تفسير قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن ابن جريج عن زيد بن أسلم في قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم قال ما جبلوا عليه من الطاعة والمعصية).
[تفسير عبد الرزاق: 2/245]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن زيد بن أسلم في قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} قال: ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة [الآية: 56]).
[تفسير الثوري: 282]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، عن عمرو بن مالكٍ، قال: سمعت أبا الجوزاء يقول في هذه الآية: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون * ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون} قال: أنا أرزقهم وأنا أطعمهم، ما خلقتهم إلاّ ليعبدون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 487-488]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} [الذاريات: 56] : «ما خلقت أهل السّعادة من أهل الفريقين إلّا ليوحّدون» وقال بعضهم: «خلقهم ليفعلوا، ففعل بعضٌ وترك بعضٌ، وليس فيه حجّةٌ لأهل القدر).
[صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله إلّا ليعبدون في رواية أبي ذرٍّ وما خلقت الجنّ والأنس إلّا ليعبدون ما خلقت أهل السّعادة من أهل الفريقين إلّا ليوحدون هو قول الفراء ونصره بن قتيبة في مشكل القرآن له وسبب الحمل على التّخصيص وجود من لا يعبده فلو حمل على ظاهره لوقع التّنافي بين العلّة والمعلول.
- قوله وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا ففعل بعضٌ وترك بعضٌ وليس فيه حجّةٌ لأهل القدر هو كلام الفرّاء أيضًا وحاصل التّأويلين أنّ الأوّل محمولٌ على أنّ اللّفظ العامّ مرادٌ به الخصوص وأنّ المراد أهل السّعادة من الجنّ والإنس والثّاني باقٍ على عمومه لكن بمعنى الاستعداد أي خلقهم معدّين لذلك لكن منهم من أطاع ومنهم من عصى وهو كقولهم الإبل مخلوقةٌ للحرث أي قابلةٌ لذلك لأنّه قد يكون فيها ما لا يحرث وأمّا قوله وليس فيه حجّةٌ لأهل القدر فيريد المعتزلة لأنّ محصّل الجواب أنّ المراد بالخلق خلق التّكليف لا خلق الجبلّة فمن وفّقه عمل لما خلق له ومن خذله خالف والمعتزلة احتجّوا بالآية المذكورة على أنّ إرادة اللّه لا تتعلّق به والجواب أنّه لا يلزم من كون الشّيء معلّلًا بشيءٍ أن يكون ذلك الشّيء مرادًا وأن لا يكون غيره مرادًا ويحتمل أن يكون مراده بقوله وليس فيه حجّةٌ لأهل القدر أنّهم يحتجّون بها على أنّ أفعال اللّه لا بدّ وأن تكون معلولةً فقال لا يلزم من وقوع التّعليل في موضع وجوب التّعليل في كلّ موضعٍ ونحن نقول بجواز التّعليل لا بوجوبه أو لأنّهم احتجّوا بها على أنّ أفعال العباد مخلوقةٌ لهم لإسناد العبادة إليهم فقال لا حجّة لهم في ذلك لأنّ الإسناد من جهة الكسب وفي الآية تأويلات أخرى يطول ذكرها وروى بن أبي حاتمٍ من طريق السّدّيّ قال خلقهم للعبادة فمن العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع).
[فتح الباري: 8/600]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (إلاّ ليعبدون ما خلقت أهل السّعادة من أهل الفريقين إلاّ ليوحّدون. وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا ففعل بعضٌ وترك بعضٌ وليس فيه حجّةٌ لأهل القدرة.
أشار به إلى قوله عز وجل: {ما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} (الذاريات: 56) قوله: (إلّا ليعبدون) كذا ابتداء الكلام عند الأكثرين، وفي رواية أبي ذر من أول الآية. {ما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} والمعنى بحسب الظّاهر: ما خلقت هذين الفريقين إلاّ ليوحدوني، ولكن فسره البخاريّ بقوله: ما خلقت أهل السّعادة من أهل الفريقين أي: الجنّ والإنس إلاّ ليوحدون، وإنّما خصص السّعداء من الفريقين لتظهر الملازمة بين العلّة والمعلول، فلو حمل الكلام على ظاهره لوقع التّنافي بينهما، وهو غير جائز، وعن هذا قال الضّحّاك وسفيان: هذا خاص لأهل عبادته وطاعته، دليله قراءة ابن عبّاس، رضي الله تعالى عنهما، وما خلقت الجنّ والإنس من المؤمنين، وعن عليّ بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، معناه: إلاّ لآمرهم بعبادتي وأدعوهم إليها، واعتمد الزّجاج على هذا، ويؤيّده قوله تعالى: {وما أمروا إلّا ليعبدوا الله} (البيّنة: 5) فإن قلت: كيف كفروا وقد خلقهم للإقرار بربوبيته والتذلل لأمره ومشيته؟ قلت: قد تذللوا لقضائه الّذي قضى عليهم لأن قضاءه جار عليهم لا يقدرون على الامتناع منه إذا نزل بهم، وإنّما خالفه من كفر في العمل بما أمر به، فأما التذلل لقضائه فإنّه غير ممتنع. قوله: (وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا) ، أي: التّوحيد ففعل بعض منهم وترك بعض، هذا قول الفراء. فإن قلت: ما الفرق بين هذين التّأويلين؟ قلت: الأول لفظ عام أريد به الخصوص وهو أن المراد أهل السّعادة من الفريقين، والثّاني على عمومه بمعنى خلقهم معدين لذلك. لكن منهم من أطاع ومنهم من عصى، ومعنى الآية في الجملة أن الله تعالى لم يخلقهم للعبادة خلق جبلة واختيار، وإنّما خلقهم لها خلق تكليف واختبار. فمن وفقه وسدده أقام العبادة الّتي خلق لها، ومن خذله وطرده حرمها وعمل بما خلق له كقوله صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له، وفي نفس الأمر: هذا سر لا يطلع عليه غير الله تعالى، وقال: {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون} (الأنبياء: 32) قوله: (وليس فيه حجّة لأهل القدر) ، أي: المعتزلة وهم احتجّوا بها على أن إرادة الله تعالى لا تتعلّق إلاّ بالخير، وأما الشّرّ فليس مرادا له، وأجاب أهل السّنة بأنّه لا يلزم من كون الشّيء معللا بشيء أن يكون ذلك الشّيء أي: العلّة مرادا ولا يلزم أن يكون غيره مرادا. قالوا: أفعال الله لا بد أن تكون معللة أجيب: بأنّه لا يلزم من وقوع التّعليل وجوبه، ونحن نقول: بجواز التّعليل قالوا: أفعال العباد مخلوقة لهم لإسناد العبادة إليهم أجيب بأنّه لا حجّة لهم فيه لأن الإسناد من جهة الكسب وكون العبد محلا لها).
[عمدة القاري: 19/191-192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({إلا ليعبدون}) ولأبي ذر: ({وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56].
أي (ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين) الجن والإنس (إلاّ ليوحدون) فجعل العام مرادًا به الخصوص لأنه لو حمل على ظاهره لوقع التنافي بين العلة والمعلول لوجود من لا يعبده كقولك:
هذا القلم بريته للكتابة ثم قد تكتب به وقد لا تكتب وزاد زيد بن أسلم: وما خلقت الأشقياء منهم إلا ليعصون.
(وقال بعضهم): ذاهبًا إلى حمل الآية على العموم (خلقهم ليفعلوا) التوحيد خلق تكليف واختيار أي ليأمرهم بذلك (ففعل بعض) بتوفيقه له (وترك بعض) بخذلانه له، وطرده فكلٌّ ميسر لما خلق له أو المعنى ليطيعون وينقادوا لقضائي فكلٌّ مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله تعالى متذلل لمشيئته لا يملك لنفسه خروجًا عما خلق عليه، ولم يذكر الملائكة لأن الآية سيقت لبيان قبح ما يفعله الكفرة من ترك ما خلقوا له وهذا خاص بالثقلين أو لأن الملائكة مندرجون في الجن لاستتارهم (وليس فيه حجة لأهل القدر) المعتزلة على أن إرادة الله لا تتعلق إلا بالخير وأما الشر فليس مرادًا له لأن لا يلزم من كون الشيء معللًا بشيء أن يكون ذلك الشيء مرادًا وأن لا يكون غيره مرادًا وكذا لا حجة لهم في هذه الآية على أن أفعال العباد معللة بالأغراض إذ لا يلزم
من وقوع التعليل في موضع وجوب التعليل في كل موضع ونحن نقول بجواز التعليل لا بوجوبه أو إن اللام قد ثبتت لغير الغرض كقوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس} [الإسراء: 78].
وقوله: {فطلقوهن لعدتهن} [الطلاق: 1]. ومعناه المقارنة فالمعنى هنا قرنت الخلق بالعبادة أي خلقتهم وفرضت عليهم العبادة وكذا لا حجة لهم فيها على أن أفعال العباد مخلوقة لهم لإسناد العبادة إليهم لأن الإسناد إنما هو من جهة الكسب).
[إرشاد الساري: 7/356]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون (56) ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} فقال بعضهم: معنى ذلك: وما خلقت السّعداء من الجنّ والإنس إلاّ لعبادتي، والأشقياء منهم إلاّ لمعصيتي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن زيد بن أسلم، {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} قال: ما جبلوا عليه من الشّقاء والسّعادة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن زيد بن أسلم بنحوه.
- حدّثني عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن زيد بن أسلم، بمثله.
- حدّثنا حميد بن الرّبيع الخزّاز، قال: حدّثنا ابن يمانٍ قال: حدّثنا ابن جريجٍ، عن زيد بن أسلم، في قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} قال: جبلهم على الشّقاء والسّعادة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} قال: من خلق للعبادة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليذعنوا لي بالعبودة، ويعترفوا بها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} إلاّ ليقرّوا بالعبودة طوعًا وكرهًا.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب القول الّذي ذكرنا عن ابن عبّاسٍ، وهو: ما خلقت الجنّ والإنس إلاّ لعبادتنا، والتّذلّل لأمرنا.
فإن قال قائلٌ: فكيف كفروا وقد خلقهم للتّذلّل لأمره؟
قيل: لأنّهم قد تذلّلوا لقضائه الّذي قضاه عليهم، لأنّ قضاءه جارٍ عليهم، لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم، وإنّما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأمّا التّذلّل لقضائه فإنّه غير ممتنعٍ منه).
[جامع البيان: 21/553-555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال: ليقروا بالعبودية طوعا أو كرها).
[الدر المنثور: 13/674]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال: على ما خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي وشقوتي وسعادتي).
[الدر المنثور: 13/674]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال: ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة).
[الدر المنثور: 13/674-675]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الجوزاء في الآية قال: أنا أرزقهم وأنا أطعمهم ما خلقتهم إلا ليعبدون).
[الدر المنثور: 13/675]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي وحسنة، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك).
[الدر المنثور: 13/675]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في مسند الشاميين والحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري).
[الدر المنثور: 13/675]
تفسير قوله تعالى: (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، عن عمرو بن مالكٍ، قال: سمعت أبا الجوزاء يقول في هذه الآية: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون * ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون} قال: أنا أرزقهم وأنا أطعمهم، ما خلقتهم إلاّ ليعبدون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 487-488](م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما أريد منهم من رزقٍ}. يقول تعالى ذكره: ما أريد ممّن خلقت من الجنّ والإنس من رزقٍ يرزقونه خلقي، {وما أريد أن يطعمون}. يقول: وما أريد منهم من قوتٍ أن يقوتوهم، ومن طعامٍ أن يطعموهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ قال: حدّثنا أبي، عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، {ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون} قال: يطعمون أنفسهم).
[جامع البيان: 21/555]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) )
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تنبيهٌ لم يذكر البخاريّ في هذه السّورة حديثًا مرفوعًا ويدخل فيها على شرطه حديثٌ أخرجه أحمد والتّرمذيّ والنّسائيّ من طريق أبي إسحاق عن عبد الرّحمن بن يزيد عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّي أنا الرّزّاق ذو القوّة المتين قال التّرمذيّ حسنٌ صحيح وصححه بن حبان).
[فتح الباري: 8/601]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (ولم يذكر المؤلّف حديثًا مرفوعًا هنا، والظاهر أنه لم يجده على شرطه. نعم قال في الفتح: يدخل حديث ابن مسعود أقرأني رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- إني أنا الرزاق ذو القوّة المتين أخرجه أحمد والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح وصححه ابن حبان).
[إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين (58) فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه هو الرّزّاق خلقه، المتكفّل بأقواتهم، ذو القوّة المتين.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {المتين} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار خلا يحيى بن وثّابٍ والأعمش: {ذو القوّة المتين} رفعًا، بمعنى: ذو القوّة الشّديد، فجعلوا (المتين) من نعت (ذي)، ووجّهوه إلى وصف اللّه به.
وقرأه يحيى والأعمش (المتين) خفضًا، فجعلاه من نعت القوّة، وإنّما استجاز خفض ذلك من قرأه بالخفض، ويصيّره من نعت القوّة، والقوّة مؤنّثةٌ، والمتين في لفظ مذكّرٍ، لأنّه ذهب بالقوّة إلى القوّة من قوي الحبل والشّيء المفتول المبرم الفتل، فكأنّه قال على هذا المذهب: ذو الحبل القويّ وذكر الفرّاء أنّ بعض العرب أنشده:
لكلّ دهرٍ قد لبست أثؤبا من ريطةٍ واليمنة المعصّبا.
فجعل المعصّب نعت اليمنة، وهي مؤنّثةٌ في اللّفظ، لأنّ اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثّياب، فذهب بها إليه.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا {ذو القوّة المتين} رفعًا على أنّه من صفة اللّه جلّ ثناؤه، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وأنّه لو كان من نعت القوّة لكان التّأنيث به أولى، وإن كان للتّذكير وجهٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذو القوّة المتين} يقول: الشّديد).
[جامع البيان: 21/555-557]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا أبو يعلى حدثنا روح بن عبد المؤمن المقري حدثنا عليّ بن نصر حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد اللّه قال أقرأني رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: {إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}).
[موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/436-437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي، وابن الأنباري في المصاحف، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}).
[الدر المنثور: 13/675-676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {المتين} يقول: الشديد، قوله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوبا} الآية).
[الدر المنثور: 13/676]
تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم قال عذابا مثل عذاب أصحابهم).
[تفسير عبد الرزاق: 2/245]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والذّنوب، الدّلو العظيم»).
[صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والذّنوب الدّلو العظيم هو قول الفرّاء لكن قال العظيمة وزاد ولكنّ العرب تذهب بها إلى الحظّ والنّصيب وقال أبو عبيدة الذّنوب النّصيب وأصله من الدّلو والذنوب والسجل واحد والسجل أقل ملأ من الدّلو).
[فتح الباري: 8/600]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد صرة صيحة ذنوبا سجلا العقيم الّتي لا تلقح
وقال ابن عبّاس والحبك استواؤها وحسنها في غمرتهم في ضلالتهم يتمادون
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 29 الذاريات {فأقبلت امرأته في صرة} قال صيحة
وبه في قوله 59 الذاريات {فإن للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} قال سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم
وبه في قوله 41 الذاريات {الرّيح العقيم} قال ليس فيها رحمة ولا تلقح شيئا
وأما قول ابن عبّاس فقال الفريابيّ ثنا سفيان عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله 7 الذاريات {والسّماء ذات الحبك} قال حسنها واستواؤها
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن فضيل عن عطاء به).
[تغليق التعليق: 4/319] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والذّنوب: الدّلو العظيم
أشار به إلى قوله تعالى: {فإن للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون} (الذاريات: 59) وهذا التّفسير الّذي فسره من حيث اللّغة فإن الذّنوب في اللّغة: الدّلو العظيم، المملوء ماء وأهل التّفسير اختلفوا فعن مجاهد: سبيلا، وعن النّخعيّ ظرفا وعن قتادة وعطاء، عذابا. وعن الحسن دولة، وعن الكسائي: حظاً وعن الأخفش نصيبا).
[عمدة القاري: 19/192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والذنوب) في قوله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوبًا} [الذاريات: 59]. لغة (الدلو العظيم) وقال الفراء: العظيمة).
[إرشاد الساري: 7/356]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ذنوبًا} [الذاريات: 59] : " سبيلًا).
[صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ذنوبًا سبيلًا وقع هذا مؤخّرًا عن الّذي بعده لغير أبي ذرٍّ والّذي عنده أولى وقد وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم قال سجلًا من العذاب مثل عذاب أصحابهم وأخرج بن المنذر من طريق بن جريجٍ عن مجاهدٍ في قوله فإنّ للّذين ظلموا ذنوبا قال سبيلا قال وقال بن عبّاسٍ سجلًا وهو بفتح المهملة وسكون الجيم ومن طريق بن جريجٍ عن عطاءٍ مثله وأنشد عليه شاهدًا).
[فتح الباري: 8/600]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ ذنوبا سجلاً
أي: قال مجاهد في تفسير ذنوبا سجلاً، وهو المراد هنا، وفي بعض النّسخ وقع هذا بعد قوله: صرة صيحة، وهو تخبيط من النّاسخ، والسجل، بفتح السّين المهملة وسكون الجيم وباللام. هو الدّلو الممتلئ ماء. ثمّ استعمل في الخظ والنصيب).
[عمدة القاري: 19/192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي ({ذنوبًا} سبيلًا) وهذا مؤخر بعد تاليه عند غير أبي ذر وفي نسخة سجلاًّ بفتح السين المهملة وسكون الجيم وزاد الفريابي عنه فقال: سجلاًّ من العذاب مثل عذاب أصحابهم، وقال أبو عبيدة: الذنوب النصيب والذنوب والسجل أقل ملء من الدلو).
[إرشاد الساري: 7/356]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني وفي قوله تعالى: {ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: الذّنوب: العقوبة). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 94]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون} يقول تعالى ذكره: فإنّ للّذين أشركوا باللّه من قريشٍ وغيرهم ذنوبًا، وهي الدّلو العظيمة، وهو السّجل أيضًا إذا ملئت أو قاربت الملء، وإنّما أريد بالذّنوب في هذا الموضع: الحظّ والنّصيب؛ ومنه قول علقمة بن عبدة:
وفي كلّ قومٍ قد خبطت بنعمةٍ فحقّ لشأسٍ من نداك ذنوب.
أي نصيبٌ، وأصله ما ذكرت؛ ومنه قول الرّاجز:
لنا ذنوبٌ ولكم ذنوبٌ فإن أبيتم فلنا القليب.
ومعنى الكلام: فإنّ للّذين ظلموا من عذاب اللّه نصيبًا وحظًّا نازلاً بهم، مثل نصيب أصحابهم الّذين مضوا من قبلهم من الأمم، على منهاجهم من العذاب، فلا يستعجلون به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا} يقول: دلوًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: يقول للّذين ظلموا عذابًا مثل عذاب أصحابهم فلا يستعجلون.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} فلا يستعجلون: سجلاً من العذاب.
- قال: حدّثنا عفّان بن مسلمٍ قال: حدّثنا شهاب بن شرنفة، عن الحسن، في قوله: {ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: دلوًا مثل دلو أصحابهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ذنوبًا} قال: سجلاً.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا} سجلاً من عذاب اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: ثني محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: عذابًا مثل عذاب أصحابهم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: يقول: ذنوبًا من العذاب قال: يقول لهم سجلٌ من عذاب اللّه، وقد فعل هذا بأصحابهم من قبلهم، فلهم عذابٌ مثل عذاب أصحابهم فلا يستعجلون.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم} قال: طرفًا من العذاب).
[جامع البيان: 21/557-559]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذنوبا يعني سبيلا مثل ذنوب أصحابهم مثل سبيل أصحابهم
). [تفسير مجاهد: 2/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {ذنوبا} قال: دلوا).
[الدر المنثور: 13/676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} قال: سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم).
[الدر المنثور: 13/676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخرائطي في مساوى ء الأخلاق عن طلحة بن عمرو في قوله {ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} قال: عذابا مثل عذاب أصحابهم والله تعالى أعلم).
[الدر المنثور: 13/676]
تفسير قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فويلٌ للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون}.
يقول تعالى ذكره: فالوادي السّائل في جهنّم من قيحٍ وصديدٍ للّذين كفروا باللّه وجحدوا وحدانيّته من يومهم الّذي يوعدون فيه نزول عذاب اللّه بهم إذا نزل ذلك بهم ماذا يلقون فيه من البلاء والجهد).
[جامع البيان: 21/559]