العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في سورة يوسف

القراءات في سورة يوسف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:14 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

مقدمات القراءات في سورة يوسف

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة يُوسُف). [السبعة في القراءات: 343]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر اخْتلَافهمْ في سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (يوسف عليه السلام). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة يوسف). [المنتهى: 2/757]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة يوسف عليه السّلام) ). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سورة يوسف). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة يوسف). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة يوسف). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [فتح الوصيد: 2/1004]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([12] سورة يوسف عليه السلام ). [كنز المعاني: 2/328]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة يوسف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/260]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف يوسف عليه السلام). [الوافي في شرح الشاطبية: 293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ يُوْسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وَالرَّعْدِ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة يوسف عليه الصلاة والسلام والرعد). [شرح الدرة المضيئة: 152] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة يوسف عليه السّلام). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة يوسف عليه السلام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة يوسف عليه الصلاة والسلام). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة يوسف عليه السلام). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ((12) سُورة يُوسُف). [معجم القراءات: 4/169]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [التبصرة: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([مكية] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مكية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مكية اتفاقًا). [غيث النفع: 727]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وإحدى عشرة آية في الكوفي والمدني). [التبصرة: 239]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مائة [وإحدى عشرة آية] اتفاقا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها مائة وأحد عشر
وفيها "مشبه الفاصلة" اثنا عشر: الر، سكينا، السجن فتيان، يابسات، معا، حمل بعير، كيل بعير، فصبر جميل، ما يأت، بصيرا لأولى، الألباب.
وعكسه: عشاء يبكون، بضع سنين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآيها مائة وإحدى عشرة بلا خلاف، جلالاتها أربع وأربعون. وما بينها وبين سابقتها من الوجوه لا يخفى). [غيث النفع: 727]

الياءات
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{لي ساجدين} [4]،{ليحزني أن} [13]، {ربي أحسن} [23]، {إني أراني} [36]، و{إني أراني} [36]، {أراني أحمل} [36]، و{أراني أعصر} [36]، {ربي إني} [37]، {ءاباءي} [38]، {إني أرى} [43]، {لعلي} [46]، {نفسي إن} [53]، {رحم ربي} [53]، {أني أوفي} [59]، {إني أنا} [69]، {يأذن لي أبي أو} [80]، {وحزني} [86]، {إني أعلم} [96]، {ربي إنه} [98]، {أحسن بي إذ} [100]، {وبين إخوتي إن} [100]، و{سبيلي أدعوا} [108]:
فتحهن مدني إلا {لي ساجدين}، زاد العمري فتح (إني رأيت) [4] وأسكن إسحاق، وإسماعيل طريق أبي الزعراء، والمعلم {أني أوفي}. وأسكن عمري، وإسحاق، وقالو غير ابن صالح وأبي مروان، وورشٌ
[المنتهى: 2/766]
من طريق الأسدي {إخوتي}.
وفتح أبو عمرو إلا {ليحزنني أن}، و{أني أوفي}، {وبين إخوتي}، و{سبيلي أدعوا}.
وفتح مكي {ليحزنني أن}، و{ربي أحسن}، و{أراني} فيهما، و{إني أرى}، و{ءاباءي}، و{لعلي}، {إني أنا}، {إني أعلم}، {أبي أو}.
وفتح دمشقي {ءاباءي}، و{لعلي}، و{وحزني}، زاد أبو بشر {إني أراني} فيهما، و{يأذن لي أبي}، و{أحسن بي}، وفتح الأعشى {لي ساجدين}.
{حتى تؤتون} [66]: بياء حجازي بصري غير أيوب والفليحي وقالون إلا سالمًا وأبا مروان، وورشٍ إلا طريق ابن عيسى، وإسحاق طريق ابنه.
[المنتهى: 2/767]
زاده في الوقف مكي، وسلامٌ، ويعقوب.
{فأرسلون} [45]، {تقربون} [60]، و{تفندون} [94]: بياء في الحالين سلام، ويعقوب، وافق عباس عند الوصل.
{من يتق} [90]: بياء في الحالين قنبل طريق ابن مجاهد والواسطي وابن الصباح وابن بقرة، ويعقوب طريق البخاري). [المنتهى: 2/768]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها اثنتان وعشرون ياء:
{ليحزنني أن} (13): فتحها الحرميان.
{ربي أحسن} (23)، {أراني أعصر} (36) {أراني أحمل} (36)، {إني أرى سبع} (43)، {إني أنا أخوك} (69)، {أبي أو يحكم الله} (80) {إني أعلم} (96): فتح السبعة الحرميان، وأبو عمرو.
{إني أراني}، {إني أراني} (36): أعني الياء من (إني) في الموضعين، {ربي إني تركت} (37)، {نفسي إن النفس} (53)، {ربي إن} (53)، {يأذن لي أبي} (80): أعني الياء من (لي)، {ربي إنه هو} (98)، {بي إذ أخرجني} (100): فتح الثمانية نافع، وأبو عمرو.
{آبائي إبراهيم} (38)، {لعلي أرجع} (46): سكنهما الكوفيون.
{أني أوفي الكيل} (59)، و: {سبيلي أدعوا} (108): فتحهما نافع.
{وحزني إلى الله} (86): فتحها نافع، وابن عامر، وأبو عمرو.
[التيسير في القراءات السبع: 324]
{وبين إخوتي إن} (100): فتحها ورش). [التيسير في القراءات السبع: 325]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها [اثنتان] وعشرون ياء: (ليحزنني أن) فتحها الحرميان أبو جعفر (ربّي أحسن) (أراني أعصر) (أراني أحمل) (إنّي أرى سبع) (إنّي أنا أخوك) (أبي أو يحكم اللّه لي) (إنّي أعلم) فتح السّبعة الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو.
(إنّي أراني) و(إنّي أراني) أعني الياء من (إنّي) (ربّي إنّي تركت) (نفسي إن النّفس) (ربّي إن ربّي) (يأذن لي أبي) أعني الياء من (لي)، (ربّي إنّه) (بي إذ أخرجني) فتح الثّمانية نافع وأبو جعفر وأبو عمرو. (آبائي إبراهيم) (لعلي أرجع) سكنهما الكوفيّون ويعقوب.
(أنّي أوفي الكيل) (سبيلي أدعو) فتحهما نافع وأبو جعفر.
(وحزني إلى اللّه) فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر أبو جعفر.
(وبين إخوتي إن) فتحها ورش وأبو جعفر). [تحبير التيسير: 418]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها اثنتان وعشرون:
فتح الحرميان وأبو عمرو {رَبِّي أَحْسَنَ} [23]، {أَرَانِي أَعْصِرُ} [36]، {أَرَانِي أَحْمِلُ} [36]، {إِنِّي أَرَى سَبْعَ} [43]، {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} [96]، {أَبِي أَوْ} [80]، {إِنِّي أَعْلَمُ} [96]، والحرميان {لَيَحْزُنُنِي أَنْ} [13].
ونافع وأبو عمرو {أَحَدُهُمَا إِنِّي} [36]، {الْآخَرُ إِنِّي} [36]، {رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ} [37]، {نَفْسِي إِن} [53]، {رَحِمَ رَبِّي إِنَّ} [53]، {يَأْذَنَ لِي} [80]، و{رَبِّي إِنَّهُ} [98]، {أَحْسَنَ بِي إِذْ} [100]، {وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [86].
وافق ابن عامر في {وَحُزْنِي} [86]، ونافع {أَنِّي أُوفِي} [59]، و{سَبِيلِي أَدْعُو} [108].
وورش {وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ} [100].
وسكن الكوفيون {آبَائي إِبْرَاهِيمَ} [38]، و{لَعَلِّي أَرْجِعُ} [46]). [الإقناع: 2/673]

ياءات الْإِضَافَة
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
وَاخْتلفُوا في تَحْرِيك ياءات الْإِضَافَة في هَذِه السُّورَة في خَمْسَة وَعشْرين موضعا
فحركهن نَافِع كُلهنَّ وَاخْتلف عَنهُ في أَرْبَعَة أحرف {يَا بشري} 19 ورش عَنهُ يسكن الْيَاء وَكَذَلِكَ {مثواي} 23 وَأَصْحَاب نَافِع غَيره يفتحونهما
و {أَنِّي أوفي الْكَيْل} 59 إِسْمَاعِيل والمسيبي يقفانها عَن نَافِع
والقاضي عَن قالون يفتح
ورش بَين إخوتي مَوْقُوفَة و{سبيلي} مَفْتُوحَة وَعَن أَحْمد بن صَالح عَن قالون {وَبَين إخوتي إِن} 86 و{سبيلي أَدْعُو} 108 مفتوحتين
وَقَالَ القاضي عَن قالون {إخوتي} سَاكِنة الْيَاء
والمسيبي (سبيلي أدعوا) مَفْتُوحَة و{إخوتي إِن} مَوْقُوفَة
وأسكن ابْن كثير مِنْهَا ثَلَاثَة عشر يَاء {يدعونني إِلَيْهِ} 33 و{إِنِّي أَرَانِي أعصر} 36 وقف في يَاء {إِنِّي} وحرك يَاء {أَرِنِي} وَكَذَلِكَ {إِنِّي أَرَانِي أحمل} 36 و{رَبِّي إِنِّي تركت} 37 {وَمَا أبرئ نَفسِي إِن} 53 و{رَبِّي إِن} 53 و{أَنِّي أوفي الْكَيْل} 59 و{يَأْذَن لي أبي} 80 {وحزني إِلَى الله} 86 و{رَبِّي إِنَّه هُوَ} 98 و{أحسن بِي إِذْ أخرجني من السجْن} 100 و{سبيلي أَدْعُو} 108
وأسكن أَبُو عَمْرو خَمْسَة أحرف {ليحزنني أَن} 13 و{يدعونني إِلَيْهِ} و{أَنِّي أوفي الْكَيْل} و{إخوتي إِن} 100 و{سبيلي أَدْعُو} 108 وحرك الْبَاقِيَة
وحرك حَمْزَة والكسائي وَاحِدَة {أحسن مثواي} وأسكنا سائرهن وَكَذَلِكَ عَاصِم
وحرك ابْن عَامر خَمْسَة أحرف {يَا بشري} و{مثواي} و{لعَلي أرجع} 46 و{آبَائِي إِبْرَاهِيم} 38 {وحزني إِلَى الله} وأسكن الباقي
وحذفت من هَذِه السُّورَة يَاء الْإِضَافَة في قَوْله {حَتَّى تؤتون موثقًا من الله} 66 وَوَصلهَا بياء ووقف بياء ابْن كثير
وَوَصلهَا بياء نَافِع في رِوَايَة ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَكَذَلِكَ أَبُو عَمْرو وَصلهَا بياء ووقف بِغَيْر يَاء وروى المسيبي وورش عَن نَافِع بِغَيْر يَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف
وَوَصلهَا الْبَاقُونَ بِغَيْر يَاء وَبِذَلِك وقفُوا). [السبعة في القراءات: 352 - 354]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ثلاث وعشرون ياء إضافة، من ذلك (ليحزنني أن) قرأ الحرميان بالفتح، وقد ذكرنا (يا بشرى)، ومن ذلك (ربي أحسن مثواي) (أراني أعصر خمرًا) (أراني أحمل فوق) (إني أنا أخوك) (أبي أو يحكم) (إني أعلم) قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح في السبعة.
ومن ذلك (قال أحدهما إني) (وقال الآخر إني) (ربي إني تركت) (نفسي إن) (إلا ما رحم ربي إن) (يأذن لي) (ربي إنه) (بي إذ) قرأ نافع وأبو عمرو بالفتح في الثمانية
[التبصرة: 242]
ومن ذلك (آباءي إبراهيم) (لعلي أرجع) قرأ الكوفيون بالإسكان فيهما.
(أني أوفي الكيل) (سبيلي أدعو) قرأ نافع بالفتح فيهما.
(وحزني إلى الله) قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو بالفتح.
(أخوتي) قرأ ورش بالفتح). [التبصرة: 243]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (785 - وَأَنِّي وَإِنَّى الْخَمْسُ رَبِّي بِأَرْبَعٍ = أَرَانِي مَعاً نَفْسِي لَيُحْزِنُنِي حُلاَ
786 - وَفِي إِخْوَتِي حُزْنِي سَبِيلِي بِي وَلِي = لَعَلِّي آبَاءِي أَبِي فَاخْشَ مَوْحَلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([785] وأني وإني الخمس ربي بأربعٍ = أراني معًا نفسي ليحزنني حلا
[786] وفي إخوتي حزني سبيلي بي ولي = لعلي آباءي أبي فاخش موحلا
(أني) وما عطف عليه: مبتدأ. و(حلا): خبره.
و(الخمس)، أجمل في هذا اللفظ المفتوحة مع المكسورات.
والمفتوحة: {أني أوف الكيل} لاغير.
ومعنى (وفي إخوني)، وما بعده مع قوله: (فاخش موحلا)، أي فاخش موحلا في إخوتي، وما نسق عليه كما تقول:
وفي دار عمروٍ فاجلس). [فتح الوصيد: 2/1029]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([785] وأني وإني الخمس ربي بأربعٍ = أراني معًا نفسي ليحزنني حلا
[786] وفي إخوتي حزني سبيلي بي ولي = لعلي آباءي أبي فاخش موحلا
ب: (الموجل): مصدر (وجل الرجل) بالكسر إذا وقع في الوجل.
ح: (إني) وما عطف عليه: مبتدأ، (حُلا): خبره، و(الخمس): صفة
[كنز المعاني: 2/342]
(إني) المكسورة، (بأربعٍ): باؤه بمعنى (في)، أي: في أربعة مواضع، و(في إخوتي) مع المعطوف عليه، عطف على المبتدأ.
ص: ياءات الإضافة فيها اثنتان وعشرون: {أني أوي الكيل} [59]، و{إني} المكسورة في خمس مواضع، {إني أراني} مرتين [36]، {إني أرى} سبع [43]، {إني أنا أخوك} [69]، {إني أعلم} [96]، و{ربي} في أربعة مواضع: {إنه ربي أحسن مثواي} [23]، {مما علمني ربي} [37]، {ما رحم ربي} [53]، {سوف أستغفر لكم ربي} [98]، {أراني} في الموضعين: {أراني أعصرُ خمرًا}، {أراني أحمل} [36]، {وما أبرئ نفسي} [53]، {إني ليحزنني أن تذهبوا} [13]، {وبين إخوتي إن} [100]، {وحزني إلى الله} [86]، {سبيلي أدعوا} [108]، {وقد أحسن بي إذ أخرجني} [100]، {يأذن لي أبي} [80]، {لعلي أرجعُ} [46]، {آبائي إبراهيم} [38]، {أبي أو يحكم الله} [80].
وأشار إلى صعوبة التمييز بقوله: (فاخش موجلا) ). [كنز المعاني: 2/343]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (785- وَأَنِّي وَإِنَّى الخَمْسُ رَبِّي بِأَرْبَعٍ،.. أَرَانِي مَعًا نَفْسِي لَيُحْزِنُنِي حُلا
أني وما عطف عليه مبتدأ، وحلا: خبره والخمس: نعت؛ لأني المكسورة وحدها والمفتوحة واحدة وهي: "أني أوف الكيل" فتحها نافع وحده والخمس المكسورة "إنيَ أراني" مرتين فتحهما نافع وأبو عمرو، "إِنِّيَ أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ"، "إني أنا أخوك"، "إِنِّيَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ" فتحهن الحرميان وأبو عمرو، و"ربي" في أربعة مواضع و: "رَبِّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ" فتحها أيضا الحرميان وأبو عمرو، "ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيَ إِنِّي تَرَكْتُ"، "إلا ما رحم ربيَ"، "سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ" فتحهن نافع وأبو عمرو، وأراني معا؛ يعني: "أرانيَ أعصر"، "أَرَانِي أَحْمِلُ" فتحهما الحرميان وأبو عمرو، "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِيَ إِنَّ" فتحها نافع وأبو عمرو، "قَالَ إِنِّيَ لَيَحْزُنُنِي" فتحها الحرميان فهذه أربع عشرة ياء من جملة اثنين وعشرين، ثم ذكر الثماني الباقية فقال:
786- وَفِي إِخْوَتِي حُزْنِي سَبِيلِيَ بِي وَلِي،.. لَعَلِّي آبَاءِي أَبِي فَاخْشَ مَوْحَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/277]
أراد: "وَبَيْنَ إِخْوَتِيَ إِنَّ" فتحها ورش وحده، "وَحُزْنِيَ إِلَى اللَّهِ" فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر، {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو} فتحها نافع وحده، "بِيَ إِذْ أَخْرَجَنِي"، "ليَ أبي" فتحهما نافع وأبو عمرو، "لَعَلِّيَ أَرْجِعُ" فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر "ملة آبائي إبراهيم" كذلك: "أبيَ أو يحكم" فتحها الحرميان وأبو عمرو، وقوله: وفي إخوتي تقديره: والياءات المختلف فيها أيضا في هذه الألفاظ "إخوتي" وما بعده، وقوله: فاخش موحلا؛ يعني: في عددها واستخراج مواضعها؛ فإنها ملبسة لا سيما قوله: الخمس فقد يظن أنه نعت؛ لأني المفتوحة وتقرأ الأولى بالكسر وإنما هو نعت للمكسورة والأولى مفتوحة وقد يظن أن الخمس نعت لهما، ومجموعهما خمسة مواضع؛ أحدهما اثنان والآخر ثلاثة كما قال: "وفي مريم والنحل خمسة أحرف"، وقال "تسؤ" و"نشأ" ست؛ أي: مجموعهما ست؛ كل واحد ثلاثة، وقد تقدم بيان ذلك أو فاخش غلطا في استخراجها من السورة فلا تعد ما ليس منها نحو: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}، {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، ونحو ذلك، ولا خلاف في تسكينه والموحل مصدر وحل الرجل بكسر الحاء إذا وقع في الوحل بفتح الحاء وهو الطين الرقيق، وقال الشيخ -رحمه الله: أي فاخش موحلا في إخوتي وما نسق عليه كما تقول: وفي دار عمرو فاجلس، وفيها ثلاث زوائد:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/278]
"نرتع" أثبت ياءه قنبل بخلاف عنه في الحالين، "حتى تؤتوني موثقا" أثبتها ابن كثير في الحالين وأبو عمرو في الوصل، "من يتقي ويصبر" أثبتها قنبل وحده، وقلت في ذلك:
روائدها نرتع وتؤتون موثقا،.. ومن يتقي أيضا ثلاث تجملا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/279]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (785 - وأنّي وإنّي الخمس ربّي بأربع = أراني معا نفسي ليحزنني جلا
786 - وفي إخوتي حزني سبيلي بي ولي = لعلّي آبائي أبي فاخش موحلا
في هذه السورة ياءات الإضافة الآتي: أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ، إِنِّي أَرانِي* معا، إِنِّي أَرى، إِنِّي أَنَا أَخُوكَ وإِنِّي أَعْلَمُ، رَبِّي أَحْسَنَ، رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ، إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي، إِنَّهُ رَبِّي، رَبِّي إِنَّهُ، أَرانِي أَعْصِرُ، أَرانِي أَحْمِلُ، نَفْسِي إِنَّ، لَيَحْزُنُنِي أَنْ، إِخْوَتِي إِنَّ، وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ، سَبِيلِي أَدْعُوا، أَحْسَنَ بِي إِذْ، يَأْذَنَ لِي أَبِي، لَعَلِّي أَرْجِعُ، آبائِي إِبْراهِيمَ أَبِي أَوْ يَحْكُمَ. وقوله (فاخش موحلا) أي اخش غلطا.
والمقصود: تحذير القارئ من الخوض في إخوة يوسف حتى لا تزل قدمه، والموحل: بفتح الحاء مصدر وحل بكسر الحاء إذا وقع في الوحل بفتح الحاء وهو الطين الرقيق). [الوافي في شرح الشاطبية: 297]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ) لَيَحْزُنُنِي أَنْ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ رَبِّي أَحْسَنَ، أَرَانِي أَعْصِرُ، أَرَانِي أَحْمِلُ، إِنِّي أَرَى سَبْعَ، إِنِّي أَنَا أَخُوكَ، أَبِي أَوْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَتَحَ السَّبْعَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو أَنِّي أُوفِي فَتَحَهَا نَافِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ رِوَايَتَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ وَحُزْنِي إِلَى
[النشر في القراءات العشر: 2/296]
فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ فَتَحَهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَالْأَزْرَقُ عَنْ وَرْشٍ، وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ عَنِ النَّهْرَوَانِيِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، وَعَنْ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ قَالُونَ بِفَتْحِهَا سَبِيلِي أَدْعُو فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ إِنِّي أَرَانِي فِيهِمَا، وَرَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ، نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ، رَحِمَ رَبِّي إِنَّ لِي أَبِي رَبِّي إِنَّهُ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي فَتَحَ الثَّمَانِيَ: الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو آبَائِي إِبْرَاهِيمَ لَعَلِّي أَرْجِعُ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/297]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة اثنتان وعشرون:
{ليحزني أن} [13] فتحها المدنيان وابن كثير.
{ربي أحسن} [23]، {أراني أعصرُ} [36]، {أراني أحمل} [36]، {إني أرى} [43]، {إني أنا أخوك} [69]، {أبي أو} [80]، {إني أعلم} [96] فتح السبع المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{أني أوفي} [59] فتحها نافع، واختلف عن أبي جعفر.
{وحزني إلى} [86] فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر.
{وبين إخوتي إن} [100] فتحها أبو جعفر، والأزرق عن ورش، وانفرد
[تقريب النشر في القراءات العشر: 558]
بذلك العطار عن النهرواني عن الأصبهاني، وعن هبة الله عن قالون.
{سبيلي أدعوا} [108] فتحها المدنيان.
{إني أراني} [36] فيهما، و{رب إني} [37]، {نفسي إن النفس} [53]، {رحم ربي إن} [53]، {لي أبي} [80]، {ربي إنه} [98]، {بي إذ} [100] فتح الثمانية المدنيان وأبو عمرو.
{ءاباءي إبراهيم} [38]، {لعلي أرجع} [46] فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 559]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ([و] فيها [أي: في سورة يوسف] من ياءات الإضافة اثنان وعشرون:
ليحزنني أن [يوسف: 13] فتحها المدنيان وابن كثير.
ربي أحسن [يوسف: 23]، أراني أعصر [يوسف: 36]، أراني أحمل [يوسف: 36]، إني أرى سبع [يوسف: 43]، إني أنا أخوك [يوسف: 69]، أبي أو [80] إني أعلم [البقرة: 30] فتح السبع المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
[وبين إخوتي إن [يوسف: 100] فتحها أبو جعفر والأزرق عن ورش، سبيلي أدعو]، إني أوفي الكيل [يوسف: 59] فتحهما نافع، واختلف عن أبي جعفر من روايته كما تقدم.
وحزني إلى [يوسف: 86] فتحها أبو جعفر، والأزرق عن ورش وانفرد أبو على العطار عن النهرواني عن الأصبهاني وعن هبة الله بن جعفر عن قالون بفتحها.
سبيلي أدعو [يوسف: 108] فتحها المدنيان.
إني أراني فيهما [يوسف: 36]، وربي إني تركت [يوسف: 37]، نفسي إن النفس لأمارة [يوسف: 53]، رحم ربي إن [يوسف: 53]، لي أبي [يوسف: 80]، ربي إنه [98]، بي إذ أخرجني [يوسف: 100]- فتح الثماني المدنيان وأبو عمرو.
آباءي إبراهيم [يوسف: 38]، لعلي أرجع [يوسف: 46] فتحهما المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/397]
[وإني أوفي [يوسف: 59] فتحها نافع وأبو جعفر بخلاف عنه.
إنما أشكو بثي وحزني إلى الله [86] فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة
اثنان وعشرون "لَيَحْزُنُنِي أَن" [الآية: 13] "رَبِّي أَحْسَن" [الآية: 23] "إِنِّي أَرَانِي" [الآية: 36] معا "أراني" [الآية: 36] معا "إِنِّي أَنَا" [الآية: 69] "أَبِي أَو" [الآية: 80] "لَعَلِّي أَرْجِع" [الآية: 46] "إِنِّي أَعْلَم" [الآية: 96] "أبي" [الآية: 80] "إنِّي أُوفِي" [الآية: 59] "حُزْنِي إِلَى" [الآية: 86] "إِخْوَتِي أن" [الآية: 100] "سَبِيلِي أَدْعُو" [الآية: 108] "رَبِّي إِنِّي" [الآية: 37] "نَفْسِي إِن" [الآية: 53] "رَحِمَ رَبِّي" [الآية: 53] "إِنَّ رَبِّي" [الآية: 53] "رَبِّي إِنَّه" [الآية: 98] "بِي إِذ" [الآية: 100] "ءابآئي إِبْرَاهِيم" [الآية: 38] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/158]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وفيها من ياءات الإضافة اثنتان وعشرون: {ليحزنني أن} [13] {ربي أحسن} [23] {إني أراني} [36] معًا {أراني أعصر} {أراني أحمل} {ربي إني} [37] {ءابآءي إبراهيم} [38] {إني أرى} [43] {لعلي أرجع} [46] {نفسي إن} [53] {ربي إن} [53] {أني أوفى} [59] {إني أنا} {لي أبي} [80] {أبي أو} {وحزني إلى} [86] {إني أعلم} [96] {ربي إنه} [98] {بي إذ} [100] {إخوتي إن} {سبيل أدعوا} [108] ). [غيث النفع: 753]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة ثنتان وعشرون:
{ليحزنني أن} [13]، {ربي أحسن مثواي} [23]، {إني أراني} [36]
[شرح الدرة المضيئة: 153]
كلاهما {أراني أحمل} [36]، {ربي إني تركت} [37]، {آبائي إبراهيم}[38]، {إني أرى} [43]، {لعلي أرجع} [46]، {نفسي إن النفس} [53]، {ربي إن ربي غفور} [53]، {أني أوفي الكيل} [59]، {إني أنا أخوك} [69]، {لي أبي أو} [80] كلاهما {وحزني إلى الله} [86]، {إني أعلم} [96]، {ربي إنه هو} [98]، {أحسن بي إذ} [100]، {إخوتي إن ربي} [100]، {سبيلي أدعو} [108] الكل أبو جعفر). [شرح الدرة المضيئة: 154]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها من المحذوفات ياءان: قوله عز وجل (حتى تؤتون) قرأ ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وقرأ أبو مرو بياء في الوصل.
وقوله (إنه من يتق) قرأ قنبل بياء في الوصل والوقف، وقرأ الباقون بالحذف في الحالين). [التبصرة: 243]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وفيها محذوفتان:
{حتى تؤتون موثقا} (66): أثبتها في الحالين ابن كثير، وأثبتها في الوصل: أبو عمرو.
{إنه من يتق} (90): أثبتها في الحالين قنبل، وحذفها الباقون في الحالين.
وروى أبو ربيعة، وابن الصباح عن قنبل: {نرتعي} (12): بإثبات ياء بعد العين في الحالين.
وروى غيرهما عنه: حذفها في الحالين.
والباقون: يحذفونها فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 325]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وفيها محذوفتان
[تحبير التيسير: 418]
[وثلاث] : (حتّى تؤتون) [أثبتها ابن كثير ويعقوب في الحالين وأثبتها أبو عمرو وأبو جعفر في الوصل] (إنّه من يتق) أثبتها في الحالين قنبل وحذفها الباقون في الحالين وروى أبو ربيعة وابن الصّباح عن قنبل (نرتع ونلعب) بإثبات ياء بعد العين في الحالين وروى غيرهما عنه حذفها في الحالين، وحذفها الباقون في الحالين. قلت: (فأرسلون ولا تقربون إن تفندون) أثبتها في الحالين يعقوب والله الموفق). [تحبير التيسير: 419]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (محذوفاتها ثلاث:
أثبت {حَتَّى تُؤْتُونِ} [66] في الحالين ابن كثير،
[الإقناع: 2/673]
وفي الوصل أبو عمرو.
و {مَنْ يَتَّقِ} [90] في الحالين قنبل.
وقال ابن الصباح وابن بقرة عن قنبل {يَرْتَعْ} [12] بياء في الحالين، وفي رواية أبي ربيعة وابن شنبوذ والزينبي عنه، وبه قرأت من طرقهم.
وقال ابن مجاهد وغيره عنه بحذفها في الحالين كالباقين). [الإقناع: 2/674]

الياءات الزوائد:
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ سِتٌّ) فَأَرْسِلُونِ، وَلَا تَقْرَبُونِ، وَأَنْ تُفَنِّدُونِ، أَثْبَتَهُنَّ فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ، حَتَّى تُؤْتُونِ أَثْبَتَهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، (يَرْتَعِ) أَثْبَتَهَا قُنْبُلٌ بِخِلَافٍ عَنْهُ فِي الْحَالَيْنِ، وَكَذَلِكَ (مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) لِقُنْبُلٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/297]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ست:
{فأرسلون} [45]، و{لا تقربون} [60]، {تفندون} [94] أثبتهن في الحالين يعقوب.
[تقريب النشر في القراءات العشر: 559]
{حتى تؤتون} [66] أثبتها وصلًا أبو جعفر وأبو عمرو، وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب.
{يرتع} [12]، و{يتق} [90] أثبتهما في الحالين قنبل بخلاف، والله أعلم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 560]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفيها من [الزوائد] ست:
فأرسلوني [يوسف: 45]، ولا تقربوني [يوسف: 60]، أن تفندوني [يوسف: 94]، أثبتهم في الحالين يعقوب.
حتى تأتوني [يوسف: 66] أثبتها وصلا أبو جعفر، وأبو عمرو، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.
ترتعي أثبتها قنبل في الحالين بخلاف.
وكذا من يتقي ويصبر [يوسف: 90] لقنبل. والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/398]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الزوائد ست
"فَأَرْسِلُون" [الآية: 45] "وَلا تَقْرَبُون" [الآية: 60] "تُفَنِّدُون" [الآية: 94] "تُؤْتُون" [الآية: 66] "نرتع" [الآية: 12] "مَنْ يَتَّق" [الآية: 90] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/158]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومن الزوائد ثنتان: {تؤتون} [66] و{من يتق} [90] ). [غيث النفع: 753]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد ست:
{حتى تؤتون} [66] أثبتها في الوصل أبو جعفر وفي الحالين يعقوب {يرتع} [12]، {إنه من يتق} [90] حذفهما الكل، {فأرسلون} [45]، {ولا تقربون} [60]، {لولا أن تفندون} [94] أثبتهن في الحالين يعقوب). [شرح الدرة المضيئة: 154]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
يوسف عليه السلام
(لي ساجدين) (4) يميل السين (رؤياك) (ورؤياي) لا يميل في شيء منها إلا قوله (إن كنتم للرؤيا) (43) فإنه يميل هذا وحده ويفتح ما سواه وقد ذكرت.
(من تأويل الأحاديث) (6) يميل الحاء قليلاً (للسائلين) (7) قليلاً، (كنتم فاعلين) (10) قليلاً (عشاء يبكون) (16) يميل السين قليلاً، (من الزاهدين) (20) قليلاً (وشهد شاهد) (26) قليلاً، (من الجاهلين) (33) (وعلى الناس) (38) (إنه ناجٍ) (42) قليلاً لطيفاً. (الأحلام بعالمين) (44) يميلهما قليلاً، (على خزائن الأرض) (55) قليلاً، (في رحالهم) (62) قليلاً، (سمان) (4-46) في الحرفين (من باب واحدٍ) (67) يميل الواو (وما كنا سارقين) (73) قليلاُ. (إن كنتم كاذبين) (74) (خير الحاكمين) (80) (من الهالكين) (85) (إذ أنتم جاهلون) (89)
[الغاية في القراءات العشر: 466]
(من تأويل الأحاديث) (101) يميل الحاء، (وما أكثر الناس) (103) ). [الغاية في القراءات العشر: 467]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال {شآء} [هود: 108 118] معًا {وجاءك} جلي.
{موسى الكتاب} [هود: 110] لدى الوقف على {موسى} و{ذكرى} [هود: 114 120] معًا و{القرى} [هود: 117] لهم وبصري.
{النهار} [هود: 114] و{رءياك} [5] لهما ودوري.
{والناس} [119] لدوري.
{الر} تقدم). [غيث النفع: 732]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وجآءو} [16 18] معًا {وجآءت} [19] جلي.
{فأدلى} و{مثواه} [21] و{عسى} و{فتاها} [30] لهم.
[غيث النفع: 739]
{يا بشرى} [19] تقدم {اشتراه} [21] و{لنراها} [30] لهم وبصري.
{الناس} [21] لدوري.
{مثواي} [23] لورش ودوري علي، وورش فيه على أصله من الفتح والتقليل، ولا التفات لما قاله بعضهم من أن ورشا ليس له فيه إلا الفتح، متعلقًا بظاهر عبارة التيسير.
وقد ذكر الداني في باقي كتبه له التقليل أيضًا، وهو الصواب، وعليه المحققون، والله أعلم.
{رءا} [24 28] معًا، أمال الراء والهمزة ابن ذكوان وشعبة والأخوان، وقللهما ورش، وأمال البصري الهمزة فقط، والباقون بالفتح.
و{لدا} [25] لو وقف عليه لا إمالة فيه، ولا خلاف في رسمه هنا بالألف). [غيث النفع: 740]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أراني} [36] معًا و{نراك} و{أرى} [43] لهم وبصري.
{الناس} [38 46] كله لدوري.
{فأنساه} [42] لهم.
{رءياى} و{للرءيا} [43] لهما وعلي.
{جآءه} [50] لا يخفى.
و {نجا} [45] واوى فلا أماله فيه). [غيث النفع: 744]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وجآء} [58] لا يخفى.
{قضاها} [68] و{ءاوى} [69] لهم.
{الناس} [68] لدوري). [غيث النفع: 746]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{نراك} [78] لهم وبصري
{عسى الله} [83] إن وقف عليه {وتولى} [84] و{مزجةه} [88] و{ألقاه} [96] و{ءاوى} [99] لهم.
{يا أسفى} [84] لهم ودوري، على أحد الوجهين له، والوجه الثاني الفتح، وكلاهما ثابت صحيح، إلا أن الفتح أصح، لأنه مذهب الجمهور من أهل الأداء، وبه قرأ الدني على أبي الحسن، واقتصر عليه غير واحد، كابن سوار وأبي العز وسبط الخياط وابن فارس والهذلي، ولم يقرأ أبو محمد مكي مع وسع روايته بسواه، وهو المأخوذ به من التيسير، لأنه لم يذكره في الألفاظ المقللة للدوري، فيؤخذ منه أنه بالفتح.
وكان حق الشاطبي رحمه الله أن يذكره، لأنه التزم نظم التيسير، ويكون التقليل الذي ذكره من الزيادات.
ولعل الحامل له على اختيار التقليل ما فيه من موافقة {يا ويلتى} [الفرقان: 28] و{يا حسرتى} [الزمر: 56] إذ أصلها الإضافة إلى ياء المتكلم، فأصل {يا أسفى} بفتح الفاء (يا أسفى) بكسر الفاء، فاستثقلت الكلمة على هذه الصورة فقلبت كسرة الفاء فتحة، لأن الفتح أخف من الكسر، فانقلبت الياء ألفًا، ورسمت بالياء تنبيها على الأصل، وأميلت لذلك.
وجوز الكثير أن الألف ليست منقلبة عن الياء، كــ {يا ويلتى} و{يا حسرتى} بل هي ألف الندبة، لاحظ لها في شيء من الإمالة.
{جآء} [96 100] معًا و{شآء} [99] جلي.
[غيث النفع: 750]
{رءياي} لهما وعلي). [غيث النفع: 751]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فاختلف فيه} [هود: 110] {الصلواة طرفى} [هود: 114] {السيئات ذلك} {جهنم من } [هود: 119] {تعقلون نحن} {نحن نقص} [3] {والقمر رأيتهم} [4] {لك كيدًا} [5] {يخل لكم} [9] على أحد الوجهين في إدغام المحذوف الآخر للجازم، ولا إدغام في {إن الشيطان للإنسان} [5] لسكون ما قبل النون). [غيث النفع: 732]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{بل سولت} [18] لهشام والأخوين.
{وجآءت سيارة} [19] لبصري والأخوين.
{قد شغفها} [30] لبصري وهشام والأخوين.
[غيث النفع: 740]
(ك)
{دراهم معدودة} [20] {ليوسف في} [21] {لك لقال} [23] {وشهد شاهد} [26] {إنك كنت} [29] {قال رب} [33] {إنه هو} [34].
ولا إخفاء في {وهم بها} [24] لتثقيل الميم). [غيث النفع: 741]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{قال لا يأتيكما} [37] {وقال للذي} [42] {ذكر ربه} {من بعد ذلك} [48 49] معًا). [غيث النفع: 744]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ليوسف في} [56] {نصيب برحمتنا} {يوسف فدخلوا} [58] {كيل لكم} [60] {وقال لفتيته} [62] {ذلك كيل} [65] {قال لن} [66] {نفقد صواع} [72] {كذلك كدنا} [76].
ولا إدغام في {وفوق كل} لسكون ما قبل القاف). [غيث النفع: 747]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقد سرق} [77] لبصري وهشام والأخوين.
{بل سولت} [83] لهشام والأخوين.
{استغفر لنا} [97] لبصري بخلف عن الدوري.
{قد جعلها} [100] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{يوسف في نفسه} [77] {أعلم بما} {يوسف فلن} [80] {يأذن لي} {إنه هو} [83] الثلاثة {وأعلم من الله} [86] {قال لا تثريب} [92] {أعلم من} [96] {أستغفر لكم} [98] {تأويل رءياي} [100] ). [غيث النفع: 751]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها تسع بتقديم التاء الفوقية، على السين المهملة وثلاثون، وقال الجعبري ومن قلده: سبعة بتقديم السين المهملة، على الباء الموحدة ولعله تحريف من النساخ، ومن الصغير سبعة بتقديم السين على الموحدة -). [غيث النفع: 753]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (1) إلى الآية (6) ]

{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}

قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى حُرُوفِ الْفَوَاتِحِ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الرَّاءِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ نَقْلُ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر السكت والإمالة في الفواتح فيما تقدم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
سبق سكت أبي جعفر على حروف "الر" كإمالة "الر" لأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر حمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
{الر}
قرأ أبو جعفر بتقطيع الحروف بعضها من بعض بسكتة يسيرة بدون تنفس، بمقدار حركتين: «ألف، لام، را».
وهذا مذهبه في قراءة هذه الحروف في سائر القرآن الكريم.
وأمال الراء أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف ويحيى وهشام وقالون، وهبيرة عن حفص وابن جماز عن نافع «الر».
وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر وقالون ويعقوب والمسيبي عن نافع أيضًا بالفتح (الر).
وقرأ ورش والأزرق وابن عامر وعاصم في رواية حماد بين الفتح والإمالة.
وتقدم هذا في الآية الأولى من سورة هود). [معجم القراءات: 4/169]

قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نَقْلُ قُرْآنًا لَابْنِ كَثِيرٍ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({قرءانًا} [2] ذكر لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل "قرانا" و"القران" لابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قرءانًا} [2] و{القرءان} [3] نقل المكي لا يخفى، وألف الأول محذوفة على المشهور كالذي بأول الزخرف). [غيث النفع: 727] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}
{أَنْزَلْنَاهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (أنزلناهو) بوصل الهاء بواو، وهو مذهبه في أمثاله.
وقراءة الباقين بالهاء المضمومة من غير صلة (أنزلناه).
{قُرْآَنًا}
قراءة ابن كثير وابن محيصن (قرانًا) بنقل حركة الهمزة وهي
[معجم القراءات: 4/169]
الفتحة إلى الراء، ثم حذف الهمزة.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالنقل.
وقراءة الباقين من غير نقل (قرآنًا) ). [معجم القراءات: 4/170]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
{تَعْقِلُونَ * نَحْنُ}
إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/170]

قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قرءانًا} [2] و{القرءان} [3] نقل المكي لا يخفى، وألف الأول محذوفة على المشهور كالذي بأول الزخرف). [غيث النفع: 727] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {نَحْنُ نَقُصُّ}
إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
وروي عنهما اختلاس الضمة من «نحن» عند الوصل بما بعده.
{الْقُرْآَنَ}
قرأ ابن كثير وابن محيصن (القران) بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى الوراء الساكنة، ثم حذف الهمزة.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على تحقيق الهمز (القرآن) ). [معجم القراءات: 4/170]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في كسر التَّاء وَفتحهَا من قَوْله {يَا أَبَت إِنِّي رَأَيْت} 4
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {يَا أَبَت} بِفَتْح التَّاء في جَمِيع الْقُرْآن
وَكسر التَّاء الْبَاقُونَ
وَابْن كثير يقف على الْهَاء (يَا أبه)
وَكَذَلِكَ ابْن عَامر فِيمَا رأى
وَالْبَاقُونَ يقفون بِالتَّاءِ وهم يكسرون). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يا أبت} بفتح التاء شامي ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يا أبت} [4، 100]: بفتح التاء، حيث جاء دمشقي، ويزيد. بالوجهين العمري. بهاء في الوقف مكي، دمشقي، ويزيد، وسلام، ورويس). [المنتهى: 2/757] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (يأبت) بفتح التاء حيث وقع، وقرأ الباقون بالكسر، ووقف ابن كثير وابن عامر بالهاء حيث وقع، ووقف الباقون بالتاء). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن عامر: {يا أبت} (4): بفتح التاء، حيث وقع.
والباقون: بكسرها.
وابن كثير، وابن عامر يقفان على: {يا أبت}: يا أبه: بالهاء. وقد ذكر في باب الوقف). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ ابن عامر وأبو جعفر: (يا أبت) بفتح التّاء حيث وقع الباقون بكسرها.
وابن كثير وابن عامر [وأبو جعفر ويعقوب] [يقفون] (يا أبه) بالهاء وقد ذكر في باب الوقف). [تحبير التيسير: 411]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (أحد عشر) قد ذكر في التّوبة). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَا أَبَتِ) بفتح التاء أبو جعفر، وشيبة، وابن عامر، وابْن مِقْسَمٍ، وخير الْعُمَرِيّ،
[الكامل في القراءات العشر: 574]
الباقون بكسر التاء، ووقف عليها بالهاء أبو جعفر، وشيبة، ومكي، ودمشقي، وسلام، ورُوَيْس ومعاذ عن أَبِي عَمْرٍو، والاختيار بكسر التاء والوقف بالتاء، لأن الأصل). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([4]- {يَا أَبَتِ} بفتح التاء حيث وقع: ابن عامر.
بهاء في الوقف: ابن كثير وابن عامر). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (772 - وَيَا أَبَتِ افْتَحْ حَيْثُ جَا لاِبْنِ عَامِر = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([772] ويا أبت افتح افتح حيث جا لـ(ابن عامر) = ووحد لـ (لمكي) آيات الولا
في المنادى المضاف إلى التنفس لغات: (يا غلامي)، و(يا غلامی): ساكن الياء للتخفيف، و(يا غلام)، محذوفها، والكسرة دالة عليها، و(يا غلاما: بقلبها ألفًا، لأن الألف أخف من الياء.
وفي (يا أبت) و(يا أمت) أربع لغات: يا أبتِ، ويا أبتُ، ويا أبتا، ويا أبتَ.
فالتاء في (يا أبت) تاء تأنيث، عُوضت عن ياء الإضافة، ولذلك تقف عليها بالهاء كما تقول: (يا قائمة).
والغرض بذلك، تفخيم الأب كما قالوا: علامه ونسابة.
والذي جوز إبدالها من ياء الإضافة، ما بينهما من المضارعة في كونهما زیادتین انضمتا إلى الاسم في آخره.
والكسرة فيها، هي التي كانت قبل الياء في (يا أبي)، جعلت على التاء، لأن تاء التأنيث لا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا.
[فتح الوصيد: 2/1004]
وإنما لم تحذف هاهنا وتسكن التاء، لأن التاء اسم، والأسماء تستوجب التحريك بالأصالة، وهي حرفٌ صحيح ككاف الخطاب، فوجب تحريكها، ولم يلزم ذلك في الياء، لأنها حرف لين، فجاز إسكانها تخفيفًا.
فإن قيل: فإذا جمعتم بين التاء والكسرة التي كانت قبل الياء، فقد ألمتم بالجمع بين العوض والمعوض!
فالجواب، أن الكسرة والياء غيران، والتاء عوض من الياء دون الكسرة. وإنما الجمع بين العوض والمعوض في (يا أبتي) و(يا أمتي)، وذلك لا يجوز.
وفتح التاء، وجهه أن الأصل (يا أبي)، ثم (يا أبا)، ثم حذف الألف، وعوض التاء وفتحها لتدل على الألف.
وهذا أحسن من قولهم: لحذف الألف من (يا أبتا) وبقيت الفتحة قبلها، لأن (يا أبتا) مع جوازه قليلٌ، لأنه جمع بين العوضين.
قال أبو علي: «ويجوز أن يكون فتح الياء على قولهم: يا طلحة أقبل، لأن ما كان فيه تاء التأنيث، فأكثر ما ينادی مرخمًا؛ فلما رخمه، رد التاء وترك آخره على ما يجري عليه في الترخيم، كما قالوا في أكثر قولهم: اجتمعت اليمامة، يريدون أهلها؛ ثم قالوا: اجتمعت أهل اليمامة فردوا أهل، ولم يعتدوا به، وأبقوه على ما يكون عليه غالبًا». انتهى كلامه.
ومن ذلك قوله:
كليني لهم يا أميمة ناصب.
[فتح الوصيد: 2/1005]
وإلى هذا ذهب سيبويه والفراء.
وحمله الفراء على الندبة.
وأيضًا قال: «والأصل: يا أبتاه، ثم حذف الألف».
وإليه ذهب أبو عبيد وأبو حاتم وقطرب.
وحمله قطرب على وجه آخر، قال: «الأصل: يا أبتًا، ثم حذف التنوين؛ وأنشد قول الطرماح:
يا دار أقوت بعد إصرامها = عامًا وما يعنيك من عامها
قال: أراد یا دارًا، فحذف التنوين. والنداء باب حذف.
وقد رد هذا الوجه بأن «التنوين لا يحذف من المنادي المنصوب، لأن النصب إعراب، والإعراب لا يكون في منصرف إلا منونًا».
وقال أبو إسحاق: «لم يرو أحد من أصحابنا: (یا دار) بالنصب، ولا أعلم له وجهًا. والذي رواه الخليل وسيبويه والبصريون: (یا دار) بالضم».
وقد رد أيضًا وجه الندبة بأنه ليس بموضع ندبة). [فتح الوصيد: 2/1006]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([772] ويا أبت افتح حيث جا لابن عامرٍ = ووحد للمكي آياتٌ الولا
ب: (الولا): القرب.
ح: (يا أبت): مفعول (افتح)، (حيث): ظرفه، وقصرت (جا) ضرورة، (آياتٌ): فاعل (وحد)، (الولا): نعته، أي: {آياتٌ} القريبة، احتراز عن البعيدة، وهي قوله تعالى: {وكأين من آية} [105]، إذ لا خلاف في إفرادها.
ص: قرأ ابن عامر: {يا أبت} [4] حيث أتى بفتح التاء على أنها للتأنيث عوضت عن الألف في (يا أبا) فحركت بحركة ما قبلها، والباقون: بالكسر، كذلك عوضت عن ياء الإضافة، فحركت بحركة ما قبلها.
وقرأ ابن كثير: (وإخوته آيتٌ للسائلين) [7] بالتوحيد إرادة الجنس المفيد معنى الجمع، يقويه: {لقد كان في قصصهم عبرةٌ} [111]
[كنز المعاني: 2/328]
لا عبر، والباقون: {آياتٌ}: لاشتمال قصتهم عن الآيات). [كنز المعاني: 2/329] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (772- وَيَا أَبَتِ افْتَحْ حَيْثُ جَا لاِبْنِ عَامِر،.. وَوُحِّدَ لِلْمَكِّي آيَاتٌ الوِلا
الخلاف في: "يا أبت" مثل ما سبق في يا ابن أم ويا بني بالفتح والكسر والتاء في يا أبت: تاء تأنيث عوضت عن ياء الإضافة في قراءة من كسرها؛ لأنه حركها بحركة ما قبل ياء الإضافة؛ لتدل على ذلك، وهي في قراءة من فتح عوض من الألف المبدلة من ياء الإضافة في قولك: "يا أبا"، وفتحت تحريكا لها بحركة ما قبل الألف، وقيل: يجوز أن يكون الفتح على حد قولهم في الترخيم: "يا أميمة" بالفتح). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/260]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (772 - ويا أبت افتح حيث جا لابن عامر = ووحّد للمكّيّ آيات الولا
قرأ ابن عامر بفتح تاء يا أَبَتِ* حيث وقع وهو في يوسف، ومريم، والقصص، والصافات. وقرأ غيره بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136 - وَيَا أَبَتِ افْتَحْ أُدْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - ويا أبت افتح (أ)د ويرتع وبعد يا = وحاشا بحذفٍ وافتح السجن أولا
(حـ)ـمی كذبوا (ا)تل الخف نجى (حـ)ـامد = ويسقى مع الكفار صد اضممًا (حُ)ـلا
ش - أي قرأ الرموز له (بألف) اد وهو أبو جعفر {يا أبت} حيث وقع بفتح التاء وعلم من الوفاق للآخرين بالكسر، فالفتح على أنها للتأنيث عوضت عن الألف لتدل عليها والكسر على أنها تاء تأنيث أيضًا إلا أنها بدل من الياء المفتوحة في أبي فحركت بحركة الياء لتدل عليها). [شرح الدرة المضيئة: 152] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَا أَبَتِ حَيْثُ جَاءَ، وَهُوَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَمَرْيَمَ وَالْقَصَصِ وَالصَّافَّاتِ، فَقَرَأَ بِفَتْحِ التَّاءِ فِي السُّوَرِ الْأَرْبَعِ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَوْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي تَسْهِيلِ هَمْزَةِ رَأَيْتُ، وَرَأَيْتَهُمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتْ قِرَاءَةُ أَبِي جَعْفَرٍ أَحَدَ عَشَرَ فِي التَّوْبَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر {يا أبت} حيث جاء بفتح التاء، والباقون بكسرها، وذكر الوقف عليها في بابه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({إني رأيت} [4]، و{رأيتهم لي} [4] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أحد عشر} [4] ذكر لأبي جعفر في التوبة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699 - يا أبت افتح حيث جا كم ثطعا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
أي قرأ ابن عامر وأبو جعفر بفتح تاء «يا أبت» حيث جاء وهو في ثمانية مواضع، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر، والوقف على يا أبت [يوسف: 4] وتسهيل رأيت [4]، ورأيتهم [4] للأصبهاني، وأحد عشر [4]، ويا بنيّ [5] لحفص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَا أَبَت" [الآية: 4] هنا و[مريم الآية: 42، 43، 44، 45] و[القصص الآية: 26] و[الصافات الآية: 102] فابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء في السور الأربعة، والباقون بالكسر فيهن، وأصله يا أبي فعوض عن الياء تاء التأنيث فالكسر ليدل على الياء والفتح؛ لأنها حركة أصلها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" بالهاء ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب "وسهل" همز
[إتحاف فضلاء البشر: 2/139]
"رأيت" و"رأيتهم" الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أَحَدَ عَشَر" [الآية: 4] بسكون العين أبو جعفر كأنه نبه بذلك على أن الاسمين جعلا اسما واحدا ومر بالتوبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يا أبت} [4] قرأ الشامي بفتح التاء، والباقون بكسرها، وأما الوقف فوقف مكي والشامي بالهاء، والباقون بالتاء، وهو الرسم). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
{يُوسُفُ}
قراءة الجمهور {يوسف} بضم السين، من غير همز، وهو علم أعجمي.
قال الشهاب:
ولو لم يكن عبرانيًا لانصرف؛ لأنه ليس فيه غير العلمية، وليس فيه
[معجم القراءات: 4/170]
وزن الفعل للقراءة المشهورة، وهي ضم الياء والسين، فإنها تأباه؛ إذ ليس لنا فعل مضارع مضموم الأول والثالث، ومثله: يونس».
وقرأ طلحة الحضرمي وطلحة بن مصرف وابن وثاب والحسن وعيسى بن عمر «يوسف» بكسر السين من غير همز.
وقرأ طلحة بن مصرف (يؤسف) بكسر السين وهمز الواو، وحكى هذا أبو زيد عن العرب.
وقرأ الحسن وطلحة ويحيى والأعمش وعيسى بن عمر (يوسف)، بفتح السين في جميع القرآن.
وقرأ طلحة بن مصرف (يؤسف) بالهمز وفتح السين، وحكى هذا أبو زيد عن العرب.
قال البيضاوي:
«وقرئ بفتح السين وكسرها على التلعب به لا على أنه مضارع بني للمفعول أو الفاعل من «آسف»؛ لأن المشهورة. أي القراءة المشهورة - شهدت بعجمته» اهـ.
قال الشهاب: «والتلعب به كثرة التغيير فيه، شبه بالكرة ونحوها مما يلعب به، فتتداوله الأيدي، ولذا قالوا: أعجمي فالعب به ما شئتا».
[معجم القراءات: 4/171]
وتقدمت القراءة فيه في الآية/ 84 من سورة الأنعام.
وذكر الفراء وغيره أن فيه ست لغات، ولم يقرأ ببعضها، ومن ذلك (يوسف) بهمز الواو وضم السين.
قال الفراء:
«يوسف ويوسف ويوسيف، ثلاث لغات، وحكي فيه الهمز أيضًا».
{لِأَبِيهِ}
قرأ ابن كثير في الوصل (لأبيهي) بوصل الهاء بياء.
وقراءة الجماعة بهاء مكسورة من غير صلة {لأبيه}.
{يَا أَبَتِ}
قرأ أبو عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي، وهي رواية عن ابن كثير {يا أبت} بكسر التاء.
والتاء فيه زائدة عوضًا عن ياء المتكلم، وأصله يا أبي، وهذه الزيادة في النداء خاصة، وكسرت لتدل على الياء المحذوفة ولا يجمع بين الياء والتاء لئلا يجمع بين العوض والمعوض.
وهذه التاء عند البصريين علامة تأنيث، وقد تدخل علامة التأنيث على المذكر فيقال: رجل نكحة هزأة.
قال الزجاج:
«... بكسر التاء، فعلى الإضافة إلى نفسه، وحذف الياء، لأن بياء الإضافة تحذف في النداء...، وأما إدخال التأنيث في الأب فإنما دخلت في النداء خاصة، والمذكر قد سمي باسمٍ لمؤنث فيه علامة التأنيث، ويوصف بما فيه هاء التأنيث....».
وقال الشهاب:
«.. أصله يا أبي، فعوض عن الياء تاء التأنيث إلخ، هذا مذهب
[معجم القراءات: 4/172]
البصريين، وقال الكوفيون: التاء للتأنيث، وياء الإضافة مقدرة بعدها، ويأباه فتحها والقول هنا للشهاب، وعدم سماع (أبتي) في السعة...».
وقرئ (يا أبتاه) بالألف وهو بدل من الياء.
وقرئ (يا أبتاه)، بالهاء على لفظ الندبة.
وكسر التاء هي اللغة المستعملة الفاشية عند مكي وغيره، وهي الاختيار.
وقرأ ابن عامر وأبو جعفر والأعرج (يا أبت) بفتح التاء، وذكروا أنها عن ابن عامر في جميع القرآن، وقد خرجت هذه القراءة على وجوه:
ا- ذهب البصريون إلى أن أصله: يا أبتي بالياء، ثم أبدلت الكسرة التي قبل الياء فتحة، فانقلبت الياء ألفًا، وصورتها «يا أبتا» ثم حذفت الألف، لدلالة الفتحة عليها.
۲ - وذهب أبو علي إلى أنه رخم بحذف التاء ثم أقحمت، وهو بمنزلة فتحة النساء في «يا طلحة»، ووجه ذلك أن أكثر ما يدعى ما فيه تاء التأنيث الترخيم، فردت التاء المحذوفة للترخيم، وترك الآخر من الاسم يجري في الحركة على ما كان عليه.
[معجم القراءات: 4/173]
٣- وذهب الفراء وأبو عبيد وأبو حاتم وقطرب إلى أن الألف المحذوفة في «أبتا» للندبة. ورد هذا بأنه ليس موضع ندبة، وهو تخريج ضعيف.
وذهب قطرب إلى أن أصله «يا أبه» بالتنوين، فحذف، والنداء باب حذف.
ورد بأن التنوين لا يحذف من المنادي المنصوب نحو: يا ضاريًا رجلًا.
قال الزجاج: «وهذا الذي قاله قطرب خطأ كله، التنوين لا يحذف من المنادي المنصوب؛ لأن النصب إعراب المنادی...، لكن الفتح يجوز على أنه أبدل من ياء الإضافة ألفًا، ثم حذف الألف، وبقيت الفتحة، كما تحذف بالإضافة». وقال الشهاب:
وقوله: (أو لأنه يعني أصلها) «أي: أصل هذه الكلمة: يا أبتا، بأن قلبت الياء ألفًا ثم حذفت، وأبقيت فتحتها دليلًا عليها، وكون أصلها هذا ضعيف عند النحاة؛ لأن: يا أبتا ليس بفصيح، حتى قيل: إنه يختص بالضرورة مثل: يا أبتي، كقوله: يا أبتا علك أو عساكا».
وقرأ ابن كثير في رواية وابن أبي عبلة (يا أبت إني....) بضم التاء، قال الفراء:
[معجم القراءات: 4/174]
«ولو قرأ قارئ: يا أبت، لجاز...، ولم يقرأ به أحد نعلمه». وقال الزجاج: «وأما يا أبت إني» بالرفع فلا يجوز إلا على ضعف؛ لأن الهاء ههنا جولت بدلا من ياء الإضافة.
وقال العكبري: «وأجاز بعضهم ضم التاء لشبهها بتاء التأنيث».
وقال الشهاب: «وقوله: وقرئ بالضم، هي ضعيفة رواية ودراية، لأن ضم المنادى المضاف شاذًا».
قلت: إنما ورد مثل هذا عن ابن محيصن في مواضع في قوله: «یا رب» «يا قوم» فهي قراءة مروية عنه، فقس ما جاء ههنا على ما روي عن هذا القارئ !! وحسبك أنه قارئ أهل مكة.
وفي التاج قراءة أخرى هي: (يا أبه) كذا بفتح الهاء.
قال: «وذهب أبو عثمان المازني في قراءة من قرأ: يا أبه بفتح الهاء إلى أنه أراد: يا أبتاه فحذف الألف....».
قلت: هذا يقتضي حذف التاء أيضًا، وإلا كانت القراءة يا أبته، كذا؛ وأشك في صحة ضبط هذه القراءة.
القراءة في الوقف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن في
[معجم القراءات: 4/175]
الوقف (يا أبه) بالهاء، وهو خلاف الرسم.
وقرأ أبو عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي (يا أبت) بالتاء في الوقف وهو الموافق للرسم.
والقراءة في الوصل بالتاء للجميع.
قال ابن الأنباري:
«ويوقف عليها بالماء عند سيبويه، لأنه ليس ثم ياء مقدرة، وذهب الفراء إلى أن الياء في النية، والوقف عليها بالتاء، وعليه أكثر القراء اتباعًا للمصحف».
وقال الرعيني: «ولا ينبغي أن يتعمد الوقف لأنه غير تام ولا كاف».
ومثل هذا عند ابن غلبون في التذكرة.
وفصل الوقف أبو بكر الأنباري على النحو التالي:
١- من قرأ (يا أبت) بالخفض، وقف على التاء، ولا يجوز أن يقف على الهاء؛ لأن الخفضة التي في التاء تدل على ياء المتكلم، وإنما حذفت الياء لكثرة الاستعمال.
۲- ومن قرأ (يا أبت) بالنصب له مذهبان:
أ - أنه أراد يا أب بالترخيم ثم أدخلت الهاء لأنه أشيع للكلام، ثم أعربتها بإعراب الباء، فمن هذا الوجه يجوز أن تقف على الهاء.
ب - الوجه الآخر أن تقول: أردت الندبة: يا أبتاه، فمن هذا الوجه لا يجوز الوقف على الهاء.
٣- ومن قرأ (يا أبت) بالرفع جاز له أن يقف على الهاء.
وقال العكبري:
«فأما الوقف على هذا الاسم فبالتاء عند قوم؛ لأنها ليست
[معجم القراءات: 4/176]
للتأنيث، فيبقى لفظها دليلًا على المحذوف، وبالهاء عند آخرين شبهوها بهاء التأنيث، وقيل: الهاء بدل من الألف المبدلة من الياء، وقيل: هي زائدة لبيان الحركة».
{إِنِّي رَأَيْتُ}
قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع (إني رأيته) بفتح الياء.
وقراءة السبعة ويعقوب (إني..) بسكون الياء.
{رَأَيْتُ}
قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة في الوصل.
وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل.
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز في الوقف والوصل {رأيت}.
{أَحَدَ عَشَرَ}
قراءة الجماعة {أحد عشر} بفتح العين.
وقرأ الحسن وأبو جعفر وطلحة بن سليمان وابن عباس ونافع بخلاف عنه، وعباس عن أبي عمرو، وهبيرة عن حفص من طريق فارس بن أحمد، وشيبة، والحلواني عن طلحة (أحد عشر)بسكون العين لتوالي الحركات، وليظهر جعل الاسمين اسمًا واحدًا.
قال الطوسي: «واللغة الجيدة عند البصريين فتح العين، وحكي سكون العين».
[معجم القراءات: 4/177]
وقال العكبري: «بفتح العين على الأصل، وبإسكانها على التخفيف فرارًا من توالي الحركات، وإيذانًا بشدة الامتزاج».
وقال النحاس:
«.. بإسكان العين، فزعم الأخفش والفراء أنهم استثقلوا الحركات فحذفوا لما كثرت.
قال أبو جعفر: لم يذكر هذا سيبويه، بل يجب على نص كلامه ألا يجوز؛ لأنه قال: أحد عشر مثل: أحد جمل، ولا يجوز عنده حذف الفتحة لخفتها».
وقال الزجاج:
«... وقد روي بتسكين العين في القراءة (أحد عشر كوكبا)، قرأ بها بعض أهل المدينة، وهي غير منكرة ما كان قبل العين حرف متحرك، لكثرة الحركات في (أحد عشر)، فأما اثنا عشر فلا يجوز فيها الإسكان في العين...، فأما التسكين في العين فقراءة صحيحة كثيرة، ولكن سيبويه والخليل وجميع أصحابهم لا يجيزون إلا فتح العين، إلا أن قطريًا قد روى إسكان العين، ورواه الفراء أيضًا، وقد قرئ به، فأما ما لا اختلاف فيه ففتح العين».
وتقدم مثل هاتين القراءتين في الآية/36 من سورة التوبة في {اثنا عشر}.
[معجم القراءات: 4/178]
{وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ}
إدغام الراء في الراء إظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{رَأَيْتُهُمْ}
القراءة بتسهيل الهمز في الوصل، والوقف، وتحقيقه، تقدم في «رأيت» قبل قليل.
{لِي سَاجِدِينَ}
قرأ عاصم برواية الأعشى والبرجمي عن أبي بكر (لي ساجدين) بفتح الياء، ولم أجد مثل هذا عند غير ابن مهران فيما بين يدي من المراجع.
وفي النشر والإتحاف وغيرهما مما بين يدي ما يفيد أن قراءة الجميع بسكون الياء {لي ساجدين} ). [معجم القراءات: 4/179]

قوله تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {لَا تقصص رُؤْيَاك} 5
كَانَ الكسائي يمِيل (رءياك) و(رءيي) و(للرءيا) 43 في كل الْقُرْآن
وروى أَبُو الْحَارِث اللَّيْث بن خَالِد عَن الكسائي أَنه لم يمل هَذَا الْحَرْف (لَا تقصص رءياك) وَحده وأمال سَائِر الْقُرْآن
وروى أَبُو عمر الدوري عَن الكسائي الإمالة في ذَلِك كُله وَلَا يسْتَثْنى
وَكَانَ حَمْزَة يفتح (رءياك) و(الرءيا) في كل الْقُرْآن وَكَذَلِكَ الْبَاقُونَ). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الرءيا} [الإسراء: 60]، وبابها: ممال: علي، وخلف، والأبزاري. وفتح أبو الحارث {رؤياك} [5] فقط، وكسر قتيبة، وابن بكار {للرءيا
[المنتهى: 2/757]
تعبرون} [43] وحدها.
بغير همز الواو أبو عمرو إلا ابن سعدان والقصباني، والأعشى، والعمري. بحذفها وتشديد الياء وما أشبه ذلك في جميع القرآن يزيد، طريق الفضل). [المنتهى: 2/758]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {يا بني} (5)، هنا، وفي لقمان (13)، والصافات (102): بفتح الياء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حفص: (يا بني) هنا وفي الصافات بفتح الياء والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" يا بني " فحذفت الياء وبقيت التاء على حالها، وقرأ ابن أبي عبلة بضم التاء). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([5]- {يَا بُنَيَّ} بفتح الياء هنا، وفي [الصافات: 102]: حفص). [الإقناع: 2/669]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ كَسْرُ يَا بُنَيَّ لِحَفْصٍ فِي هُودٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يا بني} [5] ذكر في هود). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءياك} [5]، و{رءياي} [100]، و{للرءيا} [43] ذكر في الهمز المفرد، والإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 553] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر، والوقف على يا أبت [يوسف: 4] وتسهيل رأيت [4]، ورأيتهم [4] للأصبهاني، وأحد عشر [4]، ويا بنيّ [5] لحفص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/389] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" فتح "يا بني" لحفص والكسر للباقين بهود). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "رؤياك" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه، وكذا أبو جعفر لكنه، إذا أبدل قلب الواو المبدلة ياء وأدغمها في الياء بعدها، وأمالها الدوري عن الكسائي وإدريس من طريق الشطي عن خلف قال في الطيبة:
وخلف إدريس برؤيا لا بأل
وبالفتح الصغرى أبو عمرو والأزرق "ويوقف" عليه لحمزة بإبدال الهمزة واوا على القياسي، وعلى الرسمي بياء مشددة كأبي جعفر، ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره، ثم ذكر أن الإظهار أولى وأقيس وعليه أكثر أهل الأداء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يا بني} [5] قرأ حفص بفتح الياء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 727]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رءياك} قرأ السوسي بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز، وحمزة إن وقف كالسوسي، وله وجه آخر، وهو قلب الواو ياء، وإدغامها في الياء). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}
{يَا بُنَيَّ}
قرأ حفص عن عاصم في جميع القرآن، وكذا أبو بكر عنه والمفضل {يا بني}بفتح الياء.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف (يا بني)بكسر الياء.
وتقدم تفصيل هذا وتخريحه في الآية/4۲ من سورة هود.
[معجم القراءات: 4/179]
{لَا تَقْصُصْ}
قرأ زيد بن علي (لا تقص) مدغمًا، وهي لغة تميم.
وقراءة الجماعة {لا تقصص} بالفك، وهي لغة الحجاز.
{رُؤْيَاكَ}
قراءة الجمهور {رؤياك} بالهمز وقفًا ووصلًا.
وقرأ الأصبهاني وأبو عمرو بخلاف عنه وورش والشموني وشجاع والترمذي والسوسي (روياك) بإبدال الهمزة واوًا.
قال أبو عمرو: «وأهل الحجاز لا يهمزون».
وذكر ابن عطية هذا قراءة للكسائي وقال: «وهي لغة أهل الحجاز».
وقرأ أبو جعفر (رياك) وذلك أنه يبدل الهمزة واوًا، ثم يقلب الواو المبدلة ياءً، ويدغمها في الياء بعدها فيصير النطق بياء واحدة مشددة.
وأما حمزة: فله في الوقف قراءتان:
الأولى: روياك: كقراءة أبي عمرو ومن معه.
الثانية: رياك: مشددة كقراءة أبي جعفر.
وسمع الكسائي: «رياك، ورياك» بالإدغام وضم الراء وكسرها.
أما مع ضم الراء فهو قراءة أبي جعفر، وأما مع كسرها فلم يثبته أحد قراءة لقارئ.
قال الطوسي: «وبضم الراء والإدغام، ويكسر الراء والإدغام، ولا يقرأ بهاتين».
[معجم القراءات: 4/180]
الإمالة:
أمال «رؤياك» الدوري عن الكسائي، وقتيبة وإدريس عن خلف وحمزة في رواية، وابن اليزيدي.
قال أبو طاهر: «ووافقه. أي الكسائي - أبو الحارث على إمالة «الرؤيا» كيف تصرفت في جميع القرآن غير هذا الحرف فإنه فتحه.
وذكر مثل هذا ابن خالويه.
وروي عن الكسائي الإمالة بغير همز (روياك).
وقرأه أبو عمرو بين بين.
وقرأه الأزرق وورش بالفتح وبين اللفظين.
وقراءة الباقين بالفتح.
{لَكَ كَيْدًا}
إدغام الكاف في الكاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/181]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
{يَجْتَبِيكَ}
قراءة الجماعة «يجتبيك» بالتاء.
وقرأ بعضهم (يجدبيك) بالدال، وذلك على قلب التاء في قراءة الجماعة دالًا.
قال في التاج: «وقد تقلب - أي الدال - من التاء إذا كان بعد الجيم
[معجم القراءات: 4/181]
كقراءة من قرأ....».
وذكر مثل هذا الفيروز أبادي في البصائر، فللدال عشرة أوجه التاسع منها الدال المبدلة من التاء إذا كانت بعد جيم، ثم ساق القراءة.
{تَأْوِيلِ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (تاویل) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {تأويل} ). [معجم القراءات: 4/182]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]

{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد من قَوْله {آيَات للسائلين} 7
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده (ءاية للسآئلين) وَاحِدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (ءايات) جماعا). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({آية للسائلين} مكي). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءايتٌ للسائلين) [7]: مكي). [المنتهى: 2/758]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (آية للسائلين) بالتوحيد، وقرأ الباقون (آيات) بالجمع). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {آية للسائلين} (7): على التوحيد.
والباقون: على الجمع). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (آية للسائلين) على التّوحيد والباقون على الجمع). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (آيَةٌ) على التوحيد مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، والحلواني، ويونس، واللؤلؤي، وخارجة كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون (آيَاتٌ)، وهو الاختيار على الجمع به أولى). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([7]- {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} موحد: ابن كثير). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (772- .... .... .... .... = وَوُحِّدَ لِلْمَكِّي آيَاتُ الْوِلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما {ءايتٌ للسائلين} فرسمت بالتاء.
ووجه الإفراد، أن آية تنوب عن آیات، وفي آخر السورة: {في قصصهم عبرة}، والعبرة: الآية.
وليس في رسمه بالتاء ما يدل على الجمع، كما لم يدل في {رحمت} وونحوه). [فتح الوصيد: 2/1007]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([772] ويا أبت افتح حيث جا لابن عامرٍ = ووحد للمكي آياتٌ الولا
ب: (الولا): القرب.
ح: (يا أبت): مفعول (افتح)، (حيث): ظرفه، وقصرت (جا) ضرورة، (آياتٌ): فاعل (وحد)، (الولا): نعته، أي: {آياتٌ} القريبة، احتراز عن البعيدة، وهي قوله تعالى: {وكأين من آية} [105]، إذ لا خلاف في إفرادها.
ص: قرأ ابن عامر: {يا أبت} [4] حيث أتى بفتح التاء على أنها للتأنيث عوضت عن الألف في (يا أبا) فحركت بحركة ما قبلها، والباقون: بالكسر، كذلك عوضت عن ياء الإضافة، فحركت بحركة ما قبلها.
وقرأ ابن كثير: (وإخوته آيتٌ للسائلين) [7] بالتوحيد إرادة الجنس المفيد معنى الجمع، يقويه: {لقد كان في قصصهم عبرةٌ} [111]
[كنز المعاني: 2/328]
لا عبر، والباقون: {آياتٌ}: لاشتمال قصتهم عن الآيات). [كنز المعاني: 2/329] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقراءة ابن كثير: "آية للسائلين" بالإفراد؛ أي: آية عجيبة كما جاء في آخر السورة: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ}، والباقون بالجمع كما جاء في مواضع: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً}، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ}، ووجه القراءتين ظاهر، وكم من آية في ضمنها آيات، واختار أبو عبيد قراءة الجمع وقال: لأنها عبر كثيرة قد كانت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/260]
فيهم، والولا: القرب وهو صفة لقوله: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}؛ أي: ذات الولا؛ أي: القريبة من قوله: يا أبت ولا خلاف في إفراد التي في آخر السورة: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (772 - .... .... .... .... .... = ووحّد للمكّيّ آيات الولا
....
وقرأ ابن كثير: آية لّلسّائلين. بغير ألف بعد الياء
[الوافي في شرح الشاطبية: 293]
على التوحيد، وقرأ غيره بألف بعد الياء على الجمع. وقوله (الولا) بكسر الواو أي ذات الولا، وهو القرب؛ أي القريبة من يا أَبَتِ* وهذا القيد للاحتراز عن البعيدة في آخر السورة: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ. فلا خلاف في إفرادها لجميع القراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 294]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {آياتٌ} [7] بغير ألف توحيدًا، والباقون بالألف جمعًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = آياتٌ افرد دن .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (آيات) يعني قوله تعالى: آيات للسائلين قرأه ابن كثير بالإفراد فجعل شأن يوسف وأخواته آية واحدة، ووجه الجمع أن كل قصة من قصصهم آية، والباقون بالألف جمعا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آيَاتٌ لِلسَّائِلِين" [الآية: 6] فابن كثير بالإفراد على إرادة الجنس، وافقه ابن محيصن والباقون بالجمع تصريحا بالمراد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءايات للسآئلين} قرأ المكي بحذف الألف، على الجمع، ووقف المكي بالهاء، والباقون بالتاء، وهكذا الحكم فيما ماثله.
فمن قرأ بالجمع وقف بالتاء، كسائر الجموع، ومن قرأ بالإفراد، فمن كان مذهبه الوقف بالهاء وهم المكي والنحويان وقف بالهاء، ومن كان مذهبه الوقف بالتاء وهم الباقون وقف بالتاء). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
{آَيَاتٌ}
قرأ ابن كثير ومجاهد وشبل وابن محيصن (آية) على الإفراد.
قال النحاس «وهي قراءة حسنة».
وقراءة الجمهور {آيات} بالجمع واختار هذه القراءة أبو عبيد، قال: «لأنها عبر كثيرة».
وأما في الوقف:
فقراءة أبن كثير ومن معه في الوقف بالهاء (آيه).
وقراءة الجمهور في الوقف بالتاء (آيات).
قال في الإتحاف:
[معجم القراءات: 4/182]
«... فمن قرأه بالإفراد فهو في الوقف على أصله المذكور كما كتب في مصاحفهم، ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء وكسائر الجموع»، ومثل هذا في النشر.
وقال الداني: «وكتبوا في كل المصاحف في يوسف {آيات للسائلين}، أي بالتاء على الجمع.
وفي مصحف أبي وقراته: (عبرة) بدلا من {آيات} في قراءة الجماعة.
وذكر الزمخشري أنها جاءت كذلك في بعض المصاحف.
وقال الزجاج: «وقرئت آية، ومعناه: عبرة، وقد رويت في غير هذا المصحف (عبرة للسائلين) وهذا معنى الآية».
وقال أبو حاتم: «هو في مصحف أبي».
{لِلسَّائِلِينَ}
إذا وقف حمزة على (للسائلين) سهل الهمزة مع المد والقصر.
وأبدلها أيضًا ياء خالصة مع المد والقصر). [معجم القراءات: 4/183]

قوله تعالى: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {مُبين (8) اقْتُلُوا} 8 9
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع والكسائي {مُبين (8) اقْتُلُوا} بِضَم التَّنْوِين
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِكَسْر التَّنْوِين). [السبعة في القراءات: 345]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" التنوين من "مبين اقتلوا" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وابن ذكوان من طريق الأخفش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({مبين * اقتلوا} قرأ البصري وابن ذكوان وعاصم وحمزة بكسر التنوين وصلاً، والباقون بالضم، فإن وقف على {مبين} فالجميع يبتدءون بضم همزة الوصل). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)}
{وَأَخُوهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (وأخوهوه) بوصل هاء الضمير بواو، وهو مذهبه في أمثاله.
[معجم القراءات: 4/183]
وقراءة الجماعة بهاء الضمير من غير وصل (وأخوه).
{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}
قراءة الجماعة {ونحن عصبة} بالرفع، مبتدأ وخبر.
روى النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (ونحن عصبة) بالنصب.
نحن: مبتدأ، والخبر: محذوف، وعصبةً: حال من الضمير في الخبر، والتقدير: نحن نجتمع عصبةً.
قال ابن مجاهد: «ما قرأ أحد بالنصب، وإنما روي عن علي رضي الله عنه تفسير العصبة».
وقال ابن مالك:
«... وهي قراءة تعزى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتقديرها: ونحن معه عصبةً، أو: ونحن نحفظه عصبةً».
وقال ابن هشام: «.. بالنصب، أي نوجد عصبةً، أو نرى عصبةً» ). [معجم القراءات: 4/184]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
{مُبِينٍ * اقْتُلُوا}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وابن ذكوان من طريق الأخفش والمطوعي والحسن
[معجم القراءات: 4/184]
{مبين اقتلوا} بكسر التنوين في الوصل لالتقاء الساكنين.
وقرأ ابن كثير ونافع والكسائي وهشام وأبو جعفر وابن مجاهد عن قنبل والصوري عن ابن ذكوان وخلف {مبين اقتلوا} بضم التنوين على الإتباع لحركة التاء بعده.
وإذا وقف القارئ على {مبين} افتتح بعده بالابتداء الهمزة بالضم للجمع (أقتلوا).
قال أبو علي:
«من ضم التنوين أتبع حركة التنوين ضمة الهمزة بعده، لأن تحريكه ملزم لالتقاء الساكنين..، ومن كسر لم يتبع، وكسر على أصل الحركة لالتقاء الساكنين في الأمر الأكثر».
{اطْرَحُوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (اطرحوهو) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة بالهاء من غير وصل (اطرحوه).
{يَخْلُ لَكُمْ}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب، وجاءعن اليزيدي.
والباقون على الإظهار).[معجم القراءات: 4/185]

قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {فِي غيابة الْجب} 10
فَقَرَأَ نَافِع وَحده (غيبت) جماعا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (غيبت) وَاحِدَة). [السبعة في القراءات: 345]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({غيابات} مدني). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غيابات} [10، 15]: [بألف] فيهما مدني، وأبو بشر.
(تلتقطه) [10]: بالتاء ابن كيسة). [المنتهى: 2/759] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (غيابت الجب) في الموضعين هنا بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ وكلهم قرأوا (لا تأمنا) بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام، وقبل استكمال التشديد، هذه ترجمة القراء). [التبصرة: 239] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {غيابات الجب} (10، 15)، في الموضعين: على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 319] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (غيابات الجب) في الموضعين على الجمع والباقون على التّوحيد). [تحبير التيسير: 412] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (وروى خارجة عن نافع " غَيَابات " بتشديد الياء قرأ مجاهد، والحسن، وقَتَادَة، واللؤلؤي، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، " غيبة الجب " بغير ألف ألبتة وإسكان الياء
(يَلْتَقِطْهُ) بالتاء ابن أبي عبلة، والحسن، وقَتَادَة، وابن كيسة، وسليم بن منصور عن حَمْزَة، وزائدة عن الْأَعْمَش، والسمان عن طَلْحَة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله بعض). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {غَيَابَتِ} فيهما [10، 15] جمع: نافع). [الإقناع: 2/669] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (773 - غَيَابَاتٍ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْجَمْعِ نَافِعٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع (نافعٌ) وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
[775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
[776] (شـ)فاء وقلل (جـ)هبذا وكلاهما = عن (ابن العلا) والفتح عنه تفضلا
الغيابة: كل شيء غيبت فيه شيئًا.وقيل للحد: غيابةٌ: من ذلك؛ قال الشاعر:
إذا أنا يومًا غيبتني غيابتي = فسيروا بسيري في العشيرة والأهل
وغيابة البئر، في جانبه فوق الماء
[فتح الوصيد: 2/1007]
ووجه الجمع، أن يجعل كل موضع ما يغيب غيابةً، ثم يجمع ذلك؛ أو كان في الجب غيابات جماعةٍ، أي ألقوه في بعض غيابات الحب، كما تقول: ألقي زيد في هذه الحفر، أي: في بعضها.
ويقال: غاب يغيب غيبًا وغيابة وغيابًا). [فتح الوصيد: 2/1008] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة). [كنز المعاني: 2/331] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (773- غَيَابَاتِ فِي الحَرْفَيْنِ بِالجَمْعِ نَافِعٌ،.. وَتَأْمَنُنا لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلا
يريد بالحرفين موضعين: وهما: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، والغيابة ما يغيب فيه شيء، وغيابة البئر في جانبه فوق الماء فوجه الإفراد ظاهر، ووجه الجمع: أن يجعل كل موضع مما يغيب غيابة ثم يجمع، أو كان في الجب غيابات؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الجب أو أريد بالجب الجنس؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الأجبية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (773 - غيابات في الحرفين بالجمع نافع = وتأمننا للكلّ يخفي مفصّلا
774 - وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطوّلا
775 - ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبت وميّلا
776 - شفاء وقلّل جهبذا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضّلا
قرأ نافع: وألقوه في غيابات الجبّ. وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجبّ بألف بعد الباء في الموضعين على الجمع، وقرأ غيره بحذف الألف في الموضعين على الإفراد). [الوافي في شرح الشاطبية: 294] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: غَيَابَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {غيابت} [10، 15] في الموضعين بالألف جمعًا، والباقون بغير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = .... .... .... غيابات معا
700 - فاجمع مدًا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (غيابات) يعني قوله تعالى: فألقوه في غيابة الجب، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب قرأهما
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
المدنيان بالألف جمعا كما في البيت الآتي والجمع يجعل كل اسم من الغيابة غيابة، والباقون بغير ألف إفرادا لأن يوسف لم يجعل إلا في غيابة واحدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غَيَابَة" [الآية:10، 15] معا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
فنافع وأبو جعفر بالجمع في الحرفين كأنه كان لتلك الجب غيابات، وهي أي: الغيابة قعره أو حفرة في جانبه، والباقون بالإفراد؛ لأنه لم يلق إلا في واحدة، والجب البئر التي لم تطو، وعن الحسن وكسر الغين وسكون الياء بلا ألف فيهما "وتلتقطه" بالتاء من فوق لإضافته لمؤنث، يقال قطعت بعض أصابعه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/141] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({غيابات} [10 - 15] معًا، قرأ نافع بألف بعد الباء الموحدة، على الجمع، والباقون بحذفها، على التوحيد، وحكم وقفه جلي). [غيث النفع: 728] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
{قَائِلٌ}
إذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
وله إبدال الهمزة ياء مع المد والقصر.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/۷ {للسائلين}.
{وَأَلْقُوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (ألقوهوه) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة {ألقوه} بالهاء من غير وصل.
{غَيَابَةِ الْجُبِّ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وابن مسعود (غيابة الجب) مفردًا.
وهي اختيار أبي عبيد، وكذلك جاءت في مصحف ابن مسعود.
وقرأ نافع وأبو جعفر (غيابات الجب) على الجمع.
قال أبو حيان: «جعل كل جزء مما يغيب فيه غيابة».
وأنكر أبو عبيد هذه القراءة.
قال أبو علي:
[معجم القراءات: 4/186]
«وجه قول من أفرد أن الجب لا يخلو أن يكون له غيابة واحدة أو غيابات، فغيابة المفرد يجوز أن يعني به الجمع كما يعنى به الواحد.
ووجه قول من جمع أنه يجوز أن يكون له غيابة واحدة، فجعل كل جزء منه غيابة، فجمع على ذلك، كقوله: شابت مفارقه... ويجوز أن يكون للجب عدة غيابات فجمع لذلك».
وقرأ خارجة عن نافع وعبد الله بن هرمز الأعرج (غيابات..) بالتشديد والجمع.
قال أبو حيان: «والذي يظهر أنه سمي باسم الفاعل الذي للمبالغة، فهو وصف في الأصل».
وقال الشهاب: «وأما قراءة الجمع بتشديد الياء التحتية فعلى أنه صيغة مبالغة، وزنه فقالات كحمامات، أو فعالات كشيطانة وشيطانات».
وقرأ الحسن وعاصم الجحدري (غيبة...) بفتح أوله والياء والباء، وهو يحتمل أن يكون في الأصل مصدرًا كالغلبة، واحتمل أن يكون جمع غائب كصانع وصنعة، فتكون كقراءة الجمع.
وقرأ مجاهد والحسن، وهارون واللؤلؤي كلاهما عن أبي عمرو، وأبي بن كعب وقتادة (غيبة...) بسكون الياء وفتح الباء قال الشهاب: «بسكون الياء على أنه مصدر أريد به الغائب منه».
[معجم القراءات: 4/187]
قال أبو حيان: «بسكون الياء، وهي ظلمة الركية».
وقال ابن عطية: «وكذلك خطت في مصحف أبي بن كعب».
وقرأ الحسن وأبي بن كعب (غيبة...) بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الموحدة، ولعل كسر الغين هنا جاء مراعاة للمجاورة، والغيبة من الاغتياب، وهو أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء أو بما يغمه، فالجامع في الحالين هو معنى الستر والاختفاء.
{الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ}
قرئ (الجوب) بواو وبتخفيف الباء.
قراءة ابن كثير في الوصل (يلتقطهوه) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة بهاء الضمير {يلتقطه} من غير وصل.
وقرأ الحسن ومجاهد وقتادة وأبو رجاء وابن أبي عبلة لو ذكرها ابن خالويه لابن كثير وهي رواية سليم عن حمزة (تلتقطه) بتاء التأنيث؛ لأن بعض السيارة سيارة.
وقراءة الجمهور من القراء {يلتقطه} بالياء على التذكير، لأن «بعض» ذكر وإن أضيف إلى تأنيث.
قال الزجاج:
[معجم القراءات: 4/188]
«... هذا أكثر القراءة بالياء، وقرأ الحسن: تلتقطه بالتاء، وأجاز ذلك جميع النحويين، وزعموا أن ذلك إنما جاز لأن بعض السيارة سيارة، فكأنه قال: تلتقطه سيارة بعض السيارة...».
وقال العكبري: «ويقرأ بالتاء حملًا على المعنى...، ومنه قولهم: ذهبت بعض أصابعه» ). [معجم القراءات: 4/189]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (11) إلى الآية (14) ]

{ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {لَا تأمنا} 11
كلهم قَرَأَ {تأمنا} بِفَتْح الْمِيم وإدغام النُّون الأولى في الثَّانِيَة وَالْإِشَارَة إِلَى إِعْرَاب النُّون المدغمة بِالضَّمِّ اتِّفَاق). [السبعة في القراءات: 345]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لا تأمنا} بلا شم، يزيد والحلواني عن قالون). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تامنا) [11]: بلا شمة يزيد، وقالون طريق سالم وأبي إسحاق وأبي عون، والشموني طريق ابن أبي أمية). [المنتهى: 2/759]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وكلهم قرأ: {ما لك لا تأمنا} (11): بإدغام النون الأولى في الثانية، وإشمامها الضم.
[التيسير في القراءات السبع: 319]
* وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النون لا بالعضو إليها، فيكون ذلك إخفاء لا إدغامًا صحيحًا؛ لأن الحركة لا تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك. وهذا قول عامة أئمتنا، وهو الصواب؛ لتأكيد دلالته وصحته في القياس). [التيسير في القراءات السبع: 320]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وكلهم [غير أبي جعفر] قرأ (ما لك لا تأمنا) بإدغام النّون الاولى في الثّانية وإشمامها الضّم. وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النّون [لا] بالعضو إليها فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف الصّوت بها فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك وهذا قول عامّة أئمّتنا وهو الصّواب لتأكيد دلالته وصحّته في القياس وأبو جعفر بالإدغام المحض من غير روم ولا إشمام). [تحبير التيسير: 412]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَأْمَنَّا) بنونين ابْن مِقْسَمٍ، وبغير إشمام الحلواني، وابن عون، وسالم عن قَالُون، وابن بحر عن الْمُسَيَّبِيّ، والمنادي، وابن أبي أويس عن نافع، وأبو جعفر، وشيبة، ومجاهد، وابن أبي أمية ومحمد بن الضحاك عن الشموني، والحسن رواية بن أرقم، وقَتَادَة، والْأَعْمَش، روى البربري عن الحسن (تَأْمَنَّا) بضم الميم). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (773- .... .... .... .... = وَتَأْمَنُناَ لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلاَ
774 - وَأُدْغَمَ مَعْ إِشْمَامِهِ البَعْضُ عَنْهُمُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع (نافعٌ) وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
...
{مالك لا تأمنا} قال في التيسير: «كلهم قرأ {مالك لا تأمنا} بإدغام النون الأولى في الثانية وإشمامها الضم. وحقيقة الإشمام، أن يشار بالحركة إلى النون، لا بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، لأن الحركة لا تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك. وهذا قول عامة أئمتنا، وهو الصواب، التأكيد دلالته وصحته في القياس».
وهذا كلام متناقض كما تراه، إلا أن يكون سمى الإخفاء إدغامًا، فقد قال ذلك من تقدمه.
قال أبو حاتم سهل بن محمد: «القراءة في: {تأمنا} بالإدغام والإشمام؛ وهو ضرب من الإخفاء».
وقال ابن مجاهد فيه: «وإنما ترك الإشمام من تركه من القراء، لأن حق المدغم أن يكون ساكنًا؛ فإن أشم إعرابه، كان إخفاء لا إدغامًا».
وقال صاحب المحبر: «قرأ أبو جعفر {لا تأمنا} بفتح النون على الإدغام الصريح، والباقون بإشمامها الضم على الإخفاء.
وقال النحويون: «الإشمام لا يصح مع الإدغام».
[فتح الوصيد: 2/1008]
وقال جماعة من القراء وأهل الأداء بالإدغام الصريح في {لا تأمنا} مع الإشمام، للدلالة على حركة المدغم».
والإشمام عندهم، كالإشمام السابق في الوقف، وهو ضم الشفتين من غير إحداث شيء في النون، وتكون الإشارة على هذا القول بعد الإدغام.
وأجازوا أيضًا أن يؤتى بذلك بعد سكون النون المدغمة، كما يؤتى به بعد سكون الراء من (قديرٌ) عند الوقف، فيقع ذلك قبل كمال الإدغام.
وإلى هذا القول، ذهب محمد بن جرير وجماعة من النحاة، وعبد الباقي ابن الحسن ومحمد بن علي، وجماعة من المقرئين.
قال أبو عمرو عثمان: «واللفظ بذلك يتصعب على الوجهين ويبعد لتداخل المدغم والمدغم فيه وكونهما كالشيء الواحد».
وإلى هذا الوجه أشار بقوله: (وأدغم مع إشمامه البعض عنهم)، وليس هذا الوجه في التيسير). [فتح الوصيد: 2/1009]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة). [كنز المعاني: 2/331] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا} فأصله "لا تأمننا" بنونين على وزن: تعلمنا، وقد قرئ كذلك على الأصل وهي قراءة شاذة؛ لأنها على خلاف خط المصحف؛ لأنه رسم بنون واحدة فاختلفت عبارة المصنفين عن قراءة القراء المشهورين له.
وحاصل ما ذكروه ثلاثة أوجه: إدغام إحدى النونين في الأخرى إدغاما محضا بغير إشمام، إدغام محض مع الإشمام، إخفاء لا إدغام؛ وهذه الوجوه الثلاثة هي المحكية عن أبي عمرو في باب الإدغام الكبير، فالإخفاء هو المعبر عنه بالروم، ولم يذكر الشاطبي في نظمه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261]
هنا غير وجهين: الإخفاء في هذا البيت والإدغام مع الإشمام في البيت الآتي، ومال صاحب التيسير إلى الإخفاء، وأكثرهم على نفيه، قال في التيسير: مالك لا تأمننا بإدغام النون الأولى في الثانية وإشمامها الضم، قال: وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النون لا بالعضو إليها، فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا؛ لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك، وهذا قول عامة أئمتنا وهو الصواب؛ لتأكيد دلالته وصحته في القياس، فهذا معنى قول الناظم: "للكل يخفى مفصلا"؛ أي: نفصل إحدى النونين عن الآخر بخلاف حقيقة الإدغام، وقال أبو بكر ابن مهران في كتاب الإدغام: "مالك لا تأمننا" بالإشارة إلى الضمة وتركها قال: ولم يحك عن أحد منهم إلا الإدغام المحض من أشار منهم ومن ترك، ولو أراد من أشار الإخفاء دون الإدغام لفرقوا وبينوا، وقالوا: أدغم فلان وأخفى فلان فلما قالوا: أدغم فلان وأشار وأدغم فلان ولم يشر درينا أنهم أرادوا الإدغام دون الإخفاء، وأنه لا فرق عندهم بين الإشارة وتركها والله أعلم، وقال صاحب الروضة: لا خلاف بين جماعتهم في التشديد والله أعلم.
774- وَأَدْغَمَ مَعْ إِشْمَامِهِ البَعْضُ عَنْهُمُ،.. وَنَرْتَعْ وَنَلْعَبْ يَاءُ "حِصْنٍ" تَطَوَّلا
أي: فعل ذلك بعض المشايخ عن جميع القراء، وهذا الوجه ليس في التيسير وقد ذكره غير واحد من القراء والنحاة حتى قال بعضهم: أجمعوا على إدغام لا تأمننا، قال ابن مجاهد: كلهم قرأ "لا تأمَنّا" بفتح الميم وإدغام النون الأولى في الثانية والإشارة إلى إعراب النون المدغمة بالضم اتفاقًا، قال أبو علي: وجهه أن الحرف المدغم بمنزلة الحرف الموقوف عليه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/262]
من حيث جمعهما السكون، فمن حيث أشموا الحرف الموقوف عليه إذا كان مرفوعا في الإدراج أشموا النون المدغمة في "تأمنا" قال: وليس هذا بصوت خارج إلى ذلك اللفظ، إنما هو تهيئة العضو لإخراج ذلك الصوت به؛ ليعلم بالتهيئة أنه يريد ذلك المهيأ له قال: وقد يجوز في ذلك وجه آخر في العربية، وهو أن يتبين ولا يدغم، ولكنك تخفي الحركة؛ وإخفاؤها هو أن لا تشبعها بالتمطيط ولكنك تختلسها اختلاسا. قلت: وهذا هو الوجه المذكور في البيت الأول، وقال أبو الحسن الحوفي: جمهور القراء على الإشمام للإعلام بأن النون من "تأمن" كانت مرفوعة، وصفة ذلك أنك تشير إلى الضمة من غير صوت مع لفظك بالنون المدغمة، وهو شيء يحتاج إلى رياضة، قال مكي: "لا تأمنا" بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام وقبل استكمال التشديد هذه ترجمة القراء. قلت: ووجه الإشمام الفرق بين إدغام المتحرك وإدغام الساكن، قال الفراء: تشير إلى الرفعة وإن تركت فلا بأس كل قد قرئ به). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/263]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (773 - .... .... .... .... .... = وتأمننا للكلّ يخفي مفصّلا
774 - وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = .... .... .... .... ....
....
وقوله تعالى: ما لَكَ لا تَأْمَنَّا. يقرأ لكل القراء بإخفاء حركة النون الأولى يعني بإظهارها واختلاس حركتها. وقول الناظم (مفصلا) معناه: مفصولا النون الأولى فيه عن الثانية في حال الإخفاء بسبب إظهار الأولى واختلاس حركتها، وأدغم بعض أهل الأداء عن القراء السبعة النون الأولى في الثانية إدغاما محضا مع الإشمام، والمراد بالإشمام هنا: ضم الشفتين عقب إدغام الحرف الأول في الثاني للإشارة إلى حركة الحرف المدغم، والوجهان صحيحان مقروء بهما لكل من القراء السبعة وإن كان وجه الإشمام أكثر شهرة وعليه جمهور أهل الأداء). [الوافي في شرح الشاطبية: 294]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَأْمَنَّا وَالْخِلَافُ فِيهِ فِي أَوَاخِرِ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تأمنا} [11] ذكر في آخر الإدغام الكبير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم رؤياي [43]، وللرؤيا [43] في الهمز والإمالة، وتأمنّا [11] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تَأْمَنَّا" [الآية:11] فأبو جعفر بالإدغام المحض بلا إشمام ولا روم فينطق بنون مفتوحة مشددة، وتقدم أنه يبدل الهمزة الساكنة قولا واحدا، والباقون الإدغام مع الإشارة، واختلفوا فيها فبعضهم يجعلها روما فيكون حينئذ إخفاء، فيمتنع معه بالإدغام الصحيح؛ لأن الحركة لا تسكن رأسا، وإنما يضعف صوت الحركة، وبعضهم يجعلها إشماما، فيشير بضم شفيته إلى ضم النون بعد الإدغام، فيصح معه حينئذ كمال الإدغام، وبالأول قطع الشاطبي، واختاره الداني، وبالثاني قطع سائر الأئمة، واختاره صاحب النشر، قال: لأني لم أجد نصا يقتضي خلافه؛ ولأنه أقرب إلى حقيقة الإدغام وأصرح في اتباع الرسم، وبه ورد نص الأصبهاني، وانفرد ابن مهران عن قالون بالإدغام المحض كأبي جعفر والجمهور على خلافه، ولم يعول عليه في الطيبة على عادته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/141]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تأمنا} [11] اضطربت في هذه اللفظة أقوال العلماء، فمنهم من يجعل فيها وجهين، ومنهم من يجعل ثلاثة، والوجهان هما الإدغام مع الإشمام، أو الإخفاء، والثالث هو الإدغام المحض من غير إشمام ولا روم.
ومنهم من يجعل الإشمام بعد الإدغام، ومنهم من يجعله مع أوله، ومنهم من يخير في ذلك.
ومنهم من يقول إن الإخفاء لا بد معه من الإدغام، ومنهم من يقول لا إدغام معه، ومنهم من ظاهر عبارته ذلك.
وهذا الاضطراب يوجب للقاصر الحيرة والتوقف، وللماهر التثبت والتعرف.
والحق أن فيها للقراء السبعة وجهين:
الأول: الإدغام مع الإشمام، فيشير إلى ضم النون المدغمة، بعد الإدغام، للفرق بين إدغام ما كان متحركًا وما كان ساكنًا، لأن {تأمنا} مركبة من فعل مضارع مرفوع وضمير المفعول المنصوب.
وأجمعت المصاحف على كتبه على خلاف الأصل، بنون وادة، كما يكتب ما آخره نون ساكنة واتصل به الضمير، نحو {كنا} [النساء: 97] و{عنا} [البقرة: 286] و{منا} [البقرة: 127].
وهذا الإشمام كالإشمام في الوقف على المرفوع، وهو أن تضم شفتيك من غير إسماع صوت، كهيئتهما عند التقبيل، لأن المسكن للإدغام كالمسكن للوقف، بجامع أن سكون كل منهما عارض.
[غيث النفع: 728]
الثاني: الإخفاء، وهو أن تضعف الصوت بحركة النون الأولى، بحيث إنك لا تأتي إلا ببعضها، وتدغمها في الثانية إدغامًا غير تام، لأن التام يمتنع مع الروم، لأن الحرف لم يسكن سكونًا تامًا، فيكون أمرًا متوسطًا بين الإظهار والإدغام، ولا يحكم هذا إلا بالأخذ من أفواه المشايخ البارعين العرافين الآخذين ذلك عن أمثالهم، والله الموفق.
وأما الوجه الثالث فلم يرو عن أحد من الأئمة السبعة، إلا من طرق ضعيفة، نعم هي قراءة أبي جعفر). [غيث النفع: 729]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
{لَا تَأْمَنَّا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والأزرق وورش والسوسي («لا تامنا) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على تحقيق الهمز {لاتأمنا}.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي {لاتأمنا} بإدغام النون في النون مع الإشمام للضم، وهو اختيار أبي عبيد.
والإشمام: «هو ضم حركة الشفتين إشارة إلى حركة الفعل مع
[معجم القراءات: 4/189]
الإدغام الصريح.
وحركة الفعل قبل الإدغام هي الضم: (لا تأمن).
قال ابن قتيبة: «بإشمام الضم مع الإدغام، وهذا ما لا يطوع به كل لسان».
وقرأ هؤلاء السبعة بإخفاء الحركة مع الإدغام قالوا: ولا يكون إدغامًا محضًا، وعبر عن هذا بعضهم بقوله: بين الإدغام والإظهار.
قال الأخفش: «والإدغام أحسن».
وفي شرح الشاطبية:
«اتفق السبعة على قراءة {لا تأمنا} بالإشارة، واختلف أهل الأداء عنهم، فكان بعضهم يجعلها رومًا فيكون ذلك إخفاء لا إدغامًا، وكان بعضهم يجعلها إشمامًا، وهو عبارة عن ضم الشفتين إشارة إلى حركة الفعل مع الإدغام الصريح.
قالوا: ولا تكون الإشارة إلا بالضم بعد الإدغام فيصح معه حينئذٍ الإدغام.
والروم اختيار الداني، وبالإشمام قطع أكثر أهل الأداء، واختاره المحقق الجزري....».
وورد النصعن نافع من طريق ورش بالروم.
وسمى ابن جني قراءة الإدغام مع إخفاء الحركة اختلاسًا، قال: «... حتى كأنك لم ترهم وقد ضايقوا أنفسهم، وخففوا عن ألسنتهم بأن اختلسوا الحركات اختلاسًا، وأخفوها، فلم
[معجم القراءات: 4/190]
يمكنوها في أماكن كثيرة، ولم يشبعوها، ألا ترى إلى قراءة أبي عمرو: (مالك لا تأمنا على يوسف) مختلسًا لا محققًا...».
وقرأ أبو جعفر والزهري لو رواها الحلواني عن قالونا (لا تامنا) بالإدغام المحض مع إبدال الهمزة الساكنة ألفًا من غير روم للحركة أو إشمام، وترك الإشمام عند الزجاج جيد لأن الميم مفتوحة فلا تغير.
وقرأ زيد بن علي والزهري وعمرو بن عبيد وأبو عون وابن مهران والحلواني عن قالون عن نافع والأعشى عن أبي بكر عن عاصم وهي قراءة يزيد المتقدمة والأعمش {لا تأمنا} بإدغام النون في النون من غير إشمام ولا روم، كذا بنون مفتوحة مشددة، وهو القياس.
وقرأ الحسن وأبي بن كعب والأعمش وطلحة بن مصرف وأبن مقسم (لا تأمننا) بالإظهار، وضم النون الأولى على الأصل، وهو خلاف خط المصحف، وهو من المبالغة في بيان إعراب الفعل.
قال العكبري: «وفي الشاذ من يظهر النون، وهو القياس».
[معجم القراءات: 4/191]
وقرأ ابن هرمز والحسن (لا تأمنا) ضم الميم، فتكون الضمة منقولة إلى الميم من النون الأولى بعد سلب الميم حركتها، وإدغام النون الأولى في الثانية.
وقرأ ابن وثاب وأبو رزين، وكذا الأعمش في رواية وعبد الله بن مسعود (لا تيمنا) بكسر حرف المضارعة وتسهيل الهمزة، وهي تخالف المصحف، وهي لغة تميم، وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عاصم أنه قرأ بذلك بمحضر عبيد بن فضالة، فقال له: لحنت! فقال أبو رزين:
«ما لحن من قرأ بلغه قومه، وهي لغة تميم».
قال أبو حيان: «وسهل الهمزة بعد الكسرة ابن وثاب، وفي لفظٍ أرسله، دليل على أنه كان يمسكه، ويصحبه دائمًا».
وروي عن يحيى بن وثاب وأبي رزين والمطوعي (لا تئمنا)بكسر أوله مع بقاء الهمز، وهي لغة تميم.
وتقدم ما يشبه هذا في مواضع، ومنها قراءة (نستعين) بكسر النون في سورة الفاتحة.
قال الشهاب: «وقرئ بكسر حرف المضارعة مع الهمزة وتسهيلها» ). [معجم القراءات: 4/192]

قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {يرتع ويلعب} 12
فَقَرَأَ ابْن كثير (نرتع وَنَلْعَب) بِفَتْح النُّون فيهمَا وَكسر الْعين في (نرتع) من غير يَاء من ارتعيت
حَدَّثَني عبيد الله قَالَ حَدثنَا نصر ابْن علي عَن أَبي بكر البكراوي عَن إِسْمَاعِيل المكي قَالَ سَمِعت ابْن كثير يقْرَأ (نرتع) بالنُّون وَكسر الْعين {ويلعب} بِالْيَاءِ وَجزم الْبَاء وَقَرَأَ نَافِع {يرتع} مثل ابْن كثير في كسر الْعين وهي بياء {ويلعب} بِالْيَاءِ وَجزم الْبَاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (نرتع وَنَلْعَب) بالنُّون فيهمَا وتسكين الْعين وَالْبَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يرتع ويلعب} بِالْيَاءِ وَجزم الْعين وَالْبَاء). [السبعة في القراءات: 345 - 346]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يرتع ويلعب) بالياء مدني، كوفي ورويس، وسهل (نرتع) بالنون (ويلعب) بالياء روح وزيد، بكسر العين، حجازي، القواس يشبعه). [الغاية في القراءات العشر: 286]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نرتع ونلعب) [12]: بالنون فيهما مكي، وشامي، وأبو عمرو.
(نرتع): بالنون، {ويلعب}: بالياء زيدٌ طريق البخاري. بكسر
[المنتهى: 2/759]
العين حجازي. بإشباعها قنبل طريق الربعي وابن الصلت والهاشمي). [المنتهى: 2/760]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون ونافع (يرتع ويلعب) بالياء فيهما، غير أن نافعًا كسر العين من (يرتع) وأسكن الكوفيون، وقرأ الباقون بالنون فيهما غير ان ابن كثير كسر العين من (نرتع) وأسكنها غيره؛ وكلهم أسكنوا الباء من (نلعب) ). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {يرتع ويلعب} (12): بالياء فيهما.
والباقون: بالنون.
وكسر الحرميان العين من : {يرتع}.
وجزمها الباقون). [التيسير في القراءات السبع: 320]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ونافع أبو جعفر ويعقوب: (يرتع ويلعب) بالياء فيهما والباقون بالنّون وكسر الحرميان وأبو جعفر العين من (يرتع) وجزمها الباقون). [تحبير التيسير: 412]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَرْتَعْ) بالنون (وَيَلْعَبْ) بالياء الزَّعْفَرَانِيّ، ويزيد، وَرَوْحٌ بْن قُرَّةَ عن يعقوب، وهارون، وبكار، واللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والبكرواني عن ابْن كَثِيرٍ، وهو الاختيار ليفرق بين اللعب من يوسف والرتع لإخوته، وبالنون فيهما مكي غير ابْن مِقْسَمٍ شامي وأَبُو عَمْرٍو غير معاذ ومن ذكرنا، الباقون ومعاذ عن أَبِي عَمْرٍو بالياء فيهما وكسر العين حجازي غير ابن عقيل عن ابن بغير وبإثبات الياء في اللفظ القواس طريق ابْن الصَّلْتِ والربعي والهاشمي). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([12]- {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} بالنون فيهما: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو.
بكسر العين: الحرميان). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (774- .... .... .... .... = وَنَرْتَعْ وَنَلْعَبْ يَاءُ حِصْنٍ تَطَوَّلاَ
775 - وَيَرْتَعْ سُكُونُ الْكَسْرِ فِي الْعَيْنِ ذُو حِمىً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
[775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
...
و{یرتع}، من: رتع يرتع، أي يرتع يوسف ويلعب.
قال أبو عبيدة: «يرتع: يله».
ورتع أيضًا، إذا اتسع في الخصب؛ وكل مخصب راتع، أي ينعم.
وهي قراءة الكوفين.
وقراءة أبي عمرو وابن عامر، {نرتع ونلعب} بالنون والإسكان. وذلك ظاهر.
وقراءة ابن كثير، أصلها: (نرتعي)، نفتعل من الرعي، وهو أحد الوجهين عن قنبل.
وكذلك قراءة نافع، أصلها (يرتعي): يفعتعل.
[فتح الوصيد: 2/1009]
أبو علي: «من قرأ {نرتع}، فعلی: نرتع إبلنا، أو على أنها تنال هي ونحن ما نحتاج إليه.
فأما {نلعب}، فحكي أن أبا عمرو قيل له: كيف تقول: (ونلعب) وهم أنبياء؟ فقال: لم يكونوا يومئذٍ أنبياء».
قال أبو علي: «فإن صحت الحكاية عنه، وصح عنده تاریخ ذلك فذاك، وإلا فوجهه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجابر: « فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك».
فهذا كأنه يتشاغل بمباحٍ وجمامٍ عن الجد، لما يتقوى به على النظر في العلم والعبادة» ). [فتح الوصيد: 2/1010]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة.
[775] ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبتٌ وميلا
[776] شفاءً وقلل جهبذًا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضلا
ب: (الثبت): الثابت، كـ (العدل) بمعنى (العادل)، (التقليل): ههنا: إمالة بين بين، وقد مضى تفسيره في أول آل عمران، (الجهبذ): الناقد الحاذق.
ح: (نرتع): مبتدأ، (سكون الكسر): مبتدأ ثانٍ، (في العين): حال، واللام: عوض عن العائد، (ذو حمى): خبر للثاني، والجملة: خبر للأول، وكذلك: (بشراي حذف الياء ثبتٌ)، و(ميلا): مجهول عطفًا على الخير، (شفاءً): حال من الممال، (جهبذًا): حال من فاعل (قلل)، كلاهما: مبتدأ، والضمير: للإمالة والتقليل، (عن ابن العلا): خبر، (الفتح ... تفضلا): مبتدأ وخبر، (عنه): حال، أي: منقولًا عنه، والضمير: لابن العلاء.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر وأبو عمرو: {نرتع} [12] بسكون العين، على أنه مجزوم من الرتع، ومدح هذه القراءة بأنها ذو حمى، أي:
[كنز المعاني: 2/331]
حجج يتقوى ويتحصن بها، والباقون: بكسرها على أنه من الرعي حُذف بالجزم الياء، ويثبتها قنبل في وجهٍ كما تقدم.
ففيه خمس قراءات: {يرتع} بالياء وسكون العين للكوفيين، وبكسرها والياء لنافع، وبالنون وسكون العين لابن عامر وأبي عمرو، وبكسرها والنون لابن كثير، وبإشباع كسرتها لقنبل في وجه.
وقرأ الكوفيون: {قال يا بشرى} [19] بحذف الياء على نداء البشرى مطلقًا، كأنه قال: (يا بشرى اقبلي فهذا أوانك)، والباقون: بإثباتها بإضافة البشرى إليه.
ثم من الكوفيين أمال حمزة والكسائي على أصلهما لأنها ألف تأنيث لا سيما وقبلها ياء.
ثم قال: (قلل جهبذًا)، أي: أمل بين بين لورش حال كونك حاذقًا ماهرًا.
ثم هذان الوجهان، أي: الإمالة المحضة وبين بين مع الفتح لابن
[كنز المعاني: 2/332]
العلاء أبي عمرو، ولكن الفتح عنه أفضل من غيره، أي: أصح نقلًا، لإطباق كتب الأئمة على الفتح عنه.
أما المحضة: فلأن {بُشرى} من ذوات الياء، وياء الإضافة في حكم الانفصال، وأما بين بين: فللتوسط بين كلا الأمرين، وأما الفتح: فلأن ألف {بشرى} لما رسمت في المصاحب بالألف هربًا من اجتماع اليائين في كلمة واحدةٍ صورةً فتحها أيضًا، ليسلم الأمر الذي خولف له بها عن أمثالها). [كنز المعاني: 2/331]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والياء في: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}، ليوسف والنون لجميع الإخوة، ثم ذكر خلاف القراء في العين فقال:
775- وَيَرْتَعْ سُكُونُ الكَسْرِ فِي العَيْنِ "ذُ"و "حِـ"ـمًا،.. وَبُشْرَايَ حَذْفُ الْيَاءِ "ثَـ"ـبْتٌ وَمُيِّلا
من يسكن العين فللجزم، وقراءته من رتع يرتع؛ أي: يتسع في الخصب، ومن كسرها فهو من ارتعى يرتعي يفتعل من الرعي، فحذف الياء للجزم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/263]
وأثبتها قنبل في وجه على ما تقدم في باب الزوائد فقرأه الكوفيون بالياء وسكون العين وقراءة نافع بالياء وكسر العين، وقراءة ابن عامر وأبي عمرو بالنون وسكون العين، وقراءة ابن كثير بالنون وكسر العين وبإشباع كسرتها في وجه، ففي "يرتع" خمس قراءات، وفي "يلعب" قراءتان الياء لحصن والنون للباقين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/264]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (774 - .... .... .... .... .... = ونرتع ونلعب ياء حصن تطوّلا
775 - ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = .... .... .... .... ....
....
وقرأ نافع والكوفيون يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ بالياء في الفعلين، وقرأ غيرهم بالنون فيهما.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر والكوفيون بسكون كسر العين في يَرْتَعْ فتكون قراءة غيرهم بكسر العين. فيتحصل من هذا: أن نافعا يقرأ بالياء في الفعلين وبكسر العين في يَرْتَعْ ويقرأ ابن كثير بالنون في الفعلين مع كسر العين في نرتع ويقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون في الفعلين مع سكون العين. ويقرأ الكوفيون بالياء في الفعلين مع سكون العين، واتفق القراء على قراءة وَيَلْعَبْ بسكون الباء). [الوافي في شرح الشاطبية: 294]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136- .... .... وَنَرْتَعْ وَبَعْدُ يَا = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويرتع وبعد ياء إلخ أي قرأ يعقوب وهو المشار إليه (بحا) حمى في صدر البيت الثاني بياء الغيبة في {يرتع} [12] وكذا في {يلعب} المشار إليه بقوله: وبعد ياء أي ياء في الفعلين وعلم من الوفاق للآخرين كذلك وهم في عين {يرتع} على أصولهم فأبو جعفر بالغيبة فيهما وكسر
[شرح الدرة المضيئة: 152]
العين وحذف الياء الزائدة والآخران بالغيب فيهما أيضًا لكن مع إسكان العين). [شرح الدرة المضيئة: 153]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَرْتَعْ، وَيَلْعَبْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْيَاءِ، وَكَسَرَ الْعَيْنَ مِنْ يَرْتَعْ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَثْبَتَ قُنْبُلٌ الْيَاءَ فِيهَا فِي الْحَالَيْنِ بِخِلَافٍ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَسْكَنَ الْبَاقُونَ الْعَيْنَ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {يرتع ويلعب} [12] بالنون، والباقون بالياء فيهما، وكسر العين من {يرتع} [12] المدنيان وابن كثير، وأثبت قنبل فيها الياء في الحالين بخلاف كما ذكرنا، والباقون بإسكان العين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (700- .... يرتع ويلعب نون دا = حز كيف يرتع كسر جزمٍ دم مدا). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (فاجمع (م) دا يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (م) دا
يعني قوله تعالى: أرسله معنا غدا يرتع ويلعب قرأه بالنون فيهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، والباقون بالياء وكسر العين من يرتع ابن كثير والمدنيان، والباقون بإسكانها، فالمدنيان بالياء والكسر في الحالين، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين في الحالين، وأبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما وسكون العين، والكوفيون ويعقوب بالياء والإسكان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نرْتَعْ وَنلْعَب" [الآية:12] فنافع وأبو جعفر بالياء من تحت فيهما إسنادا إلى يوسف عليه السلام، وكسر عين يرتع من غير ياء جزم بحذف حرف العلة من ارتعى افتعل من الرباعي، والفعلان مجزومان على جواب الشرط المقدر، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بالياء كذلك فيهما،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/141]
لكن مع سكون العين، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما، وسكون العين مضارع رتع انبسط في الخصب، فيكون صحيح الآخر جزمه بالسكون، وافقهما اليزيدي، وقرأ البزي بالنون فيهما وكسر العين من غير ياء، وقرأ قنبل كذلك إلا أنه أثبت الياء من طريق ابن شنبوذ وصلا ووقفا على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم، ويقدر حذف الحركة المقدرة على حرف العلة واصلة من رعي فوزنه يفتعل وحذفها من طريق ابن مجاهد، والوجهان في الشاطبية كأصلها، لكن الإثبات ليس من طريقهما، كما نبه عليه في النشر؛ لأن طريقهما عن قنبل، إنما هو طريق ابن مجاهد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن يرتع بضم الياء وكسر التاء وسكون العين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يرتع ويلعب} [12] قرأ المكي والبصري والشامي بنون فيهما، والباقون بالياء فيهما، قرأ الحرميان بكسر عين {يرتع} والباقون بسكون العين.
تنبيه: ذكره الخلاف لقنبل في إثبات الياء بعد عين {نرتع} في الحالين، حيث قال:
وفي نرتعى خلف زكا ....... = ...........
هو مما خرج فيه عن طريقه، ولذا لم نذكره، ومن بيان ذلك أن إثبات الياء طريق ابن شنبوذ، وليس من طرقه، وإنما طريقه ابن مجاهد، كما تقدم، ولم يرو ابن مجاهد
[غيث النفع: 729]
إلا الحذف، وهي أيضًا رواية العباس بن الفضل وعبد الله بن أحمد البلخي وأحمد بن محمد اليقطيني وإبراهيم بن عبد الرازق وابن ثوبان وغيرهم.
فإن قلت: ذكره في التيسير، وهو أصله، قلت: ذكره على وجه الحكاية، لا على وجه الرواية، ويدلك على ذلك أنه لم يذكره في باب الزوائد، وإنما ذكره في آخر
[غيث النفع: 730]
السورة بلفظ: «وروى أبو ربيعة وابن الصباح عن قنبل {يرتع} بإثبات الياء وروى غيرهما حذفها عنه في الحالين» وإن كان منه رحمه الله على وجه الرواية فهو أيضًا خارج). [غيث النفع: 731]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
{أَرْسِلْهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (أرسلهو) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة {أرسله} بها مضمومة من غير وصل.
{يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب ورويس وخلف والحسن والأعمش (يرتع ويلعب) بالياء فيهما وسكون العين والباء، من رتع ولعب، على إسناد الفعل ليوسف.
ورتع الإنسان والبعير إذا أكلا كيف شاءا، وروى معمر عن قتادة أن معنى يرتع: يسعى، واللعب هو الاستباق والانتضال.
وجزم {يرتع} لوقوع الفعل بعد طلب {أرسله}، أو على أنه جواب شرط مقدر، على الخلاف المشهور بين العلماء، والثاني عطف عليه.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير والبزي واليزيدي (نرتع ونلعب) بالنون فيهما على الإسناد للكل، أي جماعة المتكلمين، والجزم على ما تقدم بيانه في القراءة الأولى.
[معجم القراءات: 4/193]
وقرأ نافع وأبو جعفر، وابن كثير رواية، وجعفر بن محمد (يرتع ويلعب) بالياء من تحت فيهما، إسنادًا إلى يوسف عليه السلام، وكسر العين من (يرتع)، إنما كان للجزم بحذف حرف العلة، فهو من «ارتعی» «يرتعي» على وزن يفتعل من الرعي، وقيل: المعنى نتحارس ويحفظ بعضنا بعضًا.
ويلعب: الباء ساكنة، فالفعل معطوف على فعل مجزوم قبله فله حكمه.
وقرأ ابن محيصن وأبو رجاء «يرتع ويلعب» بضم الياء وكسر التاء وسكون العين، فهو من «أرتع» الرباعي، ويلعب: بسكون الباء، وياء في أوله، قالوا: هو على تقدير: يرتع مطيته، فحذف المفعول.
وقرأ ابن كثير والبزي وأبو جعفر وقنبل من طريق ابن مجاهد ونافع (نرتع ونلعب) بالنون فيهما، وكسر العين، وتخريجها بين.
وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ، والعطار عن الزينبي وهي رواية أبي ربيعة وابن الصباح عن قنبل، وكذا قرأها الأصبهاني برواية
[معجم القراءات: 4/194]
الهاشمي عن القواس عن ابن كثير (نرتعي ونلعب) بالنون فيهما، وإثبات الياء وصلًا ووقفًا على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم، ويقدر حذف الحركة المقدرة على حرف العلة.
وجعلوا هذه القراءة كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي = بما لاقت لبون بني زياد
قال أبو حيان:
«ومن أثبت الياء، فقال ابن عطية: هي قراءة ضعيفة، لا تجوز إلا في الشعر كقول الشاعر..» انتهى.
قال أبو حيان، «وقيل تقدير حذف الحركة في الياء لغة، فعلى هذا لا يكون ضرورة».
وقال ابن مهران الأصبهاني: «وقرأنا برواية الهاشمي عن القواس (نرتعي) بإثبات الياء، ولا يصح ذلك».
وفي رواية عن قنبل من طريق ابن الصلت إثبات الياء في الوقف دون الوصل، وهو المروي عن البزي.
وذكر صاحب الإتحاف الرواية بالحذف عن قنبل من طريق ابن مجاهد.
قال أبو حيان: «واختلف عن قنبل في إثبات الياء وحذفها».
وقال الداني:
«وروى أبو ربيعة وابن الصباح عن قنبل... بإثبات ياء بعد العين في الحالين، وروى غيرهما عنه حذفها في الحالين».
[معجم القراءات: 4/195]
وقرأ النخعي وأبو إسحاق ويعقوب وروح وزيد والأعرج وجعفر بن محمد وابن كثير في رواية إسماعيل بن مسلم، وهارون عن أبي عمرو وزيد عن يعقوب (نرتع ويلعب).
نرتع: بنون الجماعة.
يلعب: أي يوسف، وقد أسند اللعب إلى يوسف وحده لصباه.
وقرأ العلاء بن سيابه (يرتع ويلعب)
يرتع: مجزوم محذوف الياء، والكسر يشير إليه، وفاعله: يوسف.
يلعب: بضم الباء، أي يوسف، وهو خبر مبتدأ محذوف أي: يرتع، وهو يلعب. فهو مستأنف، أو لعله يصح على الحال.
وقرأ مجاهد وقتادة وابن محيصن وأنس وأبو رجاء (نرتع ونلعب)، بالنون فيهما، والأولى بالضم من «أرتع».
والرواية عن مجاهد وقتادة عند القرطبي (يرتع ويلعب) بضم الياء من «أرتع»، ويلعب: بالرفع على الاستئناف.
وقرأ مجاهد وقتادة وابن قطيب والنخعي ويعقوب (نرتع ويلعب) برفع النون، ويلعب: بالياء وسكون الباء على الجزم.
وقرأ مجاهد وقتادة (يرتع ويلعب) برفع الثاني على الاستئناف.
[معجم القراءات: 4/196]
وعن ابن كثير أنه قرأ (نرتع ويلعب) بكسر العين في الأول، وبالياء في الثاني.
وذكر العكبري أنه قرئ (نرتع ونلعب) بالنون فيهما ورفع آخرهما، قال: «فمنهم من يسكنها (نرتع) على الجواب، ومنهم من يضمها على أن تكون حالا مقدرة».
وذكر الرازي أنه قرأ (يرتع ونلعب) بالياء في الأول والنون في الثاني مع سكون آخرهما، وعزا الشهاب الخفاجي هذه القراءة إلى أبي رجاء.
وذكر الرازي أن هذا بعيد.
وذكر صاحب التاج أن قربى القب لبعض القراء قرأ: (يرتع ونلعب).
وقرأ زيد بن علي (نرتعي ونلعب) بثبوت الياء في الأول، وضم الياء في الثاني، وقد ذكرت من قبل ضعف القراءة بثبوت الياء عند بعض المفسرين مثل ابن عطية.
وعن زيد بن علي أيضًا أنه قرأ (يرتع ويلعب) بضم الياء في أولهما وفتح ما قبل آخرهما، مبنيين للمفعول.
قال أبو حيان:
«ويخرجها على أنه أضمر المفعول الذي لم يسم فاعله وهو ضمير «غد»، وكان أصله: يرتع فيه، ويلعب فيه، ثم حذف واسع فعدي الفعل للضمير، فكان التقدير: يرتعه ويلعبه، ثم بناه للمفعول،
[معجم القراءات: 4/197]
فاستكن الضمير الذي كان منصوبا لكونه ناب عن الفاعل».
وقرئ (يرتعي) بياء في أوله وياء بعد العين.
وروي عن ابن أبي عبلة أنه قرأ (يرعى ويلعب) وتخريجها بين أي: يرعى يوسف الأغنام ويلعب.
وقرأ مقاتل بن حيان (نلهو ونلعب) ذكر هذه القراءة الألوسي، ولم أجدها في مرجع آخر مما بين يدي، وأغلب الظن أنها من باب التفسير، وليست قراءة تروى). [معجم القراءات: 4/198]

قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الذيب) [13، 14، 17]: بلا همز يزيد، وحمص، وسلام، وعلي، وقاسم، وخلف، والأعشى، وورش، واليزيدي إلا ابن سعدان). [المنتهى: 2/760] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (ليحزنني) ). [التبصرة: 239]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ورش والكسائي (الذيب) بغير همز، وهمزه الباقون إلا أبا عمرو في ترك الهمز، وحمزة إذا وقف). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش، والكسائي، وأبو عمرو: إذا خفف الهمز: {الذيب} (13، 14، 17): بغير همز.
والباقون: بالهمز في الحالين.
وحمزة: على أصله إذا وقف). [التيسير في القراءات السبع: 320] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش وأبو جعفر وخلف والكسائيّ وأبو عمرو إذا خفف الهمز قرؤوا الذّئب بغير همز والباقون بالهمز في الحالين وحمزة على أصله إذا وقف). [تحبير التيسير: 413] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13، 14، 17]- {الذِّئْبُ} مخفف: ورش والكسائي، وأبو عمرو إذا أدرج، وحمزة إذا وقف). [الإقناع: 2/670] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي لَيَحْزُنُنِي فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي " الذِّئْبِ " فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليحزني} [13] ذكر في آل عمران لنافع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الذئب} [13] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ليُحْزِنُنِي" [الآية:13] بضم الياء وكسر الزاي نافع "وفتح" ياء الإضافة منها نافع وابن كثير وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "الذئب" ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه والكسائي وخلف عن نفسه وكذا وقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليحزنني أن} [13] قرأ نافع بضم الياء الأولى، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي، وقرأ الحرميان بفتح الياء الأخيرة، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 731]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الذئب} كله، قرأ ورش والسوسي وعلي بإبدال همزته ياء، والباقون بالهمز، ولم يبدل ورش ما هو عين إلا هذا و{بئس} [هود: 99] {وبئر} [الحج: 45] ونظمته فقلت: والهمز إن كان عينا ليس يبدله = ورش سوى بيس مع بير كذا الذيب). [غيث النفع: 731]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
{لَيَحْزُنُنِي}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وأبن عامر والحسن والأعرج وعيسى بن عمر وابن محيصن وأبو جعفر «ليحزنني» بفك الإدغام من «حزن».
وقرأ زيد بن علي وابن هرمز وابن محيصن (ليحزني) بتشديد النون وفتح أوله من «حزن»، وهي لغة تميم.
قال الأخفش: «يشمون النون الأولى الرفع».
وقرأ نافع وابن محيصن: (ليحزنني) بضم أوله وكسر الزاي
[معجم القراءات: 4/198]
وفك التضعيف، وهي رواية ورش عن نافع في جميع القرآن وهو من «أحزن» الرباعي، وهي لغة قريش.
وتقدم مثل هذا في آية آل عمران /176، والأنعام آية/۳۲.
وقال أبو حاتم: وقرأ نافع (ليحزني)بضم الياء وكسر الزاي والإدغام.
{لَيَحْزُنُنِي أَنْ}
قرأ نافع (ليحزنني أن) بفتح الياء قبل الهمزة، وضم الياء الأولى على مذهبه المتقدم.
وقرأ أبو جعفر وابن كثير (ليحزنني أن) بفتح الياء الأولى من «حزن» وفتح الثانية قبل «أن».
وقراءة الجماعة بسكون الياء {ليحزنني أن}.
{أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ}
قراءة الجماعة {أن تذهبوا به}، ثلاثيًا من «ذهب» عدي الفعل بالباء.
وقرأ زيد بن علي أن (تذهبوا به)بضم أول الفعل من «أذهب» رباعيًا، وخرج على زيادة الباء على تقدير: «أن تذهبوه»، وقرن أبو حيان هذه القراءة بقراءة من قرأ (تنبت بالدهن) بضم أول الفعل في الآية/۲۰ من سورة المؤمنين، وتأتي في موضعها، وكان من الأنسب أن يذكر مع هذا قراءة من قرأ (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار) بضم الياء في الآية/43 من سورة النور، وهي قراءة أبي جعفر وغيره، وتأتي في موضعها إن شاء الله تعالى.
[معجم القراءات: 4/199]
{أَنْ يَأْكُلَهُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (أن ياكله) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
{الذِّئْبُ}
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو، وإسماعيل ويعقوب ابنا جعفر ابن أبي كثير وقالون وأبو بكر بن أبي أويس والمسيبي، كل هؤلاء عن نافع، وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب والحسن {الذئب} بالهمز، وهي لغة الحجاز.
قال الأصمعي: «سألت نافعًا عن الذئب والبئر فقال: إن كانت العرب تهمز فأهمزها».
وذهب أبو بكر بن مجاهد إلى أن الرواية عن نافع بغير همز وهم.
وقرأ الكسائي وأبو عمرو في رواية، وورش عن نافع والأزرق والسوسي عن اليزيدي وخلف وأبو جعفر والأعشى وقالون وعباس ابن الفضل وأوقية وشيبة، واليزيدي في الإدراج، ومدين من طريق عبد السلام (الذيب) بالياء من غير همز في الوقف والوصل.
قال ابن مجاهد:
[معجم القراءات: 4/200]
«وحدثني عبيد الله عن نصر عن أبيه قال: سمعت أبا عمرو يقرأ:(فأكله الذيب) لا يهمز.
وروى عباس بن الفضل عن أبي عمرو أنه لا يهمز.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف (الذيب) بياء من غير همز، وهو رواية عن ابن عامر وأبي عمرو.
قال الشهاب:
«والذئب عينه همزة، فمن قرأ بها أتى به على أصله، ومن أبدلها ياء لسكونها وانكسار ما قبلها أتى به على القياس، ومن خصه بالوقف فلأن التقاء الساكنين في الوقف جائز، لكن إذا كان الأول حرف مد يكون أحسن».
وقال ابن خالويه:
«... فالحجة لمن همز: أنه أتى به على أصله؛ لأنه مأخوذ من تذاؤب الريح، وهو هبوبها من كل وجه، فشبه بذلك لأنه إذا حذر من وجه أتي من آخر.
والحجة لمن ترك الهمزة أنها ساكنة، فأراد بذلك التخفيف».
وقال مكي:
«فإن قيل: ما حجة ورش في تخفيفه لـ «الذئب...» ومن أصله أن يحقق عين الفعل حيث وقعت؟
فالجواب أنه خفف همزة «الذئب» على لغة من قال: لا أصل له في الهمزة، وقد قال الكسائي: لا أعرف أصله في الهمز، فلم يهمزه في قراءته، وكذلك «البئر» قد قيل لا أصل لها في الهمز....».
قال الطوسي:
[معجم القراءات: 4/201]
«والهمز وترك الهمز لغتان مشهورتان، قال أبو علي: والأصل فيه الهمزة، فإن خفف جاز...» ). [معجم القراءات: 4/202]

قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في همز {الذِّئْب} 14 وَتَركه
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِالْهَمْز
وَقَرَأَ الكسائي بِغَيْر همز
وحدثني عبيد الله عَن نصر عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو يقْرَأ (فَأَكله الذيب) لَا يهمز
وَأهل الْحجاز يهمزون
وروى عَبَّاس بن الْفضل عَن أَبي عَمْرو أَنه لَا يهمز
وروى ورش عَن نَافِع أَنه لَا يهمز
وَقَالَ ابْن جماز أَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة وَنَافِع لَا يهمزون الذيب
قَالَ أَبُو بكر وَهَذَا وهم إِنَّمَا هُوَ أَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة لَا يهمزانه وَنَافِع يهمزه كَذَا قَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنْهُم
وروى المسيبي وَأَبُو بكر بن أَبي أويس وقالون وَإِسْمَاعِيل وَيَعْقُوب ابْنا جَعْفَر بن أَبي كثير عَن نَافِع أَنه همز
وَأخْبرنَا أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحارثي البصري عَن الأصمعي قَالَ سَأَلت نَافِعًا عَن الذِّئْب والبئر فَقَالَ إِن كَانَت الْعَرَب تهمزهما فاهمزهما). [السبعة في القراءات: 346]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الذيب) [13، 14، 17]: بلا همز يزيد، وحمص، وسلام، وعلي، وقاسم، وخلف، والأعشى، وورش، واليزيدي إلا ابن سعدان). [المنتهى: 2/760] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش، والكسائي، وأبو عمرو: إذا خفف الهمز: {الذيب} (13، 14، 17): بغير همز.
والباقون: بالهمز في الحالين.
وحمزة: على أصله إذا وقف). [التيسير في القراءات السبع: 320] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش وأبو جعفر وخلف والكسائيّ وأبو عمرو إذا خفف الهمز قرؤوا الذّئب بغير همز والباقون بالهمز في الحالين وحمزة على أصله إذا وقف). [تحبير التيسير: 413] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ( [13، 14، 17]- {الذِّئْبُ} مخفف: ورش والكسائي، وأبو عمرو إذا أدرج، وحمزة إذا وقف). [الإقناع: 2/670] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
{لَئِنْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{الذِّئْبُ}
تقدم الحديث عنه وحكم الهمز في الآية السابقة.
{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}
سبق فيه قراءتان في الآية/۸ من هذه السورة:
1- (ونحن عصبة) بالرفع قراءة الجماعة.
۲- (ونحن عصبة) بالنصب قراءة مروية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فارجع إليها في الآية السابقة، وفيها تفصيل الحديث، وحسبك وحسبي.
{لَخَاسِرُونَ}
عن ورش والأزرقترقيق الراء بخلاف). [معجم القراءات: 4/202]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (15) إلى الآية (18) ]

{ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غيابات} [10، 15]: [بألف] فيهما مدني، وأبو بشر.
(تلتقطه) [10]: بالتاء ابن كيسة). [المنتهى: 2/759] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (غيابت الجب) في الموضعين هنا بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ وكلهم قرأوا (لا تأمنا) بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام، وقبل استكمال التشديد، هذه ترجمة القراء). [التبصرة: 239] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {غيابات الجب} (10، 15)، في الموضعين: على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 319] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (غيابات الجب) في الموضعين على الجمع والباقون على التّوحيد). [تحبير التيسير: 412] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {غَيَابَتِ} فيهما [10، 15] جمع: نافع). [الإقناع: 2/669] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (773 - غَيَابَاتٍ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْجَمْعِ نَافِعٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع (نافعٌ) وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
[775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
[776] (شـ)فاء وقلل (جـ)هبذا وكلاهما = عن (ابن العلا) والفتح عنه تفضلا
الغيابة: كل شيء غيبت فيه شيئًا.وقيل للحد: غيابةٌ: من ذلك؛ قال الشاعر:
إذا أنا يومًا غيبتني غيابتي = فسيروا بسيري في العشيرة والأهل
وغيابة البئر، في جانبه فوق الماء
[فتح الوصيد: 2/1007]
ووجه الجمع، أن يجعل كل موضع ما يغيب غيابةً، ثم يجمع ذلك؛ أو كان في الجب غيابات جماعةٍ، أي ألقوه في بعض غيابات الحب، كما تقول: ألقي زيد في هذه الحفر، أي: في بعضها.
ويقال: غاب يغيب غيبًا وغيابة وغيابًا). [فتح الوصيد: 2/1008] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة). [كنز المعاني: 2/331] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (773- غَيَابَاتِ فِي الحَرْفَيْنِ بِالجَمْعِ نَافِعٌ،.. وَتَأْمَنُنا لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلا
يريد بالحرفين موضعين: وهما: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، والغيابة ما يغيب فيه شيء، وغيابة البئر في جانبه فوق الماء فوجه الإفراد ظاهر، ووجه الجمع: أن يجعل كل موضع مما يغيب غيابة ثم يجمع، أو كان في الجب غيابات؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الجب أو أريد بالجب الجنس؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الأجبية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (773 - غيابات في الحرفين بالجمع نافع = وتأمننا للكلّ يخفي مفصّلا
774 - وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطوّلا
775 - ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبت وميّلا
776 - شفاء وقلّل جهبذا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضّلا
قرأ نافع: وألقوه في غيابات الجبّ. وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجبّ بألف بعد الباء في الموضعين على الجمع، وقرأ غيره بحذف الألف في الموضعين على الإفراد). [الوافي في شرح الشاطبية: 294] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: غَيَابَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {غيابت} [10، 15] في الموضعين بالألف جمعًا، والباقون بغير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = .... .... .... غيابات معا
700 - فاجمع مدًا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (غيابات) يعني قوله تعالى: فألقوه في غيابة الجب، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب قرأهما
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
المدنيان بالألف جمعا كما في البيت الآتي والجمع يجعل كل اسم من الغيابة غيابة، والباقون بغير ألف إفرادا لأن يوسف لم يجعل إلا في غيابة واحدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غَيَابَة" [الآية:10، 15] معا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
فنافع وأبو جعفر بالجمع في الحرفين كأنه كان لتلك الجب غيابات، وهي أي: الغيابة قعره أو حفرة في جانبه، والباقون بالإفراد؛ لأنه لم يلق إلا في واحدة، والجب البئر التي لم تطو، وعن الحسن وكسر الغين وسكون الياء بلا ألف فيهما "وتلتقطه" بالتاء من فوق لإضافته لمؤنث، يقال قطعت بعض أصابعه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/141] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({غيابات} [10 - 15] معًا، قرأ نافع بألف بعد الباء الموحدة، على الجمع، والباقون بحذفها، على التوحيد، وحكم وقفه جلي). [غيث النفع: 728] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يشعرون} كاف، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى النصف على ما اقتصر عليه في اللطائف، وعليه عملنا بالمغرب الأدنى، وقيل {صالحين} قبله، وعليه عمل أهل المغرب الأقصى كلهم، وقيل {حكيم} قبله، وزعم في المسعف أنه بلا خلاف). [غيث النفع: 731]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
قراءة ابن كثير في الوصل (أن يجعلوهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة {أن يجعلوه} بهاء الضمير من غير وصل.
{غَيَابَةِ الْجُبِّ}
سبق الحديث عنه في الآية /۱۰ من هذه السورة.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي» بوصل الهاء بياء.
وقراءة الجماعة بهاء الضمير مكسورة من غير وصل {إليه}.
[معجم القراءات: 4/202]
{لَتُنَبِّئَنَّهُمْ}
قراءة الجمهور بتاء الخطاب {لتنبئنهم}، والخطاب هنا ليوسف عليه السلام، وقيل الهاء في «إليه» ليعقوب.
وقرأ ابن عمر (لينبئنهم) بياء الغيبة على سياق ما تقدم من قوله «إليه»، أي: إلى يوسف.
قالوا: وكذا جاء في بعض مصاحف البصرة بالياء.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي وسلام (لننبئنهم) بنون العظمة، لله تعالى، وهو وحيد لهم.
وصورة القراءة عنهما عند ابن خالويه (لننبينهم) كذا بالياء من غير همز.
وقرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسرياء (لننبينهم).
وقراءة الجماعة على تحقيق الهمز.
{بِأَمْرِهِمْ هَذَا}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها: (بيمرهم هذا).
والجماعة على تحقيق الهمز {بأمرهم...} ). [معجم القراءات: 4/203]

قوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عِشَاءً يَبْكُونَ) بضم العين عيسى بن ميمون عن الحسن). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي "عُشَاء" بضم العين من العشوة بالضم والكسر وهي الظلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وجآءوا أباهم عشاء يبكون}
{وجآءو أباهم} [16] إن وقف ورش على {جآءو} فثلاثته لا تخفى، وإن وصلها بـ{أباهم} فليس له إلا المد، لتزاحم المنفصل وما تقدم فيه الهمز على حرف المد، والمنفصل أقوى، فيتقدم). [غيث النفع: 733]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)}
{وَجَاءُوا}
أماله حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني عن هشام.
[معجم القراءات: 4/203]
وإذا وقف ورش على (جاءوا)، قرأ بالمد والتوسط والقصر في الهمزة، وإن وصل فليس له إلا المد.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
ولحمزة أيضًا إبدالها واو مع المد والقصر.
وتقدمت الإمالة وحكم الوقف على «جاء» في مواضع، وانظر منها: الآية/43 من سورة النساء، والآية/6۱ من آل عمران {جاءك}، والآية/۸۷ من سورة البقرة {جاءكم}.. قراءة الجماعة {عشاء} بكسر العين والمد.
وقرأ الحسن والمطوعي والأعمش وابن السميفع وأبو هريرة (عشاءً) بضم العين والمد، من العشوة: بفتح العين وهي الظلمة. قال العكبري: «ويقرأ بضم العين، والأصل عشاة مثل غازٍ وغزاة، فحذفت الهاء، وزيدت الألف عوضا عنها، ثم قلبت الألف همزة...».
- وروى عيسى بن ميمون عن الحسن أنه قرأ (عُشا) على وزن دجًى جمع عاشٍ، حذفت منها الهاء، وكان قياسه عشاة كماشٍ ومشاة، وحذف الهاء تخفيفًا.
وذكر ما تقدم ابن جني ثم قال:
«ويجوز أن يكون جمع حشوة، أي ظلامًا، وجمعه لتفرق أجزائه..».
وقرأ الحسن (عُشيا) بضم العين وفتح الشين وتشديد الياء منونًا، وهو تصغير «عشي» ). [معجم القراءات: 4/204]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الذيب) [13، 14، 17]: بلا همز يزيد، وحمص، وسلام، وعلي، وقاسم، وخلف، والأعشى، وورش، واليزيدي إلا ابن سعدان). [المنتهى: 2/760] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش، والكسائي، وأبو عمرو: إذا خفف الهمز: {الذيب} (13، 14، 17): بغير همز.
والباقون: بالهمز في الحالين.
وحمزة: على أصله إذا وقف). [التيسير في القراءات السبع: 320] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش وأبو جعفر وخلف والكسائيّ وأبو عمرو إذا خفف الهمز قرؤوا الذّئب بغير همز والباقون بالهمز في الحالين وحمزة على أصله إذا وقف). [تحبير التيسير: 413] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13، 14، 17]- {الذِّئْبُ} مخفف: ورش والكسائي، وأبو عمرو إذا أدرج، وحمزة إذا وقف). [الإقناع: 2/670] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
{نَسْتَبِقُ}
قراءة الجماعة {نسبتق} أي نترامى بالسهام، أو نتجارى على الأقدام أينا أشد عدوًا، أو نستبق في أعمال نتوزعها من سقي ورعي واحتطاب، أو نتصيد...
وقرأ عبد الله بن مسعود (ننتضل).
قال القرطبي: «وهو نوع من المسابقة، قاله الزجاج.
وقال الأزهري: «لنضال في السهام، والرهان في الخيل، والمسابقة تجمعهما...».
قلت: قراءة عبد الله بن مسعود تحمل على التفسير، فهي مبينة قراءة الجماعة، وهذا الحال في أغلب ما روي عنه.
{الذِّئْبُ}
تقدم الحديث فيه قبل قليل في الآية / 14.
{بِمُؤْمِنٍ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (بمومن) على إبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على التحقيق «بمؤمن» ). [معجم القراءات: 4/205]

قوله تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِدَمٍ كَذِبٍ) بالدال الحسن، وأبو السَّمَّال، والْجَحْدَرِيّ " كذبًا " بالذال والألف ابن أبي عبلة، الباقون بالذال المنقوطة وجر الياء، وهو الاختيار أي مكذوب). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "كَدِب" بالدال المهملة قيل هو الدم الكدر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "بل سولت" خلف وهشام على ما صوبه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
{وَجَاءُوا}
تقدم الحديث فيه في الآية/16 من هذه السورة من حيث الإمالة، وحكم الهمز في الوقف.
{بِدَمٍ كَذِبٍ}
قراءة الجمهور {بدمٍ كذب} كذب: كذا بالجر، وهو وصف الدم على سبيل المبالغة، أو على حذف مضاف، أي: ذي كذب.
قال أبو حيان: «لما كان دالا على الكذب وصف به وإن كان الكذب صادرًا من غيره».
وقرأ زيد بن علي وابن أبي عبلة (بدم كذبًا) كذبًا: بالنصب على الحال من الواو في {جاءوا}، أي جاءوا كاذبين، فهو مصدر في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولًا لأجله.
قال الشهاب: «وقراءة النصب لزيد بن علي رضي الله تعالى عنهما على أنه مفعول له، أو حال، لكنه من النكرة على خلاف القياس...، والأحسن جعله من فاعل جاءوا بتأويله بكاذبين.....».
وقال الفراء:
«ويجوز في العربية أن تقول: جاءوا على قميصه بدم كذبًا، كما تقول جاءوا بأمرٍ باطلٍ وباطلًا، وحق وحقًا.».
وقرأت عائشة وابن عباس والحسن وأبو السمال وأبو العالية (بدم
[معجم القراءات: 4/206]
كدب) بالدال المهملة، وفسر بالكدر، وفسره الخليل بالدم الطري.
قال ابن جني:
«أصل هذا من الكدب، وهو الفوف، يعني البياض الذي يخرج على أظفار الأحداث، فكأنه دم قد أثر في قميصه، فلحقته أعراض كالنقش عليه...».
وقال الشهاب:
«... وليس من قلب الذال دالًا بل هو لغة أخرى، بمعنى كدر، أو طري، أو يابس، فهو من الأضداد».
وفي التاج:
«وسئل أبو العباس عن قراءة من قرأ بالدال المهملة فقال: «إن قرأ به إمام فله مخرج، قيل له: فما هو؟ فقال: بدمٍ ضارب إلى البياض، مأخوذ من كدب الظفر، وهو وبش بياضه، كأنه دم قد أثر في قميصه، فلحقته أعراضه كالنقش عليه، وقيل: أي طري، وقيل: يابس؛ لأنهم عدوه من الأضداد».
قال ابن عطية: «وليست هذه القراءة قوية».
وقرئ (بدم كدب) وكدب: هو الجدي، والوجه أن يقرأ على الإضافة.
[معجم القراءات: 4/207]
{بَلْ سَوَّلَتْ}
أدغم اللام في السين حمزة والكسائي وخلف وهشام.
والباقون على إظهار اللام.
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}
قراءة الجماعة {فصبر جميل} على الرفع.
وتخريجه أنه خبر مبتدأ مقدر: أي صبري صبر جميل، كذا قدره قطرب، وعند الزجاج: فشأني، أو الذي أعتقده صبر جميل.
وذكروا فيه، وجه آخر، وهو أن يكون مبتدأ محذوف الخبر.
وقال العكبري:
«أي فشأني، فحذف المبتدأ، وإن شئت كان المحذوف الخبر، أي: فلي أو عندي».
وقرأ أبي بن كعب والأشهب العقيلي من طريق سهل بن يوسف وعيسى بن عمر والكسائي وأبو المتوكل وعبد الله بن مسعود (فصبرًا جميلًا) بالنصب على المصدر.
وذكروا أنه كذلك في مصحف أبي وأنس بن مالك وأبي صالح.
وقراءة النصب ضعيفة عند سيبويه والمبرد.
قال النحاس:
«قال محمد بن يزيد:... بالرفع أولى من النصب؛ لأن المعنى: فالذي عندي صبر جميل، قال: وإنما النصب الاختيار في الأمر، كما
[معجم القراءات: 4/208]
قال جل وعز {فاصبر صبرًا جميلًا} المعارج/5».
وقال مكي:
«... ويجوز النصب على المصدر، ولم يقرأ به، على تقدير: فأنا أصبر صبرًا.
والرفع الاختيار فيه؛ لأنه ليس بأمر، ولو كان أمرا لكان الاختيار فيه النصب».
وقال الزجاج: «ويجوز في غير القرآن، فصبرًا جميلًا».
وقال الفراء: «ولو كان: فصبرًا جميلًا، يكون كالآمر لنفسه بالصبر لجاز، وهي في قراءة أبي... كذلك على النصب بالألف» ). [معجم القراءات: 4/209]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (19) إلى الآية (22) ]

{ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}

قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَإِثْبَات الْألف وإسكانها وَإِسْقَاط الْألف من قَوْله {يَا بشرى هَذَا} 19
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {يَا بشرى} بِفَتْح الْيَاء وَإِثْبَات الْألف
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يَا بشرى} بِأَلف بِغَيْر يَاء
وروى ورش عَن نَافِع (يبشرآى) و{مثواي} 33 {ومحياي ومماتي} الْأَنْعَام 162 و{عصاي} طه 18 بِسُكُون الْيَاء
وَالْبَاقُونَ عَن نَافِع بتحريك الْيَاء إِلَّا (محيآي)
وَرَأَيْت أَصْحَاب ورش لَا يعْرفُونَ هَذَا ويروون عَنهُ بِفَتْح الْيَاء في هَذَا كُله
وَعَاصِم يفتح الرَّاء من {بشرى} وَحَمْزَة والكسائي يميلانها). [السبعة في القراءات: 346 - 347]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يا بشرى) كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 286]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يا بشرى} [19]: كوفي. ساكنه الياء: ورش طريق ابن عيسى، ومثله (مثواي) [23]بكسر الواو على غير الليث). [المنتهى: 2/760]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (يا بشرا) بغير ياء بعد الألف، وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الألف، وأماله حمزة والكسائي وقرأ ورش بين اللفظين، وقرأ الباقون بالفتح، وقد ذكر عن أبي عمرو مثل ورش، والفتح أشهر). [التبصرة: 240]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {يا بشرى} (19): على وزن (فعلى).
وأمال فتحة الراء حمزة، والكسائي.
والباقون: بألف بعد الراء، وفتح الياء.
وقرأ ورش الراء بين اللفظين.
والباقون: بإخلاص فتحها.
[التيسير في القراءات السبع: 320]
وبذلك قرأ عامة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو.
وهو قول ابن مجاهد. وبه قرأت، وبذلك ورد النص عنه من طريق أبي شعيب السوسي عن اليزيدي، وغيره). [التيسير في القراءات السبع: 321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (يا بشرى) على وزن فعلى، وأمال فتحة الرّاء حمزة والكسائيّ وخلف. والباقون بألف بعد الرّاء وفتح الياء، وقرأ ورش وحده الرّاء بين اللّفظين، والباقون بإخلاص فتحها وبذلك أخذ عامّة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو وهو قول ابن مجاهد وبه قرأت وبذلك ورد النّص عنه من طريق السّوسي عن اليزيدي وغيره). [تحبير التيسير: 413]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَا بُشْرَى) مشدد من غير ألف ابن أبي عبلة، والْجَحْدَرَيّ بغير ياء الإضافة كوفي، الباقون (بُشْرَايَ) على الإضافة، وهو الاختيار على البشارة لا على اسم الغلام غير أن ابن عيسى عن ورش أسكن الياء فيها ألف). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([19]- {يَا بُشْرَى} غير مضاف: الكوفيون، وأمال حمزة والكسائي، وبين بين: ورش.
وقد مضى مذهب أبي عمرو فيه، والكلام في إسكان الياء). [الإقناع: 2/670]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (775- .... .... .... .... = وَبُشْرَايَ حَذْفُ الْيَاءِ ثَبْتٌ وَمُيِّلاَ
776 - شِفَاءً وَقَلِّلْ جِهْبِذَا وَكِلاَهُمَا = عَنِ ابْنِ الْعَلاَ وَالْفَتْحُ عَنْهُ تَفَضَّلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
[776] (شـ)فاء وقلل (جـ)هبذا وكلاهما = عن (ابن العلا) والفتح عنه تفضلا
...
وقراءة حمزة والكسائي {يبشرى هذا غلام} بالإمالة على أصلهما، لأنها فعلى من التبشير.
وقراءة عاصم معهما، {يبشرى} على نداء البشرى؛ كأنه يقول: أين أنت اقبلي، فهذا وقت إقبالك.
أبو علي: «من قال {يبشرى}، فأضاف إلى الياء، كان للألف التي هي حرف الإعراب عنده وجهان:
أن يكون في موضع نصبٍ من حيث كان نداء مضاف.
[فتح الوصيد: 2/1010]
والآخر، أن يكون كسرًا من حيث كان بمنزلة الميم من (غلامي).
والدليل على استحقاقها لهذا الموضع، قولهم: كسرت في.
فلولا أن حرف الإعراب الذي وليه ياء الإضافة في موضع كسر، ما كسرت الفاء من في، وكما كسرت في: مررت بفيك، وفتحت في، رأيت فاك، وضممت في: هذا فوك، كذلك كسرت في: فيَّ.
وهذا يدل على أنه ليس بمعرب من مكانين.
ألا ترى أنها تبعت حركة غير الإعراب في قولك: كسرت في يا هذا، كما تبعت حركة الإعراب في: رأيت فاك.
ومن قال: {يبشرى}، احتمل وجهين:
أن يكون في موضع ضم، مثل: یا رجل، لاختصاصه بالنداء.
والآخر، أن يكون في موضع نصب، لأنك أشعت النداء، فصار كقوله: {يحسرة على العباد}، إلا أن التنوين لم يلحق به لأنه غير منصرف».
وقد ذكر في القصيد عن أبي عمرو ثلاثة أوجه:
الإمالة المحضة، وبين اللفظين، والفتح.
وقال: (والفتح عنه تفضل)، لأن كتب الأئمة مطبقة على فتحه عنه، ولم يذكر في التيسير غيره.
وقال في غيره: «أهل الأداء مجمعون على إخلاص الفتح للراء في {يبشری} عن أبي عمرو.
روى ذلك منصوصًا عن اليزيدي، أبو شعيب السوسي.
[فتح الوصيد: 2/1011]
ونص عليه عن أبي عمرو أحمد بن موسی اللؤلؤي وهارون بن موسی النحوي الأعور».
قال: «وعلة ذلك أن ألف التأنيث، لا رسمت فيه ألفا في جميع المصاحف ولم ترسم یاء، لئلا يجمع بين ياءين في الصورة في كلمة واحدة، أعطاها الفتح الذي هو منها، ليسلم لها بذلك المعنى الذي له، خولف بها عن أشكالها وتصح ولا تختل، لأنه لو أمالها وما قبلها، لنحا بها نحو الياء التي فر منها إلى الألف في الرسم، فلذلك أخلص فتحها وما قبلها، دلالة على ذلك وإعلامًا به».
وقال مثل هذا في التيسير والموضح، وهو قول أبي الطيب في الإستكمال، وإليه ذهب المهدوي، وابن شريح، وفارس بن أحمد، وابن أشتة، وعبد الجبار الطرسوسي.
وقال أبو الطيب في الإرشاد: «اختلف عن أبي عمرو، فروي عنه بين اللفظين، وروي عنه بالفتح».
[فتح الوصيد: 2/1012]
قال: «وهو صواب صحیح الرواية. والذي أختار بين اللفظين».
وقال ابنه أبو الحسن في التذكرة بعد ذكره الفتح: «وروي عن أبي عمرو بين اللفظين».
وقال أبو محمد مكي بن أبي طالب رحمه الله: «وعن أبي عمرو بين اللفظين، والأشهر الفتح».
وأما الإمالة المحضة، فهي أقيس من الوجهين الآخرين، لأنه أمال (البشري) إمالة محضة، وأمال (الرءيا) بين اللفظين. فكما أمال {رءياي} بين اللفظين، كذلك يقتضي أن يميل (بشراي)، على قياس أصله.
والفتح فيه وبين اللفظين، خروج عن الأصل الذي طرده في إمالته.
وروى إمالته أبو علي الأهوازي عن أبي بكر السلمي عن أبي الحسن بن الأخرم عن الأخفش عن سلام عن أبي عمرو.
وعن شيوخه الباقين عن رجالهم عن أبي عمرو.
[فتح الوصيد: 2/1013]
قال أبو علي: «وما رأيت أحدًا من سائر أهل الأمصار قال ذلك أبي عمرو، ولا ذكره أحد من المصنفين في كتبه عنه».
والجهبذ: الغاية في تمييز رديء النقود عن جيدها). [فتح الوصيد: 2/1014]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([775] ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبتٌ وميلا
[776] شفاءً وقلل جهبذًا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضلا
ب: (الثبت): الثابت، كـ (العدل) بمعنى (العادل)، (التقليل): ههنا: إمالة بين بين، وقد مضى تفسيره في أول آل عمران، (الجهبذ): الناقد الحاذق.
ح: (نرتع): مبتدأ، (سكون الكسر): مبتدأ ثانٍ، (في العين): حال، واللام: عوض عن العائد، (ذو حمى): خبر للثاني، والجملة: خبر للأول، وكذلك: (بشراي حذف الياء ثبتٌ)، و(ميلا): مجهول عطفًا على الخير، (شفاءً): حال من الممال، (جهبذًا): حال من فاعل (قلل)، كلاهما: مبتدأ، والضمير: للإمالة والتقليل، (عن ابن العلا): خبر، (الفتح ... تفضلا): مبتدأ وخبر، (عنه): حال، أي: منقولًا عنه، والضمير: لابن العلاء.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر وأبو عمرو: {نرتع} [12] بسكون العين، على أنه مجزوم من الرتع، ومدح هذه القراءة بأنها ذو حمى، أي:
[كنز المعاني: 2/331]
حجج يتقوى ويتحصن بها، والباقون: بكسرها على أنه من الرعي حُذف بالجزم الياء، ويثبتها قنبل في وجهٍ كما تقدم.
ففيه خمس قراءات: {يرتع} بالياء وسكون العين للكوفيين، وبكسرها والياء لنافع، وبالنون وسكون العين لابن عامر وأبي عمرو، وبكسرها والنون لابن كثير، وبإشباع كسرتها لقنبل في وجه.
وقرأ الكوفيون: {قال يا بشرى} [19] بحذف الياء على نداء البشرى مطلقًا، كأنه قال: (يا بشرى اقبلي فهذا أوانك)، والباقون: بإثباتها بإضافة البشرى إليه.
ثم من الكوفيين أمال حمزة والكسائي على أصلهما لأنها ألف تأنيث لا سيما وقبلها ياء.
ثم قال: (قلل جهبذًا)، أي: أمل بين بين لورش حال كونك حاذقًا ماهرًا.
ثم هذان الوجهان، أي: الإمالة المحضة وبين بين مع الفتح لابن
[كنز المعاني: 2/332]
العلاء أبي عمرو، ولكن الفتح عنه أفضل من غيره، أي: أصح نقلًا، لإطباق كتب الأئمة على الفتح عنه.
أما المحضة: فلأن {بُشرى} من ذوات الياء، وياء الإضافة في حكم الانفصال، وأما بين بين: فللتوسط بين كلا الأمرين، وأما الفتح: فلأن ألف {بشرى} لما رسمت في المصاحب بالألف هربًا من اجتماع اليائين في كلمة واحدةٍ صورةً فتحها أيضًا، ليسلم الأمر الذي خولف له بها عن أمثالها). [كنز المعاني: 2/333]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "بشراي"، فمن حذف ياءه كأن قد نادى البشرى من غير إضافة أي: أقبلي فهذا وقتك، والباقون على إضافة البشرى إليه وكلاهما ظاهر وقوله: "ثبت"؛ أي: قراءة ثبت يقال: رجل ثبت؛ أي: ثابت القلب، ثم ذكر في البيت الآتي أن حمزة والكسائي أمالا الألف على أصلهما؛ لأنها ألف تأنيث لا سيما وقبلها راء فقال:
776- "شِـ"ـفَاءً وَقَلِّلْ "جِـ"ـهْبِذَا وَكِلاهُمَا،.. عَنِ ابْنِ العَلا وَالفَتْحُ عَنْهُ تَفَضَّلا
"شفاء" حال من الممال؛ أي: ذا شفاء، وقَلِّل؛ أي: أَمِلْ بين بين. وجهبذا:؛ أي: مشبها جهبذا وهو الناقد الحاذق في نقده وجمعه جهابذة كأنه أشار بذلك إلى التأنق في التلفظ بين بين فإنها صعبة على كثير ممن يتعاطى علم القراءة؛ أي: أمالها ورش بين اللفظين على أصله في إمالة ذوات الراء ثم قال: وكلاهما بمعنى الإمالة والتقليل رويا عن أبي عمرو، وروي عنه الفتح وهو الأشهر وعليه أكثر أهل الأداء وليس في التيسير غيره، واختاره أبو
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/264]
الطيب بن غلبون بين اللفظين. قال مكي: وقد ذكر عن أبي عمرو مثل ورش والفتح أشهر، وحكى أبو علي الأهوازي الإمالة عن أبي عمرو من طريق اليزيدي. قال مكي: أما الإمالة المحضة فهي قيس من الوجهين الأخيرين؛ لأنه أمال البشرى إمالة محضة وأمال "الرؤيا" بين اللفظين، فكما أمال "رؤياي" بين اللفظين كذلك يقتضي أن يميل "بشراي" على قياس أصله والفتح فيه وبين اللفظين خروج عن الأصل الذي طرده في إمالته. قلت: وعلل الداني الفتح بأن ألف التأنيث هنا رسمت ألفا ففتح؛ ليدل على ذلك، ويلزم على هذا القياس أن لا يميل رؤياي بين اللفظين كذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/265]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (775 - .... .... .... .... .... = وبشراي حذف الياء ثبت وميّلا
776 - شفاء وقلّل جهبذا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضّلا
....
وقرأ الكوفيون: يا بُشْرى بحذف الياء. وقرأ غيرهم بإثباتها ساكنة في الوقف مفتوحة في الوصل وأمال ألف بُشْرى إمالة محضة: حمزة والكسائي، وأمالها
[الوافي في شرح الشاطبية: 294]
ورش بين بين أي قللها، وروي هذان الوجهان الإمالة والتقليل عن أبي عمرو وروي عنه الفتح أيضا، وهو مفضل على الوجهين فيكون له ثلاثة أوجه. و(الجهبذ) بكسر الجيم والباء الناقد الحاذق). [الوافي في شرح الشاطبية: 295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (يَا بُشْرَايَ) فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ يَابُشْرَى بِغَيْرِ إِضَافَةٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِيَاءٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الْأَلِفِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي فَتْحِهَا، وَإِمَالَتِهَا وَبَيْنَ اللَّفْظَيْنِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {يا بشرى} [19] بغير ياء إضافة، والباقون بالياء المفتوحة، وذكر اختلافهم في إمالتها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (701 - بشراي حذف اليا كفى .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بشراى حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
أي حذف الياء من قوله تعالى: يا بشراى هذا غلام الكوفيون على أنه نادى البشرى مجازا: أي أقبلى، فإن جعلته منادى مقصودا كان في الألف ضمة مقدرة؛ وإن جعلته غير مقصود كان في الألف فتحة مقدرة، وإنما لم ينون لأن الألف للتأنيث فمنعت الصرف، الباقون بالياء مفتوحة لأنه أضاف البشرى لنفسه فتكون منصوبة على المنادى المضاف نحو يا عبد الله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بشراي حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عمّ)
ش: أي: (حذف) [ذو] (كفى) الكوفيون ياء يا بشرى [19]؛ فصارت: فعلى، والباقون بإثباتها.
وقرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: قالت هيت لك [23] بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، إلا ذا لام (لنا) هشام؛ فإنه همز، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ذو دال (درى) ابن كثير.
واختلف فيها عن [ذي] لام (لدى) هشام.
فروى الحلواني وحده من جميع طرقه عنه كابن ذكوان لكنه همز، وهي التي قطع بها في «التيسير»، و«المفردات»، ولم يذكر مكى، والمهدوي، ولا ابن سفيان، ولا ابن شريح، ولا صاحب «العنوان»، ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع عليها العراقيون عن هشام من طريق الحلواني.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/391]
وقال الداني: «وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم، ولا يجوز غير ضمها».
قال [الناظم] - أثابه الله تعالى-: وتبع الداني الفارسي في هذا القول، وتبعه عليه جماعة.
وقال الفارسي: بل هي صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناه: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة معه في كل وقت، أو حسنت هيئتك. ولك [23] على الوجهين بيان، أي أقول لك.
قال الناظم: وكذلك أقول، والحلواني فقيه حجة خصوصا فيما روى عن هشام على أنه لم ينفرد بها، بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام: بكسر الهاء مع الهمزة وضم التاء، وهي رواية ابن عباد عن هشام.
قال الداني في «جامعه»: وهو الصواب؛ ولهذا جمع الشاطبي بين الوجهين عن هشام؛ فخرج بذلك عن طرق كتابه.
فصار المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وياء وفتح التاء.
وابن كثير بفتح الهاء وياء وضم التاء.
وهشام بكسر الهاء وهمز، وضم التاء وفتحها.
والباقون بفتح الهاء، والتاء، [وياء].
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان، وابن كثير بكسر لام المخلصين [24]، حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو: إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]؛ وكسرها في مريم [51]، وهو مراده بـ (كاف حق) البصريان، وابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر.
تنبيه:
علم إسكان الهمزة من إطلاقه، وعلم أن ضدها الياء من رسمها، وعلم من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/392]
تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام- أن نحو: قل الله أعبد مخلصا [الزمر: 14]، [و] مخلصين له الدّين [الأعراف: 29] متفق الكسر.
وجه [ثبوت] ياء يا بشراى [يوسف: 19] إضافتها لنفسه، وفتحت على قياسها.
ووجه حذفها: أنه لم يضف، ويحتمل أن يقدر الخصوص؛ فيكون على حد «يا رجل»، والعموم على حد يا حسرة [يس: 30]، ولم ينون؛ للمنع بالتأنيث واللزوم.
و (هيت): اسم [فعل بمعنى:] أسرع، وبنى لمسماه، وفيه لغات:
فتح الهاء مع ثلاث حركات [التاء] ك «حيث».
وكسر الهاء وفتح التاء [مع الياء] والهمزة والكسر والضم [معه]، وعليها جاءت القراءات الأربع.
ولام لك متعلق بمقدر: أقول، أو الخطاب: لك.
ووجه فتح اللامين: أنهما اسما مفعول من: «أخلص»، أي: اختاره الله تعالى لعبادته أو نجاه من السوء على حد: أخلصنهم بخالصة [ص: 46] و[وجه] كسرهما: [أنهما اسما فاعل] منه، أي: أخلص دينه لله أو نفسه لعبادته على حد: وأخلصوا دينهم لله [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" تاء "وجاءت سيارة" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَأَدْلَى دَلْوَه" [الآية: 19] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَا بشري" [الآية: 19] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف "يا بشرا" بغير ياء إضافة نداء للبشري أي: أقبلي وافقهم الأعمش وهم بالإمالة المحضة على أصلهم ما عدا عاصما ففتحها عنه حفص وأبو بكر من أكثر طرق يحيى بن آدم، وأمالها من أكثر طرق العليمي، والباقون بياء مفتوحة بعد الألف إضافة إلى نفسه، وفتحت الياء على القياس.
وأمال الراء ابن ذكوان من طريق الصوري، وقللها الأزرق وعن أبي عمرو ثلاثة أوجه.
الفتح وعليه عامة أهل الأداء، والإمالة المحضة رواها جماعة منهم الهذلي وابن مهران، والصغرى كما نص عليها ابن جبير، والثلاثة في الشاطبية كالطبية، وفي النشر الفتح أصح رواية، والإمالة أقيس وافقه اليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يا بشراى} [19] قرأ الكوفيون بغير ياء إضافة، والباقون بياء مفتوحة وصلاً بعد الألف، وقرأ الأخوان بإمالة الألف كبرى، على أصلهما، وورش بالتقليل، على أصله، واختلف عن البصري:
فذهب الجمهور إلى الفتح قال المحقق رحمه الله: «وبه قطع في الكافي والهداية والهادي والتجريد وغالب كتب المغاربة والمصريين، وهو الذي لم ينقل العراقيون قاطبة سواه» انتهى.
وقال الداني: «وبذلك يأخذ عامة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو، وهو قول ابن مجاهد، وبه قرأت، وبه ورد النص عنه من طريق السوسي عن اليزيدي وغيره» انتهى، فهذا كما تراه بلغ الغاية في القوة من جهة النقل، وإن كان لا يقتضيه أصله.
وقال بعضهم كابن مهران والهذلي: (إمالته كبرى، وهو إن لم يكن في القوة من جهة النقل كالأول، فهو الذي يقتضيه أصله).
[غيث النفع: 733]
وقال ابن جبير وغيره: إمالته بين بين، وهو أضعفها، إذ لم يبلغ قوة الأولين من جهة النقل، ولا يقتضيه قياس.
ولولا أن الشاطبي ذكر الثلاثة وقرأنا بها لاقتصرت على الأول والباقون بالفتح.
فصار قالون والمكي وشامي بالفتح وإثبات الياء، وورش بالتقليل والإثبات، والبصري بالفتح والإمالة والتقليل والإثبات، وعاصم بالفتح وحذف الياء، والأخوان بالإمالة والحذف). [غيث النفع: 734]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)}
{وَجَاءَتْ}
تقدم الحديث عنه من حيث الإمالة، وحكم الهمزة في الآية/16 من هذه السورة.
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ}
أدغم التاء في السين أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلاف عنه.
وقراءة الباقين بإظهار التاء.
{فَأَدْلَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل من الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{يَا بُشْرَى}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وأبو
[معجم القراءات: 4/209]
بكر راويًا عن عاصم (يا بشرى) بألف في آخره، وبغير ياء إضافة، وهو نداء للبشرى، أي أقبلي، وقيل إن هذه الكلمة تستعمل من غير قصد إلى النداء، ولم ينون لأنه لا ينصرف بسبب ألف التأنيث.
ورجح الطبري هذه القراءة، واختارها أبو عبيد.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وأبو جعفر ويعقوب (يا بشراي) بإثبات ألف، وياء بعده، وهي ياء النفس، وهي مفتوحة، وفتحها من أجل الألف، وهي لغة لبعض قيس.
قال مكي: «واختار أبو عبيد (يا بشرى)، بغير ياء، اسم رجل دعاه إلى المستقى، واحتج أبو عبيد في اختياره لذلك أنه يجمع بين المعنيين اسمًا لرجل ونداء البشرى.
وتعقب عليه ابن قتيبة فاختار (يا بشراي) بالإضافة، لأنها قراءة أهل المدينة ومكة وأبي عمرو، ولم يجز أن يكون حذف الياء على نداء البشرى، فقال: لا تتادى البشرى إلا بالإضافة إلى النفس...».
وقرئت (يا بشراي) بكسر الياء.
[معجم القراءات: 4/210]
قال الشهاب:
«وقرئ بكسر ياء الإضافة لأجل الياء المقدرة قبلها كما سيأتي في (مصرخي).
وذكر الفراء أنه قرئ: (يا بشري).
قال: «ومن قرأ: يا بشري بالسكون فهو كقولك: يا بني لا تفعل، يكون مفردًا في معنى الإضافة، والعرب تقول: يا نفس اصبري، ويا نفسي اصبري، وهو يعني نفسه في الوجهين».
وقرأ الأعرج وورش عن نافع (يا بشراي) بسكون ياء الإضافة في الوقف والوصل، وهو جمع بين ساكنين على غير حده.
قال ابن مجاهد:
«ورأيت أصحاب ورش لا يعرفون هذا، ويروون عنه بفتح الياء في هذا كله».
وكان قد ذكر معه {مثواي} آية/۲۳ من هذه السورة، {ومحياي ومماتي} الأنعام/162، و{عصاي} طه /۱۸.
وقال الشهاب: «وأما من قرأها بالسكون في الوصل مع التقاء الساكنين فيه على غير كده فلنية الوقف أجرى الوصل مجراه، أو لأن الألف المها تقوم مقام الحركة، وعلى كل حال ففيها ضعف من جهة العربية؛ فلذا لم يقرأ بها السبعة هنا، لكنهم رووها عن
[معجم القراءات: 4/211]
قالون وورش في سورة الأنعام، ورويت هنا في بعض التفاسير، واستضعفها أبو علي رحمه الله تعالى، ورد بإجراء الوصل مجرى الوقف..، ونظائره كثيرة في القرآن وغيره».
وقرأ أبو الطفيل والحسن وابن أبي إسحاق وعاصم الجحدري وأبو رجاء وابن أبي عبلة (يا بشري)، بقلب الألف ياء وإدغامها في ياء الإضافة، وهي لغة لهذيل ولناس غيرهم، وقيل هي لغة طيء.
وتقدم الحديث عن مثل هذه القراءة في الآية/۳۸ من سورة البقرة (فمن تبع هداي).
قال الفراء:
«ومن قال: يا بشري، فأضاف وغير الألف إلى الياء فإنه طلب الكسرة التي تلزم ما قبل الياء من المتكلم في كل حال، ألا ترى أنك تقول: هذا غلامي، فتخفض الميم في كل جهات الإعراب، فحطوها إذا أضيفت إلى المتكلم ولم يحطوها عند غير الياء...».
وقال الشهاب:
«هي لغة هذيل يقلبون الألف قبل ياء المتكلم ياء ويدغمونها فيها، فيقولون في «هواي»: هوي، ويا سيدي ومولي، لأنهم لما لم يقدروا على كسر ما قبل الياء أتوا بالياء لأنها أخت الكسرة».
وذهب الطوسي إلى أنه لم يقرأ بها أحد.
وهي عند الطبري قراءة شاذة، لا يرى القراءة بها وإن كانت لغة معروفة لإجماع الحجة من القراء على خلافها.
[معجم القراءات: 4/212]
وأمال {بشرى}: حمزة والكسائي وخلف وحماد والخزاز عن هبيرة، وهي قراءة عاصم من طريق العليمي.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي قراءة عاصم من طريق حفص وأبي بكر من أكثر طرق يحيى بن آدم.
وأمال الراء ابن ذكوان من طريق الصوري، والفتح عنه من طريق الأخفش.
أما أبو عمرو، وقراءته (يا بشراي) فعنه ثلاثة أوجه:
١- الفتح وعليه عامة أهل الأداء.
۲ - الإمالة المحضة، ورواها جماعة منهم الهذلي وابن مهران، ووافقه اليزيدي.
٣- الإمالة الصغرى كما نص عليها ابن جبير.
قال في النشر:
«الفتح أصح رواية، والإمالة أقيس، ووافقه اليزيدي».
قلت: وبالفتح يأخذ عامة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو، وهو قول ابن مجاهد وبه قرأ الداني، وبذلك ورد النص من طريق السوسي عن اليزيدي وغيره.
[معجم القراءات: 4/213]
{وَأَسَرُّوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (وأسروهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة بهاء الضمير مضمومة {وأسروه}.
وتقدم مثل هذا في مواضع كثيرة). [معجم القراءات: 4/214]

قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
{شَرَوْهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (شروهو) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الباقين من غير وصل باختلاس حركة الهاء.
وقد استشهد سيبويه بـ (شروه) على قراءة من أختلس حركة الهاء، مشيرًا إلى أنه يقرأ أيضًا بوصلها بواو، وهو مذهب ابن كثير الذي ذكرته.
{دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}
إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والإظهار عن غيرهما.
{فِيهِ}
قرأ ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل هاء الضمير بياء.
والباقون بهاء مكسورة). [معجم القراءات: 4/214]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مثواه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({مصر} [21] تفخيم رائه جلي). [غيث النفع: 734]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}
{اشْتَرَاهُ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
[معجم القراءات: 4/214]
وقراءة ورش والأزرق بالتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وقرأ ابن كثير في الوصل (اشتراهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الباقين باختلاس حركة الهاء وهي الضمة من غير وصل.
{مَثْوَاهُ}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح.
وقراءة ابن كثير في الوصل (مثواهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة غيره بالهاء المضمومة من غير وصل.
{عَسَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش، والدوري عن أبي عمرو.
والباقون على الفتح.
وتقدم هذا مرارًا، انظر الآية/ 84 من سورة النساء، والآية/۱۲۹ من سورة الأعراف.
{لِيُوسُفَ فِي}
إدغام الفاء في الفاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والباقون على الإظهار.
[معجم القراءات: 4/215]
{تَأْوِيلِ}
قراءة أبي عمرو بخلاف عنه وأبي جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي (تاويل) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على تحقيق الهمز.
{النَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه مرارا، وانظر الآيات/۸، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/216]

قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
{آَتَيْنَاهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (آتيناهو) بوصل هاء الضمير بواو، على مذهبه في القراءة في أمثاله.
وقراءة الجماعة {آتيناه} بهاء مختلسة الحركة من غير وصل.
{حُكْمًا}
قراءة الجماعة {حكمًا} بضم أوله وسكون ثانية، وهو مصدر، والمراد به أنه المستولي على الحكم، وقيل: النبوة، وقيل: العقل والفهم.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (حكمًا) بضم أوله وثانيه، وهو من باب إتباع الثاني الأول). [معجم القراءات: 4/216]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ الآيتين (23) ، (24) ]

{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) }

قوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {هيت لَك} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير {هيت لَك} بِفَتْح الْهَاء وتسكين الْيَاء وَضم التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {هيت لَك} بِكَسْر الْهَاء وتسكين الْيَاء وَنصب التَّاء
وروى هِشَام بن عمار بإسناده عَن ابْن عَامر (هئت لَك) من تهيأت لَك بِكَسْر الْهَاء وهمز الْيَاء وَضم التَّاء
كَذَلِك حَدَّثَني ابْن بكر مولى بني سليم عَن هِشَام
وَقَالَ الحلواني عَن هِشَام (هئت لَك) يهمز وَيفتح التَّاء وَيكسر الْهَاء
وَلم يذكر ابْن ذكْوَان في الْهَمْز شَيْئا
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {هيت لَك} بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الْيَاء وَفتح التَّاء). [السبعة في القراءات: 347]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هيت) بكسر الهاء وفتح التاء، مدني، شامي، هشام بكسر
[الغاية في القراءات العشر: 286]
الهاء وضم التاء مختلف بضمه وفتح الهاء مكي). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (هيت) [23]: بكسر الهاء: مدني، شامي. بالهمز حمصي، وهشام، وأبو بشر. بضم التاء مكي، وهشام إلا الحلواني). [المنتهى: 2/761]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (هيت لك) بكسر الهاء، وفتح الباقون؛ وكلهم فتحوا التاء إلا ابن كثير فإنه ضمها، وكلهم قرأوا بغير همز إلا هشامًا فإنه همز). [التبصرة: 240]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن ذكوان: {هيت لك} (23): بكسر الهاء، من غير همز، وفتح التاء.
وهشام: كذلك، إلا أنه يهمز. وقد روي عنه: ضم التاء.
وابن كثير: بفتح الهاء، وضم التاء.
والباقون: بفتحهما). [التيسير في القراءات السبع: 321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن ذكوان وأبو جعفر: (هيت لك) بكسر الهاء من غير همز وفتح التّاء، وهشام كذلك إلّا أنه يهمز، وقد روي عنه ضم التّاء، وابن كثير بفتح الهاء [وضم] التّاء والباقون [بفتحهما] ). [تحبير التيسير: 413]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {هَيْتَ لَكَ} بكسر الهاء: نافع وابن عامر.
بالهمزة: هشام. بضم التاء: ابن كثير.
[الإقناع: 2/670]
وهي رواية الفضل بن شاذان عن الحلواني عن هشام فيما قرأت به من طريق الأهوازي). [الإقناع: 2/671]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (777 - وَهَيْتَ بِكَسْرٍ أَصْلُ كُفْؤٍ وَهَمْزُهُ = لِسَانٌ وَضَمُّ التَّا لِوَى خُلْفُهُ دُلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([777] وهيت بكسرٍ (ا)صلُ (كـ)فؤٍ وهمزه = (لـ)سانٌ وضم التا (لـ)وا خلفه (د)لا
يقال: هيت، أي أسرع، كما يقال: هل.
قال الشاعر:
...أن العراق وأهله = عنق إليك فهيت هيتا
واللام في {لك}، للبيان؛ أي لك أقول، كقولهم: هل لك. وهو مبني على الفتح مثل: أين، وهيت، مثل: عيط، وهيت، مثل: حيث: لغات فيه.
قال الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/1014]
ليس قومي بالأبعدين إذا ما = قال داع من العشيرة هيت
وكأن أصل الكلام: هيت لك، أي: دعائي لك، فبناه لما قطعه عن الإضافة، مع تضمنه معناها، كقبل وبعد.
(وهمزه لسان)، أي لغةٌ أيضًا؛ وهو من: هاء يهيء، إذا تهيأ، مثل جاء يجيء.
وفتح التاء هو المشهور عن هشام.
قال في التيسير: «وقد روي عنه ضم التاء».
وقال في غيره: «وبه قرأت في رواية إبراهيم بن عباد عنه».
أبو علي: «يشبه أن يكون الهمزة وفتح التاء وهمًا من الراوي، لأن الخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ لها بدلالة: {ورودته} و{أنا رودته}، و{أني لم أخنه بالغيب}.
وتابعه على ذلك قوم.
[فتح الوصيد: 2/1015]
وقال مكي: «يجب أن يكون اللفظ: هيت لي، ولم يقرأ بذلك أحد».
قال: «وأيضًا، فإن المعنى على خلافه، لأنه لم يزل يفر منها ويتباعد عنها، وهي تراوده وتطلبه وتقد قميصه، فكيف تخبره عن نفسها أنه تقيأ لها؟ ؟ هذا ضد حالها. وقال يوسف: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}، وهو الصادق في ذلك. فلو كان تهيأ لها، لم يقل هذا ولا ادعاه».
وأقول: ليست القراءة بوهم.
ومعي هئت لك: تهیأت؛ أي تهيا أمرك، لأنها ما كانت تقدر في كل وقت على الخلوة به.
أو يكون هنت، بمعنى: حسنت هيأتك.
ومعنى {لك}، أي: لك أقول.
وقراءة ابن ذكوان ونافع يجوز أن يكون أصلها الهمز ثم خفف.
و(أصل كفؤ): أصل عالم كفؤ.
و(لوا خلفه)، أي المشهور كشهرة اللواء.
و(دلا)، أخرج دلوه ملأى.
و(لوا خلفه): مبتدأ، و(دلا): خبره). [فتح الوصيد: 2/1016]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([777] وهيت بكسرٍ أصل كفؤٍ وهمزه = لسانٌ وضم التا لوا خلفه دلا
ب: (اللسان): اللغة، (اللواء) ممدود -: الراية، (دلا): مضى معناه.
ح: (هيت): مبتدأ، (بكسرٍ): حال، (أصل): خبره، (همزه لسانٌ): مبتدأ وخبر، (ضم التا): مبتدأ، (لوا): مبتدأ ثانٍ، قصرت ضرورة،
[كنز المعاني: 2/333]
(دلا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {هيت لك} بكسر الهاء وفتح التاء، ومعنى (أصل كفؤٍ): مذهب عالم كفؤ للعلم.
وقرأ هشام كذلك، لكن بالهمز، وقرأ أيضًا بخلافٍ عنه بضم التاء، وابن كثير: بضم التاء وفتح الهاء، وأبو عمرو وأهل الكوفة الباقون: بفتح الهاء والتاء.
فحصل خمس قراءات: (هيت) بكسر الهاء وفتح التاء بلا همز لنافع وابن ذكوان، (هئت) بالكسر والفتح مع همزٍ لهشام، (هئتُ) بالكسر والضم مع همز كذلك له، (هيت) بالفتح والضم بلا همز لابن كثير، {هيت} بفتح الهاء والتاء بلا همز لأبي عمرو وأهل الكوفة.
والكل لغات بمعنى: هلم وأقبل). [كنز المعاني: 2/334]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (777- وَهَيْتَ بِكَسْرٍ "أَ"صْلُ "كُـ"ـفْؤٍ وَهَمْزُهُ،.. "لِـ"ـسَانٌ وَضَمُّ التَّا "لِـ"ـوَى خُلْفُهُ "دُ"لا
أي: أصل عالم كفؤ وهمزه لسان؛ أي: لغة وقصر لفظ التاء ولوى ضرورة ولوى خلفه مبتدأ ودلا خبره وقد سبق معناه يقال هيت: كأين وهيت: كحيث وهيت: مثل غيظ قريء بهذه الثلاث اللغات وزاد هشام الهمز وهو من أهل كسر الهاء وضم التاء وفتحها وهو اسم فعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/265]
بمعنى هلم وأسرع ويقال أيضا هيت كجير ولم يقرأ بهذه اللغة وقيل: المهموز فعل من هاء يهييء كجاء يجيء إذا تهيأ فعلى الفتح وهو المشهور عن هشام يكون خطابا ليوسف على معنى حسنت هيئتك أو على معنى تهيأ أمرك الذي كنت أطلبه؛ لأنها ما كانت تقدر في كل وقت على الخلوة به، وتحتمل قراءة نافع وابن ذكوان أن أصلها الهمز فخففت، وقال أبو علي: يشبه أن يكون "هيت" مهموزا بفتح التاء، وهما من الراوي؛ لأن الخطاب يكون من المرأة ليوسف، وهو لم يتهيأ لها، ولو كان لقالت له: هئت لي، وجوابه أن يقال: وقع قولها لك بيانا لا متعلقا بهيت، والمعنى لك أقول والخطاب لك، ومثله: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}، {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/266]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (777 - وهيت بكسر أصل كفؤ وهمزة = لسان وضمّ التّا لوا خلفه دلا
قرأ نافع وابن عامر: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ بكسر الهاء فتكون قراءة غيرهما بفتحها، وقرأ هشام بهمزة ساكنة بعد الهاء، فتكون قراءة غيره بياء ساكنة. وقرأ ابن كثير وهشام بخلف عنه بضم التاء؛ فتكون قراءة غيرهما بفتحها.
والخلاصة: أن نافعا وابن ذكوان يقرءان بهاء مكسورة وبعدها ياء ساكنة مع فتح التاء، ويقرأ هشام بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة، وله في التاء وجهان: الفتح والضم وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وبعدها ياء ساكنة مع ضم التاء وقرأ أبو عمرو والكوفيون بفتح الهاء وبعدها ياء ساكنة مع فتح التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَيْتَ لَكَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى
[النشر في القراءات العشر: 2/293]
الْحُلْوَانِيُّ وَحْدَهُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ عَنْهُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ هَمَزَ، وَهِيَ الَّتِي قَطَعَ بِهَا الدَّانِيُّ فِي التَّيْسِيرِ وَالْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ، وَلَا الْمَهْدَوِيُّ، وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَلَا ابْنُ شُرَيْحٍ، وَلَا صَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَلَا كُلُّ مَنْ أَلَّفَ فِي الْقِرَاءَاتِ مِنَ الْمَغَارِبَةِ عَنْ هِشَامٍ سِوَاهَا، وَأَجْمَعَ الْعِرَاقِيُّونَ أَيْضًا عَلَيْهَا عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرُوا سِوَاهَا، وَقَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ: وَمَا رَوَاهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ فَتْحِ التَّاءِ مَعَ الْهَمْزَةِ وَهْمٌ لِكَوْنِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ إِذَا هُمِزَتْ صَارَتْ مِنَ التَّهَيُّئِ، فَالتَّاءُ فِيهَا ضَمِيرُ الْفَاعِلِ الْمُسْنَدُ إِلَيْهِ الْفِعْلُ، فَلَا يَجُوزُ غَيْرُ ضَمِّهَا.
(قُلْتُ): وَهَذَا الْقَوْلُ تَبِعَ فِيهِ الدَّانِيُّ أَبَا عَلِيٍّ الْفَارِسِيَّ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ الْحُجَّةِ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْهَمْزُ وَفَتْحُ التَّاءِ وَهْمًا مِنَ الرَّاوِي؛ لِأَنَّ الْخِطَابَ مِنَ الْمَرْأَةِ لِيُوسُفَ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ وَرَاوَدَتْهُ، وَكَذَا تَبِعَهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ جَمَاعَةٌ، وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ: وَالْقِرَاءَةُ صَحِيحَةٌ، وَرَاوِيهَا غَيْرُ وَاهِمٍ، وَمَعْنَاهَا تَهَيَّأَ لِي أَمْرُكَ؛ لِأَنَّهَا مَا كَانَتْ تَقْدِرُ عَلَى الْخَلْوَةِ بِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَوْ حَسُنَتْ هَيْئَتُكَ. وَلَكَ عَلَى الْوَجْهَيْنِ بَيَانٌ، أَيْ: لَكَ أَقُولُ.
(قُلْتُ): وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا زَعَمَ أَبُو عَلِيٍّ، وَمَنْ تَبِعَهُ، وَالْحُلْوَانِيُّ ثِقَةٌ كَبِيرٌ حُجَّةٌ خُصُوصًا فِيمَا رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ وَقَالُونَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَا عَلَى زَعْمِ مَنْ زَعَمَ، بَلْ هِيَ رِوَايَةُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ مَعَ الْهَمْزِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَهِيَ رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ.
(قُلْتُ): وَلِذَلِكَ جَمَعَ الشَّاطِبِيُّ بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ عَنْ هِشَامٍ فِي قَصِيدَتِهِ فَخَرَجَ بِذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ كِتَابِهِ لِتَحَرِّي الصَّوَابِ، وَانْفَرَدَ الْهُذَلِيُّ عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ بَعْدَ الْهَمْزِ كَابْنِ ذَكْوَانَ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ فِيهَا، وَوَرَدَ فِيهَا كَسْرُ الْهَاءِ وَضَمُّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، قِرَاءَةُ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنِ بَحْرِيَّةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَفَتْحُ الْهَاءِ وَكَسْرُ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ - قِرَاءَةُ الْحَسَنِ، وَرُوِّينَاهَا عَنِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَالصَّوَابُ أَنَّ هَذِهِ السَّبْعَ الْقِرَاءَاتِ
[النشر في القراءات العشر: 2/294]
كُلَّهَا فِي لُغَاتٍ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَهِيَ اسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى هَلُمَّ، وَلَيْسَتْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا فِعْلًا، وَلَا التَّاءُ فِيهَا ضَمِيرُ مُتَكَلِّمٍ وَلَا مُخَاطَبٍ، وَقَالَ: الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ، هَيْتَ لُغَةٌ وَقَعَتْ لِأَهْلِ الْحِجَازِ فَتَكَلَّمُوا بِهَا وَمَعْنَاهَا تَعَالَ; وَقَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو حَيَّانَ،: وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مُشْتَقًّا مِنِ اسْمٍ، كَمَا اشْتَقُّوا مِنَ الْحَمْدِ نَحْوَ سَبْحَلَ وَحَمْدَلَ، وَلَا يَبْرُزُ ضَمِيرُهُ لِأَنَّهُ اسْمُ فِعْلٍ، بَلْ يَتَبَيَّنُ الْمُخَاطَبُ بِالضَّمِيرِ الَّذِي يَتَّصِلُ بِاللَّامِ نَحْوَ هَيْتَ لَكَ وَلَكِ وَلَكُمَا وَلَكُمْ وَلَكُنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَثْوَايَ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن ذكوان {هيت لك} [23] بكسر الهاء وفتح التاء من غير همز، واختلف عن هشام، فروى عنه الحلواني كذلك إلا أنه بالهمز، وروى عن الداجوني كسر الهاء والهمز وضم التاء، وابن كثير بفتح الهاء وضم التاء من غير همز، والباقون بفتح الهاء والتاء من غير همز). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (701- .... .... .... هيت اكسرا = عمّ وضمّ التّا لدى الخلف درى
702 - واهمز لنا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (هيت اكسرا) أي قرأ المدنيان وابن عامر «وقالت هيت لك» بكسر الهاء وياء بعدها ساكنة إلا هشاما فإنه همز الياء كما سيأتي، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ابن كثير وهشام بخلاف عنه؛ فنافع وأبو جعفر وابن ذكوان بكسر الهاء وفتح التاء وترك الهمز، وابن كثير بفتح الهاء وضم التاء وترك الهمز، وهشام بكسر الهاء وهمز الياء وضم التاء وفتحها، والباقون بفتح الهاء والتاء؛ فالقراءات في هذه الكلمة لغات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بشراي حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عمّ)
ش: أي: (حذف) [ذو] (كفى) الكوفيون ياء يا بشرى [19]؛ فصارت: فعلى، والباقون بإثباتها.
وقرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: قالت هيت لك [23] بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، إلا ذا لام (لنا) هشام؛ فإنه همز، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ذو دال (درى) ابن كثير.
واختلف فيها عن [ذي] لام (لدى) هشام.
فروى الحلواني وحده من جميع طرقه عنه كابن ذكوان لكنه همز، وهي التي قطع بها في «التيسير»، و«المفردات»، ولم يذكر مكى، والمهدوي، ولا ابن سفيان، ولا ابن شريح، ولا صاحب «العنوان»، ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع عليها العراقيون عن هشام من طريق الحلواني.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/391]
وقال الداني: «وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم، ولا يجوز غير ضمها».
قال [الناظم] - أثابه الله تعالى-: وتبع الداني الفارسي في هذا القول، وتبعه عليه جماعة.
وقال الفارسي: بل هي صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناه: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة معه في كل وقت، أو حسنت هيئتك. ولك [23] على الوجهين بيان، أي أقول لك.
قال الناظم: وكذلك أقول، والحلواني فقيه حجة خصوصا فيما روى عن هشام على أنه لم ينفرد بها، بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام: بكسر الهاء مع الهمزة وضم التاء، وهي رواية ابن عباد عن هشام.
قال الداني في «جامعه»: وهو الصواب؛ ولهذا جمع الشاطبي بين الوجهين عن هشام؛ فخرج بذلك عن طرق كتابه.
فصار المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وياء وفتح التاء.
وابن كثير بفتح الهاء وياء وضم التاء.
وهشام بكسر الهاء وهمز، وضم التاء وفتحها.
والباقون بفتح الهاء، والتاء، [وياء].
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان، وابن كثير بكسر لام المخلصين [24]، حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو: إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]؛ وكسرها في مريم [51]، وهو مراده بـ (كاف حق) البصريان، وابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر.
تنبيه:
علم إسكان الهمزة من إطلاقه، وعلم أن ضدها الياء من رسمها، وعلم من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/392]
تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام- أن نحو: قل الله أعبد مخلصا [الزمر: 14]، [و] مخلصين له الدّين [الأعراف: 29] متفق الكسر.
وجه [ثبوت] ياء يا بشراى [يوسف: 19] إضافتها لنفسه، وفتحت على قياسها.
ووجه حذفها: أنه لم يضف، ويحتمل أن يقدر الخصوص؛ فيكون على حد «يا رجل»، والعموم على حد يا حسرة [يس: 30]، ولم ينون؛ للمنع بالتأنيث واللزوم.
و (هيت): اسم [فعل بمعنى:] أسرع، وبنى لمسماه، وفيه لغات:
فتح الهاء مع ثلاث حركات [التاء] ك «حيث».
وكسر الهاء وفتح التاء [مع الياء] والهمزة والكسر والضم [معه]، وعليها جاءت القراءات الأربع.
ولام لك متعلق بمقدر: أقول، أو الخطاب: لك.
ووجه فتح اللامين: أنهما اسما مفعول من: «أخلص»، أي: اختاره الله تعالى لعبادته أو نجاه من السوء على حد: أخلصنهم بخالصة [ص: 46] و[وجه] كسرهما: [أنهما اسما فاعل] منه، أي: أخلص دينه لله أو نفسه لعبادته على حد: وأخلصوا دينهم لله [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مثواي [يوسف: 23] في الإمالة، ولأبي جعفر خاطين [97]، ومتّكا [31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "هَيْت" [الآية: 23] فنافع وابن ذكوان وأبو جعفر بكسر الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة ففتح الهاء وكسرها لغتان، ومن فتح التاء بناها عليه نحو: كيف وأين ولهشام فيها خلف، فالحلواني من جميع طرقه عنه بكسر الهاء وفتح التاء، كنافع إلا أنه همز وهي قراءة صحيحة، كما في النشر وغيره خلافا لمن وهم الحلواني، ومعناها تهيأ لي أمرك، وأحسنت هيئتك ولك متعلق بمحذوف على سبيل البدل كأنها قالت القول لك، وروى الداجوني كسر الهاء مع الهمز وضم التاء، قال الداني: وهذا هو الصواب، وجمع الشاطبي بين الوجهين ليجري على الصواب، وإن خرج بذلك عن طرقه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وياء ساكنة، وضم التاء تشبيها بحيث، وعن ابن محيصن كنافع وعنه فتح الهاء وسكون الياء وكسر التاء على أصل التقاء الساكنين، والباقون بفتح الهاء وسكون التاء وفتح التاء، والجمهور على أنها عربية اسم فعل كلمة حث وإقبال بمعنى هلم، وفيها لغات فتح الهاء بالياء مع تثليث حركة التاء كحيث وكسر الهاء وفتح التاء مع الياء والهمز والكسر والضم معه، وعليها جاءت القراءات الأربع، ولام لك متعلق بمقدر أي: أقول أو الخطاب لك قال في النشر: وليست فعلا ولا التاء فيها ضمير متكلم ولا مخاطب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "ربي أحسن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مَثْوَاي" [الآية: 23] الدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق بخلفه على قاعدته كما صوبه في النشر خلافا لمن تعلق بظاهر عبارة التيسير فقطع له بالفتح فقط، والباقون بالفتح وخرج حمزة ومن معه عن أصلهم للتنبيه على رسمها بالألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({هيت لك} [23] قرأ نافع والشامي بكسر الهاء، والباقون بالفتح، وقرا هشام بهمزة ساكنة بعد الهاء، والباقون بالياء، وقرأ المكي بضم التاء، والباقون بالفتح.
وفيها أربع قراءات:
نافع وابن ذكوان: بكسر الهاء، وبالياء المدية، وفتح التاء.
والمكي: بفتح الهاء، وبالياء الساكنة، وضم التاء.
والبصري والكوفيون، بفتح الهاء، وبالياء الساكنة، وفتح التاء.
وهشام: بكسر الهاء، والهمزة الساكنة، وفتح التاء.
وزاد رحمه الله تعالى له ضم التاء حيث قال: ........ = وضم التا لوا خلفه دلا
[غيث النفع: 734]
فخرج في ذلك عن طريقه، ولذا لم نتبعه فيه.
وبيان ذلك أن طريقه أحمد الحلواني، كما تقدم، والمروي عنه من جميع طرقه فتح التاء.
قال المحقق: «وهو الذي قطع به الداني في التيسير والمفردات، ولم يذكر مكي ولا المهدوي ولا ابن سفيان ولا ابن شريح ولا صاحب العنوان ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع العراقيون أيضًا عليه عن هشام من طريق الحلواني، ولم يذكروا سواه، نعم الضمة رواية إبراهيم بن عباد عن هشام، ورواية الداجوني عن أصحابه عن هشام» انتهى ببعض تصرف.
والحامل له والله أعلم على ذلك ما ذكره الداني تبعًا لأبي علي الفارسي في الحجة: «يشبه أن يكون الهمز وفتح التاء وهمًا من الراوي، لأن الخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ، بدليل قوله {وراودته}» وتبعه على ذلك خلق كثير.
[غيث النفع: 735]
قال الشيخ أبو محمد مكي في كتابه الكشف: «وقرأ هشام بالهمزة وفتح التاء، وهو وهم عند النحويين، لأن فتح التاء للخطاب ليوسف عليه السلام، فيجب أن يكون في الفظ (وقالت هئت لي) أي: تهيأت لي يا يوسف، ولم يقرأ بذلك أحد أيضًا، فإن المعنى على خلافه، فإنه نفر منها وتباعد عنها، وهي تراوده وتطلبه وتقد قميصه، فكيف تخبره عن نفسه أنه تهيأ لها، هذا ضد حاله.
وقد قال يوسف عليه السلام {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} [52] وهو الصادق في ذلك، فلو كان تهيأ لها لم يقل هذا ولا ادعاه» انتهى، وذكر مثله في تفسير مشكل الإعراب.
قلت: وما نسبوه للحلواني من الوهم، هم أحق به، لأنه إمام ثقة حافظ ضابط من كبار الحذاق المجودين، كما وصفه بذلك أهل الطبقات، خصوصًا فيما رواه عن هشام وقالون، على أنه لم ينفرد به، بل رواه الوليد بن مسلم عن الشامي.
ويحتمل من التأويل وجوهًا، منها:
[غيث النفع: 736]
ما ذكره أبو عبد الله محمد الفاسي ونقله المحقق وارتضاه، أن المعنى: «تهيأ لي أمرك، لأنها ما كانت تقدر على الخلوة في كل وقت، أو: حسنت هيئتك، و{لك} على الوجهين بيان، أي: لك أقول» انتهى.
وقوله (حسنت) هو فعل ماض قاصر، مضموم العين، والتاء ساكنة للتأنيث، و(هيئتك) فاعل، أي: تهيأت للمراودة بما جعل الله فيك من الجمال الفائق، والحسن الرائق، والعفة الكاملة، والإعراض الكلي عن كل ما سوى الله تعالى، وذلك من أعظم أسباب المراودة، وتكون الآية من أعظم الثناء على يوسف عليه السلام.
ولا يصح أن يكون بتثقيل السين والتاء فاعله، و(هيئتك) مفعوله، لأن اللازم يصير متعديًا بالتثقيل، لأنه يصير معناه: حسنت هيئتك بما هو داخل تحت كسبك عادة، كلبس الثياب الجميلة ومس الرائحة الطيبة، وإزالة ما يستنكر وينفر عادة، وهاذ كلام يلام عليه إن علم أنه يترتب عليه ما لا يجوز، وأحرى إن قصد ذلك، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام عصموا من ما هو أدنى من هذا.
وقوله (و{لك} على الوجهين بيان) أي كقول العرب: سقيًا لزيد، فاللام متعلقة بمحذوف، استؤنف للتبيين، أي إرادتي لك، وكأنها لشدة شغفها به ومحبتها له خشيت أن يتوهم أن الخطاب لغيره.
ويحتمل كما قال أبو البقاء: أنها لغة في الكلمة التي هي اسم فعل بمعنى هلم وأقدم، وليست هي فعلاً، ولا التاء فيها ضمير تكلم ولا خطاب.
[غيث النفع: 737]
وقد جزم المحقق وغيره بثبوت هذه اللغة، وهو ظاهر كلام القاموس، حيث قال: «و(هيت لك) مثلث الآخر، وقد يكسر أوله، أي: هلم».
فترجع قراءته في المعنى إلى قراءة غيره.
ويحتمل أن {هئت} بمعنى: تهيأت، وهو بمعناه الحقيقي من غير توسع، وهي كاذبة في قولها، قصدت إغواءه وخداعه، والكذب عليها جائز، وقد قصدت ما هو أعظم منه، وغلقت لأجله سبعة أبواب.
والعشاق يقولون أكثر من ذلك، وحكاياتهم كما في رسالة القشيري والإحياء وغيرهما تدل على ذلك، مع أنها كانت إذ ذاك مشركة، ولا يلحق يوسف عليه الصلاة والسلام بقولها هذا عيب ولا نقص، بل يدل على تنزيهه عن كل مذموم.
ولا يعكر علينا: (أن الله عز وجل ذكر ذلك، فكيف يخبر بما هو كذب؟!) فإن الله عز وجل أخبر بمقالات الكفار في أنبيائهم، وقولهم محض كذب وزور، لأن المراد الإخبار بالقول الصادر من المتكلم، بقطع النظر عن كونه صادقًا فيه أو كاذبًا.
وهذا الأخير وإن لم أره في كلام أحد، فهو أقربها عندي، لبعده عن التكلف، والله تعالى أعلم). [غيث النفع: 738]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي أحسن} [23] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 738]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}
{وَرَاوَدَتْهُ}
قراءة الجماعة {وراودته} بألف من المراودة.
وقرئ (روَّدته) بتشديد الواو من غير ألف وهو معنى قراءة الجماعة.
{وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ}
قراءة الجماعة {وغلقت الأبواب} بتضعيف اللام، وهو تضعيف
[معجم القراءات: 4/216]
تكثير بالنسبة إلى وقوع الفعل بكل باب باب.
قال الشهاب: «والتشديد للتكثير، يعني أنه للتكثير في المفعول إن قلنا بتعددها، فإن التفعيل يكون لتكثير الفاعل والمفعول، فإن لم نقل به فهو لتكثير الفعل، فكأنه غلق مرة بعد مرة، أو بمغلاق بعد مغلاق، وجمع الأبواب حينئذ إما لجعل كل جزء منه كأنه باب، أو لجعل تعدد إغلاقه بمنزلة تعدده.».
وذكر ابن جني أنه قرئ (وأغلقت الأبواب)، وانفرد ابن جني بذكرها، فلم أجدها في مرجع آخر مما بين يدي.
وفي التاج:
«وربما قالوا: أغلقت الأبواب يراد بها الكثير، نقله سيبويه، وقال: وهو عربي جيد...»، ومثل هذا عند الجوهري.
وذكر بيت الفرزدق:
ما زلت أفتح أبوابًا وأغلقها = حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
وقال الراغب: «وغلقته على التكثير، وذلك إذا أغلقت أبوابًا كثيرة، أو أغلقت بابًا واحدًا مرارًا، أو أحكمت إغلاق باب، وعلى هذا قوله تعالى (وغلقت الأبواب).
قال الأزهري: روى أبو يعلى عن الأصمعي، وعن حماد بن سلمة أنه قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب (وترعت الأبواب).
قال: هو في معنى (غلقت الأبواب).
[معجم القراءات: 4/217]
قال الزبيدي بعد هذا النص:
«قلت: وهي أيضًا قراءة أنس رضي الله عنه، وقراءة أبي صالح كما في العباب».
وقالوا:
الترعة: الباب، وفتح ترعة الدار: أي بابها، وهو مجاز، وبه فسر حديث «إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة»، كأنه قال: على باب من أبواب الجنة.
وترع الباب تتريعًا: أغلقه.
وجاء في المحرر لابن عطية: «وفي مصحف ابن مسعود: وقرعت الأبواب» وكذلك رويت عن الحسن».
قلت: هنا تحريف، صوابه: (وترعت) كالقراءة السابقة، وفات المحققين إدراكه.
{هَيْتَ لَكَ}
قرأ أبو عمرو وعاصم وحفص وحمزة والكسائي ومسروق والحسن ويعقوب وخلف والأعمش، وهي الصحيحة من قراءة أبن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وابن مسعود وقتادة، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {هيت...} بفتح الهاء والتاء وسكون
[معجم القراءات: 4/218]
الياء، ومعناها: تعال، وبناء التاء على الفتح إنما هو للتخفيف نحو: أين، وكيف.
قال الزجاج:
«فأما الفتح... فلأنها بمنزلة الأصوات، ليس منها فعل يتصرف، ففتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واختير الفتح لأن قبل التاء ياء، كما قالوا: كيف، وأين».
وهذه القراءة عند الزجاج أجود القراءات، وهي عند الطبري أولى من غيرها؛ لأنها اللغة المعروفة في العرب دون غيرها، وأنها فيما ذكروا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الفراء:
«... عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {هيت}، ويقال: إنها لغة لأهل حورانسقطت إلى مكة فتكلموا بها».
وذهب غير الفراء إلى أنها لغة عبرانية (هيتلخ)، أي تعال فأعربه القرآن، وقال آخر إنها سريانية، وذهب السدي إلى أنها قبطية، وهي عند مجاهد وغيره عربية تدعوه بها إلى نفسها، وهي كلمة حث وإقبال.
قال أبو حيان:
«ولا يبعد اتفاق اللغات في لفظ، فقد وجد ذلك في كلام العرب مع لغات غيرهم، وقال الجوهري: «هوت وهیت به صاح فدعاه»،
[معجم القراءات: 4/219]
ولا يبعد أن يكون مشتقًا من اسم الفعل كما اشتقوا من الجمل نحو: سبحل وحمدل، ولما كان اسم فعل لم يبرز فيه الضمير، بل يدل على رتبة الضمير بما يتصل باللام من الخطاب نحو: هيت لك، وهيت لك، وهيت لكما، وهيت لكم، وهيت لكن».
وقرأ الوليد بن عتبة وأبو العالية (هئت) بكسر الهاء والتاء مع الهمز.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو جعفر وابن ذكوان والأعرج وشيبة وابن مسعود وابن محيصن وعلي بن أبي طالب (هيت...) بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، ثم فتح التاء، على وزن قيل وغيض.
وذكروا أنها لغة قوم يؤثرون كسر الهاء على فتحها.
وذكروا عن ابن أبي إسحاق أنه قرأ (هيت) بكسر الياء.
وقرأ ابن عامر والحلواني عن هشام، وهي رواية عن ابن مسعود،
[معجم القراءات: 4/220]
وقالون والوليد بن مسلم عن نافع (هيئت...) بكسر الهاء، والهمز الساكن وفتح التاء.
قال الشهاب:
«قال الداني - رحمه الله تعالى: إنه وهم؛ لكونه فعلًا من التهيؤ، فلا بد من ضم تائه حينئذٍ، وقد تبع في هذا الفارسي في الحجة حيث قال:
إنه وهم من الراوي؛ لأن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يتهيأ لها بدليل قوله: راودته إلخ، وتبعه جماعة.
قال الشهاب: وهي صحيحة، ومعناها تهيأ إلي أمرك؛ لأنها لم تتيسر لها الخلوة قبل ذلك، أو حسنت هيأتك، أي أقول لك، وهي صحيحة مروية عن هشام - رحمه الله - من طرق».
وقال العكبري:
والأشبه أن تكون الهمزة بدلًا من الياء، أو تكون لغة في الكلمة التي هم اسم للفعل، وليست فعلًا؛ لأن ذلك يوجب أن يكون الخطاب ليوسف عليه السلام وهو فاسد من وجهين:
أحدهما: أنه لم يتهيأ لها، وإنما هي تهيأت له.
والثاني أنه قال: ولو أراد الخطاب لكان: هئت لي.
[معجم القراءات: 4/221]
قرأ علي وأبو وائل وأبو رجاء ويحيى وعكرمة ومجاهد والداجوني لهشام وقتادة وطلحة بن مصرف والمقري وابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وشقيق بن سلمة وابن أبي إسحاق وأبو عمرو في رواية والحلواني وعاصم، وهشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر وكذلك ابن بكر مولى بني سليم عن هشام وهو رواية الشعبي عن ابن مسعود، وابن عباس وأبو الدرداء (هيئت) بكسر الهاء مع الهمز وضم التاء، ومعناه: تهيأت لك.
قال ابن جني:
«وأما هيئت، بالهمز وضم التاء فعل، يقال فيه: هئت أهيء هيئةً كنت أجيء جيئةً، أي تهيأت، وقالوا أيضًا: هي أهاء كخفت أخاف، هذا بمعنى خذ».
وقال أبو عبيدة:
«سئل أبو عمرو عن قراءة من قرأ بكسر الهاء وضم التاء مهموزًا، فقال أبو عمرو: باطلٌ جعلها من تهيأت، اذهب فاستعرض العرب حتى تنتهي إلى اليمن هل تعرف أحدًا يقول هذا؟!».
وقال الكسائي: «لم تحك «هيئت» عن العرب.
قال عكرمة:
[معجم القراءات: 4/222]
(هئت لك) أي تهيأت لك، وتزينت، وتحسنت، وهي قراءة غير مرضية؛ لأنها لم تستمع في العربية».
وقال النحاس:
«وهي جيدة عند البصريين؛ لأنه يقال: هاء الرجل يهاء ويهيء هيئة، فهاء يهيء مثل جاء يجيء، وهيئت مثل جئت».
وقرأ زيد بن علي وابن أبي إسحاق وابن محيصن والأعمش وطلحة ابن مصرف وأبو وائل وابن مسعود والهذلي منفردًا عن هشام (هيت) بكسر الهاء، وتسهيل الهمزة، وضم التاء.
وقرأ ابن كثير وأبو عبد الرحمن السلمي (هيت) مثل: حيث، بفتح الهاء، وياء ساكنة، بعدها تاء مضمومة.
قال الزجاج:
«ومن قال: هيت ضمها لأنها في معنى الغايات؛ كأنها قالت: دعائي لك، ولما حذفت الإضافة وتضمنت معناها بنيت على الضم كما بنيت حيث ومنذ يا هذا».
[معجم القراءات: 4/224]
وقال العكبري:
ومنهم من ضم أي التاء شبهه بحيث، واللام على هذا للتبيين مثل التي في قولهم: سقيًا لك».
وقرأ ابن عباس بخلاف عنه وأبو الأسود الدؤلي والحسن وابن أبي إسحاق وابن محيصن وعيسى بن عمر الثقفي وعاصم الجحدري وأبو رزين وحميد (هيت) مثل: جير، بفتح الهاء وسكون الياء، وكسر التاء على أصل التقاء الساكنين.
وقرأ ابن عباس وابن السميفع (هييت) مثل حييت، وهو فعل مبني للمفعول، مسهل الهمزة من هيأت الشيء.
وقرأ علي وابن عباس وعكرمة وابن مسعود وابن السميفع وابن يعمر والحجدري (هيئت)وهو فعل صريح كقولك: أصلح لك، أي: فدونك.
قال ابن جني:
«وأما هيئت، ففعل صريح، كهنئت لك، كقولك: أصلحت لك، أي فدونك، وما انتظارك؟. واللام في لك متعلقة بالفعل نفسه».
وقال العكبري: «والقراءة الخامسة: هيئت لك، وهي غريبة».
[معجم القراءات: 4/224]
وقرأ علي بن أبي طالب وابن خيثم (هيت) بكسر الهاء، بعدها ياء ساكنة، وتاء مكسورة، لالتقاء الساكنين.
ونقل هذه القراءة أبو حيان عن النحاس من غير عزو لقارئ، وقد أخذ هذا عن المحرر ولم أجدها عند النحاس، ثم ذكر الزجاج أنها قراءة علي، رضي الله عنه.
وقرأ علي بن أبي طالب وأبي بن كعب (ها أنا لك).
تعليقات:
قال ابن مسعود:
وقد سمعت القراء، فسمعتهم متقاربين، فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال».
وجاء في القرطبي.
«قال عبد الله بن مسعود: «لا تقطعوا في القرآن، فإنما هو مثل قول أحدكم: هلم وتعال».
وذكر أبو حيان أنها تسع قراءات، وذكر صاحب التاج أنهم أوصلوا القراءات إلى سبع، وإلى مثل هذا ذهب الشهاب، والنحاس، والقرطبي.
قلت: وبعد حصر هذه القراءات وجمعها من مظانها فقد بلغت إحدى عشرة قراءة على النحو الذي ترى.
[معجم القراءات: 4/225]
قال النحاس:
«فيها سبع قراءات، فمن أجل ما فيها وأصحه إسنادًا ما رواه الأعمش عن أبي وائل قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقرأ: هيت لك، قال: فقلت: إن قومًا يقرأونها: هيت لك، فقال: إنما أقرأ كما علمت».
{لَكَ قَالَ}
أدغم الكاف في القاف أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إنه ربي أحسن) بفتح ياء الإضافة.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {إنه ربي أحسن} بسكون الياء.
{مَثْوَايَ}
قراءة الجماعة (مثواي) بألف بعد الياء.
وقرأ أبو الطفيل والجحدري (مثوي).
وذكرت من قبل قراءته (بشرى) في الآية/۱۹ من هذه السورة.
ب. الإمالة:
أمال الدوري عن الكسائي (مثواي).
وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح، فلم يميلوا للتنبيه على رسمها بالألف.
ج- حركة الياء (مثواي إنه):
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع في المشهور عنه وعاصم
[معجم القراءات: 4/226]
وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (مثواي إنه) بفتح الياء.
وقرأ ورش عن نافع (مثواي إنه) بسكون الياء من إجراء الوصل مجرى الوقف.
قال ابن مجاهد بعد ذكر هذه القراءة:
«ورأيت أصحاب ورش لا يعرفون هذا، ويروون عنه بفتح الياء في هذا كله» ). [معجم القراءات: 4/227]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في فتح اللَّام وَكسرهَا من قَوْله {إِنَّه من عبادنَا المخلصين} 24
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {المخلصين} و{مخلصا} مَرْيَم 51 بِكَسْر اللَّام وتابعهم نَافِع في قَوْله {إِنَّه كَانَ مخلصا} في مَرْيَم بِكَسْر اللَّام وَقَرَأَ سَائِر الْقُرْآن {المخلصين} بِفَتْح اللَّام
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {المخلصين} و{مخلصا} في سُورَة مَرْيَم بِفَتْح اللَّام أما مَا فِيهِ الدّين مثل {مُخلصين لَهُ الدّين} الْأَعْرَاف 29 وَمثل {مخلصا لَهُ الدّين} الزمر 11 أَو ديني مثل {مخلصا لَهُ ديني} الزمر 14 فَلم يخْتَلف فِيهِ أَنه بِكَسْر اللَّام). [السبعة في القراءات: 348]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((المخلصين) بفتح اللام، حيث كان مدني، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (المخلصين) [24]: بفتح اللام حيث جاء مدني، وكوفي، وأيوب). [المنتهى: 2/761]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأهل الكوفة (المخلصين) إذا كان بالألف واللام بفتح اللام التي بعد الخاء حيث وقع، وكسرها الباقون، وأما قوله عز وجل (إنه كان مخلصا) في مريم فإن الكوفيين فتحوا اللام، وكسرها الباقون). [التبصرة: 240]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {المخلصين} (24)، إذا كان في أوله ألف ولام، حيث وقع: بفتح اللام.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ونافع وأبو جعفر: (المخلصين) إذا كان في أوله ألف ولام حيث وقع بفتح اللّام، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 413]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْمُخْلَصِينَ) بفتح اللام حيث وقع مدني، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وأيوب، والحسن، وكوفي، زاد ابْن مِقْسَمٍ والزَّعْفَرَانِيّ وأيوب والحسن وكوفي غير جبلة، وابن الحسن غير أبي بكر في مريم، زاد
[الكامل في القراءات العشر: 575]
الزَّعْفَرَانِيّ إذا كان مضافا إلى الأنبياء، زاد ابْن مِقْسَمٍ حيث وقع، وهو الاختيار ليكون اللَّه أخلصهم، وقد قال: (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ)، الباقون بكسر اللام). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([24]- {الْمُخْلَصِينَ} بفتح اللام حيث وقع: الكوفيون ونافع). [الإقناع: 2/671]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (778 - وَفِي كَافَ فَتْحُ الَّلامِ فِي مُخْلِصاً ثَوَى = وَفِي الْمُخْلِصِينَ الْكُلّ حِصْنٌ تَجَمَّلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([778] وفي كاف فتح اللام في مخلصا (ثـ)وى = وفي المخلصين الكل (حصنٌ) تجملا
{المخلصين} بكسر اللام، أي أخلصوا دينهم لله.
وبفتحها، أخلصهم الله؛ أي اجتباهم؛ أو أخلصهم من السوء، مثل خلصهم). [فتح الوصيد: 2/1017]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([778] وفي كاف فتح اللام في مخلصًا ثوى = وفي المخلصين الكل حصنٌ تجملا
[كنز المعاني: 2/334]
ح: (فتح): مبتدأ، (ثوى): خبره، (في كاف): ظرفه، (في مخلصًا): حال من ضمير (ثوى)، (حصنٌ): مبتدأ، (تجملا): صفته، (في المخلصين) خبر، (الكل): تأكيده.
ص: أي: قرأ الكوفيون: {إنه كان مخلصًا} في كاف سورة مريم [51] بفتح اللام، وهم ونافع: {المخلصين} في كل القرآن بفتح اللام على أن الله تعالى أخلصهم لكرامته، كما قال تعالى: {إنا أخلصناهم بخالصةٍ} [ص: 46]، والباقون: بكسرها فيهما على أنهم أخلصوا عبادتهم لله، نحو: {وأخلصوا دينهم لله} [النساء: 146]، وعرف (المخلصين) ليخرج {مخلصين له الدين} [الأعراف: 29]، إذ لا خالف في كسر لامه). [كنز المعاني: 2/335]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (778- وَفِي كَافَ فَتْحُ الَّلامِ فِي مُخْلِصًا "ثَـ"ـوَى،.. وَفِي المُخْلِصِينَ الكُلّ "حِصْنٌ" تَجَمَّلا
يريد: {إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا}، في سورة مريم وسماها "كاف"؛ لأنها استفتحت بهذه الحروف فصارت كصاد ونون وقاف، وفي قوله: وفي المخلصين الكل؛ أي: حيث جاء معرفا باللام فقوله: {مخلصين له الدين} لا خلاف في كسر لامه، ومعنى الكسر أنهم أخلصوا لله دينهم،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/266]
ومعنى الفتح أخلصهم الله؛ أي: اجتباهم وأخلصهم من السوء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/267]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (778 - وفي كاف فتح اللّام في مخلصا ثوى = وفي المخلصين الكلّ حصن تجمّلا
قرأ الكوفيون: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً في مريم بفتح اللام. فتكون قراءة غيرهم بكسرها.
وقرأ نافع والكوفيون بفتح اللام في لفظ الْمُخْلَصِينَ* في كل مواضعه نحو: إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ. فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر بكسر اللام في هذا اللفظ حيث ورد في القرآن الكريم، وتقييد الْمُخْلَصِينَ* بمريم للاحتراز عن نحو: مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ*، مُخْلِصاً لَهُ دِينِي؛ فإنه بالكسر اتفاقا كذلك تقييد المخلصين بالاقتران
بأل التعريفية للاحتراز عن: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ*: فإنه بكسر اللام اتفاقا أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْمُخْلَصِينَ حَيْثُ وَقَعَ، وَفِي مُخْلَصًا فِي مَرْيَمَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ اللَّامِ مِنْهُمَا وَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي الْمُخْلَصِينَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {المخلصين} حيث جاء، و{مخلصًا} في مريم [51] بفتح اللام، وافقهم المدنيان في {المخلصين}، والباقون بالكسر فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (702- .... .... والمخلصين الكسر كم = حقٌّ ومخلصًا بكافٍ حقّ عم). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عم)
أي قرأ ابن عامر والبصريان وابن كثير لام المخلصين حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو «إنه من عبادنا المخلصين» وكسرها في مريم وهو مراده بكاف من
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
قوله تعالى: إنه كان مخلصا البصريان وابن كثير، والمدنيان وابن عامر على أنه اسم فاعل: أي أخلص الرجل دينه لله «وأخلصوا دينهم لله» والباقون بالفتح فيهما على اسم مفعول به: أي أخلص وأخلصوا، وقول الناظم رحمه الله: ومخلصا بكاف، احترز به من قوله تعالى: قل الله أعبد مخلصا، ومخلصين له الدين فإنه لا خلاف في كسرهما). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بشراي حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عمّ)
ش: أي: (حذف) [ذو] (كفى) الكوفيون ياء يا بشرى [19]؛ فصارت: فعلى، والباقون بإثباتها.
وقرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: قالت هيت لك [23] بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، إلا ذا لام (لنا) هشام؛ فإنه همز، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ذو دال (درى) ابن كثير.
واختلف فيها عن [ذي] لام (لدى) هشام.
فروى الحلواني وحده من جميع طرقه عنه كابن ذكوان لكنه همز، وهي التي قطع بها في «التيسير»، و«المفردات»، ولم يذكر مكى، والمهدوي، ولا ابن سفيان، ولا ابن شريح، ولا صاحب «العنوان»، ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع عليها العراقيون عن هشام من طريق الحلواني.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/391]
وقال الداني: «وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم، ولا يجوز غير ضمها».
قال [الناظم] - أثابه الله تعالى-: وتبع الداني الفارسي في هذا القول، وتبعه عليه جماعة.
وقال الفارسي: بل هي صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناه: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة معه في كل وقت، أو حسنت هيئتك. ولك [23] على الوجهين بيان، أي أقول لك.
قال الناظم: وكذلك أقول، والحلواني فقيه حجة خصوصا فيما روى عن هشام على أنه لم ينفرد بها، بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام: بكسر الهاء مع الهمزة وضم التاء، وهي رواية ابن عباد عن هشام.
قال الداني في «جامعه»: وهو الصواب؛ ولهذا جمع الشاطبي بين الوجهين عن هشام؛ فخرج بذلك عن طرق كتابه.
فصار المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وياء وفتح التاء.
وابن كثير بفتح الهاء وياء وضم التاء.
وهشام بكسر الهاء وهمز، وضم التاء وفتحها.
والباقون بفتح الهاء، والتاء، [وياء].
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان، وابن كثير بكسر لام المخلصين [24]، حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو: إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]؛ وكسرها في مريم [51]، وهو مراده بـ (كاف حق) البصريان، وابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر.
تنبيه:
علم إسكان الهمزة من إطلاقه، وعلم أن ضدها الياء من رسمها، وعلم من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/392]
تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام- أن نحو: قل الله أعبد مخلصا [الزمر: 14]، [و] مخلصين له الدّين [الأعراف: 29] متفق الكسر.
وجه [ثبوت] ياء يا بشراى [يوسف: 19] إضافتها لنفسه، وفتحت على قياسها.
ووجه حذفها: أنه لم يضف، ويحتمل أن يقدر الخصوص؛ فيكون على حد «يا رجل»، والعموم على حد يا حسرة [يس: 30]، ولم ينون؛ للمنع بالتأنيث واللزوم.
و (هيت): اسم [فعل بمعنى:] أسرع، وبنى لمسماه، وفيه لغات:
فتح الهاء مع ثلاث حركات [التاء] ك «حيث».
وكسر الهاء وفتح التاء [مع الياء] والهمزة والكسر والضم [معه]، وعليها جاءت القراءات الأربع.
ولام لك متعلق بمقدر: أقول، أو الخطاب: لك.
ووجه فتح اللامين: أنهما اسما مفعول من: «أخلص»، أي: اختاره الله تعالى لعبادته أو نجاه من السوء على حد: أخلصنهم بخالصة [ص: 46] و[وجه] كسرهما: [أنهما اسما فاعل] منه، أي: أخلص دينه لله أو نفسه لعبادته على حد: وأخلصوا دينهم لله [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال حرفي "رأى" في الموضعين ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف، والأكثرون عن الداجوني عن هشام وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، وقللهما الأزرق مع تثليث الهمزة وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمر، والخلاف عن السوسي في الراء ليس من طرق الكتاب كما مر، والباقون بفتحهما، وبه قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام وكذا العليمي عن أبي بكر، وأما فتح الراء عنه مع إمالة الهمزة فانفرادة كما مر "وسهل" الثانية كالياء من "الفحشاء إنه" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو
[إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "المخلُصِين" [الآية: 24] حيث جاء بأل وفي "مُخْلَصًا" [بمريم الآية: 51] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح اللام منهما اسم مفعول وافقهم الأعمش، وقرأ نافع وأبو جعفر بفتح لام المخلصين خاصة، والباقون بالكسر فيهما اسم فاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رءا} [24 28] معًا، ما فيه لورش من المد والتوسط والقصر لا يخفى، وحكم إمالته سيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 739] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والفحشآء إنه} [24] تسهيل الهمزة الثانية للحرميين والبصري، وتحقيقها للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 739]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({المخلصين} قرأ نافع والكوفيون بفتح اللام، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
{رَأَى}
أمال الراء والهمزة حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، والأكثرون عن الداجوني عن هشام والأعمش (رأی).
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل فيهما، ولهما في الهمزة المد والتوسط والقصر على أصل ورش.
وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمرو (رأی).
وعن السوسي خلاف في الراء، فقد انفرد أبو القاسم الشاطبي بإمالة الراء عن السوسي، وذكر غيره عنه الفتح.
وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وحفص عن عاصم وقالون والحلواني عن هشام والعليمي عن أبي بكر بفتح الهمزة والراء معًا (رأى).
{لِنَصْرِفَ}
قراءة الجماعة بنون العظمة (لنصرف).
[معجم القراءات: 4/227]
وقرأ الأعمش (ليصرف) بياء الغيبة، ويعود الضمير على (ربه).
{السُّوءَ}
لحمزة وهشام في الوقف وجهان:
١- النقل: أي نقل حركة الهمزة إلى الواو قبلها.
۲ - الإدغام: تخفف الهمزة بإبدالها واوًا، ثم يدغم ما قبلها فيها، فتصبح صورتها: (السو).
{وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ}
هنا همزتان من كلمتين، الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، وفيهما ما يلي:
الأول: تسهيل الهمزة الثانية كالياء، وتحقيق الأولى، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ورويس.
الثاني: تحقيق الهمزتين: وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر ويعقوب وروح وخلف والحسن والأعمش.
الثالث: في الوقف: إذا وقف حمزة وهشام على (الفحشاء) أبدلا الهمزة ألفا مع المد والتوسط والقصر.
{الْمُخْلَصِينَ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي ونافع وأبو جعفر وخلف والأعمش والحسن «المخلصين» بفتح اللام اسم مفعول، من أخلصهم الله أي اجتباهم واختارهم.
وقرأ أبو عمرو ابن عامر وابن كثير ويعقوب والحسن وأبو رجاء (المخلصين)
[معجم القراءات: 4/228]
بكسر اللام اسم فاعل من «أخلص»، والمفعول محذوف، أي: المخلصين أنفسهم أو دينهم). [معجم القراءات: 4/229]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة