تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وإليه متاب} [الرعد: 30] : «توبتي»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والمتاب إليه توبتي قال أبو عبيدة المتاب مصدرٌ تبت إليه وتوبتي وروى بن أبي حاتم من طريق بن أبي نجيح في قوله وإليه متاب قال توبتي). [فتح الباري: 8/373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وإليه متاب توبتي
أشار به إلى قوله تعالى: {لا إله إلاّ هو عليه توكلت وإليه متاب} (الرّعد: 30) وفي التّفسير: وإليه رجوعي، والمتاب مصدر ميمي، يقال: تاب الله توبة ومتابا، والتوبة الرّجوع من الذّنب). [عمدة القاري: 18/311]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وإليه متاب}) [الرعد: 35] أي (توبتي). ومرجعي فيثيبني على المشاق أو إليه أتوب عن سالف خطيئتي ولأبي ذر والمتاب إليه توبتي). [إرشاد الساري: 7/185]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: { كذلك أرسلناك في أمّةٍ قد خلت من قبلها أممٌ لتتلو عليهم الّذي أوحينا إليك، وهم يكفرون بالرّحمن، قل هو ربّي، لا إله إلاّ هو، عليه توكّلت، وإليه متاب }.
يقول تعالى ذكره: هكذا أرسلناك يا محمّد في جماعةٍ من النّاس، يعني إلى جماعةٍ قد خلت من قبلها جماعاتٌ على مثل الّذي هم عليه، فمضت؛ { لتتلو عليهم الّذي أوحينا إليك } يقول: لتبلّغهم ما أرسلتك به إليهم من وحيي الّذي أوحيته إليك { وهم يكفرون بالرّحمن } يقول: وهم يجحدون وحدانيّة اللّه، ويكذّبون بها { قل هو ربّي } يقول: إن كفر هؤلاء الّذين أرسلتك إليهم يا محمّد بالرّحمن فقل: أنت اللّه ربّي { لا إله إلاّ هو، عليه توكّلت، وإليه متاب } يقول: وإليه مرجعي وأوبتي، وهو مصدرٌ من قول القائل: تبت متابًا وتوبةً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: { وهم يكفرون بالرّحمن }: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زمن الحديبية حين صالح قريشًا كتب: " هذا ما صالح عليه محمّدٌ رسول اللّه " فقال مشركو قريشٍ: لئن كنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قاتلناك لقد ظلمناك، ولكن اكتب: هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد اللّه، فقال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: دعنا يا رسول اللّه نقاتلهم فقال: " لا، ولكن اكتبوا كما يريدون، إنّي محمّد بن عبد اللّه " فلمّا كتب الكاتب: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم "
قالت قريشٌ: أمّا الرّحمن فلا نعرفه، وكان أهل الجاهليّة يكتبون: " باسمك اللّهمّ "، فقال أصحابه: يا رسول اللّه، دعنا نقاتلهم، قال: " لا، ولكن اكتبوا كما يريدون "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثنى حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: قوله: { كذلك أرسلناك في أمّةٍ قد خلت } الآية، قال: هذا لمّا كاتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قريشًا في الحديبية كتب: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم " قالوا: لا تكتب الرّحمن، وما ندري ما الرّحمن، ولا نكتب إلاّ باسمك اللّهمّ قال اللّه: { وهم يكفرون بالرّحمن، قل هو ربّي لا إله إلاّ هو } الآية "). [جامع البيان: 13/529-531]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 30.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وهم يكفرون بالرحمن} قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية - حين صالح قريش كتب في الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، فقالت قريش: أما الرحمن فلا نعرفه وكان أهل الجاهلية يكتبون: باسمك اللهم، فقال أصحابه: دعنا نقاتلهم، قال: لا ولكن اكتبوا كما يريدون). [الدر المنثور: 8/452-453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: هذا لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا في الحديبية كتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقالوا: لا نكتب الرحمن وما ندري ما الرحمن، وما نكتب إلا باسمك اللهم فأنزل الله تعالى {وهم يكفرون بالرحمن} الآية). [الدر المنثور: 8/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - {وإليه متاب} قال: توبتي). [الدر المنثور: 8/453]
تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث عن محمّد بن عبيد الله، عن القاسم بن أبى بزة أن قريشا قالوا للنبي: نح عنا هذين الجبلين، وأنشر لنا موتانا وافجر لنا عيون ماءٍ، فأنزل الله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}). [الجامع في علوم القرآن: 1/141]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن كفار قريش قالوا للنبي أذهب عنا جبال تهامة حتى نتخذها زرعا وتكون لنا أرضين وأحيي لنا فلانا وفلانا حتى يخبرونا أحق ما تقول فقال الله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى يقول لو كان فعل ذلك بشيء من الكتاب فيما مضى لكان ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/336-337]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم قال يعني النبي تحل قريبا من دارهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/337]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر وقال الحسن تحل القارعة قريبا من دارهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/337]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى حتى يأتي وعد الله قال فتح مكة). [تفسير عبد الرزاق: 1/337]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: لم ييأس الذين آمنوا [الآية: 31]). [تفسير الثوري: 154]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: السرايا [الآية: 31].
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ في قوله: {أو تحل قريبا من دارهم} قال: أنت يا محمّد {حتّى يأتي وعد الله}: فتح مكة [الآية: 31]). [تفسير الثوري: 154]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (31) : قوله تعالى: {ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى بل للّه الأمر جميعاً أفلم ييئس الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعاً ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريباً من دارهم حتّى يأتي وعد اللّه إنّ اللّه لا يخلف الميعاد} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خالد بن عبد الله، عن حنظلة السّدوسيّ، قال: قرأت عند عكرمة: {أفلم ييأس الّذين كفروا}، فقال: أمّا هي: {فليتبيّن الّذين آمنوا}، قال: فذكرت ذلك لشهر بن حوشب فقال: صدق، ردّني عليه ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ - في قوله {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريباً من دارهم} - قال: أنت تحلّ قريبًا من دارهم). [سنن سعيد بن منصور: 5/439-440]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أفلم ييئس} : «أفلم يتبيّن»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أفلم ييأس أفلم يتبيّن قال أبو عبيدة في قوله تعالى أفلم ييأس الّذين آمنوا أي أفلم يعلم ويتبيّن قال سحيم اليربوعيّ ألم تيأسوا أنّي بن فارسٍ زهدمٍ أي لم تبيّنوا وقال آخر ألم ييأس الأقوام أنّي أنا ابنه وإن كنت عن أرض العشيرة نائيًا ونقل الطّبريّ عن القاسم بن معنٍ أنّه كان يقول إنّها لغة هوازنٍ تقول يئست كذا أي علمته قال وأنكره بعض الكوفيّين يعني الفرّاء لكنّه سلّم أنّه هنا بمعنى علمت وإن لم يكن مسموعًا وردّ عليه بأنّ من حفظ حجّةٌ على من لم يحفظ ووجّهوه بأنّ اليأس إنّما استعمل بمعنى العلم لأنّ الآيس عن الشّيء عالمٌ بأنّه لا يكون وروى الطّبريّ من طرقٍ عن مجاهدٍ وقتادة وغيرهما أفلم ييأس أي أفلم يعلم وروى الطّبريّ وعبد بن حميدٍ بإسنادٍ صحيحٍ كلّهم من رجال البخاريّ عن بن عبّاسٍ أنّه كان يقرؤها أفلم يتبيّن ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس ومن طريق بن جريج قال زعم بن كثيرٍ وغيره أنّها القراءة الأولى وهذه القراءة جاءت عن عليّ وبن عبّاس وعكرمة وبن أبي مليكة وعليّ بن بديمة وشهر بن حوشب وعلي بن الحسين وابنه زيدٍ وحفيده جعفر بن محمّد في آخر من قرؤوا كلّهم أفلم يتبيّن وأمّا ما أسنده الطّبريّ عن بن عبّاسٍ فقد اشتدّ إنكار جماعةٍ ممّن لا علم له بالرّجال صحّته وبالغ الزّمخشريّ في ذلك كعادته إلى أن قال وهي واللّه فريةٌ ما فيها مريةٌ وتبعه جماعةٌ بعده والله المستعان وقد جاء عن بن عبّاسٍ نحو ذلك في قوله تعالى وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه قال ووصّى التزقت الواو في الصّاد أخرجه سعيد بن منصورٍ بإسنادٍ جيّدٍ عنه وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد لكن تكذيب المنقول بعد صحّته ليس من دأب أهل التّحصيل فلينظر في تأويله بما يليق به). [فتح الباري: 8/373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أفلم ييأس فلم يتبيّن
أشار به إلى قوله تعالى: {أفلم ييأس الّذين آمنوا إن لو يشاء الله لهدى النّاس جميعًا} (الرّعد: 31) وفسّر: (أفلم ييأس) بقوله: (فلم يتبيّن) وعن ابن عبّاس: أفلم يعلم قال الكلبيّ: ييأس يعلم في لغة النخع. وهو قول مجاهد والحسن وقتادة والطبري عن القاسم بن معن أنه كان يقول: إنّها لغة هوزان، تقول: يئست كذا أي: علمته). [عمدة القاري: 18/311]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: ({أفلم ييأس}) [الرعد: 31] أي (لم) ولأبي ذر فلم (يتبين) وبها قرأ عليّ وابن عباس وغيرهما وردّه الفرّاء بأنه لم يسمع يئست بمعنى علمت وأجيب: بأن من حفظ حجة على من لم يحفظ ويدل على ذلك قراءة عليّ وغيره كما مر وقد قال القاسم بن معن وهو من ثقات الكوفيين: هي لغة هوازن وقال ابن الكلبي: هي لغة حيّ من النخع ومنه قول رباح بن عدي:
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه = وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
وقول سحيم الرياحي:
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني = ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
والمعنى أفلم يعلم المؤمنون أنه لو تعلقت مشيئة الله تعالى على وجه الإلجاء بإيمان الناس جميعًا لآمنوا). [إرشاد الساري: 7/185]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قارعةٌ} [الرعد: 31] : «داهيةٌ»). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قارعةٌ داهيةٌ قال أبو عبيدة في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة أي داهيةٌ مهلكةٌ تقول قرعت عظمه أي صدعته وفسّره غيره بأخصّ من ذلك فأخرج الطّبريّ بإسناد حسن عن بن عبّاسٍ في قوله تعالى ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة قال سريّةٌ أو تحلّ قريبًا من دارهم قال أنت يا محمّد حتّى يأتي وعد اللّه فتح مكّة ومن طريق مجاهدٍ وغيره نحوه). [فتح الباري: 8/373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قارعةٌ داهيةٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} (الرّعد: 31) أي: داهية مهلكة، قاله أبو عبيدة). [عمدة القاري: 18/311]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({قارعة}) أي (داهية) تقرعهم وتقلقلهم). [إرشاد الساري: 7/185]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى، بل للّه الأمر جميعًا}.
اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: وهم يكفرون بالرّحمن { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال }: أي يكفرون باللّه، ولو سيّر لهم الجبال بهذا القرآن. وقالوا: هو من المؤخّر الّذي معناه التّقديم وجعلوا جواب " لو " مقدّمًا قبلها، وذلك أنّ الكلام على معنى قيلهم: ولو أنّ هذا القرآن سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض، لكفروا بالرّحمن
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى } قال: " هم المشركون من قريشٍ، قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لو وسّعت لنا أودية مكّة، وسيّرت جبالها، فاحترثناها، وأحييت من مات منّا، أو قطّع به الأرض، أو كلّم به الموتى، فقال اللّه تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى، بل للّه الأمر جميعًا } "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى } قول كفّار قريشٍ لمحمّدٍ: سيّر جبالنا تتّسع لنا أرضنا فإنّها ضيّقةٌ، أو قرّب لنا الشّام فإنّا نتّجر إليها، أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلّمهم فقال اللّه تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى }.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- وحدثنا اسحاق، قال حدثنا عبد الله، عن ورقاء عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، نحوه
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه
- قال ابن جريجٍ: وقال عبد اللّه بن كثيرٍ: قالوا: " لو فسّحت عنّا الجبال، أو أجريت لنا الأنهار، أو كلّمت به الموتى، فنزل ذلك "
- قال ابن جريجٍ، وقال ابن عبّاسٍ: قالوا: " سيّر بالقرآن الجبال، قطّع بالقرآن الأرض، أخرج به موتانا ".
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن كثيرٍ: قالوا: " لو فسّحت عنّا الجبال أو أجريت لنا الأنهار أو كلّمت به الموتى فنزل: { أفلم ييأس الّذين آمنوا }.
وقال آخرون: بل قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال } كلامٌ مبتدأٌ منقطعٌ عن قوله: { وهم يكفرون بالرّحمن } قال: " وجواب " لو " محذوفٌ استغني بمعرفة السّامعين المراد من الكلام عن ذكر جوابها. قالوا: والعرب تفعل ذلك كثيرًا، ومنه قول امرئ القيس:
فلو أنّها نفسٌ تموت سريحةً = ولكنّها نفسٌ تقطّع أنفسا
وهو آخر بيتٍ في القصيدة، فترك الجواب اكتفاءً بمعرفة سامعه مراده، وكما قال الآخر:
فأقسم لو شيءٌ أتانا رسوله = سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
ذكر من قال نحو معنى ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى } ذكر لنا أنّ قريشًا قالوا: إن سرّك يا محمّد اتّباعك، أو أن نتّبعك، فسيّر لنا جبال تهامة، أو زد لنا في حرمنا، حتّى نتّخذ قطائع نخترف فيها، أو أحي لنا فلانًا وفلانًا ناسًا ماتوا في الجاهليّة، فأنزل اللّه تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى } يقول: " لو فعل هذا بقرآنٍ قبل قرآنكم لفعل بقرآنكم "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " أنّ كفّار قريشٍ قالوا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أذهب عنّا جبال تهامة حتّى نتّخذها زرعًا فتكون لنا أرضين، أو أحي لنا فلانًا وفلانًا يخبروننا حقّ ما تقول فقال اللّه: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى، بل للّه الأمر جميعًا } يقول: " لو كان فعل ذلك بشيءٍ من الكتب فيما مضى كان ذلك "
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال } الآية قال: قال كفّار قريشٍ لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: سيّر لنا الجبال كما سخّرت لداود، أو قطّع لنا الأرض كما قطّعت لسليمان فاغتدى بها شهرًا وراح بها شهرًا، أو كلّم لنا الموتى كما كان عيسى يكلّمهم يقول: " لم أنزل بهذا كتابًا، ولكن كان شيئًا أعطيته أنبيائي ورسلي "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال } الآية قال: قالوا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إن كنت صادقًا فسيّر عنّا هذه الجبال، واجعلها حروثًا كهيئة أرض الشّام ومصر والبلدان، أو ابعث موتانا فأخبرهم، فإنّهم قد ماتوا على الّذي نحن عليه فقال اللّه تعالى: { ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى }: " لم يصنع ذلك بقرآنٍ قطّ ولا كتابٍ، فيصنع ذلك بهذا القرآن "
القول في تأويل قوله تعالى: { أفلم ييأس الّذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا }.
اختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى قوله: { أفلم ييأس } فكان بعض أهل البصرة يزعم أنّ معناه: ألم يعلم ويتبيّن، ويستشهد لقيله ذلك ببيت سحيم بن وثيلٍ الرّياحيّ:
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني = ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم
ويروى: " ييسرونني "، فمن رواه: " ييسرونني " فإنّه أراد: يقسمونني من الميسر، كما يقسّم الجزور ومن رواه: " يأسرونني "، فإنّه أراد: الأسر وقال: عنى بقوله: ألم تيأسوا: ألم تعلموا وأنشدوا أيضًا في ذلك:
ألم ييأس الأقوام أنّي أنا ابنه = وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
وفسّروا معنى قوله: { أفلم ييأس }: ألم يعلم ويتبيّن، وذكر عن ابن الكلبيّ أنّ ذلك لغة لحيٍّ من النّخع، يقال لهم وهبيل، تقول: ألم تيأس كذا بمعنى: ألم تعلمه، وذكر عن القاسم بن معنٍ أنّها لغة هوازن، وأنّهم يقولون: يئست كذا: علمت.
وأمّا بعض الكوفيّين فكان ينكر ذلك، ويزعم أنّه لم يسمع أحدًا من العرب يقول: " يئست " بمعنى: " علمت "، ويقول هو في المعنى وإن لم يكن مسموعًا: " يئست " بمعنى: " علمت "، يتوجّه إلى ذلك أنّ اللّه قد أوقع إلى المؤمنين أنّه لو شاء لهدى النّاس جميعًا، فقال: ألم ييأسوا علمًا، يقول: يؤيّسهم العلم، فكان فيه العلم مضمرًا، كما يقال: قد يئست منك أن لا تفلح علمًا، كأنّه قيل: علمته علمًا، قال: وقول الشّاعر:
حتّى إذا يئس الرّماة وأرسلوا = غضفًا دواجن قافلاً أعصامها
معناه: حتّى إذا يئسوا من كلّ شيءٍ ممّا يمكن إلاّ الّذي ظهر لهم أرسلوا.
فهو في معنى: حتّى إذا علموا أن ليس وجهٌ إلاّ الّذي رأوا وانتهى علمهم، فكان ما سواه يأسًا.
وأمّا أهل التّأويل فإنّهم تأوّلوا ذلك بمعنى: أفلم يعلم ويتبيّن
ذكر من قال ذلك منهم
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي إسحاق الكوفيّ، عن مولًى يخبر، أنّ عليًّا، رضي اللّه عنه كان يقرأ: " أفلم يتبيّن الّذين آمنوا "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن هارون، عن حنظلة، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ: { أفلم ييأس } يقول: أفلم يتبيّن "
- حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا يزيد، عن جرير بن حازمٍ، عن الزّبير بن الخريت أو يعلى بن حكيمٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرؤها: " أفلم يتبيّن الّذين آمنوا " قال: " كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، عن ابن جريجٍ، قال في القراءة الأولى زعم ابن كثيرٍ وغيره: " أفلم يتبيّن "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: " { أفلم ييأس الّذين آمنوا } يقول: ألم يتبيّن "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ قوله: " { أفلم ييأس الّذين آمنوا } يقول: يعلم "
- حدّثنا عمران بن موسى، قال: حدّثنا عبد الوارث، قال: حدّثنا ليثٌ، عن مجاهدٍ، في قوله: { أفلم ييأس الّذين آمنوا } قال: " أفلم يتبيّن "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: { أفلم ييأس الّذين آمنوا } قال: " ألم يتبيّن الّذين آمنوا "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: { أفلم ييأس الّذين آمنوا } قال: " ألم يعلم الّذين آمنوا "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: { أفلم ييأس الّذين آمنوا } قال: " ألم يعلم الّذين آمنوا "
والصّواب من القول في ذلك ما قاله أهل التّأويل: إنّ تأويل ذلك: أفلم يتبيّن ويعلم لإجماع أهل التّأويل على ذلك، والأبيات الّتي أنشدناها فيه.
فتأويل الكلام إذن: ولو أنّ قرآنًا سوى هذا القرآن كان سيّرت به الجبال لسيّر بهذا القرآن، أو قطّعت به الأرض لقطّعت بهذا، أو كلّم به الموتى لكلّم بهذا، ولو يفعل ذلك بقرآنٍ قبل هذا القرآن فيفعل بهذا { بل للّه الأمر جميعًا } يقول: ذلك كلّه إليه وبيده، يهدي من يشاء إلى الإيمان فيوفّقه له، ويضلّ من يشاء فيخذله، أفلم يتبيّن الّذين آمنوا باللّه ورسوله إذ طمعوا في إجابتي من سأل نبيّهم من تسيير الجبال عنهم وتقريب أرض الشّام عليهم وإحياء موتاهم، أن لو يشاء اللّه لهدى النّاس جميعًا إلى الإيمان به من غير إيجاد آيةٍ ولا إحداث شيءٍ ممّا سألوا إحداثه، يقول تعالى ذكره: فما معنى محبّتهم ذلك مع علمهم بأنّ الهداية والإهلاك إليّ وبيدي أنزلت آيةً أو لم أنزلها، أهدي من أشاء بغير إنزال آيةٍ، وأضلّ من أردت مع إنزالها
القول في تأويل قوله تعالى: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريبًا من دارهم حتّى يأتي وعد اللّه، إنّ اللّه لا يخلف الميعاد }.
يقول تعالى ذكره: ولا يزال يا محمّد الّذين كفروا من قومك تصيبهم بما صنعوا، من كفرهم باللّه، وتكذيبهم إيّاك، وإخراجهم لك من بين أظهرهم قارعةٌ، وهي ما يقرعهم من البلاء والعذاب والنّقم، بالقتل أحيانًا، وبالجدوب أحيانًا، والقحط أحيانًا، أو تحلّ أنت يا محمّد، يقول: أو تنزل أنت قريبًا من دارهم بجيشك وأصحابك، حتّى يأتي وعد اللّه الّذي وعدك فيهم، وذلك ظهورك عليهم، وفتحك أرضهم، وقهرك إيّاهم بالسّيف { إنّ اللّه لا يخلف الميعاد } يقول: إنّ اللّه منجزك يا محمّد ما وعدك من الظّهور عليهم، لأنّه لا يخلف وعده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا المسعوديّ، عن قتادة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " سريّةٌ { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: محمّدٌ، { حتّى يأتي وعد اللّه }، قال: " فتح مكّة ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن المسعوديّ، عن قتادة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ بنحوه، غير أنّه لم يذكر سريّةً
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو قطنٍ قال: حدّثنا المسعوديّ، عن قتادة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه تلا هذه الآية: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " القارعة: السّريّة ". { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " هو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم " { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " فتح مكّة "
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو غسّان، قال: حدّثنا زهيرٌ، أنّ خصيفًا، حدّثهم عن عكرمة، في قوله: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " نزلت بالمدينة في سرايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ أو تحلّ أنت يا محمّد قريبًا من دارهم ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن النّضر بن عربيٍّ، عن عكرمة: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " سريّةٌ. { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أنت يا محمّد "
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } يقول: عذابٌ من السّماء ينزل عليهم { أو تحلّ قريبًا من دارهم } يعني: نزول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بهم وقتاله إيّاهم "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ }: " تصاب منهم سريّةٌ، أو تصاب منهم مصيبةٌ، أو يحلّ محمّدٌ قريبًا من دارهم، وقوله: { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " الفتح "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ: " { أو تحلّ قريبًا من دارهم } يعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، نحو حديث الحسن، عن شبابة.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا قيسٌ، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: قال: " { قارعةٌ }، قال: السّرايا "
- قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا عبد الغفّار، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: { قارعةٌ }: " مصيبةٌ من محمّدٍ { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أنت يا محمّد { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " الفتح "
- قال: حدّثنا إسرائيل، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ: { قارعةٌ } قال: " كتيبةٌ "
- قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا عمرو بن ثابتٍ، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ: { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " سريّةٌ { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أنت يا محمّد "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ }: " أي بأعمالهم أعمال السّوء، وقوله: { أو تحلّ قريبًا من دارهم } أنت يا محمّد { حتّى يأتي وعد اللّه } ووعد اللّه: فتح مكّة "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " { قارعةٌ } قال: " وقيعةٌ { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " يعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: أو تحلّ أنت قريبًا من دارهم "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا محمّد بن طلحة عن طلحة، عن مجاهدٍ: " { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " سريّةٌ ".
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: " { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " السّرايا: كان يبعثهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم { أو تحلّ قريبًا من دارهم } أنت يا محمّد { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " فتح مكّة "
- قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا إسرائيل، عن بعض أصحابه، عن مجاهدٍ: { تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " كتيبةٌ "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: { ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ } قال: " قارعةٌ من العذاب ".
وقال آخرون: معنى قوله: { أو تحلّ قريبًا من دارهم } تحلّ القارعة قريبًا من دارهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: قال الحسن: " { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أو تحلّ القارعة قريبًا من دارهم "
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: " { أو تحلّ قريبًا من دارهم } قال: " أو تحلّ القارعة ".
وقال آخرون في قوله: { حتّى يأتي وعد اللّه } هو: يوم القيامة.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا معلّى بن أسدٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن حكيمٍ، عن رجلٍ قد سمّاه، عن الحسن، في قوله: { حتّى يأتي وعد اللّه } قال: " يوم القيامة "). [جامع البيان: 13/531-544]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كفار قريش يا محمد سير لنا جبالنا فتتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة أو قرب لنا الشام فإنا نتجر إليها أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم فأنزل الله عز وجل ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض إلى آخر الآية). [تفسير مجاهد: 328]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال تصاب منهم سرية أو تصاب فيهم مصيبة أو تحل يا محمد قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله يعني فتح مكة). [تفسير مجاهد: 329]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا المسعودي عن قتادة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله أو تحل قريبا من دارهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم حتى يأتي وعد الله يعني فتح مكة). [تفسير مجاهد: 330-331]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال} [الرعد: 31].
- «عن ابن عبّاسٍ {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى} [الرعد: 31] قال: قالوا للنّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -: إن كان كما تقول فأرنا أشياخنا الأول من الموتى نكلّمهم، وافتح لنا هذه الجبال جبال مكّة الّتي قد ضمّتنا. فنزلت {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى} [الرعد: 31]».
رواه الطّبرانيّ، وفيه قابوس بن أبي ظبيان وهو ضعيفٌ، وقد وثّق. قلت: ويأتي حديث الزّبير في سورة طسم الشّعراء). [مجمع الزوائد: 7/42-43]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وحديث الزّبير بن العوّام رضي الله عنه، في نزول قوله تعالى: {ولو أنّ قرءانا سيّرت به الجبال أو قطعت} يأتي إن شاء اللّه تعالى في تفسير سورة الشّعراء). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 31 - 34.
أخرج الطبراني وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كان كما تقول فأرنا أشياخنا الذين من الموتى نكلمهم وأفسح لنا هذه الجبال - جبال مكة - التي قد ضمتنا، فنزلت {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}). [الدر المنثور: 8/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن عطية العوفي - رضي الله عنه - قال: قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى لقومه، فأنزل الله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية إلى قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يتبين الذين آمنوا قالوا: هل تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/453-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال المشركون من قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو وسعت لنا أودية مكة وسيرت جبالها فاحترثناها وأحييت من مات منا واقطع به الأرض أو كلم به الموتى، فأنزل الله {ولو أن قرآنا}). [الدر المنثور: 8/454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل، وابن مردويه عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) (سورة الشعراء آية 214) صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قبيس: يا آل عبد مناف إني نذير فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم، فقالوا: تزعم أنك نبي يوحى إليك وإن سليمان عليه السلام سخرت له الريح والجبال وإن موسى عليه السلام سخر له البحر وإن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع ونأكل وإلا فادع الله أن يحيي لنا الموتى فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله أن يجعل هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم، فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه الوحي قال: والذي نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم فاخترت باب الرحمة ويؤمن مؤمنكم وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم يعذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، فنزلت (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا إن كذب بها الأولون) (سورة الإسراء آية 59) حتى قرأ ثلاث آيات، ونزلت {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية). [الدر المنثور: 8/454-455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة أن هذه الآية {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} مكية). [الدر المنثور: 8/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية قال: قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم: سير جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة أو قرب لنا الشام فإنا نتجر إليها أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم). [الدر المنثور: 8/455-456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالوا: سير بالقرآن الجبال قطع بالقرآن الأرض أخرج به موتانا). [الدر المنثور: 8/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - قال: قال كفار مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم: سير لنا الجبال كما سخرت لداود وقطع لنا الأرض كما قطعت لسليمان عليه السلام فاغد بها شهرا ورح بها شهرا أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يكلمهم، يقول: لم أنزل بهذا كتابا ولكن كان شيئا أعطيته أنبيائي ورسلي). [الدر المنثور: 8/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الشعبي - رضي الله عنه - قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نبيا كما تزعم فباعد عن مكة أخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة أيام فإنها ضيقة حتى نزرع فيها أو نرعى وابعث لنا آبائنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت أنك فعلته، فأنزل الله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية). [الدر المنثور: 8/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {بل لله الأمر جميعا} لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء ولم يكن ليفعل). [الدر المنثور: 8/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ {أفلم ييأس الذين آمنوا}). [الدر المنثور: 8/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ [ أفلم يتبين الذين آمنوا ] فقيل له: إنها في المصحف {أفلم ييأس} فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس). [الدر المنثور: 8/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ [ أفلم يتبين الذين آمنوا ]). [الدر المنثور: 8/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {أفلم ييأس} يقول: يعلم). [الدر المنثور: 8/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم بلغة بني مالك، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت مالك بن عوف يقول:
لقد يئس الأقوام أني أنا ابنه * وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا). [الدر المنثور: 8/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن أبي صالح - رضي الله عنه - قال: في قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم بلغة هوازن، وأنشد قول مالك بن عوف النضري:
أقول لهم بالشعب إذا ييئسونني * ألم تعلم أني ابن فارس زهدم). [الدر المنثور: 8/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم الذين آمنوا). [الدر المنثور: 8/458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: ألم يعرف الذين آمنوا). [الدر المنثور: 8/458-459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - {أفلم ييأس} قال: أفلم يعلم، ومن الناس من يقرؤها ((أفلم يتبين)) وإنما هو كالاستنقاء أفلم يعقلوا ليعلموا أن الله يفعل ذلك لم ييأسوا من ذلك وهم يعلمون أن الله تعالى لو شاء فعل ذلك). [الدر المنثور: 8/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية - رضي الله عنه - {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا ولو شاء الله {لهدى الناس جميعا}). [الدر المنثور: 8/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن مردويه من طريق عكرمة - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: السرايا). [الدر المنثور: 8/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: سرية {أو تحل قريبا من دارهم} قال: أنت يا محمد {حتى يأتي وعد الله} قال فتح مكة). [الدر المنثور: 8/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم {أو تحل} يا محمد {قريبا من دارهم}). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: {القارعة} السرايا {أو تحل قريبا من دارهم} قال: الحديبية {حتى يأتي وعد الله} قال: فتح مكة). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {ولا يزال الذين كفروا} الآية، قال: نزلت بالمدينة في سرايا النّبيّ صلى الله عليه وسلم، {أو تحل} أنت يا محمد {قريبا من دارهم}). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: نكبة). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: عذاب من السماء {أو تحل قريبا من دارهم} يعني نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله إياهم). [الدر المنثور: 8/460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {أو تحل قريبا من دارهم} قال: أو تحل القارعة قريبا من دارهم {حتى يأتي وعد الله} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 8/461]