سورة الليل
[ من الآية (12) إلى الآية (21) ]
{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}
قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}
قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نارًا تلظّى (14)
شدّد التاء يعقوب.
وفتحها الباقون.
قال أبو منصور: من خفّف التاء فلحذفه إحدى التاءين، ومن شددها فلإدغام إحداهما في الأخرى. والأصل: تتلظّى). [معاني القراءات وعللها: 3/151]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {فأنذرتكم نارا تلظى} [14].
قرأ ابن كثير في رواية البزي: {نارا تلظى} بتشديد التاء، يريد: تتلظي، فأدغم.
وقد روي عن عبد الله بن عمير: {نارا تتلظى} بتاءين.
حدثنا ابن مجاهد قال: حدثنا إسحق بن رحمة، قال: حدثنا أبو عبيد الله عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، قال: رأيت عبد الملك بن عمير يقرأ في المغرب {فأنذرتكم نار تلظى} بالتشديد. قال: وحرك رأسه ولحيته، وروى الفراء عن ابن عيينة عن عمرو عن عبد الملك: {تتلظى} بتاءين، وكل صواب بحمد الله.
وقرأ الباقون: {تلظى} بتاء واحدة مخففة، أسقطوا تاء تخفيفًا، وجميع ما في كتاب الله تعالى من التاءات اللواتي شددها ابن كثير – في رواية البزي-
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/493]
أحد وثلاثون حرفا قد ذكرتها كلها فقوله: {فأنذرتكم نارا تلظى * لا يصلها إلا الأشقى * الذي} [14، 15، 16] وقد علمنا أن النار قد يصلاها من كان بغير هذه الصفة فمعنى ذلك أن النار دركات وطبقات، فيجازون على قدر ذنوبهم، كقوله تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} فكذلك لا يصلى هذه النار التي تتلظى إلا الأشقى الذي كذب وتولي.
وقال آخرون: بل جميع من دخل النار بذنوبه فهو يصلى هذه النار. نعوذ بالله من جهنم، ومن عمل يقرب من النار، ونسأله عملا يدني من الجنة ويزلف لديه إنه سميع الدعاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/494]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (البزي عن ابن كثير: نارا تلظى [14] مشدّدة التاء، قنبل عن النبال يخفّف وكذلك الباقون هذا من الحسن دون قوله: فإذا هي تلقف* [الأعراف/ 117] وذلك أن قبل التاء
ساكنا، والتاء المدغمة ساكنة، وليس حرف لين.
فيكون كقول من قال: فلا تناجوا [المجادلة/ 9] فيكون في المنفصل مثل دابّة في المتصل، ومثل لا تناجوا من المنفصل قولهم في القسم: لاها اللّه، فيمن أثبت، ومن قال: تخطف* فأسكن الخاء مع إدغام تاء تفتعل في الطاء، جاز على قوله: نارا تلظى، فمن قال: فإذا هي تلقف لم يدغم في هذا الموضع لما ذكرناه، وإن أدغم فعلى قياس تخطف*). [الحجة للقراء السبعة: 6/421]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (نَارًا تَّلَظَّى) [آيَةُ/14] مُشَدَّدَةَ التَّاءِ: -
قَرَأَهَا ابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةِ الْبَزِّيِّ، ويَعْقُوبُ- يس- و- أن-.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الأَصْلَ تَتَلَظَّى، فَأُدْغِمَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ فِي الأُخْرَى.
وَقَبْلَ التَّاءِ الأُولَى الْمُدْغَمَةِ سَاكِنٌ لَيْسَ بِحَرْفِ لِينٍ وَهُوَ التَّنْوِينُ مِنْ {نَارًا}، وَفِي هَذَا الإِدْغَامِ ضَعْفٌ لِمَا ذَكَرْنَا مِنَ الإِدْغَامِ الَّذِي قَبْلَهُ سَاكِنٌ غَيْرُ حَرْفِ لِينٍ، وَهَذَا كَقِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ (يَخْطِّفُ) بِإِسْكَانِ الْخَاءِ مَعَ إِدْغَامِ تَاءِ يَفْتَعِلُ فِي الطَّاءِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {تَلَظَّى} بِتَخْفِيفِ التَّاءِ.
[الموضح: 1378]
وَالْوَجْهُ أَنَّ الأَصْلَ تَتَلَظَّى بِتَاءَيْنِ عَلَى مَا سَبَقَ، فَحُذِفَتِ التَّاءُ الثَّانِيَةُ، لاجْتِمَاعِهِمَا، فَبَقِيَ {تَلَظَّى} وَقَدْ سَبَقَ مِثْلُهُ). [الموضح: 1379]
قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15)}
قوله تعالى: {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)}
قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)}
قوله تعالى: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)}
قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19)}
قوله تعالى: {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)}
قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين