جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بيّنةٍ ومن يبدّل نعمة اللّه من بعد ما جاءته فإنّ اللّه شديد العقاب}.
يعني بذلك جلّ ثناؤه: سل يا محمّد بني إسرائيل الّذين لا ينتظرون بالإنابة إلى طاعتي، والتّوبة إليّ بالإقرار بنبوّتك وتصديقك فيما جئتهم به من عندي، إلاّ أن آتيهم في ظللٍ من الغمام وملائكتي، فأفصل القضاء بينك وبين من آمن بك وصدّقك بما أنزلت إليك من كتبي، وفرضت عليك وعليهم من شرائع ديني وبينهم كم جئتهم به من قبلك من آيةٍ وعلامةٍ، على ما فرضت عليهم من فرائضي،
[جامع البيان: 3/615]
وأمرتهم به من طاعتي، وتابعت عليهم من حججي على أيدي أنبيائي ورسلي من قبلك مؤيدةٍ لهم على صدقهم بيّنةٍ أنّها من عندي، واضحةٍ أنّها من أدلّتي على صدق نذري ورسلي فيما افترضت عليهم من تصديقهم وتصديقك، فكفروا حججي، وكذّبوا رسلي، وغيّروا نعمي قبلهم، وبدّلوا عهدي ووصيّتي إليهم.
وأمّا الآية فقد بيّنت تأويلها فيما مضى من كتابنا بما فيه الكفاية وهي هاهنا ما؛
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بيّنةٍ} ما ذكر اللّه في القرآن وما لم يذكر، وهم اليهود.
- حدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بيّنةٍ} يقول: آتاهم اللّه آياتٍ بيّناتٍ: عصا موسى ويده، وأقطعهم البحر، وأغرق عدوّهم وهم ينظرون، وظلّل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنّ، والسّلوى.
وذلك من آيات اللّه الّتي آتاها بني إسرائيل في آياتٍ كثيرةٍ غيرها، خالفوا معها أمر اللّه، فقتلوا أنبياء اللّه ورسله، وبدّلوا عهده ووصيّته إليهم، قال اللّه: {ومن يبدّل نعمة اللّه من بعد ما جاءته فإنّ اللّه شديد العقاب}.
[جامع البيان: 3/616]
وإنّما سلى اللّه نبيّه بهذه الآيه، فأمره بالصّبر على من كذّبه، واستكبر على ربّه، وأخبره أنّ ذلك فعل من قبله من أسلاف الأمم قبلهم بأنبيائهم، مع مظاهرته عليهم الحجج، وأنّ من هو بين أظهرهم من اليهود إنّما هم من بقايا من جرت عادتهم ممّن قصّ عليه قصصهم من بني إسرائيل). [جامع البيان: 3/617]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يبدّل نعمة اللّه من بعد ما جاءته فإنّ اللّه شديد العقاب}.
يعني بالنّعم جلّ ثناؤه بالنعمه الإسلام، وما فرض من شرائع دينه. ويعني بقوله: {ومن يبدّل نعمة اللّه} ومن يغيّر ما عهد اللّه في نعمته الّتي هي الإسلام من العمل به، والدّخول فيه فيكفر به، فإنّه معاقبه بما أوعد على الكفر به من العقوبة، واللّه شديدٌ عقابه، أليمٌ عذابه.
فتأويل الآية إذًا يا أيّها الّذين آمنوا بالتّوراة فصدّقوا بها، ادخلوا في الإسلام جميعًا، ودعوا الكفر، وما دعاكم إليه الشّيطان من ضلالته، وقد جاءتكم البيّنات من عندي بمحمّدٍ، وما أظهرت على يديه لكم من الحجج، والعبر، فلا تبدّلوا عهدي إليكم فيه وفيما جاءكم به من عندي في كتابكم بأنّه نبيّي ورسولي، فإنّه من يبدّل ذلك منكم فيغيّره فإنّي له معاقبٌ بالأليم من العقوبة.
[جامع البيان: 3/617]
وبمثل الّذي قلنا في قوله: {ومن يبدّل نعمة اللّه من بعد ما جاءته} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ومن يبدّل نعمة اللّه من بعد ما جاءته} قال: يكفر بها.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ومن يبدّل نعمة اللّه} قال: يقول: من يبدّلها كفرًا.
- حدّثت عن عمّارٍ، عن ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، {ومن يبدّل نعمة اللّه من بعد ما جاءته} يقول: ومن يكفّر نعمته من بعد ما جاءته). [جامع البيان: 3/618]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بيّنةٍ ومن يبدّل نعمة اللّه من بعد ما جاءته فإنّ اللّه شديد العقاب (211)
قوله تعالى: سل بني إسرائيل
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ سل بني إسرائيل هم يهود). [تفسير القرآن العظيم: 1/373]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: كم آتيناهم من آيةٍ بيّنةٍ
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، في قوله: سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بيّنةٍ قال: آتاهم اللّه آياتٍ بينات: عصى موسى، ويده، وأقطعهم البحر، وأغرق عدوّهم وهم ينظرون، وظلّل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنّ السلوى.
وروي عن قتادة والرّبيع بن أنسٍ، نحو ذلك.
- حدّثنا الحجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ: سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بيّنةٍ ما ذكر منها في القرآن، وما لم يذكر). [تفسير القرآن العظيم: 1/374]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ومن يبدّل نعمة اللّه من بعد ما جاءته إلى قوله: العقاب
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، قوله: ومن يبدّل نعمة اللّه يقول: من يكفر بنعمة اللّه من بعد ما جاءته.
وروي عن مجاهدٍ والرّبيع بن أنسٍ والسّدّيّ، نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/374]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال: قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ومن يبدل نعمة الله يعني يكفرها). [تفسير مجاهد: 104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: سل بني اسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {سل بني إسرائيل} قال: هم اليهود {كم آتيناهم من آية بينة} ما ذكر الله في القرآن وما لم يذكر {ومن يبدل نعمة الله} قال: يكفر بها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال: آتاهم الله آيات بينات عصا موسى ويده وأقطعهم البحر وأغرق عدوهم وهم ينظرون وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى {ومن يبدل نعمة الله} يقول: من يكفر بنعمة الله). [الدر المنثور: 2/494]
تفسير قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا معمر عن قتادة في قوله تعالى والذين اتقوا فوقهم قال فوقهم في الجنة). [تفسير عبد الرزاق: 1/82]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {زيّن للّذين كفروا الحياة الدّنيا ويسخرون من الّذين آمنوا والّذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة واللّه يرزق من يشاء بغير حسابٍ}.
يعني جلّ ثناؤه بذلك: زيّن للّذين كفروا حبّ الحياة العاجلة فى الدار الدنيا، فهم يبتغون فيها المكاثرة، والمفاخرة،
[جامع البيان: 3/618]
ويطلبون فيها الرّياسات، والمباهاة، ويستكبرون عن اتّباعك يا محمّد، والإقرار بما جئتهم به من عندي تعظّمًا منهم على من صدّقك، واتّبعك، ويسخرون بمن تبعك من أهل الإيمان، والتّصديق بك، في تركهم المكاثرة، والمفاخرة بالدّنيا وزينتها من الرّياش والأموال، بطلب الرّياسات وإقبالهم على طلبهم ما عندي برفض الدّنيا وترك زينتها، والّذين عملوا لي وأقبلوا على طاعتي ورفضوا لذّات الدّنيا وشهواتها، اتّباعًا لك، وطلبًا لما عندي، واتّقاءً منهم بأداء فرائضي، وتجنّب معاصيّ فوق الّذين كفروا يوم القيامة بإدخال المتّقين الجنّة، وإدخال الّذين كفروا النّار.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك من التّأويل قال جماعةٌ من أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {زيّن للّذين كفروا الحياة الدّنيا} قال: الكفّار يبتغون الدّنيا ويطلبونها، ويسخرون من الّذين آمنوا في طلبهم الآخرة، قال ابن جريجٍ: ولا أحسبه إلاّ عن عكرمة، قال: قالوا: لو كان محمّدٌ نبيًّا كما يقول، لاتّبعه أشرافنا، وساداتنا، واللّه ما اتّبعه إلاّ أهل الحاجة مثل ابن مسعودٍ.
[جامع البيان: 3/619]
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {والّذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة} قال: فوقهم في الجنّة). [جامع البيان: 3/620]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه يرزق من يشاء بغير حسابٍ}.
ويعني بذلك: واللّه يعطي الّذين اتّقوا يوم القيامة من نعمه، وكراماته، وجزيل عطاياه، بغير محاسبةٍ منه له على ما منّ به عليه من كرامته.
فإن قال لنا قائلٌ: وما في قوله: {يرزق من يشاء بغير حسابٍ} من المدح؟
قيل: المعنى الّذي فيه من المدح الخبر عن أنّه غير خائفٍ نفاد خزائنه، فيحتاج إلى حساب ما يخرج منها إذ كان الحساب من المعطي إنّما يكون ليعلم قدر العطاء الّذي يخرج من ملكه إلى غيره لئلاّ يتجاوز في عطاياه إلى ما يجحف به، فربّنا تبارك وتعالى غير خائفٍ نفاد خزائنه، ولا انتقاص شيءٍ من ملكه بعطائه ما يعطي عباده، فيحتاج إلى حساب ما يعطي، وإحصاء ما يبقي؛ فذلك المعنى الّذي في قوله: {واللّه يرزق من يشاء بغير حسابٍ} من المدح). [جامع البيان: 3/620]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (زيّن للّذين كفروا الحياة الدّنيا ويسخرون من الّذين آمنوا والّذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة واللّه يرزق من يشاء بغير حسابٍ (212)
قوله تعالى: زيّن للّذين كفروا الحياة الدنيا
- حدثنا محمد بن يحي، أنبأ الحسن بن عمرٍو بيّاعٌ السّابريّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: زيّن للّذين كفروا الحياة الدّنيا هي همّهم وسدمهم وطلبتهم ونيّتهم.
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا ابن ثورٍ عن ابن جريجٍ: زين للذين كفروا الحياة الدّنيا قال: الكفّار يبتغون الدّنيا ويطلبونها). [تفسير القرآن العظيم: 1/374]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: ويسخرون من الّذين آمنوا
- حدّثنا محمّد بن نحيى، أنبأ الحسن بن عمرٍو بيّاعٌ السّابريّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: ويسخرون من الّذين آمنوا ويقولون: ما هؤلاء على شيءٍ، استهزاءً وسخريًّا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/374]
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيدٌ، ثنا ابن ثورٍ عن ابن جريجٍ: ويسخرون من الّذين آمنوا قال: من طلبهم الآخرة. قال ابن جريجٍ:
وقال آخرون: قالت قريشٌ: لو كان محمّدٌ نبيًّا، لاتّبعه ساداتنا وأشرافنا. واللّه ما اتّبعه إلا أهل الحاجة مثل ابن مسعودٍ وأصحابه). [تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: والّذين اتّقوا فوقهم
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرزاق، ابنا معمرٌ، عن قتادة:
والّذين اتّقوا فوقهم قال: فوقهم في الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يوم القيامة
- حدثنا محمد بن نحيى أنبأ الحسن بن عمرٍو بيّاعٌ السّابريّ، أنبأ يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ عن قتادة، قوله: والّذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة هناكم التّفاضل). [تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: واللّه يرزق من يشاء بغير حساب
[الوجه الأول]
- ذكر عن أبي صالحٍ كاتب اللّيث، عن الهقل، عن الأوزاعيّ، عن عطاءٍ قال: سألت ابن عبّاسٍ عن هذه الآية: واللّه يرزق من يشاء بغير حسابٍ قال:
تفسيرها: ليس على الله رقيبٌ، ولا من يحاسبه.
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، وعبد اللّه بن عمران بن عليٍّ الأسديّ، قالا ثنا نحيى بن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: بغير حسابٍ قال: لا يحاسب الرّبّ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن جعفرٍ الرّقّيّ، ثنا أبو المليح، عن ميمون أبن مهران: بغير حسابٍ قال: غدقًا. وروي عن الوليد بن قيسٍ، نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب
[الدر المنثور: 2/494]
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله {زين للذين كفروا الحياة الدنيا} قال: الكفار يبتغون الدنيا ويطلبونها {ويسخرون من الذين آمنوا} في طلبهم الآخرة، قال: ابن جرير لا أحسبه إلا عن عكرمة قال: قالوا: لو كان محمدا نبيا لأتبعه ساداتنا وأشرافنا والله ما اتبعه إلا أهل الحاجة مثل ابن مسعود وأصحابه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {زين للذين كفروا الحياة الدنيا} قال: هي همهم وسدمهم وطلبهم ونيتهم {ويسخرون من الذين آمنوا} ويقولون: ما هم على شيء استهزاء وسخرية {والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة} هناكم التفاضل.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة {والذين اتقوا فوقهم} قال: فوقهم في الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال: سألت ابن عباس عن هذه الآية {والله يرزق من يشاء بغير حساب} فقال: تفسيرها ليس على الله رقيب ولا من يحاسبه
[الدر المنثور: 2/495]
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {بغير حساب} قال: لا يحاسب الرب.
وأخرج ميمون بن مهران بغير حساب قال: غدقا.
وأخرج عن الربيع بن أنس بغير حساب قال: لا يخرجه بحساب يخاف أن ينقص ما عنده إن الله لا ينقص ما عنده). [الدر المنثور: 2/496]