العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الآخرة 1434هـ/25-04-2013م, 08:06 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة الطارق [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:12 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {والطارق}؛ قال: هو ظهور النجوم بالليل يقول تطرقك بالليل النجم الثاقب المضيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {الطَّارقِ}؛ هُو النَّجْمُ، وما أَتَاكَ لَيْلاً فهو طَارِقٌ). [متن فتح الباري: 8/ 699]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : ({الطَّارقِ} هُو النَّجْمُ، وما أَتَاكَ لَيْلاً فهُو طَارِقٌ) ثم فَسَّرَهُ فقال: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ: المُضِيءُ) يُقَالُ: أَثقِبْ نَارَكَ للمُوقِدِ. ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وأبِي نُعَيْمٍ وسَيأتِي للباقِينَ في كِتابِ الاعتِصامِ
وهُو كَلامُ الفَرَّاءِ قَالَ في قَولِهِ تَعَالَى:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} إلخ، وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ: الثَّاقِبُ: المُضِيءُ. وأَخرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ مِثلَهُ). [فتح الباري: 8/ 699] (م)
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (هُوَ النَّجْمُ وَمَا أتَاكَ لَيْلاً فَهُوَ طَارِقٌ)
أَيِ: الطَّارِقُ هُوَ النَّجْمُ قَوْلُهُ: {وَمَا أَتَاكَ} أَيِ الَّذِي أَتَاكَ فِي اللَّيْلِ يُسَمَّى طَارِقًا مِنَ الطَّرْقِ وَهُوَ الدَّقُّ، وَسُمِّيَ بِهِ لِحَاجَتِهِ إِلَى دَقِّ الْبَابِ، هَذَا لِلنَّسَفِيِّ). [عمدة القاري: 19/ 287]

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (هُوَ) أي الطَّارِقُ النَّجْمُ، وَمَا أَتَاكَ لَيْلاً فهو طارقٌ ولا يُسَمَّى ذلك بالنَّهَارِ، فَسُمِّيَ به النَّجْمُ لِظُهُورِهِ لَيْلاً). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (أقسمَ ربُّنا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بالسماءِ، وبالطارقِ الذي يطرُقُ ليلاً؛ من النجومِ المضيئةِ، ويخفَى نهاراً، وكلُّ ما جاءَ ليلاً فقد طرَقَ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قالَ: السماءِ وما يَطْرُقُ فيها.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}. قالَ: طارقٌ يطرقُ باللَّيلِ، ويخفَى بالنهارِ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ في قولِهِ: {وَالطَّارِقِ}. قالَ: ظهورُ النجومِ. يقولُ: تطرقُكَ ليلاً.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {وَالطَّارِقِ}: النجمِ). [جامع البيان: 24/ 288-289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ والطَّارِقِ}. قَالَ: أَقْسَمَ رَبُّكَ بالطَّارِقِ، وكُلُّ شَيْءٍ طَرَقَكَ باللَّيْلِ فهو طَارِقٌ). [الدر المنثور: 15/ 347-348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لابنِ عَبَّاسٍ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. فقَالَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}. فقُلْتُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بالخُنَّسِ}. فقَالَ: {الجَوَارِي الكُنَّسِ}. فقلتُ: {وَالمُحْصَنَاتِ مِنَ النِّسَاءِ}. فقَالَ: {إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}. فقلتُ: مَا هَذَا؟ فقَالَ: لا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَسْمَعُ). [الدر المنثور: 15/ 348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ والطَّارِقِ}. قَالَ: ومَا يَطْرُقُ فِيهَا، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: كُلُّ نَفْسٍ عَلَيْهَا حَفَظَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ). [الدر المنثور: 15/ 348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ جُرَيْجٍ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: النَّجْمُ يَخْفَى بالنَّهارِ ويَبْدُو بالليلِ، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: يَحْفَظُ عَمَلَهُ وأَجَلَهُ ورِزْقَهُ). [الدر المنثور: 15/ 348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: هو ظُهُورُ النُّجُومِ باللَّيْلِ، يَقُولُ: تَطْرُقُكَ باللَّيْلِ). [الدر المنثور: 15/ 349] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ: وما أشعرَكَ يا محمَّدُ ما الطارقُ الذي أقسمْتُ به؟). [جامع البيان: 24/ 289]

تفسير قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة؟، في قوله: {والطارق}؛ قال: هو ظهور النجوم بالليل يقول تطرقك بالليل، {النجم الثاقب}؛ المضيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المُضِيءُ، وقَالَ مُجَاهِدٌ: {الثَّاقِبُ} الذي يَتَوَهَّجُ). [متن فتح الباري: 8/ 699]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (الطَّارقِ هُو النَّجْمُ، وما أَتَاكَ لَيْلاً فهُو طَارِقٌ ثم فَسَّرَهُ فقال: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المُضِيءُ، يُقَالُ: أَثقِبْ نَارَكَ للمُوقِدِ. ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وأبِي نُعَيْمٍ وسَيأتِي للباقِينَ في كِتابِ الاعتِصامِ
وهُو كَلامُ الفَرَّاءِ قَالَ في قَولِهِ تَعَالَى:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} إلخ، وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ: {الثَّاقِبُ}: المُضِيءُ. وأَخرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ مِثلَهُ.
قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: الثَّاقِبُ الذي يَتوهَّجُ ثَبَتَ هَذَا لأبِي نُعَيْمٍ عنِ الجُرْجَانِيِّ ووَصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ والطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بهذا.
- وأَخرَجَ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ: هُو النَّجْمُ الذي يُرمَى بِه. ومِن طريقِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ زيدٍ قَالَ: النَّجْمُ الثَّاقِبُ الثُّرَيَّا). [فتح الباري: 8/ 699]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المُضِيءُ.
هذا أَيْضًا لِلنَّسَفِيِّ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الثَّاقِبُ} الَّذِي يَتَوَهَّجُ.
ثَبَتَ هَذَا لأَبِي نُعَيْمٍ عَنِ الْجُرْجَانِيِّ عَنِ السُّدِّيِّ: الَّذِي يُرْمَى بِهِ، وَقِيلَ: الثَّاقِبُ: الثُّرَيَّا). [عمدة القاري: 19/ 287]

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} هو (الْمُضِيءُ) وهذا كُلُّهُ ثَابِتٌ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ، سَاقِطٌ في الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {النّجم الثّاقب} قال: ثقوبه: استنارته). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 109]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمَّ بيَّنَ ذلك جلَّ ثناؤُهُ، فقالَ: هو النجمُ الثاقبُ، يعني: يتوقَّدُ ضياؤُهُ ويتوهَّجُ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: يعني المضيءُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قالَ: هي الكواكبُ المضيئةُ، وثقوبُهُ: إذا أضاءَ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا الحسينُ، عن يزيدَ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قالَ: الذي يثقُبُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوْلِ اللَّهِ: {الثَّاقِبُ}. قالَ: الذي يتوهَّجُ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ثقوبُه: ضوءُه.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ:{النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المضيءُ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قالَ: كانت العربُ تسمِّي الثُّرَيَّا النجمَ، ويُقالُ: إنَّ الثاقبَ النجمُ الذي يُقالُ له: زُحَلُ. والثاقبُ أيضاً الذي قد ارتفعَ علَى النجومِ، والعربُ تقولُ للطائرِ إذا هو لحِقَ ببطنِ السماءِ ارتفاعاً: قد ثَقَبَ، والعربُ تقول: أثْقِبْ نارَكَ: أي أضِئْها). [جامع البيان: 24/ 289-290]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {النجم الثاقب}؛ الذي يتوهج). [تفسير مجاهد: 2/ 749]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العظمةِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: النَّجْمُ المُضِيءُ, {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: إِلاَّ عليها حَافِظٌ). [الدر المنثور: 15/ 348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: هو ظُهُورُ النُّجُومِ باللَّيْلِ، يَقُولُ: تَطْرُقُكَ باللَّيْلِ، {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: المُضِيءُ). [الدر المنثور: 15/ 349] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: الذي يَتَوَهَّجُ). [الدر المنثور: 15/ 349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ زيدٍ قَالَ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: الثُّرَيَّا). [الدر المنثور: 15/ 349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن خَصِيفٍ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: يَثْقُبُ مَنْ يَسْتَرِقُ السَّمْعَ). [الدر المنثور: 15/ 349]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {إن كل نفس لما عليها حافظ}؛ قال قرينه يحفظ عليه عمله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {لَقَوْلٌ فَصْلٌ}: لحقٌّ. {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}: إلا عليها حافِظٌ). [متن فتح الباري: 8/ 699]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}: إلا عليها حافظٌ، وصَلَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ يزيدَ النَّحْويِّ عن عِكْرِمَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، وإسنادُهُ صحيحٌ لكنْ أَنكرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وقَالَ: لم نَسْمَعْ لِقَولِ " لمَّا " بمعنَى " إلا " شَاهِدًا في كلامِ العربِ.
وقُرِئتْ (لَمَا) بالتَّخْفِيفِ والتَّشدِيدِ، فقَرَأهَا ابنُ عامرٍ وعاصِمٌ وحَمزَةُ بالتَّشْدِيدِ.
وأَخرَجَ أَبُو عُبَيْدَةَ عنِ ابنِ سِيرينَ أنَّه أَنكَرَ التَّشدِيدَ علَى مَن قَرَأَ بِهِ). [فتح الباري: 8/ 699]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( لَمَّا عَلَيْها حَافِظٌ: إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: إلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ. وَوَصَلَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، لَكِنْ أَنْكَرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ: لَمْ نَسْمَعْ لِقَوْلِ: لَمَّا بمَعْنَى إِلاَّ شَاهِدًا فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ، وَقَالَ النَّسَفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَحَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ: لَمَّا بتشديدِ الميمِ، عَلَى أَنْ تَكُونَ نَافِيةً، وَتَكُونَ لَمَّا بمَعْنَى إِلاَّ، وَهِيَ لغةُ هُذَيْلٍ يَقُولُونَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لَمَّا قُمْتَ يَعْنُونَ: إِلاَّ قُمْتَ، وَالمَعْنَى: مَا نَفْسٌ إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ مِنْ رَبِّهَا، وَالْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ: جَعَلُوا مَا صِلَةً، وِإِنْ مُخَفَّفَةً مِنَ الْمُثَقَّلَةِ أَيْ: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا حَافِظٌ مِنْ رَبِّهَا يَحْفَظُ عَلَيْهَا وَيُحْصِي عَلَيْهَا مَا تَكْسِبُهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، قُلْتُ: فِي كَلاَمِهِ رَدٌّ عَلَى إِنْكَارِ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي مَجِيءِ شَاهِدٍ لِلَمَّا بمَعْنَى إِلاَّ). [عمدة القاري: 19/ 287]

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} أي: إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ وهذا التَّفْسِيرُ على تَشْدِيدِ مِيمِ لَمَّا، وهي قراءَةُ عَاصِمٍ وابْنِ عَامِرٍ وَحَمْزَةَ، وإنْ نَافِيَةٌ وَثَبَتَ قَوْلُهُ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ.. إلى آخِرِهِ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ، وَسَقَطَ مِنَ الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. اختلفت القَرَأَةُ في قراءةِ ذلك، فقرأَهُ مِن قَرَأَةِ المدينةِ أبو جعفرٍ، ومِن قَرَأَةِ الكوفةِ حمزةُ: {لَمَّا عَلَيْهَا} بتشديدِ الميمِ. وذُكِرَ عن الحسنِ أنَّهُ قرأَ ذلك كذلك.
حدَّثني أحمدُ بنُ يوسفَ، قالَ: ثنا أبو عبيدٍ، قالَ: ثنا حجَّاجٌ، عن هارونَ، عن الحسنِ أنَّهُ كانَ يقرؤُها: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} مشدَّدةً، ويقولُ: إلاَّ عليها حافظٌ، وهكذا كلُّ شيءٍ في القرآنِ بالتثقيلِ.
وقرأَ ذلك من أهلِ المدينةِ نافعٌ، ومن أهلِ البصرةِ أبو عمرٍو: (لَمَا) بالتخفيفِ، بمعنَى: إنْ كلُّ نفسٍ لَعلَيْها حافظٌ. وعلَى أنَّ اللامَ جوابُ " إنْ " و " ما " التي بعدَها صلةٌ. وإذا كانَ ذلك كذلك لم يكنْ فيهِ تشديدٌ.
والقراءةُ التي لا أختارُ غيرَها في ذلك التخفيفُ؛ لأنَّ ذلك هو الكلامُ المعروفُ من كلامِ العربِ، وقد أنكرَ التشديدَ جماعةٌ من أهلِ المعرفةِ بكلامِ العربِ، أنْ يكونَ معروفاً من كلامِ العربِ، غيرَ أنَّ الفرَّاءَ كانَ يقولُ: لا نَعْرِفُ جهةَ التثقيلِ في ذلك، ونرَى أنَّها لغةٌ في هُذَيْلٍ، يجعلونَ (إلاَّ) مع (إنْ) المُخَفَّفةِ (لَمَّا)، ولا يُجاوِزونَ ذلك، كأنَّهُ قالَ: ما كلُّ نفسٍ إلاَّ عليها حافظٌ، فإنْ كانَ صحيحاً ما ذكرَ الفرَّاءُ من أنَّها لغةُ هذيلٍ، فالقراءةُ بها جائزةٌ صحيحةٌ، وإنْ كانَ الاختيارُ أيضاً إذا صحَّ ذلك عندَنا -القراءةَ الأخرَى، وهي التخفيفُ؛ لأنَّ ذلك هو المعروفُ من كلامِ العربِ، ولا ينبغي أنْ يُتركَ الأعرفُ إلَى الأنكرِ.
وقد حدَّثني أحمدُ بنُ يوسفَ، قالَ: ثنا أبو عبيدٍ، قالَ: ثنا معاذٌ، عن ابنِ عونٍ، قالَ: قرأتُ عندَ ابنِ سيرينَ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} فأنكرَهُ، وقال: سبحانَ اللَّهِ! سبحانَ اللَّهِ!
فتأويلُ الكلامِ إذنْ: إنْ كُلُّ نفسٍ لعَلَيْها حافظٌ من ربِّها، يحفظُ عملَها، ويُحصي عليها ما تكتَسِبُ من خيرٍ أو شرٍّ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قالَ: كلُّ نفسٍ عليها حَفَظةٌ من الملائكةِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}: حفظةٌ يحفظونَ عملَكَ ورزقَكَ وأجلَكَ، إذا توفَّيتَهُ يا ابنَ آدمَ قُبِضْتَ إلَى ربِّكَ). [جامع البيان: 24/ 290-292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ والطَّارِقِ}. قَالَ: ومَا يَطْرُقُ فِيهَا، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: كُلُّ نَفْسٍ عَلَيْهَا حَفَظَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ). [الدر المنثور: 15/ 348] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العظمةِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: النَّجْمُ المُضِيءُ, {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: إِلاَّ عليها حَافِظٌ). [الدر المنثور: 15/ 348] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ جُرَيْجٍ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: النَّجْمُ يَخْفَى بالنَّهارِ ويَبْدُو بالليلِ، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: يَحْفَظُ عَمَلَهُ وأَجَلَهُ ورِزْقَهُ). [الدر المنثور: 15/ 348] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قَالَ: هو ظُهُورُ النُّجُومِ باللَّيْلِ، يَقُولُ: تَطْرُقُكَ باللَّيْلِ، {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قَالَ: المُضِيءُ، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. قَالَ: مَا كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ. قَالَ: وهُمْ حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَ عَمَلَكَ ورِزْقَكَ وأَجَلَكَ، فإِذَا تُُوُفِِّيتَ يَا ابنَ آدَمَ قُبِضْتَ إِلَى رَبِّكَ). [الدر المنثور: 15/ 349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عاصِمٍ أنَّه قرَأ: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. مُثَقَّلَةً مَنْصُوبَةَ اللاَّمِ). [الدر المنثور: 15/ 349]

تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ}. يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فلينظرِ الإنسانُ المكذِّبُ بالبعثِ بعدَ المماتِ، المنكرُ قدرةَ اللَّهِ علَى إحيائِهِ بعدَ مماتِهِ، {مِمَّ خُلِقَ}. يقولُ: من أيِّ شيءٍ خلقَهُ ربُّهُ؟ ). [جامع البيان: 24/ 292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ}. قَالَ: هو أبو الأَشَدَّيْنِ، كانَ يَقومُ علَى الأَدِيمِ، فيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَن أَزَالَنِي عَنْهُ فَلَهُ كَذَا وكَذَا. ويقولُ: إِنَّ مُحَمَّداً يَزْعُمُ أنَّ خَزَنَةَ جَهَنَّمَ تِسْعَةَ عَشَرَ، فأَنَا أَكْفِيكُمْ وَحْدِي عَشَرَةً، واكْفُونِي أَنْتُم تِسْعَةً). [الدر المنثور: 15/ 349-350]

تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثم أخبرَ جلَّ ثناؤُهُ عمَّا خلقَهُ منه، فقالَ: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}. يعني: من ماءٍ مدفوقٍ، وهو ممَّا أخرجتْهُ العربُ بلفظِ "فاعلٍ" وهو بمعنَى المفعولِ، ويُقالُ: إنَّ أكثرَ مَن يستعملُ ذلك من أحياءِ العربِ سكَّانُ الحجازِ إذا كانَ في مذهبِ النعتِ، كقولِهم: هذا سرٌّ كاتمٌ، وهَمٌّ ناصِبٌ، ونحوِ ذلك). [جامع البيان: 24/ 292]

تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني الليث بن سعد أن معمر بن أبي حبيبة المديني حدثه أنه بلغه في قول الله: {يخرج من بيت الصلب [والترائب}، .. .. عصارة القلب من هناك يكون الولد). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 64-65]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {من بين الصلب والترائب}؛ قال: هو أسفل من التراقي). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري قال: يقال {الصلب والترائب}؛ صلب الرجل وترائب المرأة يقول يخرج من صلب الرجل وترائب المرأة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 366]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن الأعمش، أنه كان يقول يخلق العظم والعصب من ماء الرجل ويخلق الدم واللحم من ماء المرأة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 366]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيدٍ في قوله: {من بين الصّلب والترائب} قال: الأضلاع الّتي أسفل الصّلب). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 37] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {يخرج من بين الصلب والترائب} قال: التّرائب: الصّدر). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. يقولُ: يخرجُ مِن صُلْبِ الرَّجُلِ وَتَرَائِبِ المرْأَةِ. وَقِيلَ: يَخْرُجُ مِن بينِ ذلك. ومعنَى الكلامِ: منهما، كما يُقالُ: سيخرجُ من بينِ هذينِ الشيئينِ خيرٌ كثيرٌ، بمعنَى: يخرجُ منهما.
واختلفَ أهلُ التأويلِ في معنَى "الترائبِ" وموضعِها؛ فقالَ بعضُهم: الترائبُ: موضعُ القِلادةِ من صدرِ المرأةِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عبدُ الرَّحْمنِ بنُ الأسودِ الطفاويُّ، قالَ: ثنا محمَّدُ بنُ ربيعةَ، عن سلمةَ بنِ سابورَ، عن عطيَةَ العَوْفِيِّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: الترائبُ: موضعُ القِلادةِ.
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}؛ يقولُ: من بينِ ثديَيِ المرأةِ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، قالَ: سُئِلَ عكرمةُ عن الترائبِ، فقالَ: هذه، ووضعَ يدَهُ علَى صدرِهِ بين ثديَيْهِ.
- حدَّثني ابنُ المثنَّى، قالَ: ثني سَلْمُ بنُ قتيبةَ، قالَ: ثني عبدُ اللَّهِ بنُ النعمانِ الحُدَّانيُّ، أنَّهُ سمعَ عكرمةَ يقولُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: صلبِ الرجلِ، وترائبِ المرأةِ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن شَريكٍ، عن عطاءٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، قالَ: الترائبُ: الصدرُ.
قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن مِسْعَرٍ، عن الحكمِ، عن أبي عِياضٍ، قالَ: {وَالتَّرَائِبِ}: الصدرِ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: الترائبُ الصدرُ، وهذا الصلبُ، وأشارَ إلَى ظهرِهِ.
وقال آخرُونَ: الترائبُ ما بينَ المَنْكِبَيْنِ والصدرِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن إسرائيلَ، عن ثُويرٍ، عن مجاهدٍ، قالَ: {وَالتَّرَائِبِ}: ما بينَ المنكبينِ والصدرِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: أسفلَ من التراقِي.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، قالَ: الصلبُ للرجلِ، والترائبُ للمرأةِ، والترائبُ فوقَ الثديينِ.
وقال آخرُونَ: هو اليدانِ والرجلانِ والعينانِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: فالترائبُ أطرافُ الرَّجُلِ، واليدانِ والرجلانِ والعينانِ، فتلك الترائبُ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضحَّاكِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: الترائبُ اليدانِ والرجلانِ.
قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، قالَ: قالَ غيرُهُ: الترائبُ ماءُ المرأةِ وصلبُ الرَّجُلِ.
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}: عيناهُ ويداهُ ورجلاهُ.
وقال آخرُونَ: معنَى ذلك أنَّهُ يخرجُ من بينِ صلبِ الرَّجُلِ ونحرِه.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. يقولُ: يخرجُ من بينِ صلبِ الرجلِ ونحرِهِ.
وقالَ آخرُونَ: هي الأضلاعُ التي أسفلَ الصلبِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن أشعثَ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ في قولِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: الترائبُ الأضلاعُ التي أسفلَ الصلبِ.
وقالَ آخرُونَ: هي عُصَارةُ القلبِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ إسحاقَ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني الليثُ، أنَّ معمرَ بنَ أبي حَبِيبةَ المدنِيَّ حدَّثَهُ، أنَّهُ بلغَهُ في قوْلِ اللَّهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}. قالَ: هو عُصارةُ القلبِ، ومنه يكونُ الوَلَدُ.
والصوابُ من القولِ في ذلك عندَنا قولُ مَن قالَ: هو موضعُ القلادةِ من المرأةِ حيثُ تقعُ عليهِ من صدرِها؛ لأنَّ ذلك هو المعروفُ في كلامِ العربِ، وبه جاءتْ أشعارُهم، قالَ المثقِّبُ العبديُّ:
ومِنْ ذَهَبٍ يسنُّ علَى تريبٍ.......كلوْنِ العاجِ ليسَ بذِي غضونِ
وقالَ آخرُ:
والزعفرانُ علَى ترائبِها.......شَرِقا به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ ).
[جامع البيان: 24/ 292-296]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {الترائب}؛ أسفل من التراقي). [تفسير مجاهد: 749]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني أبو عليٍّ الحسين بن عليٍّ الحافظ، أنبأ عبد اللّه بن محمّدٍ البغويّ، حدّثني جدّي أحمد بن منيعٍ، ثنا أبو يوسف القاضي، ثنا مطرّف بن طريفٍ، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}قال: {الصّلب} هو الصّلب، {والتّرائب} أربعة أضلاعٍ من كلّ جانبٍ من أسفل الأضلاع «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: صُلْبِ الرَّجُلِ، وتَرَائِبِ المَرْأَةِ، لا يَكونُ الوَلَدُ إلاَّ مِنْهُما). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ أَبْزَى قَالَ: الصُّلْبُ مِن الرجُلِ، والتَّرائِبُ مِن المرأةِ). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}؛ قَالَ: مَا بَيْنَ الجِيدِ والنَّحْرِ). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: التَّرائبُ أَسْفَلُ مِنَ التَّرَاقِي). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالتَّرَائِبِ}؛ قَالَ: تَرِيبَةُ المَرْأَةِ، وهو مَوْضِعُ القِلادَةِ). [الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، أنَّ نافِعَ بنَ الأزْرَقِ قَالَ له: أخْبِرْنِي عن قولِه عَزَّ وجلَّ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: التَّرَائِبُ مَوْضِعُ القِلادَةِ مِنَ المَرْأةِ. قَالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشاعرِ:
والزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائِبِهَا.......شَرِقاً بِهِ اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ ).
[الدر المنثور: 15/ 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّه سُئِلَ عن قولِه: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: صُلْبِ الرجُلِ وتَرَائِبِ المَرْأَةِ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
ونِظَامُ اللُّولِي عَلَى تَرَائِبِهَا.......شَرِقاً بِهِ اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ ).
[الدر المنثور: 15/ 350-351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {التَّرائِبُ}؛ بين ثَدْيَيِ المرأةِ). [الدر المنثور: 15/ 351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ قالَ: {التَّرائِبُ}: الصَّدْرُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ وعَطِيَّةَ وأَبِي عِيَاضٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحه، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {التَّرَائِبُ}؛ أَرْبَعَةُ أَضْلاعٍ مِن كُلِّ جانبٍ مِن أَسْفَلِ الأَضْلاعِ ). [الدر المنثور: 15/ 351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ المُنْذِرِ، عن الأَعْمشِ قَالَ: يُخْلَقُ العِظَامُ والعَصَبُ مِن مَاءِ الرجُلِ، ويُخْلَقُ اللَّحْمُ والدَّمُ مِن مَاءِ المَرْأةِ). [الدر المنثور: 15/ 351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}؛ قَالَ: يَخْرُجُ مِن بَيْنِ صُلْبِه ونَحْرِه). [الدر المنثور: 15/ 351] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) }

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): ( ثنا يزيد بن موهبٍ قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال: ثنا أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ وعكرمة في قوله عزّ وجلّ: {إنّه على رجعه لقادر} قال: يردّه في صلب أبيه). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 34]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {إنه على رجعه لقادر} قال: في الإحليل). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّ هذا الذي خلقَكم أيُّها النَّاسُ من هذا الماءِ الدافقِ، فجعلكم بشراً سَويًّا، بعدَ أنْ كنتم ماءً مدفوقاً {عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}.
واختلفَ أهلُ التأويلِ في الهاءِ التي في قولِهِ: {عَلَى رَجْعِهِ} علَى ما هي عائدةٌ؟ فقالَ بعضُهُم: هي عائدةٌ علَى الماءِ. وقالوا: معنَى الكلامِ: إنَّ اللَّهَ علَى ردِّ النطفةِ في الموضعِ الذي خرجتْ منه، {لَقَادِرٌ}.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: إنَّهُ علَى ردهِّ في صلبِهِ لقادرٌ.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى، قالَ: ثنا أبو النعمانِ الحكمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، قالَ: ثنا شعبةُ، عن أبي رجاءٍ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: للصلبِ.
- حدَّثني عبيدُ بنُ إسماعيلَ الهباريُّ، قالَ: ثنا عبدُ الرَّحْمنِ بنُ محمَّدٍ المحاربيُّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: علَى أنْ يَرُدَّ الماءَ في الإحْليلِ.
- حدَّثني نصرُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ الأوديُّ الوشَّاءُ، قالَ: ثنا أبو قطنٍ عمرُو بنُ الهيثمِ، عن ورقاءَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نجيحٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي بكرٍ، عن مجاهدٍ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: علَى ردِّ النطفةِ في الإحْليلِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: رجعِ النطفةِ في الإحليلِ.
- حدثَّنَا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قال: في الإحليلِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: ردِّه في الإحْليلِ.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: إنَّهُ علَى ردِّ الإنسانِ ماءً كما كانَ قبلَ أنْ يخلُقَه منه.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}: إنْ شئْتُ رددْتُه كما خلقْتُه من ماءٍ.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: إنَّهُ علَى حبسِ ذلك الماءِ لقادرٌ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قالَ: علَى رجعِ ذلك الماءِ لقادرٌ حتَّى لا يخرجَ، كما قدَرَ علَى أنْ يخلقَ منه ما خلقَ، قادرٌ علَى أنْ يَرجِعَهُ.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: إِنَّهُ قادرٌ علَى رجعِ الإنسانِ من حالِ الكِبَرِ إلَى حالِ الصِّغَرِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا الحسينُ، عن مقاتلِ بنِ حيَّانَ، عن الضحَّاكِ، قالَ: سمعْتُهُ يقولُ في قولِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. يقولُ: إنْ شئْتُ رددْتُه من الكبرِ إلَى الشبابِ، ومن الشبابِ إلَى الصِّبا، ومن الصِّبا إلَى النطفةِ.
وعلَى هذا التأويلِ تكونُ الهاءُ في قولِهِ: {عَلَى رَجْعِهِ} من ذكْرِ الإنسانِ.
وقالَ آخرُونَ ممَّن زعمَ أنَّ الهاءَ للإنسانِ: معنَى ذلك: إنَّهُ علَى إحيائِهِ بعدَ مماتِهِ لقادرٌ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}: إنَّ اللَّهَ تعالَى ذِكْرُهُ علَى بعثِهِ وإعادتِهِ لقادرٌ.
وأوْلَى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قوْلُ مَن قالَ: معنَى ذلك: إنَّ اللَّهَ علَى ردِّ الإنسانِ المخلوقِ من ماءٍ دافقٍ من بعدِ مماتِهِ حيًّا، كهيئتِهِ قبلَ مماتِهِ لقادرٌ.
وإنَّما قلْتُ: هذا أوْلَى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ؛ لقولِهِ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. فكانَ في إتباعِهِ قولَهُ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} أنباءً من أنباءِ القيامةِ، دلالةٌ علَى أنَّ السابقَ قبلَها أيضاً منه، ومنه: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّهُ علَى إحيائِهِ بعدَ مماتِهِ لقادرٌ، يوم تُبلَى السرائرُ؛ ف"اليومُ" من صفةِ "الرجعِ"؛ لأنَّ المعنَى: إنَّهُ علَى رجعِهِ يوم تُبلَى السرائرُ لقادرٌ). [جامع البيان: 24/ 297-300]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {إنه على رجعه لقادر} قال: يقول: أنه لعلى رجع النطفة في الإحليل لقادر). [تفسير مجاهد: 749]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: يَخْرُجُ مِن بَيْنِ صُلْبِه ونَحْرِه، {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى بَعْثِه وإِعَادَتِه لَقَادِرٌ). [الدر المنثور: 15/ 351] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: علَى أَنْ يَجْعَلَ الشَّيْخَ شَابًّا والشَّابَّ شَيْخاً). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: علَى رَجْعِ النُّطْفَةِ فِي الإِحْلِيلِ). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}؛ قَالَ: عَلَى أَنْ يَرْجِعَهُ في صُلْبِه). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ أَبْزَى قَالَ: علَى أَنْ يَرُدَّه نُطْفَةً في صُلْبِ أَبِيهِ). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عَنِ الحَسَنِ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}؛ قَالَ: على إِحْيائِه). [الدر المنثور: 15/ 352]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وعَنَى بقولِهِ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}: يومَ تُختبرُ سرائرُ العبادِ، فيظهرُ منها يومئذٍ ما كانَ في الدُّنيا مُسْتَخْفِياً عن أعينِ العبادِ، من الفرائضِ التي كانَ اللَّهُ ألزمَهُ إيَّاها، وكلَّفه العملَ بها.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حُدِّثْتُ عن عبدِ اللَّهِ بنِ صالحٍ، عن يحيَى بنِ أيُّوبَ، عن ابنِ جُريجٍ، عن عطاءِ بن أبي رباحٍ في قولِهِ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قالَ: ذلك الصومُ والصلاةُ وغُسْلُ الجنابةِ، وهو السرائرُ؛ ولو شاءَ أنْ يقولَ: قد صمْتُ. وليس بصائمٍ، و: قد صلَّيْتُ ولم يُصَلِّ، و: قد اغتسَلْتُ ولم يَغتَسِلْ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}: إنَّ هذه السرائرَ مُخْتَبَرَةٌ، فأسِرُّوا خيراً وأعلنوهُ إن استطعتم، ولا قوَّةَ إلاَّ باللَّهِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قالَ: تُخْتَبَرُ). [جامع البيان: 24/ 300-301]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: يَخْرُجُ مِن بَيْنِ صُلْبِه ونَحْرِه، {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى بَعْثِه وإِعَادَتِه لَقَادِرٌ، {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قَالَ: إنَّ هذه السَّرائرَ مُخْتَبَرَةٌ، فأَسِرُّوا خَيْراً وأَعْلِنُوه). [الدر المنثور: 15/ 351] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قَالَ: السَّرَائِرُ التي تَخْفَيْنَ مِنَ النَّاسِ، وَهُنَّ للَّهِ بَوَادٍ، دَاوُوهُنَّ بدَوائِهِنَّ. قِيلَ: وَمَا دَواؤُهُنَّ؟ قَالَ: أَنْ تَتُوبَ ثُمَّ لا تَعُودَ). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن عَطَاءٍ في قَوْلِهِ: {تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قَالَ: الصَّوْمُ والصَّلاةُ وغُسْلُ الجَنابَةِ.
- وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ، عن أبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: « ضَمَّنَ اللَّهُ خَلْقَهُ أَرْبَعَةً؛ الصَّلاةَ والزَّكَاةَ وصَوْمَ رَمَضانَ والغُسْلَ مِن الجَنَابَةِ، وهُنَّ السَّرَائِرُ التي قَالَ اللَّهُ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} » ). [الدر المنثور: 15/ 352-353]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {من قوة ولا ناصر}؛ قال: من قوة يمتنع بها ولا ناصر ينصره من الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 365]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَمَا لَهُ من قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فما للإنسانِ الكافرِ يومئذٍ من قوَّةٍ يمتنعُ بها من عذابِ اللَّهِ، وأليمِ نَكالِهِ، ولا ناصرٍ يَنْصرُهُ، فيَستَقيدَ له ممَّن نالَهُ بمكروهٍ، وقد كانَ في الدنيا يرجعُ إلَى قوَّةٍ من عشيرتِهِ، يمتنعُ بهم ممَّن أرادَهُ بسوءٍ، وناصرٍ من حليفٍ ينصرُهُ علَى مَن ظلَمَهُ واضطهدَهُ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {فَمَا لَهُ من قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}: ينصرُه من اللَّهِ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ في قولِهِ: {فَمَا لَهُ من قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}؛ قالَ: من قوَّةٍ يمتنعُ بها، ولا ناصرٍ ينصرُهُ من اللَّهِ.
- حدَّثني عليٌّ بنُ سهلٍ، قالَ: ثنا ضَمْرةُ بنُ ربيعةَ، عن سفيانَ الثوريِّ في قولِهِ: {من قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}؛ قالَ: القوَّةُ العشيرةُ، والناصرُ الحليفُ). [جامع البيان: 24/ 301-302]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ضمرة عن ربيعة، عن سفيان الثوري، في قوله: {فماله من قوة ولا ناصر}؛ قال: القوة العشيرة والناصر الحليف). [تفسير مجاهد: 749]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ}. قَالَ: يَخْرُجُ مِن بَيْنِ صُلْبِه ونَحْرِه، {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى بَعْثِه وإِعَادَتِه لَقَادِرٌ، {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. قَالَ: إنَّ هذه السَّرائرَ مُخْتَبَرَةٌ، فأَسِرُّوا خَيْراً وأَعْلِنُوه, {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} يَمْتَنِعُ بِهَا، {وَلا نَاصِرٍ} يَنْصُرُه مِن اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 351]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:22 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والسّماء والطّارق...}

{الطارق}: النجم؛ لأنه يطلع بالليل، وما أتاك ليلا فهو طارق، ثم فسره فقال: {النّجم الثّاقب...}). [معاني القرآن: 3/ 254]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الطارق}: أي يطرق بالليل). [غريب القرآن وتفسيره: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الطّارق} {والنجم}، سمي بذلك: لأنه يطرق - أي يطلع - ليلا وكلّ من أتاك ليلا: فقد طرقك). [تفسير غريب القرآن: 523]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {والسّماء والطّارق (1)} جواب القسم: {إن كلّ نفس لمّا عليها حافظ (4)}
{والطارق}: النجم، والنجم يعنى به النجوم. وإنما قيل للنجم طارق لأنه طلوعه بالليل، وكلّ ما أتى ليلا فهو طارق، لأن الليل يسكن فيه، ومن هذا قيل: أطرق فلان إذا أمسك عن الكلام وسكن). [معاني القرآن: 5/ 311]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطارق} النجم، يُسمّى به لأنه يطرق، أي يطلع ليلاً).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2)}

تفسير قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({النّجم الثّاقب...} والثاقب: المضيء، والعرب تقول: أثقب نارك ـ للموقد، ويقال: إن الثاقب: هو النجم الذي يقال له: زحل، والثاقب: الذي قد ارتفع على النجوم. والعرب تقول للطائر إذا لحق ببطن السماء ارتفاعا: قد ثقّب. كل ذلك جاء في التفسير). [معاني القرآن: 3/ 254]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({النّجم الثّاقب} المضيء، أثقب نارك أضئها). [مجاز القرآن: 2/ 294]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({النجم الثاقب}: المضيء). [غريب القرآن وتفسيره: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{الثّاقب}: المضيء). [تفسير غريب القرآن: 523]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({النّجم الثّاقب (3)} و{الثّاقب} المضيء. يقال ثقب يثقب تقوبا إذا أضاء، ويقال للموقد: أثقب نارك أي أضئها). [معاني القرآن: 5/ 311]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({الثاقب}: المضيء). [ياقوتة الصراط: 567]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الثَّاقِبُ}: المضيء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 299]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الثَّاقِبُ}: المضيء). [العمدة في غريب القرآن: 343]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لّمّا عليها...} قرأها العوام "لمّا"، وخففها بعضهم. الكسائي كان يخففها، ولا نعرف جهة التثقيل، ونرى أنها لغة في هذيل، يجعلون إلاّ مع إن المخففة (لمّا). ولا يجاوزون ذلك. كأنه قال: ما كل نفس إلا عليها حافظ.
ومن خفف قال: إنما هي لام جواب لإن، (وما) التي بعدها صلة كقوله: {فبما نقضهم ميثاقهم} يقول: فلا يكون في (ما) وهي صلة تشديد). [معاني القرآن: 3/ 254-255]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {عليها حافظٌ...} الحافظ من الله عز وجل يحفظها، حتى يسلمها إلى المقادير). [معاني القرآن: 3/ 255]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إن كلّ نفسٍ لما عليها حافظٌ} أي إن كل نفس لعليها حافظ). [مجاز القرآن: 2/ 294]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الطّارق} {والنجم}، سمي بذلك: لأنه يطرق -أي يطلع- ليلا وكلّ من أتاك ليلا: فقد طرقك). [تفسير غريب القرآن: 523]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (لمالمّا: تكون بمعنى (لم) في قوله: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} [ص: 8] أي: بل لم يذوقوا عذاب. وتكون بمعنى (إلّا)، قال تعالى: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: 35] أي: إلّا متاع الحياة الدنيا، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] أي: إلّا عليها، وهي لغة هذيل مع «إن» الخفيفة التي تكون بمعنى «ما».
ومن قرأ {وإن كلّ ذلك لمّا متاع} بالتخفيف {إن كلّ نفسٍ لمّا عليها حافظٌ} جعل (ما) صلة، وأراد: وإن كلّ ذلك لمتاع الحياة، وإن كلّ نفس لما عليها حافظ). [تأويل مشكل القرآن: 542]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)، كقوله تعالى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} [الملك: 20]، و{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [يس: 29]، و{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4]). [تأويل مشكل القرآن: 552](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {والسّماء والطّارق (1)} جواب القسم: {إن كلّ نفس لمّا عليها حافظ (4)}). [معاني القرآن: 5/ 311](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إن كلّ نفس لمّا عليها حافظ (4)}
{لما عليها} معناه لعليها حافظ، و {ما} لغو. وقرئت "لمّا" عليها حافظ - بالتشديد. والمعنى معنى (إلا) استعملت "لمّا" في موضع "إلا" في موضعين: أحدهما هذا. والآخر في باب القسم. يقال: سألتك لمّا فعلت بمعنى إلا فعلت). [معاني القرآن: 5/ 311]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({إن كل نفس لما عليها حافظ} معناه: ما كل نفس إلا عليها حافظ). [ياقوتة الصراط: 567]

تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)}

تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {من مّاء دافقٍ...} أهل الحجاز أفعل لهذا من غيرهم، أن يجعلوا المفعول فاعلا إذا كان في مذهب نعت، كقول العرب: هذا سرٌّ كاتم، وهمٌّ ناصبٌ، وليلٌ نائمٌ، وعيشةٌ راضيةٌ. وأعان على ذلك أنها توافق رءوس الآيات التي هنّ معهن). [معاني القرآن: 3/ 255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجيء المفعول به على لفظ الفاعل:
- كقوله سبحانه: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [هود: 43]، أي لا معصوم من أمره.
- وقوله: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}، أي مدفوق.
- وقوله: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: 21]، أي مرضيّ بها.
- وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا} [العنكبوت: 67]، أي مأمونا فيه.
- وقوله: {وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12]، أي مبصرا بها.
والعرب تقول: ليل نائم، وسرّ كاتم، قال وعلة الجرميّ:

ولما رأيـت الخيـل تتـرى أثايجـا.......علمت بأنّ اليوم أحمس فاجر
أي يوم صعب مفجور فيه). [تأويل مشكل القرآن:296- 297](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {خلق من ماء دافق (6)} معناه من فوق، ومذهب سيبويه وأصحابه أن معناه النسب إلى الاندفاق. المعنى من ماء ذي اندفاق). [معاني القرآن: 5/ 311]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({من ماء دافق} في معنى: مدفوق، وهو مما جاء على لفظ الفاعل وهو مفعول به، ومثله: {في عيشة راضية} أي: مرضية). [ياقوتة الصراط: 568]

تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب...} يريد: من الصلب والترائب وهو جائز أن تقول للشيئين: ليخرجن من بين هذين خير كثير ومن هذين.
و{الصلب}: صلب الرجل، و{الترائب}: ما اكتنف لبّات المرأة مما يقع عليه القلائد). [معاني القرآن: 3/ 255]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({الترائب} معلق الحلى على الصدر قال المثقب العبدي: ومن ذهبٍ يشنّ على تريبٍ). [مجاز القرآن: 2/ 294]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الترائب}: واحدها تربية وهو معلق الحلي على الصدر). [غريب القرآن وتفسيره: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({التّرائب}: معلّق الحليّ من الصدر. واحدتها «تربية»). [تفسير غريب القرآن: 523]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب (7)} [معاني القرآن: 5/ 311]
{الترائب}: جاء في التفسير أنها أربعة أضلاع من يمنة الصدر وأربع أضلاع من يسرة الصدر.
وجاء في التفسير أن الترائب اليدان والرجلان والعينان.
وقال أهل اللغة أجمعون: الترائب موضع القلادة من الصدر. وأنشدوا لامرئ القيس:
مهفهـفـة بـيـضـاء غـيــر مـفـاضـة.......ترائبها مصقولة كالسّجنجل )
[معاني القرآن: 5/ 311-312]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({من بين الصلب والترائب} أي: من صلب الرجل وترائب المرأة، وهو موضع القلادة من الإنسان والمرأة. قال: أراد التربية، ولكن جمعها -عز وجل- بما حولها، كما قيل: هي واضحة اللبات، وإنما لها لبة واحدة، فجمعها بما حولها). [ياقوتة الصراط: 568]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالتَّرَائِبِ} مُعَلّق الحَلِيّ على الصدور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 299]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({التَّرَائِبِ}: أعلى الصدر). [العمدة في غريب القرآن: 343]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّه على رجعه لقادرٌ...} إنه على رد الإنسان بعد الموت لقادر.
... وحدثني مندل عن ليث عن مجاهد قال: إنه على رد الماء إلى الإحليل لقادر). [معاني القرآن: 3/ 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّه على رجعه لقادر (8)} جاء في التفسير: على رجع الماء إلى الإحليل لقادر.
وجاء أيضا {على رجعه} إلى الصلب، وجاء أيضا {على رجعه} على بعث الإنسان، وهذا يشهد له قوله: {يوم تبلى السّرائر (9)} أي إنه قادر على بعثه يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/ 312]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يوم تبلى السّرائر} أي تختبر سرائر القلوب). [تفسير غريب القرآن: 523]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّه على رجعه لقادر (8)} جاء في التفسير: على رجع الماء إلى الإحليل لقادر.
وجاء أيضا {على رجعه} إلى الصلب، وجاء أيضا {على رجعه} على بعث الإنسان، وهذا يشهد له قوله: {يوم تبلى السّرائر (9)} أي إنه قادر على بعثه يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/ 312](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تُبْلَى} تختبر سرائر القلوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 10:53 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) )}
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (
ويقال أتانا إيابا إذا جاء ليلا.......وأتانا تأويبا وأتانا طروقا ).
[إصلاح المنطق: 427]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ):(
ألا طرقت أسماء وهي طروق.......وبانت على أن الخيال يشوق
أبو عكرمة: الطروق: الإتيان بالليل). [شرح المفضليات: 245]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) }

تفسير قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنهم يقولون إن زيد لذاهب وإن عمرو لخير منك لما خففها جعلها بمنزلة لكن حين خففها وألزمها اللام لئلا تلتبس بإن التي هي بمنزلة ما التي تنفى بها.
ومثل ذلك: {إن كل نفس لما عليها حافظ} إنما هي لعليها حافظ.
وقال تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} إنما هي لجميع وما لغو
وقال تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين}: {وإن نظنك لمن الكاذبين}.
وحدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول إن عمرا لمنطلق. وأهل المدينة يقرءون: (وإن كلاًّ لما ليوفّينّهم ربّك أعمالهم) يخففون وينصبون كما قالوا:
كأن ثدييه حقّان). [الكتاب: 2/ 139-140]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقالوا: لئن زرته ما يقبل منك وقال لئن فعلت ما فعل يريد معنى ما هو فاعلٌ وما يفعل كما كان لظلوا مثل ليظلن وكما جاءت: {سواءٌ عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} على قوله: أم صمتم فكذلك جاز هذا على ما هو فاعلٌ قال عز وجل: {ولئن أتيت الذين أوتواالكتاب بكل آيةٍ ما تبعوا قبلتك} أي ما هم تابعين.
وقال سبحانه: {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده} أي ما يمسكهما من أحدٍ.
وأما قوله عز وجل: {وإن كلاً لما ليوفينهم ربك أعمالهم} فإن إن حرف توكيد فلها لامٌ كلام اليمين لذلك أدخلوها كما أدخلوها في {إن كل نفسٍ لما عليها حافظ} ودخلت اللام التي في الفعل على اليمين كأنه قال إن زيداً لما والله ليفعلن.
وقد يستقيم في الكلام إن زيداً ليضرب وليذهب ولم يقع ضربٌ والأكثر على ألسنتهم كما خبرتك في اليمين فمن ثم ألزموا النون في اليمين لئلا يلتبس بما هو واقعٌ قال الله عز وجل: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة} وقال لبيد:
ولقد علمت لتأتين منيّتي.......إنّ المنايا لا تطيش سهامها
كأنه قال والله لتأتين كما قال قد علمت لعبد الله خيرٌ منك وقال أظن لتسبقنني وأظن ليقومن لأنه بمنزلة علمت وقال عز وجل: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه} لأنه موضع ابتداء ألا ترى أنك لو قلت بدا لهم أيهم أفضل لحسن كحسنه في علمت كأنك قلت ظهر لهم أهذا أفضل أم هذا). [الكتاب: 3/ 108-110] (م)
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب أن إن؛
فإن مفتوحةً تكون على وجوه
فأحدها أن تكون فيه أن وما تعمل فيه من الأفعال بمنزلة مصادرها والآخر أن تكون فيه بمنزلة أي ووجهٌ آخر تكون فيه لغواً ووجهٌ آخر هي فيه مخففةً من الثقيلة فأما الوجه الذي تكون فيه لغواً فنحو قولك لما أن جاءوا ذهبت وأما والله أن لو فعلت لأكرمتك.
وأما إن فتكون للمجازاة وتكون أن يبتدأ ما بعدها في معنى اليمين وفي اليمين كما قال الله عز وجل: {إن كل نفس لما عليها حافظ}: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}.
وحدثني من لا أتهم عن رجل من أهل المدينة موثوق به أنه سمع عربياً يتكلم بمثل قولك إن زيدٌ لذاهبٌ وهي التي في قوله جل ذكره: {وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين} وهذه إن محذوفةٌ.
وتكون في معنى ما قال الله عز وجل: {إن الكافرون إلا في غرور} أي ما الكافرون إلا في غرور). [الكتاب: 3/ 151-152]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقع أن في موضع أي الخفيفة للعبارة والتفسير كقوله عز وجل: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم}. معناه أي امشوا. ولا تقع إلا بعد كلام تام؛ لأنه إنما يفسر بعد تمامه.
وتقع زائدةً توكيدا كقولك: لما أن جاء ذهبت. والله أن لو فعلت لفعلت. فإن حذفت لم تخلل بالمعنى. فهذه أربعة أوجه: وكذلك المكسورة تقع على أربعة أوجه: فمنهم الجزاء؛ نحو إن تأتني آتك.
ومنهم أن تكون في معنى ما، نحو إن زيد في الدار: أي ما زيد في الدار.
وقال الله عز وجل: {إن الكافرون إلا في غرور} وقال: {إن يقولون إلا كذبا}.
وتكون مخففة من الثقيلة. فإذا كانت كذلك لزمتها اللام في خبرها لئلا تلتبس بالنافية. وذلك قولك: إن زيدٌ لمنطلقٌ.
وقال الله عز وجل {إن كل نفسٍ لما عليها حافظٌ}.
فإن نصبت بها لم تحتج إلى اللام؛ نحو إن زيدا منطلق؛ لأن النصب قد أبان. وجاز النصب بها إذا كانت مخففة من الثقيلة، وكانت الثقيلة إنما نصبت لشبهها بالفعل، فلما حذف منها صار كفعل محذوف، فعمل الفعل واحدٌ وإن حذف منك كقولك: لم يك زيد منطلقا وكقولك: عِ كلاما). [المقتضب: 1/ 188-189] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أن وإن الخفيفتين
اعلم أن أن تكون في الكلام على أربعة أوجه: فوجه: أن تكون هي والفعل الذي تنصبه مصدراً؛ نحو قولك: أريد أن تقوم يا فتى؛ أي: أريد قيامك، وأرجو أن تذهب يا فتى، أي: أرجو ذهابك. فمن ذلك قول الله: {وأن تصوموا خيرٌ لكم} أي والصيام خير لكم. ومثله: {وأن يستعففن خيرٌ لهن}.
ووجه آخر: أن تكون مخففة من الثقيلة. وذلك قوله عز وجل: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}. لو نصبت بها وهي مخففة لجاز. فإذا رفعت ما بعدها فعلى حذف التثقيل والمضمر في النية، فكأنه قال: إنه الحمد لله رب العالمين. وقد مضى تفسير هذا في موضع عملها خفيفةً.
والوجه الثالث أن تكون في معنى أي التي تقع للعبارة والتفسير، وذلك قوله عز وجل: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم}. ومثله: بينت له الحديث أن قد كان كذا وكذا. تريد: أي امشوا، وأي قد كان كذا وكذا.
ووجه رابع: أن تكون زائدة مؤكدة؛ وذلك قولك: لما أن جاء زيد قمت، ووالله أن لو فعلت لأكرمتك.
وأما إن المكسورة فإن لها أربعة أوجه مخالفةً لهذه الوجوه.
فمن ذلك إن الجزاء؛ وذلك قولك: إن تأتني آتك، وهي أصل الجزاء؛ كما أن الألف أصل الاستفهام.
وتكون في معنى ما. تقول: إن زيد منطلق، أي: ما زيد منطلق.
وكان سيبويه لا يرى فيها إلا رفع الخبر؛ لأنها حرف نفي دخل على ابتداء وخبره؛ كما تدخل ألف الاستفهام فلا تغيره. وذلك كمذهب بني تميم في ما.
وغيره يجيز نصب الخبر على التشبيه بليس؛ كما فعل ذلك في ما. وهذا هو القول، لأنه لا فصل بينها وبين ما في المعنى، وذلك قوله عز وجل: {إن الكافرون إلا في غرورٍ} وقال: {إن يقولون إلا كذباً}. فهذان موضعان.
والموضع الثالث: أن تكون إن المكسورة المخففة من الثقيلة، فإذا رفعت ما بعدها لزمك أن تدخل اللام على الخبر، ولم يجز غير ذلك؛ لأن لفظها كلفظ التي في معنى ما، وإذا دخلت اللام علم أنها الموجبة لا النافية، وذلك قولك: إن زيداً لمنطلق. وعلى هذا قوله عز وجل: {إن كل نفسٍ لما عليها حافظ} {وإن كانوا ليقولون}.
وإن نصبت بها لم تحتج إلى اللام إلا أن تدخلها توكيداً؛ كما تقول: إن زيداً لمنطلق.
والموضع الرابع: أن تدخل زائدةً مع ما، فتردها إلى الابتداء، كما تدخل ما على إن الثقيلة، فتمنعها عملها، وتردها إلى الابتداء في قولك: إنما زيد أخوك، و{إنما يخشى الله من عباده العلماء} وذلك قولك: ما إن يقوم زيد، وما إن زيدٌ منطلق. لا يكون الخبر إلا مرفوعاً لما ذكرت لك. قال زهير:
ما إن يكاد يخليهم لوجهتـهـم.......تخالج الأمر إن الأمر مشترك
وقال الآخر:
وما إن طبنا جبنٌ ولكن.......منايانا ودولة آخرينـا
فإن قال قائل: فما بالها لما خففت من الثقيلة المكسورة اختير بعدها الرفع، ولم يصلح ذلك في المخففة من المفتوحة إلا أن ترفع على أن يضمر فيها? قيل: لأن المفتوحة وما بعدها مصدرٌ، فلا معنى لها للابتداء، والمكسورة، إنما دخلت على الابتداء وخبره، فلما نقصت عن وزن الفعل رجع الكلام إلى أصله.
ومن رأى النصب بها أو بالمفتوحة مع التخفيف قال: هما بمنزلة الفعل، فإذا خففتا كانتا بمنزلة فعل محذوف منه، فالفعل يعمل محذوفاً عمله تاماً. فذلك قولك: لم يك زيداً منطلقاً، فعمل عمله والنون فيه. والأقيس الرفع فيما بعدها، لأن إن إنما أشبهت الفعل باللفظ لا بالمعنى، فإذا نقص اللفظ ذهب الشبه. ولذلك الوجه الآخر وجهٌ من القياس كما ذكرت لك.
وكان الخليل يقرأ إن هذان لساحران، فيؤدي خط المصحف ومعنى إن الثقيلة في قراءة ابن مسعود إن ذان لساحران). [المقتضب: 2/ 358-361](م)

تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) }

تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال الراجز: ولا الفغام دون أن تفاقما، والفغمة الريح الطيبة والقنمة الريح المنتنة. ويقال فغمتني ريح طيبة ولا يقال قنمتني ريح
منتنة ويقال وجدت قنمة ويجوز أن يكون مفغوم في تأويل فاغم والعرب قد تجعل المفعول فاعلاً والفاعل مفعولاً: قال الله عز وجل: {خلق من ماءٍ دافقٍ} بمعنى مدفوقٍ. وقال جل وعز: {في عيشةٍ راضية} بمعنى مرضيةٍ. قالت أم ناشرة:
لقد عيل الأقوام طعنة ناشره.......أناشر لا زالت يمينك آشره )
[شرح المفضليات: 816-817] .
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال أبو زبيد:
أي ساع سعى ليقطع شربي.......حين لاحت للصابح الجوزاء
فالصابح بمعنى المصبح الذي قد أصبح: كقولهم موت مائت أي مميت ولمح باصر أي مبصر وهم ناصب أي منصب وقال النابغة: كليني لهم ياأميمة ناصب، أي منصب: ومنه قول الله عز وجل: {في عيشة راضية} أي: ذات رضى ويقال هي في معنى مَرضيَّة ومُرضيَة: و{ماء دافق} أي: مدفوق). [شرح المفضليات: 855] (م)

تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
وفينا من المعزى تلاد كأنها.......ظفارية الجزع الذي في الترائب
والترائب واحدتها تريبة وهو موضع طرف القلادة من الصدر). [نقائض جرير والفرزدق: 814]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

أخاف إذا أحفظت أن يظهر الهوى.......فيبدو ما كانت تجن الترائب
(التريبة) ما بين أصل الترقوة إلى المنكب مما يلي العنق). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 946]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
مهفهفة بيضاء غير مفاضة.......ترائبها مصقولة كالسجنجل
والترائب: واحدتها تريبة؛ وهو موضع القلادة من الصدر). [شرح ديوان امرئ القيس: 214-215]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ألا لا يغرن امرأ نوفلية.......على الرأس بعدي أو ترائب وضح
الترائب: عظام الصدر، واحدها تريبة وهو موضع القلادة). [رواية أبي سعيد السكري لديوان جران العود: 1]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
ومن ذهبٍ يلوح على تريبٍ.......كلون العاج ليس بذي غضون
التريب: جمع تريبة وتجمع ترائب وهو: عظام الصدر موضع القلادة منه). [شرح المفضليات: 580]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) }

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)}

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( قوله عزّ وجلّ : {والسّماء والطّارق * وما أدراك ما الطّارق * النّجم الثّاقب * إن كلّ نفسٍ لّمّا عليها حافظٌ * فلينظر الإنسان ممّ خلق * خلق من مّاء دافقٍ * يخرج من بين الصّلب والتّرائب * إنّه على رجعه لقادرٌ * يوم تبلى السّرائر * فما له من قوّةٍ ولا ناصرٍ}.
أقسم اللّه تعالى بالسماء المعروفة، في قول جمهور المفسّرين. وقال قومٌ: السماء هنا المطر، والعرب تسمّي سماءً لما كان من السماء، وتسمّي السّحاب سماءً؛ قال الشاعر:
إذا نزل السماء بأرض قومٍ.......رعيناه وإن كانوا غضابا
وقال النابغة:
كالأقحوان غداة غبّ سمائه
و(الطّارق) الذي يأتي ليلاً، وهو اسم الجنس لكلّ ما يظهر أو يأتي ليلاً، ومنه نهي النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] الناس في أسفارهم أن يأتي الرجل أهله طروقاً. ومنه طروق الخيال، وقال الشاعر:
يا نائم الليل مغترًّا بأوّله.......إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا.
ثم بيّن تعالى الطارق الذي قصد من هذا الجنس المذكور، وهو {النّجم الثاقب}. وقيل: بل معنى الآية: والسماء وجميع ما يطرق فيها من الأمور والمخلوقات، ثمّ ذكر تعالى بعد ذلك –على جهة التنبيه– أجلّ الطارقات قدراً؛ وهو النجم الثاقب.
فكأنه تعالى قال: وما أدراك ما الطارق حقّ الطارق.
واختلف المتأوّلون في النجم الثاقب؛ فقال الحسن بن أبي الحسن ما معناه أنه اسم الجنس؛ لأنها كلّها باقيةٌ، أي: ظاهرة الضّوء، يقال: ثقب النجم. إذا أضاء، وثقبت النار كذلك، وثقبت الرائحة إذا سطعت، ويقال للموقد: أثقب نارك. أي: أضئها.
وقال ابن زيدٍ: أراد نجمًّا مخصوصاً وهو زحل، ووصفه بالثقوب؛ لأنه مبرّزٌ على الكواكب في ذلك.
وقال ابن عبّاسٍ: أراد الجدي.
وقال بعض هؤلاء: ثقب النجم إذا ارتفع، فإنما وصف زحلاً بالثّقوب لأنه أرفع الكواكب مكاناً.
وقال ابن زيدٍ أيضاً وغيره: النّجم الثاقب: الثّريّا، وهو الذي تطلق عليه العرب اسم الجنس معرّفاً). [المحرر الوجيز: 8/ 582-583]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وجواب القسم في قوله تعالى: {إن كلّ نفسٍ}.
وقرأ جمهور الناس: {لما} مخفّفة الميم. قال الحذّاق من النّحويّين وهم البصريّون: {إن} مخفّفةٌ من الثّقيلة، واللام لام التأكيد الداخلة على الخبر. وقال الكوفيّون: {إن} بمعنى (ما) النافية، واللام بمعنى (إلاّ)، فالتّقدير: ما كلّ نفسٍ إلاّ عليها حافظٌ.
وقرأ عاصمٌ، وابن عامرٍ، وحمزة، والكسائيّ، والأعرج وأبو عمرٍو، ونافعٌ –بخلافٍ عنهما– وقتادة: {لمّا} بتشديد الميم، وقال أبو الحسن الأخفش: {لمّا} بمعنى (إلاّ) لغةٌ مشهورةٌ في هذيلٍ وغيرهم، تقول: أقسمت عليك لمّا فعلت كذا. أي: إلاّ فعلت كذا.
ومعنى هذه الآية – فيما قال قتادة وابن سيرين وغيرهما – إنّ كلّ نفسٍ مكلّفةٍ فعليها حافظٌ يحصي أعمالها ويعدّها للجزاء عليها. وبهذا الوجه تدخل الآية في الوعيد الزّاجر.
وقال الفرّاء: المعنى: عليها حافظٌ يحفظها، حتى يسلمها إلى القدر. وهذا قولٌ فاسد المعنى؛ لأنّ مدّة الحفظ إنّما هي بقدرٍ. وقال أبو أمامة: قال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في تفسير هذه الآية: « إنّ لكلّ نفسٍ حفظةً من اللّه تعالى يذبّون عنها كما يذبّ عن العسل، ولو وكل المرء إلى نفسه طرفة عينٍ لاختطفته الغير والشّياطين» ). [المحرر الوجيز: 8/ 584]

تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فلينظر الإنسان ممّ خلق}؛ توقيفٌ لمنكري البعث على أصل الخلقة الدّالّة على أنّ البعث جائزٌ ممكنٌ، ثمّ بادر اللّفظة إلى الجواب؛ اقتضاباً وإسراعاً إلى إقامة الحجّة؛ إذ لا جواب لأحدٍ إلاّ هذا.
{دافقٍ} قال كثيرٌ من المفسّرين: هو بمعنى مدفوقٍ. وقال الخليل وسيبويه: هو على النّسب، أي: ذا دفقٍ. والدّفق: دفع الماء بعضه ببعضٍ، كدفع الوادي والسّيل إذا جاء يركب بعضه بعضاً، ويصحّ أن يكون الماء دافقاً؛ لأنّ بعضه يدفع بعضاً، فمنه دافقٌ ومدفوقٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 584-585]

تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب} قال قتادة والحسن وغيرهما: معناه: من بين صلب كلّ واحدٍ من الرّجل والمرأة وترائبه. وقال سفيان وقتادة أيضاً وجماعةٌ: من بين صلب الرّجل وترائب المرأة.
والضمير في {يخرج} يحتمل أن يكون للإنسان، ويحتمل أن يكون للماء.
وقرأ الجمهور: {الصّلب} بسكون اللام، وقرأ أهل مكة وعيسى: (الصّلب) بضمّ اللام على الجمع.
و(التّريبة) من الإنسان: ما بين التّرقوة إلى الثّدي، وقال أبو عبيدة: معلّق الحليّ على الصّدر. وجمع ذلك (تريبٌ)، قال المثقّب العبديّ:
ومن ذهبٍ يسنّ على تريبٍ.......كلون العاج ليس بذي غضون
وقال امرؤ القيس:
... ... ... ..........ترائبها مصقولةٌ كالسّجنجل
فجمع التّريبة وما حولها، فجعل ذلك ترائب.
وقال مكّيٌّ عن ابن عبّاسٍ: إنّ التّرائب أطراف المرء؛ رجلاه ويداه وعيناه.
وقال معمرٌ: التّرائب جمع تريبةٍ وهي عصارة القلب، ومنها يكون الولد. وفي هذه الأقوال تحكّمٌ على اللّغة.
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: الترائب موضع القلادة. وقال أيضاً: هي ما بين ثديي المرأة.
وقال ابن جبيرٍ: هي أضلاع الرجل التي أسفل الصّلب.
وقال مجاهدٌ: هي الصّدر. وقال: هي التّراقي. وقال: هي ما بين المنكبين والصّدر). [المحرر الوجيز: 8/ 585-586]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنّه على رجعه} الضمير في {إنّه} لله تعالى، واختلف المفسّرون في الضمير في {رجعه}؛ فقال ابن عبّاسٍ وقتادة: هو عائدٌ على الإنسان، أي: على ردّه حيًّا بعد موته.
وقال الضّحّاك: هو عائدٌ على الإنسان، لكنّ المعنى: يرجعه ماءً كما كان أوّلاً.
وقال الضّحّاك أيضاً: يرجعه من الكبر إلى الشّباب.
وقال عكرمة ومجاهدٌ: هو عائدٌ على الماء، أي: يردّه في الإحليل. وقيل: في الصّلب.
والعامل في {يوم} –على هذين القولين الأخيرين– فعلٌ مضمرٌ تقديره: اذكر يوم تبلى السرائر. وعلى القول الأوّل –وهو أظهر الأقوال وأبينها– اختلفوا في العامل في {يوم}؛ فقال بعضهم: العامل {ناصرٍ} من قوله تعالى: {ولا ناصرٍ}.
وقيل: العامل (الرّجع) من قوله تعالى: {على رجعه}. قالوا: وفي المصدر من القوّة بحيث يعمل وإن حال خبران بينه وبين معموله.
وقيل: العامل فعلٌ مضمرٌ تقديره: {إنّه على رجعه لقادرٌ} يرجعه {يوم تبلى السّرائر}.
وكلّ هذه الفرق فرّت من أن يكون العامل (قادرٌ)؛ لأنّ ذلك يظهر منه تخصيص القدرة في ذلك اليوم وحده، وإذا تؤمّل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون العامل (قادرٌ)؛ وذلك أنه على رجعه لقادرٌ، أي: على الإطلاق أوّلاً وآخراً وفي كلّ وقتٍ، ثمّ ذكر تعالى وخصّص من الأوقات الوقت الأهمّ على الكفّار؛ لأنّه وقت الجزاء والوصول إلى العذاب، فتجتمع النّفوس إلى حذره والخوف منه.
و{تبلى السّرائر} معناه: تختبر وتكتشف بواطنها، وروى أبو الدرداء عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ السرائر التي يبتليها اللّه تعالى من العباد: التوحيد، والصلاة، والزكاة، والغسل من الجنابة، وصوم رمضان.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:وهذه عظم الأمر. وقال أبو قتادة: الوجه في الآية العموم في جميع السّرائر). [المحرر الوجيز: 8/ 586]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وليس يمتنع في الدّنيا من المكاره إلاّ بأحد وجهين: إمّا بقوّةٍ في ذات الإنسان، وإمّا بناصرٍ خارجٍ عن ذاته، فأخبر اللّه تعالى عن الإنسان أنه يعدمهما يوم القيامة، فلا يعصمه من أمر اللّه تعالى شيءٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 586-587]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمـن الرّحيم
{والسّماء والطّارق * وما أدراك ما الطّارق * النّجم الثّاقب * إن كلّ نفسٍ لّمّا عليها حافظٌ * فلينظر الإنسان ممّ خلق * خلق من ماء دافقٍ * يخرج من بين الصّلب والتّرائب * إنّه على رجعه لقادرٌ * يوم تبلى السّرائر * فما له من قوّةٍ ولا ناصرٍ}.
يقسم تعالى بالسّماء وما جعل فيها من الكواكب النّيّرة؛ ولهذا قال: {والسّماء والطّارق}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 374]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وما أدراك ما الطّارق}. ثمّ فسّره بقوله: {النّجم الثّاقب}.
قال قتادة وغيره: إنّما سمّي النّجم طارقاً؛ لأنّه إنّما يرى باللّيل ويختفي بالنّهار. ويؤيّده ما جاء في الحديث الصّحيح: « نهى أن يطرق الرّجل أهله طروقاً ». أي: يأتيهم فجأةً باللّيل، وفي الحديث الآخر المشتمل على الدّعاء: «إلاّ طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمن».
وقوله: {الثّاقب}. قال ابن عبّاسٍ: المضيء. وقال السّدّيّ: يثقب الشّياطين إذا أرسل عليها. وقال عكرمة: هو مضيءٌ محرقٌ للشّيطان). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 374-375]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إن كلّ نفسٍ لمّا عليها حافظٌ}. أي: كلّ نفسٍ عليها من اللّه حافظٌ يحرسها من الآفات، كما قال تعالى: {له معقّباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللّه}. الآية). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلينظر الإنسان ممّ خلق}. تنبيهٌ للإنسان على ضعف أصله الذي خلق منه وإرشادٌ له إلى الاعتراف بالمعاد؛ لأنّ من قدر على البداءة فهو قادرٌ على الإعادة بطريق الأولى؛ كما قال: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {خلق من ماءٍ دافقٍ}. يعني المنيّ، يخرج دفقاً من الرّجل ومن المرأة، فيتولّد منهما الولد بإذن اللّه عزّ وجلّ.
ولهذا قال: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}. يعني: صلب الرّجل وترائب المرأة، وهو صدرها.
قال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}: صلب الرّجل وترائب المرأة، أصفر رقيقٌ لا يكون الولد إلاّ منهما. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ وعكرمة وقتادة والسّدّيّ وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو أسامة، عن مسعرٍ سمعت الحكم ذكر عن ابن عبّاسٍ: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}. قال: هذه التّرائب، ووضع يده على صدره.
وقال الضّحّاك وعطيّة، عن ابن عبّاسٍ: تريبة المرأة موضع القلادة. وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبيرٍ، وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: التّرائب بين ثدييها. وعن مجاهدٍ: التّرائب ما بين المنكبين إلى الصّدر. وعنه أيضاً: التّرائب أسفل من التّراقي.
وقال سفيان الثّوريّ: فوق الثّديين. وعن سعيد بن جبيرٍ: التّرائب أربعة أضلاعٍ من هذا الجانب الأسفل. وعن الضّحّاك: التّرائب بين الثّديين والرّجلين والعينين. وقال اللّيث بن سعدٍ، عن معمر بن أبي حبيبة المدنيّ، أنّه بلغه في قول اللّه عزّ وجلّ: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}. قال: هو عصارة القلب، من هناك يكون الولد.
وعن قتادة: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}. من بين صلبه ونحره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {إنّه على رجعه لقادرٌ}. فيه قولان:
أحدهما: على رجع هذا الماء الدّافق إلى مقرّه الذي خرج منه لقادرٌ على ذلك. قاله مجاهدٌ وعكرمة وغيرهما.
والقول الثّاني: إنّه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماءٍ دافقٍ. أي: إعادته وبعثه إلى الدّار الآخرة، لقادرٌ؛ لأنّ من قدر على البدأة قدر على الإعادة.
وقد ذكر اللّه عزّ وجلّ هذا الدّليل في القرآن في غير ما موضعٍ، وهذا القول قال به الضّحّاك واختاره ابن جريرٍ؛ ولهذا قال: {يوم تبلى السّرائر}. أي: يوم القيامة تبلى فيه السّرائر، أي: تظهر وتبدى ويبقى السّرّ علانيةً والمكنون مشهوراً، وقد ثبت في الصّحيحين عن ابن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: « يرفع لكلّ غادرٍ لواءٌ عند استه، يقال: هذه غدرة فلان بن فلانٍ » ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 375-376]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
(وقوله: {فما له} أي: الإنسان يوم القيامة {من قوّةٍ}. أي: في نفسه، {ولا ناصرٍ}. أي: من خارج منه، أي: لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب اللّه، ولا يستطيع له أحدٌ ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 376]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة