العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الروم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 11:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الروم [ من الآية (47) إلى الآية (53) ]

تفسير سورة الروم
[ من الآية (47) إلى الآية (53) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (53)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبيّنات فانتقمنا من الّذين أجرموا وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين}.
يقول تعالى ذكره مسلّيًا نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يلقى من قومه من الأذى فيه بما لقي من قبله من رسله من قومهم، ومعلّمه سنّته فيهم وفي قومهم، وأنّه سالكٌ به وبقومه سنّته فيهم، وفي أممهم: ولقد أرسلنا يا محمّد من قبلك رسلاً إلى قومهم الكفرة، كما أرسلناك إلى قومك العابدي الأوثان من دون اللّه {فجاءوهم بالبيّنات} يعني: بالواضحات من الحجج على صدقهم، وأنّهم للّه رسلٌ كما جئت أنت قومك بالبيّنات، فكذّبوهم كما كذّبك قومك، وردّوا عليهم ما جاءوهم به من عند اللّه، كما ردّوا عليك ما جئتهم به من عند ربّك {فانتقمنا من الّذين أجرموا} يقول: فانتقمنا من الّذين أجرموا الآثام، واكتسبوا السّيّئات من قومهم، ونحن فاعلو ذلك كذلك بمجرمي قومك، {وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين} يقول: ونجّينا الّذين آمنوا باللّه وصدّقوا رسله، إذ جاءهم بأسنا، وكذلك نفعل بك وبمن آمن بك من قومك {وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين} على الكافرين، ونحن ناصروك ومن آمن بك على من كفر بك، ومظفروك بهم). [جامع البيان: 18/518-519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين.
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرى ء مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة، ثم تلا {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} ). [الدر المنثور: 11/607]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الودق} [الروم: 48] : «المطر»). [صحيح البخاري: 6/114]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الودق المطر وصله الفريابيّ أيضا بالإسناد المذكور). [فتح الباري: 8/511]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد {يحبرون} ينعمون {فلا يربو} من أعطى يبتغي أفضل فلا أجر فيها {يمهدون} يسوون المضاجع {الودق} المطر وقال ابن عبّاس {هل لكم من ما ملكت أيمانكم} في الآلهة وفيه تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضًا {يصدعون} يتفرقون
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 15 الرّوم {فأما الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضة يحبرون} قال يتنعمون
وبه في قوله 44 الرّوم {ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} قال يسوون المضاجع
وبه في قوله 43 النّور {فترى الودق} قال المطر). [تغليق التعليق: 4/278-279]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الودق: المطر
أشار به إلى قوله تعالى: {فترى الودق يخرج من خلاله} (الرّوم: 48) وفسّر: (الودق) (بالمطر) وكذا فسره مجاهد فيما روى عنه ابن أبي نجيح). [عمدة القاري: 19/109]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (الودق) في قوله: {فترى الودق} [الروم: 48] هو (المطر) قاله مجاهد أيضًا فيما وصله الفريابي). [إرشاد الساري: 7/286]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحابًا فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفًا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون}.
يقول تعالى ذكره: اللّه يرسل الرّياح فتثير سحابًا، يقول: فتنشئ الرّياح سحابًا، وهي جمع سحابةٍ، {فيبسطه في السّماء كيف يشاء} يقول: فينشره اللّه، ويجمعه في السّماء كيف يشاء، وقال: فيبسطه، فوحّد الهاء، وأخرجها مخرج كناية المذكّر، والسّحاب جمعٌ كما وصفت، ردًّا على لفظ السّحاب، لا على معناه، كما يقال: هذا تمٌّ جيّدٌ.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله {فيبسطه} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فيبسطه في السّماء كيف يشاء} ويجمعه.
وقوله: {ويجعله كسفًا} يقول: ويجعل السّحاب قطعًا متفرّقةً.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ويجعله كسفًا} أي قطعًا.
وقوله {فترى الودق} يعني: المطر {يخرج من خلاله} يعني: من بين السّحاب.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فترى الودق يخرج من خلاله}.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن فطرٍ، عن حبيبٍ، عن عبيد بن عميرٍ، {يرسل الرّياح فتثير سحابًا} قال: الرّياح أربعٌ: يبعث اللّه ريحًا فتقمّ الأرض قمًّا، ثمّ يبعث اللّه الرّيح الثّانية فتثير سحابًا، فيجعله في السّماء كسفًا، ثمّ يبعث اللّه الرّيح الثّالثة، فتؤلّف بينه فيحمله ركامًا، ثمّ يبعث الرّيح الرّابعة فتمطر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فترى الودق} قال: القطر.
وقوله: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} يقول: فإذا صرف ذلك الودق إلى أرض من أراد صرفه إلى أرضه من خلقه رأيتهم يستبشرون بأنّه صرف ذلك إليهم، ويفرحون). [جامع البيان: 18/519-521]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فترى الودق يعني القطر). [تفسير مجاهد: 502]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {اللّه الّذي يرسل الرّياح} [الروم: 48].
- عن ابن عبّاسٍ في قوله: ({اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحابًا فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفًا} [الروم: 48]) يقول: قطعًا بعضها فوق بعضٍ. فترى الودق يخرج من خلاله من بينه.
رواه أبو يعلى، وفيه محمّد بن السّائب الكلبيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/89]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أحمد الأخنسيّ، ثنا محمّد بن فضيلٍ، ثنا الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- في قوله عزّ وجل: (يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء، ويجعله كسفاً) يقول: قطعًا بعضها فوق بعضٍ (فترى الودق) يعني: المطر، (يخرج من خلاله) من بينه". هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف محمّد بن السّائب الكلبي). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون * وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين * فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير * ولئن أرسلنا ريحا فرؤوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون.
أخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدي رضي الله عنه قال: يرسل الله الريح فتأتي بالسحاب من بين الخافقين - طرف السماء حين يلتقيان - فتخرجه ثم تنشره فيبسطه في السماء كيف يشاء فيسيل الماء على السحاب ثم يمطر السحاب بعد ذلك). [الدر المنثور: 11/607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يرسل الله الريح فتحمل الماء من السحاب فتمر به السحاب فتدر كما تدر الناقة وثجاج مثل العزالي غير أنه متفرق). [الدر المنثور: 11/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فيبسطه في السماء} قال: يجمعه ويجعله {كسفا} قال: قطعا). [الدر المنثور: 11/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ويجعله كسفا} قال: قطعا يجعل بعضها فوق بعض {فترى الودق} قال: المطر {يخرج من خلاله} قال: من بينه). [الدر المنثور: 11/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فترى الودق} قال: القطر). [الدر المنثور: 11/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {ويجعله كسفا} قال: سماء دون سماء وفي قوله {لمبلسين} قال: القنطين). [الدر المنثور: 11/608]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن كانوا من قبل أن ينزّل عليهم من قبله لمبلسين}.
يقول تعالى ذكره: وكان هؤلاء الّذين أصابهم اللّه بهذا الغيث من عباده من قبل أن ينزّل عليهم هذا الغيث من قبل هذا الغيث {لمبلسين} يقول: لمكتئبين حزنين باحتباسه عنهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإن كانوا من قبل أن ينزّل عليهم من قبله لمبلسين} أي قانطين.
واختلف أهل العربيّة في وجه تكرير {من قبله}، وقد تقدّم قبل ذلك قوله: {من قبل أن ينزّل عليهم} فقال بعض نحويّي البصرة: ردّ {من قبله} على التّوكيد نحو قوله: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون}، وقال غيره: ليس ذلك كذلك، لأنّ مع {من قبل أن ينزّل عليهم} حرفًا ليس مع الثّانية، قال: فكأنّه قال: من قبل التّنزيل من قبل المطر، فقد اختلفتا، وأمّا {كلّهم أجمعون} وأكّد بأجمعين لأنّ كلًّا يكون اسمًا، ويكون توكيدًا، وهو قوله {أجمعون}.
والقول عندي في قوله: {من قبله} على وجه التّوكيد). [جامع البيان: 18/521-522]

تفسير قوله تعالى: (فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فانظر إلى آثار رحمة اللّه كيف يحيي الأرض بعد موتها إنّ ذلك لمحيي الموتى وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
اختلفت القرّاء في قوله: {فانظر إلى آثار رحمة اللّه} فقرأته عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: (إلى أثر رحمة اللّه)، على التّوحيد، بمعنى: فانظر يا محمّد إلى أثر الغيث الّذي أصاب اللّه به من أصاب من عباده، كيف يحيي ذلك الغيث الأرض من بعد موتها. وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: {فانظر إلى آثار رحمة اللّه}، على الجماع، بمعنى: فانظر إلى آثار الغيث الّذي أصاب اللّه به من أصاب كيف يحيي الأرض بعد موتها.
والصّواب من القول في ذلك، أنّهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى؛ وذلك أنّ اللّه إذا أحيا الأرض بغيثٍ أنزله عليها، فإنّ الغيث أحياها بإحياء اللّه إيّاها به، وإذا أحياها الغيث، فإنّ اللّه هو المحيي به، فبأيّ القراءتين قرأ القارئ فمصيبٌ.
فتأويل الكلام إذن: فانظر يا محمّد إلى آثار الغيث الّذي ينزّل اللّه من السّحاب، كيف يحيي بها الأرض الميتة، فينبتها ويعشبها من بعد موتها، ودثورها.
{إنّ ذلك لمحيي الموتى} يقول جلّ ذكره: إنّ الّذي يحيي هذه الأرض بعد موتها بهذا الغيث، لمحيي الموتى من بعد موتهم، وهو على كلّ شيءٍ مع قدرته على إحياء الموتى قديرٌ، لا يعزّ عليه شيءٌ أراده، ولا يمتنع عليه فعل شيءٍ شاءه سبحانه). [جامع البيان: 18/522-523]

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن أرسلنا ريحًا فرأوه مصفرًّا لظلّوا من بعده يكفرون}.
يقول تعالى ذكره: ولئن أرسلنا ريحًا مفسدةً ما أنبته الغيث الّذي أنزلناه من السّماء، فرأى هؤلاء الّذين أصابهم اللّه بذلك الغيث الّذي حييت به أرضوهم، وأعشبت ونبتت به زروعهم، ما أنبتته أرضوهم بذلك الغيث من الزّرع مصفرًّا، قد فسد بتلك الرّيح الّتي أرسلناها، فصار من بعد خضرته مصفرًّا، لظلّوا من بعد استبشارهم وفرحتهم به يكفرون بربّهم). [جامع البيان: 18/523]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين (52) وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلاّ من يؤمن بآياتنا فهم مّسلمون}.
يقول تعالى ذكره: {فإنّك} يا محمّد {لا تسمع الموتى} يقول: لا تجعل لهم أسماعًا يفهمون بها عنك ما تقول لهم، وإنّما هذا مثلٌ معناه: فإنّك لا تقدر أن تفهم هؤلاء المشركين الّذين قد ختم اللّه على أسماعهم، فسلبهم فهم ما يتلى عليهم من مواعظ تنزيله، كما لا تقدر أن تفهم الموتى الّذين قد سلبهم اللّه أسماعهم، بأن تجعل لهم أسماعًا.
وقوله: {ولا تسمع الصّمّ الدّعاء} يقول: وكما لا تقدر أن تسمع الصّمّ الّذين قد سلبوا السّمع الدّعاء، إذا هم ولّوا عنك مدبرين، كذلك لا تقدر أن توفّق هؤلاء الّذين قد سلبهم اللّه فهم آيات كتابه، لسماع ذلك وفهمه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فإنّك لا تسمع الموتى} هذا مثلٌ ضربه اللّه للكافر؛ فكما لا يسمع الميّت الدّعاء، كذلك لا يسمع الكافر. {ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين} يقول: لو أنّ أصمّ ولّى مدبرًا، ثمّ ناديته لم يسمع، كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع). [جامع البيان: 18/523-524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون.
أخرج مسلم، وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر أياما حتى جيفوا ثم أتاهم فقام يناديهم فقال: يا أمية بن خلف يا أبا جهل بن هشام يا عتبة بن ربيعة، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فسمع عمر رضي الله عنه صوته فجاء فقال: يا رسول الله تناديهم بعد ثلاث وهل يسمعون يقول الله {إنك لا تسمع الموتى} فقال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع منهم ولكنهم لا يطيقون أن يجيبوا). [الدر المنثور: 11/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم والنسائي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وقف النّبيّ صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ثم قال: انهم الآن يسمعون ما أقول، فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت: انما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: انهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت {إنك لا تسمع الموتى} حتى قرأت الآية). [الدر المنثور: 11/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من طريق قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة رضي الله عنهما ان نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه قالوا: ما ترى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركى فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها: فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: انهم لأسمع لما أقول منكم قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما). [الدر المنثور: 11/609-610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية في دعاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم لاهل بدر {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} ). [الدر المنثور: 11/610]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم} يقول تعالى ذكره: وما أنت يا محمّد بمسدّدٍ من أعماه اللّه عن الاستقامة، ومحجّة الحقّ، فلم يوفّقه لإصابة الرّشد، فصارفه عن ضلالته الّتي هو عليها، وركوبه الجائر من الطّرق، إلى سبيل الرّشاد، يقول: ليس ذلك بيدك ولا إليك، ولا يقدر على ذلك أحدٌ غيري، لأنّي القادر على كلّ شيءٍ. وقيل: {بهاد العمي عن ضلالتهم}، ولم يقل: من ضلالتهم. لأنّ معنى الكلام ما وصفت، من أنّه: وما أنت بصارفهم عنه، فحمل على المعنى. ولو قيل: من ضلالتهم كان صوابًا. وكان معناه: ما أنت بمانعهم من ضلالتهم.
وقوله: {إن تسمع إلاّ من يؤمن بآياتنا} يقول تعالى ذكره لنبيّه: ما تسمع السّماع الّذي ينتفع به سامعه فيعقله، إلاّ من يؤمن بآياتنا، لأنّ الّذي يؤمن بآياتنا إذا سمع كتاب اللّه تدبّره وفهمه وعقله، وعمل بما فيه، وانتهى إلى حدود اللّه، الّذي حدّ فيه، فهو الّذي يسمع السّماع النّافع.
وقوله: {فهم مسلمون} يقول: فهم خاضعون للّه بطاعته، متذلّلون لمواعظ كتابه). [جامع البيان: 18/524-525]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 جمادى الأولى 1434هـ/28-03-2013م, 02:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) )

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبيّنات} [الروم: 47]
[تفسير القرآن العظيم: 2/664]
أي فكذّبوا.
{فانتقمنا من الّذين أجرموا} [الروم: 47] أشركوا.
{وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين} [الروم: 47] إجابة دعاء الأنبياء على قومهم بالهلاك حين كذّبوهم، فأمروا بالدّعاء عليهم ثمّ استجيب لهم، فأهلكهم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/665]


تفسير قوله تعالى: {للَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحابًا فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفًا} [الروم: 48]، يعني: قطعًا بعضه على بعضٍ.
{فترى الودق يخرج من خلاله} [الروم: 48] قال مجاهدٌ: المطر.
{يخرج من خلاله} [الروم: 48] من خلال السّحاب.
قال: وحدّثني قرّة بن خالدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ أنّه كان يقرأ هذا الحرف: يخرج من خلله، أي: من خلل السّحاب.
قوله: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} [الروم: 48] به). [تفسير القرآن العظيم: 2/665]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({فتثير سحاباً }: مجازه: تجمع , وتستخرج.
{ الودق}, والقطر واحد قال:
فلا مزنةٌ ودقت ودقها= ولا أرضٌ أبقل أبقالها

{من خلاله}: أي : من بينه.). [مجاز القرآن: 2/124]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فترى الودق} : أي: المطر، {يخرج من خلاله}: أي : من بين السحاب.). [تفسير غريب القرآن: 342]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحابا فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون (48)}
{ويجعله كسفاً}: أي: قطعاً من السحاب. وقوله: {فترى الودق يخرج من خلاله} أي : فترى المطر يخرج من خلل السحاب، فأعلم عزّ وجلّ : أنه ينشئ السحاب , ويحي الأرض , ويرسل الرياح، وذلك كله دليل على القدرة التي يعجز عنها المخلوقون، وأنه قادر على إحياء الموتى.). [معاني القرآن: 4/189]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله} : ويجعله كسفا , جمع كسفة , وهي القطعة {فترى الودق } , قال مجاهد: أي: القطر يخرج من خلاله , أي: من بين السحاب.).[معاني القرآن: 5/268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({الْوَدْقَ}: المطر, و{خِلَالِهِ}: أي: من بين السحاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 188]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإن كانوا من قبل أن ينزّل عليهم} [الروم: 49] المطر.
{من قبله لمبلسين} [الروم: 49] ليائسين من المطر كقوله: {وهو الّذي ينزّل الغيث من بعد ما قنطوا} [الشورى: 28].
قوله عزّ وجلّ: {وإن كانوا من قبل أن ينزّل عليهم} [الروم: 49] المطر.
{من قبله} [الروم: 49] وهو كلامٌ من كلام العرب مثنًّى مثل قوله: {وهم بالآخرة هم يوقنون} [النمل: 3] وكقوله: {وهم عن الآخرة هم غافلون} [الروم: 7] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/665]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ({وإن كانوا من قبل أن ينزّل عليهم مّن قبله لمبلسين}
وقال: {وإن كانوا من قبل أن ينزّل عليهم مّن قبله لمبلسين} فرد {مّن قبله} على التوكيد نحو {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون} ). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {لمبلسين}: أي: يائسين, يقال: أبلس، إذا يئس.).[تفسير غريب القرآن: 342]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله تعالى:{وإن كانوا من قبل أن ينزّل عليهم من قبله لمبلسين (49)}
المعنى : أن ينزل عليهم المطر، ويقرأ: {أن ينزل}, ومعنى :{مبلسين} : منقطعين انقطاع آيسين. فأمّا تكرير قوله {من قبل}, ففيه وجهان:
قال قطرب: إن قبل الأولى : للتنزيل، وقبل الثانية : للمطر.

وقال الأخفش وغيره من البصريين: تكرير قبل على جهة التوكيد.
والمعنى : وإن كانوا من قبل تنزيل المطر لمبلسين. والقول كما قالوا ؛ لأن تنزيل المطر بمعنى : المطر، لأن المطر لا يكون إلا بتنزيل , كما أن الرياح لا تعرف إلا بمرورها. قال الشاعر:
مشين كما اهتزّت رماح= تسفّهت أعاليها مرّ الرّياح النّواسم
فمعنى : مر الرياح , كقولك :
= تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم). [معاني القرآن: 4/189-190]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين} في تكرير قبل ههنا ثلاثة أقوال:
أ- قال الأخفش سعيد : هذا على التوكيد , وأكثر النحويين على هذا القول .
ب- وقال قطرب : أي : وإن كانوا من قبل التنزيل : من قبل المطر

ج- والقول الثالث عندي أحسنها : وهو أن يكون المعنى :من قبل السحاب : أي: من قبل رؤية السحاب ليائسين , وقد تقدم ذكر السحاب.). [معاني القرآن: 5/269]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) : ({لمبلسين}:لمتحيرين.). [ياقوتة الصراط: 404]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لمُبْلِسِينَ}: مبهوتين.). [العمدة في غريب القرآن: 239]

تفسير قوله تعالى:{فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فانظر إلى آثار رحمة اللّه} [الروم: 50]، يعني: المطر.
[تفسير القرآن العظيم: 2/665]
{كيف يحيي الأرض بعد موتها} [الروم: 50]، يعني: النّبات الّذي أنبته اللّه تبارك وتعالى بذلك المطر.
قال: {إنّ ذلك لمحيي الموتى وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ} [الروم: 50]، أي: فالّذي أنبت هذا النّبات، يريد المطر، قادرٌ على أن يبعث الخلق يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/666]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلى آثار رحمت اللّه...} قرأها عاصم , والأعمش : {آثار}, وأهل الحجاز :{أثر}, وكلّ صواب.). [معاني القرآن: 2/326]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها إنّ ذلك لمحيي الموتى وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ }: المحيي الموتى هو الله , ولم تقع هذه الصفة على رحمة الله , ولكنها وقعت على أن الله هو محيي الموتى , وهو على كل شيء قدير. والعرب قد تفعل ذلك , فتصف الآخر , وتترك الأول, يقولون: رأيت غلام زيدٍ , أنه عنه لحليم , أي : أن زيداً عن غلامه , وعن غيره لحليم.). [مجاز القرآن: 2/125]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فانظر إلى آثار رحمت اللّه} : يعني: آثار المطر.). [تفسير غريب القرآن: 343]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{فانظر إلى آثار رحمت اللّه كيف يحي الأرض بعد موتها إنّ ذلك لمحي الموتى وهو على كلّ شيء قدير (50)} {أثر رحمت الله}, ويقرأ : {آثار رحمت اللّه}, يعني : آثار المطر الذي هو رحمة من اللّه. {كيف يحي الأرض بعد موتتها}: وإحياؤها أن جعلها تنبت , فكذلك إحياءالموتى، فقال: {إنّ ذلك لمحي الموتى}: ذلك إشارة إلى اللّه عزّ وجلّ.). [معاني القرآن: 4/190]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها} {رحمة الله} : أي : المطر الذي هو من رحمة الله .
{كيف يحيى الأرض بعد موتها}
, وقرأ محمد اليماني : {كيف تحيى الأرض بعد موتها}
والمعنى على قراءته : كيف تحيي الرحمة الأرض , أو الآثار , و{يحييى} بالياء , أي: يحيي الله , أو المطر , أو الأثر , فيمن قرأ هكذا.). [معاني القرآن: 5/269-270]

تفسير قوله تعالى:{وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولئن أرسلنا ريحًا} [الروم: 51] فأهلكنا به ذلك الزّرع.
{فرأوه مصفرًّا} [الروم: 51] وذلك الزّرع مصفرًّا.
{لظلّوا من بعده} [الروم: 51] من بعد ذلك المطر.
{يكفرون} [الروم: 51] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/666]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فرأوه مصفرّاً...}: يخافون هلاكه بعد اخضراره، يعني : الزرع.). [معاني القرآن: 2/326]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({ ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفرّاً }: الهاء هاهنا للأثر , كقولك: فرأوا ألثر مصفراً , ومعناه : النبات.). [مجاز القرآن: 2/125]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله جل وعز: {ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون}
قال النحويون : {فرأوه مصفرا }, أي : فرأوا النبات مصفرا , وحقيقته : فرأوا الأثر مصفرا , {لظلوا من بعده يكفرون }: أي: ليظلن , هذا قول الخليل . قال أبو جعفر : وهذا يقع في حروف المجازاة.).[معاني القرآن: 5/270]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فإنّك لا تسمع الموتى} [الروم: 52]، يعني: الكفّار الّذين يموتون على كفرهم.
{ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين} [الروم: 52] يقول: إنّ الصّمّ لا يسمعون الدّعاء {إذا ولّوا مدبرين} [الروم: 52] وهذا مثل الكفّار إذا تولّوا عن الهدى لم يسمعوه سمع قبولٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/666]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله:{فإنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين (52)}
هذا مثل ضربه الله للكفار , كما قال: {صمّ بكم عمي}, فجعلهم في تركهم العمل بما يسمعون , ووعي ما يبصرون بمنزلة الموتى، لأن ما بيّن من قدرته وصنعته التي لا يقدر على مثلها المخلوقون دليل على وحدانيته.). [معاني القرآن: 4/190]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (ثم قال جل وعز: {فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين}
أي : إنهم بمنزلة الموتى , والصم ؛ لأنهم لا يقبلون لمعاندتتهم.). [معاني القرآن: 5/271]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما أنت بهادي العمي} [الروم: 53] عن الهدى {بهادي العمي} [الروم: 53]، يعني: الكفّار.
العمي عن الهدى.
{عن ضلالتهم إن تسمع} [الروم: 53] إن يقبل منك.
{إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون} [الروم: 53] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/666]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {بهاد العمي عن ضلالتهم...}, و{من ضلالتهم} , كلّ صواب.
ومن قال: {عن ضلالتهم}, كأنه قال: ما أنت بصارفٍ العمى عن الضلالة, ومن قال (من) قال: ما أنت بمانعهم من الضلالة.). [معاني القرآن: 2/326]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلّا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (53)} وقوله: {إن تسمع إلّا من يؤمن بآياتنا} أي : ما يسمع إلا من يؤمن بآياتنا، وجعل الإسماع ههنا إسماعا إذا قبل وعمل بما سمع، وإذا لم يقبل بمنزلة ما لم يسمع ولم يبصر. وقوله: {وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم} القراءة بالجر في " العمي " والنصب جائز، بهاد العمي عن ضلالتهم, فالقراءة بالجر، فأمّا النصب , فإن كانت فيها رواية، وإلا فليست القراءة بها جائزة؛ لأن كل ما يقرأ به , ولم يتقدم فيه رواية لقراء الأمصار المتقدّمين , فالقراءة به بدعة , وإن جاز في العربية، والعمل في القراءة كلها على اتباع السّنّة). [معاني القرآن: 4/190-191]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون} أي : ما تسمع إلا من كان قابلا غير معاند). [معاني القرآن: 5/271]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:31 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (اعلم أنه إذا اجتمع في هذا الباب معرفة ونكرة فالذي يجعل اسم كان المعرفة؛ لأن المعنى على ذلك؛ لأنه بمنزلة الابتداء والخبر كما وصفت لك.
ألا ترى أنك لو قلت: كان رجل قائماً، وكان إنسان ظريفاً لم تفد بهذا معنىً، لأن هذا مما يعلم الناس أنه قد كان، وأنه مما يكون، وإنما وضع الخبر للفائدة.
فإذا قلت: كان عبد الله، فقد ألقيت إلى السامع اسماً يعرفه، فهو يتوقع ما تخبره عنه. وكذلك لو قربت النكرة من المعرفة بما تحملها من الأوصاف لجاز أن تخبر عنها، وكان فيها حينئذ فائدة؛ نحو قولك: كان رجل من بني فلان فارساً، وكان رجل من أهل البصرة شجاعاً. وذلك لأن هذا يجوز ألا يكون، أو يكون فلا يعلم. فلذلك ذكرنا أن الاسم المعروف هو الذي له هذا الموضع.
تقول: كان منطلقاً عبد الله، وكان منطلقاً اليوم عبد الله وكان أخاك صاحبنا، وزيد كان قائماً غلامه.
وكذلك أخوات كان فمن ذلك قول الله عز وجل: {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين} وقال: {أكان للناس عجباً أن أوحينا}؛ لأن قوله: {أن أوحينا} إنما هو وحينا). [المقتضب: 4/88-89]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) }

تفسير قوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألته عن قوله عز وجل: {ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لظلوا من بعده يكفرون} فقال: هي في معنى ليفعلن كأنه قال: ليظلن كما تقول: والله لا فعلت ذاك أبداً تريد معنى لا أفعل). [الكتاب: 3/108]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 03:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 03:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 04:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم آنس محمدا صلى الله عليه وسلم بأن ضرب له مثل من أرسل من الأنبياء، ثم وعد تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته النصر; إذ أخبر أنه جعله حقا عليه تبارك وتعالى، و"حقا" خبر "كان" قدمه اهتماما، لأنه موضع فائدة الجملة، وبعض القراء في هذه الآية وقف على قوله: "حقا"، وجعله من الكلام المتقدم، ثم استأنف جملة من قوله: {علينا نصر المؤمنين}، وهذا قول ضعيف; لأنه لم يدر قدر ما عرضه في نظم الآية).[المحرر الوجيز: 7/ 32-33]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون * وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين * فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير}
إثارة السحب: تحريكها من سكونها وتسييرها، وبسطها في السماء هو نشرها في الآفاق، و"الكسف": القطع. وقرأ جمهور القراء: "كسفا" بفتح السين، وقرأ ابن عامر: "كسفا" بسكون السين، وهي قراءة الحسن، وأبي جعفر، والأعرج، وهما بناءان للجمع، كما يقال: "سدرة وسدر" بسكون الدال، و"سدر" بفتح الدال، وقال مكي: من أسكن السين فمعناه: يجعل السحاب قطعة واحدة، و"الودق": الماء يمطر، ومنه قول الشاعر:
فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها
و"خلاله": الفطور الذي بين بعضه وبعض; لأنه متحلل الأجزاء. وقرأ الجمهور: "من خلاله" بكسر الخاء وألف بعد اللام، جمع خلل كجبل وجبال، وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس، والضحاك، والحسن - بخلاف عنه -: "من خلله"، وهو اسم جنس. والضمير في "خلاله" يحتمل أن يعود على "السحاب"، ويحتمل أن يعود على "الكسف" في قراءة من قرأ بسكون السين، وذكر الضمير مراعاة للفظ لا لمعنى الجمع، كما تقول: "هذا تمر جيد"، و"من الشجر الأخضر نارا"، ومن قرأ: "كسفا" بفتح السين فلا يعيد الضمير إلا على السحاب فقط). [المحرر الوجيز: 7/ 33-34]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله عز وجل: "من قبله" تأكيد أفاد الإعلام بسرعة تقلب قلوب البشر من الإبلاس إلى الاستبشار، وذلك أن قوله: {من قبل أن ينزل عليهم} يحتمل الفسحة في الزمان، أي: من قبل ذلك، أي: من قبل أن ينزل بكثير كالأيام ونحوه، فجاء قوله: "من قبله" بمعنى أن ذلك متصل بالمطر، فهو تأكيد مفيد. وقرأ يعقوب، وعيسى، وأبو عمرو - بخلاف عنه -: "ينزل" مخففة، وقرأت عامة القراء بالتثقيل في الزاي، وقرأ ابن مسعود: "عليهم لمبلسين" بسقوط "من قبله". و"الإبلاس": الكون في حال سوء مع اليأس من زوالها). [المحرر الوجيز: 7/ 34]

تفسير قوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم عجبه بمخاطبة يراد بها جميع الناس من أجل رحمة الله وهي المطر، وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، "أثر" بالإفراد، وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي: "آثار" بالجمع، واختلف عن عاصم.
وقوله: {كيف يحيي} يحتمل أن يكون الضمير الذي في الفعل للأثر، ويحتمل أن يكون لله تعالى، وهو أظهر. وقرأت فرقة: "كيف تحيا" بالتاء المفتوحة "الأرض" بالرفع. وقرأ الجحدري، وابن السميفع، وأبو حيوة: "تحيي" بتاء مضمومة على أن إسناد الفعل إلى ضمير الرحمة نصبا. قال أبو الفتح: قوله: "كيف تحيي" جملة منصوبة الموضع على الحال حملا على المعنى، كأنه قال: "محيية، وهذه الحياة والموت استعارة في القحط والإعشاب. ثم أخبر تبارك وتعالى - على جهة القياس والتنبيه عليه - بالبعث والنشور، وقوله سبحانه: {على كل شيء} عموم).[المحرر الوجيز: 7/ 34-35]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون * فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون}
ثم أخبر تعالى عن حال تقلب ابن آدم في أنه بعيد الاستبشار بالمطر أن بعث الله ريحا فاصفر بها النبات ظل يكفر قلقا منه وقلة توكل وتسليم لله عز وجل. والضمير في "فرأوه" للنبات كما قلنا، أو للأثر وهو حوة النبات الذي أحييت به الأرض، وقال قوم: هو للسحاب، وقال قوم: هو للريح، وهذا كله ضعيف. واللام في "لئن" مؤذنة بمجيء القسم، وفي "لظلوا" فاللام لام القسم. وقوله تعالى: "ظلوا" فعل ماض نزله منزلة المستقبل واستنابه منابه; لأن الجزاء هنا لا يكون إلا بفعل مستقبل، لكن استعمل الماضي موضع المستقبل في بعض المواضع توثيقا لوقوعه). [المحرر الوجيز: 7/ 35]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فإنك لا تسمع الموتى} الآية ... استعارة للكفار، وقد تقدم القول على مثل هذه الآية في سورة النمل. وكلهم قرأ: "لا تسمع" بتاء مضمومة ونصب "الصم"، وقرأ ابن كثير، وعباس عن أبي عمرو: "تسمع" بياء مفتوحة "الصم" رفعا). [المحرر الوجيز: 7/ 35]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "بهاد العمي" بالإضافة، وقرأ يحيى بن الحرث، وأبو حيوة: "بهاد" بالتنوين "العمي" نصبا. وقوله: {إن تسمع إلا من يؤمن} معناه: إن تسمع إسماعا ينفع ويجدي، وأما سماع الكفرة فغير مجد فاستويا. وقوله تعالى: {عن ضلالتهم}، لما كان الهدى يتضمن الصرف عديت بـ"عن" كما تتعدى "صرف"، ومعنى الآية: ليس في قدرتك يا محمد ولا عليك أن تهدي. وقرأ ابن أبي عبلة: "من ضلالتهم). [المحرر الوجيز: 7/ 35]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 07:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبيّنات فانتقمنا من الّذين أجرموا} هذه تسليةٌ من اللّه لعبده ورسوله محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه، بأنّه وإن كذّبه كثيرٌ من قومه ومن النّاس، فقد كذّبت الرّسل المتقدّمون مع ما جاءوا أممهم به من الدّلائل الواضحات، ولكنّ اللّه انتقم ممّن كذّبهم وخالفهم، وأنجى المؤمنين بهم، {وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين}، هو حقٌّ أوجبه على نفسه الكريمة، تكرّمًا وتفضّلًا كقوله تعالى: {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة} [الأنعام: 54].
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن نفيلٍ، حدّثنا موسى بن أعين، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشب، عن أمّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "ما من امرئٍ مسلمٍ يردّ عن عرض أخيه، إلّا كان حقًّا على اللّه أن يردّ عنه نار جهنّم يوم القيامة". ثمّ تلا هذه الآية: {وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 321-322]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحابًا فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفًا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون (48) وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين (49) فانظر إلى آثار رحمة اللّه كيف يحيي الأرض بعد موتها إنّ ذلك لمحيي الموتى وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (50) ولئن أرسلنا ريحًا فرأوه مصفرًّا لظلّوا من بعده يكفرون (51)}.
يبيّن تعالى كيف يخلق السّحاب الّتي ينزل منها الماء فقال: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحابًا}، إمّا من البحر على ما ذكره غير واحدٍ، أو ممّا يشاء اللّه عزّ وجلّ. {فيبسطه في السّماء كيف يشاء} أي: يمدّه فيكثّره وينمّيه، ويجعل من القليل كثيرًا، ينشئ سحابةً فترى في رأي العين مثل التّرس، ثمّ يبسطها حتّى تملأ أرجاء الأفق. وتارةً يأتي السّحاب من نحو البحر ثقالًا مملوءةً ماءً، كما قال تعالى: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشرًا بين يدي رحمته حتّى إذا أقلّت سحابًا ثقالا سقناه لبلدٍ ميّتٍ فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كلّ الثّمرات كذلك نخرج الموتى لعلّكم تذكّرون} [الأعراف: 57]، وكذلك قال هاهنا: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحابًا فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفًا}. قال مجاهدٌ، وأبو عمرو بن العلاء، ومطرٌ الورّاق، وقتادة: يعني قطعًا.
وقال غيره: متراكمًا، قاله الضّحّاك.
وقال غيره: أسود من كثرة الماء، تراه مدلهمًّا ثقيلًا قريبًا من الأرض.
وقوله {فترى الودق يخرج من خلاله} أي: فترى المطر -وهو القطر -يخرج من بين ذلك السّحاب، {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} أي: لحاجتهم إليه يفرحون بنزوله عليهم ووصوله إليهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 322]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين}، معنى الكلام: أنّ هؤلاء القوم الّذين أصابهم هذا المطر كانوا قنطين أزلين من نزول المطر إليهم قبل ذلك، فلمّا جاءهم، جاءهم على فاقةٍ، فوقع منهم موقعًا عظيمًا.
وقد اختلف النحاة في قوله: {من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين}، فقال ابن جرير: هو تأكيدٌ. وحكاه عن بعض أهل العربيّة.
وقال آخرون: [وإن كانوا] من قبل أن ينزّل عليهم المطر، {من قبله} أي: الإنزال {لمبلسين}.
ويحتمل أن يكون ذلك من دلالة التّأسيس، ويكون معنى الكلام: أنّهم كانوا محتاجين إليه قبل نزوله، ومن قبله -أيضًا- قد فات عندهم نزوله وقتًا بعد وقتٍ، فترقّبوه في إبّانه فتأخّر، فمضت مدّةٌ فترقّبوه فتأخّر، ثمّ جاءهم بغتةً بعد الإياس منه والقنوط، فبعد ما كانت أرضهم مقشعرةً هامدةً أصبحت وقد اهتزت وربت، وأنبتت من كل زوج بهيج؛ ولهذا قال: {فانظر إلى آثار رحمة اللّه} يعني: المطر {كيف يحيي الأرض بعد موتها}.
ثمّ نبّه بذلك على إحياء الأجساد بعد موتها وتفرّقها وتمزّقها، فقال: {إنّ ذلك لمحيي الموتى} أي: إنّ الّذي فعل ذلك لقادرٌ على إحياء الأموات، {إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}). [تفسير ابن كثير: 6/ 322-323]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {ولئن أرسلنا ريحًا فرأوه مصفرًّا لظلّوا من بعده يكفرون}، يقول {ولئن أرسلنا ريحًا} يابسةً على الزّرع الّذي زرعوه، ونبت وشبّ واستوى على سوقه، فرأوه مصفرًّا، أي: قد اصفرّ وشرع في الفساد، لظلّوا من بعده، أي: بعد هذا الحال يكفرون، أي: يجحدون ما تقدّم [إليهم] من النّعم، كما قال: {أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزّارعون. لو نشاء لجعلناه حطامًا فظلتم تفكّهون. إنّا لمغرمون بل نحن محرومون} [الواقعة: 63 -67].
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن عيسى بن الطباع، حدّثنا هشيم، عن يعلى بن عطاءٍ، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: الرّياح ثمانيةٌ، أربعةٌ منها رحمةٌ، وأربعةٌ عذابٌ، فأمّا الرّحمة فالنّاشرات والمبشّرات والمرسلات والذّاريات. وأمّا العذاب فالعقيم والصّرصر، وهما في البرّ، والعاصف والقاصف، وهما في البحر [فإذا شاء سبحانه وتعالى حرّكه بحركة الرّحمة فجعله رخاءً ورحمةً وبشرى بين يدي رحمته، ولاقحًا للسّحاب تلقّحه بحمله الماء، كما يلقّح الذّكر الأنثى بالحمل، وإن شاء حرّكه بحركة العذاب فجعله عقيمًا، وأودعه عذابًا أليمًا، وجعله نقمةً على من يشاء من عباده، فيجعله صرصرًا وعاتيًا ومفسدًا لما يمرّ عليه، والرّياح مختلفةٌ في مهابّها: صبًا ودبورٌ، وجنوبٌ، وشمالٌ، وفي منفعتها وتأثيرها أعظم اختلاف، فريحٌ ليّنةٌ رطبةٌ تغذّي النّبات وأبدان الحيوان، وأخرى تجفّفه، وأخرى تهلكه وتعطبه، وأخرى تسيّره وتصلبه، وأخرى توهنه وتضعفه].
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو عبيد اللّه ابن أخي ابن وهبٍ، حدّثنا عمّي، حدثنا عبد اللّه بن عياش، حدّثني عبد اللّه بن سليمان، عن درّاجٍ، عن عيسى بن هلالٍ الصدفي، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الرّيح مسخّرةٌ من الثّانية -يعني الأرض الثانية -فلما أراد الله أن يهلك عادا، أمر خازن الرّيح أن يرسل عليهم ريحًا تهلك عادًا، فقال: يا ربّ، أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور. قال له الجبّار تبارك وتعالى: لا إذًا تكفأ الأرض وما عليها، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتمٍ"، فهي الّتي قال اللّه في كتابه: {ما تذر من شيءٍ أتت عليه إلا جعلته كالرّميم} [الذّرايات: 42]. هذا حديثٌ غريبٌ، ورفعه منكرٌ. والأظهر أنّه من كلام عبد اللّه بن عمرٍو، رضي اللّه عنه). [تفسير ابن كثير: 6/ 323-324]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين (52) وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (53)}.
يقول تعالى: كما أنّك ليس في قدرتك أن تسمع الأموات في أجداثها، ولا تبلغ كلامك الصّمّ الّذين لا يسمعون، وهم مع ذلك مدبرون عنك، كذلك لا تقدر على هداية العميان عن الحقّ، وردّهم عن ضلالتهم، بل ذلك إلى اللّه تعالى، فإنّه بقدرته يسمع الأموات أصوات الأحياء إذا شاء، ويهدي من يشاء، ويضلّ من يشاء، وليس ذلك لأحدٍ سواه؛ ولهذا قال: {إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون} أي: خاضعون مستجيبون مطيعون، فأولئك هم الّذين يستمعون الحقّ ويتبعونه، وهذا حال المؤمنين، والأوّل مثل الكافرين، كما قال تعالى: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون والموتى يبعثهم اللّه ثمّ إليه يرجعون} [الأنعام: 36].
وقد استدلّت أمّ المؤمنين عائشة، رضي اللّه عنها، بهذه الآية: {إنّك لا تسمع الموتى}، على توهيم عبد اللّه بن عمر في روايته مخاطبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم القتلى الّذين ألقوا في قليب بدرٍ، بعد ثلاثة أيّامٍ، ومعاتبته إيّاهم وتقريعه لهم، حتّى قال له عمر: يا رسول اللّه، ما تخاطب من قومٍ قد جيّفوا؟ فقال: "والّذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن لا يجيبون". وتأوّلته عائشة على أنّه قال: "إنّهم الآن ليعلمون أنّ ما كنت أقول لهم حقٌّ".
وقال قتادة: أحياهم اللّه له حتّى سمعوا مقالته تقريعًا وتوبيخًا ونقمةً.
والصّحيح عند العلماء رواية ابن عمر، لما لها من الشّواهد على صحّتها من وجوهٍ كثيرةٍ، من أشهر ذلك ما رواه ابن عبد البرّ مصحّحًا [له]، عن ابن عبّاسٍ مرفوعًا: "ما من أحدٍ يمرّ بقبر أخيه المسلم، كان يعرفه في الدّنيا، فيسلّم عليه، إلّا ردّ اللّه عليه روحه، حتّى يردّ عليه السّلام".
[وثبت عنه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ الميّت يسمع قرع نعال المشيّعين له، إذا انصرفوا عنه، وقد شرع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأمّته إذا سلّموا على أهل القبور أن يسلّموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلم: السّلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وهذا خطابٌ لمن يسمع ويعقل، ولولا هذا الخطاب لكانوا بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسّلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار عنهم بأنّ الميّت يعرف بزيارة الحيّ له ويستبشر، فروى ابن أبي الدّنيا في كتاب القبور عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما من رجلٍ يزور قبر أخيه ويجلس عنده، إلّا استأنس به وردّ عليه حتّى يقوم".
وروي عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: إذا مرّ رجلٌ بقبرٍ يعرفه فسلّم عليه، ردّ عليه السّلام.
وروى ابن أبي الدّنيا بإسناده عن رجلٍ من آل عاصمٍ الجحدري قال: رأيت عاصمًا الجحدريّ في منامي بعد موته بسنتين، فقلت: أليس قد متّ؟ قال: بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا -واللّه -في روضةٍ من رياض الجنّة، أنا ونفرٌ من أصحابي نجتمع كلّ ليلة جمعةٍ وصبيحتها إلى بكر بن عبد اللّه المزنيّ، فنتلقّى أخباركم. قال: قلت: أجسامكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات! قد بليت الأجسام، وإنّما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إيّاكم؟ قال: نعلم بها عشيّة الجمعة ويوم الجمعة كلّه ويوم السّبت إلى طلوع الشّمس، قال: قلت: فكيف ذلك دون الأيّام كلّها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.
قال: وحدّثنا محمّد بن الحسين، ثنا بكر بن محمّدٍ، ثنا حسنٌ القصّاب قال: كنت أغدو مع محمّد بن واسعٍ في كلّ غداة سبتٍ حتّى نأتي أهل الجبّان، فنقف على القبور فنسلّم عليهم، وندعو لهم ثمّ ننصرف، فقلت ذات يومٍ: لو صيّرت هذا اليوم يوم الاثنين؟ قال: بلغني أنّ الموتى يعلمون بزوّارهم يوم الجمعة ويومًا قبلها ويومًا بعدها. قال: ثنا محمّدٌ، ثنا عبد العزيز بن أبانٍ قال: ثنا سفيان الثّوريّ قال: بلغني عن الضّحّاك أنّه قال: من زار قبرًا يوم السّبت قبل طلوع الشّمس علم الميّت بزيارته، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لمكان يوم الجمعة.
حدّثنا خالد بن خداش، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي التّيّاح يقول: كان مطرّف يغدو، فإذا كان يوم الجمعة أدلج. قال: وسمعت أبا التّيّاح يقول: بلغنا أنّه كان ينزل بغوطةٍ، فأقبل ليلةً حتّى إذا كان عند المقابر يقوم وهو على فرسه، فرأى أهل القبور كلّ صاحب قبرٍ جالسًا على قبره، فقالوا: هذا مطرّفٌ يأتي الجمعة ويصلّون عندكم يوم الجمعة؟ قالوا: نعم، ونعلم ما يقول فيه الطّير. قلت: وما يقولون؟ قال: يقولون سلامٌ عليكم؛ حدّثني محمّد بن الحسن، ثنا يحيى بن أبي بكرٍ، ثنا الفضل بن الموفّق ابن خال سفيان بن عيينة قال: لـمّا مات أبي جزعت عليه جزعًا شديدًا، فكنت آتي قبره في كلّ يومٍ، ثمّ قصّرت عن ذلك ما شاء اللّه، ثمّ إنّي أتيته يومًا، فبينا أنا جالسٌ عند القبر غلبتني عيناي فنمت، فرأيت كأنّ قبر أبي قد انفرج، وكأنّه قاعدٌ في قبره متوشّحٌ أكفانه، عليه سحنة الموتى، قال: فكأنّي بكيت لمّا رأيته. قال: يا بنيّ، ما أبطأ بك عنّي؟ قلت: وإنّك لتعلم بمجيئي؟ قال: ما جئت مرّةً إلّا علمتها، وقد كنت تأتيني فأسرّ بك ويسرّ من حولي بدعائك، قال: فكنت آتيه بعد ذلك كثيرًا.
حدّثني محمّدٌ، حدّثنا يحيى بن بسطام، ثنا عثمان بن سويد الطّفاوي قال: وكانت أمّه من العابدات، وكان يقال لها: راهبةٌ، قال: لمّا احتضرت رفعت رأسها إلى السّماء فقالت: يا ذخري وذخيرتي من عليه اعتمادي في حياتي وبعد موتي، لا تخذلني عند الموت ولا توحشني. قال: فماتت. فكنت آتيها في كلّ جمعةٍ فأدعو لها وأستغفر لها ولأهل القبور، فرأيتها ذات يومٍ في منامي، فقلت لها: يا أمّي، كيف أنت؟ قالت: أي: بنيّ، إنّ للموت لكربةً شديدةً، وإنّي بحمد اللّه لفي برزخٍ محمودٍ يفرش فيه الرّيحان، ونتوسّد السّندس والإستبرق إلى يوم النّشور، فقلت لها: ألك حاجةٌ؟ قالت: نعم، قلت: وما هي؟ قالت: لا تدع ما كنت تصنع من زياراتنا والدّعاء لنا، فإنّي لأبشّر بمجيئك يوم الجمعة إذا أقبلت من أهلك، يقال لي: يا راهبة، هذا ابنك، قد أقبل، فأسرّ ويسرّ بذلك من حولي من الأموات.
حدّثني محمّدٌ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن سليمان، حدّثنا بشر بن منصورٍ قال: لمّا كان زمن الطّاعون كان رجلٌ يختلف إلى الجبّان، فيشهد الصّلاة على الجنائز، فإذا أمسى وقف على المقابر فقال: آنس اللّه وحشتكم، ورحم غربتكم، وتجاوز عن مسيئكم، وقبل حسناتكم، لا يزيد على هؤلاء الكلمات، قال: فأمسيت ذات ليلةٍ وانصرفت إلى أهلي ولم آت المقابر فأدعو كما كنت أدعو، قال: فبينا أنا نائمٌ إذا بخلقٍ قد جاءوني، فقلت: ما أنتم وما حاجتكم؟ قالوا: نحن أهل المقابر، قلت: ما حاجتكم؟ قالوا: إنّك عوّدتنا منك هديّةً عند انصرافك إلى أهلك، قلت: وما هي؟ قالوا: الدّعوات الّتي كنت تدعو بها، قال: قلت فإنّي أعود لذلك، قال: فما تركتها بعد.
وأبلغ من ذلك أنّ الميّت يعلم بعمل الحيّ من أقاربه وإخوانه. قال عبد اللّه بن المبارك: حدّثني ثور بن يزيد، عن إبراهيم، عن أيّوب قال: تعرض أعمال الأحياء على الموتى، فإذا رأوا حسنًا فرحوا واستبشروا وإن رأوا سوءًا قالوا: اللّهمّ راجع به.
وذكر ابن أبي الدّنيا عن أحمد بن أبي الحوارى قال: ثنا محمّدٌ أخي قال: دخل عبّاد بن عبّادٍ على إبراهيم بن صالحٍ وهو على فلسطين فقال: عظني، قال: بم أعظك، أصلحك اللّه؟ بلغني أنّ أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، فانظر ما يعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من عملك، فبكى إبراهيم حتّى أخضل لحيته. قال ابن أبي الدّنيا: وحدّثني محمّد بن الحسين، ثنا خالد بن عمرٍو الأمويّ، ثنا صدقة بن سليمان الجعفريّ قال: كانت لي شرّة سمجة، فمات أبي فتبت وندمت على ما فرّطت، ثمّ زللت أيّما زلّةٍ، فرأيت أبي في المنام، فقال: أي بنيّ، ما كان أشدّ فرحي بك وأعمالك تعرض علينا، فنشبّهها بأعمال الصّالحين، فلمّا كانت هذه المرّة استحييت لذلك حياءً شديدًا، فلا تخزني فيمن حولي من الأموات، قال: فكنت أسمعه بعد ذلك يقول في دعائه في السّحر، وكان جارًا لي بالكوفة: أسألك إيابةً لا رجعة فيها ولا حور، يا مصلح الصّالحين، ويا هادي المضلّين، ويا أرحم الرّاحمين.
وهذا بابٌ فيه آثارٌ كثيرةٌ عن الصّحابة. وكان بعض الأنصار من أقارب عبد اللّه بن رواحة يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من عملٍ أخزى به عند عبد اللّه بن رواحة، كان يقول ذلك بعد أن استشهد عبد اللّه.
وقد شرع السّلام على الموتى، والسّلام على من لم يشعر ولا يعلم بالمسلم محالٌ، وقد علم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمّته إذا رأوا القبور أن يقولوا: "سلامٌ عليكم أهل الدّيار من المؤمنين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون، يرحم اللّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين، نسأل اللّه لنا ولكم العافية"، فهذا السّلام والخطاب والنّداء لموجودٍ يسمع ويخاطب ويعقل ويردّ، وإن لم يسمع المسلم الرّدّ، واللّه أعلم] ).[تفسير ابن كثير: 6/ 324-327]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة