سورة النحل
[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45)}
قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)}
قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ (48)
قرأ حمزة والكسائي (أولم تروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ) بالتاء، ومثله في العنكبوت (أولم تروا كيف يبدئ اللّه) بالتاء.
وقرأ الباقون ( (أولم يروا) بالياء في السورتين.
[معاني القراءات وعللها: 2/79]
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فلإخباره عن غائب، ومن قرأ بالتاء فهو للخطاب). [معاني القراءات وعللها: 2/80]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يتفيّأ ظلاله (48)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (تتفيّأ ظلاله)، بتاءين، وقرأ الباقون (يتفيّأ) بالياء قبل التاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فعلى تقديم فعل الجمع، ومن قرأ بالتاء فعلى أن الجماعة مؤنثة، وفعلها مؤنث). [معاني القراءات وعللها: 2/80]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء} [48] {أو لم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده} في (العنكبوت).
قرأ حمزة والكسائي بالتاء جميعًا على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب وتوبيخًا لهم؛ لأن الألف في {ألم} ألف توبيخ، والتقدير: وبخهم كيف يكفرون بالله وينكرون البعث ويعرضون عن آياته. {ألم يروا إلى الطير مسخرات} [79] {ألم يروا كيف يبدىء الله} إلا عاصمًا فإنه قرأ في (النحل) بالياء وفي (العنكبوت) بالياء والتاء اختلف عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {يتفيؤا ظلله} [48].
قرأ أبو عمرو بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء. فمن أنث فلتأنيث الظلال؛ لأنه جمع ظل، وكل جمع خالف الآدميين فهو مؤنث تقول: هذه الأمطار وهذه المساجد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
ومن ذكر فالظلال – وإن كان جمعًا – فإن لفظه لفظ الواحد مثل جدار، لأن جمع التكسير يوافق الواحد.
فإن سأل سائل فقال: إن أبا عمرو لا حجة عليه إذ أنث {تتفيؤا ظلله} فلم لم يؤنث كما أنث {أم هل تستوي الظلمات والنور}.
فالجواب في ذلك: أن علامة التأنيث في «الظلمات» حاضرة فقرأها بالياء، وفي الظلال العلامة معدومة ففرق بينهما لذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/355]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والياء من قوله عزّ وجلّ: أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء [النحل/ 48].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء [وكذلك] أو لم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده، في العنكبوت [19]، بالياء جميعا.
واختلف عن عاصم، فروى يحيى بن آدم عن أبي بكر، وابن المنذر عن عاصم أيضا عن أبي بكر وابن أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم في العنكبوت بالتاء. وروى حسين الجعفيّ والكسائيّ والأعشى وعبد الجبار بن محمد، عن أبي بكر عن عاصم، وحفص عن عاصم في العنكبوت بالياء، ولم يختلف عن عاصم في النحل أنّها بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي: (أو لم تروا إلى ما لم خلق الله من شيء) بالتاء، أولم تروا كيف يبدئ الله بالتاء جميعا). [الحجة للقراء السبعة: 5/66]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: يتفيأ ظلاله [48] بالياء، غير أبي عمرو، فإنه قرأ: (تتفيأ) بالتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/66]
وقرأ حمزة وابن عامر: (ألم تروا إلى الطير) [79] بالتاء، وقرأ الباقون: بالياء.
قوله: أولم يروا.
حجة الياء: أن ما قبله غيبة، وهو قوله: أن يخسف الله بهم أو يأتيهم العذاب... أو يأخذهم [45، 46] أولم يروا [48]، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه قد رأوا ذلك وتيقّنوه.
ومن قرأ بالتاء: أراد جميع الناس، فوقع التّنبيه على الجمع بقوله: (أولم تروا).
قال: كلّهم قرأ: يتفيأ بالياء، غير أبي عمرو، فإنّه قرأ بالتاء: التذكير والتأنيث- في فعل هذا الضرب من الجميع، إذا تقدّم- جميعا حسنان، وقد تقدّم في غير موضع.
فأمّا يتفيّأ، فيتفعل من الفيء، يقال: فاء الظلّ يفيء فيئا، إذا رجع وعاد بعد ما كان ضياء الشمس نسخه، ومنه فيء المسلمين: لما يعود عليهم وقتا بعد وقت من خراج الأرضين المفتتحة والغنائم، فإذا عدّي قولهم: فاء، عدّي بزيادة الهمزة، أو تضعيف العين، فممّا عدّي بنقل الهمزة: ما أفاء الله على رسوله [الحشر/ 7] وبالتضعيف: فاء الظلّ وفيّأه الله، فتفيّأ: مطاوع فيّأه، فالفيء: ما نسخه ضوء الشمس، والظلّ: ما كان قائما لم تنسخه الشمس، مما يدل على ذلك قوله: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا [الفرقان/ 45]، فالشمس ينسخ ضياؤها هذا الظل، فإذا زال ضياء الشمس الناسخ للظلّ، فاء الظلّ، أي:
رجع كما كان أوّلا، قال أبو زيد: ظهّر تظهيرا، وذلك قبل
[الحجة للقراء السبعة: 5/67]
نصف النهار إلى أن تزيغ الشمس وزيغها: إذا فاء الفيء، انتهى كلام أبي زيد.
قال أبو على: والضمير في قوله: ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا [الفرقان/ 46]. يجوز أن يكون للظلّ، ويجوز أن يكون لضياء الشمس، لأنّ كل واحد منهما يقبض قبضا يسيرا على التدريج.
وقال: أكلها دائم وظلها [الرعد/ 35]، وقال: وظل ممدود [الواقعة/ 30]، هما في الجنّة، فيكون ظلّا، ولا يكون فيئا، لأنّ ضياء الشمس لا ينسخه، على أن أبا زيد أنشد للنابغة الجعدي:
فسلام الإله يغدو عليهم... وفيوء الفردوس ذات الظّلال
وهذا الشعر قد أوقع فيه الفيء على ما لم تنسخه الشمس، وجمعه على فيوء، مثل بيت وبيوت، ويدلّ على أن الظل ما لم تنسخه الشمس قول النابغة: ذات الظلال، فسمّى ما في الجنة ظلّا، ويدل عليه قول الآخر:
فلا الظلّ من برد الضّحى تستطيعه... ولا الفيء من برد العشيّ تذوق
فجعل الظلّ وقت الضحى، لأنّ الشمس لم تنسخه في
[الحجة للقراء السبعة: 5/68]
ذلك الوقت، بدلالة ما تقدم حكايته، عن أبي زيد، وقال أبو عمر: أكثر ما تقول العرب: أفياء، وأنشد لعلقمة:
تتّبع أفياء الظّلال عشيّة... على طرق كأنّهن سبوب
قال أبو علي: فقول علقمة: أفياء الظلال، يجوز أن يكون جمع فيئا على أفياء، وأضافه إلى الظلال، على معنى أن الفيء يعود به الظل الذي كان نسخه ضوء الشمس، وأضافها إلى الظلّ كما يضاف المصدر إلى الفاعل، وأفياء يكون للعدد القليل مثل: أبيات وأعيان، وفيوء للكثير، كالبيوت والعيون، وقال: أرى المال أفياء الظّلال فتارة يئوب وأخرى يخبل المال خابله ومن هذا الباب قوله حتى تفيء إلى أمر الله [الحجرات/ 9] أي: ترجع عن بغيها إلى جملة أهل العدل، والفيء في الإيلاء مثل الرجعة في الطلاق، وهذه الآية في المعنى مثل قوله: ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاو كرها وظلالهم بالغدو والآصال [الرعد/ 15]،
[الحجة للقراء السبعة: 5/69]
وزعموا أن الحسن كان يقول: يا ابن آدم أما ظلك فيسجد لله، وأما أنت فتكفر بالله.
وقال: (ظلاله) فأضاف الظلال إلى مفرد، ومعناه الإضافة إلى ذوي الظلال، لأن الذي يعود إليه الضمير واحد، يدلّ على الكثرة، وهو قوله: ما خلق الله [البقرة/ 228] وهذا مثل قوله: لتستووا على ظهوره [الزخرف/ 13]، فأضاف الظهور وهو جمع إلى ضمير مفرد، لأنه يعود إلى واحد يراد به الكثرة، وهو قوله: ما تركبون [الزخرف/ 12]، ومثل ذلك إضافة بين إلى ضمير المفرد في قوله: يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما [النور/ 43]، ولو أنّث لجاز من وجهين:
أحدهما: على قياس نخل خاوية [الحاقة/ 7] على قوله:
وينشىء السحاب الثقال [الرعد/ 12].
وممّا ينسب إلى ثعلب أنه قال: أخبرت عن أبي عبيدة أن رؤية قال: كلّ ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظلّ، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظلّ. وقال بعض أهل التأويل: الظلّ هو الشخص نفسه، ويدلّ عندي على ما قال:
قول علقمة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/70]
إذا نزلنا نصبنا ظلّ أخبية... وفار للقوم باللحم المراجيل
ألا ترى أنّهم ينصبون الظلّ الذي هو فيء، وإنما ينصبون الأخبية فيصير لها فيء ويمكن أيضا أن يستدلّ بقوله:
... أفياء الظلال عشيّة أي: أفياء الشخوص، فيحمل على هذا دون ما تأوّلناه، وقال: ظلّ أخبية، ولم يقل: ظلال أخبية، كما تقول:
شخوص أخبية، ولكنّه أفرد كما قال:
جلد الجواميس يريد: جلودها، فوضع الواحد موضع الجميع، ولا يكون ذلك على حذف المضاف، كأنه: ذا ظلّ أخبية، لأنّك حينئذ تضيف الشيء إلى نفسه، ألا ترى أن ذا ظل في قولك: ذا ظل، هو الظل، ويقوّي ذلك قول عمارة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/71]
كأنّهنّ الفتيات اللّعس... كأنّ في أظلالهنّ الشّمس
أي: في أشخاصهن، لأنّ شبه الشمس إنّما هو في أشخاصها، دون ما يفيء من أفيائها، ويزعم هذا المتأوّل أن المعنى: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء له ظلّ من جبل وشجر وبناء يتفيّأ ظلاله، أي: يكون للأشخاص فيء عن اليمين والشمائل، إذا كانت الشمس عن يمين الشخص، كان الفيء عن شماله، وإذا كانت على شماله، كان الفيء عن يمينه! وقيل: أول النهار عن يمين القبلة، وآخره عن شمال القبلة.
وقول الشاعر:
أفياء الظلال عشيّة وقولهم: أظلّ القوم عليهم، فيهما دلالة أيضا على أن الظلّ نفس الشخص). [الحجة للقراء السبعة: 5/72]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الثقفي: [تَتَفَيَّأُ ظُلَلَهُ]، وقراءة الناس: {ظِلالُهُ} .
قال أبو الفتح: الظُلَلُ: جمع ظُلّة، كحِلّة وحُلَلَ، وجِلّة وجُلَل. وقد يكون ظِلال جمع ظُلَة أيضا، كجُلَة وجِلال. وقالوا أيضا: حُلّة وحِلال، بالحاء غير معجمة. وقد يكون ظِلال جمع ظِلّ، كشِعْب وشِعاب، وبِئْر وبِئار، وذِئب وذِئاب). [المحتسب: 2/10]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم * أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشّمائل} 47 و48
قرأ حمزة والكسائيّ (أو لم تروا إلى ما خلق الله) بالتّاء على الخطاب وحجتهما قوله قبلها (فإن ربكم لرؤوف رحيم ألم تروا)
[حجة القراءات: 390]
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب وتوبيخا لهم وحجتهم قوله قبلها {أو يأخذهم على تخوف}
قرأ أبو عمرو (تتفيأ ظلاله) بالتّاء وحجته أن كل جمع خالف الآدمين فهو مؤنث تقول هذه المساجد وهذه الظلال
وقرأ الباقون {يتفيأ} وحجتهم أن الفعل إذا تقدم جاز التّذكير منه). [حجة القراءات: 391]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أولم يروا إلى ما خلق الله} قرأ حمزة والكسائي بالتاء، جعلاه خطابًا لجميع الخلق، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله: «أن يخسف، أو يأتيهم، أو يأخذهم» «45، 46، 47» ثم قال: {أولم يروا} فجرى الكلام على سنن واحد في الغيبة، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {يتفيؤ} قرأه أبو عمرو بتاءين، على تأنيث لفظ الجمع، وهو «ظلال» وقرأ الباقون بياء وتاء، على تذكير معنى الجمع، أو على الحمل
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
على المعنى؛ لأن «الظلال» هو «الظل» سواء، ولأن تأنيث هذا الجمع غير حقيقي؛ إذ لا ذكر له من لفظه، وقد تقدم لهذا نظائر، وهو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/38]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ الله} [آية/ 48] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في العنكبوت {أَوَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ}.
وتابعهما –ياش- عن عاصم في العنكبوت.
والوجه أن المراد جميع الناس، والتقدير: أولم تروا أيها الناس إلى ما خلق الله، وهذا تنبيهٌ للكافة.
[الموضح: 737]
وقرأ الباقون {أَوَلَمْ يَرَوْا} بالياء في الموضعين، وكذلك –ص- عن عاصم.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله أيضًا إخبار عن الغائبين، وهو قوله تعالى {أَنْ يَخْسِفَ الله بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ}، فجرى على ما قبله). [الموضح: 738]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {تَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} [آية/ 48] بتاءين:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
وقرأ الباقون {يَتَفَيَّأُ} بالياء.
والوجه أنه يتفعل من الفيء، والفيء: ما رجع من الظل بعد أن نسخته الشمس؛ لأنه من فاء إذا رجع، يقال: فاء الظل، وفيأه الله فتفيأ هو، فتفيأ مطاوع فيأ.
والتذكير والتأنيث جميعًا جائزان في قوله {يَتَفَيَّأُ}.
أما التاء فيه فللتأنيث، والتأنيث لأجل أن فاعله جماعةٌ، والجماعةُ مؤنثةٌ.
وأما الياء فلتذكير الفعل، وتذكيره من أجل أنه متقدمٌ، وفاعله غير حقيقي التأنيث؛ لكونه جمعًا، وتأنيث الجمع غير حقيقي). [الموضح: 738]
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)}
قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين