تفسير قوله تعالى: {طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) }
تفسير قوله تعالى: {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) }
تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) }
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) }
تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) }
تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) }
تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): ( نحن الولاة لكل جرب تتقى = إذ أنت محتضر لكيرك صال
...
صالٍ ومصطلِ واحد أي إذ كنت عند كيرك تصطلي به). [نقائض جرير والفرزدق: 298] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فأدبر يكسوها الرغام كأنه = على القور والآكام جذوة مقبس
...
مقبس: معطي النار. قال: والقابس: آخذ النار. يقال: قبس مني نارا يقبسها قبسا، وأقبس. والقبس: الشعلة، وإنما شبهها بالجذوة في بريقه). [شرح ديوان امرئ القيس: 531] (م)
تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله "حوالكا" يقال: هو يطوف واله وحوله وحواليه. ومن قال: حواليه بالكسر: فقد أخطأ، وفي القرآن {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} وحواليه: تثنية حوال، كما تقول: حنانية، الواحد حنان، قال الشاعر:
فقالت حنان ما أتى بك ههنا = أذو نسب أم أنت بالحي عارف?).
[الكامل: 2/732-733] (م)
تفسير قوله تعالى: {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) }
تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (قال أوس:
فجال ولم يعكم (وشيع إلفه = بمنقطع الغضراء شد مؤالف)
يقول: هرب ولم يكر وعقب مثله تعقيبا. قال لبيد:
طلب المعقب حقه المظلوم
ومنه قوله (عز وجل): {ولى مدبرا ولم يعقب}). [الغريب المصنف: 3/733-734]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( (ويقال: هرب ولم يكر وعقب مثله تعقيبا، قال لبيد:
طلب المعقب حقه المظلوم
ومنه قوله عز وجل: {ولى مدبرا ولم يعقب} ). [الغريب المصنف: 3/799-800]
تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) }
تفسير قوله تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وقولهم ما أنكرك من سوء أي ليس إنكارى إياك من سوء رأيته بك إنما هو لقلة المعرفة ويقال إن السوء البرص قال الله جل ثناؤه: {أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} أي من غير برص). [إصلاح المنطق: 323]
تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) }
تفسير قوله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) }
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) }
تفسير قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) }
تفسير قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: وزعته فأنا أزعه إذا كففته قال وقال الحسن: لا بد للناس من وزعة يعني قومًا يكفونهم وزعته فأنا أزوعه مثله ويقال قدمته ومنه قول ذي الرمة:
زع بالزمام وجوز الليل مركوم
أي ادفعه إلى قدامه. غيره: أوزعت بالشيء مثل ألهمته وأولعت به ومنه قول الله تبارك وتعالى: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي} ووزعت الشيء بين القوم قسمته). [الغريب المصنف: 3/994] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي بكر رحمه الله وقد كان شكي إليه بعض عماله فقال: أأنا أقيد من وزعة الله؟
الوزعة: جماعة الوازع، والوازع: الذي يكف الناس ويمنعهم من الشر.
يقال منه: وزعته فأنا أزعه وزعا. ويروى في قول الله تبارك تعالى: {فهم يوزعون} يعني يحبس أولهم على آخرهم، وهو من الكف والمنع.
ويروى عن الحسن البصري أنه قال: لا بد للناس من وزعة، يعني من يكفهم ويمنعهم من الشر، كأنه يعني السلطان.
فكأن أبا بكر إنما أراد أني لا أقيد من الولاة الذين يزعون الناس عن محارم الله تعالى.
يعني: إذا كان ذلك الفعل منهم بوجه الحكم والعدل لا بوجه الجور). [غريب الحديث: 4/126-127]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فغدا يشرق متنه فبدا له = أولى سوابقها قريبا توزع
...
...
«تُوزَع» تكف وتحبس على ما تخلف منها ليجتمع بعضها إلى بعض. وقال أيضا: (توزع) أي تغري به، (أوزعه) أي أغره. و(قريبا) يريد قريبا من الثور. الباهلي: (توزع)، يحبس آخرهن على أولهن، لكي لا يخلو بواحد من الكلاب فيقتله، من قوله جل وعز: {فهم يوزعون} يحبس آخرهم على أولهم. وقال معمر: (توزع) تغري به، يقال: (أوزع به، وألذم به) أي أغري به وأولع به). [شرح أشعار الهذليين: 1/27-28] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال بعض أهل اللغة. أوزعت حرف من الأضداد؛ يقال: أوزعت الرجل، إذا أغريته بالشيء وأمرته به، وأوزعته، إذا نهيته وحبسته عنه، قال الله عز وجل: {فهم يوزعون}، أي يحبس أولهم على آخرهم.
قال أبو بكر: والصحيح عندنا أن يكون (أوزعت) بمعنى أمرت وأغريت، و(وزعت) بمعنى حبست، الدليل على هذا
قوله عز وجل: {رب أوزعني}، معناه ألهمني. وقال طرفة:
نزع الجاهل في مجلسنا = فترى المجلس فينا كالحرم
وقال الآخر:
أما النهار فلا أفتر ذكرها = والليل يوزعني بها أحلام
وقال النابغة الذبياني:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما تصح والشيب وازع
وقال الآخر:
كفي غير الأيام للمرء وازعا = إذا لم يقر ريا فيصحو طائعا
وقال الحسن لما ولي القضاء، وكثر الناس عليه: لا بد للناس من وزعة، أي من شرط يكفونهم عن القاضي. وقال الجعدي:
ومسروحة مثل الجراد وزعتها = وكلفتها ذئبا أزل مصدرا
معناه كففتها. والاختيار أن يكون الوزع الحبس. وقال أصحاب القول الآخر: معناه أغريتها بالشيء الذي كلفتها إياه). [كتاب الأضداد: 139-140]
تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وزعم الخليل رحمه الله أن: {السماء منفطر به} كقولك معضل للقطاة. وكقولك مرضع للتي بها الرضاع. وأما المنفطرة فيجئ على العمل كقولك منشقة وكقولك مرضعة للتي ترضع. وأما {كلٌ في فلكٍ يسيحون} و: {رأيتهم لي ساجدين} و: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} فزعم أنه بمنزلة ما يعقل ويسمع لما ذكرهم بالسجود وصار النمل بتلك المنزلة حين حدثت عنه كما تحدث عن الأناسي). [الكتاب: 2/47] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما كان اسماً على فاعلٍ غير نعت معرفةً أو نكرةً
اعلم أن ما كان من ذلك لآدميين فغير ممتنع من الواو والنون. لو سميت رجلاً حاتماً أو عاصماً لقلت: حاتمون، وعاصمون. وإن شئت قلت: حواتم وعواصم؛ لأنه ليس بنعت فتريد أن تفصل بينه وبين مؤنثه، ولكنه اسم. فحكمه حكم الأسماء التي على أربعة أحرف.
وإن كان لغير الآدميين لم تلحقه الواو والنون. ولكنك تقول: قوادم في قادم الناقة، وتقول: سواعد في جمع ساعد. هكذا جميع هذا الباب.
فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل في غير الآدميين: {إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}.
فالجواب عن ذلك: أنه لما أخبر عنها بالسجود وليس من أفعالها وإنما هو من أفعال الآدميين أجراها مجراهم؛ لأن الآدميين إنما جمعوا بالواو والنون، لأن أفعالهم على ذلك. فإذا ذكر غيرهم بذلك الفعل صار في قياسهم؛ألا ترى أنك تقول: القوم ينطلقون، ولا تقول: الجمال يسيرون.
وكذلك قوله عز وجل: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون}. لما أخبر عنها أنها تفعل وإنما حقيقتها أن يفعل بها فتجري كانت كما ذكرت لك.
ومن ذلك قوله: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}، إنما ذلك لدعواهم أنها فعالة، وأنها تعبد باستحقاق، وكذلك {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} ومثله: {قالت نملةٌ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} لما جعلها مخاطبة ومخاطبة. وكل ما جاء من هذا فهذا قياسه). [المقتضب: 2/223-224] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقوله: * نفسي فداؤك من سار على ساق *، والخيال لا يمشي على ساق، ولكنه لما قال: يسري، وقال محتفيًا: فوصفه بما يوصف به ذو الساق، قال: * نفسي فداؤك من سار على ساق *، فجعله ممن له ساق، وكذلك قول الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}، وإنما تدخل هذه النون والياء في جمع ذكران الإنس والجن، وما أشبههم، فيقال: الجن والإنس والملائكة ساجدون، فإذا عدوت هذا، صار المؤنث والمذكر إلى التأنيث، فيقال: الغنم، والبقر مذبحة، ومذبحات، وقد ذبحن، ولا يجوز مذبحون.
قال الفراء: وإنما ذلك لأنها وصفت بأفاعيل الآدميين، وقال: ألا ترى أن الركوع والسجود لا يكون إلا من الآدميين، فأخرجت على أفعال الآدميين لما وصفت بصفتهم، ومثله {وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا}، وكأنهم خاطبوا رجالًا إذا كلمتهم وكلموها، ومثله {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم}، وكل ما ورد عليك موافقًا لفعل الآدميين، وليس من الآدميين، فأجره على هذا، ويجوز أن يكون جعل الخيال ذا ساق، يذهب إلى معناه، يريد: صاحب الخيال. أحمد). [شرح المفضليات: 4] (م)
تفسير قوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: أوزعته بالشيء: إذا أولعته به وأغريته. قال الله جل ثناؤه: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي}، أي: أولعني به. قال أبو محمد: أوزعني: يعني ألهمني. يقال: أوزعته: نهيته وكففته. وقال الله جل اسمه: {فهم يوزعون}، أي: يكفون). [الأضداد: 135]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: وزعته فأنا أزعه إذا كففته قال وقال الحسن: لا بد للناس من وزعة يعني قومًا يكفونهم وزعته فأنا أزوعه مثله ويقال قدمته ومنه قول ذي الرمة:
زع بالزمام وجوز الليل مركوم
أي ادفعه إلى قدامه. غيره: أوزعت بالشيء مثل ألهمته وأولعت به ومنه قول الله تبارك وتعالى: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي} ووزعت الشيء بين القوم قسمته). [الغريب المصنف: 3/994]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
قوله: "يزع" أي يكف، يقال: وزع يزع إذا كف، وكان أصله "يزع" مثل يعد فذهبت الواو لوقوعها بين ياء وكره واتبعت حروف المضارع الياء لئلا يختلف الباب، وهي الهمزة، والنون، والتاء، والياء نحو أعد ونعد، وتعد، ويعد، ولكن انفتحت في "يزع" من أجل العين لأن حروف الحلق إذا كن في موضع عين الفعل أو لامه فتحن في الفعل الذي ماضيه "فعل"، وإن وقعت الواو مما هي فيه فاء في "يفعل" المفتوحة العين في الأصل صح الفعل، نحو: وحل يوحل، ووجل يوجل، ويجوز في هذه المفتوحة ياحل وياجل وييحل وييجل، وكل هذا كراهية للواو بعد الياء، تقول: وزعته: كففته، وأوزعته: حملته على ركوب الشيء وهيأته له، وهو من الله عز وجل توفيق، ويقال: أوزعك الله شكره، أي وفقك له.
وقال الحسن مرة: ما حاجة هؤلاء السلاطين إلى الشرط فلما ولي القضاء كثر عليه الناس، فقال: لا بد للسلاطين من وزعة). [الكامل: 1/350]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {رَبِّ أَوْزِعْنِي}: أي ألهمني). [مجالس ثعلب: 175]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال بعض أهل اللغة. أوزعت حرف من الأضداد؛ يقال: أوزعت الرجل، إذا أغريته بالشيء وأمرته به، وأوزعته، إذا نهيته وحبسته عنه، قال الله عز وجل: {فهم يوزعون}، أي يحبس أولهم على آخرهم.
قال أبو بكر: والصحيح عندنا أن يكون (أوزعت) بمعنى أمرت وأغريت، و(وزعت) بمعنى حبست، الدليل على هذا
قوله عز وجل: {رب أوزعني}، معناه ألهمني. وقال طرفة:
نزع الجاهل في مجلسنا = فترى المجلس فينا كالحرم
وقال الآخر:
أما النهار فلا أفتر ذكرها = والليل يوزعني بها أحلام
وقال النابغة الذبياني:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما تصح والشيب وازع
وقال الآخر:
كفي غير الأيام للمرء وازعا = إذا لم يقر ريا فيصحو طائعا
وقال الحسن لما ولي القضاء، وكثر الناس عليه: لا بد للناس من وزعة، أي من شرط يكفونهم عن القاضي. وقال الجعدي:
ومسروحة مثل الجراد وزعتها = وكلفتها ذئبا أزل مصدرا
معناه كففتها. والاختيار أن يكون الوزع الحبس. وقال أصحاب القول الآخر: معناه أغريتها بالشيء الذي كلفتها إياه). [كتاب الأضداد: 139-140] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وخافق الرأس مثل السيف قلت له = زع بالزمام وجوز الليل مركوم
وأوزعه الله تقواه أي ألهمه، ومنه قول الله عز وجل: {أوزعني أن أشكر نعمتك} ). [شرح المفضليات: 320]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وتوزع تحبس وتكف على ما تخلف منها لأنها إذا لقيت الثور فرادى لم تقو وقتلها واحد بعد واحد وإذا اجتمعت أعان بعضها بعضا: ويقال توزع تغرى: قال النابغة الذبياني:
فكان ضمران منه حيث يوزعه = طعن المعارك عند المجحر النجد
يوزعه يغريه: يقال هو يوزع بالشيء إذا كان مولعا به ومنه قول الله جل وعز: {أوزعني أن أشكر نعمتك} ). [شرح المفضليات: 872]