التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: القيامة، قال الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}، وقال تعالى: {وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} أي القيامة أو الموت). [تأويل مشكل القرآن: 514-515] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {سبّح للّه ما في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}
قال قوم: التسبيح آثار الصنعة في السّماوات وفي الأرض ومن فيهما وكذلك فسروا قوله: {وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده}، وهذا خطأ، التسبيح تمجيد اللّه وتنزيهه من السوء ودليل ذلك قوله: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}, فلو كان التسبيح آثار الصّنعة لكانت معقوله، وكانوا يفقهونها.
ودليل هذا القول أيضا قوله: {وسخّرنا مع داوود الجبال يسبّحن والطّير}, فلو كان تسبيحها آثار الصنعة لم يكن في قوله {وسخّرنا مع داوود الجبال يسبّحن والطّير}: فائدة.) [معاني القرآن: 5/121]
تفسير قوله تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {له ملك السّماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير}
أي : يحي الموتى يوم القيامة، ويميت الأحياء في الدنيا.
ويكون يحيي ويميت: يحيي النطف التي إنّما هي موات، ويميت الأحياء.
ويكون موضع (يحيي, ويميت): رفعا على معنى هو يحيي ويميت.
ويجوز أن يكون نصبا على معنى له ملك السّماوات والأرض محييا ومميتا قادرا). [معاني القرآن: 5/121]
تفسير قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {هو الأوّل...} يريد: قبل كل شيء. {والآخر...} : بعد كل شيء.
{والظّاهر...} : على كل شيء علما، وكذلك {والباطن...} على كل شيء علما). [معاني القرآن: 3/132]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيء عليم}
تأويله : هو الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء، والظاهر العالم بما ظهر , والباطن العالم بما بطن، كما تقول: فلان يبطن أمر فلان، أي يعلم دخلة أمره.
{وهو بكلّ شيء عليم}: لا يخفى عليه شيء). [معاني القرآن: 5/122]
تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يعلم ما يلج في الأرض}: أي : يدخل فيها). [تفسير غريب القرآن: 453]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السّماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم واللّه بما تعملون بصير} تأويله: يعلم ما يدخل في الأرض من مطر وغيره.
{وما يخرج منها}: من نبات وغيره.
{وما ينزل من السّماء}: من رزق ومطر وملك.
{وما يعرج فيها}: أي: ما يصعد إليها من أعمال العباد، وما يعرج من الملائكة). [معاني القرآن: 5/122]
تفسير قوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل وهو عليم بذات الصّدور}
معناه: يدخل الليل في النهار بأن ينقص من الليل ويزيد في النّهار.
وكذلك {ويولج النّهار في اللّيل}: ينقص من النهار , ويزيد في الليل , وهو مثل قوله: {يكوّر اللّيل على النّهار ويكوّر النّهار على اللّيل} ). [معاني القرآن: 5/122]