العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 رمضان 1432هـ/20-08-2011م, 10:50 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 شعبان 1433هـ/27-06-2012م, 05:40 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

ما لا يصحّ من دعاوى النسخ
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (اعلم أن أكثر القرآن في أحكامه وأوامره ونواهيه ناسخٌ لما كان عليه من كان قبلنا من الأمم، إلا ما أقرّنا الله عليه مما كانوا عليه. فالواجب ألا يذكر في الناسخ والمنسوخ آية نسخت ما كانوا عليه من دينهم وفعلهم. ولو لزم ذكر ذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ لأنه ناسخٌ لما كانوا عليه من شركهم وما أحدثوا من أحكامهم ولكثير مما فرض عليهم.
وإنما حق الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية.
وقد أدخل أكثر المؤلفين في الناسخ والمنسوخ آيًا كثيرةً، وقالوا: نسخت ما كانوا عليه من شرائعهم، وما اخترعوه من دينهم وأحكامهم، وآيًا كثيرة ذكروا أنها نسخت ما كانوا عليه مما افترض عليهم.
وكان حقّ هذا ألا يضاف إلى الناسخ والمنسوخ؛ لأنا لو اتّبعنا هذا النوع لذكرنا القرآن كله في الناسخ والمنسوخ، ولكنَّا نقول:{الحمد لله} ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله، وإن قوله: {رب العالمين} ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله، وكذلك كلّ القرآن، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
ونحن نذكر من ذلك ما ذكروا اتباعًا لهم لا نظرًا، وننبه على ما أمكن من ذلك، ونخبر أنّ حق هذا أن لا يذكر في الناسخ والمنسوخ على ما بينا في هذا الباب.
فافهم هذا إذا مرّ بك شيء منه، وقد ذكرناه اتباعًا لهم. وليس ذكرنا له من وجه النظر والتحقيق، إنما هو من جهة الاتباع والمسامحة، إذ يلزم أن يذكر كل شيء مثله، فيجب ذكر كل القرآن).
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 107-108]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال: وكل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2].
قلت: أفترى أنه زال خوفه من الله وقد قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).
قال: وكل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29]، وقد قدمت القول في ذلك.
قال: وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283].
قال: وكل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185] وقد قدمت القول في جميع ذلك.
قال رحمه الله: وهذه الجملة – يعني ما ذكره في كتاب الناسخ والمنسوخ له – استخرجتها من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، ثنا أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، ثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
قال: ومن كتاب مقاتل بن سليمان، أخبرنا به عبد الخالق بن الحسين السقطي، ثنا عبد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل.
ومن كتاب مجاهد بن جبر، ثنا به أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا عن مجاهد.
ومن كتاب النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس، ثنا به عمر بن أحمد الدوري، وأبو بكر بن إبراهيم البزار قالا: ثنا عمر بن أحمد الدوري عن محمد بن إسماعيل الحساني عن وكيع بن الجراح عن النضر بن عربي عن عكرمة.
ومن كتاب محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن عطية عن ابن عباس، ثنا به المظفر بن نظيف، قال: ثنا به ابن كامل القاضي، ثنا محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
ومن كتاب سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، ثنا به أبو القاسم عبيد الله بن جنيقا الدقاق، ثنا أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ، ثنا الحسين بن عبد الله بن محمد عن محمد بن يحيى عن سعيد عن قتادة.
قال: فهذه الجملة كافية.
قلت: وهِبَة الله هذا رجل صالح، وقد سمعت كتابه هذا من أبي محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ رحمه الله، وأنا به عن أبي الكرم يحيى بن عبد الغفار بن عبد المنعم، عن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي عن هبة الله المصنف ). [جمال القراء:393-394]







رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ربيع الثاني 1435هـ/3-02-2014م, 10:43 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وإنما وقع الغلط للمتأخرين من قبل عدم المعرفة بمراد المتقدمين، فإنهم كانوا يطلقون على الأحوال المنتقلة النسخ، والمتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص ثانيا رافعا لحكم النص الأول ). [جمال القراء:393-394]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة وهو على الحقيقة قليل جدا وإن أكثر الناس من تعداد الآيات فيه فإن المحققين منهم كالقاضي أبي بكر بن العربي بين ذلك وأتقنه.
والذي أقوله: أن الذي أورده المكثرون أقسام:
قسم ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك.
وقسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد، كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ.
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
وقسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
قالوا: وإنما حق الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية. انتهى.
نعم. النوع الأخير منه وهو رافع ما كان في أول الإسلام إدخاله أوجه من القسمين قبله ). [الإتقان في علوم القرآن: 1443-1440]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ربيع الثاني 1435هـ/3-02-2014م, 10:44 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

ما ادّعي نسخُه بآية السيف

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (باب الإعراض عن المشركين
في مائة وأربع عشرة آية (114) هن في ثمان وأربعين (48) سورة أولها:
1 - البقرة: {وقولوا للناس حسنا} نسخ عمومها {لنا أعمالنا}
{فإن انتهوا} نسخ معنى لأن تحته الأمر بالصفح {قل قتال} {لا إكراه}
2 - آل عمران: {فإنما عليك البلاغ} {منهم تقاة}
3 - النساء: {فأعرض عنهم} في موضعين {وما أرسلناك عليهم حفيظا} {لا تكلف إلا نفسك} {إلا الذين يصلون}
4 - المائدة: [ولا آمين] [على رسولنا البلاغ] [عليكم أنفسكم ... إذا اهتديتم] أي أمرتم ونهيتم
5 - الأنعام: [قل لست عليكم بوكيل] [ثم ذرهم] [وما أنا عليكم بحفيظ] [وأعرض] [وما أرسلناك عليهم حفيظا] [ولا تسبوا] [فذرهم] في موضعين [ويا قوم اعملوا على مكانتكم] [قل انتظروا] [لست منهم في شيء]
6 - الأعراف: {وأعرض} {وأملي}
7 - الأنفال: {وإن استنصروكم} يعني المعاهدين
8 - التوبة: {فاستقيموا لهم}
9 - يونس: {فانتظروا} {فقل لي عملي} {وإما نرينك} {أفأنت تكره} {فمن اهتدى} معنى الإمهال والصبر
10 - هود: {إنما أنت نذير} معنى أي أنت تنذر {ويا قوم اعملوا على مكانتكم} {وانتظروا}
11 - الرعد: {عليك البلاغ}
12 - الحجر: {ذرهم} {فاصفح} {ولا تمدن} {أنا النذير} {وأعرض}
13 - النحل: {فإنما عليك البلاغ} {وجادلهم} {واصبر} مختلف فيه
14 - بني إسرائيل: {ربكم اعلم بكم}
15 - مريم: عليها السلام {وأنذرهم} معنى: فليمدد {فلا تعجل}
16 - طه: {فاصبر} {قل كل}
17 - الحج: {وإن جادلوك}
18 - المؤمنون: {فذرهم} {ادفع}
19 - النور: {فإن تولوا}
20 - النمل: {فمن اهتدى} معنى
21 - القصص: {لنا أعمالنا}
22 - العنكبوت: {وإنما أنا نذير} معنى
23 - الروم: {فاصبر}
24 - لقمان: {ومن كفر}.
25 - السجدة: {وانتظر}.
26 - الأحزاب: {ودع أذاهم}.
27 - سبأ: {قل لا تسألون}.
28 - فاطر: {إن أنت إلا نذير}.
29 - يس: {فلا يحزنك} مختلف فيه.
30 - الصافات: {فتول} و{تول} {وما بينهما}.
31 - ص: {فاصبر} {إنما أنا منذر} معنى.
32 - الزمر: {إن الله يحكم بينهم} معنى {فاعبدوا ما شئتم} {يا قوم اعملوا} {من يأتيه} {فمن اهتدى} معنى {أنت تحكم} معنى لأنه تفويض.
33 - المؤمن: {فاصبر} في موضعين.
34 - السجدة: {ارفع}.
35 – حم عسق: {وما أنت عليهم بوكيل} {لنا أعمالنا} {فإن اعرضوا}.
36 - الزخرف: {فذرهم} {فاصفح}.
37 - الدخان: {فارتقب}.
38 - الجاثية: {يغفر}.
39 - الأحقاف: {فاصبر}.
40 - محمد عليه السلام: {فأمامنا}.
41 - ق: {فاصبر} {فذكر}.
42 - المزمل: {واهجرهم} {وذرني}.
43 - الإنسان: {فاصبر}.
44 - الطارق: {فهل}.
45 - الغاشية: {لست عليهم بمسيطر}.
46 - والتين: {أليس الله بأحكم الحاكمين} معنى.
47 - الكافرون: {لكم دينكم}.
48 - نسخ الكل بقوله عز وجل: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}. في سورة التوبة.
وسنذكرها في مواضعها آية آية إن شاء الله تعالى). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 12 -18]

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت:410 هـ): (باب النّاسخ والمنسوخ على نظم القرآن
وكل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف
وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}
وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ
وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم} وهو لأمره أحفظ ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا} ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن}
وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تمّ الكتاب بعون الله وحسن توفيقه). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 209-212]

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ) : (باب نذكر فيه جملة آي من القرآن نسخها شيء واحد من القرآن
اعلم أن الله –جل ذكره- لطيف بعباده، حكيم في تدبيره، خبيرٌ بما تؤول إليه أمور خلقه.
ولما بعث رسوله –محمدًا- صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون قليلاً عددهم، خفيفةً كلمتهم، أمرهم بالإعراض عن المشركين والصبر على أذاهم، والعفو عنهم، والغفران لهم، إملاًء للمشركين واستدراجًا لهم؛ لتتم حكمته وقضاؤه فيهم.
فأقام المسلمون على ذلك بمكة نحو عشرة أعوام. فلما كثر عددهم وتقوّت كلمتهم، وهاجروا إلى المدينة وباينوا دار الكفر، أنزل الله عليهم بالمدينة: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية.
وأنزل: {اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.
ونزل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}.
ونزل: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} -الآية-.
ونزل: {وقاتلوا المشركين كافةً}.
ونزل: {كتب عليكم القتال}.
فنسخ ذلك جميع ما أمروا به في أول الإسلام –وبعد وصولهم إلى المدينة– من الصفح والعفو والصبر على الأذى والمغفرة.
فنسخ الله بذلك قوله: {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}.
ونسخ قوله: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}.
-إن حملته على معنى لا تقاتلوا من لم يقاتلكم-.
ونسخ: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه}.
ونسخ قوله: {قل قتال فيه كبير} -يعني الشهر الحرام-.
ونسخ قوله: {لا إكراه في الدين}.
ونسخ قوله: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق}.
ونسخ قوله: {فأعرض عنهم وعظهم}.
ونسخ قوله: {لا تحلوا شعائر الله} إلى قوله: {البيت الحرام}.
ونسخ قوله: {ولا يجرمنكم شنآن قومٍ أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا}.
ونسخ قوله: {قل لست عليكم بوكيل} -على قول ابن عباس-.
ونسخ قوله: {وأعرض عن الجاهلين}.
ونسخ قوله: {فأعرض عمن تولى عن ذكرنا}.
ونسخ قوله: {فتولّ عنهم فما أنت بملوم}.
وقوله: {وما أنت عليهم بجبار}.
وقوله: {وما جعلناك عليهم حفيظًا وما أنت عليهم بوكيل}.
وقوله: {وما على الرسول إلا البلاغ}.
وقوله: {واهجرهم هجرًا جميلاً}.
وقوله: {فاصفح عنهم وقل سلام}.
وقوله: {وذر الذين يلحدون في أسمائه}.
وقوله: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبًا ولهوًا}.
وقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}.
وهذا النوع كثير في القرآن، يستدلّ له على ما بقي بما ذكر.
وفي بعضه اختلاف سنذكره في موضعه إن شاء الله) . [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:118- 121]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الناسخ والمنسوخ
قال أبو القاسم هبة الله بن سلامة: كل ما في القرآن من: {أعرض عنهم} الآية [المائدة: 42] و{تول عنهم} الآية [النمل: 28] وما شاكل هذا المعنى فناسخه آية السيف. وقد أوضحت القول في ذلك ).[جمال القراء:392-394]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (فائدة: قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} الآية [التوبة: 5] ناسخة لمائة وأربع عشرة آية ثم صار آخرها ناسخا لأولها وهي قوله:
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} الآية [التوبة: 5].
قالوا: وليس في القرآن آية من المنسوخ ثبت حكمها ست عشرة سنة إلا قوله في الأحقاف: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] وناسخها أول سورة الفتح ). [البرهان في علوم القرآن:44/40]
قالَ جلالُ الدينِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وهنا فوائد:
الأولى: كل ما في القرآن من الصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم فهو منسوخ بآية السيف، قال بعضهم وهي: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم..} الآية [التوبة: 5]، نسخت مائة وأربعاً وعشرين آية ثم نسخ أخرُها أولها ). [التحبير في علم التفسير: 252]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وقال ابن العربي: كل ما في القرآن من الصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم فهو منسوخ بآية السيف، وهي: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين} الآية [التوبة: 5] نسخت مائة وأربعا وعشرين آية ثم نسخ آخرها أولها. انتهى. وقد تقدم ما فيه). [الإتقان في علوم القرآن:1452]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 ربيع الثاني 1435هـ/15-02-2014م, 11:47 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله أنه قال في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الآية [الإنسان: 8] منسوخ من هذه الجملة {وَأَسِيراً}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ الكتاب عليه وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: أخطأت يا أبت في هذا الكتاب! فقال لها: وكيف يا بنية! قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا ). [البرهان في علوم القرآن:29-44]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (قال ابن العربي: ومن أغرب آية في النسخ قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم).[البرهان في علوم القرآن:44]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وقال أيضا: من عجيب المنسوخ قوله تعالى: {خذ العفو} الآية [الأعراف: 199] فإن أولها وآخرها، وهو: {وأعرض عن الجاهلين} الآية [الأعراف: 199]، منسوخ ووسطها محكم، وهو: {وأمر بالعرف} الآية [الأعراف: 199]). [الإتقان في علوم القرآن:1450]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(
وقال: من عجيبه أيضا آية أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها، وهي قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}).
[الإتقان في علوم القرآن: 1450]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت). [الإتقان في علوم القرآن: 1450]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة