العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (15) إلى الآية (18) ]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسهل الثانية كالياء وأبدلها واوا مكسورة من "الفقراء" إلى نافع وابن كثير
[إتحاف فضلاء البشر: 2/392]
وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، ونظيره "العلماء إن" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله}
{الفقرآء إلى} [15] إبدال الثانية واوًا، وتسهيلها بين بين للحرمين والبصري، وتحقيقها للباقين ظاهر). [غيث النفع: 1024]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)}
{الْفُقَرَاءُ إِلَى}
- هنا همزتان من كلمتين، الأولى: مضمومة والثانية مكسورة، وفيهما القراءات الآتية:
1- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
2- وقرأ هؤلاء القراء أيضًا بإبدال الهمزة واوًا مكسورة (الفقراء ولى).
3- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين (الفقراء إلى).
- وإذا وقف حمزة وهشام على (الفقراء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
- ولهما أيضًا تسهيلها مع الروم والمد والقصر.
هذا هو المشهور المنقول عن المتقدمين.
وقال أبو جعفر النحاس: (بتخفيف الهمزة الثانية أجود الوجوه عند الخليل رحمه الله، ويجوز تخفيف الأولى، وحذفها، وتخفيفهما جميعًا، وتحقيقهما جميعًا).
{وَاللَّهُ هُوَ}
- قرأ بإدغام الهاء في الهاء أبو جعفر ويعقوب). [معجم القراءات: 7/423]

قوله تعالى: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "إن يشأ" ألفا الأصبهاني وأبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن يشأ} [16] لا يبدله السوسي). [غيث النفع: 1024]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16)}
{إِنْ يَشَأْ}
- قرأ الأصبهاني وأبو جعفر وورش بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين.
- وقرأ حمزة بإبدال الهمزة ألفًا في الوقف.
{وَيَأْتِ}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني ( يأت) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز (يأت) ). [معجم القراءات: 7/424]

قوله تعالى: {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17)}
قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تزكى" و"يتزكى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وزر} [18] المأخوذ به عند من قرأ بما في التيسير ونظمه الترقيق، وهو القياس، وقال بعض أهل الأداء كمكي بتفخيمه، وبه قرأ الداني على أبي الفتح). [غيث النفع: 1024]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}
{وَلَا تَزِرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ}
- ترقيق الراء فيهما عن الأزرق وورش.
{وَازِرَةٌ}
- وقرأ الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{أُخْرَى}
- قرأ الإمالة فيه عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بخلاف عنه.
- والتقليل فيه للأزرق وورش.
[معجم القراءات: 7/424]
- والباقون على الفتح.
{لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ}
- قرأ الجمهور (لا يحمل منه شيءٌ)، الفعل: يحمل، بالياء، وهو مبني للمفعول، و(شيء) قائم مقام فاعله.
- وقرأ أبو السمال وطلحة وإبراهيم بن زادان عن الكسائي (لا تحمل منه شيئًا).
الفعل تحمل: بالتاء المفتوحة مبنيًّا للفاعل، فقد أسند الفعل إلى ضمير النفس المحذوفة التي جعلتها مفعولة لـ(تدع)، أي لا تحمل تلك النفس المدعوة.
وشيئًا: مفعول به للفعل (لا تحمل).
{وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}
- قراءة الجمهور (ولو كان ذا قربى) أي ولو كان المدعو ذا قربى، وكان: ناقصة، وذا قربى: خبرها.
- وقرئ (ولو كان ذو قربى) على جعل (كان) تامة، وذو قربى: فاعله، أو أنها ناقصة وذو: اسمها، والخبر محذوف، أي: ولو كان ذو قربى مدعوًّا، وعند الزمخشري نظم الكلام أحسن ملاءمة للناقصة.
{قربى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 7/425]
{تُنْذِرُ}
- قرأ بترقيق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{الصَّلَاةَ}
- غلّظ اللام والأزرق وورش.
{وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى}
- قرأ الجمهور (ومن تزكى فإنما يتزكى) الأول: ماضٍ، والثاني: مضارع.
- وقرأ العباس عن أبي عمرو (ومن يزكى فإنما يزكى) بالياء فيهما، وشد الزاي في الفعلين، وهي قراءة طلحة في الثاني.
- وقرأ ابن مسعود وطلحة (ومن ازكى) بإدغام التاء في الزاي، واجتلاب همزة الوصل في الابتداء، وذكرها الصفراوي قراءة لأبي عمرو من طريق الأهوازي.
ومن هذا يتضح لك أن قراءة ابن مسعود (ومن ازكى فإنما يتزكى).
- وقراءة طلحة (ومن ازكى فإنما يزكى).
وجعل الشوكاني قراءة ابن مسعود كقراءة طلحة هنا.
{وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى}
- قرأ بإمالة الفعلين حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
[معجم القراءات: 7/426]
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{الْمَصِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 7/427]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (19) إلى الآية (26) ]

{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)}


قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19)}
{الْأَعْمَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{الْبَصِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 7/427]

قوله تعالى: {وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20)}
قوله تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21)}
قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِمُسْمِعٍ مَنْ) مضاف الحسن، الباقون منون وهو الاختيار، يعني: به المستقبل (لَا تَحْمِلْ) بالتاء وفتحها وكسر الميم السمان عن طَلْحَة، وإبراهيم بن باذان عن الكسائي، الباقون على ما لم يسم فاعله بالياء وضم الياء وفتح الميم، وهو الاختيار اتباعًا للأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 624]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)}
{وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ}
- قراءة الجماعة (وما يستوي).
- وقرأ زادان عن الكسائي (وما تستوي).
وإذا كان الفاعل جمع تكسير جاز تأنيث الفعل معه والتذكير.
{يَشَاءُ}
- انظر الوقف على الهمز في الآية/ 213 من سورة البقرة.
{وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ}
- قراءة الجمهور (وما أنت بمسمعٍ من) بالتنوين.
- وقرأ الأشهب والحسن وعيسى والثقفي وعمرو بن ميمون وعلي
[معجم القراءات: 7/427]
رضي الله عنه وأبو عبد الرحمن السلمي والجحدري وخالد وعدي كلاهما عن أبي عمرو (وما أنت بمسمع من) بحذف التنوين على الإضافة). [معجم القراءات: 7/428]

قوله تعالى: {إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23)}
{نَذِيرٌ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 7/428]

قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)}
{بَشِيرًا وَنَذِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{نَذِيرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 7/428]

قوله تعالى: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رسلهم" بسكون السين "أبو عمرو" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلهم} [25] تسكين سينه للبصري، وضمه للباقين جلي). [غيث النفع: 1024]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)}
{جَاءَتْهُمْ}
- سبقت فيه الإمالة في (جاء)، وكذا الوقف على الهمز مرارًا.
وانظر الآية/ 87 من سورة البقرة، و/ 61 من آل عمران.
{رُسُلُهُمْ}
قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلهم) بإسكان السين تخفيفًا.
- وقرأ الجماعة (رسلهم) بضم السين مثقلًا). [معجم القراءات: 7/428]

قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأظهر ذال "أخذت" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء في "نكير" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نكير} واضح). [غيث النفع: 1024]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)}
{أَخَذْتُ}
- قرأ بإظهار الذال ابن كثير وحفص، واختلف عن رويس، فروى الجمهور عن النخاس عنه الإظهار.
- وروى أبو الطيب وابن مقسم عنه الإدغام، وهي قراءة الباقين.
{كَانَ نَكِيرِ}
- إدغام النون في النون عن أبي عمرو ويعقوب.
{نَكِيرِ}
- قرأ (نكيري) بإثبات الياء في الوصل ورش عن نافع وشيبة.
- وأثبتها يعقوب سلام في الحالين: الوقف والوصل.
- وحذفها الباقون في الحالين.
وسبق هذا في سورة الحج الآية/ 44، وكذا في الآية/ 45 من سورة سبأ في هذا الجزء.
- وقرأ عباس وابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو من طريق الأهوازي (نكير) بحذف الياء في الحالين وإسكان الراء). [معجم القراءات: 7/429]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (27) إلى الآية (28) ]

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)}
{مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا}
- قرأ الجمهور (مختلفًا ألوانها)، على حد: اختلف ألوانها.
- وقرآ زيد بن علي (مختلفةً ألوانها) على حد: (اختلفت ألوانها) بالتاء.
[معجم القراءات: 7/429]
{جُدَدٌ بِيضٌ}
- قراءة الجمهور (جددٌ) بضم الجيم وفتح الدال جمع جدة، وهي الطريقة من جد إذا قطعه.
وعن الزهري ثلاث قراءات:
1- الأولى كقراءة الجمهور (جدد) بضم ففتح.
2- والثانية بضمتين (جددٌ) جمع جديدة، كسفينة وسفن.
3- الثالثة: (جددٌ) بفتح الجيم والدال. وقال العكبري: (يقال: هذا طريق جدد، أي مستقيم السلوك).
وقد رد أبو حاتم هذه القراءة من حيث النقل والمعنى، وصححها غيره، وقال: الجدد الطريق الواضح البين إلا أنه وضع المفرد موضع الجمع؛ إذ المراد الطرائق والخطوط، ولذا وصف بالجمع). [معجم القراءات: 7/430]

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) نصب أبي حنيفة، الباقون بخلافه، وهو الاختيار؛ لأن الخشية من العبد تصح، وساق تاء الخبر أن القزاز عن أَبِي عَمْرٍو وهبة عن رُوَيْس في قول الرَّازِيّ، الباقون (سَابِقٌ) بالألف قبل الباء، وهو الاختيار اتباعًا للمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 624] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "العلمؤا" على رسمه بواو باثني وجها مر بيانها أول الأنعام في أنبوا ما كانوا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {العلمآؤا ان} [28] مثل {الفقرآء إلى} والوقف على {العلمآؤا} تام كما قاله الدان وأبو حاتم وغيرهما.
وهو مرسوم بالواو للأكثرين، وحكى بعضهم الاتفاق عليه، فلو وقف عليه ففيه لحمزة وهشام اثنا عشر وجهًا: البدل كما في {يشآء} [1] مع المد والتوسط والقصر، والتسهيل مع المد والقصر، وإبدال الهمزة الساكنة واوًا ساكنة على وجه اتباع الرسم مع الثلاثة، وروم حركة الواو مع القصر، وإشمام حركته مع الثلاثة.
وكل ما ماثله كذلك، والله أعلم). [غيث النفع: 1024]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}
{وَمِنَ النَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/ 8 و94 و96 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 7/430]
{وَالدَّوَابِّ}
- قرأ الجمهور (الدواب) مشدد الباء.
- وقرأ الزهري (الدواب) بتخفيف الباء، كراهية التضعيف؛ إذ فيه التقاء الساكنين؛ الألف والباء الأولى من المضعف.
{وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ}
- قراءة الجماعة (مختلفٌ ألوانه).
- وقرأ ابن السميفع (مختلفٌ ألوانها).
{يَخْشَى}
- قرأ الإمالة في الوقف لحمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
- قراءة الجمهور (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، بنصب لفظ الجلالة، ورفع (العلماء).
- وقرأ عمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة وأبو حيوة (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
[معجم القراءات: 7/431]
الله: فاعل (يخشى). والعلماء: مفعول به.
قال الزمخشري: (فإن قلت ما وجه قراءة من قرأ؟ قلت: الخشية في هذه القراءة استعارة، والمعنى: إنما يجلهم ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الرجال بين الناس من بين جميع عباده).
وذكر القرطبي هذه القراءة، ثم نقل نص الزمخشري فيها، وذكرها أيضًا العكبري وقال: على معنى: إنما يعظم الله من عباده العلماء)، وفعل مثل هذا الرازي.
وشك في هذه القراءة عالمان:
أولهما: أبو حيان صاحب البحر، قال: (ولعل ذلك لا يصح عنهما) أي عن عمر بن عبد العزيز وعن أبي حنيفة، ثم ذكر أن أبا القاسم يوسف بن جبارة الهذلي ذكر هذه القراءة في كتابه (الكامل) ونسبها إلى أبي حيوة، وأبو حيان مع شكه في صحة هذه القراءة لم يقدم دليلًا على بطلانها لا من حيث النقل، ولا من حيث المعنى.
والثاني: هو ابن الجزري صاحب كتاب (النشر في القراءات العشر)، فقد ذكر خلال حديثه عن القراءة الشاذة أن منها: (القراءة المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة، رحمه الله، التي جمعها أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ونقلها عنه أبو القاسم الهذلي وغيره، فإنها لا أصل لها.
قال أبو العلاء الواسطي: إن الخزاعي وضع كتابًا في الحروف نسبه إلى أبي حنيفة، فأخذت خط الدارقطني وجماعة أن الكتاب موضوع، لا أصل له، قلت والقول للجزري- وقد رويت الكتاب المذكور، ومنه: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) برفع
[معجم القراءات: 7/432]
الهاء ونصب الهمزة، وقد راح ذلك على أكثر المفسرين، ونسبها إليه، وتكلف توجيهها، وإن أبا حنيفة لبريء منها) انتهى كلام ابن الجزري.
وهو نص جيد في المسألة، ولكنه ليس بالقول الفصل، والسبب في ذلك أنه نفى هذه القراءة، عن أبي حنيفة، ولم يذكرها لأبي عمرو وأبي وحيوة، ومن ثم لم ينفها عنهما.
ومن هنا فإنا لا نستطيع أن نرد هذه القراءة لوجود قارئين لم يطعن أحد بقراءتهما، وهي قراءة مقبولة غير خارجة عن قياس أمثالها مما شذ عن قراءة الجماعة، ويبقى التخريج الذي ذكره الزمخشري وغيره هو البيان الذي يناسب الذات الإلهية في نفي الخشية والخوف عنه، وإخراج ذلك مخرج التعظيم والإجلال لأولي العلم في الحياة الدنيا، فتأمل هذا
وقال السمين: (وهذه القراءة شبيهة بقراءة (وإذا ابتلى إبراهيم ربه) برفع إبراهيم ونصب (ربه).
{الْعُلَمَاءُ}
- صورة كتابة هذه الكلمة (العلمؤا) بالواو والألف قبلها تحذف اختصارًا، وتلحق بعد الواو ألف تشبيهًا بواو (يدعوا).
- ويوقف لحمزة وهشام بخلاف عنه باثني عشر وجهًا:
أ- خمسة على القياس:
وهي إبدالها ألفًا مع المد والقصر والتوسط.
والتسهيل بين بين مع المد والقصر.
ب- وسبعة على إبدال الهمزة واوًا على الرسم، وهي:
[معجم القراءات: 7/433]
المد والتوسط، والقصر مع سكون الواو، ومع إشمامها، وروم حركتها مع القصر.
وسبق مثل هذا في الآية/ 5 من سورة الأنعام.
{الْعُلَمَاءُ إِنَّ}
- هما همزتان من كلمتين مختلفتا الحركة: الأولى مضمومة والثانية مكسورة، وفيهما قراءات ذكرتها مفصلة في الآية/ 15 من هذه السورة في قوله تعالى: (أنتم الفقراء إلى الله) فارجع إلى هذه الآية، وانظر ما فيها، وقد أحال صاحب الإتحاف وغيره على الآية السابقة.
{عَزِيزٌ غَفُورٌ}
- قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الغين). [معجم القراءات: 7/434]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (29) إلى الآية (35) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم خلاف الأزرق في ترقيق راء "سرا" كمستقرا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)}
{الصَّلَاةَ}
- غلظ اللام الأزرق وورش.
{سِرًّا}
- رقق الراء الأزرق وورش). [معجم القراءات: 7/434]

قوله تعالى: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)}
{يَدَيْهِ}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بياء (يديهي).
- وقرأ الباقين بهاء مكسورة (يديه).
{لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ}
- قرأ بترقيق الراء فيهما الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 7/434]

قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) نصب أبي حنيفة، الباقون بخلافه، وهو الاختيار؛ لأن الخشية من العبد تصح، وساق تاء الخبر أن القزاز عن أَبِي عَمْرٍو وهبة عن رُوَيْس في قول الرَّازِيّ، الباقون (سَابِقٌ) بالألف قبل الباء، وهو الاختيار اتباعًا للمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 624] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)}
{سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
- قراءة الجمهور (سابقٌ بالخيرات) اسم فاعل.
- وقرأ أبو عمران الجوني وعمر بن أبي شجاع وأبو المتوكل وابن السميفع وأبو عمرو ويعقوب في رواية رويس والجحدري والقزاز عن أبي عمرو (سباقٌ بالخيرات) مبالغة من سابق.
{الْكَبِيرُ}
- ترقيق الراء وتفخيمها عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 7/435]

قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {جنَّات عدن يدْخلُونَهَا} 33
قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {يدْخلُونَهَا} بِرَفْع الْيَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يدْخلُونَهَا}
وروى عَبَّاس عَن مطرف الشقري عَن مَعْرُوف بن مشكان عَن ابْن كثير {يدْخلُونَهَا} مثل أَبي عَمْرو
وقرأت على قنبل {يدْخلُونَهَا} بِفَتْح الْيَاء). [السبعة في القراءات: 534]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {يحلونَ فِيهَا من أساور من ذهب ولؤلؤا} 33
قَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {ولؤلؤا} نصبا وَكَانَ عَاصِم في رِوَايَة يحيى عَن أَبي بكر يهمز الْوَاو الثَّانِيَة وَلَا يهمز الأولى
والمعلى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم يهمز الأولى وَلَا يهمز الثَّانِيَة ضد رِوَايَة يحيى عَن أَبي بكر وَحَفْص عَن عَاصِم {ولؤلؤا} يهمزهما
والمفضل عَن عَاصِم (ولؤلؤ) خفضا ويهمزهما
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (ولؤلؤ) خفضا ويهمزونهما). [السبعة في القراءات: 534 - 535]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و(يدخلونها) بضم الياء، أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: ٣71]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يدخلونها) [33]: بضم الياء وفتح الخاء العمري، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/920]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {يدخلونها} (33): بضم الياء، وفتح الخاء.
والباقون: بفتح الياء، وضم الخاء). [التيسير في القراءات السبع: 425]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وعاصم: {ولؤلؤا} (33): بالنصب.
والباقون: بالخفض). [التيسير في القراءات السبع: 425]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (يدخلونها) بضم الياء وفتح الخاء، والباقون بفتح الياء وضم الخاء). [تحبير التيسير: 520]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ولؤلؤا) قد ذكر في الحج). [تحبير التيسير: 520]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (جَنَّاتُ عَدْنٍ) بكسر التاء في موضع النصب، والْجَحْدَرِيّ، وهارون عن عَاصِم، الباقون بالرفع، وهو الاختيار على المبتدأ أورد على ذلك). [الكامل في القراءات العشر: 624]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {يَدْخُلُونَهَا} و{نَجْزِي كُلَّ} [36] مبنيان للمفعول: أبو عمرو). [الإقناع: 2/741] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ " يَدْخُلُونَهَا " لِأَبِي عَمْرٍو فِي النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/352]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نَصْبُ وَلُؤْلُؤًا فِي الْحَجِّ، وَإِبْدَالُ هَمْزَتِهِ السَّاكِنَةِ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يدخلونها} [33] ذكر لأبي عمرو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 651]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ولؤلؤا} [33] ذكر في الحج). [تقريب النشر في القراءات العشر: 651]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
[تقدم] يدخلونها [فاطر: 33] في [النساء] لأبي عمرو، وو لؤلؤا [فاطر: 33] بالحج). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ):
(وقرأ "يَدْخُلُونَهَا" بضم الياء وفتح الخاء بالبناء للمفعول أبو عمرو ومر بالنساء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَلُؤْلُؤًا" بالنصب نافع وعاصم وأبو جعفر، والباقون بالجر وأبدل همزته الساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ولم يبدله ورش من طريقيه، ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى واوا، وأما الثانية فتبدل واوا ساكنة على القياس وتبدل واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله، ويجوز الروم فهما وجهان، ويجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة، وهشام بخلفه كذلك في الثانية ومر ذلك بالحج). [إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يدخلونها} [33] قرأ البصري بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول، والباقون بفتح الياء، وضم الخاء). [غيث النفع: 1025]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولؤلؤا} قرأ نافع وعاصم بنصب الهمزة الأخيرة، والباقون بالجر، وإبدال الهمزة الأولى للسوسي وشعبة، والباقون بالتحقيق.
وقد تحصل ف يهذه الكلمة أربع قراءات: النصب مع التحقيق لنافع وحفص، والتحقيق مع الجر للابنين ودوري والأخوين، البدل والجر لسوسي، البدل والنصب لشعبة.
تنبيه: تخصيصنا البدل لسوسي دون الدوري تبع له، وإلا فالجمهور على أنه لهما معًا، فمن قرأ بذلك فقد وافق.
فإن وقف عليه وهو كاف، على القراءتين فلهشام وحمزة فيه ثلاثة أوجه، إلا
[غيث النفع: 1025]
أن حمزة يبدل الأولى، وهشام يحققها، إذ لا تغيير له في المتوسط.
الأول: إبدال الهمزة واوًا ساكنة.
الثاني: روم حركتها.
الثالث: تسهيلها بين الهمزة والياء مع الروم، وما قيل فيه غير هذا فضعيف). [غيث النفع: 1026]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}
{جَنَّاتُ عَدْنٍ}
- قرأ الجمهور (جنات عدنٍ) بالرفع، وذهب أبو حيان إلى أنه مبتدأ، واستدل على ذلك بقراءة النصب التالية.
وذهب الزمخشري وغيره إلى أنها بدل من (الفضل) في الآية السابقة: (ذلك هو الفضل الكبير).
قال ابن هشام: (قول مكي وغيره إن جنات بدل من الفضل، والأولى أنه مبتدأ لقراءة بعضهم بالنصب على حد: زيدًا ضربته)
[معجم القراءات: 7/435]
وكلام ابن هشام ههنا هو كلام شيخه أبو حيان.
- وقرأ الجحدري وهارون عن عاصم وكذا خلاد عن أبي بكر عنه، وابن جبير عن حفص عنه (جنات عدن) بالنصب على الاشتغال، أي يدخلون جنات عدن يدخلونها، وذهبوا إلى أن قراءة النصب هنا دليل على الابتداء في قراءة الرفع السابقة.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 31 من سورة النحل، وقبلها الآية/ 23 من سورة الرعد.
- وقرأ زر بن حبيش الزهري (جنة) على الإفراد.
{يَدْخُلُونَهَا}
- قرأ أبو عمرو (يدخلونها) مبنيًّا للمفعول، وهي رواية عن ابن كثير.
قال ابن مجاهد: (وروى عباس بن مطرف الشقري عن معروف بن مشكان عن ابن كثير مثل أبي عمرو، وقرأت على قنبل بفتح الياء).
- وقرأ الجمهور (يدخلونها)، وهي رواية عن ابن مجاهد وقنبل وابن كثير.
وتقدم مثل هذا مع الآية/ 124 من سورة النساء، والآية/ 23 من
[معجم القراءات: 7/436]
سورة الرعد، وانظر الآية/ 31 من سورة النحل.
{يُحَلَّوْنَ}
- قرأ الجمهور (يحلون) بضم الياء وفتح الحاء وشد اللام مبنيًّا للمفعول.
- وقرئ (يحلون) بفتح الياء وسكون الحاء وتخفيف اللام، من حليت المرأة فهي حالية إذا لبست الحلي، وذكرت مثل هذه القراءة في سورة الحج لابن عباس، ولم يذكروا لها هنا قارئًا، وانظر سورة الحج الآية/ 23.
{مِنْ أَسَاوِرَ}
- هذه قراءة الجماعة (من أساور) جمع أسورة، وأسورة جمع سوار وسوار.
- وفي أحرف أبي (أساوير) وواحدها إسوار.
{وَلُؤْلُؤًا}
- قرأ نافع وعاصم في رواية حفص ورواية ابي بكر، وأبو جعفر والحسن والجحدري والأعرج وعيسى بن عمر وسلام ويعقوب (ولؤلؤًا) بالنصب على إضمار فعل، وقدره الزمخشري: ويؤتون لؤلؤًا، وقيل غير هذا.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وطلحة وابن وثاب والأعمش وورش والحسن والمفضل عن عاصم (لؤلؤٍ) بالخفض عطفًا على (من أساور).
[معجم القراءات: 7/437]
- وأبدل همزته الساكنة واوًا أبو عمرو بخلاف عنه وأبو بكر وأبو جعفر والسوسي (لؤلؤ).
- وقرأ أبو بكر بترك الهمزة الأولى وتخفيف الثانية في جميع القرآن.
- وقرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر بهمز الأخيرة وإبدال الأولى واوًا (لؤلؤًا).
- وروى المعلى بن منصور عن أبي بكر عن عاصم همز الأولى وإبدال الثانية واوًا عكس الرواية السابقة (لؤلؤًا).
- وقرأ الفياض (ولوليًّا) قلب الهمزتين واوًا فصارت الثانية واوًا قبلها ضمة فقلبت الواو ياءً، والضمة التي قبلها كسرة.
- وقرأ ابن عباس (وليليًّا) أبدل الهمزتين واوين، ثم قلبهما ياءين، أتبع الأولى للثانية.
- وقرأ طلحة (ولولٍ) مجرورًا.
وهذه القراءات في الوصل، وأما في الوقف فقد وقف حمزة وهشام عليه كما يلي:
1- وقف حمزة بإبدال الأولى واوًا وهشام لا يبدل.
2- وأما الهمزة الثانية ففيها لحمزة وهشام ما يلي:
- إبدالها واوًا ساكنة لسكونها بعد ضم على القياس، فتكون قراءة حمزة: لؤلؤ. وقراءة هشام: لؤلؤ.
[معجم القراءات: 7/438]
- وأبدلت واوًا مكسورة على مذهب الأخفش اتباعًا للرسم، فإذا سكنت للوقف اتحد هذا الوجه مع الوجه السابق.
- وإذا وقف بالروم فإنه يصير وجهين.
- ويجوز تسهيل الثانية كالياء على مذهب سيبويه، كما يجوز تسهيلها كالواو.
وقراءة الباقين بالتحقيق في الهمزتين، وهي رواية حفص عن عاصم.
وتقدم هذا كله في سورة الحج الآية/ 23.
{لِبَاسُهُمْ}
- قراءة الجماعة (لباسهم) بالرفع.
- ويقرأ بالنصب (لباسهم) بالنصب على تقدير: يلبسون لباسهم). [معجم القراءات: 7/439]

قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)}
{الْحَزَنَ}
- قراءة الجمهور (الحزن) بفتح الحاء والزاي.
- وقرأ جناح بن حبيش (الحزن) بضم فسكون.
- وذكر ابن خالويه أنه قرأ (الحزن) بضمتين.
وسبق معنا في الآية/ 84 من سورة يوسف ثلاث قراءات: الحزن، الحزن، الحزن). [معجم القراءات: 7/439]

قوله تعالى: {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}
{لُغُوبٌ}
- قراءة الجمهور (لغوب) بضم اللام، واللغوب: هو تعب النفس، وهو لازم عن تعب البدن.
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبو عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير (لغوب) بفتح اللام، قيل: هو مصدر كالوقود والطهور، وقيل هو ما يلغب به. قال الزجاج: والضم أكثر.
وهو عند العكبري اسم فاعل على المبالغة). [معجم القراءات: 7/440]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (36) إلى الآية (37) ]

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في النُّون وَالْيَاء من قَوْله تَعَالَى {كَذَلِك نجزي كل كفور} 36
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {كَذَلِك نجزي} بالنُّون {كل كفور} نصبا
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {كَذَلِك يَجْزِي} بِالْيَاءِ {كل كفور} رفعا). [السبعة في القراءات: 535]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يجزي) بضم الياء (كل) رفع). [الغاية في القراءات العشر: ٣71]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويجزى) [36]: بضم الياء وفتح الزاي، (كل) [36]: رفع: أبو عمرو). [المنتهى: 2/919]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (يجزي) بياض مضمومة وفتح الزاي (كل كفور) برفع كل، وقرأ الباقون (نجزى) بون مفتوحة وكسر الزاي (كل كفور) بالنصب). [التبصرة: 314]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {كذلك يجزي} (36): بالياء مضمومة، وفتح الزاي. {كل كفور}: بالرفع.
[التيسير في القراءات السبع: 425]
والباقون: بالنون مفتوحة، وكسر الزاي، والنصب على (كلَّ) ). [التيسير في القراءات السبع: 426]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو: (كذلك يجزى) بالياء مضمومة وفتح الزّاي (كل كفور) بالرّفع، والباقون بالنّون. مفتوحة وكسر الزّاي (كل) بالنّصب). [تحبير التيسير: 521]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ) بفتح الياء على تسمية الفاعل (يُخَفَّفُ) بكسر الفاء الأولى ابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار لقوله: (أَحَلَّنَا)، الباقون على ما لم يسم فاعله (نَجْزِي كُلَّ) على ما لم يسم فاعله أَبُو عَمْرٍو، وأَبُو حَاتِمٍ عن نافع، الباقون على تسمية الفاعل غير أن الاختيار (يَجْزِي) بالياء وكسر الزاء (كُلَّ) نصب؛ لأن الفعل (لِلَّهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 624]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {يَدْخُلُونَهَا} و{نَجْزِي كُلَّ} [36] مبنيان للمفعول: أبو عمرو). [الإقناع: 2/741] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (984 - وَنَجْزِي بِياَءٍ ضُمَّ مَعْ فَتْحِ زَايِهِ = وَكُلَّ بِهِ ارْفَعْ وَهْوَ عَنْ وَلَدِ الْعَلاَ). [الشاطبية: 79]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([984] ونجزي بياء ضم مع فتح زايه = وكل به ارفع وهو عن (ولد العلا)
والخلف في {نجزي كل} ظاهر). [فتح الوصيد: 2/1197]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [984] ونجزي بياء ضم مع فتح زايه = وكل به ارفع وهو عن ولد العلا
ح: (نجزي): مبتدأ، (بياءً): خبر، (ضم): فعل مجهول نعته، (مع فتح زايه): حال، أي: كائنًا معه، (كل): مفعول (ارفع)، الهاء في (به): لـ (يجزى)، لأن (كل): مرفوع به، أي: بأنه فاعله، (هو): مبتدأ راجع إلى المذكور، (ما بعده): خبره.
ص: قرأ ولد العلاء أبو عمرو: (كذلك يُجزى كل كفورٍ([36] بضم الياء وفتح الزاي على بناء المفعول ورفع {كل} على فاعله، والباقون: بالنون المفتوحة وكسر الزاي على بناء الفاعل، ونصب {كل} على المفعول، والفاعل: هو الله تعالى). [كنز المعاني: 2/557]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (984- وَنَجْزِي بِياءٍ ضُمَّ مَعْ فَتْحِ زَايِهِ،.. وَكُلَّ بِهِ ارْفَعْ وَهْوَ عَنْ وَلَدِ العَلا
يريد: {كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} قرأه أبو عمرو بضم الياء على بناء الفعل للمفعول، وقرأه الباقون بفتح النون على بنائه للفاعل والهاء في "به" تعود على يجزي؛ لأن كل مرفوع به؛ لأنه مفعوله الذي أقيم مقام فاعله ونصبه الباقون على المفعولية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/112]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (984 - ونجزي بياء ضمّ مع فتح زائه = وكلّ به ارفع وهو عن ولد العلا
قرأ أبو عمرو: كذلك يجزى كلّ كفور بياء مضمومة مع فتح الزاي وألف بعدها ورفع لام كُلَّ فتكون قراءة غيره بنون مفتوحة مع كسر الزاي وياء ساكنة بعدها ونصب لام كُلَّ). [الوافي في شرح الشاطبية: 348]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (186 - كَذَلِكَ نَجْزِيْ كُلَّ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 36]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: كذلك نجزي كل أي قرأ يعقوب أيضًا في سورة فاطر {كذلك نجزي} [36] بالنون وكسر الزاي و{كل} بعده بالنصب وعلم للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 204]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالْيَاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ الزَّايِ وَرَفْعِ " كُلُّ ". وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِ الزَّايِ وَنَصْبِ " كُلَّ "). [النشر في القراءات العشر: 2/352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {نجزي} [36] بالياء مضمومة وفتح الزاي، {كل} [36]
[تقريب النشر في القراءات العشر: 651]
بالرفع، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الزاي، ونصب {كل} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 652]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (872 - نجزي بيا جهّل وكلّ ارفع حدا = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 92]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نجزي بيا جهّل وكلّ ارفع (ح) دا = والسّيّئ المخفوض سكّنه (ف) دا
قوله: (يجزي بيا جهل) يريد «يجزي كلّ كفور» قرأه بالبناء للمفعول وكل بالرفع بعد أبو عمرو، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الزاي ونصب كل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 300]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم انتقل فقال]:
ص:
يجزي بيا جهّل وكلّ ارفع (ح) دا = والسّيّئ المخفوض سكّنه (ف) دا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حدا) أبو عمرو: وكذلك يجزي [فاطر: 36] بياء مضمومة وفتح الزاي، كلّ كفور [فاطر: 36] بالرفع على الإسناد لضمير اسم الله تعالى، أي: يجزى الله أو ربنا، ثم بنى للمفعول، فضم، وفتح قياسا، وكل مرفوع بالنيابة.
و [قرأ] الباقون بالنون، وفتحها، وكسر الزاي، ونصب كلّ بالبناء للفاعل على إسناده لنون المعظم، [وفتح] وكسر قياسا، وكلّ نصب به، أي: نجزي نحن كل كفور، وفيه مناسبة أولم نعمّركم [فاطر 37] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "نَجْزِي كُل" [الآية: 36]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/393]
فأبو عمرو بالياء التحتية مضمومة وفتح الزاي بالبناء للمفعول و"كل" مرفوع على النيابة، وافقه الحسن واليزيدي، والباقون بنون العظمة مفتوحة وكسر الزاي بالبناء للفاعل ونصب "كل" به). [إتحاف فضلاء البشر: 2/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نجزي كل} [36] قرأ البصري بالياء وضمها، وفتح الزاي، ورفع لام {كل} والباقون بالنون وفتحها، وكسر الزاي، ونصب لام {كل} ). [غيث النفع: 1026]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)}
{يُقْضَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- وقراءة الفتح عن الجماعة.
{عَلَيْهِمْ}
- قرأ يعقوب وحمزة والمطوعي والشنبوذي (عليهم) بضم الهاء، وهو الأصل.
- وقرأ الجماعة بكسر الهاء لمناسبة الياء (عليهم).
وسبق هذا في الآية/ 8 من هذه السورة، وانظر الآية/ 16 من سورة الرعد.
{لَا يُقْضَى}
- قرأ الجمهور (لا يقضى) على البناء للمفعول.
[معجم القراءات: 7/440]
- وقرئ (لا يقضي) بكسر الضاد وياء بعدها: لا يقضي الله.
{لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}
- قرأ الجمهور ( فيموتوا) بحذف النون منصوبًا في جواب النفي بإضمار (أن).
- وقرأ عيسى بن عمر الثقفي والحسن ( فيموتون) بالنون رفعًا، ووجهها أن تكون معطوفة على (لا يقضى).
قال ابن عطية: (وهي قراءة ضعيفة)، قالوا: ولا وجه لهذا التضعيف!
{وَلَا يُخَفَّفُ}
- قراءة الجماعة (ولا يخفف) بالرفع عطفًا على (لا يقضى).
- وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو (ولا يخفف) بإسكان الفاء على الجزم. قال أبو حيان: (شبه المنفصل بالمتصل كقول امرئ القيس:
فاليوم أسرب غير مستحقب = إثمًا من الله ولا واغل
فقد سكن: (أشرب) هنا للضرورة، وهو في القراءة على التخفيف، والتخفيف مذهب تميم، فتأمل!
وقد ذكر هذا أبو حيان في الجزء الأول عند قراءة أبي عمرو (بارئكم) في الآية/ 54 من سورة البقرة، ورد كلام المبرد الذي تعقب به أبا عمرو في قراءته، ثم أعاد ذكر البيت هنا شاهدًا
[معجم القراءات: 7/441]
لقراءة أبي عمرو.
{نَجْزِي}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (نجزي)، مبني للفاعل وهو الله سبحانه وتعالى، وكل: نصب به.
- وقرأ أبو عمرو وأبو حاتم عن نافع والحسن واليزيدي وخلف (يجزى كل كفور)، الفعل مبني للمفعول، و(كل) بالرفع.
وذكر الزمخشري أنه قرئ (يجازى) بالألف مبنيًّا للمفعول، ونقل هذا عنه البيضاوي.
- وذكر الألوسي أنه قرئ (نجازي)، قال: (بنون مضمومة وألف بعد الجيم)، ولم يذكر هذا أحد غيره في ما بين يدي من المراجع). [معجم القراءات: 7/442]

قوله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)}
{صَالِحًا غَيْرَ}
- إخفاء التنوين في الخاء قراءة أبي جعفر.
{غَيْرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 7/442]
{مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ}
- قراءة الجمهور ( ما يتذكر فيه من تذكر).
- وقرأ الأعمش ( يذكر من اذكر) بإدغام التاء في الذال في الفعل الأول، واجتلاب همزة الوصل في الثاني، ثم إدغام التاء في الذال بعدها.
وفي مختصر ابن خالويه:
(أولم يعمركم ما يدكر فيه من ادكر) كذا بالياء في (نعمركم)، قال: الأعمش: وكذلك في مصحف ابن مسعود).
قلت كذا بالدال المهملة وجاء معجمًا عند العكبري. وأحسب أن فيها تصحيفًا
قال العكبري في الشواذ: (يقرأ: يذكر) بحذف التاء مشددًا ومخففًا، وقد ذكر).
- وفيه عن أبي (وما يتذكر فيه من يتذكر).
{وَجَاءَكُمُ}
- سبقت فيه الإمالة، وكذلك وقف حمزة في مواضع.
وانظر الآية/ 87 من سورة البقرة في الجزء الأول.
{وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}
- وقرئ: (وجاءكم النذر)، وهو جمع نذير.
- وقرئ: (وجاءتكم النذر) بتأنيث الفعل، والجمع بعده.
- وقراءة الجماعة (وجاءكم النذير).
- وترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 7/443]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

{إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)}
{إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ}
- قراءة الجماعة على الإضافة (عالم غيب).
- وقرأ جناح بن حبيش (عالمٌ غيب) بالتنوين ونصب (غيب)، معموًلا لاسم الفاعل). [معجم القراءات: 7/444]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39)}
{خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ}
- أدغم الفاء في الفاء أبو عمرو ويعقوب.
{الْكَافِرِينَ الْكَافِرِينَ}
- سبقت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآيات/ 19 و34 و89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 7/444]

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد من قَوْله {فهم على بَيِّنَة مِنْهُ} 40
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَحَفْص عَن عَاصِم (على بيّنت) وَاحِدَة
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر والكسائي وَأَبُو بكر عَن عَاصِم (على بيّنت)
وَكَذَلِكَ الْمفضل عَن عَاصِم (بيّنت) جماعا). [السبعة في القراءات: 535]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (على بينة) مكي، وأبو عمرو، وحمزة، وحفص، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: ٣71]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (على بينت) [40]: واحدة: مكي، وأبو عمرو، وحمزة، وخلف، وحفص). [المنتهى: 2/920]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو بكر (على بينات) بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد). [التبصرة: 314]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وأبو بكر، والكسائي: {على بينات} (40): بالألف، على الجمع.
والباقون: بغير ألف، على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 426]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وابن عامر وأبو بكر والكسائيّ ويعقوب: (على بيّنات) بالألف على الجمع والباقون بغير ألف على التّوحيد). [تحبير التيسير: 521]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَيِّنَتٍ) بغير ألف مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وأبو عمرو، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وخلف، وحفص، وأبان عن عَاصِم، الباقون جمع، وهو الاختيار لقوله: (آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) ). [الكامل في القراءات العشر: 624]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {عَلَى بَيِّنَتٍ} جمع: نافع وابن عامر وأبو بكر والكسائي). [الإقناع: 2/741]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (985- .... .... .... .... .... = .... بَيِّناتٍ قَصْرُ حَقٍّ فَتًى عَلاَ). [الشاطبية: 79]
قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([985] وفي السيئ المخفوض همزا سكونه = (فـ)ـشا بينات قصر (حق) (فـ)ـتى (عـ)ـلا
...
و{بينت}، كتبت في المصحف بالتاء. وقد مضى أمثاله). [فتح الوصيد: 2/1198]
قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [985] وفي السيئ المخفوض همزا سكونه = فشا بينات قصر حق فتى علا
[كنز المعاني: 2/557]
ح: (سكونه): مبتدأ، والهاء لـ (الهمز) لتقدمه لفظًا، (فشا): خبر، (في السيء): ظرفه، (المخفوض): نعت للظرف، (همزًا): تمييز له، أي: المخفوض همزه: (بيناتٍ): مبتدأ، (قصر حق) خبر، (فتًى): فاعل (قصر)، (علا): فعل ماضٍ نعته، و(قصرُ): مصدر أضيف إلى مفعوله، أي: قصر فتًى عالٍ مقروءًا حقًا.
ص: قرأ حمزة: (ومكر السيء) [43] بسكون همزه لتوالي الحركات، لا سيما وقد اجتمع كسرتان، نحو قول الشاعر:
إذا اعوججن قلتُ صاحب قومٍ = ............
أو على لغة من يحمل الوصل على الوقف، وأكثر أبو علي
[كنز المعاني: 2/558]
الاجتماع على ذلك الإسكان، وقال: إذا ساغ ما ذكرنا لم يسمع لقائلٍ أن يقول: إنه لحنٌ.
وقيد بـ (المخفوض همزًا): احترازًا عن المضموم، وهو: {ولا يحيق المكر السيء} [43].
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة وحفص: {على بينتٍ} [40] بالإفراد، والباقون: بالجمع، وكلاهما ظاهران). [كنز المعاني: 2/559] (م)
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: بينات قصر حق فتى بإضافة حق إلى فتى علا يريد قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ} فالإفراد فيه والجمع قد سبق لهما نظائر وليس في سورة فاطر ياء إضافة، وفيها زائدة واحدة: "فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِي" أثبتها في الوصل ورش وحده.
وقلت في ذلك مع الياءين اللتين ذكرناهما في سورة سبأ:
وزاد نكيري والجواري لذي سبأْ،.. وفي فاطر أيضا نكيري تقبلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/115]
قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (985 - .... .... .... .... .... = .... بيّنات قصر حقّ فتى علا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص: فهم على بيّنت منه بحذف الألف بعد النون على الإفراد، فتكون قراءة غيرهم بإثباتها على الجمع). [الوافي في شرح الشاطبية: 348]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (183- .... .... بَيِّنَاتٍ حَوَى .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 36]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: بينات أي قرأ يعقوب أيضًا {فهم على بينات منه} [40] في
[شرح الدرة المضيئة: 201]
سورة فاطر بالجمع وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالتوحيد وأتى به هنا للاشتراك في الجمع للمترجم له وإليه أشار بقوله حوى). [شرح الدرة المضيئة: 202]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (بَيِّنَاتٍ مِنْهُ) فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/352]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وخلف وحفص {بينتٍ} [40] بغير ألف توحيدًا، والباقون بالألف جمعًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 652]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتم" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع المد المشبع وحذفها الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/394]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بينات منه" [الآية: 40] فابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة وخلف بلا ألف على الإفراد، وافقهم المطوعي وابن محيصن واليزيدي، والباقون بالألف على الجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/394]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايتم} [40] جلي). [غيث النفع: 1026]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بينات} قرأ المكي والبصري وحمزة وحفص بغير ألف، على التوحيد، والباقون بألف بعد النون، على الجمع، ووقفه لا يخفى). [غيث النفع: 1026]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غرورا} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع عند الجمهور). [غيث النفع: 1026]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40)}
{أَرَأَيْتُمْ}
- قرأ بتسهيل الهمزة الثانية نافع وأبو جعفر وقالون وورش من طريق الأصبهاني، وهو الأقيس.
- وللأزرق عن ورش إبدالها ألفًا خالصة مع المد المشبع (أرأيتم).
[معجم القراءات: 7/444]
- وقرأ الكسائي بحذفها (أريتم).
- وقراءة الباقين بالتحقيق (أرأيتم).
- وإذا وقف حمزة سهل الهمزة.
- وله أيضًا السكت وعدمه.
{بَيِّنَةٍ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم، وأبان عن عاصم أيضًا، والمطوعي وابن محيصن واليزيدي وابن وثاب والأعمش وابن مسعود وخلف (بينةٍ) على الإفراد.
- وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم وكذلك المفضل عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وشيبة (بينات) بالجمع، وهي عند أبي جعفر النحاس أولى من قراءة الإفراد، وكذا عند عبيد وأبي حاتم.
قال ابن خالويه في الحجة: ( فالحجة لمن وحد قوله تعالى: (فقد جاءكم بينة من ربكم- أنعام/ 157)، والحجة لمن قرأه بالجمع أنه وجده مكتوبًا في السواد بالتاء فأخذ بما وجده في الخط) انتهى.
قلت: القراءة مبنية على السماع، وليس على الخط، وليس لرأي القراء في القراءة نصيب، إنما يروون ما سمعوا، فكلام ابن خالويه مردود!
[معجم القراءات: 7/445]
والقراءة بالوقف فهي على ما يلي:
1- من قرأ بالجمع وقف بالتاء (بينات).
2- من قرأ بالإفراد على مذهبين:
أ- ابن كثير وأبو عمرو وقفا بالهاء (بينه).
ب- حفص وحمزة وخلف وقفوا بالتاء (بينت) ). [معجم القراءات: 7/446]

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}
{وَلَئِنْ زَالَتَا}
- قراءة الجماعة (ولئن).
- وقرأ ابن أبي عبلة (ولو).
{حَلِيمًا غَفُورًا}
- إخفاء التنوين في الغين عن أبي جعفر). [معجم القراءات: 7/446]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (42) إلى الآية (45) ]

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أهدى" حمزة والكسائي خلف، وقلله الأزرق بخلفه، وكذا حكم "إحدى الأمم" وقفا، ووافق أبو عمرو والأزرق فيه بوجهيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/394]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42)}
{جَاءَهُمْ جَاءَهُمْ}
- تقدمت إمالة جاء، وكذا الوقف على الهمز، وانظر الآية/ 87 من سورة البقرة، و/61 من آل عمران (جاءك).
{نَذِيرٌ نَذِيرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{أَهْدَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
[معجم القراءات: 7/446]
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِحْدَى}
- الإمالة فيه عند الوقف عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والتقليل والفتح للأزرق وورش وأبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
{زَادَهُمْ}
- الإمالة فيه لحمزة وابن ذكوان بخلاف عنه.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 7/447]

قوله تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - قَوْله {ومكر السيء وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيء إِلَّا بأَهْله} 43
قَرَأَ حَمْزَة وَحده (ومكر السيئ) سَاكِنة الْهمزَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (ومكر السيئ) بِكَسْر الْهمزَة
وَكلهمْ قرأوا (وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيئ) بِضَم الْهمزَة). [السبعة في القراءات: 535 - 536]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ومكر السيء) جزم حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 371]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ومكر السيء) [43]: جزم: حمزة، وعبد الوارث). [المنتهى: 2/920]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ومكر السيء) بإسكان الهمزة، وكسرها الباقون، وكلهم ضموا الهمزة في (ولا يحيق المكر السيء) ). [التبصرة: 314]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ومكر السيء} (43): بإسكان الهمزة في الوصل، لتوالي الحركات تخفيفًا، كما سكن أبو عمرو الهمزة في {بارئكم} (البقرة: 54) كذلك، وإذا وقف أبدلها ياء ساكنة.
والباقون: بخفضها في الوصل. ويجوز رومها وإسكانها في الوقف). [التيسير في القراءات السبع: 426]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ومكر السيء) بإسكان الهمزة في الوصل لتوالي الحركات تخفيفًا كما سكن أبو عمرو الهمزة في بارئكم كذلك، وإذا وقف أبدلها ياء ساكنة، والباقون بخفضها في الوصل، ويجوز رومها وإسكانها في الوقف أي للباقين). [تحبير التيسير: 521]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([43]- {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} مسكن: حمزة). [الإقناع: 2/741]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (985 - وَفِي السَّيِّئِ المَخْفُوضِ هَمْزاً سُكُونُهُ = فَشاَ .... .... .... .... ). [الشاطبية: 79]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [985] وفي السيئ المخفوض همزا سكونه = (فـ)ـشا بينات قصر (حق) (فـ)ـتى (عـ)ـلا
المخفوض، لأنهما اثنان: مخفوض ومرفوع. فلا خلاف في المرفوع.
ووجه إسكانه في الوصل، أنه بناه على الوقف.
وقيل: خففه لاجتماع الحركات، لا سيما وقد اجتمع كسرتان؛ ومن ذلك قول الشاعر:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم = بالدو أمثال السفين العوم
وإسكان السيء، كإسكان سبأ). [فتح الوصيد: 2/1198]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [985] وفي السيئ المخفوض همزا سكونه = فشا بينات قصر حق فتى علا
[كنز المعاني: 2/557]
ح: (سكونه): مبتدأ، والهاء لـ (الهمز) لتقدمه لفظًا، (فشا): خبر، (في السيء): ظرفه، (المخفوض): نعت للظرف، (همزًا): تمييز له، أي: المخفوض همزه: (بيناتٍ): مبتدأ، (قصر حق) خبر، (فتًى): فاعل (قصر)، (علا): فعل ماضٍ نعته، و(قصرُ): مصدر أضيف إلى مفعوله، أي: قصر فتًى عالٍ مقروءًا حقًا.
ص: قرأ حمزة: (ومكر السيء) [43] بسكون همزه لتوالي الحركات، لا سيما وقد اجتمع كسرتان، نحو قول الشاعر:
إذا اعوججن قلتُ صاحب قومٍ = ............
أو على لغة من يحمل الوصل على الوقف، وأكثر أبو علي
[كنز المعاني: 2/558]
الاجتماع على ذلك الإسكان، وقال: إذا ساغ ما ذكرنا لم يسمع لقائلٍ أن يقول: إنه لحنٌ.
وقيد بـ (المخفوض همزًا): احترازًا عن المضموم، وهو: {ولا يحيق المكر السيء} [43].
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة وحفص: {على بينتٍ} [40] بالإفراد، والباقون: بالجمع، وكلاهما ظاهران). [كنز المعاني: 2/559] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (985- وَفِي السَّيِّئِ المَخْفُوضِ هَمْزًا سُكُونُهُ،.. "فَـ"ـشا بَيِّناتٍ قَصْرُ "حَقٍّ فَـ"ـتًى "عَـ"ـلا
همزا منصوب على التمييز؛ أي: المخفوض همزه، يريد: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} احترازا من المرفوع بعده وهو {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ} فإنه لا خلاف في تحريك همزه، أما ذلك المخفوض فروي عن حمزة سكون همزه تخفيفا؛ لأجل كثرة الحركات وقد سبق ما في هذا في قراءة: "بارئكم" و"يأمركم"، ونحوه، وقيل: إنه وصل بنية الوقف، وعندي أنه أسكنه وقفا فظن الراوي أنه يفعل ذلك وصلا.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/112]
وسبب كونه أسكن هذه الهمزة وقفا أن من مذهبه تخفيف الهمز في الوقف على الطريقة المذكورة في بابه، وقياسها أن تبدل هذه الهمزة ياء؛ لأنها تسكن للوقف وقبلها مكسور فيجب قلبها ياء إذا خففت فكأنه استثقل اجتماع ثلاث ياءات؛ الوسطى مكسورة فترك الهمز ساكنا على حاله فهو أخف من إبداله فهو نظير ما فعله أبو عمرو في "تؤوي" وتؤويه حين لم يبدل همزه استثقالا للإبدال وهو معنى قول الناظم فيما سبق أخف بهمزة، وقال الزمخشري: لعله اختلس فظن سكونا أو وقف وقفة خفيفة ثم ابتدأ: "ولا يحيق"، قال أبو جعفر النحاس: قال الأعمش وحمزة: "وَمَكْرَ السَّيِّئ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ" فحذف الإعراب من الأول وأثبته في الثاني، قال أبو إسحاق: وهو لحن، قال أبو جعفر: وإنما صار لحنا؛ لأنه حذف الإعراب منه، وزعم محمد بن يزيد أن هذا لا يجوز في كلام ولا شعر؛ لأن حركات الإعراب لا يجوز حذفها لأنها دخلت للفرق بين المعاني، وقد عظم بعض النحويين أن يكون الأعمش يقرأ بهذا وال: إنما كان يقف عليه فغلط من أدى عنه، قال: والدليل على هذا أنه تمام الكلام، وأن الثاني لما لم يكن الكلام أعربه، والحركة في الثاني أثقل منها في الأول؛ لأنها ضمة بين كسرتين قال: واحتج بعض النحويين لحمزة في هذا بأن سيبويه أنشد:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم،.. فاليوم أشرب غير مستحقب
قال: وهذا لا حجة فيه؛ لأن سيبويه لم يجزه وإنما حكاه على الشذوذ وضرورة الشعر، وقد خولف فيه وقيل: إنما هو: صاح قوم: وفاليوم فاشرب:
قال الزجاج: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} موقوفًا، وهذا عند النحويين من الحذاق بالنحو، وإنما يجوز في الشعر في الاضطرار وأنشدوا:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/113]
"قلت: صاحب قوم،.. "، "اليوم اشرب غير،.. "
قال: وهذان البيتان قد أنشدهما جميع النحويين المذكورين وزعموا كلهم أن هذا من الاضطرار في الشعر، ولا يجوز مثله في كتاب الله تعالى، أنشدناهما أبو العباس محمد بن يزيد -رحمه الله- تعالى:
إذا اعوجحن قلت صالح قوم
وهذا جيد بالغ، وأنشدنا:
فاليوم فاشرب غير مستحقب
فأما ما يروى عن أبي عمرو بن العلا: {إِلَى بَارِئِكُمْ} فإنما هو أن يختلس الكسر اختلاسا ولا يجزم بارئكم قال: وهذا إنما رواه عن أبي عمرو من لا يضبط النحو كضبط سيبويه والخليل، ورواه سيبويه باختلاس الكسر كأنه يقلل صوته عند الكسر وأكثر أبو علي في الحجة من الاستشهاد والاحتجاج للإسكان لأجل توالي الكسرات والاضطرار: وللوصل بنية الوقف ثم قال: وإذا ساغ ما ذكرنا في هذه القراءة من التأويل لم يسغ لقائل أن يقول: إنه لحن ألا ترى أن العرب قد استعملوا ما في قياس ذلك.
ثم قال: وهذه القراءة وإن كان لها مخلص من الطعن، فالوجه قراءة الحرف على ما عليه الجمهور في الدرج وقال ابن القشيري: ما ثبت بالاستفاضة والتواتر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأه فلا بد من جوازه ولا يجوز أن يقال إنه لحن ولعل مراد من صار إلى التخطئة أن غيره أفصح منه وإن كان هو فصيحًا.
قلتُ: وعلى الجملة فإسكان السيئ أهون من إسكان بارئكم؛ لإمكان حمل ذلك على الوقف كما سبق ولا يمكن تقدير ذلك في "بارئكم"، و"يأمركم" والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/114]
وقال مكي: لو نوى الوقف لخفف الهمزة على أصله وهذا قد سبق الاعتذار عنه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/115]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (985 - وفي السّيّئ المخفوض همزا سكونه = فشا .... .... .... ....
قرأ حمزة بتسكين الهمز وصلا ووقفا في لفظ السَّيِّئِ المحفوظ همزه وهو:
وَمَكْرَ السَّيِّئِ واحترز بالمخفوض همزه عن المرفوع همزة وهو: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ فلا خلاف في رفع همزه بين القراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 348]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (188- .... .... .... .... .... = وَفِي السَّيِّءِ اكْسِرْ هَمْزَهُ فُتُبَجَّلَا). [الدرة المضية: 36]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: وفي السيئ أكسر همزه فتبجلا أي قرأ المرموز له (بفاء) فتبجلا وهو خلف {ومكر السيئ} [43] بكسر الهمزة وأراد المخفوض لا المرفوع إذ لا خلاف فيه فهذا أيضًا من جملة إطلاقاته وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَكْرَ السَّيِّئِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ فِي الْوَصْلِ لِتَوَالِي الْحَرَكَاتِ تَخْفِيفًا كَمَا أَسْكَنَهَا أَبُو عَمْرٍو فِي " بَارِئْكُمْ " لِذَلِكَ، وَكَانَ إِسْكَانُهَا فِي الطَّرَفِ أَحْسَنَ لِأَنَّهُ مَوْضِعُ التَّغْيِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَقَدْ أَكْثَرَ الْأُسْتَاذُ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ فِي الِاسْتِشْهَادِ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى الْإِسْكَانِ، ثُمَّ قَالَ: فَإِذَا سَاغَ مَا ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ مِنَ التَّأْوِيلِ لَمْ يَسُغْ أَنْ يُقَالَ لَحْنٌ.
قُلْتُ: وَهِيَ قِرَاءَةُ الْأَعْمَشِ أَيْضًا. وَرَوَاهَا الْمُنَقِّرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَقَرَأْنَا بِهَا مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي شُرَيْحٍ عَنِ الْكِسَائِيِّ وَنَاهِيكَ بِإِمَامَيِ الْقِرَاءَةِ وَالنَّحْوِ أَبِي عَمْرٍو وَالْكِسَائِيِّ، وَإِذَا وَقَفَ حَمْزَةُ أَبْدَلَهَا يَاءً خَالِصَةً، وَكَذَلِكَ هِشَامٌ إِذَا خَفَّفَ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ إِلَّا أَنَّهُ يَزِيدُ عَنْ حَمْزَةَ بِالرَّوْمِ بَيْنَ بَيْنَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ومكر السيء} [43] بإسكان الهمزة، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 652]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (872- .... .... .... .... .... = والسّيئّ المخفوض سكنه فدا). [طيبة النشر: 92]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (والسيئ) يريد «ومكر السيء» قرأه حمزة بإسكان الهمزة تخفيفا لأجل توالي الحركات، والباقون بكسرها قوله: (المخفوض) احتراز من المرفوع بعده). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 300]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو فاء (فدا): حمزة ومكر السّيئ [فاطر: 43] بإسكان الهمزة تخفيفا كما تقدم في بارئكم [البقرة: 54] بتمامه، وإذا جاز إسكانها لمجرد التخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال منفصلة، فإسكانها عند ضعفها متصلة ومجاورة شدّتين أسوغ، أو حمل الوصل على الوقف، وهو أولى من حمل سبأ [النمل: 22] كما مر؛ للنقص والفصل. والباقون بجر الهمزة؛ لأنه اسم معرف مضاف إليه؛ فجر بالإضافة.
تنبيه:
احترز بالمخفوض همزه عن المرفوع: المكر السّيّئ [فاطر: 43]، فإنه متفق التحريك). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ومكر السيء" [الآية: 43] فحمزة بسكون الهمزة وصلا إجراء له مجرى الوقف لتوالي الحركات تخفيفا كبارئكم لأبي عمرو، وافقه الأعمش، وقد أكثر الأستاذ أبو علي في الإستشهاد لها من كلام العرب، ثم قال: فإذا ساغ ما ذكر في هذه القراءة لم يسغ أن يقال لحن. وقال ابن القشيري: ما ثبت بالاستفاضة أو التواتر أنه قرئ به فلا بد من جوازه، ولا يجوز أن يقال لحن ا. هـ. وهي مروية كما في النشر عن أبي عمرو والكسائي قال فيه: وناهيك بإمامي القراءة والنحو أبي عمرو والكسائي،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/394]
وقرأ الباقون بالهمزة المكسورة ووقف عليها حمزة وهشام بخلفه بإبدالها ياء خالصة وزاد هشام الإشارة إلى الكسرة بالروم بين بين بخلاف حمزة فإنها ساكنة عنده، فلا روم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/395]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "سنت" الثلاثة بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/395]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم همزتي "السيء إلا" قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/395]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن الله يمسك السموات والأرض}
{ومكر السيء} [43] قرأ حمزة بإسكان الهمزة وصلاً، والباقون بالكسر، والوقف عليه تام وقيل كاف، فإذا وقف عليه حمزة أبدل الهمزة ياء خالصة، لسكونها وانكسار ما قبلها، ولا يجوز له فيها غير هذا.
ولهشام ثلاثة أوجه، الأول: كحمزة، الثاني: إبدالها ياء مكسورة مع روم كسرتها، الثالث: تسهيلها بين بين مع الروم.
وإنما زاد هشام هذين الوجهين لأن الهمز عنده متحرك بالكسر، ففي الروم إشارة إليه، بخلاف حمزة، فإنه عنده ساكن، فلا روم، ومن ذكر غير ما ذكرناه فقد حاد عن الصواب، فلا يؤخذ به.
وفي كلام المحقق رحمه الله إجمال، لقوله: «إلا أن هشامًا يزيد على حمزة بالروم بين بين» اتكالاً على ما تقدم له في باب وقف حمزة وهشام، يدل على ذلك قوله كما تقدم في بابه.
وقد ضعف بعض النحاة قراءة حمزة، وتجرأ بعضهم فقال: «إنها لحن» واحتجوا لدعواهم بأن فيها حذف حركة الإعراب، وهو لا يجوز في نثر ولا شعر، لأنها اجتلبت للفرق بين المعاني، وحذفها مخل بذلك.
والجواب: أن هذه ليست بحجة، بل هي خطابة، فلا يعترض بها على قراءة متواترة، إذ لا تقابل اليقينات بالخطابات، بل قوله (لا يجوز) ممنوع، لأن التسكين لأجل التخفيف كتسكين البصري {بارئكم} [البقرة: 54] ونحوه، أو لإجراء الوصل مجرى الوقف شائع مستفيض في كلام العرب، في النظم والنثر.
[غيث النفع: 1028]
وقد أكثر الأستاذ أبو علي الفارسي في الحجة من الاستشهاد بكلام العرب على جواز الإسكان، فانظره إن شئت.
ويحسن هذا التسكين وجوه:
الأول: أنه وقع في الآخر، وهو محل التغيير.
الثاني: أنه وقع بعد الحركات.
الثالث: أن حركته ثقيلة، وهي الكسر، لأنه ينشأ من انجرار اللحى الأسفل إلى أسفل انجرارًا قويًا.
الرابع: أن الحركة وقعت على حرف ثقيل.
الخامس: أن قبله مشددين والموالي منهما حرف ثقيل.
ولم ينفرد بهذه القراءة حمزة، بل هي قراءة الأعمش، قال المحقق: «ورواها المنقري عن عبد الوارث عن أبي عمرو، وقرأنا بها من رواية ابن أبي سريج عن
[غيث النفع: 1029]
الكسائي، وناهيك بإمامي القراءة والنحو أبي عمرو والكسائي» انتهى.
وقول الزمخشري: «لعله اختلس، فظن سكونًا، أو وقف وقفة خفيفة ثم ابتدأ، فظنوه سكن في الوصل» مشعر بغلظ الرواة، وهو باطل، لأنا لو أخذنا بهذه التجويزات العقلية في حملة القرآن لأدى ذلك إلى الخلل فيه، بل المظنون بهم التثبت التام، والحرص الشديد على تحرير ألفاظ كتاب الله.
وعدالتهم وخشيتهم من الله عز وجل تمنعهم من التساهل في تحمله، ولا سيما فيما فيه مخالفة الجمهور، فعندهم به مزيد اعتناء، وهم أعلم بالعربية، وأشد لها استحضارًا، وأقرب بها عهدًا ممن يعترض عليهم، وينسبهم للوهم والغلط، بالتجويزات العقلية.
ولم يكن يتصدر في تلك الأزمان الفاضلة لإقراء كتاب الله إلا من هو أهل لذلك، كهذا الإمام الجليل أبي محمد سليم بن عيسى، أجلِّ من أخذ عن حمزة، قرأ عليه القرآن عشر مرات، وتولى مجلس الإقراء بعده بأمره بالكوفة، وسمع الحديث من سفيان الثوري ونظرائه، وكل من كان من رفقائه يقرأ على حمزة قرأ عليه، لجودة فهمه، وكثرة إتقانه.
[غيث النفع: 1030]
قال يحيى بن المبارك: «كنا نقرأ على حمزة ونحن شباب، فإذا جاء سليم قال لنا حمزة: تحفظوا وتثبتوا، جاء سليم» لأنه كان من أحذق الناس بالقراءة، وأقومهم بالحرف.
فكيف ينسب مثل هذا الإمام إلى الوهم والغلط في كتاب الله عز وجل، لكن لا شك والله أعلم أن الزمخشري ونظراءه ممن اعتقاده فاسد من النحويين وغيرهم، لا م عرفة لهم بأحوال أهل السنة، وجاهلون بأقدارهم كل الجهل، لأنهم لبغضهم لهم واعتقادهم أنهم على غير الحق لا ينظرون في أحوالهم السنية، وسيرهم المرضية، فكلما تخيل لهم شيء أخذوا ينبحون.
عافانا الله مما ابتلاهم به، ورزقنا الأدب التام مع أولياء الله ورسوله وخواص عباده، وجمعنا وجميع أحبتنا معهم على موائد ضيافة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فراديس الجنان، آمين). [غيث النفع: 1031]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السيء إلا} جلي). [غيث النفع: 1031]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)}
{مَكْرَ السَّيِّئِ}
- قراءة الجمهور (مكر السيئ) بكسر الهمزة.
- وقرأ حمزة والأعمش والمنقري عن عبد الوارث عن أبي عمرو ورواية ابن أبي شريح عن الكسائي (مكر السيء) بهمزة
[معجم القراءات: 7/447]
ساكنة في الوصل، وهو إما من إجراء الوصل مجرى الوقف، وإما أن يكون بسبب توالي الحركات.
قال الزجاج: ( وهذا عند النحويين الحذاق لحن، ولا يجوز، وإنما يجوز مثله في الشعر في الاضطرار).
ونقل النحاس بعض هذا النص، ثم قال: (وإنما صار لحنًا لأنه حذف منه الإعراب).
وزعم محمد بن يزيد أن هذا لا يجوز في كلام ولا شعر؛ لأن حركات الإعراب دخلت للفرق بين المعاني.
وقد أعظم بعض النحويين أن يكون الأعمش على جلالته ومحله يقرأ بهذا، وقال: إنما كان يقف عليه، فغلط من ادعى عنه، والدليل على هذا أنه تمام الكلام، وأن الثاني لما لم يكن تمام الكلام أعربه.
وأكثر أبو علي الفارسي في الحجة من الاستشهاد والاحتجاج للإسكان من أجل توالي الحركات والاضطرار، والوصل بنية الوقف (فإذا ساغ ما ذكرناه في هذه القراءة من التأويل لم يسغ أن يقال لحن).
وقال ابن القشيري: (ما ثبت بالاستفاضة أو التواتر أنه قرئ به فقلا بد من جوازه، ولا يجوز أن يقال: لحن).
وقال الزمخشري: (لعله اختلس، فظن سكوتًا، أو وقف وقفة خفيفة، ثم ابتدأ: (ولا يحيق).
قال أبو حيان: (وإذا ثبت نقل أبي عمرو أن ذلك لغة تميم كان حجة على المذهبين).
[معجم القراءات: 7/448]
وقال أبو جعفر النحاس: (وكان الأعمش يقف على (مكر السيء) فيترك الحركة، وهو وقف حسن تام، فغلط الراوي، فروى أنه كان يحذف الإعراب في الوصف، فتابع حمزة الغالط فقرأ في الإدراج بترك الحركة).
- ووقف على الهمزة حمزة وهشام من طريق الحلواني بإبدالها ياءً خالصة ساكنة ( السيء).
- وقف هشام عليها أيضًا بإبدالها ياء مكسورة مع روم حركتها.
- والوجه الثالث له: تسهيلها بين بين مع الروم.
- والباقون يقفون بإسكان الهمزة، ويجوز لهم روم حركتها.
- وقرأ ابن كثير (ومكر السأي) بهمزة ساكنة بعد السين، وياء بعدها مكسورة، وهو مقلوب السيء المخفف من السيئ.
وجاءت عند ابن خالويه في مختصره بكسر الهمزة.
قال السمين: (وقد كثر في قراءته القلب نحو: ضئاء وتأيسوا ولا يأيس).
- وقرأ ابن مسعود (ومكرًا سيئًا) عطف نكرة على نكرة، أي عطف (مكرًا) على (استكبارًا).
[معجم القراءات: 7/449]
{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}
- قراءة الجمهور (ولا يحيق المكر السيئ) بفتح الياء من (حاق) الثلاثي، وما بعده رفع على الفاعلية.
- وقرئ (ولا يحيق المكر السيئ) بضم الياء في الفعل من (أحاق) وفاعله الله سبحانه وتعالى، وما بعده نصب.
{الْمَكْرُ السَّيِّئُ}
- وقف حمزة وهشام بالسكون ( السيئ)، ثم أبدلا من الهمزة ياء لأنها همزة ساكنة قبلها ساكنة.
قال مكي: (ولا يحسن أن يوقف عليها بين بين، أي بين الهمزة والواو؛ لأن الخط ليس فيه واو، فلا يوقف وقفٌ يخالف الخط).
- وقرأ هارون عن أبي عمرو ( السي) بتشديد الياء ورفعها من غير همز في الحالين.
{السَّيِّئُ إِلَّا}
- هنا همزتان من كلمتين، الأولى مضمومة، والثانية مكسورة، ففيهما قراءات، وقد تم بيان هذا في الآية/ 28 من هذه السورة في قوله تعالى:
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ}، وأحالت المراجع هنا على الموضع السابق، فارجع إليه، ففيه البيان والتفصيل.
{سُنَّةِ اللَّهِ لِسُنَّةِ اللَّهِ}
- وقف عليهما بالهاء (سنه لسنه) ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب والحسن واليزيدي وابن محيصن، وهو خلاف
[معجم القراءات: 7/450]
الرسم، وهي لغة قريش.
- وقراءة الباقين في الوقف بالتاء (سنت لسنت).
- وإذا وقف الكسائي على أصله بالهاء أمالها وما قبلها). [معجم القراءات: 7/451]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)}
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{قُوَّةً}
- إمالة الهاء وما قبلها في الوقف قراءة الكسائي.
{قَدِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 7/451]

قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "جاء أجلهم" فسبق نظيره أول الأعراف جاء أجلهم لا يستأخرون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/395]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤاخذ} [45] و{يؤخرهم} قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا وصلاً ووقفًا، والباقون بالهمز كذلك، إلا حمزة في حال الوقف). [غيث النفع: 1031]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أجلهم} جلي). [غيث النفع: 1031]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}
{يُؤَاخِذُ}
- قرأ أبو جعفر وورش في الوصل (يواخذ) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين (يؤاخذ) بالهمز في الوقف والوصل.
{دَابَّةٍ}
- قرأ الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{يُؤَخِّرُهُمْ}
- قرأ أبو جعفر وورش الوصل (يوخرهم) بإبدال الهمزة واوًا.
[معجم القراءات: 7/451]
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز في الحالين (يؤخرهم).
{إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}
- الإمالة في (مسمى) عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{جَاءَ}
- سبقت الإمالة فيه، والوقف على الهمز مرارًا، وانظر الآية/ 43 من سورة النساء.
{جَاءَ أَجَلُهُمْ}
اجتمعت هنا همزتان مفتوحتان من كلمتين ففيهما قراءات:
1- حذف الهمزة الأولى مع المد والقصر أبو عمرو وقالون والبزي.
2- سهل ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس الهمزة الثانية.
3- أبدلاها أيضًا حرف مد.
وهذا الموجز لا يغنيك، فقد سبق البيان مفصلًا في مواضع، وانظر الآيات الآتية:
الآية/ 33 من سورة الأعراف، الآية/ 49 من سورة يونس، الآية/ 61 من سورة النحل.
{بَصِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 7/452]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة