العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (75) إلى الآية (78) ]
{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) }

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد وسعيد بن جبير: [إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ].
قال أبو الفتح: هذا -على قول قراءة الجماعة: {لَسِحْرٌ مُبِينٌ} - إشارة إلى الفعل الواقع هناك من قلب العصا حية ونحوه، وهذا -على من قرأ: [لَسَاحِر]- إشارة إلى موسى عليه السلام، كما أن هذا -من قول الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} - إشارة إلى اليوم، وهذا -على قراءة من قرأ: [هَذَا يَوْمَ لا يَنْطِقُونَ] بالنصب- إشارة إلى الفعل الواقع في هذا اليوم). [المحتسب: 1/316]

قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}

قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (79) إلى الآية (82) ]

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) }

قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم}
قرأ حمزة والكسائيّ {بكل سحار عليم} وقرأ الباقون {ساحر} الألف قبل الحاء وقد ذكرنا الحجّة في سورة الأعراف). [حجة القراءات: 335]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ} [آية/ 79] مشددة على وزن فعال:
قرأها حمزة والكسائي، وقرأ الباقون {سَاحِرٌ} على فاعل، وقد مضى الكلام فيه). [الموضح: 634]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {ما جئتم به السحر} [81].
قرأ أبو عمرو وحده {آلسحر} بالمد جعل «ما» بمعنى أي والتقدير: أي، شيء جئتم به آلسحر هو؟ كما قال تعالى: {أسحر هذا} وهذه الألف توبيخ في لفظ الاستفهام فهُم قد علموا أنه سحر.
وقرأ الباقون: {ما جئتم به السحر} أي: الذي جئتم به السحر، و«ما» ابتداء و«جئتم به» صلته. و«السحر» خبر الابتداء كما تقول: الذي مررت به زيد. وفي حرف ابن مسعود بغير ألف ولام، وفي قراءتنا بالألف واللام؛ لأنه قد تقدم ذكره، فكل نكرة إذا أعيدت صارت معرفة، وفي حرف أُبَيِّ: {ما أتيتم به السحر}.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: يجوز في النحو «ما جئتم به السحر» بالنصب، على أن يجعل «ما» شرطًا، وجوابه الفاء مضمرة في قوله: «إن الله لا يصلح عمل المفسدين» وتلخيصه: فإن الله لا يصلح عمل المفسدين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في مدّ الألف وترك المدّ من قوله سبحانه: السحر [81].
[الحجة للقراء السبعة: 4/289]
فقرأ أبو عمرو وحده: آلسحر ممدودة الألف.
وكلّهم قرأها بغير مدّ، على لفظ الخبر.
قال أبو علي: قول أبي عمرو: ما جئتم به آلسحر، ما*: ترتفع فيه بالابتداء، وجئتم به في موضع الخبر، والكلام استفهام يدلك على ذلك استقلال الكلام بقوله: جئتم به، ولو كانت موصولة احتاجت إلى جزء آخر.
فأمّا وجه الاستفهام مع علم موسى أنه سحر، فإنه على وجه التقرير، كما قال: أأنت قلت للناس [المائدة/ 11] وهذا كثير، ولا يلتبس بالشرط وإن كان الشرط لا صلة له، لأنه لا جزاء هاهنا، والشرط يلزمه الجزاء، ومن قال: زيدا مررت به، كان ما* في قوله: ما جئتم به في موضع نصب بمضمر يفسّره جئتم به، وعلى هذا قوله:
ورهبانية ابتدعوها [الحديد/ 27] فمن قال: آلسحر؟، فألحق حرف الاستفهام، كان السحر بدلا من ما* المبتدأ، ولزم إن يلحق السحر الاستفهام ليساوي المبدل منه، في أنّه استفهام، ألا ترى أنه ليس في قولك: السحر استفهام،
[الحجة للقراء السبعة: 4/290]
وعلى هذا قالوا: كم مالك: أعشرون أم ثلاثون؟ فجعلت العشرون بدلا من كم، وألحقت أم، لأنك في قولك: كم درهما مالك؟ مدّع أنّ له مالا كما أنك في قولك: أعشرون أم ثلاثون، مالك؟ مدع أنه أحد الشيئين، ولا يلزم أن تضمر للسّحر خبرا على هذا لأنك إذا أبدلت من المبتدأ، صار في موضعه، وصار ما كان خبرا لما أبدلت منه في موضع خبر المبتدأ، فأما قول الشاعر:
وكأنه لهق السّراة كأنّه* ما حاجبيه معيّن بسواد فإنه أبدل الحاجبين من الضمير على حدّ قولك:
ضربت زيدا رأسه، فإن قلت: أبدل من الأول، وقدّر الخبر عن الأول، لأن المبدل منه قد لا يكون في نيّة الإسقاط بدلالة إجازتهم: الذي مررت به زيد أبو عبد الله، ولو كان البدل في تقدير الإسقاط، وما لا يعتد به، لم يجز هذا الكلام فهو قول،
[الحجة للقراء السبعة: 4/291]
وإن قلت: حمل الكلام على المعنى، فلما كان حاجباه بعضه حمل الكلام عليه كأنه قال: كأنّه بعضه معيّن بسواد، فأفرد لذلك؛ فهو قول. وزعموا أن إلحاق الهمز في السحر قراءة مجاهد وأصحابه.
ومن قال: ما جئتم به السحر كان ما* في قوله:
ما جئتم موصولا، وجئتم به الصلة والهاء المجرورة عائدة على الموصول، وخبر المبتدأ الذي هو الموصول السحر، ومما يقوي هذا الوجه ما زعموا أنه في حرف عبد الله: ما جئتم به سحر). [الحجة للقراء السبعة: 4/292]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله}
قرأ أبو عمرو {ما جئتم به السحر} بالمدّ جعل ما بمعنى أي والتّقدير أي شيء جئتم آلسحر هو استفهام على جهة التوبيخ لأنهم قد علموا أنه سحر فقد دخل استفهام على استفهام فلهذا يقف على قوله {ما جئتم به} ثمّ يبتدئ {السحر} بالرّفع وخبره محذوف المعنى الحسر هو
وقرأ الباقون {ما جئتم به السحر} و{ما} على هذه القراءة في معنى الّذي جئتم به السحر والّذي ابتداء والسحر خبر الابتداء كما تقول الّذي مررت به زيد). [حجة القراءات: 335]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {ما جئتم به السحر} قرأه أبو عمرو بالمد والهمز، على لفظ الاستفهام، وقرأ الباقون بألف وصل، من غير مد ولا همز.
وحجة من مد أنه جعل «ما» استفهامًا، في موضع رفع بالابتداء، «وجئتم به» الخبر، ثم أبدل «السحر» من «ما» فلحقته ألف الاستفهام، لتدل على الاستفهام لأنه بدل من استفهام، وحسن ذلك ليتساوى البدل والمبدل منه في الاستفهام، كما تقول: كم مالك أعشرون أم ثلاثون، فـ «كم» استفهام و«عشرون» بدل من «كم» فدخلت عليها ألف الاستفهام، ليتفق البدل والمبدل منه في الاستفهام، ومعنى الاستفهام في هذه القراءة، ليس على معنى الاستخبار؛ لأن موسى صلى الله عليه وسلم قد علم وأيقن أن الذي جاءوا به سحر، لكنه استفهام في اللفظ ومعناه التقرير، ولا خبر لـ «السحر» لأن خبر الأول المبدل منه يغني عن خبر المبدل، كما تقول: كم مالك أعشرون، فخبر «كم» هو خبر «عشرون» وتقول: زيد منطلق أبوه، فالأب بدل من زيد، وخبره خبر زيد وهو «منطلق».
23- وحجة من قرأ بغير مد أنه جعل «ما» في قوله {ما جئتم به} بمعنى «الذي» في موضع رفع بالابتداء، و«جئتم به» صلة «ما» و«السحر» خبر الابتداء، ويقوي هذا أن في حرف أبي «ما جئتم به
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/521]
سحر» وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/522]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {مَا جِئْتُم بِهِ السِحْر} [آية/ 81] بقطع الألف والمد على الاستفهام:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أن {مَا} عنده للاستفهام، وليست بموصولة، وهي مبتدأة و{جِئْتُم بِهِ} خبرها، والمعنى أي شيء جئتم به، وقوله {آالسِحْر} بدل عن {مَا} المبتدأة، وليس بجملة مستأنفة، وإنما كان السحر بدلا عن {مَا لأنهما قد اشتركا في كون كل واحد منهما استفهامًا، وهذا كما تقول: كم مالك؟، ثم تقول: أعشرون درهمًا؟، فقولك أعشرون بدل عن كم، وليس بمستأنف بعد الكلام الأول.
وقد يجوز أن يكون موضع {مَا} نصبًا، وذلك على قول من قال: زيداً مررت به؟، والتقدير أي شيء جئتم به؟، بنصب أي، فيكون {آالسِحْر} على هذا جملة مستأنفة، والتقدير: آلسحر هو، فيكون مبتدأ حذف خبره.
وقرأ الباقون {مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْر} بوصل الألف من غير مد.
والوجه أن {مَا} في هذه القراءة موصولة، فهي بمعنى الذي، و{جِئْتُم بِهِ} صلتها، والهاء في {بِهِ} عائدة على {مَا و{مَا} مع الصلة في موضع الرفع بالابتداء، وقوله {السِحْر} خبره، أي الذي جئتم به السحر.
ويقوي هذه القراءة ما روي أن في حرف عبد الله {مَا جِئْتُم بِهِ سِحْرٌ}
[الموضح: 634]
بغير الألف واللام). [الموضح: 635]

قوله تعالى: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (83) إلى الآية (86) ]

{ فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86) }

قوله تعالى: {فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}

قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)}

قوله تعالى: {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)}

قوله تعالى: {وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:33 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (87) إلى الآية (89) ]
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89) }

قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (25- وقوله تعالى: {أن تبوءا لقومكما} [87].
اتفقوا القراء على همزه في الدرج؛ لأنه من بوأ يبوىء إذا أنزل نزل. {لنبوئنهم من الجنة غرفا} {والذين تبوءوا الدار والإيمان} واختلفوا في الوقف فكان حمزة يقف {تبوآ} بغير همز، يشير بصدره، ووقف عاصم في رواية حفص {أن تبويا} بياء.
والباقون يقفون كما يصلون على لفظ الاثنين بالهمز). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/276]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم يقف تبويا [يونس/ 87] بياء من غير همز، ذكر لي ذلك عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي مسلم عن أبيه عن حفص عن عاصم.
قال: وكان حمزة يقف تبوا* غير أنه يليّن الهمزة، يشير إليها بصدره. والباقون يقفون بهمزة بعدها ألف في وزن تبوّعا.
قال أبو علي: حدثنا محمد بن السري أن أبا زيد
[الحجة للقراء السبعة: 4/308]
قال: بوّأت فلانا منزلا تبويئا، والاسم البيئة: فقوله تبوءا في قوله: أن تبوءا فعل يتعدى إلى مفعولين، يدلّ على ذلك قوله: لنبوئنهم من الجنة غرفا [العنكبوت/ 58]، فأمّا اللام من قوله: لقومكما فكالّتي في قوله: ردف لكم [النمل/ 72]، والمفعول الأوّل لعلامة الضمير في قوله:
لنبوئنهم، ألا ترى أن المطاوع من الأفعال على ضربين:
أحدهما: أن لا يتعدّى نحو: انشوى وانثأى، في مطاوع شويته وثأيته. والآخر: أن يتعدّى كما تعدّى ما هو مطاوع له، وذلك نحو: تعلّقته، وتقطّعته، فتعلّقته يتعدّى كما تعدّى علقته، وليس فيه أن ينقص مفعول المطاوع عمّا كان يتعدّى إليه ما هو مطاوع له. فإذا كان كذلك، كان اللّام على الحدّ الذي ذكرنا، ويقوّي ذلك قوله: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت [الحج/ 26]، فدخلت اللام على غير المطاوع كما دخل على المطاوع في قوله: أن تبوءا لقومكما.
فأمّا قوله: مكان البيت فيحتمل ضربين: أحدهما: أن يكون ظرفا، والآخر: أن يكون مفعولا ثانيا، فأما الظرف فيدلّ عليه قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/309]
وبوّئت في صميم معشرها... فصحّ في قومها مبوّئها
فكما أن قوله: «في صميم معشرها» ظرف كذلك يكون مكان البيت.
والمفعول الثاني الذي ذكر في قوله: لنبوئنهم من الجنة غرفا [العنكبوت/ 58]، ولم يذكر في هذه لأنّ الفعل من باب أعطيت، فيجوز أن لا يذكر، ويقتصر على الأول، ويجوز أن يكون مكان البيت مفعولا ثانيا، وكذلك قوله: ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق [يونس/ 93]، ويجوز أن يكون مكانا مثل مكان البيت، والمفعول الثاني فيه محذوف، وهو القرية* التي ذكرت في قوله: وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها [الأعراف/ 161]، ويجوز أن يكون مصدرا، أي تبوّؤ صدق، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا من وجهين: أحدهما: أن تجعله اسما غير ظرف كما قال:
[الحجة للقراء السبعة: 4/310]
وأنت مكانك من وائل... مكان القراد من است الجمل
والآخر: أن تجعله بعد أن تستعمله ظرفا اسما، كما قال:
وسطها قد تفلّقا وفي التنزيل: هم درجات عند الله [آل عمران/ 163].
ويجوز فيه وجه ثالث: وهو أن يتّسع فيقدّر نصبه، وإن كان مصدرا، تقدير انتصاب المفعول به، فأما قوله:
لها حكمها حتّى إذا ما تبوّأت... بأخفافها مأوى تبوّأ مضجعا
فعلى حذف أحد المفعولين، أي: تبوّأت مرعاها مأوى، وتبوّأ الراعي بقعة مضجعا، وكذلك قوله: وبوأكم في الأرض [الأعراف/ 74] بوّأكم في الأرض منازل أو بلادا.
وأما قوله: ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق [يونس/ 93]، فالمبوّأ يجوز أن يكون مصدرا، ويجوز أن
[الحجة للقراء السبعة: 4/311]
بكون مكانا، والمفعول الثاني على هذا محذوف كما حذف من قوله: وبوأكم في الأرض، ويجوز أن ينصب المبوّأ على الاتساع، وإن كان مصدرا نصب المفعول به، ألا ترى أنه أجاز ذلك في قوله: أما الضّرب فأنت ضارب، وأما البيوت من قوله:
بمصر بيوتا فمفعول به، وليست البيوت بظرف لاختصاصها فالبيوت كالغرف من قوله: لنبوئنهم من الجنة غرفا [العنكبوت/ 58].
فأما قوله: نتبوأ من الجنة حيث نشاء [الزمر/ 74]، فيجوز في قياس قول أبي الحسن أن يكون قوله: من الجنة كقولك: نتبوّأ الجنّة. فأمّا قوله: حيث نشاء فيحتمل أن يكون ظرفا، فإذا جعلته ظرفا كان المفعول الثاني محذوفا، كأنه: نتبوّأ الجنّة منازلها حيث نشاء، ويجوز أن يكون: حيث نشاء في موضع نصب، بأنه المفعول الثاني، يدلّ على ذلك قول الشمّاخ:
وحلّأها عن ذي الأراكة عامر... أخو الخضر يرمي حيث تكوى النّواحز
[الحجة للقراء السبعة: 4/312]
فأمّا قولك: بوّأت فلانا منزلا، وتعدّيه إلى مفعولين، فكأنه مفعول من قولك: باء فلان منزله، أي: لزمه، وإن كنّا لا نروي ذلك. ولكن يدلّ على ذلك قولهم: المباءة، وقالوا:
الإبل في المباءة، وهي المراح الذي تبيت فيه، فالمباءة اسم المكان، وإذا كان اسم المكان مفعلا، أو مفعلة، فالفعل منه قد يكون: فعل يفعل، فكأنّه: باء المنزل، وبوّأته أنا المنزل.
فأمّا وقف عاصم في قوله: تبويا، وقلبه الهمزة ياء في الوقف، وإن كان من بوّأت؛ فلأنّ الهمزة قد تبدل منها في الوقف حروف اللين، ألا ترى أنهم قالوا: هو الكلو، في الوقف، وقالوا: من الكلي، وإنما فعل ذلك بالهمزة عند الوقف لأنّها تخفى فيه كما تخفى الألف، فأبدل منها حرف اللين، كما أبدل من الألف في قولهم: أفعو وأفعي، لأن هذين الحرفين أظهر من الألف والهمزة وأبين للسمع. فإن قلت: فإنّما يفعل ذلك بالهمزة إذا كان آخر الكلمة، وليست الهمزة آخرا في تبويا قيل: يجوز أن يكون لم يعتدّ بالألف لما كانت للتثنية، والتثنية غير لازمة للكلمة، فلمّا لم تلزم لم يعتدّ بها، فصار الوقف كأنّه على الهمزة، لأن كثيرا من الحروف التي لا تلزم لا يعتدّ بها، ومن ثم لم تقع حرف رويّ، كما لم تقع ألف النّصب رويّا لاجتماعها معها في أنها لا تلزم، لأن من العرب من يقول: رأيت زيد، فلا يبدل ويحذف، وعلى هذا قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/313]
وآخذ من كلّ حيّ عصم ولا تثبت أيضا في موضع الرفع والجر، فصار الوقف لذلك كأنه على نفس الهمزة.
فأمّا وقف حمزة تبوا* فهذا على أنه خفّف الهمزة، وتخفيف هذه الهمزة أن تجعل بين بين، ولا تلحقه ألف التثنية.
على هذا يتأوله ناس من القراء وهو الصحيح. فأمّا قول أحمد:
يشير إليها بصدره، فهو من ترجمة القراء، وصحّته على ما ذكرت لك، وهذا في قول حمزة على وزن: تبوّعا، إلا أن الهمزة إذا خفّفت نقص الصوت بحركتها، فأشبهت الساكن، وهي متحركة في الحقيقة. فأمّا قوله: والذين تبوؤوا الدار والإيمان [الحشر/ 9]، فيكون على: تبوّءوا الدار، أي:
تبوّءوا دار الهجرة واعتقدوا الإيمان، لأن الإيمان ليس بمكان فيتبوّأ، فيكون كقوله: فأجمعوا أمركم وشركاءكم [يونس/ 71]، ويجوز على: تبوّءوا الدار ومواضع الإيمان، ويجوز أن يكون: تبوّءوا الإيمان، على طريق المثل كما تقول:
تبوّءوا من بني فلان الصّميم، وعلى ذلك قول الشاعر:
وبوّئت في صميم معشرها... فصحّ في قومها مبوّئها
كلّ هذه الوجوه ممكن). [الحجة للقراء السبعة: 4/314]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (30- {أَن تَبُويَا} [آية/ 87]:
وقف عاصم- ص- على {تَبُويَا} بالياء.
ووقف حمزة عليه بالإشارة إلى الهمزة من غير تصريح.
ووقف الآخرون عليه بتبيين الهمزة على وزن تبوعًا، كحالة الوصل.
والوجه في قراءة عاصم أنه قلب الهمزة ياء في الوقف؛ لأن الهمزة قد
[الموضح: 638]
تقلب في الوقف حروف العلة نحو: هذا الكلو ومن الكلي، فقلبها عاصم ياء، ولم يعتد بألف التثنية؛ لأنها غير لازمة، فكأن الوقف على الهمزة.
وأما الوجه في قراءة حمزة فهو أنه خفف الهمزة، وتخفيفها ههنا أن تجعل بين الألف والهمزة.
وأما قراءة الباقين فهي على الأصل؛ لأن الكلمة من الهمز، يقال بوأت فلانًا منزلاً فتبوأه هو، والمباءة: المنزل). [الموضح: 639]

قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ربنا ليضلوا عن سبيلك}
قرأ أهل الكوفة {ليضلوا} بضم الياء أي ليضلوا غيرهم وحجتهم في ذلك أن ما تقدم من وصف فرعون بما وصف أنه بذلك ضال غير مهتد فكان وصفه بعد ذلك بأنّه مع ذلك مضل لغيره ويزيد الكلام فائدة ومعرفة ما لم يكن مذكورا فيما تقدم من وصفه
[حجة القراءات: 335]
وقرأ الباقون {ليضلوا} بفتح الياء أي ليضلوا هم وحجتهم قوله {إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله} وقد ضلوا). [حجة القراءات: 336]

قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {ولا تتبعان} [89].
قرأ ابن عامر وحده برواية ابن ذكوان {تتبعان} بتخفيف النون.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/272]
والباقون بتشديدها، وهي النون التي تدخل للتوكيد والنهي تكون مخففة ومشددة التاء من تبع يتبع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/273]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن عامر وحده: ولا تتبعان [يونس/ 89] ساكنة التاء مخفّفة، مشدّدة النّون، وفي رواية الحلواني عن هشام بن عمّار: بالنون والتشديد، قال: وأحسب ابن ذكوان عنى بروايته خفيفة يعني التاء من تبع، قال: وإن كان كذلك فقد اتّفق هو وهشام في النون، وخالفه هشام في التاء،
[الحجة للقراء السبعة: 4/292]
وقال غير أحمد بن موسى: رواية الأخفش الدمشقي عن أصحابه عن ابن عامر: تتبعان خفيفة التاء والنون.
قال أبو علي: من قرأ: ولا تتبعان فالنون فيها النون الشديدة، وهي إذا دخلت على يفعل فتح لدخولها، وبني الفعل معها على الفتح نحو: لتفعلنّ، ويحذف التي تثبت في نحو:
يفعلان، في الرفع مع النون الشديدة، كحذف الضمة في ليفعلن وإنما كسرت الشديدة بعد ألف التثنية في نحو: ولا تتبعان لوقوعها بعد ألف التثنية، فأشبهت التي تلحق الألف في رجلان، ويفعلان لمّا كانت زائدة مثلها، وداخلة لمعنى كدخولها، فإن قلت: إن قبلها نونا، وليست التي للتثنية، كذلك فإن النون لما كانت ساكنة وجمعت إلى السكون الخفاء، لم يعتدّ بها فصارت المكسورة كأنها وليت الألف، ومثله في أنّه لم يعتدّ فيه بالحاجز لسكونه قولهم: هو ابن عمّي دنيا، وهو من الدّنوّ، وفتية، وهي من الواو فيما زعم سيبويه، ومنه قولهم في جمع عليّ، وصبيّ: علية وصبية وقالوا: عليان، وقد لا يعتدّون بالحاجز لخفائه، وإن كان متحرّكا، كما أجمعوا فيما زعم سيبويه على ردّها لخفاء الهاء وكما كرهوا- كثير منهم-: وضع عصاهو قبل، وخذوهو يا قوم، لأن الحرف لمّا كان خفيّا كان كأنّه التقى ساكنان، فإذا جاء ذلك في المتحرك فالساكن أولى.
فأمّا من قرأ: ولا تتبعان بتخفيف النون، فإنّه يمكن أن يكون خفّف الثقيلة للتضعيف، كما حذفوا: ربّ، وإنّ ونحوهما
[الحجة للقراء السبعة: 4/293]
من المضاعف، إلا أنه حذف الأول من المثلين، كما أبدلوا الأول من المثلين في نحو قيراط ودينار، ولزم ذلك في هذا الموضع، لأن الحذف لو لحق الثانية للزم التقاء ساكنين على غير ما يستعمل في الأمر العام الشائع. ألا ترى أن اجتماع الساكنين على هذا الحد غير مأخوذ به عند العامّة، وإن شئت كان على لفظ الخبر، والمعنى: الأمر، كقوله: يتربصن بأنفسهن [البقرة/ 228]، ولا تضار والدة بولدها [البقرة/ 233]، أي لا ينبغي ذلك، وإن شئت جعلته حالا من: استقيما، وتقديره: استقيما غير متبعين، ويدلّ على ذلك قول الشاعر:
ولا أسقي ولا يسقي شريبي... ويرويه إذا أوردت مائي
وقول الآخر:
[الحجة للقراء السبعة: 4/294]
أصاح الذي لو أنّ ما بي من الهوى... به لم أرعه لا يعزّي وينظره
وكقول الفرزدق:
بأيدي رجال لم يشيموا سيوفهم... ولم تكثر القتلى بها حين سلّت). [الحجة للقراء السبعة: 4/295]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن: [قَدْ أُجِيبَتْ دَعَوَاتُكُمَا].
قال أبو الفتح: هذه جمع دعوة، وبهذه القراءة تعلم أن قراءة الجماعة: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} يراد فيها بالواحد معنى الكثرة؛ وساغ ذلك لأن المصدر جنس، وقد تقدم أن الأجناس يقع قليلها موقع كثيرها، وكثيرها موقع قليلها). [المحتسب: 1/316]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الّذين لا يعلمون}
قرأ ابن عامر ولا تتبعان بتخفيف النّون المعنى فاستقيما وأنتما لا تتبعان سبيل الّذين لا يعلمون وهو الّذي يسمّيه بعض أهل العربيّة الحال والمعنى فاستقيما غير متبعين سبيل الّذين لا يعلمون
وقرأ الباقون بالتّشديد {ولا تتبعان} بالتّشديد موضع تتبعان جزم إلّا أن النّون الشّديدة دخلت للنّهي مؤكدة وكسرت لسكونها وسكون النّون الّتي قبلها واختير له الكسر لأنّها بعد الألف وهي تشبه نون الاثنين). [حجة القراءات: 336]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (24- قوله: {ولا تتبعان} قرأه ابن ذكوان بتخفيف النون، كأنه استثقل التشديد للنون، مع التشديد في أول الكلمة، فخففها وهو يريد التشديد، لأنها النون التي تدخل مشددة للتأكيد في الأم والنهي وأخواتهما، كما خففوا «رب» وهو وجه ضعيف قليل، وقيل: إنه جعل «لا» بمعنى النفي فيكون لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي، فرفع الفعل بالنون علم الرفع في الفعل، ويجوز أن يكون حالًا من الضمير في «استقيما» أي: استقيما غير متبعين، وقرأ الباقون بتشديد النون على أصلها؛ لأنها النون المشددة التي تدخل الأفعال للتأكيد في الأمر والنهي وشبهه، وهو الاختيار، لصحته في المعنى والإعراب، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/522]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {ولا تَتَّبِعَانِّ} [آية/ 89]:
اتفقت القراء جميعًا على تشديد التاء الثانية وتشديد النون، إلا ابن عامر فإنه اختلفت الروايات عنه فيه، فبعضهم روى عنه {تَتْبَعَانِّ} بتخفيف التاء الثانية وفتح الباء وتشديد النون، وبعضهم روى عنه بتشديد التاء الثانية وكسر الباء وتخفيف النون، وبعضهم روى عنه كقراءة الجماعة.
والوجه في إسكان التاء الثانية وفتح الباء، هو أن الفعل من تبع يتبع على فعل يفعل كعلم يعلم.
ووجه تشديد التاء الثانية وكسر الباء، أن الفعل من اتبع يتبع على وزن افتعل يفتعل، والمعنى في اللغتين واحدٌ.
وأما تشديد النون من {تَتّبعانّ}، فلأنه فعل لنهي الاثنين لحقه نون التأكيد الشديدة، فكسرت نون التأكيد؛ لأنها نون وقعت بعد ألف التثنية فحقها
[الموضح: 635]
الكسر، كما قالوا في يفعلان عند الرفع، ولم يعتد بالنون الأولى من النونين المدغم أحدهما في الآخر لكونها ساكنة، وأنها غير حاجز حصين، فكأن النون الثانية تلي الألف، فهذه حال النون الشديدة، إذا دخلت على فعل التثنية.
وأما قراءة من قرأ بتخفيف النون من {تتبعانِ} فيجوز أن تكون النون هي الشديدة، لكن حذفت الأولى من النونين وهي الساكنة منهما، كما قالوا في رب رب بالتخفيف، فصار المشدد مخففًا، وإنما كان حذف النون الأولى أولى؛ لأن الأول من المثلين أولى بالتغيير، ألا ترى إلى ديوان وقيراط، والأصل دوان وقراط، فهذا وجه.
ويجوز أن تكون النون نون التثنية وليست بنون التأكيد، والكلمة على الخبر، إلا أنه خبر بمعنى النهي، كقوله تعالى {يَتَرَبَّصْنَ} و{يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ} فلهذا خفف النون.
ويجوز أن يكون حالاً من الضمير في {اسْتَقِيمَا أي فاستقيما وأنتما لا تتبعان، والتقدير: فاستقيما غير متبعين، فهو في موضع نصب، والنون في هذين الوجهين الأخيرين علامة الرفع في الفعل، و{لا} للنفي، وليس للنهي). [الموضح: 636]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (90) إلى الآية (92) ]

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) }

قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {قال آمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل} قرأ حمزة والكسائي {إنه} بالكسر على الاستئناف فيكون الوقف في هذه القراءة على {آمنت} تامًا.
وقرأ الباقون: {آمنت أنه} على تقدير: آمنت بأنه فلما سقط الخافض عمل الفعل فنصب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/273]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله: آمنت أنه [يونس/ 90].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: أنه بفتح الألف.
وقرأ حمزة والكسائيّ: آمنت إنه بكسر الألف.
قال أبو علي: من قال: آمنت أنّه فلأنّ هذا الفعل يصل بحرف الجر، في نحو يؤمنون بالغيب [البقرة/ 3]، ويؤمنون بالجبت [النساء/ 51]، فلما حذف الحرف وصل الفعل إلى أنّ، فصار في موضع نصب أو خفض على الخلاف في ذلك.
ومن قال: آمنت إنه حمله على القول المضمر، كأنه.
آمنت فقلت: إنه. وإضمار القول في هذا النحو كثير، ولإضمار القول من المزية هنا، أن قلت: إنه لا إله إلا الله في المعنى
[الحجة للقراء السبعة: 4/295]
إيمان، فإذا قال: آمنت فكأنه قد ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 4/296]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال آمنت أنه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنو إسرائيل}
قرأ حمزة والكسائيّ {قال آمنت أنه} بكسر الألف وحجتهما أن كلام متناه عند قوله {آمنت} وأن الإيمان وقع على كلام محذوف نظير قوله {ربنا آمنا فاكتبنا} ولم يذكر ما وقع الإيمان عليه وتقديره آمنت بما كنت به قبل اليوم مكذبا ثمّ استأنف {أنه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنو إسرائيل}
وقرأ الباقون {آمنت أنه} بالفتح على تقدير آمنت بأنّه فلمّا سقط الخافض عمل الفعل فنصب). [حجة القراءات: 336]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {آمنت أنه} قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة، لأنها بعد القول، والقول يحكي ما بعده، والتقدير: آمنت إنه قلت إنه، وقرأ الباقون بالفتح، أعملوا «آمن» في «أنه» ففتحت على تقدير حذف حرف الجر، والتقدير: آمنت بالله و«آمن» يتعدى بحرف جر كما قال: {يؤمنون بالغيب} «البقرة 3» فـ «أن» في موضع خفض، على قول الخليل، أعمل الحرف، وهو محذوف، لكثرة استعمال حذفه مع «أن» خاصة، وغير الخليل يقول: «أن» في موضع نصب لعدم الخافض، إذ لا يعمل وهو محذوف كما لا تعمل الإضافة والمضاف
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/522]
محذوف، ولأن الحرف لما حذف تعدى الفعل إلى ما بعد الجار فنصبه، والفتح هو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/523]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (27- {قَالَ آمَنتُ إِنَّهُ} [آية/ 90] بكسر الألف من {إِنَّهُ}:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على إضمار قلت، كأنه قال آمنت وقلت: إنه لا إله إلا الذي
[الموضح: 636]
آمنت به بنو إسرائيل؛ لأن بعد القول ينكسر إن؛ لأنه يكون جملة مستأنفة محكية فهو على الابتداء.
ويجوز أن يكون على انقطاع الكلام الذي قبله، كأنه انقطع الكلام عند قوله {آمَنتُ} ثم استأنف فقال إنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل.
وقرأ الباقون {أَنَّهُ} بفتح الألف.
والوجه أنه على إضمار حرف الجر، كأنه قال آمنت بأنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، فحذف الباء وأوصل الفعل بنفسه، فهو في موضع نصب). [الموضح: 637]

قوله تعالى: {آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {الئن وقد عصيت قبل} [91].
قرأ نافع في رواية ورش {اَلَان} بفتح اللام وإسقاط الهمزة نقل فتحة الهمزة إلى اللام وحرك الهمزة تخفيفًا كما قرأ: {قد افلح} يريد: قد أفلح، وغيره لا ينقل ولكن يهمز بعد اللام.
واختلف النحويون في (الآن) فقال الفراء رحمه الله أصله: أوان فقلبوا الواو ألفًا، قال: ويجوز أن يكون: آن لك أن تفعل كذا أي: حان لك، فيكون فعلاً ماضيًا فلما دخلت الألف واللام عليه تركوه على فتحه كما قالوا:
«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال ومنع وهات» وأنشد:
تفقا فوقه القلع السواري = وجن الخازباز به جنونا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/273]
فــ «خازباز» مبني على الكسر، وحكم ما كان مبنيًا إذا أضيف أو دخله ألف ولام أن يزول عنه البناء ويعرب، فهذا الشاعر أدخل الألف واللام وبقى الاسم مبنيًا.
والخازباز: الذباب. والخازباز: صوت الذباب. والخازباز: داء يأخذ في الوجه فيقبحه، قال الشاعر:
* يا خازباز أرسل اللهازما *
بناه على الكسر وفيهما الألف واللام كما قال الآخر:
وإني حبست اليوم والأمس قبله = ببابك حتى كادت الشمس تغرب
ترك أمس مبنيًا على الكسر مع الألف واللام.
قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه رضي الله عنه:
وفيه لغات الخازِبازِ والخازَبازَ والخُزباء والخِزبازَ والخازِباءَ ست
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/274]
لغات وقال سيبويه رحمه الله: الآن: إشارة إلى وقت أنت فيه بمنزلة هذا، والألف واللام تدخل لعهد تقدم، فلما دخلت الألف واللام على الآن لغير عهد ترك مبنيًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/275]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: آلآن وقد عصيت قبل [يونس/ 91]، فروى المسيبيّ وقالون عن نافع أنه قرأ: الآن* مستفهمة: جدّا، وكذلك قال ابن أويس عن نافع بهمزة واحدة، وقال ورش أيضا: إنه كان يقرأ بفتح اللام، ومدّ الهمزة الأولى، ولا يهمز بعد اللام، والباقون يهمزون بعد اللام واللام ساكنة [الآن].
وقال أحمد بن صالح عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة.
وقال أبو خليد عن نافع: آلآن ليس بعد اللام همزة.
وأصل قول ورش عن نافع، أنه إذا كانت الهمزة قبلها ساكن، ألقى حركة الهمزة على الساكن، وترك الهمز مثل:
الارض، بفتح اللام، والاسماء، بفتح اللام بحركة الهمزة، وآلآن: لا يهمز بعد اللام، ويفتح اللام بحركة الهمزة.
وقال ابن جبير: عن الكسائيّ عن إسماعيل عن نافع، وعن حجاج بن منهال الأعور، عن ابن أبي الزناد عن نافع:
آلان لا يهمز بعد اللام.
قال أبو علي: إن لام المعرفة إذا دخلت على كلمة أوّلها
[الحجة للقراء السبعة: 4/296]
الهمزة، فخفّفت الهمزة فإن في تخفيفها وجهين: أحدهما: أن تحذف وتلقى حركتها على اللام وتقرّ همزة الوصل فيقال:
الحمر: وقد حكى ذلك سيبويه.
وحكى أبو عثمان عن أبي الحسن أن ناسا يقولون:
لحمر. فيحذفون الهمزة التي للوصل، فالذين أثبتوا الوصل أثبتوها لأن التقدير باللام السكون، وإن كانت في اللفظ متحركة، كما كان التقدير فيها السكون في قولهم في التذكّر، إلى إذا تذكر نحو القليل والقوم فكما لم تحذف الهمزة هنا، كذلك لم تحذف في نحو الحمر، ومثل ذلك في أنّ التقدير لما كان بالحركة السكون، قد جرى مجرى الساكن وإن كان متحرّكا في اللفظ قولهم: أردد الرجل، وآلى التحريك في المثلين لمّا كان الثاني فيهما في تقدير السكون، وإنّما تحرّك بحركة لا تلزم، فكذلك الحمر، وأما اللغة الأخرى فمن الدليل عليها ما أنشدنيه أحمد بن موسى عن الكسائيّ:
فقد كنت تخفي حبّ سمراء حقبة... فبح لان منها بالذي أنت بائح
[الحجة للقراء السبعة: 4/297]
فأسكن الحاء لما كانت اللام متحركة، ولو لم يعتدّ بالحركة، كما لم يعتدّ بها في الوجه الأول، فحرّك الحاء بالكسر، كما تحرّك به إذا قال: بح اليوم، لكن لما أسكن كان بمنزلة: بح بسرّك، وبح بأمرك، فنقول على قياس اللغة الأولى: قال لان [البقرة/ 71] فتحذف واو الضمير، لأن اللام في تقدير السكون، كما تحذفه في بح اليوم، وعلى قياس اللغة الأخرى: قالوا لان فتثبت واو الضمير، لأن اللام لم تنزّل تنزيل السكون، ألا ترى أنه حذف الهمزة التي تجلب لسكون الحرف الذي تدخل عليه، وتقول على قياس اللغة الأولى: ملآن، إذا أردت: من الآن، فحذفت النون لالتقاء الساكنين، كما حذفته من قول الشاعر:
أبلغ أبا دختنوس مألكة... غير الذي قد يقال ملكذب
وتقول على قياس اللغة الأخرى: من لان، فلا تحذف النون، لأنه لم يلتق ساكنان، كما لم تحرّك الحاء من قوله:
«فبح لان» فعلى هذا مجرى هذا الباب.
[الحجة للقراء السبعة: 4/298]
أما ما ذكره من رواية المسيّبي وقالون عن نافع أنه قرأ:
الآن* مستفهمة جدّا، وكذلك قال ابن أبي أويس، عن نافع:
بهمزة واحدة، فقوله: مستفهمة جدّا لا يخلو من أحد أمرين:
إمّا أن يريد أنه كان يمدّ، فإن أراد ذلك كان على لغة من قال:
الحمر، فلمّا ألحق همزة الاستفهام مدّ، ويريد أنه كان يقطع الهمزة، فلا يصلها كما يصل، ولا يقطع إذا لم تكن للاستفهام، فإذا كان كذلك فهو على قول من قال: لحمر، ولا همزة فيه، فتنقلب ألفا مع همزة الاستفهام، ويمدّ، فهو كقوله:
ألكم الذكر وله الأنثى [النجم/ 20] في أنّه لا يجوز أن يمدّ. ويقوي هذا الوجه ما قاله أحمد، وكذلك قال ابن أبي أويس عن نافع بهمزة واحدة. قال: وقال أحمد بن صالح عن قالون همزة واحدة بعدها مدّة، فهذا قد فسّر، ولا يكون هذا إلا على قول من قال: الحمر ءالان.
فأما ما روى ورش عن نافع من قوله: آلآن، إنه كان يقرأ بفتح اللام ومدّ الهمزة الأولى ولا يهمز بعد اللام، فإنّ ذلك على قول من قال: الحمر، كأنه قال: آلآن، فأثبت همزة الوصل مع تحرك اللام، كما أثبتها في قولهم: الحمر، فإذا دخلت همزة الاستفهام قلبت همزة الوصل ألفا، فقلت:
أالان، كما تقول: آلرجل قال ذاك؟ ومن فصل بين الهمزتين إذا التقتا بالألف فقال: أأنت أأنذرتهم لم يفصل هنا بها، لأنّه لا تثبت هنا همزتان، ألا ترى أن الثانية التي للوصل تقلب ألفا؟ فلا يحتاج إذن إلى الألف التي تفصل بين الهمزتين، كما تفصل بينه النونين إذا قلت: اضربنان زيدا، فعلى هذا وجه
[الحجة للقراء السبعة: 4/299]
قراءة نافع هذه التي حكاها ورش، وعلى هذا أيضا ما حكاه أحمد بن صالح عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدة). [الحجة للقراء السبعة: 4/300]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {آلآنَ وقَدْ عَصَيْتَ} [آية/ 91]:
قرأ نافع- ش- "آلان" بحذف الهمزة التي بعد اللام الساكنة وإلقاء حركتها
[الموضح: 626]
على اللام، وبمد الهمزة الأولى، فالكلمة على وزن عالان، وكذلك الحرف الآخر.
والوجه أن أصله أألان بهمزة الاستفهام قبل همزة الآن، إلا أن همزة ألان وهي الهمزة التي مع لام التعريف قلبت ألفًا لاجتماع الهمزتين فبقي أالآن، ثم إن الهمزة التي بعد اللام وهي همزة أصل الكلمة نقلت فتحتها إلى الساكن الذي قبلها وهو اللام، فحذفت الهمزة فبقي آلان على زنة عالان، وهذا هو التخفيف القياسي في الهمزة، فإنها إذا تحركت وسكن ما قبلها فتخفيفها أن تنقل حركتها إلى ما قبلها وتحذف الهمزة نحو {يُخْرِجُ الخَب} و{بَيْنَ المَرْ}.
وقرأ الباقون {آلأنَ} بهمزة ممدودة في الأول وإثبات همزة بعد اللام، وكذلك- ن- و- يل- عن نافع.
والوجه أنهم لما قلبوا الهمزة التي بعد همزة الاستفهام ألفًا لم يحذفوا الهمزة التي بعد اللام بل تركوها على أصلها غير مخففة.
وروى زمعة بن صالح عن ابن كثير {ألانَ} على مثال علان بغير مد ولا همز بعد اللام.
والوجه أن الهمزة التي بعد اللام حذفت للتخفيف القياسي وألقيت حركتها
[الموضح: 627]
على اللام، فلما تحركت اللام استغني عن همزة الوصل، وهي الهمزة الثانية التي بعد همزة الاستفهام فبقي: ألان، بهمزة واحدة، وهي الهمزة الأولى التي للاستفهام، ووزنه علان). [الموضح: 628]

قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أُبي بن كعب ومحمد بن السميفع ويزيد البربري: [فاليومَ نُنَحِّيك] بالحاء.
[المحتسب: 1/316]
قال أبو الفتح: هذه نُفَعِّلك من الناحية؛ أي: نجعلك في ناحية من كذا، يقال: نَحوْتُ الشيء أنحوه: إذا قصدته، ونَحَّيت الشيء فتنحى: أي باعدته فتباعد فصار في ناحية.
قال رؤبة وهو في جماعة من أصحابه ممن يأخذ عنه، وقد أقبلت عجوز منصرفة عن السوق، وقد ضاق الطريق بها عليهم:
تَنَحَّ للعجوز عن طريقها ... إذ أقبلت رائحةً من سوقها
دعها فما النحويّ من صديقها
وقال الحطيئة لأمه:
تَنَحَّيْ فاقعدي مِنِّي بعيدا ... أراح الله منك العالمينا
وقد استَعملت العرب مصدر نحوت الشيء نحوًا ظرفًا؛ كقولك: زيد نحوك: أي في شِقِّك وناحيتك. وعليه ما أنشده أبو الحسن:
تَرمِي الأماعيز بِمُجْمَرَات ... بأَرجل رُوحٍ مُحَنِّبَات
يحدو بها كلُّ فتى هيَّات ... وهن نحو البيت عامدات
فنصب عامدات على الحال لتمام الكلام من قبلها. وقد جمعوا نحوًا على نُحُوّ، فأخرجوه على أصله.
ومنه حكاية الكتاب: إنكم لتنظرون في نُحُوّ كثيرة، ومثله من الشاذ بَهو وبُهُو للصدر، وأَب وأُبُوّ، وابن وبُنُوّ. قال القناني يمدح الكسائي:
أَبى الذمَّ أخلاق الكسائي وانتمى ... به المجدَ أخلاقُ الأُبُوّ السوابق). [المحتسب: 1/317]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (28- {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} [آية/ 92] بسكون النون الثانية، مخففة الجيم:
قرأها يعقوب وحده، وكذلك {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا} و{نُنجِي المُؤْمِنِينَ وفي مريم {نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وفي الزمر {ويُنَجِّي الله الَّذِينَ اتَّقَوْا}.
وقرأ الكسائي {نُنجِي المُؤْمِنِينَ} ههنا وفي مريم، كلاهما بالتخفيف.
وقرأ عاصم- ص- {نُنجِي} ههنا بالتخفيف، والباقي بالتشديد.
وقرأ الباقون بالتشديد في الأحرف الأربعة.
والوجه أن معنى القراءتين واحد؛ لأن التخفيف يكون من أنجى، والتشديد
[الموضح: 637]
يكون من نجى، وكلاهما متعدٍ، من نجا ينجو، وقد وردا جميعًا في التنزيل). [الموضح: 638]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (93) إلى الآية (95) ]

{ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)}

قوله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)}

قوله تعالى: {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (96) إلى الآية (100) ]

{ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96)}

قوله تعالى: {وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)}

قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)}

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)}

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (24- قوله تعالى: {ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون} [100].
قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر بالنون.
وقرأ الباقون بالياء.
والرجس والرجز جميعًا: العذاب كما يقال: الأزد والأسد، وفلان يزدي ويسدي إلى فلان خيرًا، وقال آخرون: الرجز: العذاب. والرجس: النتن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/276]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أبو بكر عن عاصم ونجعل الرجس [يونس/ 100] بالنون، وروى حفص عن عاصم بالياء، وكذلك الباقون.
حجة من قال: يجعل بالياء قوله: كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون [الأنعام/ 125]، وقد تقدم ذكر اسم الله في قوله: وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله [يونس/ 100]، والنون في هذا النحو مثل الياء، وقد تقدم ذكر ذلك.
فأما قوله: الرجس فقال أبو عبيدة: الرّجز: العذاب.
قال: والرجز والرجس واحد، والدّلالة على أن الرّجز العذاب.
قوله: لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك [الأعراف/ 134] وقوله: فلما كشفنا عنهم الرجز [الأعراف/ 135]، ومنه: فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء [البقرة/ 59]، وقال: والرجز فاهجر [المدثر/ 5]، وكأن المعنى- والله
[الحجة للقراء السبعة: 4/306]
أعلم- وذا الرجز، أي: الذي يؤدّي عبادته إلى العذاب. قال أبو الحسن: وقال بعضهم: والرجز فاهجر قال: وذكروا أنه صنم كانوا يعبدونه، قال: وأما الرّجز فهو الرّجس، قال، وقال:
إنما المشركون نجس [التوبة/ 28]، قال: والنّجس: القذر.
وقال الكسائيّ فيما أخبرنا أبو بكر: الرّجس: النتن:
قال أبو علي: فكأنّ الرّجس على ضربين: أحدهما: أن يكون في معنى الرجس، وهو العذاب، والآخر: أن يعنى به النجس والقذر، ومن ذلك قوله: أو لحم خنزير فإنه رجس [الأنعام/ 145] فقوله: ويجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون [الأنعام/ 125] يجوز أن يراد به أنهم يعذّبون، كما قال:
ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات [الفتح/ 6]، ويجوز أن يكون المعنى فيه أنه يحكم بأنّهم رجس، كما قال:
إنما المشركون نجس [التوبة/ 28]، أي: ليسوا من أهل الطهارة، فذمّوا على خروجهم، وإن لم تكن عليهم نجاسة من نحو البول والدم والخمر، والمعنى: أن الطّهارة الثابتة للمسلمين هم خارجون عنها، ومباينون لها، وهذه الطّهارة هي ما ثبت لهم من قوله: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها [التوبة/ 103].
[الحجة للقراء السبعة: 4/307]
فقوله: تطهرهم، لا يخلو من أحد أمرين: إمّا أن يكون المعنى: تطهّرهم أنت أيّها الآخذ بأخذها منهم، أو: الصدقة تطهّرهم، فقوله: تزكيهم بها يقوّي الوجه الأوّل، لأن «تزكّي» للآخذ، فكذلك يكون تطهرهم له، ويجوز أن يكون منقطعا، أي: وأنت تزكّيهم بها، فهذه طهارة من جهة الحكم، وإن لم تزل شيئا نجسا عن أبدانهم.
وقد ثبت للمسلمين أيضا الطّهارة بقوله: يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين [التوبة/ 108] فأمّا قوله: طهر بيتي للطائفين [الحج/ 26] فيجوز أن يراد به: أخرج عنه ما يعبد من وثن من دون الله، حتى يطهر، لأنّ الأوثان قد أطلق عليها الرجس في قوله: فاجتنبوا الرجس من الأوثان [الحج/ 30] وقوله: والرجز فاهجر [المدثر/ 5] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/308]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (27- قوله: {ويجعل الرجس} قرأه أبو بكر بالنون على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه ذلك، لأن قبله إخبارًا من الله عز وجل عن نفسه في قوله: {كشفنا عنهم}، {ومتعناهم} «98»، فرده على ما قبله، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله في قوله: {إلا بإذن الله}، فذلك أقرب إليه من غيره، فردوه على ما هو أقرب إليه، فهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/523]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (29- {ونَجْعَلُ الرِّجْسَ} [آية/ 100] بالنون:
قرأها عاصم وحده- ياش-، وقرأ الباقون {ويَجْعَلُ} بالياء.
والوجه أن المعنى فيهما واحد، على ما سبق في مثله؛ لأنه معلوم أن الجاعل هو الله تعالى، سواء كان بالنون أم بالياء). [الموضح: 638]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (101) إلى الآية (103) ]

{ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) }

قوله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)}

قوله تعالى: {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102)}

قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (23- وقوله تعالى: {ننج المؤمنين} [103].
قرأ الكسائي وحفص عن عاصم {ننج} خفيفة من أنجى ينجي وقرأ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/275]
الباقون {ننجي} مشددًا من نَجى ينجي وهما لغتان مثل كرم وأكرم، غير أن التشديد الاختيار؛ لإجماعهم على تشديد الأول، وكذلك الثاني مثله، وقد كتبنا بنونين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/276]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: ننجي رسلنا [103] مشدّدة الجيم غير الكسائي وحفص عن عاصم فإنّهما قرءا: ننجي رسلنا خفيفة، وقرأ الكسائي وحده في سورة مريم: ثم ننجي الذين اتقوا [72] ساكنة النون.
وقرأ الباقون: ننجي بفتح النون الثانية وتشديد الجيم.
قال أبو علي: قالوا نجا زيد، قال:
نجا سالم والرّوح منه بشدقه... ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا
فإذا عدّيته، فإن شئت قلت: أنجيته، وإن شئت قلت:
نجيّته، كما تقول فرح، وأفرحته وفرّحته.
ومن حجة من قال: ننجي*: فأنجاه الله من النار
[الحجة للقراء السبعة: 4/305]
[العنكبوت/ 24]، وحجّة من قال: ننجي ونجينا الذين آمنوا [فصّلت/ 18]، وكلاهما حسن، قال الشاعر:
ونجّى ابن هند سابح ذو علالة... أجشّ هزيم والرماح دواني). [الحجة للقراء السبعة: 4/306]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ثمّ ننجي رسلنا والّذين آمنوا كذلك حقًا علينا ننج المؤمنين}
قرأ الكسائي وحفص {كذلك حقًا علينا ننج المؤمنين} خفيفة وقرأ الباقون بالتّشديد وهما لغتان تقول أنجى ينجي ونجى ينجي مثل كرم وأكرم وعظم وأعظم وحجّة من شدد هي أن أكثرهم أجمعوا على تشديد قوله {ثمّ ننجي رسلنا} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه وحجّة من خفف قوله {ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} وقول {فمهل الكافرين} ثمّ قال {أمهلهم رويدا} فجمع بينهما لمعنى واحد). [حجة القراءات: 337]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (26- قوله: {ننج المؤمنين} قرأه الكسائي وحفص بالتخفيف من «أنجى ينجي» وقرأ الباقون بالتشديد من «نجى ينجي» وهما لغتان وقد جاء القرآن بهما إجماعًا، قال الله تعالى: {فأنجيناه} «الأعراف 64» و{فأنجاه الله} «العنكبوت 24» وقال: {ونجينا الذين آمنوا} «فصلت 18» وهو كثير في القرآن، من «أنجى» ومن «نجى»، وفي التشديد معنى التكرير، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/523]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #34  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (104) إلى الآية (107) ]

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) }

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104)}

قوله تعالى: {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105)}

قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106)}

قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (108) ، (109) ]

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) }

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108)}
قوله تعالى: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة