العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 07:43 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة الشرح [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:25 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويذكر عن ابن عبّاسٍ: {ألم نشرح لك صدرك}: «شرح اللّه صدره للإسلام»). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (ويُذْكَرُ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ للإسلامِ)، وصَلَهُ ابنُ مَرْدَوَيْهِ مِن طَرِيقِ ابنِ جُرَيجٍ عن عَطَاءٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، وفي إسنادِهِ رَاوٍ ضَعِيفٌ). [فتح الباري: 8/ 712]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ والحَاكِمُ في تَفْسِيرِهِمَا قِصَّةَ شَرْحِ صَدْرِهِ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ لَيْلَةَ الإسراءِ)، وقد مَضَى الكلامُ عليه في أوائِلِ السيرةِ النبويةِ). [فتح الباري: 8/ 712]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس: فقال ابن مردويه في تفسيره: حدثني محمّد بن الحسين، ثنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب، ثنا إسحاق بن الضّيف، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس: {ألم نشرح}؛ قال: شرح الله صدره للإسلام إسحاق ضعيف). [تغليق التعليق: 4/ 373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ} يَعْنِي: أَلَمْ نَفْتَحْ وَنُوَسِّعْ وَنُلَيِّنْ لَكَ قَلْبَكَ بِالإِيمَانِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ ؟ وَالْهَمْزَةُ فِيهِ لَيْسَ عَلَى الاسْتِفْهَامِ الْحَقِيقِيِّ، وَمَعْنَاهُ: شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ وَلِهَذَا عَطَفَ {وَوَضْعنَا} عَلَيْهِ). [عمدة القاري: 19/ 300]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ.
رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ ضَعِيفٌ، وَعَنِ الْحَسَنِ: مَلأنَاهُ حِلْمًا وَعِلْمًا. قَالَ مُقَاتِلٌ: وَسَّعْنَاهُ بَعْدَ ضِيقِهِ). [عمدة القاري: 19 / 301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ مما وَصَلَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِإِسْنَادٍ فيه رَاوٍ ضَعِيفٌ في قَوْلِهِ تَعَالَى:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}: شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ، وقِيلَ: أَلَمْ نَفْتَحْ قَلْبَكَ وَنُوَسِّعْهُ لِلإِيمَانِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ؟ وَالاسْتِفْهَامُ إِذَا دَخَلَ على النَّفْيِ قَرَّرَهُ، فَصَارَ الْمَعْنَى: قَدْ شَرَحْنَا. وَسَقَطَ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ: لَكَ صَدْرَكَ). [إرشاد الساري: 7/ 424]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، وابن أبي عديٍّ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن مالك بن صعصعة، رجلٌ من قومه، أنّ النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال: «بينما أنا عند البيت بين النّائم واليقظان، إذ سمعت قائلاً يقول: أحدٌ بين الثّلاثة، فأتيت بطستٍ من ذهبٍ فيها ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا
»، قال قتادة: قلت لأنس بن مالكٍ: ما يعني؟، قال: إلى أسفل بطني، فاستخرج قلبي، فغسل قلبي بماء زمزم، ثمّ أعيد مكانه، ثمّ حشي إيمانًا وحكمةً وفي الحديث قصّةٌ طويلةٌ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رواه هشامٌ الدّستوائيّ، وهمّامٌ، عن قتادة وفيه عن أبي ذرٍّ). [سنن الترمذي: 5/ 299]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يَقُولُ تعالى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُذَكِّرَهُ آلاءَهُ عِنْدَهُ، وَإِحسانَهُ إِليهِ، حَاضًّا لهُ بذلكَ على شكرِهِ على ما أَنْعَمَ عَلَيْهِ، لِيَسْتَوْجِبَ بذلكَ المزيدَ منهُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ} يا مُحَمَّدُ لِلْهُدَى وَالإِيمانِ باللَّهِ وَمعرفةِ الحقِّ {صَدْرَكَ}، فَنُلِينُ لَكَ قَلْبَكَ، وَنَجْعَلُهُ وعاءً للحكمةِ). [جامع البيان: 24 / 492]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «قد اتّفق الشّيخان على حديث قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن مالك بن صعصعة في حديث المعراج في شقّ بطن رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم] واستخراج ما أخرج منه، وقد أتى به ثابتٌ البنانيّ، عن أنسٍ دون ذكر مالك بن صعصعة خارج المعراج بزيادات ألفاظٍ كما»
- حدّثناه عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا أبو مسلمٍ، ومحمّد بن يحيى القزّاز، قالا: ثنا حجّاج بن المنهال، ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأ ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه:
«أنّ رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم]، أتاه جبريل وهو يلعب مع الصّبيان، فأخذه فصرعه، فشقّ عن قلبه، فاستخرج منه علقةً، فقال: هذا حظّ الشّيطان منك، قال: فغسله في طستٍ من ذهبٍ بماء زمزم ثمّ لأمه ثمّ أعاده في مكانه» قال: «وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه، يعني ظئره، فقالوا: إنّ محمّدًا قد قتل، فأقبلت ظئره تريده فاستقبلها راجعًا وهو منتقع اللّون» قال أنسٌ: «وقد كنّا نرى أثر المخيط في صدره» «صحيح الإسناد ولم يخرّجاه». " وقد صحّت الرّواية عن عمر بن الخطّاب، وعليّ بن أبي طالبٍ: «لن يغلب عسرٌ يسرين» وقد روي بإسنادٍ مرسلٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم "
- أخبرناه محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الصّنعانيّ، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن أيّوب، عن الحسن في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ مع العسر يسرًا}، قال: خرج النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] يومًا مسرورًا فرحًا وهو يضحك وهو يقول:
«لن يغلب عسرٌ يسرين {فإنّ مع العسر يسرًا (5) إنّ مع العسر يسرًا}» ). [المستدرك: 2/ 575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ قالَ: شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه للإسلامِ). [الدر المنثور: 15 / 495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن الحَسَنِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ قالَ: مُلِئَ حِلْماً وعِلْماً، {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: الذي أَثْقَلَ الحِمْلَ، {وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي). [الدر المنثور: 15 / 495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، عن إبراهيمَ بنِ طِهْمَانَ، قالَ: سَأَلْتُ سعيداً عن قولِه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ فحَدَّثَنِي به عن قتادةَ، عن أنسٍ، قالَ:
«شُقَّ بَطْنُهُ مِنْ عِنْدَ صَدْرِهِ إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِهِ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ قَلْبِهِ، فَغُسِلَ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ مُلِئَ إِيْمَاناً وحِكْمَةً، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَه»). [الدر المنثور: 15 / 495-496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ في زَوَائِدِ "الْمُسْنَدِ"، عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، أن أبا هريرةَ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أولُ ما رَأَيْتَ مِن أمرِ النبوَّةِ؟ فاسْتَوَى رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] جالساً، وقالَ:
«لَقَدْ سَأَلْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ, إِنِّي لَفِي صَحَرَاءَ ابْنُ عِشْرِ سِنِينَ وأَشْهُرٍ، إِذَا بِكَلاَمٍ فَوْقَ رَأْسِي، وَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ لِرَجُلٍ: أَهُوَ هُوَ؟ فَاسْتَقْبَلاَنِي بِوُجُوهٍ لَمْ أَرَهَا لِخَلْقٍ قَطُّ وأَرْوَاحٍ لَمْ أَجِدْهَا فِي خَلْقٍ قَطُّ، وَثِيَابٍ لَمْ أَجِدْهَا عَلَى أَحَدٍ قَطُّ، فَأَقْبَلاَ إِلَيَّ يَمْشِيَانِ، حَتَّى أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِعَضُدِي، لاَ أَجِدُ لأَخْذِهِمَا مَسًّا، فَقَالَ أحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَضْجِعْهُ. فَأَضْجَعْنِي بِلاَ قَصْرٍ وَلاَ هَصْرٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: افْلِقْ صَدْرَهُ.فَحَوَّى أَحَدُهُمَا إِلَى صَدْرِي، فَفَلَقَهُ فِيمَا أَرَى بِلاَ دَمٍ وَلاَ وَجَعٍ، فَقَالَ لَهُ: أَخْرِجِ الْغِلَّ وَالْحَسَدَ. فَأَخْرَجَ شَيْئاً كَهَيْئَةِ الْعَلَقَةِ، ثُمَّ نَبَذَهَا، فَطَرَحَهَا، فَقَالَ لَهُ: أَدْخِلِ الرَّأْفَةَ وَالرَّحْمَةَ. فَإِذَا مَثَلُ الَّذِي أَخْرَجَ شِبْهُ الْفِضَّةِ، ثُمَّ هَزَّ إِبْهَامَ رِجْلِي الْيُمْنَى وَقَالَ: اغْدُ وَاسْلَمْ. فَرَجَعْتُ بِهَا أَغْدُو بِهَا رِقَّةً عَلَى الصَّغِيرِ وَرَحْمَةً لِلْكَبِيرِ»). [الدر المنثور: 15 / 496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، عن عُتْبَةَ بنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، أن رجلاً سَأَلَ رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، فقالَ: كيفَ كانَ أوَّلُ شَأْنِكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ:
«كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 497]

تفسير قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {وزرك}: «في الجاهليّة»). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: {وِزْرَكَ} في الجاهليةِ، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِهِ، وفي الجاهليةِ مُتَعَلِّقٌ بالوِزْرِ أي: الكائنَ في الجاهليةِ، وليسَ مُتَعَلِّقًا بوَضَعَ). [فتح الباري: 8 / 711]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وِزْرَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْهُ وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: وَحَلَلْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ: فِي الْجَاهِلِيَّةِ، صِفَةٌ لِلْوِزْرِ لاَ مُتَعَلِّقَ بِالْوَضْعِ وَأَرَادَ بِهِ الْوِزْرَ الْكَائِنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ تَرْكِ الأَفْضَلِ وَالذَّهَابِ إِلَى الْفَاضِلِ. وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ يَعْنِي الْخَطَأَ وَالسَّهْوَ. وَقِيلَ: ذُنُوبَ أُمَّتِكَ. فَأَضَافَهَا إِلَيْهِ لاشْتِغَالِ قَلْبِهِ بِهَا وَاهْتِمَامِهِ لَهَا). [عمدة القاري: 19 / 300-301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ: وِزْرَكَ أيِ: الْكَائِنَ في الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ تَرْكِ الأفْضَلِ والذَّهَابِ إلى الْفَاضِلِ). [إرشاد الساري: 7 / 424]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: وزرك في الجاهلية؛ أي: الكائن فيها من ترك الأفضل، والذهاب إلى الفاضل. وقيل: الوزر الخطأ والسهو، وقيل: ذنوب أمته، وأضيفت إليه لاشتغال قلبه بها واهتمامه لها اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 80]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ يَقُولُ: وَغَفَرْنَا لَكَ ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكَ، وَحَطَطْنَا عنكَ ثقلَ أيَّامِ الجاهليَّةِ التي كُنْتَ فِيها؛ وَهيَ في قراءةِ عَبْدِ اللَّهِ فيما ذُكِرَ: (وَحَلَلْنَا عَنْكَ وِقْرَكَ) ). [جامع البيان: 24/ 492]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {ووضعنا عنك وزرك}؛ قال: ذنبك في الجاهلية). [تفسير مجاهد: 2/ 767]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قالَ: ذَنْبَكَ، {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: أَثْقَلَ). [الدر المنثور: 15/ 497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن شُرَيْحِ بنِ عُبَيْدٍ الحَضْرَمِيِّ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قالَ: وغَفَرْنَا لكَ ذَنْبَكَ). [الدر المنثور: 15/ 497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ، قالَ: في قِراءَةِ عبدِ اللَّهِ: (وَحَلَلْنَا عَنْكَ وِقْرَكَ) ). [الدر المنثور: 15/ 497]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {أنقض ظهرك}؛ قال: كانت للنبي ذنوب قد أثقلته فغفرها الله له). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أنقض}: «أثقل»). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {أَنْقَضَ}: أَتْقَنَ. قَالَ عِيَاضٌ: كذا في جميعِ النُّسَخِ: أَتْقَنَ بمُثَنَّاةٍ وقافٍ ونونٍ، وهُو وَهَمٌ والصوابُ: أَثْقَلَ، بمُثَلَّثَةٍ، وآخِرُهَا لامٌ. وقَالَ الأُصَيْلِيُّ: هَذَا وَهَمٌ في رِوَايَةِ الفَرَبْرِيِّ، وَوَقَعَ عِندَ ابنِ السَّمَّاكِ: أَثْقَلَ؛ بالمُثَلَّثَةِ هُو أَصَحُّ. قَالَ عِياضٌ: وهذا لا يُعْرَفُ في كلامِ العربِ، وَوَقَعَ عِندَ ابنِ السَّكَنِ: ويُرْوَى أَثْقَلَ، وهُو الصَّوَابُ.
قولُهُ: ويُرْوَى أَثْقَلَ وهُو أَصَحُّ مِنْ أَتْقَنَ، كذا وَقَعَ في رِوَايَةِ المُسْتَمْلِيِّ، وَزَادَ فيه: قَالَ الفَرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ أبا مَعْشَرٍ يَقُولُ: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}: أَثْقَلَ، وَوَقَعَ في الكتابِ خَطَأً، قُلْتُ: أَبُو معشر هُو حَمْدَوَيْهِ بنُ الخَطَّابِ بنِ إبرَاهِيمَ البُخارِيُّ كان يَسْتَمْلِي على البُخارِيِّ ويُشَارِكُهُ في بَعْضِ شُيُوخِهِ، وكانَ صَدُوقًا وأَضَرَّ بأَخَرَةٍ، وقد أَخْرَجَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفظِ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ، قَالَ: أَثْقَلَ، قَالَ: وهذا هُو الصَّوَابُ، تَقُولُ العَرَبُ: أَنْقَضَ الحِمْلُ ظَهْرَ النَّاقَةِ إذا أَثْقَلَ، وهُو مَأْخُوذٌُ مِنَ النَّقِيضِ وهُو الصَّوْتُ ومنه: سَمِعْتُ نَقِيضَ الرَّحْلِ أي صَرِيرَهُ). [فتح الباري: 8/ 711-712]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({أَنْقَضَ}: أَثْقَلَ أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ أَثْقَلَ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَالْقَافِ وَاللاَّمِ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَقَالَ عِيَاضٌ: كَذَا فِي جَمِيعِ النُّسَخِ أَتْقَنَ بِمُثَنَّاةٍ وَقَافٍ وَنُونٍ وَهُوَ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ أَثْقَلَ مِثْلَ مَا ضَبَطْنَاهُ. تَقُولُ الْعَرَبُ أَنْقَضَ الْجَمَلُ ظَهْرَ النَّاقَةِ إِذَا أَثْقَلَهَا، وَعَنِ الْفَرَّاءِ: كَسَرَ ظَهْرَكَ حَتَّى سُمِعَ نَقِيضُهُ وَهُوَ صَوْتُهُ). [عمدة القاري: 19/ 301]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {أَنْقَضَ} أي: أَثْقَلَ بِمُثُلَّثَةٍ فَقَافٍ فَلاَمٍ كذا في الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ، وَعَزَاهَا في الْفَتْحِ لابْنِ السَّكَنِ، وفي نُسْخَةٍ: أَتْقَنَ، وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: إنها كذا في جميعِ النُّسَخِ بِفَوْقِيَّةٍ وبعْدَ الْقَافِ نونٌ وهو وَهَمٌ، والصَّوَابُ الأوَّلُ، وأَصْلُهُ الصَّوْتُ، والنَّقِيضُ صَوْتُ الْمَحَامِلِ والرِّحَالِ بالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ). [إرشاد الساري: 7 / 424]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ يَقُولُ: الذي أَثْقَلَ ظَهْرَكَ فَأَوْهَنَهُ، وَهوَ مِنْ قولِهِم للبعيرِ إِذا كانَ رَجِيعَ سَفَرٍ، قدْ أَوْهَنَهُ السفرُ، وَأَذْهَبَ لَحْمَهُ: هوَ نِقْضُ سَفَرٍ.
وَبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قَالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الحَارِثُ، قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عَنِ ابنِ أبي نجيحٍ، عَنْ مجاهدٍ في قولِ اللَّهِ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قَالَ: ذَنْبَكَ.
وقولُهُ: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قَالَ: أَثْقَلَ ظَهْرَكَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يزيدُ، قَالَ: ثنا سعيدٌ، عَنْ قتادةَ، قولُهُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ كانتْ لِلنَّبِيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ذنوبٌ قدْ أَثْقَلَتْهُ، فَغَفَرَهَا اللَّهُ لهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قَالَ: كَانَتْ للنَّبِيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ذُنُوبٌ قدْ أَثْقَلَتْهُ، فَغَفَرَهَا اللَّهُ لهُ.
- حُدِّثْتُ عَنِ الحسينِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ يعني: الشِّرْكَ الذي كَانَ فيهِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زيدٍ، فِي قَوْلِهِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قَالَ: شَرَحَ لهُ صدرَهُ، وَغَفَرَ لهُ ذَنْبَهُ الذي كانَ قبلَ أنْ يُنَبَّأَ، فَوَضَعَهُ.
وفِي قَوْلِهِ: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قَالَ: أَثْقَلَهُ وَجَهَدَهُ، كما يُنْقِضُ البعيرَ حِمْلُهُ الثقيلُ، حتَّى يَصِيرَ نِقْضاً بَعْدَ أَنْ كَانَ سَمِيناً، {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قَالَ: ذَنْبَكَ، {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} أَثْقَلَ ظَهْرَكَ، وَوَضَعْنَاهُ عَنْكَ، وَخَفَّفْنَا عنكَ ما أَثْقَلَ ظَهْرَكَ). [جامع البيان: 24/ 492-493]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {الذي أنقض ظهرك}؛ أثقل ظهرك). [تفسير مجاهد: 2/ 767]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن الحَسَنِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ قالَ: مُلِئَ حِلْماً وعِلْماً، {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: الذي أَثْقَلَ الحِمْلَ، {وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي). [الدر المنثور: 15/ 495] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قالَ: ذَنْبَكَ، {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: أَثْقَلَ). [الدر المنثور: 15 / 497] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك}؛ أن النبي قال:«بدآ بالعبودية وثنوا بالرسالة»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن ابن نجيح، عن مجاهد، في قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك}؛ قال: لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهر أن محمدا رسول الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عمر ابن الخطاب، أن النبي قال:
«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبده ورسوله»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ يَقُولُ: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، فلا أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي، وَذلكَ قولُهم: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
وَبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ وَعمرُو بنُ مَالِكٍ، قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قَالَ: لا أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قَالَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«ابْدَؤُوا بِالْعُبُودَةِ، وَثَنُّوا بِالرِّسَالَةِ». فَقُلْتُ لِمَعْمَرٍ، قَالَ: أَشْهَدُ أنَّ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ، فهوَ العُبُودَةُ، وَرَسُولُهُ أنْ تَقُولَ: عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَهُ في الدنيا وَالآخرةِ، فَلَيْسَ خَطِيبٌ، وَلا مُتَشَهِّدٌ، وَلا صَاحِبُ صَلاةٍ، إِلاَّ يُنَادِي بها: أَشْهَدُ أنَّ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرُو بنُ الحارثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أبي الهَيْثَمِ، عَنْ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، أَنَّهُ قَالَ:
«أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ: كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي» ). [جامع البيان: 24 / 494-495]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (تَنْبِيهٌ
لم يَذْكُرْ في سُورَةِ أَلَمْ نَشْرَحْ حَدِيثًا مَرْفُوعًا، ويَدْخُلُ فيها حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ مِن حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَفَعَهُ:
«أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَقُولُ رَبُّكَ: أَتَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي». وهذا أَخْرَجَهُ الشَّافِعِيُّ وسَعِيدُ بنُ مَنصورٍ، وعبدُ الرَّزَّاقِ مِن طَرِيقِ مُجاهِدٍ). [فتح الباري: 8/ 712]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن سلمٍ، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ درّاجًا حدّثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، أن رسول الله [صلّى الله عليه وسلّم] قال:
«أتاني جبريل فقال إنّ ربّي وربّك يقول لك كيف رفعت ذكرك قال اللّه أعلم قال إذا ذكرت ذكرت معي»). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن الحَسَنِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ قالَ: مُلِئَ حِلْماً وعِلْماً، {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: الذي أَثْقَلَ الحِمْلَ، {وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي). [الدر المنثور: 15/ 495] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الشافعيُّ في الرِّسَالَةِ وعبدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيَابِيُّ وسعيدُ بنُ منصورٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: لا أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي؛ أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَأشْهَدُ أنَّ محمداً رسولُ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 497-498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِِرَ ، عن قتَادَةَ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَه في الدنيا والآخِرَةِ، فليسَ خَطِيبٌ ولاَ مُتَشَهِّدٌ ولا صاحبُ صلاةٍ إلا يُنَادِي: أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللَّهُ وأشهدُ أن محمداً رسولُ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ عساكِرَ ، عن محمدِ بنِ كعبٍ في الآيةِ، قالَ: إذَا ذُكِرَ اللَّهُ ذُكِرَ معَه؛ أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللَّهُ، وأشْهَدُ أن محمداً رسولُ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الضَّحَّاكِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي، ولاَ تَجُوزُ خُطْبَةٌ ولا نِكَاحٌ إلا بذكرِك معِي). [الدر المنثور: 15 / 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عساكِرَ، عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: ألاَ تَرَى أن اللَّهَ لا يُذْكَرُ في موضِعٍ إلا ذُكِرَ معَه نَبِيُّه). [الدر المنثور: 15 / 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في "سُنَنِه" عن الحسنِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إذَا ذُكِرَ اللَّهُ ذُكِرَ رسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15 / 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو يَعْلَى، وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ حِبَّانَ وابنُ مَرْدُويَهْ وأبو نُعَيْمٍ في الدلائلِ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، عن رسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: تَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي
» ). [الدر المنثور: 15 / 498-499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عَدِيِّ بنِ ثابِتٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ؛ قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيماً. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَيْتُ، وَضَالاًّ فَهَدَيْتُ، وَعَائِلاً فَأَغْنَيْتُ، وَشَرَحْتُ لَكَ صَدْرَكَ، وَحَطَطْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ، وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ، فَلاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي، وَاتَّخَذْتُكَ خَلِيلاً؟»). [الدر المنثور: 15 / 499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو نُعَيْمٍ في "الدلائلِ" عن أنسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«لَمَّا فَرَغْتُ مِنْ أَمْرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْتُ: يَا رَبِّ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ وَقَدْ كَرَّمْتَهُ، اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَمُوسَى كَلِيماً، وَسَخَّرْتَ لِدَاودَ الْجِبَالَ، وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ وَالشَّيَاطِينَ، وَأَحْيَيْتَ بِعِيسَى الْمَوْتَى، فَمَا جَعَلْتَ لِي؟ قالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتُكَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ أَنْ لاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي، وَجَعَلْتُ صُدُورَ أُمَّتِكَ أَنَاجِيلَ يَقْرؤُونَ الْقُرَآنَ ظَاهِراً، وَلَمْ أُعْطِهَا أُمَّةً، وَأَعْطَيْتُكَ كَنْزاً مِنْ كُنُوزِ عَرْشِي: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العلِيِّ العظيمِ» ). [الدر المنثور: 15 / 499-500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ، مِن طريقِ الكَلْبِيِّ، عن أبي صالحٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: لا يُذْكَرُ اللَّهُ إلا ذُكِرْتَ معَه). [الدر المنثور: 15 / 500]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شعبة، عن معاوية بن قرة، قال: سمعت رجلًا يحدث عن عبد الله ابن مسعود: لو دخل العسر جحرًا لجاء اليسر حتى يدخل عليه، لأن الله تبارك وتعالى يقول: {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا} [سورة الشرح: 5 - 6] ).[الزهد لابن المبارك: 2/ 270]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الحسن، في قوله تعالى: {إن مع العسر يسرا}؛ قال: خرج النبي مسرورا فرحا وهو يضحك، وهو يقول: «لن يغلب عسر يسرين، لن يغلب عسر يسرين، إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن سليمان، عن ميمون أبي حمزة، قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: قال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر لتبعه اليسر حتى يستخرجه لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380-381]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مع العسر يسرًا}؛ قال ابن عيينة: " أي مع ذلك العسر يسرًا آخر كقوله: {هل تربّصون بنا إلّا إحدى الحسنيين} [التوبة: 52] : ولن يغلب عسرٌ يسرين "). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}؛ قَالَ ابنُ عُيَيْنَةَ: أي: إنَّ مَعَ ذلك العُسْرِ يُسْرًا آخَرَ، كقَوْلِهِ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}؛ وهذا مَصِيرٌ منِ ابنِ عُيَيْنَةَ إلى اتِّبَاعِ النُّحَاةِ في قَوْلِهِمْ: إِنَّ النَّكِرَةَ إذا أُعِيدَتْ نَكِرَةً كانَتْ غَيْرَ الأُولَى، ومَوْقِعُ التشبيهِ أنه كما ثَبَتَ للمُؤْمِنِينَ تَعَدُّدُ الحُسْنَى؛ كذا ثَبَتَ لهم تَعَدُّدُ اليُسْرُ، أو أنه ذَهَبَ إلى أنَّ المرادَ بأَحَدِ اليُسْرَيْنِ الظَّفَرُ، وبالآخَرِ الثَّوَابُ، فلا بُدَّ للمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدِهِمَا.
قولُهُ: (وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ) ورُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا مَوْصُولاً ومُرْسَلاً، ورُوِيَ أيضًا مَوْقُوفًا، أما المرفوعُ فأَخْرَجَهُ ابنُ مَرْدَوَيْهِ مِن حَدِيثِ جابرٍ بإسنادٍ ضَعِيفٍ، ولَفْظُهُ: أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّ مَعَ اليُسْرِ يُسْرًا، إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وأَخرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنصورٍ، وعبدُ الرَّزَّاقِ مِن حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قالَ رَسُول اللهِ [صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ]:
«لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حتَّى يُخْرِجَهُ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» وإسنادُهُ ضعيفٌ. وأَخرَجَهُ عَبدُ الرَّزَّاقِ والطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ الحَسَنِ عنِ النَّبِيِّ [صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ]، وأَخرَجَهُ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عنِ ابنِ مَسْعُودٍ بإسنادٍ جَيِّدٍ مِن طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أنَّ رَسُولَ اللهِ [صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ] بَشَّرَ أَصْحَابَهُ بهذه الآيةِ فقالَ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ إِنْ شاءَ اللهُ» وأَمَّا الموقوفُ فأَخْرَجَهُ مَالِكٌ عن زيدِ بنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، عن عُمَرَ أنه كَتَبَ إلى أَبِي عُبَيْدَةَ يَقُولُ: مَهْمَا يَنْزِلْ بِامْرِئٍ مِنْ شِدَّةٍ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ بَعْدَهَا فَرَجًا، وإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وقَالَ الحَاكِمُ: صَحَّ ذلك عن عُمَرَ وعَلِيٍّ، وهُو في المُوَطَّأِ عن عُمَرَ لكنْ مِن طَرِيقٍ مُنْقَطِعٍ، وأَخرَجَهُ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عنِ ابنِ مَسْعُودٍ بإسنادٍ جَيِّدٍ، وأَخرَجَهُ الفَرَّاءُ بإسنادٍ ضَعِيفٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ). [فتح الباري: 8 / 712]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: وزرك في الجاهليّة، أنقض أثقل مع العسر يسرا، قال ابن عيينة: أي إن مع ذلك العسر يسرا آخر كقوله: {هل تربصون بنا إلّا إحدى الحسنيين}، ولن يغلب عسر يسرين.
وقال مجاهد فانصب في حاجتك إلى ربك ويذكر، عن ابن عبّاس {ألم نشرح}؛ شرح الله صدره للإسلام
أما قول مجاهد: فقال الفريابيّ: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {ألم نشرح لك صدرك (1) ووضعنا عنك وزرك} قال: ذنبك {الّذي أنقض ظهرك}؛ قال: أثقل، {إن مع العسر يسرا}؛ قال: يتبع العسر يسرا.
وأما قول ابن عيينة وقد روي قوله: لن يغلب عسر يسرين موقوفا على عمرو وعبد الله مرفوعا عن النّبي [صلّى اللّه عليه وسلّم].
أما الموقوف فرواه ابن أبي الدّنيا في كتاب الفرج بعد الشدّة، قال: ثنا خالد ابن خداش، ثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أسلم، أن أبا عبيدة حضر فكتب إليه عمر يقول:
«مهما ينزل بامرئ شدّة يجعل الله له بعدها فرجا وإنّه لن يغلب عسر يسرين». هذا إسناد حسن
ورواه عبد بن حميد من حديث ابن مسعود موقوفا بسند جيد
وأما المرفوع فرواه ابن مردويه في تفسيره من طريق عطيّة عن جابر في حديث آخره فإن الله قد أوحى إليّ: {إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}، ولن يغلب عسر يسرين وإسناده ضعيف
ورواه عبد الرّزّاق وعبد بن حميد وابن جرير من حديث الحسن عن النّبي [صلّى اللّه عليه وسلّم] مرسلا وإسناده إلى الحسن صحيح.
وقال عبد بن حميد في تفسيره أخبرني يونس عن شيبان عن قتادة في قوله: {فإن مع العسر يسرا}؛ قال: ذكر لنا أن رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- بشر بهذه الآية أصحابه فقال:
«لن يغلب عسر إن شاء الله يسرين» وهذا صحيح أيضا إلى قتادة). [تغليق التعليق: 4 / 371-372]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَيْ: مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا آخَرَ كَقَوْلِهِ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وَابْنُ عُيَيْنَةَ هُوَ سُفْيَانُ وَقَدْ فَسَّرَ قَوْلَهُ: {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بِقَوْلِهِ: إِنَّ مَعَ ذَلِكَ الْعُسْرِ يُسْرًا آخَرَ، وَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِ النُّحَاةِ: إِنَّ الْمَعْرِفَةَ إِذَا أُعِيدَتْ مَعْرِفَةً تَكُونُ الثَّانِيَةُ عَيْنَ الأُولَى، وَالنَّكِرَةُ إِذَا أُعِيدَتْ نَكِرَةً تَكُونُ غَيْرَهَا.
قَوْلُهُ: كَقَوْلِهِ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} وَجْهُ التَّشْبِيهِ أَنَّهُ كَمَا ثَبَتَ لِلْمُؤْمِنِينَ تَعَدُّدُ الْحُسْنَى كَذَا ثَبَتَ لَهُمْ تَعَدُّدُ الْيُسْرِ.
قَوْلُهُ: (وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ). وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ هَذَا حَدِيثٌ أَوْ أَثَرٌ وَعَلَى كِلاَ التَّقْدِيرَيْنِ لاَ يَصِحُّ عَطْفُهُ عَلَى مَقُولِهِ. قُلْتُ: لَمْ يُبَيِّنْ أَنَّهُ حَدِيثٌ وَأَثَرٌ بَلْ تَرَدَّدَ فِيهِ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا مَوْصُولاً وَمُرْسَلاً، وَرُوِيَ مَوْقُوفًا، أَمَّا الْمَرْفُوعُ فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ وَلَفْظُهُ: أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ]:
«لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ»وَقَالَ: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا». وَإِسْنَادَهُ ضَعِيفٌ. وَأَمَّا الْمُرْسَلُ فَأَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] بَشَّرَ أَصْحَابَهُ بِهَذِهِ الآيَةِ وَقَالَ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»وَأَمَّا الْمَوْقُوفُ فَأَخْرَجَهُ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- يَقُولُ: مَهْمَا تَنْزِلْ بِامْرِئٍ شِدَّةٌ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ بَعْدَهَا فَرَجًا، وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: صَحَّ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا- وَهُوَ فِي الْمُوَطَّأِ، عَنْ عُمَرَ لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ). [عمدة القاري: 19 / 301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}؛ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ سُفْيَانُ: أَيْ مَعَ ذَلِكَ الْعُسْرِ يُسْرًا آخَرَ؛ لأنَّ النَّكِرَةَ إذا أُعِيدَتْ نَكِرَةً فهي غَيْرُ الأولَى، فَالْيُسْرُ هُنَا اثْنَانِ، والْعُسْرُ وَاحِدٌ قَالَ الْفَرَّاءُ: إذا ذَكَرَتِ الْعَرَبُ نَكِرَةً ثُمَّ أَعَادَتْهَا مُنَكَّرَةً مِثْلَهَا صَارَتَا اثْنَتَيْنِ كَقَوْلِكَ: إِذَا كَسَبْتَ دِرْهَمًا فَأَنْفِقْ دِرْهَمًا فإنَّ الثَّانِيَ غَيْرُ الأوَّلِ، فإذا أَعَادَتْهَا مَعْرِفَةً فهي هي؛ أي: نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}.
وَذَكَرَ الزَّجَّاجُ نَحْوَهُ، وَقَالَ السَّيِّدُ في الأَمَالِي: وإنَّمَا كَانَ الْعُسْرُ مُعَرَّفًا وَالْيُسْرُ مُنَكَّرًا؛ لأنَّ الاسمَ إذا تَكَرَّرَ مُنَكَّرًا فَالثَّانِي غَيْرُ الأوَّلِ كَقَوْلِكَ: جَاءَنِي رَجُلٌ فَقُلْتُ لِرَجُلٍ كَذَا وكذا، وكذلك إن كَانَ الأَوَّلُ مَعْرِفَةً والثَّانِي نَكِرَةً نحوُ: حَضَرَ الرَّجُلُ فَأَكْرَمْتُ رَجُلاً. كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} أي: كما ثَبَتَ لِلْمُؤْمِنِينَ تَعَدُّدُ الْحُسْنَى، كَذَا ثَبَتَ لَهُمْ تَعَدُّدُ الْيُسْرِ ولَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِلَفْظِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» ثُمَّ قَالَ: «{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}» وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وعن جَابِرٍ عند ابْنِ مَرْدَوَيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ») ). [إرشاد الساري: 7/ 424]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإِنَّ معَ الشدَّةِ التي أَنْتَ فيها، مِنْ جهادِ هؤلاءِ المشركينَ، وَمِن أَوَّلِهِ: ما أَنْتَ بِسَبِيلِهِ رَجَاءً وَفَرَجاً بِأَنْ يُظْفِرَكَ بهم، حتَّى يَنْقَادُوا للحَقِّ الذي جِئْتَهُمْ بِهِ طَوْعاً وَكَرْهاً.
وَرُوِيَ عَنِ النبيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أنَّ هذهِ الآيةَ لَمَّا أُنْزِلَتْ، بَشَّرَ بها أصحابَهُ وَقالَ:
«لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ».
ذِكْرُ الخبرِ بذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يونسَ، قَالَ: قَالَ الحسنُ: لَمَّا نَزَلَتْ هذهِ الآيةُ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«أَبْشِرُوا أَتَاكُمُ الْيُسْرُ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ».
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يونسَ، عَنِ الحسنِ، مِثْلَهُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- حَدَّثَنَا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بنُ جعفرٍ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الحسنِ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الحسنِ، قَالَ: خَرَجَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَوْماً مَسْرُوراً فَرِحاً وَهُوَ يَضْحَكُ، وَهوَ يَقُولُ:
«لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}».
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ، قولُهُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ ذُكِرَ لنا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بَشَّرَ أَصْحَابَهُ بهذهِ الآيةِ، فَقَالَ:
«لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ».
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ معاويةَ بنِ قُرَّةَ أبي إِيَاسٍ، عَنْ رجلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ، قَالَ: لَوْ دَخَلَ العسرُ في جُحْرٍ، لَجَاءَ اليُسْرُ حتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ؛ لأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، حدَّثَنا شعبةُ، عَنْ رجلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِنَحْوِهِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قَالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الحَارِثُ، قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عَنِ ابنِ أبي نجيحٍ، عَنْ مجاهدٍ، قولُهُ: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قَالَ: يَتْبَعُ اليسرُ العُسْرَ). [جامع البيان: 24/ 496-497]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فإن مع العسر يسرا}؛ يقول: اتبع العسر يسرا اتبع العسر يسرا). [تفسير مجاهد: 2/ 767]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «قد اتّفق الشّيخان على حديث قتادة، عن أنس بن مالكٍ عن مالك بن صعصعة في حديث المعراج في شقّ بطن رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم] واستخراج ما أخرج منه، وقد أتى به ثابتٌ البنانيّ، عن أنسٍ دون ذكر مالك بن صعصعة خارج المعراج بزيادات ألفاظٍ كما»
- حدّثناه عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا أبو مسلمٍ، ومحمّد بن يحيى القزّاز، قالا: ثنا حجّاج بن المنهال، ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأ ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم]، " أتاه جبريل وهو يلعب مع الصّبيان، فأخذه فصرعه، فشقّ عن قلبه، فاستخرج منه علقةً، فقال: هذا حظّ الشّيطان منك، قال: فغسله في طستٍ من ذهبٍ بماء زمزم ثمّ لأمه ثمّ أعاده في مكانه " قال: وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه، يعني ظئره، فقالوا: إنّ محمّدًا قد قتل، فأقبلت ظئره تريده فاستقبلها راجعًا وهو منتقع اللّون قال أنسٌ: وقد كنّا نرى أثر المخيط في صدره «صحيح الإسناد ولم يخرّجاه». " وقد صحّت الرّواية عن عمر بن الخطّاب، وعليّ بن أبي طالبٍ: «لن يغلب عسرٌ يسرين» وقد روي بإسنادٍ مرسلٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم "
- أخبرناه محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الصّنعانيّ، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن أيّوب، عن الحسن في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ مع العسر يسرًا} قال: خرج النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] يومًا مسرورًا فرحًا وهو يضحك وهو يقول:
«لن يغلب عسرٌ يسرين {فإنّ مع العسر يسرًا (5) إنّ مع العسر يسرًا}»). [المستدرك: 2 / 575] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن عبدِ اللهِ - يعني: ابنَ مسعودٍ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ]:
«لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ». ثم قرَأَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.
رَوَاه الطبرانيُّ، وفيه إبراهيمُ النَّخَعِيُّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 139]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن أَنَسِ بنِ مالِكٍ قالَ: رَأَيْتُ رسولَ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] جالِساً، فنَظَرَ إلى جُحْرٍ بِحِيالِ وَجْهِهِ فقالَ:
«لَوْ كَانَتِ الْعُسْرَةُ تَجِيءُ حَتَّى تَدْخُلَ هَذَا الْجُحْرَ لَجَاءَتِ الْيُسْرَةُ حَتَّى تُخْرِجَها». ثم تلا رسولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ]: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوْسَطِ، والبَزَّارُ بنحْوِه، وفيه عائِذُ بنُ شُرَيْحٍ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 139]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا عَائِذُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] جَالِسًا، فَنَظَرَ إِلَى جُحْرٍ، فَقَالَ:
«لَوْ جَاءَ الْعُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ هَذَا الْجُحْرَ، لَجَاءَ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ»، ثُمَّ قَالَ:«{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}».
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إِلاَّ عَائِذًا). [كشف الأستار: 3 / 81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قالَ: أُتْبَعُ العُسْرَ يُسْراً). [الدر المنثور: 15 / 500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قالَ: ذُكِرَ لنا أن رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بَشَّرَ بهذه الآيةِ أصحابَه فقالَ:
«لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ يُسْرَيْنِ» ). [الدر المنثور: 15/ 500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن الحَسَنِ، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هذه الآيةُ: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«أَبْشِرُوا، أَتَاكُمُ الْيُسْرُ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» ). [الدر المنثور: 15/ 500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قالَ: بَعَثَنَا رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ونحن ثَلاثُمِائَةٍ أو يَزيدُونَ، علينا أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، ليسَ معَنا مِنَ الحَمُولَةِ إلاَّ ما نَرْكَبُ، فَزَوَّدَنا رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] جِرَابَيْنِ مِن تَمْرٍ، فقالَ بعضُنا لبعضٍ: قد عَلِمَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أينَ تُرِيدُونَ, وَقَدْ عَلِمْتُمْ ما معَكم مِن الزادِ، فلو رَجَعْتُم إلى رسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، فسَأَلْتُمُوه أن يُزَوِّدَكُم؟ فرَجَعْنَا إليه، فقالَ:
«إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي جِئْتُمْ لَهُ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي غَيْرُ الَّذِي زَوَّدْتُكُمْ لَزَوَّدْتُكُمُوهُ». فانْصَرَفْنَا، ونَزَلَتْ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}، فأَرْسَلَ نبيُّ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] إلى بعضِنا، فدَعَاه، فقالَ: «أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَى إلَيَّ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}، ولن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» ). [الدر المنثور: 15/ 500-501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ أبي حَاتِمٍ والطبرانيُّ في الأوسطِ والحاكِمُ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في "شُّعَبِ الإيمان"، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] جالساً وحِيالَه حَجَرٌ، فقالَ:
«لَوْ جَاءَ الْعُسْرُ فَدَخَلَ هَذَا الْحَجَرَ، لَجَاءَ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ فُيُخْرِجَهُ»، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}، ولَفْظُ الطبرانيِّ: وتَلاَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ). [الدر المنثور: 15/ 501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ النجَّارِ، مِن طريقِ حُمَيْدِ بنِ حَمَّادٍ، عن عائِذٍ، عن أنسٍ، أن رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانَ قاعِداً بِبَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَنَزَلَ إلى حائطٍ فقالَ:
«يَا مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَ، واللَّهِ لَوْ كَانَتِ الْعُسْرُ جَاءَتْ تَدْخُلُ الْحَجَرَ، لَجَاءَتِ الْيُسْرُ حَتَّى تُخْرِجَهَا»، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ). [الدر المنثور: 15/ 502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطبرانيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ بِسَنَدٍ ضعيفٍ، عن ابنِ مسعودٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي حَجَرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ»، ثُمَّ قَرَأَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ). [الدر المنثور: 15 / 502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ أبي الدنيا في "الصَّبْرِ"، وابنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ"، عن ابنِ مسعودٍ، قالَ: لو كانَ الْعُسْرُ فِي حَجَرٍ لَتَبِعَهُ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ فِيُخْرِجَهُ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ). [الدر المنثور: 15 / 502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وابنُ جَرِيرٍ والحاكمُ، والبَيْهَقِيُّ، عن الحَسَنِ، قالَ: خَرَجَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَوْماً فَرِحاً مَسْروراً، وهو يَضْحَكُ ويَقُولُ:
«لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ؛ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}» ). [الدر المنثور: 15 / 502-503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحَسَنِ، قالَ: كانُوا يَقولونَ: لا يَغْلِبُ عُسْرٌ واحِدٌ يُسْرَيْنِ اثْنَيْنِ). [الدر المنثور: 15 / 503]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {فإذا فرغت فانصب}؛ قال: فإذا فرغت من صلاتك فانصب في الدعاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 381]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {فانصب}: «في حاجتك إلى ربّك»). [صحيح البخاري: 6 / 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: فَانْصَبْ فِي حَاجَتِكَ إلى رَبِّكَ) وصَلَهُ ابنُ المُبَارَكِ في الزُّهْدِ عن سُفْيَانَ، عن مَنصورٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَولِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} في صَلاتِكَ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} قَالَ: اجْعَلْ نِيَّتَكَ ورَغْبَتَكَ إلى رَبِّكَ. وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: إذا فَرَغْتَ مِنَ الجِهَادِ فتَعَبَّدْ، ومِن طَرِيقِ الحَسَنِ نَحْوَهُ). [فتح الباري: 8 / 712]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد فأخبرناه محمّد بن محمّد أنا إبراهيم بن علّي أنا النجيب أبو الفرج الحرّاني أنا أحمد بن محمّد اللبان في كتابه أنا أبو علّي الحداد أنا أبو نعيم ثنا عبد الله بن محمّد ثنا جعفر بن محمّد ثنا عثمان هو ابن أبي شيبة ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قول الله عزّ وجلّ: {فإذا فرغت} من دنياك، {فانصب} في صلاتك، {وإلى ربك فارغب}؛ قال: اجعل نيتك ورغبتك إلى ربك.
وهكذا رواه ابن المبارك في الزّهد عن سفيان عن منصور). [تغليق التعليق: 4 / 372-373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {فَانْصَبْ} فِي حَاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ).
أَيْ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} يَعْنِي: انْصَبْ فِي حَاجَتِكَ يَعْنِي: إِذَا فَرَغْتَ عَنِ الْعِبَادَةِ فَاجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ. وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَانْصَبْ فِي حَاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا فَرَغْتَ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنَ الصَّلاَةِ فَسَلِ اللَّهَ وَارْغَبْ إِلَيْهِ وَانْصَبْ لَهُ. وَقَالَ قَتَادَةُ: أَمَرَهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ أَنْ يُبَالِغَ فِي دُعَائِهِ. وَقَوْلُهُ: فَانْصَبْ مِنَ النَّصَبِ: وَهُوَ التَّعَبُ فِي الْعَمَلِ، وَهُوَ مِنْ نَصِبَ يَنْصَبُ مِنْ بَابِ عَلِمَ يَعْلَمُ). [عمدة القاري: 19 / 301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ في الزُّهْدِ: {فَانْصَبْ} أي: فِي حَاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ فَانْصَبْ إلى رَبِّكَ في الدُّعَاءِ، وارْغَبْ إليه في الْمَسْأَلَةِ). [إرشاد الساري: 7 / 424]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ اخْتَلَفَ أهلُ التَأْوِيلِ في تَأْوِيلِ ذلكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: فإِذا فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ، فَانْصَبْ إِلى رَبِّكَ في الدعاءِ، وَسَلْهُ حَاجَاتِكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أبو صالحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}، يَقُولُ: في الدُّعَاءِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سعدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ يَقُولُ: فإِذَا فَرَغْتَ مِمَّا فُرِضَ عَلَيْكَ مِنَ الصلاةِ فَسَلِ اللَّهَ، وَارْغَبْ إِليهِ، وَانْصَبْ لَهُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الحَارِثُ قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جميعاً عَنِ ابنِ أبي نجيحٍ، عَنْ مجاهدٍ، قولُهُ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ: إِذا قُمْتَ إِلى الصلاةِ فَانْصَبْ في حَاجَتِكَ إِلى رَبِّكَ.
- حُدِّثْتُ عَنِ الحسينِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ يَقُولُ: مِنَ الصلاةِ المكتوبةِ قبلَ أنْ تُسَلِّمَ، فَانْصَبْ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ، قولُهُ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قَالَ: أَمَرَهُ إِذا فَرَغَ مِنْ صلاتِهِ أنْ يُبَالِغَ في دُعَائِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ} مِنْ صَلاتِكَ {فَانْصَبْ} فِي الدعاءِ.
وقالَ آخرونَ: بلْ مَعْنَى ذلكَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ} مِنْ جِهَادِ عَدُوِّكَ {فَانْصَبْ} فِي عِبَادَةِ رَبِّكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ، قَالَ: قَالَ الحسنُ فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ: أَمَرَهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ غَزْوِهِ، أنْ يَجْتَهِدَ في الدعاءِ وَالعبادةِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زيدٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ عَنْ أَبِيهِ: فإِذا فَرَغْتَ مِنَ الجهادِ، جِهَادِ العربِ، وَانْقَطَعَ جِهَادُهُمْ، فَانْصَبْ لعبادةِ اللَّهِ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}.
وقالَ آخرونَ: بلْ مَعْنَى ذلكَ: فإِذَا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ، فَانْصَبْ في عِبَادَةِ رَبِّكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ: إِذا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَانْصَبْ، قَالَ: فَصَلِّ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصورٍ، عَنْ مجاهدٍ {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ: إِذا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ فَانْصَبْ: فَصَلِّ.
حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ}؛ قَالَ: إِذا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَقُمْتَ إِلى الصلاةِ، فَاجْعَلْ رَغْبَتَكَ وَنِيَّتَكَ لَهُ.
وأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ بالصوابِ قولُ مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَمَرَ نَبِيَّهُ أنْ يَجْعَلَ فَرَاغَهُ مِنْ كلِّ ما كَانَ بهِ مُشْتَغِلاً مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ مِمَّا أَدَّى لهُ الشغلَ بهِ، وَأَمَرَهُ بالشغلِ بهِ إِلى النصبِ في عبادتِهِ، وَالاشتغالِ فيما قَرَّبَهُ إِليهِ، وَمَسْأَلَتُهُ حَاجَاتُهُ، وَلم يُخَصِّصْ بذلكَ حَالاً مِنْ أحوالِ فراغِهِ دونَ حالٍ، فَسَوَاءٌ كلُّ أَحْوَالِ فَرَاغِهِ، مِنْ صلاةٍ كانَ فَرَاغُهُ، أَوْ جِهَادٍ، أَوْ أَمْرِ دُنْيَا كانَ بهِ مُشْتَغِلاً، لِعُمُومِ الشرطِ في ذلكَ، مِنْ غَيْرِ خُصُوصِ حالِ فَرَاغٍ دُونَ حَالٍ أُخْرَى). [جامع البيان: 24 / 497-499]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فإذا فرغت فانصب}؛ قال: يقول: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك إلى ربك). [تفسير مجاهد: 2/ 768]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، مِن طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ الآيةَ، قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن الصلاةِ فانْصَبْ في الدعاءِ، واسْأَلِ اللَّهَ وارْغَبْ إليه). [الدر المنثور: 15/ 503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ الآية.
قالَ: قالَ اللَّهُ لرسولِه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إذا فَرَغْتَ مِن صلاتِكَ وتَشَهَّدْتَ فانْصَبْ إلى ربِّكَ واسْأَلْه حاجَتَكَ). [الدر المنثور: 15/ 503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي الدنيا في الذِّكْرِ عن ابنِ مسعودٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ إلى الدعاءِ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ في المسألةِ). [الدر المنثور: 15 / 503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الضَّحَّاكِ، قالَ: كانَ ابنُ مسعودٍ يقولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ أَحْدَثَ في آخِرِ صلاتِه، فَقَدْ تَمَّتْ صلاتُه، وذلك قَوْلُه: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: فَراغُكَ مِن الركوعِ والسجودِ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: في المسألةِ وأنتَ جالسٌ). [الدر المنثور: 15 / 503-504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ مسعودٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا فَرَغْتَ مِنَ الفرائِضِ فانْصَبْ في قيامِ الليلِ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا صَلَّيْتَ فاجْتَهِدْ في الدعاءِ والمسألةِ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، [454ظ] وابنُ جَرِيرٍ وابنُ نَصْرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن أسبابِ نفسِكَ فَصَلِّ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: اجْعَلْ رَغْبَتَكَ إلى ربِّكَ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ النَّصْرِ،،عن قتادةَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا فرَغْتَ مِن صلاتِكَ فانْصَبْ في الدعاءِ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ نصرٍ، عن الضَّحَّاكِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ}؛ قالَ: مِن الصلاةِ المكتوبةِ فَانْصَبْ. {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: في المسألةِ والدعاءِ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ النَّصْرِ، عن قتادةَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: أَمَرَه إذَا فَرَغَ مِن الصلاةِ أن يَرْغَبَ في الدعاءِ إلى ربِّه، وقالَ الحسَنُ: أَمَرَه إذا فَرَغَ مِن غزوةٍ أن يَجْتَهِدَ في العبادةِ). [الدر المنثور: 15 / 505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن زيدِ بنِ أسلَمَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن الجهادِ فتَعَبَّدْ). [الدر المنثور: 15 / 505]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب} [سورة الشرح: 7-8] قال: اجعل نيتك ورغبتكإلى ربك). [الزهد لابن المبارك: 2/ 714-715]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِلى رَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ فَاجْعَلْ رَغْبَتَكَ، دُونَ مَنْ سِوَاهُ مِنْ خَلْقِهِ، إِذْ كانَ هؤلاءِ المُشْرِكُونَ مِنْ قَوْمِكَ قدْ جَعَلُوا رَغْبَتَهُمْ في حَاجَاتِهِمْ إِلى الآلهةِ وَالأَنْدَادِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سفيانَ، عَنْ منصورٍ، عَنْ مجاهدٍ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قَالَ: اجْعَلْ نِيَّتَكَ وَرَغْبَتَكَ إِلى اللَّهِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سفيانَ، عَنْ منصورٍ، عَنْ مجاهدٍ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قَالَ: اجْعَلْ رَغْبَتَكَ وَنِيَّتَكَ إِلَى رَبِّكَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أبو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الحَارِثُ، قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جميعاً عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قولُهُ: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قَالَ: إِذا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ). [جامع البيان: 24 / 500]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم؟، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن منصور، عن مجاهد، قال: يقول: {إذا فرغت} من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فاجعل رغبتك ونيتك إلى الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 2/ 768]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد: فأخبرناه محمّد بن محمّد أنا إبراهيم بن علّي، أنا النجيب أبو الفرج الحرّاني، أنا أحمد بن محمّد اللبان، في كتابه، أنا أبو علّي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن محمّد، ثنا جعفر بن محمّد، ثنا عثمان هو ابن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قول الله عزّ وجلّ: {فإذا فرغت} من دنياك، {فانصب} في صلاتك، {وإلى ربك فارغب}؛ قال: اجعل نيتك ورغبتك إلى ربك.
وهكذا رواه ابن المبارك في الزّهد عن سفيان عن منصور). [تغليق التعليق: 4 / 372-373] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، مِن طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ الآيةَ، قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن الصلاةِ فانْصَبْ في الدعاءِ، واسْأَلِ اللَّهَ وارْغَبْ إليه). [الدر المنثور: 15 / 503] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ الآية.
قالَ: قالَ اللَّهُ لرسولِه [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: إذا فَرَغْتَ مِن صلاتِكَ وتَشَهَّدْتَ فانْصَبْ إلى ربِّكَ واسْأَلْه حاجَتَكَ). [الدر المنثور: 15/ 503] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي الدنيا في الذِّكْرِ عن ابنِ مسعودٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ إلى الدعاءِ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ في المسألةِ). [الدر المنثور: 15 / 503] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الضَّحَّاكِ، قالَ: كانَ ابنُ مسعودٍ يقولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ أَحْدَثَ في آخِرِ صلاتِه، فَقَدْ تَمَّتْ صلاتُه، وذلك قَوْلُه: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: فَراغُكَ مِن الركوعِ والسجودِ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: في المسألةِ وأنتَ جالسٌ). [الدر المنثور: 15 / 503-504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ مسعودٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا فَرَغْتَ مِنَ الفرائِضِ فانْصَبْ في قيامِ الليلِ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا صَلَّيْتَ فاجْتَهِدْ في الدعاءِ والمسألةِ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ وابنُ نَصْرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن أسبابِ نفسِكَ فَصَلِّ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: اجْعَلْ رَغْبَتَكَ إلى ربِّكَ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ النَّصْرِ،،عن قتادةَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا فرَغْتَ مِن صلاتِكَ فانْصَبْ في الدعاءِ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ نصرٍ، عن الضَّحَّاكِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ}؛ قالَ: مِن الصلاةِ المكتوبةِ فَانْصَبْ. {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: في المسألةِ والدعاءِ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ النَّصْرِ، عن قتادةَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: أَمَرَه إذَا فَرَغَ مِن الصلاةِ أن يَرْغَبَ في الدعاءِ إلى ربِّه، وقالَ الحسَنُ: أَمَرَه إذا فَرَغَ مِن غزوةٍ أن يَجْتَهِدَ في العبادةِ). [الدر المنثور: 15 / 505] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن زيدِ بنِ أسلَمَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن الجهادِ فتَعَبَّدْ). [الدر المنثور: 15 / 505] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 11:02 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {ألم نشرح لك صدرك...} نلين لك قلبك). [معاني القرآن: 3/ 275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({نشرح}: نفتح). [تفسير غريب القرآن: 532]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ألم نشرح لك صدرك (1)}: أي شرحناه للإسلام). [معاني القرآن: 5/ 341]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَشْرَحْ}: نفتح ونفسح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَلَمْ نَشْرَحْ}: قد شرحنا). [العمدة في غريب القرآن: 349]

تفسير قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ووضعنا عنك وزرك...}، يقول: إثم الجاهلية، وهي في قراءة عبد الله: "وحللنا عنك وقرك"، يقول: من الذنوب). [معاني القرآن: 3/ 275]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وزرك} إثمك). [مجاز القرآن: 2/ 303]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وزرك}: إثمك). [غريب القرآن وتفسيره: 433]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(و(الوزر): الإثم في الجاهلية). [تفسير غريب القرآن: 532]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله عز وجل: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ أي إثمك. وأصل الوزر: ما حمله الإنسان على ظهره. قال الله عز وجل: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} [طه: 87] أي أحمالا من حليّهم؛ فشبه الإثم بالحمل، فجعل مكانه، وقال في موضع آخر: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13] يريد آثامهم). [تأويل مشكل القرآن: 140]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ووضعنا عنك وزرك (2)}؛ أي وضعنا عنك إثمك أن غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر). [معاني القرآن: 5/ 341]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وِزْرَكَ}: إثمك). [العمدة في غريب القرآن: 349]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {الّذي أنقض ظهرك...}؛ في تفسير الكلبي: الذي أثقل ظهرك، يعني: الوزر). [معاني القرآن: 3/ 275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أنقض ظهرك}: أثقله فتنفضت له العظام كما ينتقض البيت إذا صوت للوقوع).[غريب القرآن وتفسيره: 433]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أنقض ظهرك}: أثقله حتى سمع نقيضه، أي صوته. وهذا مَثَلٌ). [تفسير غريب القرآن: 532]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله عز وجل: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ أي إثمك. وأصل الوزر: ما حمله الإنسان على ظهره. قال الله عز وجل: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} [طه: 87] أي أحمالا من حليّهم. فشبه الإثم بالحمل، فجعل مكانه، وقال في موضع آخر: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13] يريد آثامهم). [تأويل مشكل القرآن: 140](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَنقَضَ ظَهْرَكَ}؛ أثقله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَنقَضَ}: أثقل). [العمدة في غريب القرآن: 349]

تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ورفعنا لك ذكرك...}؛ لا أذكر إلاّ ذكرت معي). [معاني القرآن: 3/ 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({الّذي أنقض ظهرك (3) ورفعنا لك ذكرك (4)}؛ جعل ذكر رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- مقرونا بذكر توحيد اللّه في الأذان وفي كثير مما يذكر الله جلّ وعزّ، يقول فيه: أشهد أن لا إله إلا اللّه، أشهد أن محمدا رسول اللّه). [معاني القرآن: 5/ 341]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإنّ مع العسر يسراً...}، وفي قراءة عبد الله: مرةً واحدةً ليست بمكرورة.
... وحدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لا يغلب يسرين عسرٌ واحد). [معاني القرآن: 3/ 275]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إنّ مع العسر يسراً} لجعل الرجاء أعظم من الخوف). [مجاز القرآن: 2/ 303]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وقال: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [القيامة: 34-35]، وقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} [الانفطار: 17-18] كلّ هذا يراد به التأكيد للمعنى الذي كرّر به اللفظ.
وقد يقول القائل للرجل: اعجَل اعجل، وللرامي: ارمِ ارم.
وقال الشاعر:
كَمْ نِعْمَةٍ كانت لَكُم كَمْ كَمْ وَكَمْ
وقال الآخر:

هلاَّ سألت جموع كنـ ....... ـدةَ يوم ولَّوا أينَ أينا
وقال عوف بن الخرع:
وكادت فزارةُ تصلَى بنا ....... فأولى فزارةُ أولى فزارَا
وربما جاءت الصفة فأرادوا توكيدها، واستوحشوا من إعادتها ثانية لأنها كلمة واحد، فغيّروا منها حرفا، ثم أتبعوها الأولى؛ كقولهم: (عطشان نطشان) كرهوا أن يقولوا: عطشان عطشان، فأبدلوا من العين نونا. وكذلك قولهم: (حَسَن بَسَن) كرهوا أن يقولوا: حسن حسن، فأبدلوا من الحاء باء. و(شيطان لَيْطان) في أشباه له كثيرة). [تأويل مشكل القرآن: 236-237]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فإنّ مع العسر يسرا (5)}؛ فذكر العسر مع الألف واللام ثم ثنّى ذكره، فصار المعنى إنّ مع العسر يسرين، وقال النبي عليه السلام: «لا يغلب عسر يسرين
».
وقيل: "لو دخل العسر جحرا لدخل اليسر عليه"، وذلك أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا في ضيق شديد، فأعلمهم الله أنهم سيوسرون وأن سيفتح عليهم، وأبدلهم بالعسر اليسر). [معاني القرآن: 5/ 341]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإذا فرغت فانصب...}؛ إذا فرغت من صلاتك، فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب...
- فانصب من النّصب...
- وحدثني قيس بن الربيع عن أبي حصين، قال: مرّ شريح برجلين يصطرعان، فقال: ليس بهذا أمر الفارغ، إنما قال الله تبارك وتعالى: {فإذا فرغت فانصب (7) وإلى ربّك فارغب}، فكأنه في قول شريح: إذا فرغ الفارغ من الصلاة أو غيرها). [معاني القرآن: 3/ 276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فإذا فرغت} من صلاتك: {فانصب}... في الدعاء، وأرغب إلى الله). [تفسير غريب القرآن: 532]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإلى ربّك فارغب (8)} أي اجعل رغبتك إلى الله وحده). [معاني القرآن: 5/ 341]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَانصَبْ} أي في الدعاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 304]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 11:04 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]




تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) }

تفسير قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال بعض أهل الأدب: إنما قيل " ديوان " لموضع الكتبة والحسّاب لأنه يقال: للكتّاب بالفارسية " ديوان " أي شياطين، لحذقهم بالأمور ولطفهم، فسمّي موضعهم باسمهم.
في معنى الوزير
وقال آخر: إنما قيل لمدير الأمور عن الملك " وزير " من الوزر وهو الحمل، يراد أن يحمل عنه من الأمور مثل الأوزار وهي الأحمال، قال اللّه عز وجل: {ولكنّا حمّلنا أوزارًا من زينة القوم} أي أحمالاً من حليهم، ولهذا قيل للإثم: وزر، شبّه بالحمل على الظهر، قال اللّه [تبارك وتعالى]: {ووضعنا عنك وزرك الذّي أنقض ظهرك} ). [عيون الأخبار: 1/ 50] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قال: الذي تسمع لصوته نقيضًا من ثقله. {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قال: لا أذكر إلا ذكرت معي.
قال: الوزر: كل ما احتمل الرجل على ظهره. وإنما سمى الوزير وزيرًا لأنه يحمل أثقال صاحبه، وهو ها هنا حمل الإثم. {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}؛ قال: تسقط آثام أهلها عنهم، أي إذا قاتلوا فاستشهدوا وضعت أوزارهم ومحصت عنهم الذنوب). [مجالس ثعلب: 225-226] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يفسر من كتاب الله جل وعز تفاسير متضادة قوله جل اسمه: {ولقد همت به وهم بها}، فيقول بعض الناس: ما هو يوسف بالزنا قط؛ لأن الله جل وعز قد أخلصه وطهره، فقال: {إنه من عبادنا المخلصين} ومن أخلصه الله وطهره فغير جائز أن يهم بالزنا، وإنما أراد الله جل وعز: وهم بضربها ودفعها عن نفسه، فكان البرهان الذي رآه من ربه أن الله أوقع في نفسه أنه متى ضربها كان ضربه إياها حجة عليه، لأنها تقول: راودني عن نفسي، فلما لم أجبه ضربني.
وقال آخرون: همها يخالف هم يوسف عليه السلام لأنها همت بعزم وإرادة وتصميم على إرادة الزنا، ولم يكن هم يوسف عليه السلام على هذه السبيل، ولا من هذا الطريق، بل همه من جهة حديث النفس، وما يخطر في القلب ويغلب على البشريين بطبائعهم المائلة إلى اللذات، الساكنة إلى الشهوات، فلما خطر بقلبه وحدثته نفسه بما لم يهم به بتصحيح عزم عليه، كان غير ملوم على ذلك، ولا معيب به.
وقال آخرون: ما هم يوسف بالزنا طرفة عين. وفي الآية معنى تقديم وتأخير، يريد الله بها: ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها، فلما رأى البرهان لم يقع منه هم. وقالوا: هذا كما يقول القائل لمن يخاطبه: قد كنت من الهالكين لولا أن فلانا أنقذك؛ معناه لولا أنه أنقذك لهلكت، فلما أنقذك لم تهلِك.
قال أبو بكر: والذي نذهب إليه ما أجمع عليه أصحاب الحديث وأهل العلم، وصحت به الرواية عن علي بن أبي طالب [رضوان الله عليه]، وابن عباس رحمه الله، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، وأبي صالح، ومحمد بن كعب القرظي، وقتادة، وغيرهم، من أن يوسف عليه السلام هم هما صحيحا على ما نص الله عليه في كتابه، فيكون الهم خطيئة من الخطايا وقعت من يوسف عليه السلام، كما وقعت الخطايا من غيره من الأنبياء، ولا وجه لأن نؤخر ما قدم الله، ونقدم ما أخر الله، فيقال: معنى {وهم بها}
التأخير معه قوله جل وعز: {لولا أن رأى برهان ربه}. إذا كان الواجب علينا، واللازم لنا أن نحمل القرآن على لفظه، وألا نزيله عن نظمه؛ إذا لم تدعنا إلى ذلك ضرورة، وما دعتنا إليه في هذه الآية ضرورة، فإذا حملنا الآية على ظاهرها ونظمها كان {هم بها} معطوفا على {همت به}، و{لولا} حرف مبتدأ جوابه محذوف بعده؛ يراد به: لولا أن رأى برهان ربه لزنا بها بعد الهم، فلما رأى البرهان زال الهم ووقع الانصراف عن العزم. وقد خبر الله جل وعز عن أنبيائه بالمعاصي التي غفرها، وتجاوز عنهم فيها، فقال تبارك وتعالى: {وعصى آدم ربه فغوى}، وقال لنبيه محمد عليه السلام: {ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك}، وخبر بمثل هذا عن يونس وداود عليهما السلام، وقال النبي [صلى الله عليه]: «ما من نبي إلا قد عصى أو هم إلا يحيى بن زكريا».
وقال أبو عبيد: قال الحسن: إن الله جل وعز لم يقصص عليكم ذنوب الأنبياء تغييرا منه لهم، ولكنه قصها عليكم، لئلا تقنطوا من رحمته.
قال أبو عبيد: يذهب الحسن إلى أن الحجج من الله جل وعز على أنبيائه أوكد، ولهم ألزم، فإذا قبل التوبة منهم، كان إلى قبولها منكم أسرع.
وإلى مذهبنا هذا كان يذهب علماء اللغة: الفراء وأبو عبيد، وغيرهما). [كتاب الأضداد: 411-414] (م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) }

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} قال: الذي تسمع لصوته نقيضًا من ثقله. {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قال: لا أذكر إلا ذكرت معي.
قال: الوزر: كل ما احتمل الرجل على ظهره. وإنما سمى الوزير وزيرًا لأنه يحمل أثقال صاحبه، وهو ها هنا حمل الإثم. {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}؛ قال: تسقط آثام أهلها عنهم، أي إذا قاتلوا فاستشهدوا وضعت أوزارهم ومحصت عنهم الذنوب). [مجالس ثعلب: 225-226]

تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) }

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
لولا لساني لكنت حيث كنت رفعته ....... لرميت فاقرة أبا سيار
قوله: حيث كنت رفعته يعني ذكرته وأثنيت عليه وهو من قول الله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك} ). [نقائض جرير والفرزدق: 331]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} قال: الذي تسمع لصوته نقيضًا من ثقله. {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قال: لا أذكر إلا ذكرت معي.

قال: الوزر: كل ما احتمل الرجل على ظهره. وإنما سمى الوزير وزيرًا لأنه يحمل أثقال صاحبه، وهو ها هنا حمل الإثم. {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}؛ قال: تسقط آثام أهلها عنهم، أي إذا قاتلوا فاستشهدوا وضعت أوزارهم ومحصت عنهم الذنوب). [مجالس ثعلب: 225-226] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) }

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (واليسْرُ من الفَتْل وما فتلته نحو جسدك واليُسرُ ضد العُسْر والعَسْرُ أن تعسِر الناقة بذنبها أي تشول به يقال عَسرتْ تعْسِرُ
عَسْرا وعَسَرانا والعَسْر أيضا مصدر عسرته إذا أخذته على عسر والعُسْرُ من الإعسار). [إصلاح المنطق: 129-130] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العبَّاس: عن ابن الأعرابي: عسرت حاجتك تعسر عسرًا، وعسرت الناقة بذنبها عند اللقاح تعسر عسرًا، وكذلك: عسرت يده، إذا رفعها يضرب. وعسرت غريمي أعسره وأعسره عسرًا، إذا ألححت عليه. وأمر عسير وعسر. والعسر والمعسرة من الضيق. ويقال: ناقة عاسر وعواسر وعسر. والعسر يثقل ويخفف، وكذلك اليسر، وناقة عاسر وعسير. وأنشد:
وعسير أدماء حادرة الع ....... ين خنوف غيرانة شملال
ويد عسراء. والمعاسر والمياسر: جماعة معسرة وميسرة. ويقال: معسرة وميسرة، ومعسرة وميسرة). [مجالس ثعلب: 518] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}. قال: هذا توكيد. وقال: يقال: لما قرئت قال ابن مسعود: " لن يغلب عسر يسرين "). [مجالس ثعلب: 592]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 10:53 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 10:53 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 10:53 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 10:53 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الّذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإنّ مع العسر يسرًا * إنّ مع العسر يسرًا * فإذا فرغت فانصب * وإلى ربّك فارغب}
عدّد اللّه تعالى على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم نعمه في أن شرح له صدره للنبوّة وهيّأه لها، وذهب الجمهور إلى أنّ شرح الصدر المذكور هو: تنويره بالحكمة، وتوسيعه لتلقّي ما يوحى إليه.
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه، وجماعةٌ: «هذه إشارةٌ إلى شرحه بشقّ جبريل عليه السلام عنه في وقت صغره، وفي وقت الإسراء؛ إذ التّشريح شقّ اللّحم
».
وقرأ أبو جعفرٍ المنصور: (ألم نشرح) ـ بنصب الحاء ـ على نحو قول الشاعر:
اضرب عنك الهموم طارقها ....... ضربك بالسّيف قونس الفرس
ومثله ممّا في نوادر أبي زيدٍ:
من أيّ يوميّ من الموت أفرّ ....... أيوم لم يقدر أم يوم قدر
كأنه تعالى قال: (ألم نشرحن) ثمّ أبدل من النون ألفًا، ثمّ حذفها تخفيفًا، وهي قراءةٌ مردودةٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 643]

تفسير قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الوزر) الذي وضعه اللّه تعالى عنه هو عند بعض المتأوّلين الثّقل الذي كان على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وحيرته قبل المبعث؛ إذ كان يرى سوء ما قريشٌ فيه من عبادة الأصنام، وكان لم يتّجه له من اللّه أمرٌ واضحٌ، فوضع اللّه تعالى عنه ذلك الثّقل بنبوّته وإرساله.
وقال أبو عبيدة وغيره: المعنى:
«خفّفنا عليك أثقال النبوّة، وأعنّاك على الناس».
وقال قتادة، وابن زيدٍ، والحسن، وجمهورٌ من المفسّرين:
«الوزر هنا: الذّنوب، وأصله الثّقل، فشبّهت الذنوب به، وهذه الآية نظير قوله تعالى: {ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}. وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الجاهليّة قبل النّبوّة وزره صحبة قومه، وأكله من ذبائحهم، ونحو هذا. وقاله الضّحّاك، وفي كتاب النقّاش: حضوره مع قومه المشاهد التي لا يحبّها اللّه تعالى».
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:
«وهذه كلّها جرّها المنشأ، كشهوده حرب الفجار ينبّل على أعمامه، وقلبه في ذلك منيبٌ إلى الصواب، وأمّا عبادة الأصنام فلم يتلبّس بها قطّ»، وقرأ أنس بن مالكٍ: (وحططنا عنك وزرك). وفي حرف ابن مسعودٍ: (وحللنا عنك وقرك). وفي حرف أبيٍّ: (وحططنا عنك وقرك). وذكر أبو عمرٍو أن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صوّب جميعها.
وقال المحاسبيّ: إنما وصفت ذنوب الأنبياء عليهم السلام بالثّقل، وهي صغائر مغفورةٌ؛ لـهمّهم بها وتحسّرهم عليها). [المحرر الوجيز: 8/ 644]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أنقض} معناه: جعله نقضًا، أي: هزيلًا معيّيًا من الثّقل. وقيل: معناه: أسمع له نقيضًا، وهو الصوت، وهو مثل نقيض السّفن، وكلّ ما حمّلته ثقلًا فإنه ينقض تحته. وقال عبّاس بن مرداسٍ:
وأنقض ظهري ما تطوّقت منهم ....... وكنت عليهم مشفقًا متحنّنًا). [المحرر الوجيز: 8/ 645]

تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك} معناه: نوّهنا باسمك: وذهبنا به كلّ مذهبٍ في الأرض، هذا ورسول اللّه بمكة. وقال أبو سعيدٍ الخدريّ، والحسن، ومجاهدٌ، وقتادة: معنى قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك}، أي: قرنّا اسمك باسمنا في الأذان والخطب. وروي في هذا حديث:
«إنّ اللّه تعالى قال: إذا ذكرت ذكرت معي». وهذا متّجهٌ إلاّ أنّ الآية نزلت بمكة قديمًا والأذان شرع بالمدينة.
ورفع الذّكر نعمةٌ على الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم، وكذلك هو جميلٌ حسنٌ للقائمين بأمور الناس، وخمول الذّكر والاسم حسنٌ للمنفردين للعبادة، وقد جعل اللّه تعالى النّعم أقسامًا بحسب ما يصلح لشخصٍ شخصٍ، وفي الحديث:
«إنّ اللّه تعالى يوقف عبدًا يوم القيامة فيقول: ألم أفعل بك كذا وكذا؟ - يعدّد عليه نعمه - ويقول في جملتها: ألم أخمل ذكرك في النّاس؟»).
والمعنى في هذا التعديد الذي على النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أي: يا محمّد فقد جعلنا جميع هذا فلا تكترث بأذى قريشٍ؛ فإنّ الذي فعل بك هذه النّعم سيظفرك بهم، وينصرك عليهم). [المحرر الوجيز: 8/ 645]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قوّى تعالى رجاءه بقوله سبحانه: {فإنّ مع العسر يسرًا}، أي: مع ما تراه من الأذى فرجٌ يأتيك، وكرّر اللّه تعالى ذلك مبالغةً وتبيينًا للخير، فقال بعض الناس: المعنى: إنّ مع العسر يسرًا في الدنيا، وإنّ مع العسر يسرًا في الآخرة. وذهب كثيرٌ من العلماء إلى أنّ مع كلّ عسرٍ يسرين بهذه الآية، من حيث (العسر) معرّفٌ للعهد، و(اليسر) منكّرٌ، فالأول غير الثاني.
وقد روي في هذا التأويل حديثٌ عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنه قال:
«لن يغلب عسرٌ يسرين». وأمّا قول عمر به فنصٌّ في الموطّإ في رسالته إلى أبي عبيدة بن الجرّاح - رضي اللّه عنهما -.
وقرأ عيسى، ويحيى بن وثّابٍ، وأبو جعفرٍ: (العسر واليسر) ـ بضمتين ـ وقرأ ابن مسعودٍ: {إنّ مع العسر يسرًا}. واحدةً غير مكرّرةٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 645-646]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر نبيّه عليه الصلاة والسلام إذا فرغ من شغلٍ من أشغال النبوّة والعبادة أن ينصب في آخر.
والنّصب: التّعب، فالمعنى: أن يدأب على ما أمر به ولا يفتر.
وقال ابن عبّاسٍ - رضي اللّه عنهما -:
«المعنى: فإذا فرغت من فرضك فانصب في التّنفّل عبادةً لربّك».
وقال ابن مسعودٍ:
«فانصب في قيام الليل». وعن مجاهدٍ: «فإذا فرغت من شغل دنياك فانصب في عبادة ربّك».
وقيل: المعنى: فإذا فرغت من الرّكعات فاجلس في التشهّد وانصب في الدعاء.
وقال ابن عبّاسٍ وقتادة: معنى الكلام:
«فإذا فرغت من العبادة فانصب في الدعاء».
وقال الحسن بن أبي الحسن:
«فإذا فرغت من الجهاد فانصب في العبادة». ويعترض هذا التأويل أنّ الجهاد فرض بالمدينة. وقرأ أبو السّمّال: (فرغت) ـ بكسر الراء ـ وهي لغةٌ، وقرأ قومٌ: (فانصبّ) ـ بشدّ الباء وفتحها ـ ومعناها: إذا فرغت من الجهاد فانصبّ إلى المدينة. ذكرها النقّاش منبّهًا على أنها خطأٌ.
وقرأ آخرون من الإمامية: (فانصب) بكسر الصاد، بمعنى: إذا فرغت من أمر النبوّة فانصب خليفةً، وهي قراءةٌ شاذّةٌ ضعيفة المعنى، لم تثبت عن عالمٍ.
ومرّ شريحٌ على رجلين يصطرعان، فقال:
«ليس بهذا أمر الفراغ». وتلا هذه الآية). [المحرر الوجيز: 8/ 646]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإلى ربّك فارغب} أمرٌ بالتوكّل على اللّه - عزّ وجلّ -، وصرف وجه الرّغبات إليه، لا إلى سواه.
وقرأ ابن أبي عبلة: (فرغّب) ـ بفتح الراء وشدّ الغين مكسورةً). [المحرر الوجيز: 8/ 646]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 10:54 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 10:54 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم الله الرّحمن الرّحيم
{ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الّذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإنّ مع العسر يسرًا * إنّ مع العسر يسرًا * فإذا فرغت فانصب * وإلى ربّك فارغب}
يقول تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} يعني: أما شرحنا لك صدرك؟ أي: نوّرناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً، كقوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً، لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.
وقيل: المراد بقوله: {ألم نشرح لك صدرك} شرح صدره ليلة الإسراء، كما تقدّم في رواية مالك بن صعصعة، وقد أورده التّرمذيّ ههنا، وهذا إن كان واقعاً، ولكن لا منافاة؛ فإنّ من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً. والله أعلم.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدّثني محمد بن عبد الرّحيم أبو يحيى البزّاز، حدّثنا يونس بن محمدٍ، حدّثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبيّ بن كعبٍ، حدّثني أبي محمد بن معاذٍ، عن معاذٍ، عن محمدٍ، عن أبيّ بن كعبٍ: أن أبا هريرة كان حريًّا على أن يسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال:
«يا رسول الله، ما أوّل ما رأيت من أمر النّبوّة؟» فاستوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالساً.
وقال:
«لقد سألت يا أبا هريرة، إنّي لفي الصّحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا رجلٌ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قطّ، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قطّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثمّ نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرّأفة والرّحمة. فإذا مثل الّذي أخرج، شبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو رقّةً على الصّغير ورحمةً للكبير» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 429-430]

تفسير قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووضعنا عنك وزرك} بمعنى: (ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر)). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 430]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذي أنقض ظهرك} الإنقاض: الصوت. وقال غير واحدٍ من السلف في قوله: {الّذي أنقض ظهرك} أي: أثقلك حمله). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 430]

تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ورفعنا لك ذكرك} قال مجاهدٌ:
«لا أذكر إلاّ ذكرت معي: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله».
وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيبٌ، ولا متشهّدٌ، ولا صاحب صلاةٍ إلاّ ينادي بها: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله.
قال ابن جريرٍ: حدّثني يونس، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال:
«أتاني جبريل فقال: إنّ ربّي وربّك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم. قال: إذا ذكرت ذكرت معي»).
وكذا رواه ابن أبي حاتمٍ، عن يونس بن عبد الأعلى به، ورواه أبو يعلى من طريق ابن لهيعة، عن درّاجٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو عمر الحوضيّ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«سألت ربّي مسألةً وددت أنّي لم أكن سألته: قلت: قد كان قبلي أنبياء، منهم من سخّرت له الرّيح، ومنهم من يحيي الموتى. قال: يا محمّد، ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أجدك ضالاًّ فهديتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا ربّ»).
وقال أبو نعيمٍ في (دلائل النّبوّة): حدّثنا أبو أحمد الغطريفيّ، حدّثنا موسى بن سهلٍ الجونيّ، حدّثنا أحمد بن القاسم بن بهرام الهيتيّ، حدّثنا نصر بن حمّادٍ، عن عثمان بن عطاءٍ، عن الزّهريّ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«لمّا فرغت ممّا أمرني الله به من أمر السّماوات والأرض قلت: يا ربّ، إنّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاّ وقد كرّمته؛ جعلت إبراهيم خليلاً، وموسى كليماً، وسخّرت لداود الجبال، ولسليمان الرّيح والشّياطين، وأحييت لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كلّه؛ إنّي لا أذكر إلاّ ذكرت معي، وجعلت صدور أمّتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهراً ولم أعطها أمّةً، وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم»).
وحكى البغويّ، عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ، أن المراد بذلك الأذان. يعني: ذكره فيه. وأورد من شعر حسّان بن ثابتٍ:
أغرّ عليه للنّبوّة خاتمٌ ....... من الله من نورٍ يلوح ويشهد

وضمّ الإله اسم النّبيّ إلى اسمه ....... إذا قال في الخمس المؤذّن أشهد

وشقّ له من اسمه ليجلّه ....... فذو العرش محمودٌ وهذا محمّد
وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأوّلين والآخرين، ونوّه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيّين أن يؤمنوا به، وأن يأمروا أممهم بالإيمان به، ثمّ شهر ذكره في أمّته، فلا يذكر الله إلاّ ذكر معه. وما أحسن ما قال الصّرصريّ رحمه الله:
لا يصحّ الأذان في الفرض إلاّ ....... باسمه العذب في الفم المرضيّ
وقال أيضاً:
ألم تر أنّا لا يصحّ أذاننا ....... ولا فرضنا إن لم نكرّره فيهما
). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 430-431]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {فإنّ مع العسر يسراً * إنّ مع العسر يسراً} أخبر تعالى أنّ مع العسر يوجد اليسر، ثمّ أكّد هذا الخبر.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا حميد بن حمّاد بن أبي خوارٍ أبو الجهم، حدّثنا عائذ بن شريحٍ، قال: سمعت أنس بن مالكٍ يقول: كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جالساً وحياله حجرٌ، فقال:
«لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتّى يدخل عليه فيخرجه» فأنزل الله عزّ وجلّ: {فإنّ مع العسر يسراً * إنّ مع العسر يسراً}.
ورواه أبو بكرٍ البزّار في مسنده، عن محمد بن معمرٍ، عن حميد بن حمّادٍ به، ولفظه: ((لو جاء العسر حتّى يدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتّى يخرجه)) ثمّ قال: {فإنّ مع العسر يسراً * إنّ مع العسر يسراً})). ثمّ قال البزّار:
«لا نعلم رواه عن أنسٍ إلاّ عائذ بن شريحٍ».
قلت: وقد قال فيه أبو حاتمٍ الرّازيّ: في حديثه ضعفٌ، ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرّة، عن رجلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ موقوفاً.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن محمد بن الصّبّاح، حدّثنا أبو قطنٍ، حدّثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال:
«لا يغلب عسرٌ واحدٌ يسرين اثنين».
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، قال: خرج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوماً مسروراً فرحاً، وهو يضحك، وهو يقول:
«لن يغلب عسرٌ يسرين، لن يغلب عسرٌ يسرين، إنّ مع العسر يسراً، إنّ مع العسر يسراً»).
وكذا رواه من حديث عوفٍ الأعرابيّ، ويونس بن عبيدٍ، عن الحسن مرسلاً.
وقال سعيدٌ، عن قتادة: ذكر لنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشّر أصحابه بهذه الآية، فقال:
«لن يغلب عسرٌ يسرين». ومعنى هذا: أن العسر معرّفٌ في الحالين؛ فهو مفردٌ واليسر منكّرٌ فتعدّد، ولهذا قال: «لن يغلب عسرٌ يسرين» يعني: قوله: {فإنّ مع العسر يسراً * إنّ مع العسر يسراً} فالعسر الأوّل هو الثاني، واليسر تعدّد.
وقال الحسن بن سفيان: حدّثنا يزيد بن صالحٍ، حدّثنا خارجة، عن عبّاد بن كثيرٍ، عن أبي الزّناد، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
«نزل المعونة من السّماء على قدر المؤونة، ونزل الصّبر على قدر المصيبة»).
وممّا يروى عن الشافعيّ أنه قال:
صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا ....... من راقب الله في الأمور نجا
من صدّق الله لم ينله أذى ....... ومن رجاه يكون حيث رجا

وقال ابن دريدٍ: أنشدني أبو حاتمٍ السّجستانيّ:
إذا اشتملت على اليأس القلوب ....... وضاق لما به الصّدر الرّحيب
وأوطأت المكاره واطمأنّت ....... وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضّرّ وجهاً ....... ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ ....... يمنّ به اللّطيف المستجيب
وكلّ الحادثات إذا تناهت ....... فموصولٌ بها الفرج القريب

وقال آخر:
ولربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ....... ذرعاً وعند الله منها المخرج
كملت فلمّا استحكمت حلقاتها ....... فرجت وكان يظنّها لا تفرج).
[تفسير القرآن العظيم: 8/ 431-433]


تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربّك فارغب} أي: إذا فرغت من أمور الدّنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب في العبادة، وقم إليها نشيطاً فارغ البال، وأخلص لربّك النيّة والرغبة.
ومن هذا القبيل قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث المتّفق على صحّته:
«لا صلاة بحضرة طعامٍ، ولا وهو يدافعه الأخبثان». وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أقيمت الصّلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء».
قال مجاهدٌ في هذه الآية:
«إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربّك».
وفي روايةٍ عنه: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك.
وعن ابن مسعودٍ:
«إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام اللّيل».
وعن ابن عياضٍ نحوه.
وفي روايةٍ عن ابن مسعودٍ: {فانصب * وإلى ربّك فارغب} بعد فراغك من الصلاة وأنت جالسٌ.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {فإذا فرغت فانصب} يعني:
«في الدعاء».
وقال زيد بن أسلم والضحّاك: {فإذا فرغت} أي: من الجهاد {فانصب} أي: في العبادة.
{وإلى ربّك فارغب}. قال الثّوريّ:
«اجعل نيّتك ورغبتك إلى الله - عزّ وجلّ -»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 433]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة