العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزمر

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 10:29 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الزمر الآيات من [11-16]

سـورة الزمـر

قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)



  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 09:44 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّي أمرت أن أعبد اللّه مخلصا له الدّين (11) وأمرت لأن أكون أوّل المسلمين (12) قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك: إنّ اللّه أمرني أن أعبده مفردًا له العبادة دون كلّ ما تدعون من دونه من الآلهة والأنداد). [جامع البيان: 20/180]

تفسير قوله تعالى: (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وأمرت لأن أكون أوّل المسلمين}: يقول: وأمرني ربّي جلّ ثناؤه بذلك، لأن أكون بفعل ذلك أوّل من أسلم منكم، فخضع له بالتّوحيد، وأخلص له العبادة، وبرئ من كلّ ما دونه من الآلهة). [جامع البيان: 20/180]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله تعالى: {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ} يقول تعالى ذكره: قال يا محمّد لهم إنّي أخاف إن عصيت ربّي فيما أمرني به من عبادته، مخلصا له الطّاعة، ومفرده بالرّبوبيّة {عذاب يومٍ عظيمٍ}: يعني عذاب يوم القيامة، ذلك هو اليوم الّذي يعظم هوله). [جامع البيان: 20/180]

تفسير قوله تعالى: (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل اللّه أعبد مخلصًا له ديني (14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك: اللّه أعبد مفردًا له طاعتي وعبادتي، لا أجعل له في ذلك شريكًا، ولكنّي أفرده بالألوهة، وأبرأ ممّا سواه من الأنداد والآلهة، فاعبدوا أنتم أيّها القوم ما شئتم من الأوثان والأصنام وغير ذلك ممّا تعبدون من سائر خلقه، فستعلمون وبال عاقبة عبادتكم ذلك إذا لقيتم ربّكم). [جامع البيان: 20/180-181]

تفسير قوله تعالى: (فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله الذين خسروا أنفسهم وأهليهم قال ليس أحد إلا قد أعد الله له أهلا في الجنة إن أطاعه.
عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله). [تفسير عبد الرزاق: 2/171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل اللّه أعبد مخلصًا له ديني (14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك: اللّه أعبد مفردًا له طاعتي وعبادتي، لا أجعل له في ذلك شريكًا، ولكنّي أفرده بالألوهة، وأبرأ ممّا سواه من الأنداد والآلهة، فاعبدوا أنتم أيّها القوم ما شئتم من الأوثان والأصنام وغير ذلك ممّا تعبدون من سائر خلقه، فستعلمون وبال عاقبة عبادتكم ذلك إذا لقيتم ربّكم). [جامع البيان: 20/180-181] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم} يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد لهم: إنّ الهالكين الّذين غبنوا أنفسهم، وهلكت بعذاب اللّه أهلوهم مع أنفسهم، فلم يكن لهم إذ دخلوا النّار فيها أهلٌ، وقد كان لهم في الدّنيا أهلون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: هم الكفّار الّذين خلقهم اللّه للنّار، وخلق النّار لهم، فزالت عنهم الدّنيا، وحرّمت عليهم الجنّة، قال اللّه: {خسر الدّنيا والآخرة}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: هؤلاء أهل النّار، خسروا أنفسهم في الدّنيا، وخسروا الأهلين، فلم يجدوا في النّار أهلاً، وقد كان لهم في الدّنيا أهلٌ.
- حدّثت عن ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: غبنوا أنفسهم وأهليهم، قال: يخسرون أهليهم، فلا يكون لهم أهلٌ يرجعون إليهم، ويخسرون أنفسهم، فيهلكون في النّار، فيموتون وهم أحياءٌ فيخسرونهما.
وقوله: {ألا ذلك هو الخسران المبين} يقول تعالى ذكره: ألا إنّ خسران هؤلاء المشركين أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، وذلك هلاكها هو الخسران المبين، يقول تعالى ذكره: هو الهلاك الّذي يبين لمن عاينه وعلمه أنّه الخسران). [جامع البيان: 20/181-182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 15.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم} الآية، قال: هم الكفار الذين خلقهم الله للنار زالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة). [الدر المنثور: 12/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال {أهليهم} من أهل الجنة كانوا أعدوا لهم لو عملوا بطاعة الله فغبنوهم). [الدر المنثور: 12/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم} يخسرونها فيتحسرون في النار أحياء ويخسرون أهليهم فلا يكون لهم أهل يرجعون إليهم). [الدر المنثور: 12/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: ليس أحد إلا قد أعد الله تعالى له أهلا في الجنة إن أطاعه.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن مجاهد، مثله). [الدر المنثور: 12/641]

تفسير قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، قال: حدّثنا عبد السّلام، عن يزيد بن عبد الرّحمن، عن المنهال، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال: إذا أراد اللّه أن ينسى أهل النّار جعل لكلّ إنسانٍ منهم تابوتًا من نارٍ على قدره، ثمّ أقفل عليه بأقفالٍ من نارٍ فلا يضرب منه عرقٌ إلاّ وفيه مسمارٌ من نارٍ، ثمّ جعل ذلك التّابوت في تابوتٍ آخر من نارٍ، ثمّ أقفل عليه بأقفالٍ من نارٍ، ثمّ يضرم بينهما نارٌ، فلا يرى أحدٌ منهم، أنّ في النّار أحدًا غيره، فذلك قوله تعالى: {لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ} وذلك قوله تعالى: {لهم من جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ وكذلك نجزي الظّالمين}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 423-424]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ ذلك يخوّف اللّه به عباده يا عباد فاتّقون (16) والّذين اجتنبوا الطّاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى اللّه لهم البشرى فبشّر عباد (17) الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم اللّه وأولئك هم أولو الألباب}.
يقول تعالى ذكره لهؤلاء الخاسرين يوم القيامة في جهنّم: {من فوقهم ظللٌ من النّار} وذلك كهيئة الظّلل المبنيّة من النّار {ومن تحتهم ظللٌ} يقول: ومن تحتهم من النّار ما يعلوهم، حتّى يصير ما يعلوهم منها من تحتهم ظللاً، وذلك نظير قوله جلّ ثناؤه لهم: {من جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ} يغشاهم ممّا تحتهم فيها من المهاد.
وقوله: {ذلك يخوّف اللّه به عباده يا عباد فاتّقون} يقول تعالى ذكره: هذا الّذي أخبرتكم أيّها النّاس به، ممّا للخاسرين يوم القيامة من العذاب، تخويفٌ من ربّكم لكم، يخوّفكم به لتحذروه، فتجتنبوا معاصيه، وتنيبوا من كفركم إلى الإيمان به، وتصديق رسوله، واتّباع أمره ونهيه، فتنجوا من عذابه في الآخرة {فاتّقون} يقول: فاتّقوني بأداء فرائضي عليكم، واجتناب معاصيّ، لتنجوا من عذابي وسخطي). [جامع البيان: 20/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 16.
أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله {لهم من فوقهم ظلل} قال: غواش {ومن تحتهم ظلل} قال: مهاد). [الدر المنثور: 12/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن سويد بن غفلة قال: إذا أراد الله أن يعذب أهل النار جعل لكل إنسان منهم تابوتا من نار على قدره ثم أقفل عليه بأقفال من نار فلا يعرف منه عرق إلا وفيه مسمار ثم جعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ثم يقفل بأقفال من نار ثم يضرم بينهما نار فلا يرى أحد منهم أن في النار غيره، فذلك قوله {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} وقوله (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) (الأعراف 41) ). [الدر المنثور: 12/641]


  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 09:45 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: { قل إنّي أمرت أن أعبد اللّه مخلصا له الدّين (11)}
يقول: إني أمرت بتوحيد اللّه، وأمر الخلق كلّهم بذلك، وألّا يتخذ من دونه وليّا , ولا يجعل له أندادا.).
[معاني القرآن: 4/348]

تفسير قوله تعالى:{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأمرت لأن أكون أول المسلمين}
قال:
{وأمرت لأن أكون} :أي: وبذلك أمرت.). [معاني القرآن: 3/40]

تفسير قوله تعالى: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين (15)}
{فاعبدوا ما شئتم من دونه} : هذا على ما قلنا من الوعيد , مثل قوله: {قل تمتع بكفرك قليلا}
وهذا يدل - واللّه أعلم - على أنه قبل أن يؤمر المسلمون بالحرب، وهو مثل :
{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} : وقد بين حظ المؤمنين من جزيل الثواب، وحظ الكافرين من عظيم العقاب.
وقوله تعالى:
{قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة}
هذا يعني به : الكفار، فإنهم خسروا أنفسهم بالتخليد في النار، وخسروا أهليهم ؛ لأنهم لم يدخلوا مدخل المؤمنين الذين لهم أهل في الجنة، ثم بين حالهم فقال:
{ألا ذلك هو الخسران المبين} ). [معاني القرآن: 4/348]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاعبدوا ما شئتم من دونه} : على الوعيد , وهذا قبل الأمر بالقتال
ثم قال جل وعز:
{قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة}
أي: خسروا أنفسهم بالتخليد في النار , وأهليهم, بأنهم لم يدخلوا الجنة , فيكون لهم أهلون.
وروى معمر , عن قتادة قال :
(ليس أحد إلا وقد أعد الله له أهلا في الجنة , إن أطاعه)). [معاني القرآن: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لهم من فوقهم ظلل من النّار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوّف اللّه به عباده يا عباد فاتّقون (16)}
وهذا مثل قوله :
{يوم يغشاهم العذاب من فوقهم}
{ذلك يخوّف اللّه به عباده} : أي: ذلك الذي وصف من العذاب , وما أعدّه لأهل الضلال الّذي يخوّف اللّه به عباده.
{يا عباد فاتّقون} : القراءة بحذف الياء، وهو الاختيار عند أهل العربية، ويجوز: يا عبادي ويا عبادي، والحذف أجود , وعليه القراءة.). [معاني القرآن: 4/348-349]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون} :أي: ذلك الذي وصف من العذاب.).[معاني القرآن: 6/161]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل}: قال: قلت لابن الأعرابي: ظلل من فوقهم، نعم، فكيف تكون الظلل من تحتهم ؟ , قال: (الظلل من تحتهم , ظلل لمن تحتهم من الطبق الثاني ؛ فهي لهم هم بساط، وهي لمن تحتهم ظلل، وهكذا هلم جرا، حتى ينتهي إلى القعر من النار). ).[ياقوتة الصراط: 444-445]


  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 09:46 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) }

تفسير قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألته عن معنى قوله أريد لأن أفعل فقال إنما يريد أن يقول إرادتي لهذا كما قال عز وجل: {وأمرت لأن أكون أول المسلمين} إنما هو أمرت لهذا). [الكتاب: 3/161]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وإذا كان المصدر على وجهه جاز الحذف، ولم يكن كحسنه مع أن؛ لأنها وصلتها اسمٌ. فقد صار الحرف والفعل والفاعل اسماً. وإن اتصل به شيءٌ صار معه في الصلة. فإذا طال الكلام احتمل الحذف.
فأما المصدر غير أن فنحو: أمرتك الخير يا فتى؛ كما قال الشاعر:

أمرتك الخير فافعل ما أمرت بهفقـد تركـتـك ذا مــال واذا نـشـب

فهذا يصلح على المجاز. وأما أن فالأحسن فيها الحذف؛ كما قال الله عز وجل: {وقضى ربك أن ألا تعبدوا إلا إياه} ومعنى قضى هاهنا: أمر.
و أما قوله: {وأمرت لأن أكون} فإنما حمل الفعل على المصدر، فالمعنى والله أعلم: أوقع إلي هذا الأمر لذا.
و هذه اللام تدخل على المفعول فلا تغير معناه؛ لأنها لام إضافة، والفعل معها يجري مجرى مصدره كما يجري المصدر مجراه في الرفع والنصب لما بعده؛ لأن المصدر اسم الفعل. قال الله عز وجل: {إن كنتم للرؤيا تعبرون}.
و قال بعض المفسرين في قوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم} معناه: ردفكم). [المقتضب: 2/35-36] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "تورث العلا لرهطك" فالمعنى تورث العلا رهطك، وهذه اللام تزاد في المفعول على معنى زيادتها في الإضافة، تقول: هذا ضاربٌ زيدًا، وهذا ضاربٌ لزيدٍ، لأنها لا تغير معنى الإضافة إذا قلت: هذا ضارب زيدٍ وضارب له.
وفي القرآن: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}. وكذلك {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ} ويقول النحويون في قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} إنما هو "ردفكم"). [الكامل: 1/404-405]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله:
سبي الحماة وابهتي عليها
إنما يريد: ابهتيها، فوضع ابهتي في موضع اكذبي فمن ثم وصلها بعلى.
والذي يستعمل في صلة الفعل اللام، لأنها لام الإضافة، تقول: لزيد ضربت ولعمرو أكرمت والمعنى: عمرًا أكرمت، وإنما تقديره: إكرامي لعمرو، وضربي لزيد، فأجرى الفعل مجرى المصدر، وأحسن ما يكون ذلك إذا تقدم المفعول، لأن الفعل إنما يجيء وقد عملت اللام. كما قال الله جل وعز: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ}. وإن أخر المفعول فهو عربي حسن، والقرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، قال الله جل وعز: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} والنحويون يقولون في قوله جل ثناؤه: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ}: إنما هو: ردفكم. وقال كثير:

أريد لأنسى ذكرها فكأنماتمثل لي ليلى بكـل سبيـل

وحروف الخفض يبدل بعضها من بعض، إذا وقع الحرفان في معنى في بعض المواضع، قال الله جل ذكره: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}، أي على ولكن الجذوع إذا أحاطت دخلت في، لأنها للوعاء، يقال: فلان في النخل. أي قد أحاط به. قال الشاعر:

هم صلبوا العبدي في جذع نخلةفـــلا عـطـسـت شـيـبــان إلا بـأجـدعــا

وقال الله جل وعز: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي عليه. وقال تبارك وتعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي: بأمر الله. وقال ابن الطثرية:


غـدت مـن عليـه تنفـض الطـل بعـدمـارأت حاجب الشمس استوى فترفعا

وقال الآخر:

غدت من عليه بعدما تم خمسهاتـصـل وعــن قـيـض بـزيـزاء مـجـهـل

أي من عنده.
وقال العامري:

إذا رضيت علي بنو قشيرلعـمـر الله أعجبـنـي رضـاهــا

وهذا كثير جدًا). [الكامل: 2/999-1001] (م)

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) }

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) }

تفسير قوله تعالى: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) }

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب إضافة المنادى إلى نفسك
اعلم أن ياء الإضافة لا تثبت مع النداء كما لم يثبت التنوين في المفرد لأن ياء الإضافة في الاسم بمنزلة التنوين لأنها بدل من التنوين ولأنه لا يكون كلاما حتى يكون في الاسم كما أن التنوين إذا لم يكن فيه لا يكون كلاما فحذف وترك آخر الاسم جرا ليفصل بين الإضافة وغيرها وصار حذفها هنا لكثرة النداء في كلامهم حيث استغنوا بالكسرة عن الياء. ولم يكونوا ليثبتوا حذفها إلا في النداء ولم يكن لبس في كلامهم لحذفها وكانت الياء حقيقة بذلك لما ذكرت لك إذ حذفوا ما هو أقل اعتلالا في النداء وذلك قولك يا قوم لا بأس عليكم وقال الله جل ثناؤه: {يا عباد فاتقون}.
وبعض العرب يقول: يا ربّ اغفر لي ويا قوم لا تفعلوا. وثبات الياء فيما زعم يونس في الأسماء
واعلم أن بقيان الياء لغة في النداء في الوقف والوصل تقول يا غلامي أقبل. وكذلك إذا وقفوا.
وكان أبو عمرو يقول: (يا عبادي فاتّقون) ). [الكتاب: 2/209-210]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن أضفت المنادى إلى نفسك ففي ذلك أقاويل: أجودها حذف الياء، وذلك كقولك: يا غلام أقبل، ويا قوم لا تفعلوا، ويا جاريت أقبلي. قال الله عز وجل: {يا قوم لا أسألكم عليه أجراً}، وقال: {يا عباد فاتقون}.
وكذلك كل ما كان في القرآن من ذا. كقوله: {رب لا تذر على الأرض} و{رب إني أسكنت من ذريتي} ). [المقتضب: 4/245-246] (م)

  #5  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 05:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

  #6  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 05:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

  #7  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 05:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لأن أكون أول المسلمين * قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}
أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام في هذه الآية بأن يصدع للكفار فيما أمر به من عبادة ربه تعالى.
وقوله: {وأمرت لأن أكون}، أي: وأمرت بهذا الذي ذكرت لكي أكون أول من أسلم من أهل عصري وزمني، فهذه نعمة من الله تعالى عليه، وتنبيه منه له.
وقوله: {إني أخاف إن عصيت} فعل معلق بشرط وهو العصيان، وقد علم أنه عليه الصلاة والسلام معصوم منه، ولكنه خطاب لأمته، يعمهم حكمه ويخيفهم وعيده.
وقوله: {قل الله أعبد} تأكيد للمعنى الأول، وإعلام بامتثاله للأمر، وهذا كله نزل قبل القتال; لأنها موادعات). [المحرر الوجيز: 7/ 382]

تفسير قوله تعالى: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {فاعبدوا ما شئتم من دونه} صيغة أمر على جهة التهديد، كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم}، وقوله تعالى: {تمتع بكفرك}، وهذا كثير. الذين خسروا أنفسهم في موضع رفع خبر لـ"إن"، قوله "وأهليهم" قيل: معناه أنهم خسروا الأهل الذي كان يكون لهم لو كانوا من أهل الجنة، فهذا كما لو قال: خسروا أنفسهم ونعيمهم، أي الذي كان يكون لهم. وقيل: أراد الأنفس والأهلين الذين كانوا في الدنيا; لأنهم صاروا في عذاب النار، ليس لهم نفوس مستقرة، ولا بدل من أهل الدنيا، ومن في الجنة قد صار له إما أهله وإما غيرهم، على الاختلاف فيما يؤثر في ذلك، فهو على كل حال لا خسران معه البتة). [المحرر الوجيز: 7/ 382-383]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون * والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب}
هذه صفة حال أهل جهنم، و"الظلة": ما غشي وغم كالسحابة وسقف البيت ونحوه، فأما ما فوقهم فكونه ظلة بين، وأما ما تحتهم، فقالت فرقة: سمي ظلة لأنه يتلهب، ويصعد مما تحتهم شيء كثير ولهب حتى يكون ظلة، فلو لم يكن فوقهم شيء لكفى فرع الذي تحتهم في أن يكون ظلة، وقالت فرقة: جعل ما تحتهم ظلة، لأنه فوق آخرين، وهكذا هي حالهم إلا الطبقة الأخيرة التي في القعر.
وقوله: "عباده" يريد جميع العالم، خوفهم الله النار وحذرهم منها، فمن هدي وآمن نجا، ومن كفر حصل فيما خوف منه. واختلفت القراءة في قوله: {يا عباد}، وقد تقدم نظيره). [المحرر الوجيز: 7/ 383]

  #8  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قل إنّي أمرت أن أعبد اللّه مخلصًا له الدّين} أي: إنّما أمرت بإخلاص العبادة للّه وحده لا شريك له). [تفسير ابن كثير: 7/ 89]

تفسير قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمرت لأن أكون أوّل المسلمين} قال السّدّيّ: يعني من أمّته صلّى اللّه عليه وسلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 89]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ (13) قل اللّه أعبد مخلصًا له ديني (14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين (15) لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ ذلك يخوّف اللّه به عباده يا عباد فاتّقون (16) }
يقول تعالى: قل يا محمّد وأنت رسول اللّه: {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ}، وهو يوم القيامة. وهذا شرط، ومعناه التّعريض بغيره بطريق الأولى والأحرى). [تفسير ابن كثير: 7/ 90]

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل اللّه أعبد مخلصًا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه} وهذا أيضًا تهديدٌ وتبرّ منهم، {قل إنّ الخاسرين} أي: إنّما الخاسرون كلّ الخسران {الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} أي: تفارقوا فلا التقاء لهم أبدًا، سواءً ذهب أهلوهم إلى الجنّة وقد ذهبوا هم إلى النّار، أو أنّ الجميع أسكنوا النّار، ولكن لا اجتماع لهم ولا سرور، {ذلك هو الخسران المبين} أي: هذا هو الخسار البيّن الظّاهر الواضح). [تفسير ابن كثير: 7/ 90]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ وصف حالهم في النّار فقال: {لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ} كما قال: {لهم من جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ وكذلك نجزي الظّالمين} [الأعراف:41]، وقال: {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} [العنكبوت:55].
وقوله: {ذلك يخوّف اللّه به عباده} أي: إنّما يقص خبر هذا الكائن لا محالة ليخوّف به عباده، لينزجروا عن المحارم والمآثم.
وقوله: {يا عباد فاتّقون} أي: اخشوا بأسي وسطوتي، وعذابي ونقمتي). [تفسير ابن كثير: 7/ 90]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة