جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ق قال اسم من أسماء القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج لا أعلمه إلا عن مجاهد في قوله ق قال جبل محيط بالأرض). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيد في قوله: {ق والقرآن المجيد} قال: الكريم). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 38] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عمران بن يزيد، حدّثنا ابن أبي الرّجال، عن يحيى بن سعيدٍ، عن عمرة، عن أمّ هشامٍ بنت حارثة بن النّعمان، قالت: " ما أخذت {ق والقرآن المجيد} [ق: 1] إلّا من وراء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان يصلّي بها الصّبح "
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا خالدٌ، عن شعبة، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت عمّي، يقول: " صلّيت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّبح، فقرأ في إحدى الرّكعتين {والنّخل باسقاتٍ} [ق: 10]، قال شعبة: فلقيته في السّوق في الزّحام، فقال: «ق»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/269-270]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ق والقرآن المجيد (1) بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ}.
اختلف أهل التّأويل في قوله: {ق}، فقال بعضهم: هو اسمٌ من أسماء اللّه تعالى أقسم به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن داود قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ق} و{ن} وأشباه هذا، فإنّه قسمٌ أقسمه اللّه، وهو اسمٌ من أسماء اللّه.
وقال آخرون: هو اسمٌ من أسماء القرآن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله {ق} قال: اسمٌ من أسماء القرآن.
وقال آخرون: معنى ذلك: قضي والله، كما قيل في {حم}: حمّ والله.
وقال آخرون: {ق} اسم الجبل المحيط بالأرض.
وقد تقدّم بياننا في تأويل حروف المعجم الّتي في أوائل سور القرآن بما فيه الكفاية عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {والقرآن المجيد} يقول: والقرآن الكريم.
- كما: حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، {ق والقرآن المجيد} قال: الكريم.
واختلف أهل العربيّة في موضع جواب هذا القسم، فقال بعض نحويّي البصرة {ق والقرآن المجيد} قسمٌ على قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم}.
وقال بعض نحويّي الكوفة: فيها المعنى الّذي أقسم به، وقال: ذكر أنّها قضي واللّه، وقال: يقال: إنّ قاف جبلٌ محيطٌ بالأرض، فإن يكن كذلك فكأنّه في موضع رفعٍ: أي هو قاف واللّه؛ قال: وكان ينبغي لرفعه أن يظهر لأنّه اسمٌ وليس بهجاءٍ؛ قال: ولعلّ القاف وحدها ذكرت من اسمه، كما قال الشّاعر:
قلت لها قفي لنا قالت قاف.
ذكرت القاف إرادة القاف من الوقف: أي إنّي واقفةٌ.
وهذا القول الثّاني عندنا أولى القولين بالصّواب، لأنّه لا يعرف في أجوبة الأيمان قد، وإنّما تجاب الأيمان إذا أجيبت بأحد الحروف الأربعة: اللاّم، و(إنّ)، و(ما)، و(لا)، أو يترك جوابها، فيكون ساقطًا). [جامع البيان: 21/400-401]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة ق اسمٌ من أسماء القرآن وعن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ قال جبلٌ محيطٌ بالأرض وقيل هي القاف من قوله قضي الأمر دلّت على بقيّة الكلمة كما قال الشّاعر
قلت لها قفي لنا قالت قاف). [فتح الباري: 8/593]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وعن ابن عبّاس: أنه اسم من أسماء الله تعالى أقسم الله به، وعن قتادة: اسم من أسماء القرآن، وعن القرطي: افتتاح اسم الله تعالى: قدير وقادر وقاهر وقريب وقاضي وقابض، وعن الشّعبيّ: فاتحة السّورة: وعن عكرمة والضّحّاك: هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء متّصلة عروقه بالصخرة الّتي عليها الأرض كهيئة القبّة وعليه كتف السّماء وخضرة السّماء منه. والعالم داخله ولا يعلم ما وراءه إلاّ الله تعالى، وما أصاب النّاس من زمرد ما سقط من ذلك الجبل، وهي رواية عن ابن عبّاس، وعن مقاتل: هو أول جبل خلق وبعده أبو قيس). [عمدة القاري: 19/184]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامريّ، ثنا أبو أسامة، عن صالح بن حيّان، عن عبد اللّه بن بريدة في قول اللّه عزّ وجلّ: {ق والقرآن المجيد} [ق: 1] قال: «جبلٌ من زمرّدٍ محيطٌ بالدّنيا عليه كنفا السّماء»). [المستدرك: 2/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 11
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {ق} قال: هو اسم من أسماء الله). [الدر المنثور: 13/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: خلق الله تعالى من وراء هذه الأرض بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له {ق} السماء الدنيا مترفرفة عليه ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سموات قال: وذلك قوله (والبحر يمده من بعده سبعة أبحر) (لقمان الآية 27) ). [الدر المنثور: 13/598-599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن بريدة في قوله {ق} قال: جبل من زمرد محيط بالدنيا عليه كتفا السماء). [الدر المنثور: 13/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال: خلق الله جبلا يقال له {ق} محيط بالعالم وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها فمن ثم تحرك القرية دون القرية). [الدر المنثور: 13/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال: {ق} جبل محيط بالأرض). [الدر المنثور: 13/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة {ق} اسم من أسماء القرآن). [الدر المنثور: 13/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {والقرآن المجيد} قال: الكريم). [الدر المنثور: 13/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: {والقرآن المجيد} ليس شيء أحسن منه ولا أفضل منه). [الدر المنثور: 13/600]
تفسير قوله تعالى: (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ما كذّبك يا محمّد مشركو قومك أن لا يكونوا عالمين بأنّك صادقٌ محقٌّ، ولكنّهم كذّبوك تعجّبًا من أن جاءهم منذرٌ ينذرهم عقاب اللّه منهم، يعني بشرًا منهم من بني آدم، ولم يأتهم ملكٌ برسالةٍ من عند اللّه.
وقوله: {فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ} يقول تعالى ذكره: فقال المكذّبون باللّه ورسوله من قريشٍ إذ جاءهم منذرٌ منهم {هذا شيءٌ عجيبٌ}: أي مجيء رجلٍ منّا من بني آدم برسالة اللّه إلينا شيءٌ عجيبٌ، هلاّ أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا). [جامع البيان: 21/402]
تفسير قوله تعالى: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({رجعٌ بعيدٌ} [ق: 3] : «ردٌّ»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله رجع بعيد ردٌّ هو قول أبي عبيدة بلفظه وأخرج بن المنذر من طريق بن جريجٍ قال أنكروا البعث فقالوا من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا). [فتح الباري: 8/593]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (رجعٌ بعيدٌ ردٌّ
أشار به إلى قوله تعالى: {أئذا متنا وكنّا ترابا ذلك رجع بعيد} (ق: 3) وفسّر قوله: (رجع بعيد) بقوله: (ردّ) أي: الرّد إلى الحياة بعيد فإنّهم ما كانوا يعترفون بالبعث، يقال: رجعته رجعا فرجع هو رجوعا. قال الله تعالى: {فإن رجعك الله} (التّوبة: 38) ). [عمدة القاري: 19/184]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({رجع بعيد}) [ق: 3] أي (رد) إلى الحياة الدنيا بعيد أي غير كائن أي يبعد أن نبعث بعد الموت). [إرشاد الساري: 7/352]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (ردّ) أي: هو في غاية البعد). [حاشية السندي على البخاري: 3/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ (3) قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتابٌ حفيظٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول القائل: لم يجر للبعث ذكرٌ، فيخبر عن هؤلاء القوم بكفرهم ما دعوا إليه من ذلك، فما وجه الخبر عنهم بإنكارهم ما لم يدعوا إليه، وجوابهم عمّا لم يسألوا عنه قيل: قد اختلف أهل العربيّة في ذلك، فنذكر ما قالوا في ذلك، ثمّ نتبعه البيان إن شاء اللّه تعالى، فقال في ذلك بعض نحويّي البصرة قال: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ}، لم يذكر أنّه راجعٌ، وذلك واللّه أعلم لأنّه كان على جوابٍ، كأنّه قيل لهم: إنّكم ترجعون، فقالوا: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ}.
وقال بعض نحويّي الكوفة قوله: {أئذا متنا وكنّا ترابًا} كلامٌ لم يظهر قبله ما يكون هذا جوابًا له، ولكن معناه مضمرٌ، إنّما كان واللّه أعلم: {ق والقرآن المجيد} لتبعثنّ بعد الموت، فقالوا: أئذا كنّا ترابًا بعثنا؟ جحدوا البعث، ثمّ قالوا: {ذلك رجعٌ بعيدٌ} جحدوه أصلاً، قوله: {بعيدٌ} كما تقول للرّجل يخطئ في المسألة، لقد ذهبت مذهبًا بعيدًا من الصّواب: أي أخطأت.
- والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّ في هذا الكلام متروكًا استغني بدلالة ما ذكر عليه من ذكره، وذلك أنّ اللّه دلّ بخبره عن تكذيب هؤلاء المشركين الّذين ابتدأ هذه السّورة بالخبر عن تكذيبهم رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ} على وعيده إيّاهم على تكذيبهم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، فكأنّه قال لهم: إذ قالوا منكرين رسالة اللّه رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم {هذا شيءٌ عجيبٌ} ستعلمون أيّها القوم إذا أنتم بعثتم يوم القيامة ما يكون حالكم في تكذيبكم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، وإنكاركم نبوّته، فقالوا مجيبين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم {أئذا متنا وكنّا ترابًا} نعلم ذلك، ونرى ما تعدنا على تكذيبك {ذلك رجعٌ بعيدٌ}: أي أنّ ذلك غير كائنٍ، ولسنا راجعين أحياءً بعد مماتنا، فاستغني بدلالة قوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم} فقال الكافرون {هذا شيءٌ عجيبٌ} من ذكر ما ذكرت من الخبر عن وعيدهم.
- وفيما حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ} قالوا: كيف يحيينا اللّه، وقد صرنا عظامًا ورفاتًا، وضللنا في الأرض، دلالةٌ على صحّة ما قلنا من أنّهم أنكروا البعث إذا توعّدوا به). [جامع البيان: 21/402-403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {ذلك رجع بعيد} قال: أنكروا البعث فقالوا: من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا). [الدر المنثور: 13/600]
تفسير قوله تعالى: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى قد علمنا ما تنقص الأرض منهم قال يعني الموت قال يقول من يموت منهم أو قال ما تأكل الأرض منهم إذا ماتوا). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن في قوله تعالى قد علمنا ما تنقص لأرض منهم قال من أبدانهم وعندنا بذلك كتاب حفيظ). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {ما تنقص الأرض} [ق: 4] : «من عظامهم»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ما تنقص الأرض منهم من عظامهم وصله الفريابيّ عن ورقاء عن بن أبي نجيحٍ بهذا وروى الطّبريّ من طريق العوفيّ عن بن عبّاسٍ قال ما تأكل الأرض من لحومهم وعظامهم وأشعارهم وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا وعن جعفر بن سليمان عن عوفٍ عن الحسن أي من أبدانهم تنبيهٌ زعم بن التّين أنّه وقع في البخاريّ بلفظ من أعظامهم ثمّ استشكله وقال الصّواب من عظامهم وفعلٌ بفتح الفاء وسكون العين لا يجمع على أفعالٍ إلّا نادرًا). [فتح الباري: 8/593]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ما تنقص الأرض من عظامهم تبصرة بصيرة حب الحصيد الحنطة باسقات الطوال أفعيينا أفاعيا علينا وقال قرينه الشّيطان الّذي قيض له فنقبوا ضربوا أو ألقى السّمع لا يحدث نفسه بغيره شهيد شاهد بالقلب حين أنشأكم وأنشأ خلقكم رقيب عتيد رصد سائق وشهيد الملكان كاتب وشهيد من لغوب النصب
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 4 ق {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال من عظامهم). [تغليق التعليق: 4/316] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: ما تنقص الأرض منهم من عظامهم
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {قد علمنا ما تنقض الأرض منهم} أي: من عظامهم، ذكره ابن المنذر عن عليّ بن المبارك عن زيد عن ابن ثور عن ابن جريج عن مجاهد، وادّعى ابن التّين أنه وقع من أعظامهم، وأن صوابه: من عظامهم، لأن فعلا بفتح الفاء وسكون العين لا يجمع على أفعال إلاّ خمسة أحرف: نوادر، وقيل: من أجسامهم). [عمدة القاري: 19/185]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال مجاهد): فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ({ما تنقص الأرض}) [ق: 4] أي ما تأكل (من عظامهم) لا يعزب عن علمه شيء تعالى). [إرشاد الساري: 7/352]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقول تعالى ذكره: قد علمنا ما تأكل الأرض من أجسامهم بعد مماتهم، وعندنا كتابٌ بما تأكل الأرض وتفني من أجسامهم، ولهم كتابٌ مكتوبٌ مع علمنا بذلك، حافظٌ لذلك كلّه، وسمّاه اللّه تعالى حفيظًا، لأنّه لا يدرس ما كتب فيه، ولا يتغيّر ولا يتبدّل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقول: ما تأكل الأرض من لحومهم وأبشارهم وعظامهم وأشعارهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ما تنقص الأرض منهم} قال: من عظامهم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقول: ما تأكل الأرض منهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: يعني الموت، يقول: من يموت منهم، أو قال: ما تأكل الأرض منهم إذا ماتوا.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول قال اللّه {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} يقول: ما أكلت الأرض منهم ونحن عالمون به، وهم عندي مع علمي فيهم في كتاب حفيظٍ). [جامع البيان: 21/404-405]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قد علمنا ما تنقص الأرض منهم يعني من عظامهم). [تفسير مجاهد: 2/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: من أجسادهم وما يذهب منها). [الدر المنثور: 13/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: ما تأكل الأرض من لحومهم وأشعارهم وعظامهم). [الدر المنثور: 13/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة في الآية قال: يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا). [الدر المنثور: 13/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {وعندنا كتاب حفيظ} قال: لعدتهم وأسمائهم). [الدر المنثور: 13/600]
تفسير قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر تلا قتادة في أمر مريج قال من ترك الحق مرج عليه رأيه والتبس عليه دينه). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {أمرٍ مريجٍ} قال: أمرٌ ملتبسٌ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 108]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل كذّبوا بالحقّ لمّا جاءهم فهم في أمرٍ مريجٍ (5) أفلم ينظروا إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها وما لها من فروجٍ}.
قال أبو جعفرٍ: يقول تعالى ذكره: ما أصاب هؤلاء المشركون القائلون {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ} في قيلهم هذا {بل كذّبوا بالحقّ}، وهو القرآن {لمّا جاءهم} من اللّه.
- كالّذي: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {بل كذّبوا بالحقّ لمّا جاءهم} أي كذّبوا بالقرآن.
{فهم في أمرٍ مريجٍ} يقول: فهم في أمرٍ مختلطٍ عليهم ملتبسٍ، لا يعرفون حقّه من باطله من قولهم: قد مرج أمر النّاس إذا اختلط وأهمل.
وقد اختلفت عبارات أهل التّأويل في تأويلها، وإن كانت متقاربات المعاني، فقال بعضهم: معناها: فهم في أمرٍ منكرٍ؛ وقال: المريج: هو الشّيء المنكر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن خالد بن خداشٍ قال: ثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيبٍ الآسديّ، عن أبي جمرة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه سئل عن قوله: {أمرٍ مريجٍ} قال: المريج: الشّيء المنكر؛ أما سمعت قول الشّاعر:
فجالت والتمست به حشاها فخرّ كأنّه خوطٌ مريجٌ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: في أمرٍ مختلفٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {في أمرٍ مريجٍ} يقول مختلفٍ.
وقال آخرون: بل معناه: في أمر ضلالةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فهم في أمرٍ مريجٍ} قال: هم في أمر ضلالةٍ.
وقال آخرون: بل معناه: في أمرٍ ملتبسٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {فهم في أمرٍ مريجٍ} قال: ملتبسٍ.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أمرٍ مريجٍ} قال: ملتبسٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فهم في أمرٍ مريجٍ} ملتبسٍ عليهم أمره.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ قال: تلا قتادة هذه الآية: {فهم في أمرٍ مريجٍ}، قال: من ترك الحقّ مرج عليه رأيه والتبس عليه دينه.
وقال آخرون: بل هو المختلط.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {في أمرٍ مريجٍ} قال: المريج: المختلط.
وإنّما قلت: هذه العبارات وإن اختلفت ألفاظها فهي في المعنى متقارباتٌ، لأنّ الشّيء المختلفٌ ملتبسٌ، معناه مشكلٌ وإذا كان كذلك كان منكرًا، لأنّ المعروف واضحٌ بيّنٌ، وإذا كان غير معروفٍ كان لا شكّ ضلالةً، لأنّ الهدى بيّنٌ لا لبس فيه). [جامع البيان: 21/405-408]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أمر مريج يعني في أمر متلبس). [تفسير مجاهد: 2/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {في أمر مريج} يقول: مختلف). [الدر المنثور: 13/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من طريق أبي جمرة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله {في أمر مريج} يقول: الشيء المريج الشيء المنكر المتغير أما سمعت قول الشاعر:
فجالت والتمست به حشاها * فخر كأنه خوط مريج). [الدر المنثور: 13/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {في أمر مريج} يقول: في أمر ضلالة). [الدر المنثور: 13/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والخطيب في تالي التلخيص والطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {في أمر مريج} قال: مختلط، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
فراغت فانتفذت به حشاها * فخر كأنه خوط مريج). [الدر المنثور: 13/601-602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {في أمر مريج} قال: ملتبس وفي قوله {وما لها من فروج} قال: شقوق). [الدر المنثور: 13/602]