العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة العنكبوت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:10 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة العنكبوت [ من الآية (1) إلى الآية (7) ]

{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:20 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (الم (1) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الم (1) أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون}.
قال أبو جعفرٍ: وقد بيّنّا معنى قول اللّه تعالى {الم} وذكرنا أقوال أهل التّأويل في تأويله والّذي هو أولى بالصّواب من أقوالهم عندنا بشواهده فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 18/355]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (الم (1)
قوله تعالى: الم
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن شريكٌ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ الم قال: أنا اللّه أعلم. وروي عن سعيد بن جبيرٍ والضّحّاك نحو ذلك.
[الوجه الثّاني]
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا يحيى بن عبّادٍ، ثنا شعبة، عن السّدّيّ قال: بلغني، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: الم اسمٌ من أسماء اللّه الأعظم.
- حدّثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ الم أمّا الم حرفٌ من حروف اسم اللّه.
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي رزمة، ثنا أبي، ثنا عيسى بن عبيدٍ، عن حسين بن عثمان المزّيّ، عن سالم بن عبد اللّه قال: الم، وحم، ون ونحوها اسم اللّه مقطّعةٌ.
- حدّثنا أبي حدّثني محمّد بن معمرٍ، ثنا عيّاش بن زيادٍ، أنبأ يعلى، ثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: الم، وحم، ون قال: اسمٌ مقطّعٌ.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: الم قال: هذه الأحرف الثّلاثة من التّسعة والعشرين حرفا وأزت فيها الألسن كلها منها حرفٌ إلا وهو مفتاح اسمٍ من أسمائه، وليس منها حرفٌ إلا وهو في الآية وبلا به، وليس منها حرفٌ إلا وهو في مدّة أقوامٍ وآجالهم، وقال عيسى بن مريم صلوات اللّه عليه وسلّم وعجب. فقال:
وعجبٌ أنّهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه فكيف يكفرون به، فالألف مفتاح اسمه اللّه، واللام مفتاح اسمه لطيفٍ والميم مفتاحٌ اسمه مجيدٍ فالألف إلا اللّه، واللام لطف اللّه، والميم مجد اللّه فالألف ستّةٌ واللام ثلاثون والميم أربعون.
وروي، عن الرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ الم اسمٌ من أسماء القرآن. وروي، عن قتادة وزيد بن أنسٍ نحو ذلك.
الوجه الخامس:
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتمٍ الهرويّ أنبأ حجّاج بن محمّدٍ قال ابن جريجٍ: أخبرنا، عن مجاهدٍ أنّه قال: الم هي فواتح يفتتح اللّه بها القرآن.
الوجه السّادس:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن عليّة، عن خالدٍ، عن عكرمة الم قال: قسمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3029-3030]

تفسير قوله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن رجل عن عامر الشعبي قال لما نزلت آية الهجرة كتب بها المسلمون إلى إخوانهم بمكة فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق أدركهم المشركون فردوهم فأنزل الله تعالى آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يقتنون عشر آيات من أول السورة فتعاهدوا أن يخرجوا إلى المدينة فخرجوا فتبعهم المشركون فاقتتلوا فمنهم من قتل ومنهم من نجا فنزلت فيهم ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم). [تفسير عبد الرزاق: 2/95]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عكرمة يقول كان ناس بمكة قد شهدوا أن لا إله إلا الله فلما خرج المشركون إلى بدر أخرجوهم معهم فقتلوا قال فنزلت فيهم الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا قال فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة فخرج ناس من المسلمين حتى إذا كانوا ببعض الطريق طلبهم المشركون فأدركوهم فمنهم من أعطى الفتنة فأنزل الله ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة فقال رجل من بني ضمرة لأهله وكان مريضا أخرجوني إلى الروح فأخرجوه حتى إذا كان بالحصحاص فمات فأنزل الله عز و جل ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله إلى آخر الآية ونزل في أولئك الذين كانوا أعطوا الفتنة ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم). [تفسير عبد الرزاق: 2/95-96]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وهم لا يفتنون قال لا يبتلون). [تفسير عبد الرزاق: 2/96]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي هاشمٍ عن مجاهدٍ في قوله: {الم (1) أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} قال: يبتلون {ولقد فتنا الذين من قبلهم} قال: ابتلينا [الآية: 1 و 2]). [تفسير الثوري: 235]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله: {أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} فإنّ معناه: أظنّ الّذين خرجوا يا محمّد من أصحابك من أذى المشركين إيّاهم، أن نتركهم بغير اختبارٍ، ولا ابتلاء امتحانٍ، بأن قالوا: آمنّا بك يا محمّد، فصدّقناك فيما جئتنا به من عند اللّه، كلاّ، لنختبرهم ليتبيّن الصّادق منهم من الكاذب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه {آمنّا وهم لا يفتنون} قال: يبتلون في أنفسهم وأموالهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وهم لا يفتنون} أي لا يبتلون.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي هاشمٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {وهم لا يفتنون} قال: لا يبتلون.
و(أن) الأولى منصوبةٌ بـ(حسب)، والثّانية منصوبةٌ في قول بعض أهل العربيّة بتعلّق {يتركوا} بها، وأنّ معنى الكلام على قوله {أحسب النّاس أن يتركوا} لأن يقولوا آمنّا؛ فلمّا حذفت اللاّم الخافضة من (لأنّ)، نصبت على ما ذكرت.
وأمّا على قول غيره فهي في موضع خفضٍ بإضمار الخافض، ولا تكاد العرب تقول: تركت فلانًا أن يذهب، فتدخل (أن) في الكلام، وإنّما تقول: تركته يذهب، وإنّما أدخلت {أن} هاهنا لاكتفاء الكلام بقوله {أن يتركوا} إذ كان معناه: أحسب النّاس أن يتركوا وهم لا يفتنون، من أجل أن يقولوا آمنّا، فكان قوله: {أن يتركوا} مكتفيةً بوقوعها على النّاس، دون أخبارهم.
وإن جعلت {أن} في قوله {أن يقولوا} منصوبةً بنيّة تكرير {أحسب}، كان جائزًا، فيكون معنى الكلام: أحسب النّاس أن يتركوا: أحسبوا أن يقولوا آمنّا، وهم لا يفتنون). [جامع البيان: 18/355-356]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون (2)
قوله تعالى: أحسب النّاس أن يتركوا
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن سليمان، ثنا إسماعيل بن زكريّا، عن محمّد بن عونٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يبعث من بعده أو من شاء اللّه منهم أنّا على منهاج النّبيّ وسبيله، فينزل اللّه بهم البلاء، فمن ثبت منهم على ما كان عليه فهو الصّادق، ومن خالف إلى غير ذلك فهو كاذبٌ.
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ في قوله: الم أحسب النّاس أن يتركوا قال: كان أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجالا وحسبوا أن الأمر يخفوا فلمّا أوذوا في اللّه ارتدّ منهم أقوامٌ، وقال في آيةٍ أخرى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا قال: فكان أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقولون: أتتنا يعني السّنن. على ما أوذوا في اللّه، وصبروا، عند البأساء والضّرّاء وشكروا في السّرّاء وقضى اللّه عليهم أنّه سيبتليهم بالسراء والضراء والخير والشر وإلا من والخوف والطمأنينة والشخوص، واستخرج اللّه، عند ذلك أخبارهم [17130] من الدّهر حتّى وضعت الحرب أوزارها وجلسوا في المجالس آمنين، ثمّ قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في آخر عمره وخشي عليهم الدّنيا وعرف أنهم سيأتون من قبلها أنّها تفتح عليهم خزائنها فتقدّم إليهم في ذلك أن تغرّهم الحياة الدّنيا وأخبرهم أنّ الفتنة واقعةٌ وأنّها مصيبةٌ الّذين ظلموا منهم خاصّةً فإذا فعلوا ذلك كانوا في انتقاصٍ وتغييرٍ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ حدّثني مطرٌ الورّاق، عن الشّعبيّ في قوله: الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون أنّها أنزلت في أناسٍ كانوا بمكّة قد أقرّوا بالإسلام، حتّى تهاجروا، قال: فخرجوا عامدين إلى المدينة فأتبعهم المشركون فردّوهم، فنزلت هذه الآية قال: فكتبوا إليهم أنّه قد أنزلت فيكم آية كذا وكذا قال:
فقالوا: نخرج فإن اتّبعنا أحدٌ قاتلناه. قال: فخرجوا فأتبعهم المشركون فقاتلوهم، فمنهم من قتل ومنهم من نجا. فأنزل اللّه فيهم ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثمّ جاهدوا وصبروا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد أنبأ سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة في قوله: الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون قال: نزلت في ناسٍ من أهل مكّة خرجوا يريدون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فعرض لهم المشركون فرجعوا فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم من القرآن، فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص فنزل القرآن والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ اللّه لمع المحسنين
قوله تعالى: أن يقولوا آمنّا
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن أبي زيادٍ، ثنا سيّارٌ، ثنا مسكينٌ يعني أبا فاطمة، عن حوشبٍ، عن الحسن في قوله: الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنا قال: أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا لا إله إلا اللّه حتّى أبتليهم فأعرف الصّادق من الكاذب.
قوله تعالى: وهم لا يفتنون
- حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبانه، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: وهم لا يفتنون يبتلون في أموالهم وأنفسهم
- وروي، عن سعيد ابن جبيرٍ، وقتادة والرّبيع بن أنسٍ، ومعاوية بن قرّة وخصيفٍ: أنّهم قالوا: يبتلون.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ قال: فابتلوا، عند الفرقة حين اقتتل عليّ، وطلحة، والزّبير.
- ذكر الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال:
سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ يقول: نزلت في عمّار بن ياسرٍ إذ كان يعذّب في اللّه.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون قال: لا يختبرون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3030-3032]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وهم لا يفتنون يقول لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم ولقد فتنا يعني ابتلينا). [تفسير مجاهد: 493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعملن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله {الم} {أحسب الناس أن يتركوا} قال: أنزلت في أناس بمكة قد اقروا بالإسلام فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لما نزلت آية الهجرة: انه لا يقبل منكم قرار ولا إسلام حتى تهاجروا قال: فخرجوا عامدين إلى المدينة فأتبعهم المشركون فردوهم فنزلت فيهم هذه الآية فكتبوا إليهم أنه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا فقالوا: نخرج فان اتبعنا أحد قاتلناه، فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله فيهم {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} النحل الآية 110). [الدر المنثور: 11/526-527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {الم} {أحسب الناس} قال نزلت في أناس من أهل مكة خرجوا يريدون النّبيّ صلى الله عليه وسلم فعرض لهم المشركون فرجعوا فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم من القرآن فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص فنزل القرآن (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) ). [الدر المنثور: 11/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآيات في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة وهؤلاء الآيات العشر مدنيات وسائرها مكي). [الدر المنثور: 11/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: نزلت في عمار بن ياسر يعذب في الله {أحسب الناس أن يتركوا} ). [الدر المنثور: 11/527]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: سمعت ابن عمير وغيره يقولون: كان أبو جهل لعنه الله يعذب عمار بن ياسر وأمه ويجعل على عمار درعا من حديد في اليوم الصائف وطعن في حيا أمه برمح، ففي ذلك نزلت {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} ). [الدر المنثور: 11/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وهم لا يفتنون} قال: لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم {ولقد فتنا الذين من قبلهم} قال: ابتلينا). [الدر المنثور: 11/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} قال: يبتلون {ولقد فتنا الذين من قبلهم} قال: ابتلينا الذين من قبلهم {فليعلمن الله الذين صدقوا} قال: ليعلم الصادق من الكاذب والطائع من العاصي وقد كان يقال: إن المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار وكان يقال: إن مثل الفتنة كمثل الدرهم الريف يأخذه الأعمى ويراه البصير). [الدر المنثور: 11/528]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {فليعلمنّ اللّه} [العنكبوت: 3] : «علم اللّه ذلك، إنّما هي بمنزلة فليميز اللّه» ، كقوله: {ليميز اللّه الخبيث من الطّيّب} [الأنفال: 37] ). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فليعلمنّ اللّه علم اللّه ذلك إنّما هي بمنزلة فليميز الله كقوله ليميز الله الخبيث من الطّيب وقال أبو عبيدة في قوله تعالى فليعلمنّ الله الّذين آمنوا أي فليميزنّ اللّه لأنّ اللّه قد علم ذلك من قبل). [فتح الباري: 8/510]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({وليعلمنّ الله} (العنكبوت: 3) علم الله ذالك إنّما هي بمنزلة فليميز الله كقوله: {ليميز الله الخبيث من الطّيّب} (الأنفال: 37)
أشار به إلى قوله تعالى: {وليعلمن الله الّذين آمنوا وليعلمن المنافقين} . وفي التّفسير: أي حال الفريقين ظاهرة عند الله الّذي يملك الجزاء، وقال الله تعالى أيضا: {فليعلمن الله الّذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} . قوله: (وإنّما هي) ، أي: إنّما لفظة: (ليعلمن الله) ، بلام التّأكيد ونونه بمنزلة قوله: (فلميز الله) يعني: علم الله ذلك من قبل لأنّه فرق بين الطّائفتين، كما في قوله تعالى: {ليميز الله الخبيث من الطّيب} (الأنفال: 37) أي: الكافر من المؤمن). [عمدة القاري: 19/108-109]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فليعلمن الله}) [العنكبوت: 3] أي (علم الله ذلك) في الأزل القديم فصيغة المضي في فليعلمن الله (إنما هي بمنزلة فليميز الله) بفتح الياء التحتية وكسر الميم (كقوله) عز وجل: {ليميز الله الخبيث} [الأنفال: 37] زاد أبو ذر: ({من الطيب}) لما بين العلم والتمييز من الملازمة قاله الكرماني). [إرشاد الساري: 7/285]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين}.
يقول تعالى ذكره: ولقد اختبرنا الّذين من قبلهم من الأمم، ممّن أرسلنا إليهم رسلنا، فقالوا مثل ما قالته أمّتك يا محمّد بأعدائهم، وتمكيننا إيّاهم من أذاهم، كموسى إذ أرسلناه إلى بني إسرائيل، فابتليناهم بفرعون وملئهم، وكعيسى إذ أرسلناه إلى بني إسرائيل، فابتلينا من اتّبعه بمن تولّى عنه، فكذلك ابتلينا أتباعك بمخالفيك من أعدائك {فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا} منهم في قيلهم: آمنّا {وليعلمنّ الكاذبين} منهم في قيلهم ذلك، واللّه عالمٌ بذلك منهم قبل الاختبار، وفي حال الاختبار، وبعد الاختبار، ولكنّ معنى ذلك: وليظهرنّ اللّه صدق الصّادق منهم في قيله آمنّا باللّه من كذب الكاذب منهم بابتلائه إيّاه بعدوّه، ليعلم صدقه من كذبه أولياؤه، على نحو ما قد بيّنّاه فيما مضى قبل.
وذكر أنّ هذه الآية نزلت في قومٍ من المسلمين عذّبهم المشركون، ففتن بعضهم، وصبر بعضهم على أذاهم حتّى أتاهم اللّه بفرجٍ من عنده.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال: سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ، يقول: نزلت، يعني هذه الآية {الم. أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا} إلى قوله: {وليعلمنّ الكاذبين} في عمّار بن ياسرٍ، إذ كان يعذّب في اللّه.
وقال آخرون: بل نزل ذلك من أجل قومٍ كانوا قد أظهروا الإسلام بمكّة، وتخلّفوا عن الهجرة، والفتنة الّتي فتن بها هؤلاء القوم على مقالة هؤلاء، هي الهجرة الّتي امتحنوا بها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن مطرٍ، عن الشّعبيّ، قال: إنّها نزلت، يعني {الم أحسب النّاس أن يتركوا} الآيتين في أناسٍ كانوا بمكّة أقرّوا بالإسلام، فكتب إليهم أصحاب محمّدٍ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من المدينة: إنّه لا يقبل منكم إقرارٌ بالإسلام حتّى تهاجروا، فخرجوا عامدين إلى المدينة، فاتّبعهم المشركون فردّوهم، فنزلت فيهم هذه الآية، فكتبوا إليهم: إنّه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا، فقالوا: نخرج، فإن اتّبعنا أحدٌ قاتلناه؛ قال: فخرجوا فاتّبعهم المشركون فقاتلوهم ثمّ فمنهم من قتل، ومنهم من نجا، فأنزله اللّه فيهم: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثمّ جاهدوا وصبروا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {ولقد فتنّا} قال: ابتلينا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي هاشمٍ، عن مجاهدٍ، {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم} قال: ابتلينا الّذين من قبلهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أبي هاشمٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم} أي ابتلينا). [جامع البيان: 18/357-359]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين (3)
قوله تعالى: ولقد فتنّا الّذين من قبلهم
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو عبد الرّحمن الحارثيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك ولقد فتنّا الّذين من قبلهم يقول: ابتلينا الّذين من قبلهم. وروي، عن سعيد بن جبيرٍ ومجاهدٍ، وعطاءٍ الخرسانيّ ومعاوية بن مرّة وخصيفٍ: مثل ذلك
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه عزّ وجلّ ولقد فتنّا الّذين من قبلهم يقول: ولقد اختبرناهم.
قوله تعالى: فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين
- حدّثنا موسى بن إسحاق، ثنا أبو كريبٍ، ثنا يونس بن بكيرٍ، ثنا أبو المسرور، عن رجلٍ من بني قيس بن ثعلبة: أنّ عليًّا كان يقرأ فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين قال: يعلمهم النّاس.
- ذكر، عن الحسين بن الحسين العربي، ثنا يحيى بن يعلى الأسلميّ، عن أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ في قوله: الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين قال: الّذين صدقوا: عليّ بن أبي طالبٍ وأصحابه.
- حدّثنا عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إليّ ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، ثنا قتادة ولقد فتنّا الّذين من قبلهم أي ابتلينا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين ليعلم اللّه الصّادق من الكاذب والسّامع من العاصي.
وقد كان يقال: إنّ المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذّهب بالنّار. وقد كان يقال: إنّ مثل الفتنة كمثل الدّرهم الزّيف يأخذه الأعمى ويراه البصير). [تفسير القرآن العظيم: 9/3032-3033]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وهم لا يفتنون} قال: لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم {ولقد فتنا الذين من قبلهم} قال: ابتلينا). [الدر المنثور: 11/528] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} قال: يبتلون {ولقد فتنا الذين من قبلهم} قال: ابتلينا الذين من قبلهم {فليعلمن الله الذين صدقوا} قال: ليعلم الصادق من الكاذب والطائع من العاصي وقد كان يقال: إن المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار وكان يقال: إن مثل الفتنة كمثل الدرهم الريف يأخذه الأعمى ويراه البصير). [الدر المنثور: 11/528] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه أنه كان يقرأ {فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} قال: يعلمهم الناس). [الدر المنثور: 11/528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: كان الله يبعث النّبيّ إلى أمته فيلبث فيهم إلى انقضاء اجله في الدنيا ثم يقبضه الله إليه فتقول الأمة من بعده أو من شاء الله منهم: انا على منهاج النّبيّ وسبيله فينزل الله بهم البلاء فمن ثبت منهم على ما كان عليه فهو الصادق ومن خالف إلى غير ذلك فهو الكاذب). [الدر المنثور: 11/529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجه، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أول من أظهر إسلامه سبعة، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وسمية أم عمار وعمار وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون فالبسوهم ادراع الحديد فانه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد، والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 11/529]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون}.
يقول تعالى ذكره: أم حسب الّذين يشركون باللّه فيعبدون معه غيره، وهم المعنيّون بقوله: {الّذين يعملون السّيّئات} - {أن يسبقونا}. يقول: أن يعجزونا فيفوتونا بأنفسهم، فلا نقدر عليهم، فننتقم منهم لشركهم باللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات} أي الشّرك أن يسبقونا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أن يسبقونا}: يعجزونا.
وقوله: {ساء ما يحكمون} يقول تعالى ذكره: ساء حكمهم الّذي يحكمون بأنّ هؤلاء الّذين يعملون السّيّئات يسبقوننا بأنفسهم). [جامع البيان: 18/359-360]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (4)
قوله تعالى: أم حسب الذين يعملون
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا حسينٌ المروزيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة في قوله: أم حسب الّذين يعملون قال: اليهود.
قوله تعالى: السّيّئات
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أي الشّرك أن يسبقونا ساء ما يحكمون
قوله تعالى: أن يسبقونا ساء ما يحكمون
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبانه، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: أن يسبقونا ساء ما يحكمون أي: يعجزونا). [تفسير القرآن العظيم: 9/3033]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أن يسبقونا قال يعني يعجزونا). [تفسير مجاهد: 493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {أم حسب الذين يعملون السيئات} قال: الشرك). [الدر المنثور: 11/529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أن يسبقونا} قال: إن يعجزونا). [الدر المنثور: 11/529-530]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من كان يرجو لقاء اللّه فإنّ أجل اللّه لآتٍ وهو السّميع العليم (5) ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه إنّ اللّه لغنيٌّ عن العالمين}.
يقول تعالى ذكره: من كان يرجو اللّه يوم لقائه، ويطمع في ثوابه، فإنّ أجل اللّه الّذي أجّله لبعث خلقه للجزاء والعقاب لآتٍ قريبًا. {وهو السّميع} يقول: واللّه الّذي يرجو هذا الرّاجي بلقائه ثوابه، السّميع لقوله: آمنّا باللّه {العليم} بصدق قيله إنّه قد آمن من كذبه فيه). [جامع البيان: 18/360-361]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: من كان يرجوا لقاء اللّه
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني عبد اللّه بن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: من كان يرجوا لقاء اللّه يقول: من كان يخشى. وروي، عن السّدّيّ مثل ذلك.
قوله تعالى: لقاء الله
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول لقاء اللّه البعث في الآخرة.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن سفيان، عن ربيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله من كان يرجوا لقاء اللّه قال: ثواب ربّه.
قوله تعالى: فإنّ أجل اللّه لآتٍ وهو السّميع
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق: السميع أي: سميعٌ لما يقولون.
قوله تعالى: العليم
- عن ابن إسحاق: عليمٌ بما يخفون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3033-3034]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم * ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون.
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {من كان يرجو لقاء الله} قال: من كان يخشى البعث في الآخرة). [الدر المنثور: 11/530]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه} يقول: ومن يجاهد عدوّه من المشركين فإنّما يجاهد لنفسه، لأنّه يفعل ذلك ابتغاء الثّواب من اللّه على جهاده، والهرب من العقاب، فليس باللّه إلى فعله ذلك حاجةٌ، وذلك أنّ اللّه غنيٌّ عن جميع خلقه، له الملك والخلق والأمر). [جامع البيان: 18/361]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه إنّ اللّه لغنيٌّ عن العالمين (6)
قوله تعالى: ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه
- حدّثنا أبي، ثنا أبو غسّان النّهديّ، ثنا الحسن بن صالحٍ، عن أبي بشيرٍ يعني: عمران بن بشيرٍ الحلبيّ، عن الحسن قال: إنّ العبد ليجاهد في اللّه حقّ جهاده وما ضرب بسيفٍ.
قوله تعالى: إنّ اللّه لغنيّ
- قرأت على محمّد بن الفضل بن موسى، ثنا محمّد بن عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، عن بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان في قوله: أنّ الله لغني في سلطانه.
قوله تعالى: لغنيّ عن العالمين
- وبه، عن مقاتل بن حيّان في قوله: لغنيّ في سلطانه عمّا، عندكم.
قوله تعالى: العالمين
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3034-3035]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون}.
يقول تعالى ذكره: والّذين آمنوا باللّه ورسوله، فصحّ إيمانهم عند ابتلاء اللّه إيّاهم وفتنته لهم، ولم يرتدّوا عن أديانهم بأذى المشركين إيّاهم {وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم} الّتي سلفت منهم في شركهم {ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون} يقول: ولنثيبنّهم على صالحات أعمالهم في إسلامهم، أحسن ما كانوا يعملون في حال شركهم مع تكفيرنا سيّئه). [جامع البيان: 18/361]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون (7)
قوله تعالى: والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن إسماعيل، عن أبي غياثٍ أنبأ إسماعيل بن أبي أويسٍ حدّثني عبد اللّه بن نافعٍ الصّائغ عن عاصم بن عمر عن زيد بن أسلم والّذين آمنوا قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه.
قوله تعالى: وعملوا الصالحات
تقدّم تفسيره.
قوله تعالى: لنكفّرنّ، عنهم سيّئاتهم
- حدّثنا الحسن بن أحمد بن موسى بن مسلمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد منصورٍ قال: سألت الحسن، عن قوله: لنكفّرنّ، عنهم سيّئاتهم قال: هم المهاجرون.
قوله تعالى: ولنجزينّهم
- أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن شفيعٍ عن أبي مالكٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: لنجزينهم قال: إذا جاءوا إلى اللّه جزاهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
قوله تعالى: ولنجزينّهم أحسن الذّي كانوا يعملون
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن شفيعٍ، عن أبي الرّبيع، عن ابن عبّاسٍ قوله: ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون قال: الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 9/3035]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 10:03 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {الم (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الم} قد فسّرناه في أوّل سورة البقرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/615]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (قوله: {ألم} ).
[معاني القرآن: 2/314]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ الم أحسب النّاس}: ساكنٌ لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن من مجاز حروف التهجي , ومجاز موضعه في المعنى مجاز ابتداء فواتح سائر السور.). [مجاز القرآن: 2/113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {الم (1)}
{الم}: تفسيرها : أنا اللّه أعلم, وقد فسرنا كل شيء قيل في هذا في أول سورة البقرة.). [معاني القرآن: 4/159]

تفسير قوله تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} [العنكبوت: 2] يعني وهم لا يبتلون في إيمانهم، في تفسير السّدّيّ.
عمّارٌ، عن المبارك، عن الحسن، قال: {وهم لا يفتنون} [العنكبوت: 2] لا يبتلون). [تفسير القرآن العظيم: 2/615]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (قوله: {أحسب النّاس أن يتركوا...}

{يتركوا} يقع فيها لام الخفض، فإذا نزعتها منها كانت منصوبةً. وقلّما يقولون: تركتك أن تذهب، إنما يقولون: تركتك تذهب. ولكنها جعلت مكتفية بوقوعها على الناس وحدهم, وإن جعلت {حسب} مكرورة عليها , كان صواباً؛ كأنّ المعنى: {أحسب النّاس أن يتركوا}, أحسبوا {أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} ). [معاني القرآن: 2/314]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وهم لا يفتنون }مجازه: وهم لا يبتلون، ومن بلوته , أي: خبرته.). [مجاز القرآن: 2/113]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يفتنون}: يختبرون). [غريب القرآن وتفسيره: 295]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وهم لا يفتنون} , أي: لا يقتلون , ولا يعذّبون.). [تفسير غريب القرآن: 337]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون (2)}
اللفظ لفظ استخبار , والمعنى معنى تقرير وتوبيخ، ومعناه : أحسبوا أن نقنع منهم أن يقولوا " إنّا مؤمنون " فقط , ولا يمتحنون بما يتبين به حقيقة إيمانهم.
وجاء في التفسير في قوله - جلّ وعزّ -: {وهم لا يفتنون}: لا يختبرون بما يعلم به صدق إيمانهم من كذبه.
وقيل:{لا يفتنون}: لا يبتلون في أنفسهم , وأموالهم، فيعلم بالصبر على البلاء الصادق الإيمان من غيره.
وموضع " أن " الأولى : نصب اسم حسب , وخبره, وموضع " أن " الثانية نصب من جهتين:
أجودهما : أن تكون منصوبة بـ (يتركوا) , فيكون المعنى : حسب الناس أن يتركوا لأن يقولوا، وبأن يقولوا.
فلما حذف حرف الخفض وصل بـ (يتركوا) إلى أن فنصب، ويجوز أن تكون الثانية العامل فيها " أحسب "، كان المعنى على هذا - والله أعلم – : أحسب الناس أن يقولوا آمنا , وهم لا يفتنون, والأولى أجود.). [معاني القرآن: 4/160]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الم (1) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}
هذا استفهام فيه معنى التقرير والتوبيخ , أي : أحسب الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا آمنا فقط , ولا يختبروا حتى يعرف حقيقة إيمانهم وصبرهم وصدقهم , وكذبهم ويظهر ذلك منهم فيجازوا عليه , وأما الغيب , فقد علمه الله جل وعز منهم .
ثم قال: أن يقولوا آمنا , أي : عللى أن يقولوا , ولأن يقولوا , وبأن يقولوا آمنا , وهم لا يفتنون
قال مجاهد , وقتادة : (أي : لا يبتلون)). [معاني القرآن: 5/211]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْتَنُونَ}: يقتلون ويعذبون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 185]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْتَنُونَ}: يختبرون). [العمدة في غريب القرآن: 237]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولقد فتنّا} [العنكبوت: 3]، يعني: ولقد ابتلينا، وهو تفسير السّدّيّ، أي: وهم لا يبتلون بالجهاد في سبيل اللّه، وذلك أنّ قومًا كانوا بمكّة ممّن أسلم كان
[تفسير القرآن العظيم: 2/615]
قد وضع عنهم الجهاد والنّبيّ عليه السّلام بالمدينة بعد ما افترض الجهاد، وقبل منهم أن يقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة ولا يجاهدوا، ثمّ أذن لهم في القتال حين أخرجهم أهل مكّة، فقال: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم
ظلموا} [الحج: 39] فلمّا أمروا بالجهاد كره قومٌ القتال، فقال اللّه تبارك وتعالى: {ألم تر إلى الّذين قيل لهم كفّوا أيديكم وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فلمّا كتب عليهم القتال إذا فريقٌ منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشيةً وقالوا ربّنا لم كتبت علينا القتال لولا أخّرتنا إلى أجلٍ قريبٍ} [النساء: 77] وأنزل في هذه السّورة {أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} [العنكبوت: 2] لا يبتلون بالجهاد في سبيل اللّه.
وقال السّدّيّ: يبتلون في إيمانهم.
{ولقد فتنّا الّذين من قبلهم} [العنكبوت: 3]، يعني: ابتلينا الّذين من قبلهم.
{فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا} [العنكبوت: 3] بما أظهروا من الإيمان.
{وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت: 3] الّذين أظهروا الإيمان وقلوبهم على الكفر، وهم المنافقون، وهذا علم الفعال.
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، قال: واللّه ما قال عبدٌ في هذا الدّين من قولٍ إلا وعلى قوله دليلٌ من عمله يصدّقه أو يكذّبه). [تفسير القرآن العظيم: 2/616]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({فليعلمنّ الله الّذين صدّقوا }: مجازه: فليميزن الله ؛ لأن الله قد علم ذلك من قبل.).
[مجاز القرآن: 2/113]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم} :أي : ابتليناهم.). [تفسير غريب القرآن: 337]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الفتنة: الاختبار، يقال: فتنت الذهب في النّار: إذا أدخلته إليها لتعلم جودته من رداءته.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}. أي: اختبرناهم.
وقال لموسى عليه السلام: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}.
ومنه قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} أي: جوابهم، لأنهم حين سئلوا اختبر ما عندهم بالسؤال، فلم يكن الجواب عن ذلك الاختبار إلا هذا القول). [تأويل مشكل القرآن: 472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين (3)}
أي: اختبرنا , وابتلينا.
وقوله:{فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين}
المعنى : وليعلمنّ صدق الصادق بوقوع صدقه منه، وكذب الكاذب بوقوع كذبه منه، وهو الذي يجازي عليه، واللّه قد علم الصادق من الكاذب قبل أن يخلقهما, ولكنّ القصد : قصد وقوع العلم بما يجازى عليه.).[معاني القرآن: 4/160]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولقد فتنا الذين من قبلهم}: أي : ابتليناهم.). [معاني القرآن: 5/212]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَتَنَّا الذين من قبلهم}: أي: ابتليناهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 185]

تفسير قوله تعالى:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات} [العنكبوت: 4] والسّيّئات هاهنا الشّرك.
{أن يسبقونا} [العنكبوت: 4] حتّى لا نقدر عليهم فنعذّبهم، أي: قد حسبوا ذلك وليس كما ظنّوا.
قال: {ساء ما} [العنكبوت: 4] بئس ما.
{يحكمون} [العنكبوت: 4] أن يظنّوا أنّ اللّه خلقهم ثمّ لا يبعثهم فيجزيهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/616]
بأعمالهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/617]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (4)}

أي: يحسبون أنهم يفوتوننا، أي: ليس يعجزوننا.
{ساء ما يحكمون}: على معنى : ساء حكما يحكمون، كما تقول : نعم رجلا زيد , ويجوز أن تكون رفعا، على معنى : ساء الحكم حكمهم.). [معاني القرآن: 4/160]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا}
قال مجاهد: (أي: أن يعجزونا)). [معاني القرآن: 5/212]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {من كان يرجو لقاء اللّه فإنّ أجل اللّه لآتٍ} [العنكبوت: 5] يقول: من كان يخشى البعث، وهو المؤمن.
{فإنّ أجل اللّه لآتٍ} [العنكبوت: 5] فإنّ القيامة آتيةٌ، يعني: البعث.
{وهو السّميع العليم} [العنكبوت: 5] لا أسمع منه ولا أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 2/617]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({من كان يرجو لقاء الله }:مجازه: من كان يخاف بعث الله، قال أبو ذؤيب:

إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها= وحالفها في بيت نوبٍ عوامل
أي : لم يجف.). [مجاز القرآن: 2/113]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({من كان يرجو لقاء اللّه}: أي: يخافه.). [تفسير غريب القرآن: 337]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {من كان يرجو لقاء اللّه فإنّ أجل اللّه لآت وهو السّميع العليم (5)}
معناه : واللّه أعلم من كان يرجو ثواب لقاء اللّه،، فأمّا من قال: إن معناه الخوف، فالخوف ضدّ الرجاء، وليس في الكلام ضد, وقد بيّنّا ذلك في كتاب الأضداد.
وقوله: {فإنّ أجل اللّه لآت}
{من} في معنى الشرط، يرتفع بالابتداء، وخبرها: كان, وجواب الجزاء: {فإنّ أجل اللّه لآت} .). [معاني القرآن: 4/160-161]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت}
قال أبو إسحاق : المعنى : من كان يرجو لقاء ثواب الله جل وعز.). [معاني القرآن: 5/212]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه} [العنكبوت: 6] تفسير السّدّيّ: {ومن جاهد} [العنكبوت: 6]، يعني: ومن عمل الخير {فإنّما يجاهد لنفسه} [العنكبوت: 6] فإنّما يعمل لنفسه، إنّما نفع ذلك له.
قال يحيى: يعطيه اللّه ثواب ذلك في الجنّة.
{إنّ اللّه لغنيٌّ عن العالمين} [العنكبوت: 6] عن عبادتهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/617]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون} [العنكبوت: 7] يجزيهم به الجنّة.
- أبو الأشهب، والرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ألا إنّ الصّلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفّاراتٌ لما بينهنّ ما اجتنبت الكبائر»). [تفسير القرآن العظيم: 2/617]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 10:15 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {الم (1) }

تفسير قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) }

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) }

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 09:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 09:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 11:45 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}
تقدم القول في الحروف المقطعة في أوائل السور، وقرأ ورش: "الم احسب الناس أن يتركوا" بفتح الميم من غير همز بعدها، وذلك على تخفيف الهمزة وإلقاء حركتها على الميم.
وهذه الآية نزلت في قوم من المؤمنين كانوا بمكة، وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام، فكانت صدورهم تضيق لذلك، وربما استنكر أن يمكن الله الكفرة من المؤمنين، قال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية مسلية ومعلمة أن هذه السيرة
هي سيرة الله تبارك وتعالى في عباده اختبارا للمؤمنين وقتئذ; ليعلم الصادق ويرى ثواب الله تعالى له، ويعلم الكاذب ويرى عقابه إياه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه الآية -وإن كانت نزلت بهذا السبب، وفي هذه الجماعة- فهي بمعناها باقية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، موجود حكمها بقية الدهر، وذلك أن الفتنة من الله تعالى باقية في ثغور المسلمين بالأسر ونكاية العدو وغير ذلك، وإذا اعتبر أيضا كل موضع ففيه ذلك بالأمراض وأنواع المحن، ولكن التي تشبه نازلة المؤمنين مع قريش هي ما ذكرناه مع أمر العدو في كل ثغر.
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر؛ -إذ كان يعذب في الله- ونظرائه. وقال الشعبي: سبب الآية ما كلفه المؤمنون، أما الفتنة فهي الهجرة التي لم يتركوا دونها; لا سيما وقد لحقهم بسببها أن اتبعهم الكفار وردوهم وقاتلوهم، فقتل من قتل ونجا من نجا. وقال السدي: نزلت في مسلمين كانوا بمكة وكرهوا الجهاد والقتال حين فرض على النبي صلى الله عليه وسلم.
و "حسب" معناه: ظن، و"أن" نصب بـ "حسب"، وهي والجملة التي بعدها تسد مسد مفعولي "حسب"، و"أن" الثانية في موضع نصب على تقدير إسقاط حرف الخفض، وتقديره: "بأن يقولوا"، ويحتمل أن يقدر: "لأن يقولوا"، والمعنى في الباء واللام مختلف، وذلك أنه في الباء كما تقول: "تركت زيدا بحاله"، وهي في اللام بمعنى: "من أجل"، أي: حسبوا أن إيمانهم علة للترك). [المحرر الوجيز: 6/ 622-623]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و الذين من قبلهم يريد بهم المؤمنين مع الأنبياء في سالف الدهر.
وقرأ الجمهور: "فليعلمن" بفتح الياء واللام الثانية، ومعنى ذلك: ليظهرن علمه ويوجد ما علمه أزلا، وذلك أن علمه بهذا أزلا قديم، وإنما هو عبارة عن الإيجاد بالحالة التي تضمنها العلم القديم، والصدق والكذب على بابهما، أي: من صدق فعله وقوله ومن كذب. وقالت فرقة: إنما هي استعارة، وإنما أراد بهما الصلابة في الدين، أو الاضطراب فيه وفي جهاد العدو، ونحو هذا، ونظير هذا قول زهير:
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ما كذب الليث عن أقرانه صدقا
قال النقاش: وقيل: إن الإشارة بـ "صدقوا" إلى مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه; لأنه أول قتيل قتل من المؤمنين يوم بدر.
وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "فليعلمن" بضم الياء وكسر اللام الثانية، وهذه القراءة تحتمل ثلاثة معان: أحدها أن يعلم في الآخرة هؤلاء الصادقين والكاذبين بمنازلهم من ثوابه وعقابه، وبأعمالهم في الدنيا، بمعنى يوقفهم على ما كان منهم، والثاني أن يعلم الناس والعالم هؤلاء الصادقين والكاذبين، أي: يفضحهم ويشهرهم، هؤلاء في الخير، وهؤلاء في الشر، وذلك في الدنيا والآخرة، والثالث أن يكون ذلك من العلامة، أي: يضع لكل طائفة علما تشهر به، فالآية -على هذا- ينظر إليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: من أسر سريرة ألبسه الله رداءها. وعلى كل معنى منها ففيها وعد للمؤمنين الصادقين، ووعيد للكافرين.
وقرأ الزهري الأولى كقراءة الجماعة، والثانية كقراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه). [المحرر الوجيز: 6/ 623-624]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون}
"أم" معادلة للألف في قوله: "أحسب"، وكأنه عز وجل قرر الفريقين، قرر المؤمنين على ظنهم أنهم لا يفتنون، وقرر الكافرين الذين يعملون السيئات بتعذيب المؤمنين وغير ذلك على ظنهم أنهم يسبقون عقاب الله تعالى ويعجزونه.
وقوله تعالى: {الذين يعملون السيئات} -وإن كان الكفار المراد الأول بحسب النازلة التي الكلام فيها- فإن لفظ الآية يعم كل عاص وعامل سيئة من المسلمين وغيرهم.
وقوله: {ساء ما يحكمون} يجوز أن تكون "ما" بمعنى الذي، فهي في موضع رفع، ويجوز أن تكون في موضع نصب على تقدير: ساء حكما يحكمونه. وفي هذه الآية وعيد للكفرة، وتأنيس للمؤمنين يظهر في وعده بالنصر في القيامة، وبأنه آت; إذ قد أجله الله تعالى وأخبر به). [المحرر الوجيز: 6/ 625]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي قوله: {من كان يرجو لقاء الله} تثبيت، أي: من كان على هذا الحق فليوقن بأنه آت وليزدد بصيرة، وقال أبو عبيدة: "يرجو" هنا بمعنى: يخاف، والصحيح أن الرجاء هنا على بابه، وقال الزجاج: المعنى: لقاء ثواب الله، وقوله تعالى: {وهو السميع العليم} معناه: لأقوال كل فرقة، العليم بالمعتقدات التي لهم). [المحرر الوجيز: 6/ 625]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه} إعلام بأن كل واحد مجازى بفعله الحسن، فهو حظه الذي ينبغي ألا يفرط فيه، فإن الله غني عن جهاده وعن العالمين بأسرهم.
وهاتان الآيتان كأنهما [ .....] على سواء إلى الطائفة المرتابة المترددة في فتنة الكفار، التي كانت تنكر أن ينال الكفار المؤمنين بمكروه، وترتاب من أجل ذلك، فكأنهم قيل لهم: من كان يؤمن بالبعث فإن الأمر حق في نفسه، والله تعالى بالمرصاد، أي: هذه بصيرة لا ينبغي أن يعتقدها لوجه أحد. وكذلك من جاهد فثمرة جهاده له، فلا يمن بذلك على أحد، وهذا كما يقول المناظر عند سوق حجته: من أراد أن ينظر إلى الحق فإن الأمر كذا وكذا، ونحو هذا فتأمله.
وقيل: معنى الآية: ومن جاهد عدوه لنفسه لا يريد وجه الله، فإنما جهاده لنفسه لا لله تعالى، وليس لله بجهاده.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا قول ذكره المفسرون، وهو قول ضعيف). [المحرر الوجيز: 6/ 625-626]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والذين آمنوا} الآية، إخبار عن المؤمنين المهاجرين الذين هم في أعلى رتبة من البدار إلى الله تبارك وتعالى، أشاد بهم عز وجل وبحالهم ليقيم بهم نفوس المتخلفين عن الهجرة، وهم الذين فتنهم الكفار إلى الحصول في هذه المرتبة، و"السيئة": الكفر وما اشتمل عليه، ويدخل في ذلك المعاصي من المؤمنين مع الأعمال الصالحة واجتناب الكبائر، وفي قوله عز وجل: {ولنجزينهم أحسن} حذف مضاف تقديره: ثواب أحسن الذي كانوا يعملون). [المحرر الوجيز: 6/ 626]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {الم (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الم (1) أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون (2) ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين (3) أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (4)}
أمّا الكلام على الحروف المقطّعة فقد تقدّم في أوّل سورة "البقرة"). [تفسير ابن كثير: 6/ 263]

تفسير قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} استفهام إنكارٍ، ومعناه: أنّ اللّه سبحانه وتعالى لا بدّ أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان، كما جاء في الحديث الصّحيح: "أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء ثمّ الصّالحون، ثمّ الأمثل فالأمثل، يبتلى الرّجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابةٌ زيد في البلاء". وهذه الآية كقوله: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين} [آل عمران: 142]، ومثلها في سورة "براءةٌ" وقال في البقرة: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ} [البقرة: 214]؛ ولهذا قال هاهنا: {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} أي: الّذين صدقوا في دعواهم الإيمان ممّن هو كاذبٌ في قوله ودعواه. واللّه سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون. وهذا مجمعٌ عليه عند أئمّة السّنّة والجماعة؛ ولهذا يقول ابن عبّاسٍ وغيره في مثل: {إلا لنعلم} [البقرة: 143]: إلّا لنرى؛ وذلك أنّ الرّؤية إنّما تتعلّق بالموجود، والعلم أعمّ من الرّؤية، فإنّه [يتعلّق] بالمعدوم والموجود). [تفسير ابن كثير: 6/ 263]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون} أي: لا يحسبنّ الّذين لم يدخلوا في الإيمان أنّهم يتخلّصون من هذه الفتنة والامتحان، فإنّ من ورائهم من العقوبة والنكال ما هو أغلظ من هذا وأطمّ؛ ولهذا قال: {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا} أي: يفوتونا، {ساء ما يحكمون} أي: بئس ما يظنّون). [تفسير ابن كثير: 6/ 263-264]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من كان يرجو لقاء اللّه فإنّ أجل اللّه لآتٍ وهو السّميع العليم (5) ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه إنّ اللّه لغنيٌّ عن العالمين (6) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون (7)}
يقول تعالى: {من كان يرجو لقاء اللّه} أي: في الدّار الآخرة، وعمل الصّالحات رجاء ما عند اللّه من الثّواب الجزيل، فإنّ اللّه سيحقّق له رجاءه ويوفّيه عمله كاملًا موفورًا، فإنّ ذلك كائنٌ لا محالة؛ لأنّه سميع الدّعاء، بصيرٌ بكلّ الكائنات ؛ ولهذا قال: {من كان يرجو لقاء اللّه فإنّ أجل اللّه لآتٍ وهو السّميع العليم}). [تفسير ابن كثير: 6/ 264]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه}، كقوله: {من عمل صالحًا فلنفسه} [فصّلت: 46] أي: من عمل صالحا فإنّما يعود نفع عمله على نفسه، فإنّ اللّه غنيٌّ عن أفعال العباد، ولو كانوا كلّهم على أتقى قلب رجلٍ [واحدٍ] منهم، ما زاد ذلك في ملكه شيئًا؛ ولهذا قال: {ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه إنّ اللّه لغنيٌّ عن العالمين}.
قال الحسن البصريّ: إنّ الرّجل ليجاهد، وما ضرب يومًا من الدّهر بسيفٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 264]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ أخبر أنّه مع غناه عن الخلائق جميعهم من إحسانه وبرّه بهم يجازي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أحسن الجزاء، وهو أنّه يكفّر عنهم أسوأ الّذي عملوا، ويجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون، فيقبل القليل من الحسنات، ويثيب عليها الواحدة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، ويجزي على السّيّئة بمثلها أو يعفو ويصفح، كما قال تعالى: {إنّ اللّه لا يظلم مثقال ذرّةٍ وإن تك حسنةً يضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا} [النّساء: 40]، وقال هاهنا: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 264]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة