{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}
تفسير قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله تعالى: {سبّح للّه ما في السّماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم} افتتح اللّه السورة بذكر تقديسه وأن له أشياء تبرئه من السّوء ومثل ذلك قوله: {وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده}). [معاني القرآن: 5/143]
تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم...} هؤلاء بنو النضير: كانوا قد عاقدوا رسول الله صلى الله عليه على ألا يكونوا مع، ولا عليه، فلما نكب المسلمون يوم أحد غدروا، وركب حيّي بن أخطب إلى أبي سفيان وأصحابه من أهل مكة، فتعاقدوا على النبي صلى الله عليه، وأتاه الوحي بذلك، فقال للمسلمين: أمرت بقتل حيي، فانتدب له طائفة من المسلمين فقتلوه، وغدا عليهم النبي صلى الله عليه، فتحصنوا في دورهم، وجعلوا ينقبون الدار إلى التي هي أحصن منها، ويرمون النبي صلى الله عليه بالحجارة التي يخرجون منها، وجعل المسلمون يهدمون دورهم ليتسع موضع القتال، فذلك قوله [عز وجل]: {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين} واجتمع القراء على (يخربون) إلا عبد الرحمن السلمي، فإنه قرأ (يخرّبون)، كأنّ يخرّبون: يهدّمون، ويخربون ـ بالتخفيف: يخرجون منها يتركونها، ألا ترى أنهم كانوا ينقبون الدار فيعطلونها؟ فهذا معنى: (يخربون).
والذين قالوا (يخرّبون) ذهبوا إلى التهديم الذي كان المسلمون يفعلونه، وكل صواب. والاجتماع من قراءة القراء أحب إليّ). [معاني القرآن: 3/143]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ([وقوله تبارك وتعالى: {فاعتبروا يا أولي الأبصار...}: يا أولي العقول، ويقال {يا أولي الأبصار}: يا من عاين ذلك بعينه] ). [معاني القرآن: 3/143]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لأوّل الحشر ...}.[هم] أول من أجلي عن جزيرة العرب، وهي الحجاز). [معاني القرآن: 3/143]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنّوا أنّهم مّانعتهم حصونهم مّن اللّه فأتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرّعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار}
قال: {فأتاهم اللّه من حيث} يقول: "فجاءهم الله" أي: جاءهم أمره، وقال بعضهم {فآتاهم الله} أي: آتاهم العذاب، لأنك تقول: "أتاه" و"آتاه" كما تقول: "ذهب" و"أذهبته").[معاني القرآن: 4/27-28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يخربون}: يهدمون، و{يخربون} يعطلون). [غريب القرآن وتفسيره: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر}.
قال عكرمة: «من شك في أن المحشر هاهنا (يعني: الشام)، فليقرأ: {هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر}.
(قال): وقال لهم النبي - صلّى اللّه عليه وسلم - يومئذ: "اخرجوا" فقالوا: إلى أين؟ فقال: «إلى أرض الحشر».
وقال ابن عباس - في رواية أبي صالح -: «يريد أنهم أول من حشر وأخرج من دياره». وهو: الجلاء. يقال: جلوا من أرضهم وأجليتهم وجلوتهم أيضا). [تفسير غريب القرآن: 459]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنّوا أنّهم مانعتهم حصونهم من اللّه فأتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرّعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار} هؤلاء بنو النضير، كان لهم عزّ ومنعة من اليهود، فظنّ الناس أنهم لعزهم ومنعتهم لا يخرجون من ديارهم، وظنّ بنو النضير أنّ حصونهم تمنعهم من الله، أي من أمر اللّه {فأتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرّعب}. -كان بنو النضير لما دخل النبي عليه السلام المدينة عاقدوه ألّا يكونوا عليه ولا معه، - فلما كان يوم أحد وظهر المشركون على المسلمين نكثوا ودخلهم الريب، وكان كعب، بن الأشرف رئيسا لهم فخرج في ستين رجلا إلى مكة وعاقد المشركين على التظاهر على النبي عليه السلام، فأطلع اللّه نبيه عليه السلام على ذلك، فلما صار إلى المدينة وجّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محمد بن مسلمة ليقتله، وكان محمد بن مسلمة رضيعا لكعب، فاستأذن محمد بن مسلمة رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- في، أن ينال منه [ليعتر] كعب بن الأشرف، فجاءه محمد ومعه جماعة فاستنزله من منزله وأوهمه أنه قد حمل عليه في أخذ الصدقة منه فلما نزل أخذ محمد بن مسلمة بناصيته وكبّر، فخرج أصحابه فقتلوه في مكانه، وغدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غازيا بني النضير فأناخ عليهم، وقيل إنه غزاهم على حمار مخطوم بليف، فكان المؤمنون يخربون من منازل بني النضير ليكون لهم أمكنة للقتال، وكان بنو النضير يخربون منازلهم ليسدّوا بها أبواب أزقتهم لئلّا يبقى علي المؤمنين، فقذف اللّه في قلوبهم الرعب (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين) ومعنى إخرابها بأيدي المؤمنين أنهم عرّضوها لذلك. ففارقوا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على الجلاء من منازلهم وأن يحملوا ما استقلت به إبلهم ما خلا الفضة والذهب، فجلوا إلى الشام وطائفة منهم جلت إلى خيبر وطائفة إلى الحيرة، وذلك قوله: {هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر} وهو أول حشر حشر إلى الشام - ثم يحشر الخلق يوم القيامة إلى الشام ولذلك قيل لأول الحشر.فجميع اليهود والنصارى يجلون من جزيرة العرب.
وروي عن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأخرجنّ اليهود من جزيرة العرب".
قال الخليل: جزيرة العرب معدنها ومسكنها، وإنما قيل لها جزيرة العرب لأن بحر الحبس وبحر فارس ودجلة والفرات قد أحاطت بها، فهي أرضها ومعدنها.
قال أبو عبيدة: جزيرة العرب من [جفر] أبي موسى إلى اليمن في الطول ومن رمل بيرين إلى منقطع السماوة في العرض.
وقال الأصمعي إلى أقصى عدن أبين إلى أطراف اليمن حتى تبلغ أطراف بوادي الشام). [معاني القرآن: 5/143-144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُخْرِبُونَ}: يهدون). [العمدة في غريب القرآن: 302]
تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كتب الله عليهم الجلاء} جلوا من أرض إلى أرض جلاء وأجلبتهم أنا). [مجاز القرآن: 2/256]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الجلاء}: يقال جلوا من الأرض إلى أرض وأجليتهم أنا). [غريب القرآن وتفسيره: 373]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْجَلَاء}: الخروج). [العمدة في غريب القرآن: 302]
تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) }
تفسير قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما قطعتم مّن لّينةٍ...}...
- حدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أمر النبي صلى الله عليه بقطع النخل كله ذلك اليوم، يعني: يوم بني النضير إلاّ العجوة. قال ابن عباس: فكل شيء من النخل سوى العجوة، هو اللين... واحدته: لينة، وفي قراءة عبد الله: (ما قطعتم من لينةٍ ولا تركتم قوّماً على أصوله إلا بإذن الله)، يقول: إلا بأمر الله). [معاني القرآن: 3/143-144]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: (أصوله...) ذهب إلى الجمع في اللين كله، ومن قال: (أصولها) ـ ذهب إلى تأنيث النخل؛ لأنه يذكر ويؤنث). [معاني القرآن: 3/144]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ما قطعتم مّن لينةٍ} أي من نخلة وهي ألوان النخل ما لم تكن العجوة أو البرني، إلا أن الواو ذهبت لكسرة اللام قال ذو الرمة:
فوق لينةٍ). [مجاز القرآن: 2/256]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ما قطعتم مّن لّينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن اللّه وليخزي الفاسقين}وقال: {ما قطعتم مّن لّينةٍ} وهي من "اللّون" في الجماعة وواحدته "لينة" وهو ضرب من النخل ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت إلى الياء). [معاني القرآن: 4/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من لينة}: واللينة كل نحلة سوى العحوة، والجمع اللين). [غريب القرآن وتفسيره: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (اللينة): الدّقلة. ويقال للدّقل الألوان: ما لم يكن عجوة أو برنيّا. واحدتها: «لونة». [فقيل: لينة، بالياء]. وذهبت الواو لكسرة اللام). [تفسير غريب القرآن: 459]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن اللّه وليخزي الفاسقين} أي ما قطعتم من نخلة - والنخل كله ما عدا البرني والعجوة يسميه أهل المدينة الألوان، وأصل لينة لونه فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فقيل لينة.[معاني القرآن: 5/144]
فأنكر بنو النضير قطع النخل فأعلم اللّه عزّ وجلّ -أن ذلك بإذنه- القطع والترك جميعا.
{وليخزي الفاسقين} بأن يريهم أموالهم يتحكم فيها المسلمون كيف أحبوا). [معاني القرآن: 5/145]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({ما قطعتم من لينة} أي: من نخلة). [ياقوتة الصراط: 509]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((اللِّينَةٍ) الدَّقَلة من التمر. والياء بدل من واو، والواحد من التمر لُونه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 265]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((اللِّينَةٍ): سوى العجوة). [العمدة في غريب القرآن: 302]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍ...} كان النبي صلى الله عليه قد أحرز غنيمة بني النّضير وقريظة وفدك، فقال له الرؤساء: خذ صفّيك من هذه، وأفردنا بالربع، فجاء التفسير: إن هذه قرًى لم يقاتلوا عليها بخيل، ولم يسيروا إليها على الإبل؛ إنما مشيتم إليها على أرجلكم، وكان بينها وبين المدينة ميلان، فجعلها النبي صلى الله عليه لقوم من المهاجرين، كانوا محتاجين وشهدوا بدراً). [معاني القرآن: 3/144]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍ} الإيجاف، وجيف الفرس وأوجفته أنا، الخيل هي الخيل والركاب هي الإبل والإيجاف الإيضاع فإذا لم يغزوا فلم يوجفوا عليها). [مجاز القرآن: 2/256]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وما أفاء اللّه على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍ ولكنّ اللّه يسلّط رسله على من يشاء واللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}وقال: {ما أفاء اللّه على رسوله} لأنك تقول: "فاء عليّ كذا وكذا" و"أفاءه الله" كما تقول: "جاء" و"أجاءه الله" وهو مثل "ذهب" و"أذهبته"). [معاني القرآن: 4/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فما أوجفتم عليه}: الإيجاف رفع السير). [غريب القرآن وتفسيره: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {[وما أفاء اللّه على رسوله منهم] فما أوجفتم عليه}... من «الإيجاف». يقال: وجف الفرس والبعير وأوجفته. ومثله «الإيضاح»، وهو: الإسراع.وأراد: أن الذي أفاء اللّه على رسوله - من هذا القيء خاصة - لم يكن عن غزو ولا أوجفتم عليه خيلا ولا ركابا). [تفسير غريب القرآن: 460]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وما أفاء اللّه على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكنّ اللّه يسلّط رسله على من يشاء واللّه على كلّ شيء قدير} يعني ما أفاء اللّه على رسوله من بني النضير مما لم يوجفوا عليه خيلا ولا ركابا - والركاب الإبل والوجيف دون التقريب من السير، يقال: وجف الفرس وأوجفته، والمعنى أنه لا شيء لكم فيه إنما هو لرسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- خالصا يعمل فيه ما أحب، وكذلك كل ما فتح على الأئمة مما لم يوجف المسلمون عليه خيلا ولا ركابا). [معاني القرآن: 5/145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوْجَفْتُمْ} من الإِيجاف، وهو ضرب من [السير السريع]). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 265]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الإيجاف): رفع). [العمدة في غريب القرآن: 303]
تفسير قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {مّا أفاء اللّه على رسوله من أهل القرى...} هذه الثلاث، فهو لله وللرسول خالص). [معاني القرآن: 3/144]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ثم قال: {ولذي القربى...}.لقرابة رسول الله صلى الله عليه {واليتامى}. يتامى المسلمين عامة، وفيها يتامى بني عبد المطلب {والمساكين} مساكين المسلمين ليس فيها مساكين بني عبد المطلب). [معاني القرآن: 3/144]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: كي لا يكون ذلك الفيء دولة بين الأغنياء ـ الرؤساء ـ يعمل به كما كان يعمل في الجاهلية، ونزل في الرؤساء: {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا...} فرضوا. والدّولة: قرأها الناس برفع الدال إلا السّلميّ -فيما أعلم- فإنه قرأ: (دولة) بالفتح، وليس هذا للدّولة بموضع إنما الدّولة في الجيشين يهزم هذا هذا، ثم يهزم الهازم، فتقول: قد رجعت الدولة على هؤلاء، كأنها المرة، والدّولة في الملك والسنن التي تغيّر وتبدّل على الدهر، فتلك الدّولة.
وقد قرأ بعض العرب: (دولةٌ)، وأكثرهم نصبها وبعضهم: يكون، وبعضهم: تكون). [معاني القرآن: 3/145]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كي لا يكون دولةً بين الأغنياءٍ منكم} مضمومة ومفتوحة). [مجاز القرآن: 2/256]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({مّا أفاء اللّه على رسوله من أهل القرى فللّه وللرّسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل كي لا يكون دولةً بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب}
وقال: {كي لا يكون دولةً} و"الدّولة" في هذا المعنى أن يكون ذلك المال مرة لهذا ومرة لهذا وتقول: "كانت لنا عليهم الدولة". وأما انتصابها فعلى "كيلا يكون الفيء دولةً" و"كيلا تكون دولةً" أي: "لا تكون الغنيمة دولةً" [و] يزعمون أنّ "الدولة" أيضا في المال لغةٌ للعرب، ولا تكاد تعرف "الدولةٌ في المال"). [معاني القرآن: 4/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ((الدولة): الملك يكون في أيدي قوم ثم ينتقل إلى غيرهم فيقال الملك دولة ودول). [غريب القرآن وتفسيره: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كي لا يكون دولةً}... من «التداول»، أي يتداوله الأغنياء بينهم). [تفسير غريب القرآن: 460]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما أفاء اللّه على رسوله من أهل القرى فللّه وللرّسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب}
معنى {فللّه} أي له أن يأمركم فيه بما أحبّ.
{وللرسول ولذي القربى} يعني ذوي قرابات النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهم قد منعوا الصدقة فجعل لهم حق في الفيء.
{واليتامى والمساكين وابن السّبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم}). [معاني القرآن: 5/145]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} يقرأ بضم الدال وفتحها - فالدّولة اسم الشيء الذي يتداول. و"الدّولة" الفعل والانتقال من حال إلى حال.
وقرئت أيضا (دولة) -بالرفع- فمن قرأ " كيلا يكون دولة " فعلى أن يكون على مذهب التمام.
ويجوز أن يكون (دولة) اسم يكون وخبرها "بين الأغنياء". والأكثر {كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم} على معنى كيلا يكون الفيء دولة، أي متداولا.
وقوله: {وما آتاكم الرسول فخذوه} أي من الفيء. {وما نهاكم عنه} أي عن أخذه {فانتهوا}). [معاني القرآن: 5/146]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الدولة}: الملك). [العمدة في غريب القرآن: 303]
تفسير قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {للفقراء المهاجرين الّذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من اللّه ورضوانا وينصرون اللّه ورسوله أولئك هم الصّادقون} بيّن من المساكين الذين لهم الحق فقال: {الّذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم}). [معاني القرآن: 5/145]
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {والّذين تبوّءوا الدّار والإيمان من قبلهم...} يعني: الأنصار، يحبون من هاجر إليهم لما أعطي المهاجرون ما قسم لهم النبي صلى الله عليه من فيء بني النضير لم يأمن على غيرهم أن يحسدهم إذا لم يقسم لهم. فقال النبي صلى الله عليه للأنصار: إن شئتم قسمتم لهم من دوركم وأموالكم، وقسمت لكم كما قسمت لهم، وإما أن يكون لهم القسم، ولكم دياركم وأموالكم، فقالوا: لا، بل تقسم لهم من ديارنا وأموالنا ولا نشاركهم في القسم، فأنزل الله جل وعز هذه الآيات ثناء على الأنصار، فقال: {يحبّون من هاجر إليهم...} يعني المهاجرين: {ولا يجدون في صدورهم...} الآية. وفي قراءة عبد الله {والّذين جاءوا من بعدهم...} يعني المهاجرين: يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين تبوءوا الإيمان من قبل، وألّف بين قلوبنا، ولا تجعل فيها غمرا للذين آمنوا). [معاني القرآن: 3/145]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({والّذين تبوّءوا الدّار والإيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً مّمّا أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون}وقال: {ولا يجدون في صدورهم حاجةً مّمّا أوتوا} أي: ممّا أعطوا). [معاني القرآن: 4/29]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والّذين تبوّءوا الدّار والإيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون} يعني الأنصار.
{والإيمان من قبلهم} يعني المهاجرين.
{يحبّون من هاجر إليهم} أي يحب الأنصار المؤمنين.
{ولا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أوتوا} أي لا يجد الأنصار في صدورهم حاجة مما يعطى المهاجرون.
وقوله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} قال أبو إسحاق: ما أفاء اللّه على رسوله من أهل القرى نحو خيبر. وما أشبهها، فالأمر عند أهل الحجاز في قسمة الفيء أنه يفرّق في هذه الأصناف المسمّاة على قدر ما يراه الإمام على التحري للصلاح في ذلك إن رأى الإمام ذلك، وإن رأى أنّ صنفا من الأصناف يحتاج فيه إلى جميع الفيء صرف فيه أو في هذه الأصناف على قدر ما يرى). [معاني القرآن: 5/145-146]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({خصاصة} أي: حاجة). [ياقوتة الصراط: 509]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تبوؤا}: نزلوا. {خصاصة}: فقر). [العمدة في غريب القرآن: 303]
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وفي قراءة عبد الله {والّذين جاءوا من بعدهم...} يعني المهاجرين: يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين تبوءوا الإيمان من قبل، وألّف بين قلوبنا، ولا تجعل فيها غمرا للذين آمنوا). [معاني القرآن: 3/145](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله {والّذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلّا للّذين آمنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم} أي ما أفاء اللّه على رسوله من أهل القرى فلله ولرسوله ولهؤلاء المسلمين وللذين يجيئون من بعدهم إلى يوم القيامة، ما أقاموا على محبة - أصحاب رسول الله عليه السلام. ودليل ذلك قوله: {والّذين جاءوا من بعدهم} في حال قولهم: {ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان..} الآية، فمن يترحم على أصحاب رسول اللّه ولم يكن في قلبه غل لهم أجمعين فله حظّ في فيء المسلمين، ومن شتمهم ولم يترحم عليهم أو كان في قلبه غلّ لهم فما جعل الله له حقّا في شيء من فيء المسلمين. فهذا نصّ الكتاب بيّن). [معاني القرآن: 5/146-147]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الغل): الحقد). [العمدة في غريب القرآن: 303]