جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الحسن، في قوله تعالى: {والعصر} قال: هو العشي). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 394]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر، وقال قتادة: ساعة من ساعات النهار). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 394]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا عبد العزيز بن أبي رواد قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: في قوله تعالى: {والعصر} قال: قسم أقسم به ربنا تبارك وتعالى:{إن الإنسان لفي خسر} قال الناس كلهم ثم استثنى فقال: {إلا الذين آمنوا} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وعملوا الصالحات} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وتواصوا بالحق} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وتواصوا بالصبر} شروطا يشترط عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 394]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال يحيى: العصر: الدّهر، أقسم به). [صحيح البخاري: 6 / 177]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (العَصْرُ اليَوْمُ واللَّيْلَةُ، قَالَ الشاعِرُ:
وَلَنْ يَلْبَثَ الْعَصْرُ أَنَّ يَوْمًا وَلَيْلَةً.......إِذَا طَلَبَا أَنْ يُدْرِكَا مَا تَيَمَّمَا
قَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ: قَالَ الحَسَنُ: العَصْرُ العَشِيُّ. وقَالَ قَتَادَةُ: سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ). [فتح الباري: 8 / 729]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ يَحْيَى: العَصْرُ الدَّهْرُ أَقْسَمَ بِهِ) سَقَطَ يَحْيَى لأبِي ذَرٍّ وهُو يَحْيَى بنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ، فهذا كلامُهُ في مَعَانِي القُرْآنِ). [فتح الباري: 8 / 729]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (تَنْبِيهٌ:
لم أَرَ في تَفْسِيرِ هذه السورةِ حَدِيثًا مَرْفُوعًا صَحِيحًا، لَكِنْ ذَكَرَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ فيها حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ: مَنْ فَاتَتْهُ صَلاةُ العَصْرِ، وقد تَقَدَّمَ في صِفَةِ الصلاةِ مَشْرُوحًا). [فتح الباري: 8 / 729]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال يحيى العصر الدّهر أقسم به
يحيى بن زياد هذا هو الفراء هذا لفظه
وسيأتي الإسناد إلى كتابه في معاني القرآن في أوائل كتاب التّوحيد إن شاء الله). [تغليق التعليق: 4 / 376]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ يَحْيَى: الدَّهْرُ، أَقْسَمَ بِهِ).
يَحْيَى هُوَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الْفَرَّاءُ أَيْ: قَالَ يَحْيَى فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالْعَصْرِ} أَيِ: الدَّهْرِ، أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ. وَلَفْظُ يَحْيَى لَمْ يُذْكَرْ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ، وَعَنِ الْحَسَنِ: الْعَصْرُ: الْعَشِيُّ، وَعَنْ قَتَادَةَ: سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ، وَعَنِ ابْنِ كَيْسَانَ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَعَنْ مُقَاتِلٍ: صَلاَةُ الْعَصْرِ هِيَ الْوُسْطَى). [عمدة القاري: 19 / 313]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قَالَ يَحْيَى) بْنُ زِيَادٍ الْفَرَّاءُ: الْعَصْرُ هُوَ (الدَّهْرُ أَقْسَمَ بِهِ) تَعَالَى أي بِالدَّهْرِ لاشْتِمَالِهِ على الأعاجيبِ والْعِبَرِ، وقِيلَ: التَّقْدِيرُ: وَرَبِّ الْعَصْرِ. وَثَبَتَتِ الْبَسْمَلَةُ لأَبِي ذَرٍّ كَالْعَصْرِ الثَّانِي، وَسَقَطَ له: وَقَالَ يَحْيَى). [إرشاد الساري: 7 / 433]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اختلفَ أهلُ التأويلِ فِي تأويلِ قولِهِ: {وَالْعَصْرِ} فقالَ بعضُهم: هو قسَمٌ أقسَمَ ربُّنا تعالَى ذِكْرُهُ بالدهرِ، فقالَ: العصرُ: هو الدَّهرُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عليٌّ قالَ: ثنا أبو صالحٍ قالَ: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: العصرُ: ساعةٌ من ساعاتِ النهارِ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسنِ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: هو العشيُّ.
والصوابُ من القولِ فِي ذلك: أنْ يُقالَ: إنَّ ربَّنا أقسمَ بالعصرِ {وَالْعَصْرِ} اسمٌ للدهرِ، وهو العشيُّ والليلُ والنهارُ، ولم يُخصِّصْ ممَّا شمِلَهُ هذا الاسمُ معنًى دونَ معنًى، فكلُّ ما لزِمَهُ هذا الاسمُ فداخلٌ فيما أقْسَمَ بهِ جلَّ ثناؤُه.
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مرٍّ، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، أنّه " قرأ: والعصر ونوائب الدّهر إنّ الإنسان لفي خسرٍ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ وَأبُو عُبَيْدٍ في فَضائِلِهِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابن المُنْذِرِ, وابنُ الأنباريِّ في المصاحِفِ, والحاكِمُ, عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ, أنه كانَ يَقْرَأُ: (وَالْعَصْرِ وَنَوَائِبِ الدَّهْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ وَإِنَّهُ َ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ) ). [الدر المنثور: 15 / 641-642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: الدَّهْرِ). [الدر المنثور: 15 / 643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عَنْ زَيدٍ بنِ أَسلمَ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: وهُوَ في كَلامِ العرَبِ: الدَّهْرُِ). [الدر المنثور: 15 / 643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جريرٍ عنِ ابنِ عبَّاسٍ في قَولِهِ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: ساعةٌ مِن ساعاتِ النهارِ). [الدر المنثور: 15 / 643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: هو ما قَبْلَ مَغِيبِ الشمسِ مِن العَشِيِّ). [الدر المنثور: 15 / 643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حاتِمٍ, عن الحسنِ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: العَشِيِّ). [الدر المنثور: 15 / 643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حاتمٍ, عن قَتَادَةَ في قَوْلِه: {وَالْعَصْرِ} قالَ: ساعةٌ مِن ساعاتِ النهارِ، وفي قَوْلِه: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} قالَ: كتابُ اللهِ, {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} قالَ: طاعةُ اللهِ). [الدر المنثور: 15 / 643-644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حاتمٍ, عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظِيِّ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: قَسَمٌ أقْسَمَ به ربُّنا تَبَاركَ وتعالى). [الدر المنثور: 15 / 644] (م)
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: في قوله تعالى: {والعصر} قال: قسم أقسم به ربنا تبارك وتعالى: {إن الإنسان لفي خسر} قال الناس كلهم ثم استثنى فقال: {إلا الذين آمنوا }ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وعملوا الصالحات} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وتواصوا بالحق} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وتواصوا بالصبر} شروطا يشترط عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 394] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} يقولُ: إنَّ ابنَ آدمَ لفي هلكةٍ ونقصانٍ. وكانَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ يقرأُ ذلك: {إنَّ الإنسانَ لفي خسرٍ}، وإنهُ فيهِ إلى آخرِ الدهرِ.
- حدَّثني ابنُ عبدِ الأعلَى بنِ واصلٍ قالَ: ثنا أبو نعيمٍ الفضلُ بنُ دُكَيْنٍ قالَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن عمرٍو ذي مرٍّ قالَ: سمِعْتُ عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ يقرأُ هذا الحرفَ: (والعصرِ ونوائبِ الدهرِ، إنَّ الإنسانَ لفي خسرٍ، وإنَّه فيهِ إلى آخرِ الدَّهرِ).
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} ففي بعضِ القراءاتِ: (وإنَّهُ فيهِ إلى آخرِ الدهرِ).
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن أبي إسحاقَ، عن عمرٍو ذي مرٍّ، أنَّ عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ قرأَها: (والعصرِ ونوائبِ الدهرِ إنَّ الإنسانَ لفي خسرٍ).
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} إلا مَن آمنَ). [جامع البيان: 24 / 612-613]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو داود الواسطي، عن أبي علي، عن كعب {إن الإنسان لفي خسر} قال: يعني آدم وبنيه). [تفسير مجاهد: 2/ 780]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {خُسْرٍ} ضَلاَلٍ ثُمَّ اسْتَثْنَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ).
لَمْ يَثْبُتْ هَذَا إِلاَّ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ أَيْ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: ضَلاَلٍ، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: خُسْرَانٍ وَنُقْصَانٍ، وَعَنِ الأَخْفَشِ: هَلَكَةٍ، وَعَنِ الْفَرَّاءِ: عُقُوبَةٍ). [عمدة القاري: 19 / 313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن إسماعيلَ بنِ عبدِ الملكِ, قالَ: سَمِعْتُ سعيدَ بنَ جُبَيْرٍ يَقْرَأُ قراءةَ ابنِ مسعودٍ: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ وَإِنَّهُ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ). [الدر المنثور: 15 / 642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن إبراهيمَ, قالَ: قِرَاءَتُنَا: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ وَإِنَّهُ لَفِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ). قال: هي مثل التي في (التين والزيتون): {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ). [الدر المنثور: 15 / 642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أَبي دَاودَ في المصَاحفِ عَن ميمونٍ بنِ مِهرانَ، أنَّهُ قَرَأَ {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ وَإِنَّهُ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتواصَوْا بِالحقِ وَتَوَاصَوا بِالصَّبْرِ} ذَكَرَ أنها في قراءةِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍِ). [الدر المنثور: 15 / 642-643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن حَوْشَبٍ, قالَ: أرْسَلَ بِشْرُ بنُ مَرْوَانَ إلى عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مسعودٍ, فقالَ: كيفَ كانَ ابنُ مسعودٍ يَقْرَأُ: {وَالْعَصْرِ}؟ فقالَ: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} وَهُوَ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ) فقالَ له بِشْرٌ: هو يَكْفُرُ بِهِ. فقالَ عبدُ اللهِ: لكنِّي أُومِنُ به). [الدر المنثور: 15 / 643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن مُجَاهِدٍ {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}. يَعْنِي ضَلالَك، {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ إلا مَنْ آمَنَ). [الدر المنثور: 15 / 644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حاتمٍ, عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظِيِّ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: قَسَمٌ أقْسَمَ به ربُّنا تَبَاركَ وتعالى, {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} قالَ: الناسُ كلُّهم). [الدر المنثور: 15 / 644] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِه: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}: يعني أبا جهلِ بنَ هِشامٍ). [الدر المنثور: 15 / 644] (م)
تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الحسن، في قوله تعالى: {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} قال الحق كتاب الله والصبر طاعة الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 394]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: في قوله تعالى: {والعصر} قال قسم أقسم به ربنا تبارك وتعالى {إن الإنسان لفي خسر} قال الناس كلهم ثم استثنى فقال {إلا الذين آمنوا} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وعملوا الصالحات} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وتواصوا بالحق} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال: {وتواصوا بالصبر} شروطا يشترط عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 394] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} يقولُ: إلا الذينَ صدَّقُوا اللَّهَ ووحَّدُوهُ، وأقرُّوا لهُ بالطاعةِ، وعملُوا الصالحاتِ، وأدَّوْا ما لزِمَهم من فرائضِهِ، واجتنبُوا ما نهاهُم عنهُ من معاصيهِ، واستثنى الذينَ آمنُوا من الإنسانِ؛ لأنَّ الإنسانَ بمعنى الجمعِ، لا بمعنى الواحدِ.
وقولُهُ: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} يقولُ: وأوصَى بعضُهم بعضاً بلزومِ العملِ بما أنزلَ اللَّهُ فِي كتابِهِ، من أمرِهِ، واجتنابِ ما نهَى عنهُ فيهِ. وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} والحقُّ: كتابُ اللَّهِ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسنِ: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} قالَ: الحقُّ كتابُ اللَّهِ.
- حدَّثني عمرانُ بنُ بكَّارٍ الكُلاعيُّ قالَ: ثنا خطَّابُ بنُ عثمانَ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ سنانٍ أبو رَوْحٍ السكونيُّ، حمصيٌّ لقِيتُهُ بإرْمِينيةَ، قالَ: سمِعْتُ الحسنَ يقولُ فِي {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} قالَ: الحقُّ: كتابُ اللَّهِ.
وقولُهُ: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} يقولُ: وأوصَى بعضُهم بعضاً بالصبرِ على العملِ بطاعةِ اللَّهِ.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} قالَ: الصبرُ: طاعةُ اللَّهِ.
- حدَّثني عمرانُ بنُ بكَّارٍ الكُلاعيُّ قالَ: ثنا خطَّابُ بنُ عثمانَ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ سنانٍ أبو روحٍ قالَ: سمِعْتُ الحسنَ يقولُ فِي قولِهِ: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} قالَ: الصبرُ: طاعةُ اللَّهِ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسنِ: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} قالَ: الصبرُ: طاعةُ اللَّهِ). [جامع البيان: 24 / 613-615]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد لفي خسر يعني لفي ضلال ثم استثنى فقال إلا من آمن). [تفسير مجاهد: 2/ 780]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو داود الواسطي، عن أبي علي، عن كعب {وتواصوا بالحق} قال: الحق هو الله عز وجل والإيمان به {وتواصوا بالصبر} قال: الصبر على فرائض الله وحكمه). [تفسير مجاهد: 2/ 780]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: خُسْرٌ: ضَلالٌ ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقَالَ: {إلا مَنْ آمَنَ} ثَبَتَ هَذَا هنا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، ولَمْ أَرَهُ في شَيْءٍ مِنَ التَّفَاسِيرِ المُسْنَدَةِ إلا هكذا عَنْ مُجَاهِدٍ: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} قَالَ: {إِلاَّ مَنْ آمَنَ}. [فتح الباري: 8 / 729]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: (ثُمَّ اسْتَثْنَى) أَيْ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا فِي خُسْرٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ). [عمدة القاري: 19 / 313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حاتمٍ, عن قَتَادَةَ في قَوْلِه: {وَالْعَصْرِ} قالَ: ساعةٌ مِن ساعاتِ النهارِ، وفي قَوْلِه: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} قالَ: كتابُ اللهِ, {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} قالَ: طاعةُ اللهِ). [الدر المنثور: 15 / 643-644] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن مُجَاهِدٍ {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}. يَعْنِي ضَلالَك، {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ {إلا مَنْ آمَنَ}. [الدر المنثور: 15 / 644] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حاتمٍ, عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظِيِّ: {وَالْعَصْرِ} قالَ: قَسَمٌ أقْسَمَ به ربُّنا تَبَاركَ وتعالى, {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} قالَ: الناسُ كلُّهم، ثُمَّ اسْتَثْنَى فقالَ: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا}, ثم لم يَدَعْهُم وذاكَ حتى قالَ: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}, ثُم لم يَدَعْهُم وذاكَ حتى قالَ: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}, ثم لم يَدَعْهُمْ وذاكَ حتى قالَ: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}؛شُروطًا يَشْتَرِطُ عليهم). [الدر المنثور: 15 / 644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِه: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}: يعني أبا جهلِ بنَ هِشامٍ, {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ذَكَرَ عَلِيًّا وسَلْمَانَ). [الدر المنثور: 15 / 644]