العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأحزاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:18 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الأحزاب [ من الآية (45) إلى الآية (48) ]

تفسير سورة الأحزاب
[ من الآية (45) إلى الآية (48) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا (45) وداعيًا إلى اللّه بإذنه وسراجًا منيرًا (46) وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيرًا (47) ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا محمّد {إنّا أرسلناك شاهدًا} على أمّتك بإبلاغك إيّاهم ما أرسلناك به من الرّسالة، ومبشّرهم بالجنّة إن صدّقوك وعملوا بما جئتهم به من عند ربّك، {ونذيرًا} من النّار أن يدخلوها، فيعذّبوا بها إن هم كذّبوك، وخالفوا ما جئتهم به من عند اللّه.
وبالّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا} على أمّتك بالبلاغ، ومبشّرًا بالجنّة، {ونذيرًا} بالنّار). [جامع البيان: 19/125-126]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا أبو سهلٍ بشر بن سهلٍ اللّبّاد، ثنا عبد اللّه بن صالحٍ المصريّ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن سعيد بن سويدٍ، عن عبد الأعلى بن هلالٍ، عن عرباض بن سارية رضي اللّه عنه، صاحب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، يقول: «إنّي عبد اللّه، وخاتم النّبيّين، وأبي منجدلٌ في طينته وسأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمّي آمنة الّتي رأت» وكذلك أمّهات النّبيّين يرين، وأنّ أمّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم رأت حين وضعته له نورًا أضاءت لها قصور الشّام، ثمّ تلا {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا (45) وداعيًا إلى اللّه بإذنه وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 46] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/453]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا} [الأحزاب: 45]
- عن ابن عبّاسٍ قال: «لمّا نزلت: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} [الأحزاب: 45] دعا النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - عليًّا - رضوان اللّه عليه - ومعاذًا، وقد كان أمرهما أن يخرجا إلى اليمن، فقال: " انطلقا وبشّرا ولا تنفّرا، ويسّرا ولا تعسّرا، فإنّه قد أنزلت عليّ: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا} [الأحزاب: 45] [على أمّتك] (ومبشّرًا) بالجنّة (ونذيرًا) من النّار {وداعيًا إلى اللّه} [الأحزاب: 46] إلى شهادة أن لا إله إلّا اللّه {بإذنه وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 46] بالقرآن» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه العرزميّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا * وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا.
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والخطيب، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وقد كان أمر عليا ومعاذ ان يسيرا إلى اليمن فقال انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا فانه قد أنزل علي {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} قال: شاهدا على أمتك ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى شهادة لا إله إلا الله {بإذنه وسراجا منيرا} بالقرآن). [الدر المنثور: 12/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال: أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا تجزى ء بالسيئة السيئة ولكن تعفو وتصفح). [الدر المنثور: 12/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني عبد الله وخاتم النبيين وأبي منجدل في طينته وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وان أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور السام، ثم تلا {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} إلى قوله {منيرا} ). [الدر المنثور: 12/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اجتمع عتبة، وشيبة، وأبو جهل، وغيرهم فقالوا: أسقط السماء علينا كسفا أو ائتنا بعذاب أو امطر علينا حجارة من السماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذاك الي، إنما بعثت اليكم داعيا ومبشرا ونذيرا). [الدر المنثور: 12/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجا منيرا} قال: كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم). [الدر المنثور: 12/78-79]

تفسير قوله تعالى: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وداعيًا إلى اللّه} يقول: وداعيًا إلى توحيد اللّه، وإفراد الألوهة له، وإخلاص الطّاعة لوجهه دون كلّ من سواه من الآلهة والأوثان.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وداعيًا إلى اللّه} إلى شهادة أنّ لا إله إلاّ اللّه.
وقوله: {بإذنه} يقول: بأمره إيّاك بذلك {وسراجًا منيرًا} يقول: وضياءً لخلقه يستضيء بالنّور الّذي أتيتهم به من عند اللّه عباده {منيرًا} يقول: ضياءٌ ينير لمن استضاء بضوئه، وعمل بما أمره. وإنّما يعني بذلك، أنّه يهدي به من اتّبعه من أمّته). [جامع البيان: 19/126]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا} [الأحزاب: 45]
- عن ابن عبّاسٍ قال: «لمّا نزلت: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} [الأحزاب: 45] دعا النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - عليًّا - رضوان اللّه عليه - ومعاذًا، وقد كان أمرهما أن يخرجا إلى اليمن، فقال: " انطلقا وبشّرا ولا تنفّرا، ويسّرا ولا تعسّرا، فإنّه قد أنزلت عليّ: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا} [الأحزاب: 45] [على أمّتك] (ومبشّرًا) بالجنّة (ونذيرًا) من النّار {وداعيًا إلى اللّه} [الأحزاب: 46] إلى شهادة أن لا إله إلّا اللّه {بإذنه وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 46] بالقرآن» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه العرزميّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/92] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والخطيب، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وقد كان أمر عليا ومعاذ ان يسيرا إلى اليمن فقال انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا فانه قد أنزل علي {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} قال: شاهدا على أمتك ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى شهادة لا إله إلا الله {بإذنه وسراجا منيرا} بالقرآن). [الدر المنثور: 12/76] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجا منيرا} قال: كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم). [الدر المنثور: 12/78-79] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في حم الأحقاف: {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتّبع إلا ما يوحى إليّ وما أنا إلا نذيرٌ مبينٌ}؛ فنسختها الآية التي في سورة الفتح فقال: {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ويتمّ نعمته عليك ويهديك صراطًا مستقيماً}؛
فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين أنزلت عليه هذه الآية فبشرهم بأن الله قد غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر؛ فقال له رجلٌ من القوم: يا رسول الله، قد علمنا ما يفعل الله بك، فما يفعل بنا، يا رسول الله؛ فأنزل الله في سورة الأحزاب: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيراً}؛ وأنزل {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفّر عنهم سيّئاتهم وكان ذلك عند اللّه فوزًا عظيمًا ويعذّب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات}، {ويتوب اللّه على المؤمنين والمؤمنات وكان اللّه غفوراً رحيماً}؛ فبين لهم ما يفعل به وبهم). [الجامع في علوم القرآن: 3/80-81]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيرًا} يقول تعالى ذكره: وبشّر أهل الإيمان باللّه يا محمّد بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيرًا؛ يقول: بأنّ لهم من ثواب اللّه على طاعتهم إيّاه تضعيفًا كثيرًا، وذلك هو الفضل الكبير من اللّه لهم). [جامع البيان: 19/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا: لما نزلت ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر (الفتح الآية 2) قالوا: يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فأنزل الله {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} ). [الدر المنثور: 12/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في "الدلائل " عن الربيع عن أنس قال: لما نزلت: (وما أدرى ما يفعل بي ولابكم) [الأحقاف: 9] . نزل بعدها: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) الفتح: 2] فقالوا: يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله: (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) ! قال: الفضل الكبير: الجنة). [الدر المنثور: 12/78] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجا منيرا} قال: كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم). [الدر المنثور: 12/78-79] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ودع أذاهم قال اصبر على أذاهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/119]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا تطع الكافرين والمنافقين} يقول: ولا تطع لقول كافرٍ ولا منافقٍ، فتسمع منه دعاءه إيّاك إلى التّقصير في تبليغ رسالات اللّه إلى من أرسلك بها إليه من خلقه {ودع أذاهم} يقول: وأعرض عن أذاهم لك، واصبر عليه، ولا يثنك ذلك عن القيام بأمر اللّه في عباده، والنّفوذ لما كلّفك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ودع أذاهم} قال: أعرض عنهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ودع أذاهم} أي اصبر على أذاهم.
وقوله: {وتوكّل على اللّه} يقول: وفوّض إلى اللّه أمورك، وثق به، فإنّه كافيك جميع من دونه، حتّى يأتيك بأمره وقضائه {وكفى باللّه وكيلاً} يقول: وحسبك باللّه قيّمًا بأمورك، وحافظا لك وكالئًا). [جامع البيان: 19/126-127]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ودع أذاهم يقول أعرض عنهم). [تفسير مجاهد: 518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يا أيها النّبيّ إنا أرسلناك شاهدا} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشرا} بالجنة {ونذيرا} من النار {وداعيا إلى الله} إلى الشهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجا منيرا} قال: كتاب الله يدعوهم اليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم). [الدر المنثور: 12/78-79] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ودع أذاهم} قال: اعرض عنهم). [الدر المنثور: 12/79]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 01:07 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا} [الأحزاب: 45] على أمّتك،
[تفسير القرآن العظيم: 2/725]
تشهد عليهم في الآخرة أنّك قد بلّغتهم.
{ومبشّرًا} [الأحزاب: 45] في الدّنيا بالجنّة.
{ونذيرًا} [الأحزاب: 45] من النّار.
وتفسير الحسن من عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/726]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: (وقوله عزّ وجلّ:{يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا (45)}

أي: شاهدا على أمّتك بالإبلاغ، إبلاغ الرسالة، ومبشرا بالجنّة , ومنذرا من النّار، وهذا كله منصوب على الحال، أي: أرسلناك في حال الشهادة , والبشارة, والإنذار.). [معاني القرآن: 4/231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}
{شاهدا} : أي : شاهدا بالإبلاغ , {ومبشرا} : بالجنة , {ونذيرا} : من النار , {وداعيا إلى الله بإذنه} , أي : بأمره , {وسراجا منيرا} : أي : وذا سراج , وهو القرآن , ويجوز أن يكون المعنى ومبينا , وتاليا .
حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي قال :حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي , قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي , عن شيبان النحوي قال : حدثنا قتادة , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (لما نزلت :{يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا }, دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً,ومعاذا ً, فقال : (( انطلقا , فيسرا , ولا تعسرا , فإنه قد نزل علي الليلة آية : {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} من النار , {وداعيا إلى الله} , قال : شهادة أن لا إله إلا الله , {بإذنه بأمره وسراجا منيرا }, قال: بالقرآن)))). [معاني القرآن: 5/357-359]


تفسير قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وداعيًا إلى اللّه بإذنه} [الأحزاب: 46] بالقرآن، الوحي الّذي جاء من عنده.
{وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 46] مضيئًا.
- مندل بن عليٍّ وغيره، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مثل أصحابي مثل الملح لا يصلح الطّعام إلا به، ومثل النّجوم يهتدى بها فبأيّ قول أصحابي أخذتم اهتديتم».
وحدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، عن أبي مسلمٍ الخولانيّ قال: إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النّجوم في السّماء يهتدي بها النّاس ما بدت فإذا خفيت تحيّروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/726]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: ( {وداعيا إلى اللّه بإذنه وسراجا منيرا (46)}



أي : داعيا إلى توحيد الله , وما يقرّب منه، وبإذنه , أي: بأمره.
{وسراجا منيراًْ}:أي : وكتابا بينا، المعنى : أرسلناك شاهدا , وذا سراج منير , وذا كتاب بيّن، وإن شئت كان {وسراجا} منصوبا على معنى : داعيًا إلى اللّه , وتاليا ًكتاباً بيناً.). [معاني القرآن: 4/231]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي قال :حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي , قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي , عن شيبان النحوي قال : حدثنا قتادة , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (لما نزلت :{يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا },دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً,ومعاذا ً, فقال : (( انطلقا , فيسرا , ولا تعسرا , فإنه قد نزل علي الليلة آية : {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} من النار , {وداعيا إلى الله} , قال : شهادة أن لا إله إلا الله , {بإذنه بأمره وسراجا منيرا }, قال: بالقرآن.))) )[معاني القرآن: 5/359] (م)


تفسير قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلا كبيرًا} [الأحزاب: 47]، يعني: الجنّة.
وهو تفسير السّدّيّ وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 2/726]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولا تطع الكافرين والمنافقين} [الأحزاب: 48] وقد فسّرناه في أوّل السّورة.
قال: {ودع أذاهم} [الأحزاب: 48] قال مجاهدٌ: اعرض عن أذاهم إيّاك، أي: اصبر عليه.
{وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا} [الأحزاب: 3] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/726]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: (وقوله عزّ وجلّ:{ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا (48)}



{ودع أذاهم}:معناه : دع أذى المنافقين، وتأويل :{ودع أذاهم} دعهم , لا تجازهم عليه إلى أن تؤمر فيهم بأمر.). [معاني القرآن: 4/231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم}


قال مجاهد : {ودع أذاهم }: (أي: أعرض عنهم , وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها} ).
قال حبيب بن أبي ثابت : سئل علي بن الحسين عليه السلام عن رجل قال لامرأته: إن تزوجتك , فأنت طالق .
فقال: (ليس بشيء ذكر الله جل وعز النكاح قبل الطلاق , فقال : {إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن})). [معاني القرآن: 5/360]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 01:08 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) }

تفسير قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) }

تفسير قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا * وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا}
هذه الآيات فيها تأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، وتكريم لجميعهم، وقوله: "شاهدا" معناه: على أمتك بالتبليغ إليهم، وعلى سائر الأمم في تبليغ أنبيائهم، ونحو ذلك. وقوله: "مبشرا" معناه: للمؤمنين برحمة الله تعالى وبالجنة. "ونذيرا" معناه: للعصاة والمكذبين من النار وعذاب الخلد. قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ومعاذا رضي الله عنهما فبعثهما إلى اليمن، وقال: "اذهبا فبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، فإنه قد أنزل علي: وقرأ الآية").[المحرر الوجيز: 7/ 127-128]

تفسير قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الدعاء إلى الله" هو تبليغ التوحيد والأخذ به، ومكافحة الكفرة. "وبإذنه" معناه هنا: بأمره إياك وتقديره ذلك في وقته وأوانه. و"سراجا منيرا" استعارة للنور الذي يتضمنه شرعه، فكأن المهتدين به والمؤمنين يخرجون به من ظلمة الكفر). [المحرر الوجيز: 7/ 128]

تفسير قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "وبشر"، الواو عاطفة جملة على جملة، والمعنى منقطع من الذي قبله، أمره تعالى بأن يبشر المؤمنين بالفضل الكبير من الله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
قال لنا أبي رضي الله عنه: هذه من أرجى آية عندي في كتاب الله تعالى: لأن الله تعالى أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بأن لهم عنده فضلا كبيرا، وقد بين الله تعالى الفضل الكبير ما هو في قوله: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير}، فالآية التي في هذه السورة خبر، والتي في "حم، عسق" تفسير لها). [المحرر الوجيز: 7/ 128]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولا تطع الكافرين والمنافقين} نهي له عن السماع منهم في أشياء كانوا يطلبونها مما لا يجب، وفي أشياء كانوا يدخلونها مدخل النصائح وهي غش، إلى نحو هذا المعنى. وقوله: {ودع أذاهم} يحتمل معنيين: أحدهما أن يأمره بترك أن يؤذيهم هو ويعاقبهم، فكأن المعنى: فاصفح عن زللهم ولا تؤذهم، فالمصدر - على هذا - مضاف إلى المفعول، ونسخ من الآية - على هذا التأويل - ما يخص الكافرين، وناسخه آية السيف، والمعنى الثاني أن يكون قوله: {ودع أذاهم} بمعنى: أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك، فالمصدر - على هذا التأويل - مضاف إلى الفاعل، وهذا تأويل مجاهد، ثم أمره تعالى بالتوكل عليه، وآنسه بقوله: {وكفى بالله وكيلا}، ففي قوة الكلام وعد بنصر. وتقدم القول في "كفى بالله". و"الوكيل": الحافظ القائم على الأمر). [المحرر الوجيز: 7/ 128]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 08:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 08:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا (45) وداعيًا إلى اللّه بإذنه وسراجًا منيرًا (46) وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلا كبيرًا (47) ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا (48)}.
قال الإمام أحمد: حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن عليٍّ عن عطاء بن يسارٍ قال: لقيت عبد اللّه بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في التّوراة. قال: أجل، واللّه إنّه لموصوفٌ في التّوراة بصفته في القرآن: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} وحرزًا للأمّيّين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، لست بفظٍّ ولا غليظٍ ولا سخّابٍ في الأسواق، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه اللّه حتّى يقيم به الملّة العوجاء، بأن لا إله إلّا اللّه، فيفتح بها أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا".
وقد رواه البخاريّ في "البيوع" عن محمّد بن سنانٍ، عن فليح بن سليمان، عن هلال بن عليٍّ به. ورواه في التّفسير عن عبد اللّه -قيل: ابن رجاءٍ، وقيل: ابن صالحٍ -عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلالٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، به. ورواه ابن أبي حاتمٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن رجاءٍ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، به.
وقال البخاريّ في البيوع: وقال سعيدٌ، عن هلالٍ، عن عطاءٍ، عن عبد اللّه بن سلامٍ.
وقال وهب بن منبّهٍ: إنّ اللّه أوحى إلى نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل -يقال له: شعياء- أن قم في قومك بني إسرائيل، فإنّي منطقٌ لسانك بوحيٍ وأبعث أمّيًّا من الأمّيّين، أبعثه [مبشّرًا] ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا سخّابٍ في الأسواق، لو يمرّ إلى جنب سراجٍ لم يطفئه، من سكينته، ولو يمشي على القصب لم يسمع من تحت قدميه، أبعثه مبشّرًا ونذيرًا، لا يقول الخنا، أفتح به أعينًا كمهًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، أسدّده لكلّ أمرٍ جميلٍ، وأهب له كلّ خلقٍ كريمٍ، وأجعل السّكينة لباسه، والبرّ شعاره، والتّقوى ضميره، والحكمة منطقه، والصّدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والحقّ شريعته، والعدل سيرته، والهدى إمامه، والإسلام ملّته، وأحمد اسمه، أهدي به بعد الضّلالة، وأعلّم به بعد الجهالة، وأرفع به بعد الخمالة، وأعرف به بعد النّكرة، وأكثّر به بعد القلّة، وأغني به بعد العيلة، وأجمع به بعد الفرقة، وأؤلّف به بين أممٍ متفرّقةٍ، وقلوبٍ مختلفةٍ، وأهواءٍ متشتّتةٍ، وأستنقذ به فئامًا من النّاس عظيمةً من الهلكة، وأجعل أمّته خير أمّةٍ أخرجت للنّاس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، موحّدين مؤمنين مخلصين، مصدّقين لما جاءت به رسلي، ألهمهم التّسبيح والتّحميد، والثّناء والتّكبير والتّوحيد، في مساجدهم ومجالسهم، ومضاجعهم ومنقلبهم ومثواهم، يصلّون لي قيامًا وقعودًا، ويقاتلون في سبيل اللّه صفوفًا وزحوفا، ويخرجون من ديارهم ابتغاء مرضاتي ألوفًا، يطهّرون الوجوه والأطراف، ويشدّون الثّياب في الأنصاف، قربانهم دماؤهم، وأناجيلهم في صدورهم، رهبانٌ باللّيل ليوث بالنّهار، وأجعل في أهل بيته وذرّيّته السّابقين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، أمّته من بعده يهدون بالحقّ وبه يعدلون، أعزّ من نصرهم، وأؤيّد من دعا لهم، وأجعل دائرة السّوء على من خالفهم أو بغى عليهم، أو أراد أن ينتزع شيئًا ممّا في أيديهم. أجعلهم ورثةً لنبيّهم، والدّاعية إلى ربّهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة، ويوفون بعهدهم، أختم بهم الخير الّذي بدأته بأوّلهم، ذلك فضلي أوتيه من أشاء، وأنا ذو الفضل العظيم.
هكذا رواه ابن أبي حاتمٍ، عن وهب بن منبّهٍ اليمانيّ، رحمه اللّه.
ثمّ قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه العرزمي، عن شيبان النّحويّ، أخبرني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لـمّا نزلت: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} -وقد كان أمر عليًّا ومعاذًا أن يسيرا إلى اليمن -فقال: "انطلقا فبشّرا ولا تنفّرا، ويسّرا ولا تعسّرا، إنّه قد أنزل عليّ: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا}.
ورواه الطّبرانيّ عن محمّد بن نصر بن حميدٍ البزّاز البغداديّ، عن عبد الرّحمن بن صالحٍ الأزديّ، عن عبد الرّحمن [بن محمّد] بن عبيد اللّه العرزميّ، بإسناده مثله. وقال في آخره: "فإنّه قد أنزل عليّ: يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا على أمّتك ومبشّرًا بالجنّة، ونذيرًا من النّار، وداعيًا إلى شهادة أن لا إله إلّا اللّه بإذنه، وسراجًا منيرًا بالقرآن".
وقوله: {شاهدًا} أي: للّه بالوحدانيّة، وأنّه لا إله غيره، وعلى النّاس بأعمالهم يوم القيامة، {وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا}، [كقوله: {لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا}] [البقرة: 143].
وقوله: {ومبشّرًا ونذيرًا} أي: بشيرًا للمؤمنين بجزيل الثّواب، ونذيرًا للكافرين من وبيل العقاب). [تفسير ابن كثير: 6/ 437-439]

تفسير قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وداعيًا إلى اللّه بإذنه} أي: داعيًا للخلق إلى عبادة ربّهم عن أمره لك بذلك، {وسراجًا منيرًا} أي: وأمرك ظاهرٌ فيما جئت به من الحقّ، كالشّمس في إشراقها وإضاءتها، لا يجحدها إلّا معاندٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 439]

تفسير قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم}، أي: لا تطعهم و [لا] تسمع منهم في الّذي يقولونه {ودع أذاهم} أي: اصفح وتجاوز عنهم، وكل أمرهم إلى اللّه، فإنّ فيه كفايةً لهم؛ ولهذا قال: {وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا}). [تفسير ابن كثير: 6/ 439]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة