سورة الفيل
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ولم يختلف السبعة في هذه السورة إلا أن أبا عمرو يدغم {كيف فعل ربك} [1] الفاء في الفاء، واللام في الراء إذا قرأ بالإدغام، وقد ذكرت عله ذلك فيما سلف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/532]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ أبو عبد الرحمن: [أَلَمْ تَرْ كَيْفَ]، ساكنة الراء.
قال أبو الفتح: هذا السكون إنما بابه الشعر، لا القرآن؛ لما فيه من استهلاك الحرف والحركة قبله، يعني الألف والفتحة من "تَرَا" أنشد أبو زيد في نوادره:
قالت سليمى اشتر لنا سويقا
يريد: اشتر، فحذف الياء من يشتري والكسرة وفيها أيضا:
قالت له كليمة تلجلجا ... لو طبخ النيء بها لأنضجا
يا شيخ لا بد لنا أن نحججا ... قد حج في ذا العام من كان رجا
فاكتر لنا كرى صدق فالنجا ... واحذر فلا تكثر كريا أعوجا
علجا إذا ساق بنا عفنججا
فحذف كسرة "اكتر" في الموضعين جميعا كما ترى.
وروينا عن أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم:
ومن يتق فإن الله معه ... ورزق الله مؤتاب وغادي
يريد: "يَتَّقِ"، فحذف الكسرة بعد الياء). [المحتسب: 2/373]
قوله تعالى: {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)}
قوله تعالى: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3)}
قوله تعالى: {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قرأ الحضرمي وحده (ترميهم) بضم الهاء.
وقرأ الباقون (ترميهم) بكسر الهاء). [معاني القراءات وعللها: 3/164]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({ترميهم بحجارة من سجيل} [4]، قال: السجيل، الشديد. وقيل: من سجيل (سنك كل) أي طين وحجر بالفارسية.
وقرأ عيسى بن عمر: {يرميهم} لأن الطير يذكر ويؤنث). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/532]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {تَرْمِيهُمْ} [آيَةُ/4] بِضَمِّ الْهَاءِ: -
قَرَأَهَا يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَكَذَلِكَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِثْلَهُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الأَصْلَ فِي هِذِه الْهَاءِ الضَّمَّةُ، وَقَدْ سَبَقَ الْكَلامُ عَلَيْهَا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {تَرْمِيهِمْ} بِكَسْرِ الْهَاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْهَاءَ كُسِرَتْ لأَجْلِ الْيَاءِ الَّتِي قَبْلَهَا، وَقَدْ سَبَقَ الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ). [الموضح: 1399]
قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({كعصف مأكول} [5] أي كورق الزرع مأكول، أي: بال). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/532]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (وقرأ أبو المليح الهذلي: [فَتَرَكَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ].
[المحتسب: 2/373]
قال أبو الفتح: هذا على إقامة المسبب مكان السبب، إذ المراد به معنى القراءة العامة: {فَجَعَلَهُم}، وذلك أنه ليس كل من جعل شيئا على صورة تركه عليها، بل قد يجوز أن يجعله عليها، ثم ينقله عقيب جعله إياه عنها. فقوله تعالى : [فتركهم] يدل على أنه بقاهم على ما أصارهم إليه، من الإجحاف بهم وغلظ المنال منهم، كذا توجب اللغة.
ثم إنه قد يجوز مع هذا أن يريد به معنى الجعل الذي من حصل عليه كان معرضا لبقائه بعد على تمادي الحال به.
وقرأ: [تَرَؤنَّ] بالهمز ابن أبي إسحاق والأشهب العقيلي.
قال أبو الفتح: قد فرط. آنفا من القول على همز هذه الواو ما فيه كاف بمشيئة الله). [المحتسب: 2/374]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين