العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (176) إلى الآية (191) ]
{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}


قوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين (176)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: (أصحاب ليكة المرسلين) ها هنا وفي (ص).
بغير ألف وفتحوا التاء.
وقرأ الباقون (أصحاب الأيكة) بالخفض والهمز.
قال أبو منصور: من قرأ (ليكة) جعلها اسم بقعة، ولم يجرها؛ لأن في آخرها هاء التأنيث.
ومن قرأ (أصحاب الأيكة) أجراها؛ لدخول الألف واللام عليها، وكان أبو عبيد يختار (ليكة) غير مصروفة؛ لموافقته المصحف مع ما جاء في التفسير، فأما (الغيضة) التي تضم الشجر فهي: الأيكة، والجمع: الأيك.
والفصل بين جمعه وواحده الهاء.
وجاء في التفسير أن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا أصحاب شجر ملتف، يقال له: الدوم، وهو شجر المقل). [معاني القراءات وعللها: 2/229]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أصحب الأيكة} [176].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: {ليكة} بفتح اللام والهاء بغير ألف، وكذلك في (ص) اتبعوا المصحف، ولأنهم جعلوا {ليكة} اسم موضع بعينه فلم يصرفوها للتأنيث والتعريف، وتجمع «ليكة» ليكا مثل بيضة وبيض. هذا قول، والأجود أن يجعل «ليكة» مخففا من الأيكة، فنقلوا فتحة الهمزة إلى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/137]
اللام وأسقطوا الهمزة كما تقول: هذا زيد الأحمر، ثم يخفف فتقول: هذا زيد الاحمر فكذلك أصحاب الأيكة وأصحاب أليكه. وكذلك قرأها ورش أعني في (الحجر) {وأصحاب اليكة} ثلاث لغات فاعلاف ذلك.
وقرأ الباقون جميع ما في القرآن: {وأصحب الأيكة} بالهمزة وكسر الهاء.
والأيكة في اللغة: أرض ذات شجر ملتف كثير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعز: أصحاب الأيكة [الشعراء/ 176] فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: (ليكة) هاهنا، وفي «صاد» [13]: بغير همز، والهاء مفتوحة بلا ألف.
وقرأ الباقون: أصحاب الأيكة بالهمز فيهما والألف.
قال أبو علي: قد قلنا في هذا الحرف فيما تقدّم من هذا الكتاب. ومن زعم أنّه يختار قراءة أهل المدينة، وأنّه اختار ذلك لموافقته الكتاب، وهي- زعموا- في هذه السورة، وسورة صاد بغير ألف فإنّ ما في المصحف من إسقاط ألف الوصل التي مع اللّام لا يدلّ على صحّة ما اختار من قولهم: (ليكة)، وذلك لأنّه يجوز أن يكون كتب في المصحف على تخفيف الهمزة، وقول من قال: لحمر، كما كتبوا الخبء على ذلك، فإذا جاز أن يكون إسقاط ألف الوصل لهذا، ثبت أن ما اختاره من (ليكة) لا يدلّ عليه خطّ المصحف، ولا يصحّ ذلك لأمر آخر، وهو أنّه يجوز أن تكون الكتابة في هذين الموضعين وقعت
[الحجة للقراء السبعة: 5/367]
على الوصل، فكما أنّه لا ألف ثابتة في اللّفظ في قوله سبحانه:
أصحاب الأيكة [فكذلك لم تكتب في خط]. ومثله في أنّه كتب مرة على اللّفظ، وأخرى على غيره كتابتهم: سندع الزبانية [العلق/ 18] بغير واو، لما لم تثبت في الخط، وكتب في يدعو الإنسان بالشر [الإسراء/ 11] بالواو فإذا جاز هذا فيه، علمت أنّ الاختيار [مدخول ويدلّ على ضعف الاختيار] أن سائر القرآن غير هذين الموضعين عليه. ويدلّ على فساد ذلك أيضا همز من همز فقال: الأيكة، فإذا بينت هذا، علمت أن (ليكة) على تخفيف الهمزة، وأن فتح (ليكة) لا يصحّ في العربية، لأنّه فتح حرف الإعراب في موضع الجر مع لام المعرفة، فهو على قياس من قال:
مررت بالحمر، فاعلم). [الحجة للقراء السبعة: 5/368]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كذب أصحاب الأيكة المرسلين} 176
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر (كذب أصحاب ليكة) مفتوحة اللّام والتّاء وفي ص مثلها
جاء في التّفسير أن اسم المدينة كان ليكة فلم يصرفوها للتأنيث والتعريف وحجتهم أنّهما كتبتا في المصاحف بغير همز وقرأ الباقون {الأيكة} ساكنة اللّام مكسورة التّاء والأيكة الشّجر المتلف وحجتهم ما ذكر في التّفسير جاء أن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا
[حجة القراءات: 519]
أصحاب شجر ملتف ويقال إن شجرهم هو الدوم والدوم شجر المقل). [حجة القراءات: 520]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {أَصْحَابُ لَيْكَةَ} [آية/ 176] بفتح اللام والتاء غير مهموزة:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر وكذلك في: ص.
وقرأ الباقون {الْأَيْكَةِ} مهموزة مجرورة التاء في السورتين، ولم يختلفوا في غير هذين الموضعين إلا أن ش- عن نافع ينقل حركة الهمزة إلى اللام في سورة الحجر وسورة: ق، فيحرك اللام بحركتها ولا تتغير كسرة التاء
[الموضح: 944]
فيهما، الباقون يهمزونهما ويسكنون اللام، وكذلك ن- و-يل- عن نافع.
وقد مضى الكلام عليه قبل في سورة الحجر). [الموضح: 945]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177)}
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)}
قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)}
قوله تعالى: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181)}
قوله تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182)}

قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وزنوا بالقسطاس المستقيم}
{بالقسطاس} قد ذكرنا في سورة سبحان). [حجة القراءات: 520]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {بِالْقِسْطَاسِ} [آية/ 182] مكسورة القاف:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {القُسْطَاسِ} بضم القاف.
وقد تقدم القول فيه). [الموضح: 945]

قوله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)}
قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وأبي حَصِين: [الْجُبُلَّةَ الْأَوَّلِين]، بالضم.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك مشروحا). [المحتسب: 2/132]

قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)}
قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)}
قوله تعالى: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)}

قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأسقط علينا كسفا من السّماء إن كنت من الصّادقين}
قرأ حفص {كسفا من السّماء} بتحريك السّين أي قطعا من السّماء جمع كسفة وكسف مثل كسرة وكسر والفرق بين واحده وجمعه إسقاط الهاء
وقرأ الباقون {كسفا} ساكنة السّين أي جانبا من السّماء وقد ذكرنا في سورة سبحان). [حجة القراءات: 520]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {كِسَفًا} [آية/ 187] بفتح السين:
قرأها عاصم ص-.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {كِسْفًا} بسكون السين.
وقد سبق الكلام فيه). [الموضح: 945]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188)}
قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (192) إلى الآية (197) ]
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) }


قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}
قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نزل به الرّوح الأمين (193)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص (نزل به) خفيفًا (الروح الأمين) رفعًا.
وقرأ الباقون (نزّل به الرّوح الأمين) مشدد الزاي، (الرّوح) نصبًا.
قال أبو منصور: من قرأ (نزل به الرّوح الأمين) فمعناه: أنزله الروح الأمين، هو جبريل، على محمد عليهما السلام.
ومن قرأ (نزّل به الرّوح الأمين) فمعناه: نزل اللّه الرّوح الأمين، وهو جبريل، بالقرآن على قلبك يا محمد، وكل جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/230]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {نزل به الروح الأمين} [193].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم {نزل} خفيفًا.
وقرأ الباقون: {نزل} مشددًا. فمن شدد قال: شاهده: {فإنه نزله على قلبك بإذن الله} ولم يقل: نزل، وشاهده أيضا قوله: {وإنه لتنزيل رب العالمين} [192] وتنزيل مصدر نزل بالتشديد.
وحجة من خفف قال: تنزيل فعل الله تعالى، وهذا فعل لجبريل عليه السلام، فيقال: نزل لله جبريل ونزل جبريل. وأما قوله: {فإنه نزله على قلبك} بالتشديد ولم يقل نزله فإنه من أجل حذف الباء، لأنك تقول: نزلت به وأنزلته كما تقول كرمت به وكرمته، وكلتا القراءتين حسنة والحمد لله. من شدد نصب الروح أي: نزل الله الروح وهو جبريل، ومن خفف رفع الروح شدد نصب الروح أي: نزل الله الروح وهو جبريل، ومن خفف رفع الروح جعل الفعل له). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: نزل به الروح الأمين [الشعراء/ 193]. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص: نزل به خفيف، الروح الأمين رفع. وقرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (نزّل به) مشدّدة الزّاي، (الرّوح الأمين) نصبا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/368]
قال أبو علي: حجّة من قال: (نزّل به الرّوح الأمين) قوله: فإنه نزله على قلبك بإذن الله [البقرة/ 97]، وقوله: (تنزل الملائكة بالروح) [النحل/ 2]، فتنزّل مطاوع نزّل، [فهو مثل مطاوع: نزّل الملائكة بالرّوح] فدخلت التاء للمطاوعة. فصار: (تنزّل الملائكة بالرّوح) والرّوح في التنزيل قد جاء يراد به القرآن، قال تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا [الشورى/ 52] إلى قوله: من عبادنا وقوله: قل نزله روح القدس من ربك ليثبت الذين آمنوا [النحل/ 102]. ومن أسند الفعل إلى الرّوح فقال: نزل به الروح فلأنّه ينزل بأمر الله جلّ وعزّ فمعناه معنى الثقيلة). [الحجة للقراء السبعة: 5/369]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({نزل به الرّوح الأمين}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص {نزل} بالتّخفيف {الرّوح الأمين} بالرّفع أي جاء به جبريل عليه السّلام وحجتهم قوله {قل نزله روح القدس من ربك} وقوله {فإنّه نزله على قلبك بإذن الله} فلمّا كان في هذين الموضعين جبرائيل هو الفاعل بإجماع ردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه والباء للتعدية كما أن التّشديد في قوله {نزله} للتعدية
[حجة القراءات: 520]
وقرأ الباقون {نزل به} بالتّشديد الرّوح الأمين بالنّصب المعنى نزل الله به الرّوح الأمين وحجتهم أن ذلك أتى عقيب الخبر عن تنزيل القرآن وهو قوله {وإنّه لتنزيل رب العالمين} والتنزيل مصدر نزل بالتّشديد فكأن قوله {نزل به الرّوح الأمين} كان مردودا على ما تقدمه من ذكر الله تعالى ليكون آخر الكلام منظوما على لفظ أوله إذ كان على سياقه). [حجة القراءات: 521]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {نزل به الروح} قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/151]
بالتشديد، ونصب {الروح الأمين} بـ {نزل}، وفي {نزل} ضمير الفاعل، وهو الله جل ذكره، وقرأ الباقون بالتخفيف، ورفع {الروح الأمين} بـ {نزل}.
وحجة من شدد أنه عدى الفعل بالتشديد، وأضمر فيه اسم الله جل ذكره، ونصب به {الروح الأمين} لأن {الروح} هو جبريل عليه السلام. وجبريل لم ينزل بالقرآن حتى نزله الله به، فهو المعنى الصحيح، دليله قوله تعالى: {فإنه نزله على قلبك بإذن الله} «البقرة 97».
وحجة من خفف أنه أضاف الفعل إلى {الروح} وهو جبريل؛ لأنه هو النازل به بأمر الله له، ولم يعده، فارتفع {الروح} بالفعل وهو الاختيار، لأن الحرميين عليه مع أبي عمرو). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/152]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {نَزَلَ بِهِ} بالتخفيف، {الرُّوحُ الْأَمِينُ} بالرفع فيهما [آية/ 193]:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو و-ص- عن عاصم.
والوجه أن الفعل للروح، ونزل لازمٌ، ونزوله إنما هو بأمر الله تعالى، فإذا نزّله الله تعالى نزل.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {نَزَّلَ} بالتشديد، {الرُّوحَ الْأَمِينَ} بالنصب فيهما.
والوجه أن الفعل مُتعدٍّ؛ لأنه منقول بالتضعيف من نزل، والضمير في
[الموضح: 945]
{نَزَّلَ} لله تعالى يعود إلى {رَبِّ العالمين} من قوله {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، والروح مفعول نزّل، و{الْأَمِينَ} صفته، فلهذا انتصبا، ودليله قوله تعالى {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله} ). [الموضح: 946]

قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)}
قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولم يكن لّهم آيةً (197)
قرأ ابن عامر وحده (أولم تكن لهم آيةٌ) رفعًا.
وقرأ الباقون (أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه) بالياء والنصب.
قال أبو منصور: من قرأ (أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه)
جعل (أن يعلمه) اسم (كان)، وجعل (آيةً) خبرها، المعنى: أولم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل أن النبي الأميّ مبعوث آية، أي: علامة دالة على نبوته؛ لأن علماءهم قرءوا ذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - في التوراة كما قال الله جلّ وعزّ.
ومن قرأ (أولم يكن لهم آيةٌ) بالتاء جعل آية هي الاسم، وأن يعلمه خبر تكن.
والمعنيان متقاربان). [معاني القراءات وعللها: 2/230]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {أو لم يكن لهم ءاية} [197].
قرأ ابن عامر وحده {أو لم تكن} بالتاء {لهم ءاية} بالرفع جعلها
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/138]
اسم تكون وخبر يكون {أن يعلمه} لأن «أن» مع الفعل مصدر، والتقدير: أو لم يكن لهم آية علمه بني إسرائيل، ومعناه: أو لم يكن آية معجزة ودلالة ظاهرة على بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب إلى الأنبياء قبله أنه نبي، وأن هذا القرآن من عند الله عز وجل، ولكنه {لما جاءهم ما عرفوا كفروا به} على بصيرة ليكون أوكد في الحجة عليهم.
وقرأ الباقون: {أو لم يكن} بالياء {ءاية} بالنصب خبر كان واسم كان {أن يعلمه} وهو الاختيار لأن {ءاية} نكرة و{أن يعلمه} معرفة، وإذا اجتمعت معرفة ونكرة اختير أن يجعل المعرفة اسم كان والنكرة خبره. وسيبويه لا يجوز ذلك إلا في ضرورة شاعر نحو قول حسان:
كأن سلافة من بيت رأس = يكون مزاجها عسل وماء
قوله: «من بيت رأس» أي: من بيت رئيس تسمي العرب السيد رأسًا، قال عمرو:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/139]
*برأس من بني جشم بن بكر*
و«بيت رأس» موضع بالشام تتخذ فيه الخمر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/140]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: أولم يكن لهم آية [الشعراء/ 197] نصبا، غير ابن عامر فإنه قرأ: (تكن) بالتاء (آية) بالرفع.
قال أبو علي: وجه قول ابن عامر: (تكن لهم آية) أنّ (تكن) ليس للآية، ولكن تضمر في (تكن) القصّة أو الحديث، لأنّ ما يقع تفسيرا للقصّة والحديث من الجمل، إذا كان فيها اسم مؤنث، جاز تأنيث الضمير على شريطة التفسير، كقوله سبحانه: فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا [الأنبياء/ 97]، وقوله: فإنها لا تعمى
[الحجة للقراء السبعة: 5/369]
الأبصار [الحج/ 46] فكذلك أن يعلمه علماء بني إسرائيل [الشعراء/ 197] لما كان فيه مؤنث، جاز أن يؤنّث (تكن) فآية مرتفعة بأنّها خبر الابتداء الذي هو (أن يعلمه) علماء بني إسرائيل لما كان فيه مؤنث جاز أن تؤنث (تكن) ولا يمتنع أن لا يضمر القصة ولكن يرتفع (أن يعلم) بقوله: (تكن) وإن كان في تكن علامة تأنيث، لأنّ أن يعلمه في المعنى هو الآية، فيحمل الكلام على المعنى، كما حمل على المعنى في قوله سبحانه: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160]، فأنّث لمّا كان المراد بالأمثال: الحسنات، وكذلك قراءة من قرأ: ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا [الأنعام/ 23] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/370]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} 197
قرأ ابن عامر (أو لم تكن) بالتّاء {لهم آية} بالرّفع جعلها اسم تكون وخبر {تكن} أن يعلمه لأن أن مع الفعل مصدر والتّقدير أو لم تكن لهم آية معجزة ودلالة ظاهرة في علم بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب إلى الأنبياء قبله أنه نبي وأن القرآن من عند الله ولكنهم لما جاءهم ما عرفوا كفروا به على بصيرة
وقرأ الباقون {أو لم يكن} بالياء {آية} بالنّصب جعلوا الآية خبر كان واسم كان {أن يعلمه} كأن المعنى أو لم يكن لهم علم بني إسرائيل أن النّبي صلى الله عليه حق وأن نبوته حق آية أي علامة موضحة لأن العلماء الّذين آمنوا من بني إسرائيل وجدوا ذكر النّبي صلى الله عليه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل كما قال جلّ وعز). [حجة القراءات: 521]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {أولم يكن لهم آية} قرأ ابن عامر بالتاء، ورفع الآية، وقرأ الباقون بالياء، ونصب الآية.
وحجة من قرأ بالتاء أنه أنث لتأنيث الآية ورفع الآية لأنها اسم كان، و{أن يعلمه} خبر كان، وفي هذا التقدير قبح في العربية؛ لأنه جعل اسم كان نكرة وخبرها معرفة، والأحسن أن يضمر القصة، فيكون التأنيث محمولًا على تأنيث القصة، و{أن يعلمه} ابتداء و{آية} خبر الابتداء، والجملة خبر كان، فيصير اسم كان معرفة، و{آية} خبر ابتداء، وهو {أن يعلمه}، تقديره: أو لم تكن لهم القصة علم علماء بني إسرائيل به آية.
9- وحجة من قرأ بالياء أنه ذكر لأنه حمله على أن قوله: {أن يعلمه} اسم كان، فذكر؛ لأن العلم مذكر، فهو اسم كان، ونصب {آية} على خبر كان، فصار الاسم معرفة والخبر نكرة، وهو الاختيار؛ لأن أكثر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/152]
القراء عليه وهو وجه الكلام في العربية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/153]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {أَوَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ} بالتاء، {آَيَةٌ} بالرفع [آية/ 197]:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه أضمر في {تَكُنْ} ضمير القصة، وجعل ما بعدها مبتدأً وخبرًا، والجملة تفسيرًا للقصة، والتقدير: أولم تكن القصة علم علماء بني إسرائيل آية لهم؛ لأن قوله {أَنْ يَعْلَمَهُ} في موضع رفع بالابتداء، و{آَيَةٌ} خبرة تقدم عليه، والجملة خبر {تَكُنْ}، وضمير القصة اسمها، وإذا كان في الجملة التي هي الخبر مؤنث أُنِّث ضمير الاسم حملًا على القصة دون الأمر أو الشأن لمكان المؤنث الذي في الخبر إرادة التناسب في اللفظ. ويجوز أيضًا تذكير الضمير على إرادة الأمر أو الشأن إلا أن الأحسن ما ذكرنا، قال الله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} وقال {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
ويجوز أن تكون {آيةٌ} اسم كان، و{لهم} خبره تقدم عليه، وجاز وإن كان الاسم نكرة؛ لأن الخبر جارٌّ ومجرور، فهو نكرة أيضًا.
[الموضح: 946]
ويجوز أن تكون كان ههنا تامة، و{آيَةٌ} فاعلها و{أَنْ يَعْلَمَهُ} بدل من {آية}، وموضعه رفع، والتقدير: أولم تقع لهم آية، ثم أبدل عن الآية فقال علم علماء بني إسرائيل.
وقرأ الباقون {أَوَلَمْ يَكُنْ} بالياء، {آيَةً} بالنصب.
والوجه أن قوله {أَنْ يَعْلَمَهُ} اسم {يكن} يكن و{آيةً} خبره، و{أَنْ} مع ما بعده من تأويل المصدر، والتقدير: أولم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل آية لهم). [الموضح: 947]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (198) إلى الآية (209) ]
{ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)}


قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [الأعْجَمِيِّين]، منسوب إلى العجم.
قال أبو الفتح: هذه قراءة عذر في القراءة المجتمع عليها، وتفسير للغرض فيها، وهي قوله: [على بعض الأعَجَمِين]؛ وذلك أن ما كان من الصفات على أفعل، وأنثاه فعلاء -لا يجمع بالواو والنون، ولا مؤنثه بالألف والتاء. ألا تراك لا تقول: في أحمر: أحمرون، ولا في حمراء: حمراوات؟ فكان قياسه ألا يجوز فيه "الأعجمون"، لأن مؤنثه "عجماء"، ولكن سببه أنه يريد: الأعجميون، ثم حذفت ياء النسب وجعل جمعه بالواو والنون دليلا عليها وأمارة لإدارتها، كما جعلت صحة الواو في عَوَاوِر أمرة لإرادة الياء في عَوَاوِير وكما جعل قلب تاء "افتعل" طاء في قوله:
مَالَ إلَى أَرْطَاة حِقْف فَالْطَجَعْ
دلالة على أن اللام في "الطجع" بدل من ضاد "اضطجع" لولا ذلك لقيل: التجع، كما قالوا: التحم، والْتَجَأ إلى كذا.
وقياس قوله: "الأعجمين" لإرادة ياء الإضافة في "الأعجميِّين" أن يقال: في مؤنثه مررت بنسوة عمجاوات؛ فيجمع بالتاء لأنه في معنى عجماويّات، ونظير ذلك الهُبَيْرُون؛ لأنه يريد الهُبَيْرِيُّون في النسب إلى هُبَيْرَة). [المحتسب: 2/132]

قوله تعالى: {فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}
قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)}
قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)}
قوله تعالى: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [فَتَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً]، بالتاء.
قال أبو الفتح: الفاعل المضمر الساعة، أي فتأتيهم الساعة "بغتة"، فأضمرها لدلالة العذاب الواقع فيها عليها، ولكثرة ما تردد في القرآن من ذكر إتيانها). [المحتسب: 2/133]

قوله تعالى: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)}
قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204)}
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205)}
قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)}
قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)}
قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208)}
قوله تعالى: {ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (210) إلى الآية (220) ]
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}


قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أيضا: [وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطُونُ].
قال أبو الفتح: هذا مما يعرض مثله الفصيح، لتداخل الجمعين عليه، وتشابههما عنده، ونحو منه قولهم: مَسِيل، فيمن أخذه من السيل، وعليه المعنى. ثم قالوا فيه: مُسْلان وأَمْسِلَة. ومَعِينٌ، وأقوى المعنى فيه أن يكون من العيون، ثم قالوا: سالت مُعْنَانُهُ.
فإن قلت: فقد حكى يعقوب وغيره في واحده: مَسَل ومَسْل، وقيل: يشبه أن يكون ذلك لقولهم: مُسْلان. فلما سمعوا مُسْلانًا جاءوا بواحده على فَعْل، كبَطْن وبُطْنان، وظَهْر وظُهْرَان. وعلى فَعَل، كحَمَل وحُمْلان، وأَخ وأُخْوَان، فيمن ضم. كما قال أبو بكر: إن من قال ضَفَنَ يَضْفِن فإنما حمله على ذلك الشبهةُ عليهم في قولهم: ضَيْفَن، إذ كان ضَيْفَن ظاهر لفظه بأن يكون فَيْعَلا لا فَعْلَنًا، وعلى كل حال فـ"الشياطون" غلط. لكن يشبهه، كما أن من همز مصائب كذلك عنهم). [المحتسب: 2/133]

قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)}
قوله تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)}
قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}
قوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)}
قوله تعالى: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)}
قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وتوكّل على العزيز الرّحيم (217)
قرأ نافع وابن عامر (فتوكّل) بالفاء.
وقرأ الباقون بالواو، وكتب في مصحف أهل المدينة والشام بالفاء، وجعل متصلاً بالكلام الذي تقدمه كجزاء.
ومن قرأ (وتوكّل) فلأنه وجد في مصحف أهل العراق ومصحف أهل مكة بالواو، والواو يعطف بها جملة على جملة، والمعنيان متقاربان). [معاني القراءات وعللها: 2/231]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {وتوكل} [217].
قرأ نافع وابن عامر: {فتوكل} بالفاء وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون: {وتوكل} بالواو، وكذلك في مصاحفهم: والتوكل على الله هو: أن يقطع العبد جميع آماله من الخلوقين إلا منه، فيرزقه الله من حيث لا يحتسب، ألم تسمع قوله: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} وقيل في قوله: {اتقوا الله حق تقاته} قال: هو أن نتوكل على الله ونطيعه ولا نعصيه ونذكره ولا ننساه ونشكره ولا نكفره. جاء في الحديث: «لو اتكلتم على الله
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/140]
حق التوكل لغركم كما يغر الطائر فرخه» أي لزقكم كما يزق الطائر فرخه، وجاء في حديث آخر: «كما يزق الطائر بجه»، والبج: الفرخ، والبج: الشق، فأما البجة فاسم صنم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أخرجوا صدقاتكم فإن الله أراحكم من السجة والبجة»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/141]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وابن عامر: فتوكل على العزيز الرحيم [الشعراء/ 217] بالفاء، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون بالواو، وكذلك هي في سائر مصاحفهم.
قال أبو علي: الوجهان حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 5/370]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وتوكل على العزيز الرّحيم}
[حجة القراءات: 521]
قرأ نافع وابن عامر (فتوكل على العزيز الرّحيم) بالفاء كذا في مصاحفهما
وقرأ الباقون بالواو وحجتهم أنّها مكتوبة في مصاحف أهل العراق بالواو). [حجة القراءات: 522]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {وتوكل} قرأه نافع وابن عامر بالفاء، لأنها كذلك في مصاحف أهل المدينة وأهل الشام. وقرأ الباقون بالواو، وهو وجه الكلام في العربية، ولأنها كذلك في مصاحف أهل الكوفة والبصرة ومكة، وقد تقدم ذكر {يتبعهم} في الأعراف، وذكرنا {أرجه} و{نعم} و{تلقف} و{آمنتم له} و{أن أسر} و{القسطاس} و{كسفا} وشبهه، فأغنى ذلك عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/153]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {فَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [آية/ 217] بالفاء:
قرأها ناع وابن عامر.
والوجه أنها على البدل من جواب الشرط، وهو قوله {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ} كأنه قال: وإن عصوك فتوكَّل.
وقرأ الباقون {وَتَوَكَّلْ} بالواو.
والوجه أنها جملة معطوفة على قوله {قَفُلْ} ). [الموضح: 947]

قوله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218)}
قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (221) إلى الآية (227) ]
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}


قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)}
قوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
قوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)}
قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والشّعراء يتّبعهم الغاوون (224)
قرأ نافع وحده (يتبعهم) خفيفة.
وقرأ الباقون (يتّبعهم) بالتشديد.
والمعنى واحدٌ). [معاني القراءات وعللها: 2/231]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون} [224].
قرأ نافع وحده: {يتبعهم} من اتبع يتبع. فتبع: سار في أثره واتبعه لحقه ذهولاً.
والشعراء: هم الكفار الذي كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون بالكذب الصراح وما لا يفعلون، والشيطان كان يقذف في لسانهم ويعينهم على
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/141]
قول الفحش والهجاء، كما أن الملك يعين شاعر رسول الله ومن ينافح عن دين الله عز وجل، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهجهم وجبريل معك»؟ فشعراء المسلمين خارجون من هذه الآية لقوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [227] وقد كان أبو بكر شاعرًا وعمر شاعرًا وعلى أشعر الثلاثة. وقال الشافعي: الشعر كلام منظوم بمنزلة المنثور من الكلام فحسنه حسن وقبيحة قبيح، فإذا قال الرجل شعرًا وفيه رفث وفحش سقطت عدالته وإذا قال شعرًا فيه الغزل الذي ليس بمكروه أو مدح رجلاً قبلت عدالته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/142]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: والشعراء يتبعهم [الشعراء/ 224] ساكنة التاء، وقرأ الباقون: (يتّبعهم) مشدّدة التاء، مفتوحة مكسورة الباء.
[قال أبو علي]: الوجهان حسنان تبعت القوم أتبعهم
[الحجة للقراء السبعة: 5/370]
[واتّبعتهم اتّبعهم]، وهو مثل: حفرته واحتفرته وشويته واشتويته، وقد تقدّم ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/371]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والشعراء يتبعهم الغاوون}
قرأ نافع {والشعراء يتبعهم الغاوون} بالتّخفيف من تبع يتبع
وقرأ الباقون يتبعه بالتّشديد من اتبع يتبع فتبعه سار في أثره واتبعه لحقه). [حجة القراءات: 522]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {يَتْبَعُهُمُ الْغَاوُونَ} [آية/ 224] بسكون التاء وفتح الباء وبالتخفيف:
قرأها نافع وحده.
والوجه أنه من تبعت الرجل أتبعه.
[الموضح: 947]
وقرأ الباقون {يَتَّبِعُهُمُ} بفتح التاء وتشديدها وبكسر الباء.
والوجه أنه من اتّبعته أتّبعه، وهو بمعنى الأول، فالأول على فعل يفعل والثاني على افتعل يفتعل، وكلاهما بمعنى واحد ومثله ركبته وارتكبته.
وقد سبق القول في هذه الكلمة). [الموضح: 948]

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)}
قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة