العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:50 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يونس [ من الآية (83) إلى الآية (86) ]

تفسير سورة يونس
[ من الآية (83) إلى الآية (86) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{ فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:50 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف


تفسير قوله تعالى: (فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه على خوفٍ من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإنّ فرعون لعالٍ في الأرض وإنّه لمن المسرفين}.
يقول تعالى ذكره: فلم يؤمن لموسى مع ما أتاهم به من الحجج والأدلّة إلاّ ذرّيّةٌ من قومه خائفين من فرعون وملئهم.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في معنى الذّرّيّة في هذا الموضع، فقال بعضهم: الذّرّيّة في هذا الموضع: القليل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه} قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: الذّرّيّة: القليل.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله تعالى: {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه} الذّرّيّة: القليل، كما قال اللّه تعالى: {كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين}.
وقال آخرون: معنى ذلك: فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ ممّن أرسل إليه موسى من بني إسرائيل لطول الزّمان؛ لأنّ الآباء ماتوا وبقي الأبناء، فقيل لهم ذرّيّةٌ، لأنّهم كانوا ذرّيّة من هلك ممّن أرسل إليهم موسى عليه السّلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله تعالى: {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه} قال: أولاد الّذين أرسل إليهم من طول الزّمان ومات آباؤهم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ؛ وحدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه} قال: أولاد الّذين أرسل إليهم موسى من طول الزّمان ومات آباؤهم.
- حدّثني الحرث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه على خوفٍ من فرعون وملئهم أن يفتنهم} قال: أبناء أولئك الّذين أرسل إليهم فطال عليهم الزّمان وماتت آباؤهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قوم فرعون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه على خوفٍ من فرعون وملئهم أن يفتنهم} قال: كانت الذّرّيّة الّتي آمنت لموسى من أناسٍ غير بني إسرائيل من قوم فرعون يسيرٌ، منهم امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، وخازن فرعون، وامرأة خازنه.
وقد روي عن ابن عبّاسٍ خبرٌ يدلّ على خلاف هذا القول، وذلك ما:
- حدّثني به المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذرّيّةٌ من قومه} يقول: بني إسرائيل.
فهذا الخبر ينبئ عنه أنّه كان يرى أنّ الذّرّيّة في هذا الموضع هم بنو إسرائيل دون غيرهم من قوم فرعون.
وأولى هذه الأقوال عندي بتأويل الآية القول الّذي ذكرته عن مجاهدٍ، وهو أنّ الذّرّيّة في هذا الموضع أريد بها ذرّيّة من أرسل إليه موسى من بني إسرائيل، فهلكوا قبل أن يقرّوا بنبوّته لطول الزّمان، فأدركت ذرّيّتهم فآمن منهم من ذكر اللّه بموسى.
وإنّما قلت هذا القول أولى بالصّواب في ذلك لأنّه لم يجر في هذه الآية ذكرٌ لغير موسى، فلأن تكون الهاء في قوله {من قومه} من ذكر موسى لقربهم من ذكره، أولى من أن تكون من ذكر فرعون لبعد ذكره منها، إذ لم يكن بخلاف ذلك دليلٌ من خبرٍ ولا نظرٍ.
وبعد، فإنّ في قوله: {على خوفٍ من فرعون وملئهم} الدّليل الواضح على أنّ الهاء في قوله: {إلاّ ذرّيّةٌ من قومه} من ذكر موسى لا من ذكر فرعون؛ لأنّها لو كانت من ذكر فرعون لكان الكلام: على خوفٍ منه، ولم يكن {على خوفٍ من فرعون}.
وأمّا قوله: {على خوفٍ من فرعون} فإنّه يعني على حال خوفٍ ممّن آمن من ذرّيّة قوم موسى بموسى.
فتأويل الكلام: فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه من بني إسرائيل، وهم خائفون من فرعون وملئهم أن يفتنوهم.
وقد زعم بعض أهل العربيّة أنّه إنّما قيل: فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه، لأنّ الّذين آمنوا به إنّما كانت أمّهاتهم من بني إسرائيل، وآباؤهم من القبط، فقيل لهم الذّرّيّة من أجل ذلك، كما قيل لأبناء الفرس الّذين أمّهاتهم من العرب وآباؤهم من العجم: أبناءٌ.
والمعروف من معنى الذّرّيّة في كلام العرب: أنّها أعقاب من نسبت إليه من قبل الرّجال والنّساء، كما قال جلّ ثناؤه: {ذرّيّة من حملنا مع نوحٍ} وكما قال: {ومن ذرّيّته داود وسليمان وأيّوب ويوسف} ثمّ قال بعد: {وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس} فجعل من كان من قبل الرّجال والنّساء من ذرّيّة إبراهيم.
وأمّا قوله: {وملئهم} فإنّ الملأ: الأشراف. وتأويل الكلام: على خوفٍ من فرعون، ومن أشرافهم.
واختلف أهل العربيّة فيمن عنى بالهاء والميم اللّتين في قوله: {وملئهم} فقال بعض نحويّي البصرة: عنى بها الذّرّيّة. وكأنّه وجّه الكلام إلى: فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه، على خوفٍ من فرعون، وملأ الذّرّيّة من بني إسرائيل.
وقال بعض نحويّي الكوفة: عنى بهما فرعون، قال: وإنّما جاز ذلك وفرعون واحدٌ؛ لأنّ الملك إذا ذكر لخوفٍ أو سفرٍ وقدومٍ من سفرٍ ذهب الوهم إليه وإلى من معه. وقال: ألا ترى أنّك تقول: قدم الخليفة فكثر النّاس، تريد بمن معه، وقدم فغلت الأسعار؟ لأنّا ننوي بقدومه قدوم من معه. قال: وقد يكون يريد أنّ بفرعون آل فرعون، ويحذف آل فرعون فيجوز، كما قال: {واسأل القرية} يريد أهل القرية، واللّه أعلم.
قال: ومثله قوله: {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء فطلّقوهنّ لعدّتهنّ}.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: الهاء والميم عائدتان على الذّرّيّة. ووجّه معنى الكلام إلى أنّه على خوفٍ من فرعون، وملأ الذّرّيّة؛ لأنّه كان في ذرّيّة القرن الّذين أرسل إليهم موسى من كان أبوه قبطيًّا وأمّه إسرائيليّة، فمن كان كذلك منهم كان مع فرعون على موسى.
وقوله: {أن يفتنهم} يقول: كان إيمان من آمن من ذرّيّة قوم موسى على خوفٍ من فرعون أن يفتنهم بالعذاب، فيصدّهم عن دينهم، ويحملهم على الرّجوع عن إيمانهم، والكفر باللّه.
وقال: {أن يفتنهم} فوحّد ولم يقل: أن يفتنوهم، لدليل الخبر عن فرعون بذلك أنّ قومه كانوا على مثل ما كان عليه لما قد تقدّم من قوله: {على خوفٍ من فرعون وملئهم}.
وقوله: {وإنّ فرعون لعالٍ في الأرض} يقول تعالى ذكره: وإنّ فرعون لجبّارٌ مستكبرٌ على اللّه في أرضه. {وإنّه لمن المسرفين} وإنّه لمن المتجاوزين الحقّ إلى الباطل، وذلك كفره باللّه، وتركه الإيمان به، وجحوده وحدانيّة اللّه، وادّعاؤه لنفسه الألوهة، وسفكه الدّماء بغير حلّها). [جامع البيان: 12/244-250]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فما آمن لموسى إلّا ذرّيّةٌ من قومه على خوفٍ من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإنّ فرعون لعالٍ في الأرض وإنّه لمن المسرفين (83)
قوله تعالى: فما آمن لموسى إلا ذرّيّةٌ من قومه
- حدّثنا أبي أبو صالحٍ، ثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: ذرّيّةٌ من قومه يقول: بني إسرائيل.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، عن الوليد، عن خليدٍ عن قتادة، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ في قوله: فما آمن لموسى إلا ذرّيّةٌ من قومه قال: الذّرّيّة القليل.
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا أبو الجماهر، ثنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن زيدٍ يعني عبد الرّحمن عن أبيه، زيد بن أسلم أنّه قال في هذه الآية: فما آمن لموسى إلا ذرّيّةً من قومه على خوفٍ من فرعون قال: كان فرعون يذبح الغلمان فلمّا كان من أمر موسى عليه السّلام ما كان حين ضرب موسى بالعصا، وهو قاعد عبد عنده أخرجه ثمّ قطر عن قتل ذرّيّةٍ بني إسرائيل وعرف أنّه هو الّذي كان يقتل في سببه ذرية بني إسرائيل فنشئت ناشئةٌ فيما بين ذلك إلى أن جاء موسى من مدين حين بعثه اللّه عزّ وجلّ رسولا وهي الذّرّيّة الّتي قال اللّه: فما آمن لموسى إلا ذرّيّةٌ من قومه على خوفٍ من فرعون.
قوله تعالى: على خوفٍ من فرعون
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن يزيد بن أسلم في قول الله: وملائهم قال: هذا واحدٌ نزل القرآن على كلام العرب قوله: وإنّ فرعون لعالٍ في الأرض يقول: تجبّر في الأرض). [تفسير القرآن العظيم: 6/1975]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه يعني أولاد الذين أرسل إليهم موسى من طول الزمان ومات آباؤهم). [تفسير مجاهد: 295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 83 – 86
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فما آمن لموسى إلا ذرية} قال: الذرية القليل.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ذرية من قومه} قال: من بني إسرائيل.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه} قال: أولاد الذين أرسل إليهم موسى من طول الزمان ومات آباؤهم
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت الذرية التي آمنت بموسى من أناس بني إسرائيل من قوم فرعون منهم امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون وخازن فرعون وامرأة خازنه). [الدر المنثور: 7/691-692]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم باللّه فعليه توكّلوا إن كنتم مّسلمين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل موسى نبيّه لقومه: يا قوم إن كنتم أقررتم بوحدانيّة اللّه وصدّقتم بربوبيّته. {فعليه توكّلوا} يقول: فبه فثقوا، ولأمره فسلّموا، فإنّه لن يخذل وليّه ويسلم من توكّل عليه. {إن كنتم مسلمين} يقول: إن كنتم مذعنين للّه بالطّاعة، فعليه توكّلوا). [جامع البيان: 12/250]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم باللّه فعليه توكّلوا إن كنتم مسلمين (84)
قوله تعالى: وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم باللّه فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق يعني على الله توكّلوا أي أرضى به من العباد). [تفسير القرآن العظيم: 6/1975]

تفسير قوله تعالى: (فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين قال لا تسلط علينا فيقتلونا). [تفسير عبد الرزاق: 1/297]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (85) : قوله تعالى: {فقالوا على الله توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ - في قوله عزّ وجلّ: {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} - قال: لا تسلّطهم علينا فيفتنونا .
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، قال: كنّا مع ابن عبّاسٍ فابترك رجلٌ من الأمراء يقال له الهزهاز، فتطاول حتّى ما رأيت في البيت أطول منه، فقال له ابن عبّاسٍ: يا هزهاز، (لا تكن) فتنةً للقوم الظّالمين، فتقاصر حتّى ما رأيت في البيت أحدًا أقصر منه). [سنن سعيد بن منصور: 5/327-329]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فقالوا على اللّه توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين}.
يقول تعالى ذكره: فقال قوم موسى لموسى: {على اللّه توكّلنا} أي به وثقنا، وإليه فوّضنا أمرنا.
وقوله: {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} يقول جلّ ثناؤه مخبرًا عن قوم موسى أنّهم دعوا ربّهم فقالوا: يا ربّنا لا تختبر هؤلاء القوم الكافرين، ولا تمتحنهم بنا؛ يعنون قوم فرعون.
وقد اختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي سألوه ربّهم من إعادته ابتلاء قوم فرعون بهم، فقال بعضهم: سألوه أن لا يظهرهم عليهم، فيظنّوا أنّهم خيرٌ منهم، وأنّهم إنّما سلّطوا عليهم لكرامتهم عليه، وهوان الآخرين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ، في قوله: {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} قال: لا يظهروا علينا فيروا أنّهم خيرٌ منّا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ في قوله: {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} قال: قالوا: لا تظهرهم علينا فيروا أنّهم خيرٌ منّا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضّحى، {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} قال: لا تسلّطهم علينا فيزدادوا طغيانًا.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضّحى: {لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} قال: لا تسلّطهم علينا فيزدادوا فتنةً.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تسلّطهم علينا فيفتنونا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} قال: لا تسلّطهم علينا فيضلّونا.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله. وقال أيضًا: فيفتنونا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} لا تسلّطهم علينا فيفتنونا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} لا تعذّبنا بأيدي قوم فرعون، ولا بعذابٍ من عندك، فيقول قوم فرعون: لو كانوا على حقٍّ ما سلّطنا عليهم ولا عذّبوا، فيفتنوا بنا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} قال: لا تعذّبنا بأيدي قوم فرعون، ولا بعذابٍ من عندك، فيقول قوم فرعون: لو كانوا على حقٍّ ما سلّطنا عليهم ولا عذّبوا، فيفتتنوا بنا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، قوله: {لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} قال: لا تصبنا بعذابٍ من عندك، ولا بأيديهم فيفتتنوا، ويقولوا: لو كانوا على حقٍّ ما سلّطنا عليهم وما عذّبوا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله تعالى: {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} لا تبتلنا ربّنا فتجهدنا وتجعله فتنةً لهم هذه الفتنة. وقرأ: {فتنةً للظّالمين} قال المشركون حين كانوا يؤذون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، والمؤمنين، ويرمونهم: أليس ذلك فتنةً لهم، وسوءًا لهم؟ وهي بليّةٌ للمؤمنين.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ القوم رغبوا إلى اللّه في أن يجيرهم من أن يكونوا محنةً لقوم فرعون وبلاءً، وكلّ ما كان من أمرٍ كان لهم مصدّةٌ عن اتّباع موسى، والإقرار به وبما جاءهم به، فإنّه لا شكّ أنّه كان لهم فتنةٌ، وكان من أعظم الأمور لهم إبعادًا من الإيمان باللّه ورسوله، وكذلك من المصدّة كان لهم عن الإيمان، أن لو كان قوم موسى عاجلتهم من اللّه محنةٌ في أنفسهم من بليّةٍ تنزل بهم، فاستعاذ القوم باللّه من كلّ معنى يكون صادًا لقوم فرعون عن الإيمان باللّه بأسبابهم). [جامع البيان: 12/250-254]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فقالوا على اللّه توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين (85) ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين (86)
قوله تعالى: فقالوا على اللّه توكّلنا
- وبه قال: قال محمّد بن إسحاق: وعلى اللّه لا على النّاس فليتوكّل المؤمنون.
قوله تعالى: ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين ونجّنا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين يقول: لا تعذّبنا بأيدي قوم فرعون ولا بعذابٍ من عندك فيقول قوم فرعون لو كانوا على حقٍّ ما عذّبوا ولا سلّطنا عليهم فيفتنون بنا.
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ عن سفيان عن أبيه، عن أبي الضّحى: ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين قال: إن تسلّطهم علينا فيزدادوا طغيانًا وروي عن أبي قلابة نحو ذلك
- حدّثنا أبي، ثنا أبو سلمة، ثنا حمّادٌ بن سلمة، عن عمران بن حذيرٍ، عن أبي مجلزٍ في قوله: لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين، يقول: ربّنا لا تظهرهم علينا فيروا أنّهم خيرٌ منّا، وروي عن عكرمة نحو ذلك.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين قال: لا تبتلنا بهم فتجهدنا نحن، ونجعل فتنةً لهم هذا الفتنة وقرأ فتنةً للظّالمين وقال: المشركين حيث كانوا يؤذون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين، ويرمونهم أليس ذلك فتنةً لهم وشرًا لهم وهي بليّةٌ للمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 6/1975-1976]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين يعني لا تعذبنا بأيدي قوم فرعون فيقولون لو كانوا على حق ما عذبوا بأيدينا ولا سلطنا عليهم فيفتتنون بنا ولا بعذاب من عندك). [تفسير مجاهد: 295-296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ونعيم بن حماد في الفتن وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} قال: لا تسلطهم علينا فيفتنونا.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} قال: لا تعذبنا بأيدي قوم فرعون ولا بعذاب من عندك فيقول قوم فرعون: لو كانوا على الحق ما عذبوا ولا سلطنا عليهم فيفتنون بنا.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي قلابة رضي الله عنه في قول موسى عليه السلام {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} قال: سأل ربه أن لا يظهر علينا عدونا فيحسبون أنهم أولى بالعدل فيفتنون بذلك.
وأخرج ابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} قال: لا تظهرهم علينا فيروا أنهم خير منا). [الدر المنثور: 7/692-693]

تفسير قوله تعالى: (وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين}.
يقول تعالى ذكره: ونجّنا يا ربّنا برحمتك، فخلّصنا من أيدي القوم الكافرين قوم فرعون؛ لأنّهم كان يستعبدونهم، ويستعملونهم في الأشياء القذرة من خدمتهم). [جامع البيان: 12/254]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:51 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ مّن قومه...}
ففسّر المفسرون الذرّيّة: القليل. وكانوا - فيما بلغنا - سبعين أهل بيت. وإنما سموا الذرّية لأن آباءهم كانوا من القبط وأمهاتهم كنّ من بني إسرائيل، فسموا الذرّية؛ كما قيل لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن فسمّوا ذراريّهم الأبناء؛ لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم.
وقوله: {على خوفٍ مّن فرعون وملئهم}، وإنما قال {وملئهم} وفرعون واحد لان الملك إذا ذكر بخوف أو بسفر أو قدوم من سفر ذهب الوهم إليه وإلى من معه؛ ألا ترى أنك تقول: قدم الخليفة فكثر الناس، تريد: بمن معه، وقدم
فقلت الأسعار؛ لأنك تنوي بقدومه قدوم من معه. وقد يكون أن تريد بفرعون آل فرعون وتحذف الآل فيجوز؛ كما قال {واسأل القرية} تريد أهل القرية والله أعلم. ومن ذلك قوله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} ). [معاني القرآن: 1/476-477]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ مّن قومه على خوفٍ مّن فرعون وملئهم أن يفتنهم وإنّ فرعون لعالٍ في الأرض وإنّه لمن المسرفين}
وقال: {على خوفٍ مّن فرعون وملئهم} يعني ملأ الذرّيّة). [معاني القرآن: 2/37]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على خوفٍ من فرعون وملائهم} وهم أشراف أصحابه.
{أن يفتنهم} أي يقتلهم ويعذّبهم). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم.
يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا} ). [تأويل مشكل القرآن: 293-294] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فما آمن لموسى إلّا ذرّيّة من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم وإنّ فرعون لعال في الأرض وإنّه لمن المسرفين}
قيل إنه مكث يدعو الآباء فلم يؤمنوا، وآمنت طائفة من أولادهم.
{على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم}.
جاز أن يقال - ملئهم لأن فرعون ذو أصحاب يأتمرون له، والملأ من القوم الرؤساء الذين يرجع إلى قولهم). [معاني القرآن: 3/30]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه}
قال ابن عباس أي قليل
وقال مجاهد يعني أنه لم يؤمن به منهم أحد وإنما آمن أولادهم
وقال بعض أهل اللغة إنما قيل لهم ذرية لأن آباءهم قبط وأمهاتهم من بني إسرائيل كما قيل لمن سقط من فارس إلى اليمن
الأبناء يذهب إلى أنهم رجال مذكورون
ثم قال جل وعز: {على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم}
فقال وملئهم لأنه قد علم أن معه من يأتمر له ويرجع إلى قوله
وقيل المعنى على خوف من آل فرعون). [معاني القرآن: 3/308-309]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَن يَفْتِنَهُمْ} أن يقتلهم ويعذبهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)}


تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: العبرة، كقوله: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} وفي موضع آخر: {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي:
يعتبرون أمرهم بأمرنا، فإذا رأونا في ضرّ وبلاء ورأوا أنفسهم في غبطة ورخاء- ظنّوا أنهم على حق، ونحن على باطل.
وكذلك قوله: {فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} ). [تأويل مشكل القرآن: 473-474]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فقالوا على اللّه توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظّالمين}
أي لا تهلكنا وتعذبنا فيظن آل فرعون إنا إنما عذبنا لأننا على ضلال). [معاني القرآن: 3/30]

تفسير قوله تعالى: {وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجنا برحمتك من القوم الكافرين}
قال مجاهد أي لا تهلكنا بأيدي أعدائنا ولا تعذبنا بعذاب من عندك فيقول أعداؤنا لو كانوا على حق لما سلطنا عليهم ولما عذبوا أي فيفتتنوا بذلك
وقال أبو مجلز لا يظهروا فيروا أنهم خير منا). [معاني القرآن: 3/309]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:52 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) }

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) }

تفسير قوله تعالى: {وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:53 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:53 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فما آمن لموسى إلاّ ذرّيّةٌ من قومه على خوفٍ من فرعون وملائهم أن يفتنهم وإنّ فرعون لعالٍ في الأرض وإنّه لمن المسرفين (83) وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم باللّه فعليه توكّلوا إن كنتم مسلمين (84) فقالوا على اللّه توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين (85) ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين (86)
المعنى فما صدق موسى، ولفظة آمن تتعدى بالباء، وتتعدى باللام وفي ضمن المعنى الباء، واختلف المتأولون في عود الضمير الذي في قومه قالت فرقة: هو عائد على موسى، وقالت فرقة هو عائد على فرعون، فمن قال إن العود على موسى قال معنى الآية وصف حال موسى في أول مبعثه أنه لم يؤمن به إلا فتيان وشباب أكثرهم أولو آباء كانوا تحت خوف من فرعون وملأ بني إسرائيل، فالضمير في «الملأ» عائد على «الذرية» وتكون الفاء على هذا التأويل عاطفة جملة على جملة لا مرتبة، وقال بعض القائلين بعود الضمير على موسى: إن معنى الآية أن قوما أدركهم موسى ولم يؤمنوا به وإنما آمن ذريتهم بعد هلاكهم لطول الزمان، قاله مجاهد والأعمش، وهذا قول غير واضح، وإذا آمن قوم بعد موت آبائهم فلا معنى لتخصيصهم باسم الذرية، وأيضا فما روي من أخبار بني إسرائيل لا يعطي هذا، وهيئة قوله فما آمن يعطي تقليل المؤمنين به لأنه نفى الإيمان ثم أوجبه للبعض ولو كان الأكثر مؤمنا لأوجب الإيمان أولا ثم نفاه عن الأقل، وعلى هذا الوجه يترجح قول ابن عباس في الذرية إنه القليل لا أنه أراد أن لفظة الذرية هي بمعنى القليل كما ظن مكي وغيره، وقالت فرقة إنما سماهم ذرية لأن أمهاتهم كانت من بني إسرائيل وآباؤهم من القبط، فكان يقال لهم الذرية كما قيل لفرس اليمن الأبناء وهم الفرس المنتقلون مع وهرزبسعاية سيف بن ذي يزن، والأمر بكماله في السير، وقال السدي كانوا سبعين أهل بيت من قوم فرعون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ومما يضعف عود الضمير على «موسى» أن المعروف من أخبار بني إسرائيل أنهم كانوا قوما قد تقدمت فيهم النبوات وكانوا في مدة فرعون قد نالهم ذل مفرط وقد رجوا كشفه على يد مولود يخرج فيهم يكون نبيا، فلما جاءهم موسى عليه السلام أصفقوا عليه واتبعوه ولم يحفظ قط أن طائفة من بني إسرائيل كفرت به فكيف تعطي هذه الآية أن الأقل منهم كان الذي آمن، فالذي يترجح بحسب هذا أن الضمير عائد على «فرعون» ويؤيد ذلك أيضا ما تقدم من محاورة موسى ورده عليهم وتوبيخهم على قولهم هذا سحر، فذكر الله ذلك عنهم، ثم قال فما آمن لموسى إلّا ذرّيّةٌ من قوم فرعون الذين هذه أقوالهم، وروي في ذلك أنه آمنت زوجة فرعون وخازنه وامرأة خازنه وشباب من قومه، قاله ابن عباس، والسحرة أيضا فإنهم معدودون في قوم فرعون وتكون القصة على هذا التأويل بعد ظهور الآية والتعجيز بالعصا، وتكون الفاء مرتبة للمعاني، التي عطفت، ويعود الضمير في ملائهم على «الذرية»، ولاعتقاد الفراء وغيره عود الضمير على موسى تخبطوا في عود الضمير في ملائهم، فقال بعضهم: ذكر فرعون وهو الملك يتضمن الجماعة والجنود، كما تقول جاء الخليفة وسافر الملك وأنت تريد جيوشه معه، وقال الفراء: المعنى على خوف من آل فرعون وملئهم وهو من باب وسئل القرية [يوسف: 82].
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا التنظير غير جيد لأن إسقاط المضاف في قوله وسئل القرية [يوسف: 82] هو سائغ بسبب ما يعقل من أن «اسأل القرية» لا تسأل، ففي الظاهر دليل على ما أضمر، وأما هاهنا فالخوف من فرعون متمكن لا يحتاج معه إلى إضمار، إما أنه ربما احتج أن الضمير المجموع في ملائهم يقتضي ذلك والخوف إنما يكون من الأفعال والأحداث التي للجثة ولكن لكثرة استعماله ولقصد الإيجاز أضيف إلى الأشخاص، وقوله أن يفتنهم بدل من فرعون وهو بدل الاشتمال، ف أن في موضع خفض، ويصح أن تكون في موضع نصب على المفعول من أجله، وقرأ الحسن والجراح، ونبيح «أن يفتنهم» بضم الياء، ثم أخبر عن فرعون بالعلو في الأرض والإسراف في الأفعال والقتل والدعاوى ليتبين عذر الخائفين). [المحرر الوجيز: 4/ 512-515]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وقال موسى - إلى- الكافرين، ابتداء حكاية قول موسى لجماعة بني إسرائيل المؤمنين منهم مؤنسا لهم ونادبا إلى التوكل على الله الذي بيده النصر ومسألة التوكل متشعبة للناس فيها خوضات، والذي أقول: إن التوكل الذي أمرنا له هو مقترن بتسبب جميل على مقتضى الشرع، وهو الذي في قوله صلى الله عليه وسلم «قيدها وتوكل» فقد جعله متوكلا مع التقييد، والنبي صلى الله عليه وسلم رأس المتوكلين وقد تسبب عمره كله، وكذلك السلف كله، فإن شذ متوكل فترك التسبب جملة فهي رتبة رفيعة ما لم يسرف بها إلى حد قتل نفسه وإهلاكها، كمن يدخل غارا خفيا يتوكل فيه فهذا ونحوه مكروه عند جماعة من العلماء، وما روي من إقدام عامر بن قيس على الأسد ونحو ذلك كله ضعيف، وللصحيح منه قرائن تسهله، وللمسلمين أجمعين قال الله تعالى ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربّكم [البقرة: 198]، ولهم قال وعلى ربّهم يتوكّلون [الأنفال: 2] ليس فيه أنهم يتركون التسبب جملة واحدة ولا حفظ عن عكاشة أنه ترك التسبب بل كان يغزو ويأخذ سهمه، وأعني بذلك ترك التسبب في الغذاء، وأما ترك التسبب في الطب فسهل وكثير من الناس جبل عليه دون نية وحسبة، فكيف بمن يحتسب، وقال لهم: إن كنتم آمنتم مع علمه بإيمانهم على جهة إقامة الحجة وتنبيه الأنفس وإثارة الأنفة كما تقول، إن كنت رجلا فقاتل، تخاطب بذلك رجلا تريد إقامة نفسه، وقوله إن كنتم مسلمين، يريد أهل طاعة منضافة إلى الإيمان المشروط، فذكر الإسلام فيه زيادة معنى). [المحرر الوجيز: 4/ 515-516]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم ذكر أنه أجاب بنو إسرائيل بنية التوكل على الله والنطق بذلك، ثم دعوا في أن لا يجعلهم فتنة للظلمة، والمعنى لا تنزل بنا بلاء بأيديهم أو بغير ذلك مدة مجاورتنا لهم فيفتنون ويعتقدون أن إهلاكنا إنما هو بقصد منك لسوء ديننا وصلاح دينهم وأنهم أهل الحق، قاله مجاهد وغيره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فهذا الدعاء على هذا التأويل يتضمن دفع فصلين، أحدهما القتل والبلاء الذي توقعه المؤمنون، والآخر ظهور الشرك باعتقاد أهله أنهم أهل الحق، وفي ذلك فساد الأرض، ونحو هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، «ليس الميت أبو امامة اليهود والمشركين يقولون: لو كان نبيا لم يمت صاحبه»، ويحتمل اللفظ من التأويل وقد قالته فرقة: إن المعنى لا تفتنهم وتبتلهم بقتلنا فتعذبهم على ذلك في الآخرة وفي هذا التأويل قلق، وباقي الآية بيّن). [المحرر الوجيز: 4/ 516]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:20 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فما آمن لموسى إلا ذرّيّةٌ من قومه على خوفٍ من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإنّ فرعون لعالٍ في الأرض وإنّه لمن المسرفين (83)}
يخبر تعالى أنّه لم يؤمن بموسى، عليه السّلام، مع ما جاء به من الآيات البيّنات والحجج القاطعات والبراهين السّاطعات، إلّا قليلٌ من قوم فرعون، من الذّرّيّة -وهم الشّباب -على وجلٍ وخوفٍ منه ومن ملئه، أن يردّوهم إلى ما كانوا عليه من الكفر؛ لأنّ فرعون كان جبّارًا عنيدًا مسرفًا في التّمرّد والعتوّ، وكانت له سطوة ومهابة، تخاف رعيّته منه خوفًا شديدًا.
قال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ: {فما آمن لموسى إلا ذرّيّةٌ من قومه على خوفٍ من فرعون وملئهم أن يفتنهم} قال: فإنّ الذّرّيّة الّتي آمنت لموسى، من أناسٍ غير بني إسرائيل، من قوم فرعون يسيرٌ، منهم: امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، وخازن فرعون، وامرأة خازنه.
وروى عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {فما آمن لموسى إلا ذرّيّةٌ من قومه} يقول: بني إسرائيل.
وعن ابن عبّاسٍ، والضّحّاك، وقتادة (الذّرّيّة): القليل.
وقال مجاهدٌ في قوله: {إلا ذرّيّةٌ من قومه} يقول: بني إسرائيل. قال: هم أولاد الّذين أرسل إليهم موسى، من طول الزّمان، ومات آباؤهم.
واختار ابن جريرٍ قول مجاهدٍ في الذّرّيّة: أنّها من بني إسرائيل لا من قوم فرعون، لعود الضّمير على أقرب المذكورين.
وفي هذا نظرٌ؛ لأنّه أراد بالذّرّيّة الأحداث والشّباب وأنّهم من بني إسرائيل، فالمعروف أنّ بني إسرائيل كلّهم آمنوا بموسى، عليه السّلام، واستبشروا به، وقد كانوا يعرفون نعته وصفته والبشارة به من كتبهم المتقدّمة، وأنّ اللّه تعالى سينقذهم به من أسر فرعون ويظهرهم عليه؛ ولهذا لمّا بلغ هذا فرعون حذر كلّ الحذر فلم يجد عنه شيئًا. ولمّا جاء موسى آذاهم فرعون أشدّ الأذى، و {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربّكم أن يهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} [الأعراف: 129]. وإذا تقرّر هذا فكيف يكون المراد إلّا ذرّيّةً من قوم موسى، وهم بنو إسرائيل؟.
{على خوفٍ من فرعون وملئهم} أي: وأشراف قومهم أن يفتنهم، ولم يكن في بني إسرائيل من يخاف منه أن يفتن عن الإيمان سوى قارون، فإنّه كان من قوم موسى، فبغى عليهم؛ لكنّه كان طاويًا إلى فرعون، متّصلًا به، متعلّقًا بحباله ومن قال: إنّ الضّمير في قوله: {وملئهم} عائدٌ إلى فرعون، وعظم الملك من أجل اتّباعه أو بحذف "آل" فرعون، وإقامة المضاف إليه مقامه -فقد أبعد، وإن كان ابن جريرٍ قد حكاهما عن بعض النّحاة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 287-288]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وممّا يدلّ على أنّه لم يكن في بني إسرائيل إلّا مؤمنٌ قوله تعالى: {وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم باللّه فعليه توكّلوا إن كنتم مسلمين (84) فقالوا على اللّه توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين (85) ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين (86)}
يقول تعالى مخبرًا عن موسى أنّه قال لبني إسرائيل: {يا قوم إن كنتم آمنتم باللّه فعليه توكّلوا إن كنتم مسلمين} أي: فإنّ اللّه كافٍ من توكّل عليه، {أليس اللّه بكافٍ عبده} [الزّمر: 36]، {ومن يتوكّل على اللّه فهو حسبه} [الطّلاق: 3].
وكثيرًا ما يقرن اللّه بين العبادة والتّوكّل، كما في قوله تعالى: {فاعبده وتوكّل عليه} [هودٍ: 123]، {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا} [الملك: 29]، {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا} [المزّمّل: 9]، وأمر اللّه تعالى المؤمنين أن يقولوا في كلّ صلواتهم مرّاتٍ متعدّدةً: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} [الفاتحة: 5]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 288]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقد امتثل بنو إسرائيل ذلك، فقالوا: {على اللّه توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} أي: لا تظفرهم بنا، وتسلّطهم علينا، فيظنّوا أنّهم إنّما سلّطوا لأنّهم على الحق ونحن على الباطل،فيفتنوا بذلك. هكذا روي عن أبي مجلز، وأبي الضّحى.
وقال ابن أبي نجيح وغيره واحدٍ، عن مجاهدٍ: لا تعذّبنا بأيدي قوم فرعون، ولا بعذابٍ من عندك، فيقول قوم فرعون: لو كانوا على حقٍّ ما عذّبوا، ولا سلّطنا عليهم، فيفتنوا بنا.
وقال عبد الرّزّاق: أنبأنا ابن عيينة، عن ابن نجيح، عن مجاهدٍ: {ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظّالمين} [أي] لا تسلّطهم علينا، فيفتنونا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 288-289]

تفسير قوله تعالى: {وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ونجّنا برحمتك} أي: خلّصنا برحمةٍ منك وإحسانٍ، {من القوم الكافرين} أي: الّذين كفروا الحقّ وستروه، ونحن قد آمنا بك وتوكلنا علي). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 289]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة