تفسير قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم} [الحج: 19] سعيدٌ عن قتادة قال: اختصم المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب: نبيّنا قبل نبيّكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونحن خيرٌ منكم.
وقال المسلمون: كتابنا يقضي على الكتب كلّها ونبيّنا خاتم النّبيّين، ونحن أولى باللّه منكم.
فأفلج اللّه أهل الإسلام فقال: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم فالّذين كفروا قطّعت لهم ثيابٌ من نارٍ} [الحج: 19] إلى آخر الآية.
وقال: {إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ} [الحج: 23] إلى آخر الآية.
قال يحيى: وكذلك حدّثني أبو حفصٍ، عن عمرٍو، عن الحسن.
وقوله: {خصمان اختصموا} [الحج: 19] أهل الكتاب خصمٌ والمؤمنون خصمٌ، اختصموا يعني جماعتهم.
وقال بعضهم: كلّ مؤمنٍ وكافرٍ إلى يوم القيامة قد اختصموا في اللّه وإن لم يلتقوا في الدّنيا قطّ لاختلاف الملّتين.
أمّا المؤمن فوحّد اللّه، فأخبره اللّه بثوابه وأمّا الكافر فألحد في اللّه، فعبد غيره، فأخبره اللّه بثوابه.
وقال بعضهم: نزلت في ثلاثةٍ من المؤمنين وثلاثةٍ من المشركين الّذين تبارزوا يوم بدرٍ.
فأمّا الثّلاثة من المؤمنين: فعبيدة بن الحارث، وحمزة، وعليٌّ.
وأمّا الثّلاثة من المشركين: فعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة.
قوله: {فالّذين كفروا قطّعت لهم ثيابٌ من نارٍ} [الحج: 19] وقال في آيةٍ أخرى: {سرابيلهم} [إبراهيم: 50] أي: قمصهم {من قطرانٍ} [إبراهيم: 50].
قال الحسن: القطران الّذي يطلى به الإبل.
وقال مجاهدٌ: من صفرٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/359]
قال الحسن: وهي من نارٍ.
وقوله: {يصبّ من فوق رءوسهم الحميم} [الحج: 19] وهو الحارّ الشّديد الحرّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/360]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم...}
فريقين أهل دينين. فأحد الخصمين المسلمون، والآخر اليهود النصارى.
وقوله: {اختصموا في ربّهم} في دين ربّهم. فقال اليهود والنصارى للمسلمين: ديننا خير من دينكم؛ لأنّا سبقناكم. فقال المسلمون: بل ديننا خير من دينكم. لأنّا آمنّا بنبيّنا والقرآن، وآمنّا بأنبيائكم وكتبكم، وكفرتم بنبّينا وكتابنا. فعلاهم المسلمون بالحجّة وأنزل الله هذه الآية.
وقوله: {اختصموا} ولم يقل: اختصما لأنهما جمعان ليسا برجلين، ولو قيل: اختصما كان صواباً. ومثله {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} يذهب إلى الجمع. ولو قيل اقتتلتا لجاز، يذهب إلى الطائفتين). [معاني القرآن: 2/220-219]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {هذان خصمان اختصموا في ربّهم فالّذين كفروا قطّعت لهم ثيابٌ مّن نّار يصبّ من فوق رءوسهم الحميم}
وقال: {هذان خصمان اختصموا} لأنهما كانا حيين. و"الخصم" يكون واحدا وجماعة). [معاني القرآن: 3/9]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يصبّ من فوق رؤسهم الحميم} أي الماء الحار). [تفسير غريب القرآن: 291]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {هذان خصمان اختصموا في ربّهم فالّذين كفروا قطّعت لهم ثياب من نار يصبّ من فوق رءوسهم الحميم}
{فالّذين كفروا قطّعت لهم ثياب من نار}.
والمؤمنون يدخلون الجنة وهو
قوله: {إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار}.
وخبر (إنّ) الأولى جملة الكلام مع إنّ الثانية. وقد زعم قوم أن قولك: إنّ زيدا إنه قائم رديء وأنّ هذه الآية إنما صلحت في الذي.
ولا فرق بين الذي وغيره في باب (إنّ).
إن قلت إن زيدا إنه قائم كان جيدا
ومثله قول الشاعر:
إن الخليفة إنّ اللّه سربله
وليس بين البصريين خلاف في أن " (إنّ) تدخل على كل ابتداء وخبر.
تقول إنّ زيدا هو قائم وإنّ زيدا إنّه قائم). [معاني القرآن: 3/418-417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم فالّذين كفروا قطّعت لهم ثياب من نار يصبّ من فوق رءوسهم الحميم}
الخصمان المؤمنون والكافرون - جاء في التفسير أن اليهود قالوا للمسلمين ديننا أقدم من دينكم وكتابنا أقدم من كتابكم، فأجابهم المسلمون بأنّا آمنا بما أنزل إلينا وأنزل إليكم وآمنا باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وأنتم كفرتم ببعض الرسل فظهرت حجة المسلمين على الكافرين.
وقيل اختصموا وقد قال خصمان لأنهما جمعان.
{فالّذين كفروا قطّعت لهم ثياب من نار}.
وجاء في التفسير أن الثياب التي من نار هي نحاس قد أذيب). [معاني القرآن: 3/419]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ.: {يصبّ من فوق رءوسهم الحميم * يصهر به ما في بطونهم والجلود}
يغلى به ما في بطونهم حتى يخرج من أدبارهم، فهذا لأحد الخصمين.
وقال في الخصم الذين هم مؤمنون:
{إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} ). [معاني القرآن: 3/419]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {هذان خصمان اختصموا في ربهم }
قد ذكرنا فيمن نزلت هذه القصة في أول هذه السورة
ثم قال جل وعز: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار }
قيل هذا لأحد الخصمين وهي الفرقة الكافرة). [معاني القرآن: 4/390]
تفسير قوله تعالى: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {يصهر به} [الحج: 20] يحرق به.
وقال الحسن: يقطع به.
وقال مجاهدٌ: يذاب به.
وقال الكلبيّ: ينضح به.
{ما في بطونهم والجلود} [الحج: 20] يعني وتحرق به الجلود.
وهو الّذي قال الحسن: تقطع به). [تفسير القرآن العظيم: 1/360]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يصهر به ما في بطونهم...}
يذاب به. تقول: صهرت الشحم بالنار). [معاني القرآن: 2/220]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يصهر به ما في بطونهم}: يذاب. الصهر: الإحراق. صهرته بالنار أي أنضجته). [غريب القرآن وتفسيره: 260]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يصهر به ما في بطونهم} أي يذاب. يقال: صهرت النار الشّحمة. والصّهارة: ما أذيب من الألية). [تفسير غريب القرآن: 291]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ.: {يصبّ من فوق رءوسهم الحميم * يصهر به ما في بطونهم والجلود }
يغلى به ما في بطونهم حتى يخرج من أدبارهم، فهذا لأحد الخصمين.
وقال في الخصم الذين هم مؤمنون:
{إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير}). [معاني القرآن: 3/419] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يصهر به ما في بطونهم }
قال مجاهد أي يذاب
قال أبو جعفر وحكى أهل اللغة صهرت الشحم أي أذبته والصهارة ما أذيب من الألية). [معاني القرآن: 4/390]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُصْهَرُ بِهِ ما في بطونهم}: أي يذاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 160]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُصْهَـرُ}: يـذاب). [العمدة في غريب القرآن: 212]
تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولهم مقامع من حديدٍ} [الحج: 21] يعني من نارٍ، يقمع رأسه بالمقمعة، فيحترق رأسه، فيصبّ في الحميم حتّى يبلغ جوفه.
حمّاد بن سلمة، عن الأزرق بن قيسٍ أنا أبا العوّام سادن بيت المقدس قرأ هذه الآية: {عليها تسعة عشر} [المدثر: 30] فقال للقوم: ما تقولون تسعة عشر ملكًا أو تسعة عشر ألف ملكٍ؟ فقالوا: اللّه أعلم، فقال: هم تسعة عشر ملكًا، بيد كلّ ملكٍ مرزبّةٌ من حديدٍ لها شعبتان، فيضرب بها الضّربة فتهوي بها سبعون ألفًا، أي من أهل النّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/360]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولهم مّقامع من حديدٍ...}
ذكر أنهم يطمعون (في الخروج) من النار حتى إذا همّوا بذلك ضربت الخزنة رءوسهم بالمقامع فتخسف رءوسهم فيصبّ في أدمغتهم الحميم فيصهر شحوم بطونهم، فذلك قوله في إبراهيم {ويسقى من ماءٍ صديدٍ} ممّا يذوب من بطونهم وجلودهم.
وقوله: {يتجرعه ولا يكاد يسيغه} يكره عليه). [معاني القرآن: 2/220]
تفسير قوله تعالى: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كلّما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍّ أعيدوا فيها} [الحج: 22] قال: الحسن: ترفعهم بلهبها، فإذا كانوا في أعلاها قمعتهم الملائكة بمقامع من حديدٍ من نارٍ، فيهوون فيها سبعين خريفًا.
قال: {وذوقوا عذاب الحريق} [الحج: 22] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/360]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤًا} [الحج: 23] يحيى، عن صاحبٍ له، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب أنّه قال: ليس من أهل الجنّة أحدٌ إلا وفي يده ثلاثة أسورةٍ: سوارٌ من ذهبٍ، وسوارٌ من فضّةٍ، وسوارٌ من لؤلؤٍ.
وهو قوله: {يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤًا} [الحج: 23] أم
[تفسير القرآن العظيم: 1/360]
{وحلّوا أساور من فضّةٍ} [الإنسان: 21] قال: وحدّثني ابن لهيعة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لو أنّ رجلا من أهل الجنّة بدا إسواره لغلب على ضوء الشّمس».
قوله: {ولباسهم فيها حريرٌ} [الحج: 23] وقال في آيةٍ أخرى: {ويلبسون ثيابًا خضرًا من سندسٍ وإستبرقٍ} [الكهف: 31] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/361]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولؤلؤاً...}
قرأ أهل المدينة هذه والتي في الملائكة {ولؤلؤاً} بالألف وقرأ الأعمش كلتيهما بالخفض. ورأيتها في مصاحف عبد الله والتي في الحج خاصّة (ولؤلأ) {ولا تهجّأه} وذلك أن مصاحفه
قد أجرى الهمز فيها بالألف في كل حال إن كان ما قبلها مكسوراً أو مفتوحاً أو غير ذلك. والتى في الملائكة كتبت في مصاحفنا (ولؤلؤ) بغير ألفٍ والتي في الحج (ولؤلؤا) بالألف فخفضهما ونصبهما جائز. ونصب التي في الحج أمكن - لمكان الألف - من التي في الملائكة). [معاني القرآن: 2/220]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولباسهم فيها حريرٌ} مجازه لبوسهم،
قال أبو كبير الهدلي:
ومعى لبوسٌ للبئيس كأنه=روقٌ بجبهة ذي نعاج مجفل
أي مسرع، ذو نعاج يعني الثور.
{سواء العاكف فيه} أي المقيم فيه " والباد ": الذي لا يقيم فيه. {ومن يرد فيه بإلحادٍ} مجازه ومن يرد فيه إلحاداً والباء من حروف الزوائد وهو الزيغ والجور والعدل عن الحق ،
وفي آية أخرى {من طور سيناء تنبت بالدّهن} مجازه تنبت الدهن والعرب قد تفعل ذلك قال الشاعر
بوادٍ يمانٍ ينبت الشّتّ صدره=وأسفله بالمرخ والشّهبان
المعنى: وأسفله نبت المرخ قال:
حوءبةٌ تنقض بالضّلوع
أي تنقض الضلوع والحوءبة الدلو العظيم، يقال إنه لحوب البطن أي عظيمة قال الأعشى:
ضمنت برزق عيالنا أرماحنا= ملء المراجل والصريح الأجردا
أي ضمنت رزق عيالنا أرماحنا والباء من حروف الزوائد.
{وإذ بوّأنا لإبراهيم} مجازه من قوله:
ليتني كنت قبله قد بوّأت مضجعا
ويقال للرجل: هل تبوّأت بعدنا أي هل تزوجت). [مجاز القرآن: 2/49-48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):({إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيهاحرير}
و(لولؤ) يقرأان جميعا، فمن قرأ (ولؤلؤا) فعلى معنى يحلون فيها أساور من ذهب ويحلون لؤلؤا، ومن قرأ ولؤلؤ أراد ومن لؤلؤ.
وجائز أن يكون أساور من ذهب ولؤلؤ، فيكون ذلك فيها خلطا من الصنفين ويقرأ (يحلون فيها) على معنى قولك حلي يحلى إذا صار ذا حلي). [معاني القرآن: 3/419]
تفسير قوله تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهدوا إلى الطّيّب من القول} [الحج: 24] وهو: لا إله إلا اللّه في تفسير الكلبيّ.
وتفسير الحسن: الإيمان في الدّنيا باللّه.
وهو واحدٌ.
قوله: {وهدوا} [الحج: 24] يعني في الدّنيا.
{إلى صراط الحميد} [الحج: 24] وهو اللّه، وهو كقوله: {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} [الشورى: 52] أي إلى الجنّة: {صراط اللّه} [الشورى: 53] طريق اللّه الّذي هدى له عباده المؤمنين إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/361]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين كفروا} [الحج: 25] تفسير السّدّيّ.
{ويصدّون عن سبيل اللّه} [الحج: 25] يعني الهدى، يعني المشركين.
{والمسجد الحرام} [الحج: 25] أي: ويصدّون عن المسجد الحرام.
وقال السّدّيّ: {ويصدّون عن سبيل اللّه} [الحج: 25] يعني: ويمنعون النّاس عن دين اللّه الإسلام.
قال: {والمسجد الحرام الّذي جعلناه للنّاس} [الحج: 25] قبلةً ونسكًا.
قوله: {سواءً العاكف فيه} [الحج: 25] السّاكن فيه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/361]
{والباد} [الحج: 25] يعني أهل مكّة، هم في بيوتها شرّعٌ سواءٌ.
تفسير السّدّيّ.
وقال قتادة: أمّا العاكف فيه فأهل مكّة، وأمّا الباد فمن ينتابه من سائر النّاس.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {العاكف فيه} [الحج: 25] السّاكن فيه {والباد} [الحج: 25] الجانب يعني من يعتقبه، أي الّذي ينتابه من النّاس للحجّ والعمرة، سواءٌ في حرمه ومناسكه وحقوقه.
قوله: {ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ} [الحج: 25] أي بشركٍ.
{نذقه من عذابٍ أليمٍ} [الحج: 25] حدّثنا سعيدٌ عن قتادة قال: من لجأ إلى حرم اللّه ليعبد فيه غير اللّه عذّبه اللّه.
وفي تفسير الكلبيّ: الإلحاد، الميل عن عبادة اللّه إلى الشّرك.
نا المعلّى بن هلالٍ، عن ابن أبي ليلى، عن عطاءٍ، قال: {ومن يرد فيه بإلحادٍ} [الحج: 25] يعبد غير اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/362]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ الّذين كفروا ويصدّون عن سبيل اللّه...}
ردّ يفعلون على فعلوا لأن معناهما كالواحد الذي وغير الذي. ولو قيل: إن الذين كفروا وصدّوا لم يكن فيها ما يسأل عنه. وردّك يفعلون على فعلوا لأنك أردت إن الذين كفروا يصّدون بكفرهم. وإدخالك الواو كقول {وليرضوه وليقترفوا} أضمرت فعلاً في الواو مع الصدّ كما أضمرته ها هنا. وإن شئت قلت: الصدّ منهم كالدائم فاختير لهم يفعلون كأنك قلت: إن الذين كفروا ومن شأنهم الصد. ومثله {إنّ الّذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيّين} وفي قراءة عبد الله {وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط} وقال {الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم}
مثل ذلك.
ومثله في الأحزاب في قراءة عبد الله (الذين بلّغوا رسالات الله ويخشونه) فلا بأس أن تردّ فعل على يفعل كما قال {وقاتلوا الذين يأمرون}، وأن تردّ يفعل على فعل،
كما قال {إنّ الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله}.
وقوله: {سواء العاكف فيه والباد} فالعاكف من كان من أهل مكّة. والباد من نزع إليه بحجّ أو عمرة. وقد اجتمع القراء على رفع (سواء) ها هنا. وأما قوله في الشريعة:
{سواء محياهم ومماتهم} فقد نصبها الأعمش وحده، ورفعها سائر القراء. فمن نصب أوقع عليه {جعلناه} ومن رفع جعل الفعل واقعاً على الهاء واللام التي في الناس،
ثم استأنف فقال: {سواءٌ العاكف فيه والباد} ومن شأن العرب أن يستأنفوا بسواء إذا جاءت بعد حرف قد تمّ به الكلام فيقولون: مررت برجل سواءٌ عنده الخير والشرّ.
والخفض جائز. وإنما اختاروا الرفع لأن (سواء) في مذهب واحد، كأنك قلت: مررت على رجل واحدٌ عنده الخير والشرّ. ومن خفض أراد: معتدلٍ عنده الخير والشرّ .
ولا يقولون: مررت على رجل معتدلٌ عنده الخير والشر لأن (معتدل) فعل مصرّح، وسواء في مذهب مصدر. فإخراجهم إيّاه إلى الفعل كإخراجهم مررت برجل حسبك من رجل إلى الفعل.
وقوله: {ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ} دخلت الباء في (إلحاد) لأن تأويله: ومن يرد بأن يلحد فيه بظلم. ودخول الباء في (أن) أسهل منه في الإلحاد وما أشبهه؛ لأن (أن) تضمر الخوافض معها كثيراً، وتكون كالشرط فاحتملت دخول الخافض وخروجه؛ لأن الإعراب لا يتبيّن فيها، وقلّ في المصادر؛ لتبيّن الرفع والخفض فيها. أنشدني أبو الجرّاح:
فلمّا رجت بالشّرب هزّ لها العصا=شحيح له عند الإزاء نهيم
(... نهيم من الصّوت).
وقال امرؤ القيس:
ألا هل أتاها والحوادث جمّة=بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا
فأدخل الباء على (أنّ) وهي في موضع رفع؛ كما أدخلها على (إلحاد بظلم) وهو في موضع نصب. وقد أدخلوها على (ما) إذا أرادوا بها المصدر، يعني الباء. وقال قيس بن زهيرٍ:
ألم يأتيك والأنباء تنمي=بما لاقت لبون بني زياد
وهو في (ما) أقل منه في (أن) لأنّ (أن) أقل شبهاً بالأسماء من (ما). وسمعت أعرابيّاً من ربيعة وسألته عن شيء فقال: أرجو بذاك. يريد: أرجو ذاك. وقد قرأ بعض القراء (ومن ترد فيه بإلحادٍ) من الورود، كأنه أراد: من ورده أو تورّده. ولست أشتهيها، لأنّ (وردت) يطلب الاسم، ألاّ ترى أنك تقول: وردنا مكّة ولا تقول: وردنا في مكّة. وهو جائز تريد النزول.
وقد تجوز في لغة الطائيّين لأنهم يقولون: رغبت فيك، يريدون: رغبت بك. وأنشدني بعضهم في بنت له:
وأرغب فيها عن لقيطٍ ورهطه=ولكنني عن سنبسٍ لست أرغب
(يعني بنته) ). [معاني القرآن: 2/223-220]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إنّ الّذين كفروا ويصدّون عن سبيل اللّه والمسجد الحرام الّذي جعلناه للنّاس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نّذقه من عذابٍ أليمٍ}
وقال: {ومن يرد فيه بإلحادٍ} معناه: ومن يرد إلحاداً. وزاد الباء كما تزاد في قوله: {تنبت بالدّهن}
وقال الشاعر:
أليس أميري في الأمور بأنتما = بما لستما أهل الخيانة والغدر).
[معاني القرآن: 3/9]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( و{العاكف}: المقيم.
و(البادي): الذي لا يقيم.
(الإلحاد): الزيغ والعدول عن الحق). [غريب القرآن وتفسيره: 260]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سواءً العاكف فيه والباد} المقيم فيه والبادي، وهو الطارئ من البدو، سواء فيه: ليس المقيم فيه بأولى من النازح إليه.
{ومن يرد فيه بإلحادٍ} أي من يرد فيه إلحادا. وهو الظلم والميل عن الحق. فزيدت الباء، كما قال: {تنبت بالدّهن}، وكما قال الآخر:
سود المحاجر لا يقرأن بالسّور
أي لا يقرأن السّور.
وقال الآخر:
نضرب بالسيف ونرجو بالفرج). [تفسير غريب القرآن: 292-291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والباء تزاد في الكلام، والمعنى إلقاؤها.
كقوله سبحانه: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}.
وقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أي اسم ربك.
و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} أي يشربها.
{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} أي هزّي جذع.
وقال: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} أي أيكم المفتون.
وقال الأعشى:
ضَمِنَتْ برزق عيالنا أرماحُنا
وقال الآخر:
نضربُ بالسَّيفِ ونرجو بالفرج
وقال امرؤ القيس:
هصرتُ بغُصْن ذِي شماريخَ ميَّال
أي: غصنا.
وقال أمية بن أبي الصّلت:
إذ يَسُفُّون بالدقيق وكانوا = قبلُ لا يأكلون شيئاً فَطِيرا
وقال: {تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}.
وقوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} ). [تأويل مشكل القرآن: 250-248] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين كفروا ويصدّون عن سبيل اللّه والمسجد الحرام الّذي جعلناه للنّاس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
لفظ (يصدّون) لفظ مستقبل عطف به على لفظ الماضي، لأن معنى الذين كفروا الذين هم كافرون، فكأنّه قال إنّ الكافرين والصّادّين.
وخبر (إنّ) فيه قولان أحدهما أن يكون محذوفا فيكون المعنى إنّ الذين هذه صفتهم هلكوا وجائز أن يكون - وهو الوجه - الخبر {نذقه من عذاب أليم}.
فيكون المعنى إنّ الكافرين والملحدين في المسجد الحرام نذقهم من عذاب أليم.
وقوله تعالى،: {سواء العاكف فيه والباد}.
القراءة الرفع في (سواء)، ورفعه من جهتين:
إحداهما أن يكون وقف التمام هو (الذي جعلناه للناس)، كما قال: {إن أول بيت وضع للنّاس}.
ويكون سواء العاكف فيه والباد - على الابتداء والخبر، ويجوز أن يكون على جعلناه سواء العاكف فيه، فيرتفع (سواء) على الابتداء، ويكون الخبر ههنا (العاكف فيه)، أعني خبر
{سواء العاكف} ويكون خبر {جعلناه} الجملة.
وتفسير قوله: {سواء العاكف فيه والباد} أنه يستوي في سكنى مكة المقيم بها والنارح إليها من أي بلد كان، وقيل سواء في تفضيله وإقامة المناسك العاكف. المقيم بالحرم والنارح إليه.
وقوله: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم}.
قيل الإلحاد فيه الشرك باللّه، وقيل كل ظالم فيه ملحد.
وجاء عن عمر أن احتكار الطعام بمكة إلحاد.
وقال أهل اللغة إن معنى الباء الطرح.
المعنى ومن يرد فيه إلحادا بظلم.
وأنشدوا قول الشاعر:
هنّ الحرائر لا ربّات أحمرة=سود المحاجر لا يقرأن بالسّور
المعنى عندهم لا يقرأن السّور، وأنشدوا:
بواد يمان ينبت الشّثّ فرعه=وأسفله بالمرخ والشّبهان
أي وينبت أسفله المرخ والشبهان.
والذي يذهب إليه أصحابنا أن الباء ليست بملغاة، المعنى عندهم ومن إرادته فيه بأن يلحد بظلم وهو مثل قوله:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما=تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل
المعنى أريد، وإرادتي لهذا.
ومعنى الإلحاد في اللغة العدول عن القصد). [معاني القرآن: 3/421-420]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله }
خبر إن محذوف، والمعنى إن الذين كفروا هلكوا كما قال إن محلا وإن مرتحلا
ثم قال جل وعز: {والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد }
وحكى أبو حاتم أن بعضهم قرأ سواء بالنصب العاكف فيه والبادي بالخفض
والمعنى الذي جعلناه للناس العاكف والبادي
قال مجاهد العاكف النازل والبادي الجائي
وقال الحسن وعطاء العاكف من كان من أهل مكة والبادي من كان من غير أهلها
قال مجاهد أي هما في تعظمهما وحرمتهما سواء
وقال عطاء أي ليس أحد أحق به من أحد
وتأول عمر بن عبد العزيز الآية على أنه لا يكرى بيوت مكة
وروي عن عمر بن الخطاب أنه كان ينهي أن تغلق دور مكة في زمن الحج وأن الناس كانوا ينزلون منها حيث وجدوه فارغا وظاهر القرآن يدل على أن المراد المسجد،
كما قال جل وعز: {وهم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} لأنهم كانوا يمنعون منه ويدعون أنهم أربابه إنما ذكر المسجد ولم يذكر دور الناس ومنازلهم،
وقيل هما في إقامة المناسك سواء
وقيل ليس لأحدهما فضل على صاحبه
ثم قال جل وعز: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }
روى مرة عن عبد الله بن مسعود قال لو أن رجلا هم بخطيئة لم تكتب عليه ولو هم بقتل رجل بمكة وهو ب عدن أبين لعذبه الله جل وعز،
ثم قرأ: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
وروى هشيم عن الحجاج عن عطاء {ومن يرد فيه بإلحاد} قال من عبد غير الله جل وعز
وقال مجاهد من عمل بسيئة
وقال حبيب بن أبي ثابت هم المحتكرو الطعام بمكة
وأبين ما قيل فيه أن معنى بإلحاد بظلم لكل معصية لأن الآية عامة
قال أبو جعفر أصل الإلحاد في اللغة الميل عن القصد ومنه سمي اللحد ولو كان مستويا لقيل ضريح ومنه قوله سبحانه: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} يقال لحد وألحد بمعنى واحد هذا قول أهل اللغة إلا الأحمر فإنه حكى أنه يقال ألحد إذا جادل ولحد إذا عدل ومال
قال سعيد بن مسعدة الباء زائدة والمعنى ومن يرد فيه إلحاد بظلم
وهذا عند أبي العباس خطأ لأنه لا يزاد شيء لغير معنى
والقول عنده أن يريد ما يدل على الإرادة فالمعنى ومن إرادته بأن يلحد بظلم كما قال الشاعر:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما = تمثل لي ليلى بكل سبيل
وحكى الفراء عن بعض القراء ومن يرد فيه بإلحاد من الورود
وهذا بعيد لأنه إنما يقال وردته ولا يكاد يقال وردت فيه). [معاني القرآن: 4/395-391]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الإِلْحـَادُ}: الزيـغ.
{العَاكِفُ}: المقيـم.
{البَـادي}: الذي لا يقيم). [العمدة في غريب القرآن: 212]