العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة البقرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ربيع الثاني 1434هـ/20-02-2013م, 12:04 AM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة البقرة [من الآية (253) إلى الآية (254) ]

تفسير سورة البقرة
[من الآية (253) إلى الآية (254) ]


{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 07:29 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف


جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وأيدناه
[تفسير عبد الرزاق: 1/101]
بروح القدس قال هو جبريل عليه السلام). [تفسير عبد الرزاق: 1/102]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {تلك الرّسل} الّذين قصّ اللّه قصصهم في هذه السّورة كموسى بن عمران وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وشمويل وداود، وسائر من ذكر نبأهم في هذه السّورة،
[جامع البيان: 4/519]
يقول تعالى ذكره: هؤلاء رسلي فضّلت بعضهم على بعضٍ، فكلّمت بعضهم والّذي كلّمته منهم موسى صلّى اللّه عليه وسلّم ورفعت بعضهم درجاتٍ على بعضٍ بالكرامة ورفعة المنزلة.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تعالى ذكره: {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ} قال: يقول: منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم على بعضٍ درجاتٍ يقول: كلّم اللّه موسى، وأرسل محمّدًا إلى النّاس كافّةً.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بنحوه.
وممّا يدلّ على صحّة ما قلنا في ذلك قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أعطيت خمسًا لم يعطهنّ أحدٌ قبلي: بعثت إلى الأحمر والأسود، ونصرت بالرّعب، فإنّ العدوّ ليرعب منّي على مسيرة شهرٍ، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحدٍ كان قبلي، وقيل لي: سل تعطه، فاختبأتها شفاعةً لأمّتي، فهي نائلةٌ منكم إن شاء اللّه من لا يشرك باللّه شيئًا). [جامع البيان: 4/520]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس}.
يعني تعالى ذكره بذلك: {وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات} وآتينا عيسى ابن مريم الحجج والأدلّة على نبوّته من إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى، وما أشبه ذلك، مع الإنجيل الّذي أنزلته إليه، فبيّنت فيه ما فرضت عليه.
ويعني تعالى ذكره بقوله: {وأيّدناه} وقوّيناه وأعنّاه {بروح القدس} يعني بروح اللّه وهو جبريل.
وقد ذكرنا اختلاف أهل العلم في معنى روح القدس والّذي هو أولى بالصّواب من القول في ذلك فيما مضى قبل، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 4/521]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات}.
يعني تعالى ذكره بذلك: ولو أراد اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم، يعني من بعد الرّسل الّذين وصفهم بأنّه فضّل بعضهم على بعضٍ ورفع بعضهم درجاتٍ، وبعد عيسى ابن مريم، وقد جاءهم من الآيات بما فيه مزدجرٌ لمن هداه اللّه ووفّقه.
ويعني بقوله: {من بعد ما جاءتهم البيّنات} يعني من بعد ما جاءهم من آيات اللّه ما أبان لهم الحقّ، وأوضح لهم السّبيل.
[جامع البيان: 4/521]
وقد قيل: إنّ الهاء والميم في قوله: {من بعدهم} من ذكر موسى وعيسى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات} يقول: من بعد موسى وعيسى.
- حدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: {ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات} يقول: من بعد موسى وعيسى). [جامع البيان: 4/522]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد}.
يعني تعالى ذكره بذلك: ولكن اختلف هؤلاء الّذين من بعد الرّسل لمّا لم يشأ اللّه منهم تعالى ذكره أن لا يقتتلوا، فاقتتلوا من بعد ما جاءتهم البيّنات من عند ربّهم بتحريم الاقتتال والاختلاف، وبعد ثبوت الحجّة عليهم بوحدانيّة اللّه ورسالة رسله ووحي كتابه، فكفر باللّه وبآياته بعضهم، وآمن بذلك بعضهم،
[جامع البيان: 4/522]
فأخبر تعالى ذكره أنّهم أتوا ما أتوا من الكفر والمعاصي بعد علمهم بقيام الحجّة عليهم بأنّهم على خطأٍ تعمّدًا منهم للكفر باللّه وآياته، ثمّ قال تعالى ذكره لعباده: {ولو شاء اللّه ما اقتتلوا} يقول: ولو أراد اللّه أن يحجزهم بعصمته وتوفيقه إيّاهم عن معصيته فلا يقتتلوا ما اقتتلوا ولا اختلفوا {ولكنّ اللّه يفعل ما يريد} بأن يوفّق هذا لطاعته والإيمان به فيؤمن به ويطيعه ويخذل هذا فيكفر به ويعصيه). [جامع البيان: 4/523]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد (253)
قوله تعالى: تلك الرّسل
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ الحمصيّ، ثنا أبو جعفرٍ ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قلت: يا نبيّ اللّه: كم الأنبياء؟ قال مائة ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفًا، الرّسل من ذلك: ثلاثمائةٍ وخمسة عشر جمًّا غفيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/482]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: فضّلنا بعضهم على بعضٍ
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة فضّلنا بعض النّبيّين على بعضٍ قال: اتّخذ اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 2/482]
إبراهيم خليلا، وكلّم موسى تكليمًا، وجعل عيسى كمثل آدم، خلقه من ترابٍ، ثمّ قال له: كن فيكون، وهو عبد اللّه ورسوله، من كلمة اللّه وروحه، وآتى سليمان ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وآتى داود زبورًا، وغفر لمحمّد بن عبد اللّه، ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.
- حدّثنا الحسن بن المنهال القطّان، ثنا محمّد بن عبد اللّه ابن عمّارٍ، ثنا عفيفٌ، عن هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم ولقد فضّلنا بعض النّبيّين على بعضٍ بالعلم). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: منهم من كلم الله
- حدثنا أبو سعيد بن يحي بن سعيدٍ القطّان، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
في قول اللّه تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه قال: كلّم اللّه موسى.
وروي عن الشّعبيّ، نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ورفع بعضهم درجاتٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: درجاتٍ يعني فضائل). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وآتينا عيسى ابن مريم البينات
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أبنا أبو غسّان، ثنا سلمة، قال: قال محمّد ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات أي: الآيات الّتي وضع على يديه من إحياء الموتى وخلقه من الطّين كهيئة الطّير ثمّ ينفخ فيه الرّوح، فيكون طيرًا بإذن اللّه، وإبراء الأسقام، والخبر بكثيرٍ من الغيوب، ممّا يدّخرون في بيوتهم، وما ردّ عليهم من التّوراة، مع الإنجيل الّذي أحدث اللّه إليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/483]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وأيدناه بروح القدس
قد تقدم تفسيره آية 87). [تفسير القرآن العظيم: 1/484]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر
[الوجه الأول]
- حدّثنا سهل بن بحرٍ العسكريّ، حدّثنا حسين بن الأسود، ثنا عمرو بن محمّدٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أصحابه، في قول اللّه: البيّنات قال: الحلال والحرام.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ من بعد ما جاءتهم البيّنات قال: من بعد ما جاءكم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 1/484]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولكن اختلفوا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أبنا العبّاس بن الوليد النرس، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة، قوله: ولكن اختلفوا يعني اليهود والنّصارى، يقول:
هذا القرآن لهم ما اختلفوا فيه). [تفسير القرآن العظيم: 1/484]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: فمنهم من آمن ومنهم من كفر
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن العلاء، ثنا عثمان بن سعيد بن ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: آمن قال: صدّق.
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني أبي، عن خالد بن قيسٍ، عن قتادة، قال: آمن بكتابه.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا أبو غسّان محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال: لمّا أراد اللّه بقدرته من إعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الكفر وأهله ففعل ما أراد من ذلك بلطفه). [تفسير القرآن العظيم: 1/484]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ، قوله: ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد). [تفسير القرآن العظيم: 1/485]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض قال كلم الله موسى وأرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة). [تفسير مجاهد: 114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فضلنا بعضهم على بعض} قال: اتخذ الله إبراهيم خليلا وكلم الله موسى تكليما وجعل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون وهو عبد الله وكلمته وروحه وآتى داوود زبورا وآتى سليمان ملكا لا ينبغى لأحد من بعده وغفر لمحمد ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وأخرج آدم بن أبي إياس، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله {منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات} قال: كلم الله موسى وأرسل محمدا إلى الناس كافة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر هو الشعبي {ورفع بعضهم درجات} قال: محمدا صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: أتعجبون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن المنذر عن الربيع بن خيثم قال: لا أفضل على نبينا أحدا ولا
[الدر المنثور: 3/165]
أفضل على إبراهيم خليل الرحمن أحدا.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات} يقول: من بعد موسى وعيسى.
وأخرج ابن عساكر بسند واه عن ابن عباس قال: كنت عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية اذ أقبل علي فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمعاوية أتحب عليا قال: نعم، قال: إنها ستكون بينكم هنيهة، قال: معاوية فما بعد ذلك يا رسول الله قال: عفو الله ورضوانه، قال رضينا بقضاء الله ورضوانه فعند ذلك نزلت هذه الآية {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.). [الدر المنثور: 3/166]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ والكافرون هم الظّالمون}.
يعني تعالى ذكره بذلك: يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا في سبيل اللّه ممّا رزقناكم من أموالكم، وتصدّقوا منها، وآتوا منها الحقوق الّتي فرضناها عليكم.
وكذلك كان ابن جريجٍ يقول فيما بلغنا عنه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم} قال: من الزّكاة والتّطوّع.
{من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ} يقول: ادّخروا لأنفسكم عند اللّه في دنياكم من أموالكم بالنّفقة منها في سبيل اللّه، والصّدقة على أهل المسكنة والحاجة، وإيتاء ما فرض اللّه عليكم فيها، وابتاعوا بها ما عنده ممّا أعدّه لأوليائه من الكرامة، بتقديم ذلك لأنفسكم ما دام لكم السّبيل إلى ابتياعه بما ندبتكم إليه، وأمرتكم به من النّفقة من أموالكم. {من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه} يعني من قبل مجيء يومٍ لا بيعٌ فيه،
[جامع البيان: 4/523]
يقول: لا تقدرون فيه على ابتياع ما كنتم على ابتياعه بالنّفقة من أموالكم الّتي أمرتكم بها، وندبتكم إليها في الدّنيا قادرين، لأنّه يوم جزاءٍ وثوابٍ وعقابٍ، لا يوم عملٍ واكتسابٍ وطاعةٍ ومعصيةٍ، فيكون لكم إلى ابتياع منازل أهل الكرامة بالنّفقة حينئذٍ، أو بالعمل بطاعة اللّه سبيلٌ.
ثمّ أعلمهم تعالى ذكره أنّ ذلك اليوم مع ارتفاع العمل الّذي ينال به رضًا اللّه، أو الوصول إلى كرامته بالنّفقة من الأموال، إذ كان لا مال هنالك يمكن إدراك ذلك به يومٌ لا مخالّةٌ فيه نافعةٌ كما كانت في الدّنيا، فإنّ خليل الرّجل في الدّنيا قد كان ينفعه فيها بالنّصرة له على من حاوله بمكروهٍ وأراده بسوءٍ، والمظاهرة له على ذلك، فآيسهم تعالى ذكره أيضًا من ذلك؛ لأنّه لا أحد يوم القيامة ينصر أحدًا من اللّه، بل الأخلاّء بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلاّ المتّقين، كما قال اللّه تعالى ذكره، وأخبرهم أيضًا أنّهم يومئذٍ مع فقدهم السّبيل إلى ابتياع ما كان لهم إلى ابتياعه سبيلٌ في الدّنيا بالنّفقة من أموالهم، والعمل بأبدانهم، وعدمهم النّصراء من الخلاّن، والظّهراء من الإخوان، لا شافع لهم يشفع عند اللّه كما كان ذلك لهم في الدّنيا، فقد كان بعضهم يشفع في الدّنيا لبعضٍ بالقرابة والجوار والخلّة، وغير ذلك من الأسباب، فبطل ذلك كلّه يومئذٍ، كما أخبر تعالى ذكره عن قيل أعدائه من أهل الجحيم في الآخرة إذا صاروا فيها: {فما لنا من شافعين ولا صديقٍ حميمٍ}.
وهذه الآية مخرجها في الشّفاعة عامٌ والمراد بها خاصٌ، وإنّما معناه: من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ لأهل الكفر باللّه؛ لأنّ أهل ولاية اللّه والإيمان به يشفع بعضهم لبعضٍ، وقد بيّنّا صحّة ذلك بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
[جامع البيان: 4/524]
وكان قتادة يقول في ذلك بما؛
- حدّثنا به بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ} قد علم اللّه أنّ ناسًا يتحابّون في الدّنيا، ويشفع بعضهم لبعضٍ، فأمّا يوم القيامة فلا خلّة إلاّ خلّة المتّقين.
وأمّا قوله: {والكافرون هم الظّالمون} فإنّه يعني تعالى ذكره بذلك: والجاحدون للّه المكذّبون به وبرسله هم الظّالمون، يقول: هم الواضعون جحودهم في غير موضعه، والفاعلون غير ما لهم فعله والقائلون ما ليس لهم قوله.
وقد دلّلنا على معنى الظّلم بشواهده فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته.
وفي قوله تعالى ذكره في هذا الموضع: {والكافرون هم الظّالمون} دلالةٌ واضحةٌ على صحّة ما قلناه، وأنّ قوله: {ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ} إنّما هو مرادٌ به أهل الكفر؛ فلذلك أتبع قوله ذلك: {والكافرون هم الظّالمون} فدلّ بذلك على أنّ معنى ذلك: حرمنا الكفّار النّصرة من الأخلاّء، والشّفاعة من الأولياء والأقرباء، ولم نكن لهم في فعلنا ذلك بهم ظالمين، إذ كان ذلك جزاءً منّا لما سلف منهم من الكفر باللّه في الدّنيا، بل الكافرون هم الظّالمون أنفسهم بما أتوا من الأفعال الّتي أوجبوا لها العقوبة من ربّهم.
فإن قال قائلٌ: وكيف صرف الوعيد إلى الكفّار والآية مبتدأةٌ بذكر أهل الإيمان؟
[جامع البيان: 4/525]
قيل له: إنّ الآية قد تقدّمها ذكر صنفين من النّاس: أحدهما أهل كفرٍ، والآخر أهل إيمانٍ، وذلك قوله: {ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر} ثمّ عقّب اللّه تعالى ذكره الصّنفين بما ذكّرهم به، بحضّ أهل الإيمان به على ما يقرّبهم إليه من النّفقة في طاعته وفي جهاد أعدائه من أهل الكفر به قبل مجيء اليوم الّذي وصف صفته وأخبر فيه عن حال أعدائه من أهل الكفر به، إذ كان قتال أهل الكفر به في معصيته ونفقتهم في الصّدّ عن سبيله، فقال تعالى ذكره: {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا} أنتم {ممّا رزقناكم} في طاعتي، إذ كان أهل الكفر بي ينفقون في معصيتي {من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه} فيدرك أهل الكفر فيه ابتياع ما فرّطوا في ابتياعه في دنياهم، {ولا خلّةٌ} لهم يومئذٍ تنصرهم منّي، ولا شافعٌ لهم يشفع عندي فتنجّيهم شفاعته لهم من عقابي؛ وهذا يومئذٍ فعلي بهم؛ جزاءً لهم على كفرهم، وهم الظّالمون أنفسهم دوني؛ لأنّي غير ظلاّمٍ لعبيدي.
- وقد: حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم، قال: حدّثني عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت عمر بن سليمان، يحدّث عن عطاء بن دينارٍ، أنّه قال: الحمد للّه الّذي قال: {والكافرون هم الظّالمون} ولم يقل: الظّالمون هم الكافرون). [جامع البيان: 4/526]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ والكافرون هم الظّالمون (254)
قوله: يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ قال: قال يحيى بن آدم، يقال: النّفقة في القرآن: هي الصّدقة.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه أنفقوا ممّا رزقناكم يعني: من الأموال). [تفسير القرآن العظيم: 1/485]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: من قبل إنّ يأتي يوم لا بيعٌ فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا إسحاق بن إسماعيل المراديّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ قد علم اللّه أنّ أناسًا يتحابّون في الدّنيا ويشفع بعضهم لبعضٍ، فأمّا يوم القيامة، فلا خلّة إلا خلّة المتّقين.
- حدّثنا عليّ بن الحسين ابن نميرٍ، ثنا مصعب بن المقدام عن سفيان، عن الأعمش لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ قال: لا ينفع أحدٌ أحدًا، ولا يشفع أحدٌ لأحدٍ، ولا يخالّ أحدٌ لأحدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/485]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: والكافرون هم الظّالمون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا جعفر بن مسافرٍ، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا عمر بن سليمان، عن عطاء بن دينارٍ، أنّه قال: الحمد للّه الّذي قال والكافرون هم الظّالمون ولم يقل: الظّالمون هم الكافرون.
[تفسير القرآن العظيم: 2/485]
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن المبارك، المخرمي، ثنا بن ربيعٍ، ثنا الجعد بن الصّلت المحمليّ، سمعت الجعفيّ يقول والكافرون هم الظّالمون قال:
الكافرون بالنعم). [تفسير القرآن العظيم: 1/486]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ معاذ بن هشامٍ، صاحب الدّستوائيّ، ثنا أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «ما تعجبون أن تكون الخلّة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرّؤية لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ، ولم يخرّجاه» ). [المستدرك: 2/309]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من ما رزقناكم} في الزكاة والتطوع.
وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال: يقال نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن ونسخ شهر رمضان كل صوم
[الدر المنثور: 3/166]
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: قد علم الله أن أناسا يتخالون في الدنيا ويشفع بعضهم لبعض فأما يوم القيامة فلا خلة إلا خلة المتقين.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار قال: الحمد لله الذي قال {والكافرون هم الظالمون} ولم يقل: والظالمون هم الكافرون، والله أعلم). [الدر المنثور: 3/167]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:32 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ مّنهم مّن كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم مّن بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم مّن آمن ومنهم مّن كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد}
قال: {مّنهم مّن كلّم اللّه} أي: كلمه الله [فلفظ الجلالة] في ذا الموضع رفعٌ.
وقال: {ورفع بعضهم درجاتٍ} أي: رفع الله بعضهم درجات). [معاني القرآن: 1/148]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد}
{الرّسل} صفة لتلك كقولك أولئك الرسل فضلنا بعضهم على بعض إلا أنه قيل تلك للجماعة، وخبر الابتداء (فضلنا بعضهم على بعض).
ومعنى: {منهم من كلّم اللّه} أي: من كلّمه اللّه.
{تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد}
والهاء حذقت من الصلة لطول الاسم، وهو موسى - صلى الله عليه وسلم - أسمعه الله كلامه من غير وحي أتاه به عن اللّه ملك.
وقوله عزّ وجلّ: {وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات}أي: أعطيناه والبينات الحجج التي تدل على إثبات نبوته - صلى الله عليه وسلم - من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى والإنباء بما غاب عنه.
وقوله عزّ وجلّ: {ورفع بعضهم درجات}.
جاء في التفسير: أنه يعنى به محمد - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى الناس كافة، وليس شيء من الآيات التي أعطيها الأنبياء إلا والذي أعطى محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثر منه، لأنه - صلى الله عليه وسلم -
كلمته الشجرة،
وأطعم " من كفّ التمر خلقا كثيرا،
وأمرّ يده على شاة أم معبد فدرت، وحلبت بعد جفاف،
ومنها انشقاق القمر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى الآيات في الأرض ورآها في السماء، والذي جاء في آيات النبي كثير.

فأما انشقاق القمر وصحته فقد روينا فيه أحاديث:
حدثني إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن المنهال، قال حدثنا يزيد ابن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس قال: سأل أهل مكة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - آية فأراهم انشقاق القمر فرقتين.
وحدثني مسدّد يرفعه إلى أنس أيضا مثل ذلك.
ونحن نذكر جميع ما روى في هذا الباب في مكانه إن شاء الله، ولكنا ذكرنا ههنا جملة من الآيات لنبين بها فضل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيما أتى به من الآيات.
ومن أعظم الآيات القرآن الذي أتى به العرب وهم أعلم قوم بالكلام.
لهم الأشعار ولهم السجع والخطابة، وكل ذلك معروف في كلامها، فقيل لهم ائتوا بعشر سور فعجزوا عن ذلك، وقيل لهم ائتوا بسورة ولم يشترط عليهم فيها أن تكون كالبقرة وآل عمران وإنما قيل لهم ائتوا بسورة فعجزوا عن ذلك.
فهذا معنى {ورفع بعضهم درجات}.
وقوله عزّ وجلّ: {ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم} يعني: من بعد الرسل: {من بعد ما جاءتهم البيّنات} أي: من بعد ما وضحت لهم البراهين، فلو شاء الله ما أمر بالقتال بعد وضوح الحجة،
ويجوز أن يكون {ولو شاء اللّه ما اقتتلوا} أي: لو شاء اللّه أن يضطرهم أن يكونوا مؤمنين غير مختلفين لفعل ذلك كما قال: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى}).
[معاني القرآن: 1/333-335]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله}
قال مجاهد: يقول كلم موسى.
ثم قال جل وعز: {ورفع بعضهم درجات}
قال مجاهد: أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة.
ثم قال تعالى: {وآتينا عيسى ابن مريم البينات}أي: الحجج الواضحة {وأيدناه} أي: قويناه بروح القدس.
قال الضحاك: جبريل صلى الله عليه وسلم).
[معاني القرآن: 1/256-258]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات}
فيه قولان:
أحدهما: أن المعنى لو شاء الله ما أمرنا بالقتال بعد وضوح الحجة وإظهار البراهين

2- وقيل لو شاء الله أن يضطرهم إلى الإيمان لفعل كما قال ولو شاء الله لجمعهم على الهدى). [معاني القرآن: 1/258-259]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {خلّةٌ}: مصدر الخليل، وتقول: فلان خلّتى: أي خليلي، قال أوفى بن مطر المازنيّ:
ألا أبلغا خلني جابراً... بأن خليلك لم يقتل
يقال: فلان خلّتي: أي خليلي). [مجاز القرآن: 1/78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} على النفي.
[معاني القرآن لقطرب: 273]
الأعرج يرفعها كلها بنون، كأنه: ليس بيع فيه؛ وكل حسن). [معاني القرآن لقطرب: 274]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله جل ثناؤه {لا بيع فيه ولا خلة} قال الكلبي: {لا بيع فيه} لا فداء فيه؛ وقالوأ: في الخلة خاللته مخالة، وقالوا: من الخلة والخلال والخلولة والخلالة والخلالة.
[معاني القرآن لقطرب: 372]
وقالوا في هذا اللفظ: اختل الرجل اختلالاً: افتقر؛ والخل: الطريق في الرمل؛ والخلالة مثل الحسافة.
[وفي كتاب محمد بن صالح]: مثل الخشافة.
والخل: الفصيل الضعيف). [معاني القرآن لقطرب: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} والخلة: المودة والمحبة والخليل مشتق من ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ولا خلّةٌ} أي: ولا صداقة تنفع يومئذ. ومنه الخليل). [تفسير غريب القرآن: 93]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة والكافرون هم الظّالمون}
أي: أنفقوا في الجهاد وليعن بعضكم بعضا عليه.
وقوله عزّ وجلّ: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلّة} يعني: يوم القيامة " والخلّة " الصداقة،
ويجوز {لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة}، {لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة}، على الرفع بتنوين والنصب (بغير تنوين)،
ويجوز {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} بنصب الأول بغير تنوين وعطف الثاني على موضع الأول، لأن موضعه نصب، إلا أن التنوين حذف لعلة قد ذكرناها، ويكون دخول " لا " مع حروف العطف مؤكدا، لأنك إذا عطفت على موضع ما بعد " لا " عطفته بتنوين.

تقول: لا رجل وغلاما لك.
قال الشاعر:
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه... إذا هو بالمجد ارتدى أو تأزّرا.
ومعنى {والكافرون هم الظّالمون} أي: هم الذين وضعوا الأمر غير موضعه وهذا أصل الظلم في اللغة). [معاني القرآن: 1/335-336]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة}
قوله: {أنفقوا} تصدقوا والخلة الصداقة). [معاني القرآن: 1/259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ولا خلة} أي: لا صداقة تنفع يومئذ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({الخُلَّـــةٌ}: المــــودة). [العمدة في غريب القرآن: 92]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 11:53 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) }

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (


فلقد أنى لك أن تودع خُلةفنيـت وكــان حبالـهـا أرمـامـا

أني وآن بمعنى حان. الخُلة: المودة). [نقائض جرير والفرزدق: 38] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والخلة الصداقة). [الغريب المصنف: 1/112]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والخلة الصداقة ومنه قول الله عز وجل: {ولا خلة ولا شفاعة} والخليل منه). [الغريب المصنف: 3/987]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال للنساء: ((إنكن أكثر أهل النار، وذلك لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير)).
قوله: ((تكفرن العشير)) يعني الزوج، سمي عشيرا لأنه يعاشرها وتعاشره. وقال الله تبارك وتعالى: {لبئس المولى ولبئس العشير} وكذلك حليلة الرجل هي امرأته، وهو حليلها،
سميا بذلك لأن كل واحد منهما يحال صاحبه يعني أنهما يحلان في منزل واحد، وكذلك كل من نازلك أو جاورك فهو حليلك، وقال الشاعر:


ولست بأطلس الثوبين يصبيحـلـيــلــتــه إذا هــــــــدأ الـــنـــيـــام

فهو ههنا لم يرد بالحليلة امرأته؛ لأنه ليس عليه بأس أن يصبي امرأته، وإنما أراد جارته لأنها تحاله في المنزل.
ويقال أيضا: إنما سميت الزوجة حليلة لأن كل واحد منهما محل إزار صاحبه.
وكذلك الخليل سمي خليلا لأنه يخال صاحبه من الخلة وهي الصداقة، يقال منه: خاللت الرجل خلالا ومخالة ومنه قول امرئ القيس:
ولست بمقلي الخلال ولا قال
يريد بالخلال المخالة.
ومنه الحديث المرفوع:
قال: حدثنيه ابن مهدي عن زهير بن محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال:
((إنما المرء بخليله -أو قال: على دين خليله- شك أبو عبيد- فلينظر امرؤ من يخال)).
قال: وكذلك القعيد من المقاعدة، والشريب والأكيل من المشاربة والمواكلة، وعلى هذا كل هذا الباب). [غريب الحديث: 2/72-76]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (



لــم ترعيـنـي مـثـل عــروة خـلـةومولى إذ ما النعل زال قبالها

الخلة الصديق والخلة الصداقة يقال فلان خلتي والذكر والأنثى فيه واحد). [شرح ديوان الحطيئة: 67]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


لـعـمـرك مـــا سـعــد بـخـلـة آثــــمولا نأنأ يوم الحفاظ ولا حصر

الخُلة: الصديق، والخلة: الصداقة، والخلة أيضا: ما كان حلوا من
لمرعى. قالوا: وبذلك سمي الصديق والصداقة لحلاوتهما، فإن أمرا زال الاسم عنهما). [شرح ديوان امرئ القيس: 455-456]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والخَلّة: الحاجة.
والخُلّة: الصداقة، يقال: فلان خُلّتي وفلانة خُلّتي، الذكر والأنثى فيه سواء، وخِلّي وخَلِيلي، والخَلّ: الطريق في الرّمل، والخَلّ: الرجل الخفيف الجسم). [الأمالي: 2/277]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والخَلّة: الحاجة.
والخُلّة: الصداقة، يقال: فلان خُلّتي وفلانة خُلّتي، الذكر والأنثى فيه سواء، وخِلّي وخَلِيلي، والخَلّ: الطريق في الرّمل، والخَلّ: الرجل الخفيف الجسم). [الأمالي: 2/277] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 جمادى الأولى 1435هـ/31-03-2014م, 02:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 جمادى الأولى 1435هـ/31-03-2014م, 02:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 جمادى الأولى 1435هـ/31-03-2014م, 02:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 جمادى الأولى 1435هـ/31-03-2014م, 02:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس }
الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس تلك رفع بالابتداء، والرّسل خبره، ويجوز أن يكون الرّسل عطف بيان وفضّلنا الخبر، وتلك إشارة إلى جماعة مؤنثة اللفظ، ونص الله في هذه الآية على تفضيل بعض الأنبياء على بعض وذلك في الجملة دون تعيين مفضول. وهكذا هي الأحاديث عن النبي عليه السلام. فإنه قال: «أنا سيد ولد آدم»، وقال: «لا تفضلوني على موسى»، وقال: «لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى»، وفي هذا نهي شديد عن تعيين المفضول، لأن يونس عليه السلام كان شابا وتفسخ تحت أعباء النبوءة، فإذا كان هذا التوقف فيه لمحمد وإبراهيم ونوح فغيره أحرى، فربط الباب أن التفضيل فيهم على غير تعيين المفضول، وقد قال أبو هريرة: «خير ولد آدم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وهم أولو العزم والمكلم موسى صلى الله عليه وسلم».
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آدم أنبي مرسل هو؟ فقال نعم نبي مكلم، وقد تأول بعض الناس أن تكليم آدم كان في الجنة، فعلى هذا تبقى خاصة موسى، وقوله تعالى: {ورفع بعضهم درجاتٍ} قال مجاهد وغيره: «هي إشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه بعث إلى الناس كافة وأعطي الخمس التي لم يعطها أحد قبله، وهو أعظم الناس أمة، وختم الله به النبوات إلى غير ذلك من الخلق العظيم الذي أعطاه الله، ومن معجزاته وباهر آياته»، ويحتمل اللفظ أن يراد به محمد وغيره ممن عظمت آياته ويكون الكلام تأكيدا للأول، ويحتمل أن يريد رفع إدريس المكان العليّ ومراتب الأنبياء في السماء فتكون الدرجات في المسافة ويبقى التفضيل مذكورا في صدر الآية فقط، وبينات عيسى عليه السلام هي إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وخلق الطير من الطين، وروح القدس: جبريل عليه السلام، وقد تقدم ما قال العلماء فيه.
قوله عز وجل:{ ... ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد (253)}
ظاهر اللفظ في قولهم: من بعدهم يعطي أنه أراد القوم الذين جاؤوا من بعد جميع الرسل، وليس كذلك المعنى، بل المراد ما اقتتل الناس بعد كل نبي فلف الكلام لفا يفهمه السامع، وهذا كما تقول: اشتريت خيلا، ثم بعتها، فجائزة لك هذه العبارة وأنت اشتريت فرسا ثم بعته، ثم آخر وبعته، ثم آخر وبعته، وكذلك هذه النوازل إنما اختلف الناس بعد كل نبي فمنهم من آمن ومنهم من كفر بغيا وحسدا، وعلى حطام الدنيا، وذلك كله بقضاء وقدر وإرادة من الله تعالى، ولو شاء خلاف ذلك لكان. ولكنه المستأثر بسر الحكمة في ذلك. الفعال لما يريد، فاقتتلوا بأن قاتل المؤمنون الكافرين على مر الدهر. وذلك هو دفع الله الناس بعضهم ببعض). [المحرر الوجيز: 2/ 18-21]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ والكافرون هم الظّالمون (254)}
قال ابن جريج: «هذه الآية تجمع الزكاة والتطوع»، وهذا كلام صحيح فالزكاة واجبة والتطوع مندوب إليه، وظاهر هذه الآية أنها مراد بها جميع وجوه البر من سبيل وصلة رحم، ولكن ما تقدم من الآيات في ذكر القتال وأن الله يدفع بالمؤمنين في صدور الكافرين، يترجح منه أن هذا الندب إنما هو في سبيل الله، ويقوي ذلك قوله في آخر الآية: {والكافرون هم الظّالمون}، أي فكافحوهم بالقتال بالأنفس وإنفاق الأموال، وندب الله تعالى بهذه الآية، إلى إنفاق شيء مما أنعم به وهذه غاية التفضل فعلا وقولا، وحذر تعالى من الإمساك، إلى أن يجيء يوم لا يمكن فيه بيع ولا شراء ولا استدراك بنفقة في ذات الله، إذ هي مبايعة على ما قد فسرناه في قوله تعالى: {من ذا الّذي يقرض اللّه} [البقرة: 245]، أو إذ البيع فدية لأن المرء قد يشتري نفسه ومراده بماله، وكأن معنى الآية معنى سائر الآي التي تتضمن إلا فدية يوم القيامة.
وأخبر الله تعالى بعدم الخلة يوم القيامة، والمعنى: خلة نافعة تقتضي المساهمة، كما كانت في الدنيا، وأهل التقوى بينهم في ذلك اليوم خلة ولكنها غير محتاج إليها. وخلة غيرهم لا تغني من الله شيئا.
وأخبر تعالى أن الشفاعة أيضا معدومة في ذلك اليوم، فحمل الطبري ذلك على عموم اللفظ وخصوص المعنى، وأن المراد ولا شفاعةٌ للكفار. وهذا لا يحتاج إليه. بل الشفاعة المعروفة في الدنيا وهي انتداب الشافع وتحكمه على كره المشفوع عنده مرتفعة يوم القيامة البتة. وإنما توجد شفاعة بإذن الله تعالى. فحقيقتها رحمة من الله تعالى. لكنه شرف الذي أذن له في أن يشفع، وإنما المعدوم مثل حال الدنيا من البيع والخلة والشفاعة. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: «لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة» بالنصب في كل ذلك بلا تنوين، وكذلك في سورة إبراهيم: {لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ} [الآية: 31]، وفي الطور: {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ} [الآية: 23]، وقرأ الباقون جميع ذلك بالرفع والتنوين، والظّالمون واضعو الشيء في غير موضعه. وقال عطاء بن دينار: «الحمد لله الذي قال: {والكافرون هم الظّالمون} ولم يقل: الظالمون هم الكافرون» ). [المحرر الوجيز: 2/ 21-22]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 جمادى الأولى 1435هـ/31-03-2014م, 02:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30 جمادى الأولى 1435هـ/31-03-2014م, 02:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد (253)}
يخبر تعالى أنّه فضّل بعض الرّسل على بعضٍ كما قال: {ولقد فضّلنا بعض النّبيّين على بعضٍ وآتينا داود زبورًا} [الإسراء:55] وقال هاهنا: {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه} يعني: موسى ومحمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وكذلك آدم، كما ورد به الحديث المرويّ في صحيح ابن حبّان عن أبي ذرٍّ رضي اللّه عنه {ورفع بعضهم درجاتٍ} كما ثبت في حديث الإسراء حين رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم الأنبياء في السموات بحسب تفاوت منازلهم عند اللّه عزّ وجلّ.
فإن قيل: فما الجمع بين هذه الآية وبين الحديث الثّابت في الصّحيحين عن أبي هريرة قال: «استبّ رجلٌ من المسلمين ورجلٌ من اليهود فقال اليهوديّ في قسمٍ يقسمه: لا والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده فلطم بها وجه اليهوديّ فقال: أي خبيث وعلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم! فجاء اليهوديّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فاشتكى على المسلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تفضّلوني على الأنبياء فإنّ النّاس يصعقون يوم القيامة فأكون أوّل من يفيق فأجد موسى باطشًا بقائمة العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطّور؟ فلا تفضّلوني على الأنبياء» وفي روايةٍ: «لا تفضّلوا بين الأنبياء».
فالجواب من وجوهٍ:
أحدها: أنّ هذا كان قبل أن يعلم بالتّفضيل وفي هذا نظرٌ.
الثّاني: أنّ هذا قاله من باب الهضم والتّواضع.
الثّالث: أنّ هذا نهيٌ عن التّفضيل في مثل هذه الحال الّتي تحاكموا فيها عند التّخاصم والتّشاجر.
الرّابع: لا تفضّلوا بمجرّد الآراء والعصبيّة.
الخامس: ليس مقام التّفضيل إليكم وإنّما هو إلى اللّه عزّ وجلّ وعليكم الانقياد والتّسليم له والإيمان به.
وقوله: {وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات} أي: الحجج والدّلائل القاطعات على صحّة ما جاء بني إسرائيل به، من أنّه عبد اللّه ورسوله إليهم {وأيّدناه بروح القدس} يعني: أنّ اللّه أيّده بجبريل عليه السّلام ثمّ قال تعالى: {ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا} أي: بل كلّ ذلك عن قضاء اللّه وقدره؛ ولهذا قال: {ولكنّ اللّه يفعل ما يريد} ). [تفسير ابن كثير: 1/ 670-671]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ والكافرون هم الظّالمون (254)}
يأمر تعالى عباده بالإنفاق ممّا رزقهم في سبيله سبيل الخير ليدّخروا ثواب ذلك عند ربّهم ومليكهم وليبادروا إلى ذلك في هذه الحياة الدّنيا {من قبل أن يأتي يومٌ} يعني: يوم القيامة {لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ} أي: لا يباع أحدٌ من نفسه ولا يفادى بمالٍ لو بذله، ولو جاء بملء الأرض ذهبًا ولا تنفعه خلّة أحدٍ، يعني: صداقته بل ولا نسابته كما قال: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون:101] {ولا شفاعةٌ} أي: ولا تنفعهم شفاعة الشّافعين.
وقوله: {والكافرون هم الظّالمون} مبتدأٌ محصورٌ في خبره أي: ولا ظالم أظلم ممّن وافى اللّه يومئذٍ كافرًا. وقد روى ابن أبي حاتمٍ عن عطاء بن دينارٍ أنّه قال: الحمد للّه الّذي قال: {والكافرون هم الظّالمون} ولم يقل: والظالمون هم الكافرون). [تفسير ابن كثير: 1/ 671]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة