قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((دولة بين الأغنياء منكم) [7]، (وما نهاكم عنه فانتهوا).
(ولو كان بهم خصاصة) [9] تام.
(غلا للذين آمنوا) [10] حسن. (إنك رؤوف رحيم) [تام].).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/930]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({على من يشاء} كاف. ومثله {الأغنياء منكم}.
{فانتهوا} كاف إن كان {واتقوا الله} نسقًا عليه. وإن كان مبتدأ فهو تام.
{خصاصة} تام والفواصل قبل وبعد كافية.
{غلاً للذين آمنوا} كاف.
{رحيمٌ} تام).[المكتفى: 561-562]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({منكم- 7- ط}.{فانتهوا -7- ج} لابتداء أمر بعد جزاء الشرط، مع اتفاق النظم.
{واتقوا الله- 7- ط} {العقاب- 7- ط} لأنه لو وصل فهم أن شدة العقاب للفقراء، بل التقدير: يعني: في بني النضير، أو التقدير: أحلت الغنائم للفقراء.
{ورسوله- 8- ط} {الصادقون- 8- ج} لأن {والذين} عطف، في قول من يقول المراد: حل الغنائم للمهاجرين والأنصار والتابعين لهم إل يوم القيامة. و: {المفلحون- 9- ج} عنده كذلك، وقوله: {يحبون- 8-}، وقوله: {يقولون- 10-} حالان، أي: الغنائم لهم محبين قائلين ومن جعل المراد: بيان غنائم بني النضير، وقف على: {وهم الصادقون- 8-}، و: {هم المفلحون- 9-}، وجعل: {يحبون}: خبر: {والذين تبوءوا}، و: {يقولون} خير: {والذين جاءوا}، وهو الأصح، لأن في السياق قصة بني النضير، فكان قوله: {للفقراء} لبيان أن غنائهم للمهاجرين، و: {الذين تبوءوا} في مدح الأنصار على المحبة بالإيثار، و: {الذين جاءوا} في ثناء التابعين إلى يوم القيامة، على الدعاء في صدق الاقتداء بهم).[علل الوقوف: 3/1006-1008]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (...ولا وقف من قوله ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى إلى قوله بين الأغنياء منكم على أن الآية الأولى خاصة في بني النضير وحكمها مخالف ولم يحبس من هذه رسول الله لنفسه شيئًا بل أمضاها لغيره وهذه الآية عامة ورسموا كي لا هنا كلمتين كي كلمة ولا كلمة
فخذوه (جائز)
فانتهوا (حسن)
واتقوا الله (أحسن) مما قبله
العقاب (تام) وينبغي هنا سكتة لطيفة ولا يوصل بما بعده خشية توهم أنَّ شدة العقاب للفقراء وليس كذلك بل قوله للفقراء خبر مبتدأ محذوف أي والفيء المذكور للفقراء أو بتقدير فعل أي ما ذكرناه من الفيء يصرف للفقراء وإن جعل قوله للفقراء بدلاً من قوله ولذي القربى كما قال الزمخشري لا يوقف من قوله وما آتاكم الرسول فخذوه إلى قوله وينصرون الله ورسوله فلا يوقف على فخذوه ولا على فانتهوا ولا على واتقوا الله ولا على العقاب لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف وإن جعل قوله للفقراء المهاجرين والآيات الثلاث بعده متصلاً بعضها ببعض لم يوقف على ما بينها إلاَّ على سبيل التسمح لأنَّه قال في حق المهاجرين للفقراء المهاجرين وفي حق الأنصار والذين تبوَّؤا الدار والإيمان وقال في التابعين والذين جاؤا من بعدهم
ورسوله (حسن)
الصادقون (كاف) على استئناف ما بعده مرفوع بالابتداء والخبر يحبون وجائزان عطف على ما قبله مما أوتوا ليس بوقف لأنَّ ما بعده عطف على ما قبله
خصاصة (تام) للابتداء بالشرط ومثله المفلحون إن جعل ما بعده مبتدأ وخبره يقولون وإن جعل والذين جاؤا معطوفًا على المهاجرين ويقولون حال أخبر الله عنهم بأنهم لإيمانهم ومحبة أسلافهم ندبوا بالدعاء للأولين والثناء عليهم فما بعد يقولون إلى قوله للذين آمنوا من مقولهم
فلا يوقف على شيء قبله
للذين آمنوا (كاف) ويجوز لوقف على ربنا ولا يجمع بينهما
رحيم (تام)).[منار الهدى: 388 - 389]
- أقوال المفسرين