسير قوله تعالى: (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: 10]
- حدّثنا طلق بن غنّامٍ، حدّثنا زائدة، عن الشّيبانيّ، قال: سألت زرًّا عن قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: 10] ، قال: أخبرنا عبد اللّه: «أنّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم رأى جبريل له ستّ مائة جناحٍ»). [صحيح البخاري: 6/141]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله تعالى فأوحى إلى عبده ما أوحى)
ثبتت هذه التّرجمة لأبي ذرٍّ وحده وهي عند الإسماعيليّ أيضًا وأورد فيه حديث بن مسعودٍ المذكور في الّذي قبله
- قوله أنّه محمّدٌ الضّمير للعبد المذكور في قوله تعالى إلى عبده ووقع عند أبي ذرٍّ أنّ محمّدًا رأى جبريل وهذا أوضح في المراد والحاصل أن بن مسعودٍ كان يذهب في ذلك إلى أنّ الّذي رآه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم هو جبريل كما ذهبت إلى ذلك عائشة والتّقدير على رأيه فأوحى أي جبريل إلى عبده أي عبد اللّه محمّدٍ لأنّه يرى أنّ الّذي دنا فتدلّى هو جبريل وأنّه هو الّذي أوحى إلى محمّدٍ وكلام أكثر المفسّرين من السّلف يدلّ على أنّ الّذي أوحى هو اللّه أوحى إلى عبده محمّدٍ ومنهم من قال إلى جبريل قوله له ستّمائة جناحٍ زاد عاصمٌ عن زرٍّ في هذا الحديث يتناثر من ريشه التهاويل من الدّرّ والياقوت أخرجه النّسائيّ وبن مردويه ولفظ النّسائيّ يتناثر منها تهاويل الدّرّ والياقوت). [فتح الباري: 8/610-611]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} (النّجم: 10)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} ولم تثبت هذه التّرجمة إلاّ لأبي ذر وحده. قوله: (فأوحى) ، يعني: أوحى الله تعالى إلى عبده محمّد صلى الله عليه وسلم، وعن الحسن والربيع وابن زيد معناه: فأوحى جبريل، عليه الصّلاة والسّلام، إلى محمّد ما أوحي إليه ربه، وعن سعيد بن جبير: أوحى إليه الله {ألم يجدك يتيما} (الضّحى: 6) إلى قوله: {رفعنا لك ذكرك} (الشّرح: 4) وقيل: أوحى إليه أن الجنّة محرمة على الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام، حتّى تدخلها وعلى الأمم حتّى تدخلها أمتك.
- حدّثنا طلق بن غنّامٍ حدّثنا زائدة عن الشّيبانيّ قال سألت زرا عن قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} (النّجم: 9، 10) قال أخبرنا عبد الله أنّ محمّدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستّمائة جناحٍ.
هذا طريق آخر في الحديث السّابق أخرجه عن طلق، بفتح الطّاء المهملة وسكون اللّام وبالقاف ابن غنّام، بفتح الغين المعجمة وتشديد النّون أبو محمّد النّخعيّ الكوفي عن زائدة بن قدامة الكوفي عن سليمان الشّيبانيّ إلى آخره.
قوله: (أخبرنا عبد الله) ، هو عبد الله بن مسعود. قوله: (أن محمّدًا) ، هذا هكذا رواية أبي ذر، وعند غيره أنه محمّد. أي: أن العبد المذكور في قوله: عز وجل، إلى عبده، وحاصل هذا أن ابن مسعود كان يذهب في ذلك إلى أن الّذي رآه النّبي صلى الله عليه وسلم هو جبريل عليه الصّلاة والسّلام، كما ذهبت إلى ذلك عائشة، رضي الله تعالى عنها، والتّقدير على رأيه فأوحى جبريل، عليه الصّلاة والسّلام، إلى عبده أي: عبد الله محمّد لأنّه يرى أن الّذي دني فتدلّى هو جبريل وأنه هو الّذي أوحى إلى محمّد صلى الله عليه وسلم). [عمدة القاري: 19/199-200]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى}
(باب قوله) تعالى: ({فأوحى إلى عبده ما أوحى}) [النجم: 10] أي جبريل أوحى (باب قوله) تعالى: ({فأوحى إلى عبده ما أوحى}) [النجم: 10] أي جبريل أوحى إلى عبد الله محمد -صلّى اللّه عليه وسلّم- ما أوحى جبريل وفيه تفخيم للموحى به أو الله إليه وقيل الضمائر كلها الله قال جعفر بن محمد فيما رواه السلمي فأوحى إلى عبده قال بلا واسطة فيما بينه وبينه سرًّا إلى قلبه لا يعلم به أحد سواه. اهـ. وسقط الباب ولاحقه لغير أبي ذر.
- حدّثنا طلق بن غنّامٍ، حدّثنا زائدة عن الشّيبانيّ قال: سألت زرًّا عن قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: 9 - 10] قال: أخبرنا عبد اللّه أنّ محمّدًا -صلّى اللّه عليه وسلّم- رأى جبريل له ستّمائة جناحٍ.
وبه قال: (حدّثنا طلق بن غنام) بفتح الطاء المهملة وسكون اللام وبعدها قاف وغنام بفتح الغين المعجمة وتشديد النون النخعي قال: (حدّثنا زائدة) بن قدامة الكوفي (عن الشيباني) سليمان أنه (قال: سألت زرًّا) هو ابن حبيش (عن قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: أخبرنا عبد الله) بن مسعود (أن محمدًا -صلّى اللّه عليه وسلّم- رأى جبريل) ولأبي ذر أنه محمد رأى جبريل صلى الله عليهما وسلم (له ستمائة جناح) وزاد النسائي يتناثر منها تهاويل من الدرّ والياقوت وهذا الذي ذهب إليه ابن مسعود هو مذهب عائشة). [إرشاد الساري: 7/360]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: فأوحى اللّه إلى عبده محمّدٍ وحيه، وجعلوا قوله: {ما أوحى} بمعنى المصدر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ قال: حدّثنا أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: عبده محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فأوحى جبريل إلى عبده محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ما أوحى إليه ربّه.
وقد يتوجّه على هذا التّأويل ما لوجهين: أحدهما: أن تكون بمعنى الّذي فيكون معنى الكلام فأوحى إلى عبده الّذي أوحاه إليه ربّه والآخر: أن تكون بمعنى المصدر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ قال: ثني أبي، عن قتادة، {فأوحى إلى عبده ما أوحى}، قال الحسن: جبريل.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، {فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: على لسان جبريل.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، مثله.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: أوحى جبريل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما أوحى اللّه إليه.
وأولى القولين في ذلك عندنا بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فأوحى جبريل إلى عبده محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ما أوحى إليه ربّه، لأنّ افتتاح الكلام جرى في أوّل السّورة بالخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعن جبريل عليه السّلام، وقوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} في سياق ذلك ولم يأت ما يدلّ على انصراف الخبر عنهما، فيوجّه ذلك إلى ما صرف إليه). [جامع البيان: 22/20-21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أول شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم خرج لبعض حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثلاثا ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء فقال: يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قول الله {والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى} إلى قوله {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل إلى محمد {فكان قاب قوسين أو أدنى} يقول: القاب نصف الأصبع {فأوحى إلى عبده ما أوحى} جبريل إلى عبد ربه). [الدر المنثور: 14/15] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: عبده محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في السنة والحكيم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت النور الأعظم ولط دوني بحجاب رفرفه الدر والياقوت فأوحى الله إلي ما شاء أن يوحي). [الدر المنثور: 14/17-18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد قال: لما صعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى قال: فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجدا فلم يزل يسبحه تسبيحات ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت فخيل إلي أن ما بين عينيه قد سد الأفقين وكنت لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي وكنت أحيانا لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربال). [الدر المنثور: 14/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر أن جبريل كان يأتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي). [الدر المنثور: 14/18]

تفسير قوله تعالى: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى ما كذب الفؤاد ما رأى قالا رأى جبريل في صورته التي هي صورته قالا وهو الذي رآه نزله أخرى). [تفسير عبد الرزاق: 2/251]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قال رآه بقلبه). [تفسير عبد الرزاق: 2/251]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، وابن أبي رزمة، وأبو نعيمٍ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه بقلبه.
هذا حديثٌ حسنٌ). [سنن الترمذي: 5/249]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا وكيعٌ، ويزيد بن هارون، عن يزيد بن إبراهيم التّستريّ، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيقٍ، قال: قلت لأبي ذرٍّ: لو أدركت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لسألته، فقال: عمّا كنت تسأله، قلت: أسأله هل رأى محمّدٌ ربّه؟ فقال: قد سألته فقال: نورٌ، أنّى أراه ‍‍".
هذا حديثٌ حسنٌ). [سنن الترمذي: 5/249]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى، وابن أبي رزمة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الله، {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم جبريل في حلّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السّماء والأرض.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/249]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعودٍ، في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: 11]، قال: «رأى جبريل عليه السّلام في حلّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السّماء والأرض»
- أخبرنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا يزيد يعني ابن زريعٍ، قال: حدّثنا داود، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، قال: كنت عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاثٌ من تكلّم بواحدةٍ منهنّ فقد أعظم على الله الفرية: من زعم أنّ محمّدًا رأى ربّه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متّكئًا فجلست، فقلت: يا أمّ المؤمنين، ألم يقل الله {ولقد رآه بالأفق المبين} [التكوير: 23]، {ولقد رآه نزلةً أخرى} [النجم: 13] ؟، فقالت: " إنّي أوّل من سأل عن هذه الآية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «إنّما ذلك جبريل عليه السّلام، لم أره في صورته الّتي خلق عليها إلّا هاتين المرّتين، رأيته منهبطًا من السّماء سادًّا، عظم خلقه ما بين السّماء والأرض»، ثمّ قالت: أولم تسمع إلى قول الله تبارك وتعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير} [الأنعام: 103] ؟، أولم تسمع إلى قول الله: {وما كان لبشرٍ أن يكلّمه الله إلّا وحيًا أو من وراء حجابٍ أو يرسل رسولًا فيوحي بإذنه ما يشاء} [الشورى: 51] ؟، ومن زعم أنّ محمّدًا كتم شيئًا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك} [المائدة: 67]، ومن زعم أنّه يعلم ما يكون في غدٍ، فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: {قل لا يعلم من في السّموات والأرض الغيب إلّا الله}). [السنن الكبرى للنسائي: 10/273-274]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى}
- أخبرنا الحسين بن منصورٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، وأخبرنا محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا الأعمش، عن زياد بن حصينٍ، عن أبي العالية، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: 11] قال: «رآه بقلبه»، وقال محمّد بن العلاء: {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: 11]، قال: «رآه بقلبه مرّتين»
- أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحكم، عن يزيد بن شريكٍ، عن أبي ذرٍّ، قال: «رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ربّه تبارك وتعالى بقلبه، ولم يره ببصره»
- أخبرني يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا يزيد بن أبي حكيمٍ، قال: حدّثني الحكم بن أبانٍ، قال: سمعت عكرمة، يقول: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: «إنّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم رأى ربّه عزّ وجلّ»
- أخبرني يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثني معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: 10]، قال: «عبده محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم»
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «أتعجبون أن تكون الخلّة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرّؤية لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/275-276]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} يقول تعالى ذكره: ما كذّب فؤاد محمّدٍ محمّدًا الّذي رأى، ولكنّه صدّقه واختلف أهل التّأويل في الّذي رآه فؤاده فلم يكذّبه، فقال بعضهم: الّذي رآه فؤاده ربّ العالمين، وقالوا جعل بصره في فؤاده، فرآه بفؤاده، ولم يره بعينه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا سعيد بن يحيى قال: ثني عمّي عبد الرّحمن بن سعيدٍ، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعيّ، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه بقلبه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ قال: أخبر عبّادٌ يعني ابن منصورٍ قال: وسألت عكرمة، عن قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: أتريد أن أقول لك قد رآه، نعم قد رآه، ثمّ قد رآه، ثمّ قد رآه حتّى ينقطع النّفس.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا عيسى بن عبيدٍ قال: سمعت عكرمة، وسئل هل رأى محمّدٌ ربّه قال: نعم، قد رأى ربّه.
- قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا سالمٌ مولى معاوية، عن عكرمة، مثله.
- حدّثنا أحمد بن عيسى التّميميّ قال: حدّثنا سليمان بن عمر بن سيّارٍ قال: ثني أبي، عن سعيد بن زربيٍّ، عن عمر بن سليمان، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: رأيت ربّي في أحسن صورةٍ فقال لي: يا محمّد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا يا ربّ، فوضع يده بين كتفيّ، فوجدت بردها بين ثدييّ فعلمت ما في السّماوات والأرض، فقلت: يا ربّ في الدّرجات والكفّارات ونقل الأقدام إلى الجمعات، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، فقلت: يا ربّ إنّك اتّخذت إبراهيم خليلاً، وكلّمت موسى تكليمًا، وفعلت وفعلت؟ فقال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك وزرك؟ ألم أفعل بك؟ ألم أفعل قال: فأفضى إليّ بأشياء لم يؤذن لي أن أحدّثكموها؛ قال: فذلك قوله في كتابه يحدّثكموه: {ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى}، فجعل نور بصري في فؤادي، فنظرت إليه بفؤادي.
- حدّثني محمّد بن عمارة، وأحمد بن هشامٍ قالا: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه مرّتين بفؤاده.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن عاصمٍ الأحول، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ اللّه اصطفى إبراهيم بالخلّة، واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمّدًا بالرّؤية صلوات اللّه عليهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن زياد بن الحصين، عن أبي العالية، عن ابن عبّاسٍ {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه بفؤاده.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق عمّن سمع ابن عبّاسٍ يقول {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى محمّدٌ ربّه.
- قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، {ما كذب الفؤاد} فلم يكذبه {ما رأى} قال: رأى ربّه.
- قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال رأى محمّدٌ ربّه بفؤاده.
وقال آخرون: بل الّذي رآه فؤاده فلم يكذبه جبريل عليه السّلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني ابن بزيعٍ البغداديّ قال: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه، {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جبريل عليه حلّتا رفرفٍ قد ملأ ما بين السّماء والأرض
- حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ قال: حدّثنا عمرو بن عاصمٍ قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: رأيت جبريل عند سدرة المنتهى، له ستّ مئة جناحٍ، ينفض من ريشه التّهاويل الدّرّ والياقوت.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، وإبراهيم بن يعقوب قالا: حدّثنا زيد بن الحباب، أنّ الحسين بن واقدٍ، حدّثه قال: حدّثني عاصم بن أبي النّجود، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستّ مئة جناحٍ زاد الرّفاعيّ في حديثه، فسألت عاصمًا عن الأجنحة، فلم يخبرني، فسألت أصحابي، فقالوا: كلّ جناحٍ ما بين المشرق والمغرب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى جبريل في صورته الّتي هي صورته قال: وهو الّذي رآه نزلةً أخرى.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة ومكّة والكوفة والبصرة {كذب} بالتّخفيف، غير عاصمٍ الجحدريّ وأبي جعفرٍ القارئ والحسن البصريّ فإنّهم قرأوه (كذّب) بالتّشديد، بمعنى: أنّ الفؤاد لم يكذّب الّذي رآه، ولكنّه جعله حقًّا وصدقًا، وقد يحتمل أن يكون معناه إذا قرئ كذلك: ما كذب صاحب الفؤاد ما رأى. وقد بيّنّا معنى من قرأ ذلك بالتّخفيف.
والّذي هو أولى القراءتين في ذلك عندي بالصّواب قراءة من قرأه بالتّخفيف لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، والأخرى غير مدفوعةٍ صحّتها لصحّة معناها). [جامع البيان: 22/21-26]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس ما كذب الفؤاد ما رأى قال رأى ربه عز وجل بفؤاده). [تفسير مجاهد: 2/628]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: 11] قال: «رأى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم جبريل في حلّة رفرفٍ قد ملأ ما بين السّماء والأرض» صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/509]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: في قوله تعالى {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 9] وفي قوله تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: 11] وفي قوله تعالى: {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى} [النجم: 18] قال: فيها كلها: رأى جبريل عليه السلام، له ستمائة جناح - زاد في قوله تعالى: {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى} أي جبريل في صورته. كذا عند مسلم.
وعند البخاري في قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: رأى جبريل له ستمائة جناح.
ولم يذكر في سائر الآيات هذا، ولا ذكر منها غير ما أوردنا.
وفي رواية الترمذي: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السّماء والأرض.
وللبخاري، والترمذي في قوله: {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى} قال: رأى رفرفاً أخضر سدّ أفق السماء.
[شرح الغريب]
(قاب قوسين) قاب الشيء: قدره، والمعنى: فكان قرب جبريل من محمد صلى الله عليه وسلم قدر قوسين عربيتين، وقيل: قاب القوس: صدرها، حيث يشد عليه السير.
(رفرف) يقال: لأطراف الثياب والبسط وفضولها: رفارف ورفرف السحاب: هيدبه). [جامع الأصول: 2/367-368] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد والترمذي وصححه، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى صلى الله عليه وسلم، جبريل عليه حلتا رفرف أخضر قد ملأ ما بين السماء والأرض). [الدر المنثور: 14/14-15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم وأحمد والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في السماء والصفات عن ابن عباس في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى (11) أفتمارونه على ما يرى (12) ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى محمد ربه بقلبه مرتين). [الدر المنثور: 14/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه بقلبه). [الدر المنثور: 14/19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم، وابن مردويه عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شيء فكبر حتى جاوبته الجبال فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم نزعم أن نقول: إن محمدا قد رأى ربه مرتين فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما السلام فرأى محمد ربه مرتين وكلم موسى مرتين، قال مسروق: فدخلت علي عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه فقالت: لقد تكلمت بشيء وقف له شعري قلت: رويدا ثم قرأت {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قالت: أين يذهب بك إنما هو جبريل من أخبرك أن محمدا رأى ربه أو كتم شيئا مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله إن الله عنده علم الساعة الآية فقد أعظم الفرية ولكنه رأى جبريل لم يره في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى ومرة عند أجياد له ستمائة جناح قد سد الأفق). [الدر المنثور: 14/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه). [الدر المنثور: 14/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت: لا يارب فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماء والأرض فقلت: يا رب في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة فقلت: يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما وفعلت وفعلت فقال: ألم أشرح لك صدرك ألم أضع عنك وزرك ألم أفعل بك ألم أفعل فأفضى إلي بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها فذلك قوله {ثم دنا فتدلى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى (10) ما كذب الفؤاد ما رأى} فجعل نور بصري في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي). [الدر المنثور: 14/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه عن عبد الله بن أبي سلمة أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن عباس يسأله هل رأى محمد ربه فأرسل إليه عبد الله بن عباس أن نعم فرد عليه عبد الله بن عمر رسوله أن كيف رآه فأرسل: إنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة: ملك في صورة رجل وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر وملك في صورة أسد). [الدر المنثور: 14/21-22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في السماء والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل: هل رأى محمد ربه قال: نعم رآه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ فقلت: يا أبا عباس أليس يقول الله: لا تدركه الأبصار قال: لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء). [الدر المنثور: 14/22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي عن بعض أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: قالوا يا رسول الله هل رأيت ربك قال: لم أره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين ثم تلا {ثم دنا فتدلى}). [الدر المنثور: 14/22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال: رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا ورأيت الحجاب نورا لم أره غير ذلك). [الدر المنثور: 14/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي العالية في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: محمد رآه بفؤاده ولم يره بعينيه). [الدر المنثور: 14/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي صالح في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه مرتين بفؤاده). [الدر المنثور: 14/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: ما أزعم أنه رآه وما أزعم أنه لم يره). [الدر المنثور: 14/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم والترمذي، وابن مردويه عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال: نور أنى أراه). [الدر المنثور: 14/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم، وابن مردويه عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال: رأيت نورا). [الدر المنثور: 14/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي ذر قال: رآه بقلبه ولم يره بعينيه). [الدر المنثور: 14/23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي عن أبي ذر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم يره ببصره). [الدر المنثور: 14/24]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 04:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله تبارك وتعالى: {والنّجم إذا هوى...}.
أقسم -تبارك وتعالى- بالقرآن، لأنّه كان ينزل نجوماً الآية والآيتان، وكان بين أوّل نزوله وآخره عشرون سنةً...
- وحدثني الفضيل بن عياض عن منصور عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله في قوله: "فلا أقسم بموقع النّجوم" قال: هو محكم القرآن.
قال: حدثنا محمد أبو زكريا يعني: الذي لم ينسخ). [معاني القرآن: 3/94]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {إذا هوى} نزل، وقد ذكر: أنه كوكب إذا غرب). [معاني القرآن: 3/94]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (قوله: {والنّجم إذا هوى}
قسمٌ والنجم النجوم ذهب إلى لفظ الواحد وهو في معنى الجميع، قال راعي الإبل:
وباتت تعدّ النجم في مستحيرةٍ = سريعٍ بأيدي الآكلين جمودها
مستحيرةٍ في إهالة جعغلها صافية لأنها من شحم وارٍ ولو كان هرطاً لا خير فيه لجاء كدراً قليلاً). [مجاز القرآن: 2/235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والنجم}: الكوكب. والنجم: الزرع، والنجم لكل طالع كائن ما كان من إنسان أو غير ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {والنّجم إذا هوى}
يقال: «كان القرآن ينزل نجوما، فأقسم اللّه بالنجم منه إذا نزل».

وقال مجاهد: «أقسم بالثّريّا إذا غابت» والعرب تسمى الثّريا - وهي ستة أنجم ظاهرة - نجما.
[و] قال أبو عبيدة: «أقسم بالنجم إذا سقط في الغور». وكأنه لم يخصّص الثّريّا دون غيرها). [تفسير غريب القرآن: 427]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {والنّجم إذا هوى} أقسم اللّه -عزّ وجلّ- بالنّجم). [معاني القرآن: 5/69]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِذَا هَوَى}: سقط). [العمدة في غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {ما ضلّ صاحبكم}.
جوابٌ لقوله: {والنّجم إذا هوى}). [معاني القرآن: 3/94-95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ("وما غوى" يغوزى من الغي والغاوي فأما من قال غوى يغوى تقديرها " شقي يشقى " فهو من اللبن يبشم عنه يقال: غوى الفصيل يغوى إذا بشم). [مجاز القرآن: 2/235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما ضلّ صاحبكم وما غوى} جواب القسم.
وجاء في التفسير أن النجم الثريّا، وكذلك يسميها العرب، وجاء أيضا في التفسير أن النجم نزول القرآن نجما بعد نجم، وكان ينزل منه الآية والآيتان، وكان بين أول نزوله إلى استتمامه عشرون سنة.
وقال بعض أهل اللغة: النجم بمعنى النجوم وأنشدوا:
فباتت تعدّ النّجم في مستحيرة = سريع بأيدي الآكلين جمودها
يصف قدرا كثيرة الدسم، ومعنى تعد النجم أي من صفاء دسمها ترى النجوم فيه، والمستحيرة القدر، فقال يجمد على الأيدي الدّسم من كثرته وقالوا مثله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}.
ومعنى: {إذا هوى}: إذا سقط، وإذا كان معناه نزول القرآن فالمعنى في {إذا هوى}: إذا نزل.
{ما ضلّ صاحبكم وما غوى} يعني النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/69-70]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ومَا غَوَى}: ما جهل). [العمدة في غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وما ينطق عن الهوى...}.
يقول: ما يقول هذا القرآن برأيه إنّما هو وحي، وذلك: أن قريشاً قالوا: إنما يقول القرآن من تلقائه، فنزل تكذيبهم). [معاني القرآن: 3/95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وما ينطق عن الهوى} أي ما ينطق بالهوى). [مجاز القرآن: 2/236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («عن» مكان «الباء»
قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}، أي بالهوى.
والعرب تقول: رميت عن القوس، أي رميت بالقوس). [تأويل مشكل القرآن: 569]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما ينطق عن الهوى}
أي ما الذي يأتيكم به مما قاله بهواه). [معاني القرآن: 5/70]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إن هو إلّا وحي يوحى}
"إن" بمعنى "ما"، المعنى: ما هو إلا وحي). [معاني القرآن: 5/70]

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {علّمه شديد القوي...}.
أراد جبريل -صلى الله عليه-). [معاني القرآن: 3/95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({شديد القوى} جماع القوة). [مجاز القرآن: 2/236]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({علّمه شديد القوى}
قال: {علّمه شديد القوى} جماعة "القوّة" وبعض العرب يقول "حبوة" و"حبى" فينبغي أن يقول "القوى" في ذا القياس.
ويقول بعض العرب "رشوة" و"رشا" ويقول بعضهم "رشوة" و"رشا" وبعض العرب يقول "صورٌ" و"صورٌ" والجيدة "صور" {صوّركم فأحسن صوركم} و(صوركم) تقرأ). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({شديد القوى}: جمع القوة). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({علّمه شديد القوى}: جبريل عليه السلام. وأصله من «قوي الحبل»، وهي طاقاته. الواحدة: قوة). [تفسير غريب القرآن: 427]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({علّمه شديد القوى}
يعني به جبريل عليه السلام). [معاني القرآن: 5/70]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شَدِيدُ الْقُوَى}: جبريل عليه السلام بالأفق الأعلى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْقُوَى}: جمع قوة). [العمدة في غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ذو مرّةٍ...} من نعت شديد القوي.
وقوله عز وجل: {فاستوى...} استوى هو وجبريل بالأفق الأعلى لمّا أسرى به، وهو مطلع الشمس الأعلى، فأضمر الاسم في ـ استوى، وردّ عليه هو، وأكثر كلام العرب أن يقولوا: استوى هو وأبوه ـ ولا يكادون يقولون: ـ استوى وأبوه، وهو جائز، لأن في الفعل مضمراً: أنشدني بعضهم:
ألم تر أن النّبع يخلق عوده = ولا يستوي والخروع المتقصّف
وقال الله تبارك وتعالى -وهو أصدق قيلا- {أئذا كنّا تراباً وآباؤنا} فردّ الآباء على المضمر في "كنا" إلاّ أنّه حسن لما حيل بينهما بالتّراب. والكلام: أئذا كنّا تراباً نحن وآباؤنا). [معاني القرآن: 3/95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذو مرّةً فاستوى} ذو شدة وإحكام، يقال: حبل ممر أي مشدود). [مجاز القرآن: 2/236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذو مرة}: ذو شدة، ومنه حبل ممر أي محكم). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ذو مرّةٍ}: أي ذو قوة. وأصل «المرّة»: الفتل.

ومنه الحديث : «لا تحلّ الصدقة لغنى، ولا لذي مرة سوى».
وقوله: {فاستوى [وهو]}، أي استوى هو وجبريل - صلوات اللّه عليهما {بالأفق الأعلى}). [تفسير غريب القرآن: 427]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ذو مرّة فاستوى}
(ذو مرّة) من نعت قوله (شديد القوى)، والمرة القوة.
(علّمه) علم النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/70]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ذُو مِرَّةٍ}: شدة). [العمدة في غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فاستوى * وهو بالأفق الأعلى}
قال بعض أهل اللغة: "هو" ههنا يعنى به النبي عليه السلام.
المعنى فاستوى جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالأفق الأعلى.
وهذا عند أهل اللغة لا يجوز مثله إلا في الشعر إلا أن يكون مثل قولك: استويت أنا وزيد، ويستقبحون استويت وزيد.
وإنما المعنى استوى جبريل وهو بالأفق الأعلى على صورته الحقيقية.
لأنه كان يتمثل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا هبط عليه بالوحي في صورة رجل، فأحبّ رسول اللّه أن يراه على حقيقته فاستوى في أفق المشرق فملأ الأفق.
فالمعنى - واللّه أعلم - فاستوى جبريل في الأفق الأعلى على صورته). [معاني القرآن: 5/70]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ثمّ دنا...}
يعني: جبريل صلى الله عليه، دنا من محمد صلى الله عليه حتّى كان قاب قوسين عربيّتين أو أدنى.
{فأوحى...} يعني: جبريل عليه السلام {إلى عبده...}: إلى محمد صلى الله عليه عبد الله: {ما أوحى...}.
وقوله تبارك وتعالى: {فتدلّى...} كأن المعنى: ثم تدلّى فدنا، ولكنه جائز إذا كان معنى الفعلين واحداً أو كالواحد قدمت أيهما شئت، فقلت: قد دنا فقرب، وقرب فدنا وشتمني فأساء، وأساء فشتمني، وقال الباطل؛ لأن الشتم، والإساءة شيء واحدٌ.
وكذلك قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
والمعنى ـ والله أعلم ـ انشق القمر واقتربت الساعة، والمعنى واحدٌ). [معاني القرآن: 3/95-96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}
أي: تدلى فدنا، لأنّه تدلّى للدّنوّ، ودنا بالتّدلّي). [تأويل مشكل القرآن: 193]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ دنا فتدلّى}
ومعنى (دنا، وتدلى) واحد، لأن المعنى أنه قرب، وتدلى زاد في القرب.
كما تقول: قد دنا فلان مني وقرب، ولو قلت: قد قرب مني ودنا جاز). [معاني القرآن: 5/70]

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قاب قوسين} قدر قوسين وقاد، وقيدٌ وقدى قوسين مثلها.
"أو أدنى" أو أقرب). [مجاز القرآن: 2/236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({قاب قوسين}: أي قدر قوسين). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ثمّ دنا فتدلّى * فكان قاب قوسين أو أدنى} أي قدر قوسين عربيتين.

وقال قوم: «القوس: الذراع، أي كان ما بينهما قدر ذراعين».
والتفسير الأول أعجب إليّ، لقول النبي صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلم: «لقاب قوس أحدكم من الجنة، أو موضع قدّه - خير له من الدنيا وما فيها».
و«القدّ»: السوط). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وأما قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التَّدارك لكلام غلطت فيه وكذلك قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}، وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب، و: فكان قاب قوسين وأدنى.
وقال ابن أحمر:
قَرَى عنكُما شَهْرينِ أو نِصْفَ ثالث = إلى ذاكُمَا قَد غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.
وقال آخر:
أثعلبةَ الفوارسِ أو رِياحا = عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةُ وَالخِشَابَا
أراد: وعدلت هذين بهذين). [تأويل مشكل القرآن: 543-545] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فكان قاب قوسين أو أدنى}
المعنى كان ما بينه وبين رسول اللّه مقدار قوسين من القسيّ العربية أو أقرب.
وهذا الموضع يحتاج إلى شرح لأن القائل قد يقول: ليس تخلو " أو " من أن تكون للشك أو لغير الشك.
فإن كانت للشك فمحال أن يكون موضع شك.
وإن كان معناها بل أدنى، بل أقرب فما كانت الحاجة إلى أن يقول: (فكان قاب قوسين) - كان ينبغي أن يكون كان أدنى من قاب قوسين.
والجواب في هذا - والله أعلم - أن العباد خوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم وقيل لهم في هذا ما يقال للذي يحزر، فالمعنى فكان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين أو أدنى من ذلك، كما تقول في الذي تقدره: هذا قدر رمحين أو أنقص من رمحين أو أرجح.
وقد مرّ مثل هذا في قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}). [معاني القرآن: 5/70-71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَابَ قَوْسَيْنِ}: أي قدرهما وقيل قدر ذراعين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَابَ}: قدر). [العمدة في غريب القرآن: 286]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({فأوحى...} يعني: جبريل عليه السلام {إلى عبده...}: إلى محمد صلى الله عليه عبد الله: {ما أوحى...} ). [معاني القرآن: 3/96](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأوحى إلى عبده ما أوحى} عن اللّه عز وجل). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فأوحى إلى عبده ما أوحى}
أي فأوحى جبريل إلى النبي عليه السلام ما أوحى). [معاني القرآن: 5/71]

تفسير قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ما كذب الفؤاد...}.
فؤاد محمد -صلى الله عليه- {ما رأى}، يقول: قد صدقه فؤاده الذي رأى، و"كذّب" يقرأ بالتشديد والتخفيف. خففها عاصم، والأعمش، وشيبة، ونافع المدنيان وشدّدها الحسن البصريّ، وأبو جعفر المدني.
وكأن من قال: كذب يريد: أن الفؤاد لم يكذّب الذي رأى، ولكن جعله حقاً صدقاً وقد يجوز أن يريد: ما كذّب صاحبه الذي رأى. ومن خفف قال: ما كذب الذي رأى، ولكنه صدقه). [معاني القرآن: 3/96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما رأى} يقول بعض المفسرين. «إنه أراد: رؤية بصر القلب»). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى}
وقرئت: (ما كذّب الفؤاد ما رأى) بتشديد الذّال). [معاني القرآن: 5/71]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 04:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
أهوى ليحمي فرجها إذ أدبرت = زجلاً كما يحمي النجيد المشرع
ويروى الكمي المشرع، وأهوى: اعتمد وقصد، والفرج موضع المخافة أي ليحمي الموضع الذي يخاف عليها منه، قال لبيد بن ربيعة:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه = مولى المخافة خلفها وأمامها
والنجيد: الشجاع، والمشرع: الذي أشرع نفسه في الحرب أي قدمها، والنجيد: هو ذو النجدة، هوى إذا قصد له من قريب كقول زهير:

حتى إذا ما هوت كف الغلام لها = طارت وفي كفه من ريشها بتك

أخبر أنه تناولها من قرب، وأهوى طلب الشيء من بعد كقول زهير يصف القطاة:
أهوى لها أسفع الخدين مطرق = ريش القوادم لم ينصب له الشرك
وقد لقي هوى من بعد، قال الله عز وجل: {والنجم إذا هوى}، وأهوى من قرب، ويقال أهوى له بالسيف وبالعصا إذا أشار بهما عليه). [شرح المفضليات: 69-70]

تفسير قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) }

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (يجمعون الكوة كواء وكوى فيمدون ويقصرون، ومنهم من يقول الكوة بضم الكاف، وكأن قصرهم الكِوى من لغة من قال كُوة كما قالوا قُوة وقِوى، قرأها بعض القراء (علمه شديد القِوى) بكسر القاف). [المقصور والممدود: 8]

تفسير قوله تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} قال: استوى هو ومحمد بالأفق الأعلى بأعلى المواضع). [مجالس ثعلب: 174]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} قال: بأعلى الأفق، وهو جبريل عليه السلام). [مجالس ثعلب: 310]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} قال: يقال: تدلى فدنا، مقدم ومؤخر، وهو واحد. ويعنى جبريل عليه السلام. {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ} إلى محمد {مَا أَوْحَى} الله به إلى جبريل. {قَابَ قَوْسَيْنِ} قاب، وقدى، وقيد واحد). [مجالس ثعلب: 173-174]

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«الحرب» و«النعل» و«القوس» إناث.
قال أبو عبد الله: قال الفراء في موضع آخر: الحرب مذكر). [المذكور والمؤنث: 75] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} قال: يقال: تدلى فدنا، مقدم ومؤخر، وهو واحد. ويعنى جبريل عليه السلام. {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ} إلى محمد {مَا أَوْحَى} الله به إلى جبريل. {قَابَ قَوْسَيْنِ} قاب، وقدى، وقيد واحد). [مجالس ثعلب: 173-174] (م)


تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} قال: يقال: تدلى فدنا، مقدم ومؤخر، وهو واحد. ويعنى جبريل عليه السلام. {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ} إلى محمد {مَا أَوْحَى} الله به إلى جبريل. {قَابَ قَوْسَيْنِ} قاب، وقدى، وقيد واحد). [مجالس ثعلب: 173-174] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 02:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 02:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 02:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى *فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى}
أقسم الله تعالى بهذا المخلوق تشريفا له وتنبيها منه ليكون معتبرا فيه، حتى تؤول العبرة فيه إلى معرفة الله تبارك وتعالى، وقال الزهراوي: المعنى: ورب النجم، وفي هذا قلق مع لفظ الآية، واختلف المتأولون في تعيين النجم المقسم به، فقال ابن عباس، ومجاهد، والفراء، وبينه منذر بن سعيد: هو الجملة من القرآن إذا تنزلت، وذلك أنه روي أن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم نجوما، أي: أقدارا مقدرة في أوقات ما، ويجيء "هوى" -على هذا التأويل- بمعنى نزل، وفي هذا الهوى بعد وتحامل على اللغة، ونظير هذه الآية قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم}، والخلاف في هذا كالخلاف في تلك، وقال الحسن، ومعمر بن المثنى، وغيرهما: النجم هنا اسم جنس، أرادوا النجوم إذا هوت، واختلف قائلوا هذه المقالة في معنى "هوى"، فقال جمهور المفسرين: هوى للغروب، وهذا هو السابق إلى الفهم من كلام العرب، وقال الحسن بن أبي الحسن، وأبو حمزة اليماني: هوى عند الانكدار في القيامة، فهي بمعنى قوله تعالى: {وإذا الكواكب انتثرت}، وقال ابن عباس رضي الله عنهما -في كتاب الثعلبي -: هوى في الانقضاض في أثر العفرية، وهي رجوم الشياطين، وهذا القول تساعده اللغة، والتأويلات في "هوى" محتملة كلها قوية، ومن الشاهد في النجم الذي هو اسم الجنس قول الراعي:
فباتت تعد النجم في مستحيرة سريع بأيدي الآكلين جمودها
يصف إهالة صافية، والمستحيرة: القدر التي يطبخ فيها، قاله الزجاج، وقال الرماني: هي شحمة صافية حين ذابت. وقال مجاهد، وسفيان: النجم في قسم الآية: الثريا، وسقوطها مع الفجر هو هويها، والعرب لا تقول النجم مطلقا إلا للثريا ومنه قول العرب: "طلع النجم عشاء، فابتغى الراعي كساء، طلع النجم غديه، فابتغى الراعي شكيه"، و"هوى" -على هذا القول- يحتمل الغروب ويحتمل الانكدار، و"هوى" في اللغة معناه: خرق الهوى ومقصده السفل، أو مصيره وإن لم يقصده، ومنه قول الشاعر:
هوى ابني من شفا جبل ... فزلت رجله ويده
وقول الشاعر:
وإن كلام المرء في غير كنهه ... لكالنبل تهوي ليس فيها نصالها
وقول زهير:
... ... ... ... ... هوي الدلو أسلمها الرشاء
ومنه قولهم للجراد: الهاوي، ومنه هوى العقاب.
والقسم واقع على قوله تعالى: {ما ضل صاحبكم وما غوى}، و"الضلال" أبدا يكون بغير قصد من الإنسان إليه، و"الغي" شيء كأنك تتكسبه وتريده، فنفى الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكون ضل في هذه السبيل التي أسلكه الله تعالى إياها، وأثبت الله تعالى في سورة [الضحى] أنه قد كان قبل النبوءة ضالا بالإضافة إلى حاله من الرشد بعدها). [المحرر الوجيز: 8/ 104-107]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى} يريد تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم أنه ليس بمتكلم عن هواه، أي بهواه وشهوته، وقال بعض العلماء: المعنى: وما ينطق القرآن المنزل عن هوى وشهوة، ونسب تعالى النطق إليه من حيث يفهم منه كما قال تعالى: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق}، وأسند الفعل إلى القرآن ولم يتقدم له ذكر لدلالة المعنى عليه).[المحرر الوجيز: 8/ 107]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن هو إلا وحي يوحى} يراد به القرآن بإجماع، والوحي: إلقاء المعنى في خفاء، وهذه عبارة تعم الملك والإلهام والإشارة وكل ما يحفظ من معاني الوحي). [المحرر الوجيز: 8/ 107]

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: "علمه" يحتمل أن يكون للقرآن، والأظهر أنه لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما المعلم فقال قتادة، والربيع، وابن عباس: هو جبريل عليه السلام، أي: علم محمدا القرآن، وقال الحسن: المعلم الشديد القوى هو الله تعالى، و"القوى" جمع قوة، وهذا في جبريل عليه السلام متمكن، ويؤيده قوله تعالى: {ذي قوة عند ذي العرش مكين}،
و"ذو مرة" معناه: ذو قوة، قاله قتادة، وابن زيد، والربيع، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي"، وأصل المرة من مرائر الحبل وهي فتله وإحكام عمله، ومنه قول امرئ القيس:
... ... ... ... .... بكل ممر الفتل شدت بيذبل
وقال قوم ممن قال إن "ذا المرة" جبريل: معنى "ذو مرة": ذو هيئة حسنة، وقال آخرون: بل معناه: ذو جسم طويل حسن، وهذا كله ضعيف.
و "استوى" مسند إلى الله تعالى في قول الحسن الذي قال: إنه المتصف: بقوله تعالى: "شديد القوى"، وكذلك يجيء قوله تعالى: {وهو بالأفق الأعلى} صفة لله تعالى على معنى: وعظمته وقدرته وسلطانه نتتلقى نحن أنه بالأفق الأعلى، ويجيء المعنى نحو قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}، ومن قال: إن المتصف بقوله تعالى: "شديد القوى" هو جبريل عليه السلام قال: إن "استوى" مستند إلى جبريل عليه السلام واختلفوا بعد ذلك، فقال الربيع، والزجاج: المعنى: فاستوى جبريل عليه السلام في الجو وهو إذ ذاك بالأفق الأعلى، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء قد سد الأفق، له ستمائة جناح، وحينئذ دنا من محمد صلى الله عليه وسلم حتى كان قاب قوسين، وكذلك هو المرئي -في هذا القول - في "النزلة الأخرى" في صفته العظيمة له ستمائة جناح عند السدرة، وقال الطبري والفراء: المعنى: فاستوى جبريل عليه السلام،
وقوله تعالى: {وهو بالأفق الأعلى} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ذكره في الضمير في "علمه"، وفي هذا التأويل العطف على المضمر المرفوع دون أن يؤكد، وذلك عند النحاة مستقبح، وأنشد الفراء حجة على قوله:
ألم تر أن النبع يصلب عوده ... ولا يستوي والخروع المتقصف
وقد ينعكس هذا الترتيب فيكون "استوى" لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو لجبريل عليه السلام، وأما "الأعلى" فهو عندي لقمة الرأس وما جرى معه، وقال الحسن وقتادة: هو أفق مشرق الشمس، وهذا التخصيص لا دليل عليه). [المحرر الوجيز: 8/ 107-109]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف الناس، إلى من استند قوله تعالى: "ثم دنا فتدلى"، فقال الجمهور: استند إلى جبريل عليه السلام، أي: دنا إلى محمد صلى الله عليه وسلم عند حراء، فقال ابن عباس، وأنس رضي الله عنهم في حديث الإسراء ما يقتضي أنه يستند إلى الله تعالى، ثم اختلف المتأولون، فقال مجاهد: كان الدنو إلى جبريل عليه السلام، وقال بعضهم: كان إلى محمد صلى الله عليه وسلم، و"دنا فتدلى" على هذا القول، معه حذف مضاف، أي دنا سلطانه ووحيه وقدره، والانتقال وهذه الأوصاف منتفية في حق الله تبارك وتعالى.
والصحيح عندي أن جميع ما في هذه الآيات هو مع جبريل عليه السلام، بدليل قوله تعالى: {ولقد رآه نزلة أخرى}، فإن ذلك يقضي بنزلة متقدمة، وما روي قط أن محمدا رأى ربه عز وجل قبل ليلة الإسراء، أما أن رؤية القلب لا تمنع بحال.
و"دنا" أعم من "تدلى"، فبين تعالى بقوله: "فتدلى" هيئة الدنو كيف كانت). [المحرر الوجيز: 8/ 109-110]

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"قاب"معناه: قدر، وقال قتادة وغيره: معناه: من طرف العود إلى طرفه الآخر، وقال الحسن ومجاهد: من الوتر إلى العود في وسط القوس عند المقبض. وقرأ محمد بن السميفع اليماني: "وكان قيس قوسين"، والمعنى قريب من قاب، ومن هذه اللفظة قول النبي صلى الله عليه. "لقاب قوس أحدكم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها"، وفي حديث آخر "لقاب قوس أحدكم في الجنة". وقوله تعالى: "أو أدنى" معناه: على مقتضى نظر البشر، أي: لو رآه أحدكم لقال في ذلك: قوسان أو أدنى، وقال أبو رزين: ليست بهذه القوس ولكن قدر الذراعين أو أدنى، وحكى الزهراوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن القوس في هذه الآية ذراع تقاس به الأطوال، وذكره الثعلبي وأنه من لغة الحجاز). [المحرر الوجيز: 8/ 110]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فأوحى إلى عبده ما أوحى}، قال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: فأوحى الله تعالى: إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ما أوحى، وقال بعض العلماء: المعنى: فأوحى الله تعالى إلى عبده جبريل- عليه السلام- ما أوحى، وفي قوله تعالى: "ما أوحى" إبهام على جهة التفخيم والتعظيم، والذي عرف من ذلك فرض الصلاة. وقال الحسن: المعنى: فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد عليهما الصلاة والسلام ما أوحى، كالأولى في الإبهام، وقال ابن زيد: المعنى: فأوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحى الله إلى جبريل عليهما الصلاة والسلام). [المحرر الوجيز: 8/ 110]

تفسير قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى}، قرأ جمهور القراء بتخفيف الذال على معنى: لم يكذب قلب محمد عليه الصلاة والسلام الشيء الذي رأى بل صدقه وتحققه نظرا، و"كذب" يتعدى، وقال أهل التأويل، ومنهم ابن عباس رضي الله عنهما، وأبو صالح -: رأى محمد صلى الله عليه وسلم الله تعالى بفؤاده، وقال آخرون من المتأولين: ما رآه بعينه لم يكذب ذلك قلبه بل صدقه وتحققه، ويحتمل أن يكون التقدير: "فيما رأى"، وقال ابن عباس رضي الله عنهما فيما روى عنه- وعكرمة، وكعب الأحبار: إن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل بعيني رأسه، ويبسط الزهراوي هذا الكلام عنهم، وأبت عائشة رضي الله عنها، وقالت أنا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآيات فقال لي: "هو جبريل فيها كلها"، وقال الحسن: المعنى: ما رأى من مقدورات الله تعالى وملكوته، وسأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه" وهذا قول الجمهور، وحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قاطع لكل تأويل في اللفظ; لأن قول غيرها إنما هو منتزع من ألفاظ القرآن. وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما -فيما روى عنه هشام -: "ما كذب" بتشديد الذال، وهي قراءة أبي رجاء، وأبي جعفر، وقتادة، والجحدري، وخالد، ومعناه بين على بعض ما قلناه، وقال كعب الأحبار: إن الله تعالى قسم الكلام والرؤية بين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام فكلم موسى مرتين، ورآه محمد مرتين، وقالت عائشة رضي الله عنها: لقد قف شعري من سماع هذا، وقلت لا تدركه الأبصار الآية. وذهبت هي وابن مسعود، وقتادة وجمهور العلماء إلى أن المرئي هو جبريل عليه السلام في المرتين: في الأرض وعند سدرة المنتهى ليلة الإسراء، وقد تقدم ذلك في سورة [الإسراء]، وهو مشهور في الأرض وعند سدرة المنتهى ليلة الأسراء، وهو مشهور في كتب الصحاح.
وقرأ ابن كثير، وعاصم، وابن عامر هذه السورة كلها بفتح أواخر الآيات فيها، وأمال عاصم -في رواية أبي بكر - "رأى"، وقرأ نافع، وأبو عمرو، بين الفتح والكسر، وأمال حمزة والكسائي جميع ما في السورة، وأمال أبو عمرو -فيما روى عنه أبو عبيد - "الأعلى" و"تدلى").[المحرر الوجيز: 8/ 110-112]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 08:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 08:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والنّجم إذا هوى (1) ما ضلّ صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلّا وحيٌ يوحى (4) }
قال الشّعبيّ وغيره: الخالق يقسم بما شاء من خلقه، والمخلوق لا ينبغي له أن يقسم إلّا بالخالق. رواه ابن أبي حاتمٍ.
واختلف المفسّرون في معنى قوله تعالى: {والنّجم إذا هوى} فقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: يعني بالنّجم: الثّريّا إذا سقطت مع الفجر. وكذا روي عن ابن عبّاسٍ، وسفيان الثّوريّ. واختاره ابن جريرٍ. وزعم السّدّيّ أنّها الزّهرة.
وقال الضّحّاك: {والنّجم إذا هوى} إذا رمي به الشّياطين. وهذا القول له اتّجاهٌ.
وروى الأعمش، عن مجاهدٍ في قوله: {والنّجم إذا هوى} يعني: القرآن إذا نزل. وهذه الآية كقوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم. وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ. إنّه لقرآنٌ كريمٌ. في كتابٍ مكنونٍ. لا يمسّه إلا المطهّرون. تنزيلٌ من ربّ العالمين} [الواقعة: 75 -80].
وقوله: {ما ضلّ صاحبكم وما غوى} هذا هو المقسم عليه، وهو الشّهادة للرّسول، صلوات اللّه وسلامه عليه، بأنّه بارٌّ راشدٌ تابعٌ للحقّ، ليس بضالٍّ، وهو: الجاهل الّذي يسلك على غير طريق بغير علمٍ، والغاوي: هو العالم بالحقّ العادل عنه قصدًا إلى غيره، فنزّه اللّه [سبحانه وتعالى] رسوله وشرعه عن مشابهة أهل الضّلال كالنّصارى وطرائق اليهود، وعن علم الشّيء وكتمانه والعمل بخلافه، بل هو صلوات اللّه وسلامه عليه، وما بعثه اللّه به من الشّرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسّداد؛ ولهذا قال: {وما ينطق عن الهوى} أي: ما يقول قولًا عن هوًى وغرضٍ، {إن هو إلا وحيٌ يوحى} أي: إنّما يقول ما أمر به، يبلّغه إلى النّاس كاملًا موفّرًا من غير زيادةٍ ولا نقصانٍ، كما رواه الإمام أحمد.
حدّثنا يزيد، حدّثنا حريز بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن ميسرة، عن أبي أمامة؛ أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "ليدخلنّ الجنّة بشفاعة رجلٍ ليس بنبيٍّ مثل الحيّين -أو: مثل أحد الحيّين-: ربيعة ومضر". فقال رجلٌ: يا رسول الله، أو ما ربيعة من مضر؟ قال: "إنّما أقول ما أقول".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن عبيد اللّه بن الأخنس، أخبرنا الوليد بن عبد اللّه، عن يوسف بن ماهك، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: كنت أكتب كلّ شيءٍ أسمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أريد حفظه، فنهتني قريشٌ فقالوا: إنّك تكتب كلّ شيءٍ تسمعه من رسول اللّه، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بشرٌ، يتكلّم في الغضب. فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: "اكتب، فوالّذي نفسي بيده، ما خرج منّي إلّا حقٌّ".
ورواه أبو داود عن مسدّد وأبي بكرٍ بن أبي شيبة، كلاهما عن يحيى بن سعيدٍ القطّان، به.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا أحمد بن منصورٍ، حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، حدّثنا اللّيث، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما أخبرتكم أنّه الّذي من عند اللّه، فهو الّذي لا شكّ فيه". ثمّ قال: لا نعلمه يروى إلّا بهذا الإسناد.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يونس، حدّثنا ليثٌ، عن محمّدٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: "لا أقول إلّا حقًّا". قال بعض أصحابه: فإنّك تداعبنا يا رسول اللّه؟ قال: "إني لا أقول إلا حقا").[تفسير ابن كثير: 7/ 442-443]

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({علّمه شديد القوى (5) ذو مرّةٍ فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) ثمّ دنا فتدلّى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى (10) ما كذب الفؤاد ما رأى (11) أفتمارونه على ما يرى (12) ولقد رآه نزلةً أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14) عندها جنّة المأوى (15) إذ يغشى السّدرة ما يغشى (16) ما زاغ البصر وما طغى (17) لقد رأى من آيات ربّه الكبرى (18) }
يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه علّمه الّذي جاء به إلى النّاس {شديد القوى}، وهو جبريل، عليه السّلام، كما قال: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ. ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ. مطاعٍ ثمّ أمينٍ} [التّكوير: 19 -21].
وقال هاهنا: {ذو مرّةٍ} أي: ذو قوّةٍ. قاله مجاهدٌ، والحسن، وابن زيدٍ. وقال ابن عبّاسٍ: ذو منظرٍ حسنٍ.
وقال قتادة: ذو خلق طويلٍ حسنٍ.
ولا منافاة بين القولين؛ فإنّه، عليه السّلام، ذو منظرٍ حسنٍ، وقوّةٍ شديدةٍ. وقد ورد في الحديث الصّحيح من رواية أبي هريرة وابن عمرٍو أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا تحلّ الصّدقة لغنيٍّ، ولا لذي مرّةٍ سويّ".
وقوله: {فاستوى} يعني: جبريل، عليه السّلام. قاله مجاهدٌ والحسن وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ.
{وهو بالأفق الأعلى} يعني: جبريل، استوى في الأفق الأعلى. قاله عكرمة وغير واحدٍ. قال عكرمة: والأفق الأعلى: الّذي يأتي منه الصّبح. وقال مجاهدٌ: هو مطلع الشّمس. وقال قتادة: هو الّذي يأتي منه النّهار. وكذا قال ابن زيدٍ، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا مصرّف بن عمرٍو الياميّ أبو القاسم، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن طلحة بن مصرّفٍ، حدّثني أبي، عن الوليد -هو ابن قيسٍ- عن إسحاق بن أبي الكهتلة أظنّه ذكره عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل في صورته إلّا مرّتين، أمّا واحدةٌ فإنّه سأله أن يراه في صورته فسدّ الأفق. وأمّا الثّانية فإنّه كان معه حيث صعد، فذلك قوله: {وهو بالأفق الأعلى}.
وقد قال ابن جريرٍ هاهنا قولًا لم أره لغيره، ولا حكاه هو عن أحدٍ، وحاصله: أنّه ذهب إلى أنّ المعنى: {فاستوى} أي: هذا الشّديد القوى ذو المرّة هو ومحمّدٌ صلّى اللّه عليهما وسلّم {بالأفق الأعلى} أي: استويا جميعًا بالأفق، وذلك ليلة الإسراء كذا قال، ولم يوافقه أحدٌ على ذلك. ثم شرع يوجّه ما قال من حيث العربيّة فقال: وهذا كقوله تعالى: {أئذا كنّا ترابًا وآباؤنا} [النّمل:67]، فعطف بالآباء على المكنّى في {كنّا} من غير إظهار "نحن"، فكذلك قوله: {فاستوى. وهو} قال: وذكر الفرّاء عن بعض العرب أنّه أنشده:
ألم تر أنّ النبع يصلب عوده = ولا يستوي والخروع المتقصّف
وهذا الّذي قاله من جهة العربيّة متّجهٌ، ولكن لا يساعده المعنى على ذلك؛ فإنّ هذه الرّؤية لجبريل لم تكن ليلة الإسراء، بل قبلها، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الأرض، فهبط عليه جبريل، عليه السّلام، وتدلّى إليه، فاقترب منه وهو على الصّورة الّتي خلقه اللّه عليها، له ستّمائة جناحٍ، ثمّ رآه بعد ذلك نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى، يعني ليلة الإسراء، وكانت هذه الرّؤية الأولى في أوائل البعثة بعد ما جاءه جبريل، عليه السّلام، أوّل مرّةٍ، فأوحى اللّه إليه صدر سورة "اقرأ"، ثمّ فتر الوحي فترةً ذهب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم فيها مرارا ليتردى من رؤوس الجبال، فكلّما همّ بذلك ناداه جبريل من الهواء: "يا محمّد، أنت رسول اللّه حقًّا، وأنا جبريل". فيسكن لذلك جأشه، وتقرّ عينه، وكلّما طال عليه الأمر عاد لمثلها، حتّى تبدّى له جبريل ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الأبطح في صورته الّتي خلقه اللّه عليها، له ستّمائة جناحٍ قد سدّ عظم خلقه الأفق، فاقترب منه وأوحى إليه عن اللّه، عزّ وجلّ، ما أمره به، فعرف عند ذلك عظمة الملك الّذي جاءه بالرّسالة، وجلالة قدره، وعلوّ مكانته عند خالقه الّذي بعثه إليه. فأمّا الحديث الّذي رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار في مسنده حيث قال:
حدّثنا سلمة بن شبيب، حدّثنا سعيد بن منصورٍ، حدّثنا الحارث بن عبيدٍ، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بينا أنا قاعدٌ إذ جاء جبريل، عليه السّلام، فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرةٍ فيها كوكري الطّير، فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر. فسمت وارتفعت حتّى سدّت الخافقين وأنا أقلّب طرفي، ولو شئت أنّ أمسّ السّماء لمسست، فالتفت إليّ جبريل كأنّه حلس لاطٍ، فعرفت فضل علمه باللّه عليّ. وفتح لي بابٌ من أبواب السّماء ورأيت النّور الأعظم، وإذا دون الحجاب رفرفة الدّرّ والياقوت. وأوحي إليّ ما شاء اللّه أن يوحي".
ثمّ قال البزّار: لا يرويه إلّا الحارث بن عبيدٍ، وكان رجلًا مشهورًا من أهل البصرة.
قلت: الحارث بن عبيد هذا هو أبو قدامة الإياديّ، أخرج له مسلمٌ في صحيحه إلّا أنّ ابن معينٍ ضعّفه، وقال: ليس هو بشيءٍ. وقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتمٍ الرّازيّ: كتب حديثه ولا يحتجّ به. وقال ابن حبّان: كثر وهمه فلا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. فهذا الحديث من غرائب رواياته، فإنّ فيه نكارةً وغرابة ألفاظٍ وسياقًا عجيبًا، ولعلّه منامٌ، واللّه أعلم.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حجّاجٌ، حدّثنا شريكٍ، عن عاصمٌ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه قال: رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جبريل في صورته وله ستّمائة جناحٍ، كلّ جناحٍ منها قد سدّ الأفق، يسقط من جناحه من التّهاويل والدّرّ والياقوت ما اللّه به عليمٌ. انفرد به أحمد.
وقال أحمد: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن إدريس بن منبّه، عن وهب بن منبّهٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جبريل أن يراه في صورته، فقال: ادع ربّك. فدعا ربّه، عزّ وجلّ، فطلع عليه سوادٌ من قبل المشرق، فجعل يرتفع وينتشر، فلمّا رآه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صعق، فأتاه فنعشه ومسح البزاق عن شدقه.
انفرد به أحمد. وقد رواه ابن عساكر في ترجمة "عتبة بن أبي لهبٍ"، من طريق محمّد بن إسحاق، عن عثمان بن عروة بن الزّبير، عن أبيه، عن هبّار بن الأسود قال: كان أبو لهبٍ وابنه عتبة قد تجهّزا إلى الشّام، فتجهّزت معهما، فقال ابنه عتبة: واللّه لأنطلقنّ إلى محمّدٍ ولأوذينّه في ربّه، سبحانه، فانطلق حتّى أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا محمد، هو يكفر بالذي دنى فتدلّى، فكان قاب قوسين أو أدنى. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ ابعث إليه كلبًا من كلابك". ثمّ انصرف عنه فرجع إلى أبيه فقال: يا بنيّ، ما قلت له؟ فذكر له ما قال له، قال: فما قال لك؟ قال: قال: "اللّهمّ سلّط عليه كلبًا من كلابك" قال: يا بنيّ، واللّه ما آمن عليك دعاءه. فسرنا حتّى نزلنا الشّراة، وهي مأسدة، ونزلنا إلى صومعة راهبٍ، فقال الرّاهب: يا معشر العرب، ما أنزلكم هذه البلاد فإنّها تسرح الأسد فيها كما تسرح الغنم؟ فقال لنا أبو لهبٍ: إنّكم قد عرفتم كبر سنّي وحقّي، وإنّ هذا الرّجل قد دعا على ابني دعوةً -واللّه-ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصّومعة، وافرشوا لابني عليها، ثمّ افرشوا حولها. ففعلنا، فجاء الأسد فشمّ وجوهنا، فلمّا لم يجد ما يريد تقبّض، فوثب، فإذا هو فوق المتاع، فشمّ وجهه ثمّ هزمه هزمة ففضخ رأسه. فقال أبو لهبٍ: قد عرفت أنّه لا ينفلت عن دعوة محمّدٍ.
وقوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} أي: فاقترب جبريل إلى محمّدٍ لـمّا هبط عليه إلى الأرض، حتّى كان بينه وبين محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قاب قوسين أي: بقدرهما إذا مدّا. قاله مجاهدٌ، وقتادة.
وقد قيل: إنّ المراد بذلك بعد ما بين وتر القوس إلى كبدها.
وقوله: {أو أدنى} قد تقدّم أنّ هذه الصّيغة تستعمل في اللّغة لإثبات المخبر عنه ونفي ما زاد عليه، كقوله: {ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوةً} [البقرة: 74]، أي: ما هي بألين من الحجارة، بل هي مثلها أو تزيد عليها في الشّدّة والقسوة. وكذا قوله: {يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشيةً} [النّساء: 77]، وقوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصّافّات: 147]، أي: ليسوا أقلّ منها بل هم مائة ألفٍ حقيقةً، أو يزيدون عليها. فهذا تحقيقٌ للمخبر به لا شكّ ولا تردّد، فإنّ هذا ممتنعٌ هاهنا، وهكذا هذه الآية: {فكان قاب قوسين أو أدنى}.
وهذا الّذي قلناه من أنّ هذا المقترب الدّاني الّذي صار بينه وبين محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، إنّما هو جبريل، عليه السّلام، هو قول أمّ المؤمنين عائشة، وابن مسعودٍ، وأبي ذرٍّ، وأبي هريرة، كما سنورد أحاديثهم قريبًا إن شاء اللّه. وروى مسلمٌ في صحيحه، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: "رأى محمّدٌ ربّه بفؤاده مرّتين". فجعل هذه إحداهما. وجاء في حديث شريك بن أبي نمرٍ، عن أنسٍ في حديث الإسراء: "ثمّ دنا الجبّار ربّ العزّة فتدلّى" ولهذا تكلّم كثيرٌ من النّاس في متن هذه الرّواية، وذكروا أشياء فيها من الغرابة، فإن صحّ فهو محمولٌ على وقتٍ آخر وقصّةٍ أخرى، لا أنّها تفسيرٌ لهذه الآية؛ فإنّ هذه كانت ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الأرض لا ليلة الإسراء؛ ولهذا قال بعده: {ولقد رآه نزلةً أخرى. عند سدرة المنتهى}، فهذه هي ليلة الإسراء والأولى كانت في الأرض.
وقد قال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا سليمان الشّيبانيّ، حدّثنا زرّ بن حبيشٍ قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ في هذه الآية: {فكان قاب قوسين أو أدنى}، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "رأيت جبريل له ستّمائة جناحٍ".
وقال ابن وهبٍ: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: كان أول شأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه رأى في منامه جبريل بأجيادٍ، ثمّ إنّه خرج ليقضي حاجته فصرخ به جبريل: يا محمّد، يا محمّد. فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يمينًا وشمالًا فلم ير شيئًا -ثلاثًا- ثمّ رفع بصره فإذا هو ثانٍ إحدى رجليه مع الأخرى على أفق السّماء فقال: يا محمّد، جبريل، جبريل -يسكّنه- فهرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى دخل في النّاس، فنظر فلم ير شيئًا، ثمّ خرج من النّاس، ثمّ نظر فرآه، فدخل في النّاس فلم ير شيئًا، ثمّ خرج فنظر فرآه، فذلك قول اللّه عزّ وجلّ: {والنّجم إذا هوى. [ما ضلّ صاحبكم وما غوى]} إلى قوله: {ثمّ دنا فتدلّى} يعني جبريل إلى محمّدٍ، {فكان قاب قوسين أو أدنى}: ويقولون: القاب نصف الأصبع. وقال بعضهم: ذراعين كان بينهما.
رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ، من حديث ابن وهبٍ. وفي حديث الزّهريّ عن أبي سلمة، عن جابرٍ شاهدٌ لهذا.
وروى البخاريّ عن طلق بن غنّامٍ، عن زائدة، عن الشّيبانيّ قال: سألت زرًّا عن قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: حدّثنا عبد اللّه أنّ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم رأى جبريل له ستّمائة جناحٍ.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني ابن بزيع البغداديّ، حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جبريل عليه حلّتا رفرفٍ، قد ملأ ما بين السّماء والأرض.
فعلى ما ذكرناه يكون قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} معناه: فأوحى جبريل إلى عبد اللّه محمّدٍ ما أوحى. أو: فأوحى اللّه إلى عبده محمّدٍ ما أوحى بواسطة جبريل وكلا المعنيين صحيحٌ، وقد ذكر عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى}، قال: أوحى إليه: "ألم أجدك يتيمًا" {، ورفعنا لك ذكرك} [الشّرح: 4].
وقال غيره: أوحى [اللّه] إليه أنّ الجنّة محرّمةٌ على الأنبياء حتّى تدخلها، وعلى الأمم حتّى تدخلها أمّتك.
وقوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى. أفتمارونه على ما يرى} قال مسلمٌ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن زياد بن حصين، عن أبي العالية، عن ابن عبّاسٍ: {ما كذب الفؤاد ما رأى}، {ولقد رآه نزلةً أخرى} قال: رآه بفؤاده مرّتين.
وكذا رواه سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، مثله. وكذا قال أبو صالحٍ والسّدّيّ وغيرهما: إنّه رآه بفؤاده مرّتين [أو مرّةً]، وقد خالفه ابن مسعودٍ وغيره، وفي رواية عنه أنّه أطلق الرّؤية، وهي محمولةٌ على المقيّدة بالفؤاد. ومن روى عنه بالبصر فقد أغرب، فإنّه لا يصحّ في ذلك شيءٌ عن الصّحابة، رضي اللّه عنهم، وقول البغويّ في تفسيره: وذهب جماعةٌ إلى أنّه رآه بعينه، وهو قول أنسٍ والحسن وعكرمة. فيه نظرٌ، واللّه أعلم.
وقال التّرمذيّ: حدّثنا محمّد بن عمرو بن نبهان بن صفوان، حدّثنا يحيى بن كثيرٍ العنبريّ، عن سلم بن جعفرٍ، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: رأى محمّدٌ ربّه. قلت: أليس اللّه يقول: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} [الأنعام: 103] قال: ويحك! ذاك إذا تجلى بنوره الّذي هو نوره، وقد رأى ربّه مرتين.
ثمّ قال: حسنٌ غريبٌ.
وقال أيضًا: حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ قال: لقي ابن عبّاسٍ كعبًا بعرفة، فسأله عن شيءٍ فكبّر حتّى جاوبته الجبال، فقال ابن عبّاسٍ: إنّا بنو هاشمٍ فقال كعبٌ: إنّ اللّه قسّم رؤيته وكلامه بين محمّدٍ وموسى، فكلّم موسى مرّتين ورآه محمّدٌ مرّتين. وقال مسروقٌ: دخلت على عائشة فقلت: هل رأى محمّدٌ ربّه؟ فقالت: لقد تكلّمت بشيءٍ قفّ له شعري. فقلت: رويدًا، ثمّ قرأت: {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى}
فقالت: أين يذهب بك؟ إنّما هو جبريل من أخبرك أنّ محمّدًا رأى ربّه أو كتم شيئًا ممّا أمر به، أو يعلم الخمس الّتي قال اللّه تعالى: {إنّ اللّه عنده علم السّاعة وينزل الغيث} [لقمان:34]، فقد أعظم الفرية، ولكنّه رأى جبريل، لم يره في صورته إلّا مرّتين، مرّةً عند سدرة المنتهى ومرّةً في جيادٍ، وله ستّمائة جناحٍ قد سدّ الأفق.
وقال النّسائيّ: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: أتعجبون أن تكون الحلّة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرّؤية لمحمّدٍ، عليهم السّلام؟!.
وفي صحيح مسلمٍ، عن أبي ذرٍّ قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: هل رأيت ربّك؟ فقال: "نورٌ أنّى أراه". وفي روايةٍ: "رأيت نورًا".
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو خالدٍ، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ قال: قالوا: يا رسول اللّه، رأيت ربّك؟ قال: "رأيته بفؤادي مرّتين" ثمّ قرأ: {ما كذب الفؤاد ما رأى}.
ورواه ابن جريرٍ، عن ابن حميد، عن مهران، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ، عن بعض أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: قلنا: يا رسول اللّه، هل رأيت ربّك؟ قال: "لم أره بعيني، ورأيته بفؤادي مرّتين" ثمّ تلا {ثمّ دنا فتدلّى}.
ثمّ قال ابن أبي حاتمٍ: وحدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاريّ، أخبرني عبّاد بن منصورٍ قال: سألت عكرمة: {ما كذب الفؤاد ما رأى}، فقال عكرمة: تريد أن أخبرك أنّه قد رآه؟ قلت: نعم. قال: قد رآه، ثمّ قد رآه. قال: فسألت عنه الحسن فقال: رأى جلاله وعظمته ورداءه.
وحدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مجاهدٍ، حدّثنا أبو عامرٍ العقديّ، أخبرنا أبو خلدة، عن أبي العالية قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هل رأيت ربّك؟ قال: "رأيت نهرًا، ورأيت وراء النّهر حجابًا، ورأيت وراء الحجاب نورًا لم أر غير".
وذلك غريبٌ جدًّا، فأمّا الحديث الّذي رواه الإمام أحمد:
حدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "رأيت ربّي عزّ وجلّ".
فإنّه حديثٌ إسناده على شرط الصّحيح، لكنّه مختصرٌ من حديث المنام كما رواه الإمام أحمد أيضًا:
حدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمر، عن أيّوب، عن أبي قلابة عن ابن عبّاسٍ؛ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "أتاني ربّي اللّيلة في أحسن صورةٍ -أحسبه يعني في النّوم- فقال: يا محمّد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ " قال: "قلت: لا. فوضع يده بين كتفيّ حتّى وجدت بردها بين ثدييّ -أو قال: نحري- فعلمت ما في السموات وما في الأرض، ثمّ قال: يا محمّد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ " قال: "قلت: نعم، يختصمون في الكفّارات والدّرجات". قال: "وما الكفّارات والدّرجات؟ " قال: "قلت: المكث في المساجد بعد الصّلوات، والمشي على الأقدام إلى الجمعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، من فعل ذلك عاش بخيرٍ ومات بخيرٍ، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمّه. وقال: قل يا محمّد إذا صلّيت: اللّهمّ، إنّي أسألك الخيّرات وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنةً أن تقبضني إليك غير مفتونٍ". قال: "والدّرجات بذل الطّعام، وإفشاء السّلام، والصّلاة باللّيل والنّاس نيامٌ".
وقد تقدّم في آخر سورة "ص"، عن معاذٍ نحوه. وقد رواه ابن جريرٍ من وجهٍ آخر عن ابن عبّاسٍ، وفيه سياقٌ آخر وزيادةٌ غريبةٌ فقال:
حدّثني أحمد بن عيسى التّميميّ، حدّثني سليمان بن عمر بن سيّار، حدّثني أبي، عن سعيد بن زربي، عن عمر بن سليمان، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "رأيت ربّي في أحسن صورةٍ فقال لي: يا محمّد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا يا ربّ. فوضع يده بين كتفيّ فوجدت بردها بين ثدييّ، فعلمت ما في السموات والأرض، فقلت: يا ربّ، في الدّرجات والكفّارات، ونقل الأقدام إلى الجمعات، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة. فقلت: يا ربّ إنّك اتّخذت إبراهيم خليلًا وكلمت موسى تكليمًا، وفعلت وفعلت، فقال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك وزرك؟ ألم أفعل بك؟ ألم أفعل؟ قال: "فأفضى إليّ بأشياء لم يؤذن لي أن أحدّثكموها" قال: "فذاك قوله في كتابه: {ثمّ دنا فتدلّى. فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى. ما كذب الفؤاد ما رأى}، فجعل نور بصري في فؤادي، فنظرت إليه بفؤادي". إسناده ضعيفٌ.
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر بسنده إلى هبّار بن الأسود، رضي اللّه عنه؛ أنّ عتبة بن أبي لهبٍ لمّا خرج في تجارةٍ إلى الشّام قال لأهل مكّة: اعلموا أنّي كافرٌ بالّذي دنا فتدلّى. فبلغ قوله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: "سلّط اللّه عليه كلبًا من كلابه". قال هبّارٌ: فكنت معهم، فنزلنا بأرضٍ كثيرةٍ الأسد، قال: فلقد رأيت الأسد جاء فجعل يشم رؤوس القوم واحدًا واحدًا، حتّى تخطّى إلى عتبة فاقتطع رأسه من بينهم.
وذكر ابن إسحاق وغيره في السّيرة: أنّ ذلك كان بأرض الزّرقاء، وقيل: بالسّراة، وأنّه خاف ليلتئذٍ، وأنّهم جعلوه بينهم وناموا من حوله، فجاء الأسد فجعل يزأر، ثمّ تخطّاهم إليه فضغم رأسه، لعنه اللّه). [تفسير ابن كثير: 7/ 444-451]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة