العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الجاثية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:03 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الجاثية [من الآية(1)إلى الآية(6)]

{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:04 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (حم (1) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) إنّ في السّموات والأرض لآياتٍ لّلمؤمنين}.
قد تقدّم بياننا في معنى قوله {حم} ). [جامع البيان: 21/72]

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله: {تنزيل الكتاب من اللّه} [الزمر: ] فإنّ معناه: هذا تنزيل القرآن من عند اللّه {العزيز} في انتقامه من أعدائه {الحكيم} في تدبيره أمر خلقه). [جامع البيان: 21/72]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ في السّموات والأرض لآياتٍ للمؤمنين} يقول تعالى ذكره: إنّ في السّماوات السّبع اللاتي منهنّ نزول الغيث، والأرض الّتي منها خروج الخلق أيّها النّاس {لآياتٍ للمؤمنين} يقول: لأدلّةً وحججًا للمصدّقين بالحجج إذا تبيّنوها ورأوها). [جامع البيان: 21/72]

تفسير قوله تعالى: (وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وفي خلقكم وما يبثّ من دابّةٍ آياتٌ لقومٍ يوقنون}.
يقول تعالى ذكره: وفي خلق اللّه إيّاكم أيّها النّاس، وخلقه ما تفرّق في الأرض من دابّةٍ تدبّ عليها من غير جنسكم {آياتٌ لقومٍ يوقنون} يعني: حججًا وأدلّةٌ لقومٍ يوقنون بحقائق الأشياء، فيقرّون بها، ويعلمون صحّتها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {آياتٌ لقومٍ يوقنون} وفي الّتي بعد ذلك فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة {آياتٌ} رفعًا على الابتداء، وترك ردّها على قوله: {لآياتٌ للمؤمنين}.
وقرأته عامّة قرّاء الكوفة {آياتٍ} خفضًا بتأويل النّصب ردًّا على قوله: {لآياتٌ للمؤمنين} وزعم قارئو ذلك كذلك من المتأخّرين أنّهم اختاروا قراءته كذلك، لأنّه في قراءة أبيٍّ في الآيات الثّلاثة لآياتٌ باللاّم فجعلوا دخول اللاّم في ذلك في قراءته دليلاً لهم على صحّة قراءة جميعه بالخفض، وليس الّذي اعتمدوا عليه من الحجّة في ذلك بحجّةٍ، لأنّ لا رواية بذلك عن أبيٍّ صحيحةٌ، وأبيّ لو صحّت به عنه روايةٌ، ثمّ لم يعلم كيف كانت قراءته بالخفض أو بالرّفع لم يكن الحكم عليه بأنّه كان يقرأه خفضًا، بأولى من الحكم عليه بأنّه كان يقرأه رفعًا، إذ كانت العرب قد تدخل اللاّم في خبر المعطوف على جملة كلامٍ تامٍّ قد عملت في ابتدائها إنّ، مع ابتدائهم إيّاه، كما قال حميد بن ثورٍ الهلاليّ:
إنّ الخلافة بعدهم لذميمةٌ وخلائفٌ طرفٌ لممًا أحقر.
فأدخل اللاّم في خبر مبتدأٍ بعد جملة خبرٍ قد عملت فيه إنّ إذ كان الكلام، وإن ابتدئ منويًا فيه إنّ.
والصّواب من القول في ذلك إن كان الأمر على ما وصفنا أن يقال: إنّ الخفض في هذه الأحرف والرّفع قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار قد قرأ بهما علماء من القرّاء صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 21/72-73]

تفسير قوله تعالى: (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وتصريف الرياح قال يصرفها إن شاء جعلها رحمة وإن شاء جعلها عذابا). [تفسير عبد الرزاق: 2/212]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل اللّه من السّماء من رزقٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آياتٌ لّقومٍ يعقلون}.
يقول تبارك وتعالى: وفي اختلاف اللّيل والنّهار أيّها النّاس، تعاقبهما عليكم، هذا بظلمته وسواده وهذا بنوره وضيائه {وما أنزل اللّه من السّماء من رزقٍ} وهو الغيث الّذي به تخرج الأرض أرزاق العباد وأقواتهم، {فأحيابه الأرض بعد موتها} يقول: فأنبت ما أنزل من السّماء من الغيث ميّت الأرض، حتّى اهتزّت بالنّبات والزّرع من بعد موتها، يعني من بعد جدوبها وقحوطها ومصيرها دائرةٌ لا نبت فيها ولا زرع.
وقوله: {وتصريف الرّياح} يقول: وفي تصريفه الرّياح لكم شمالاً مرّةً، وجنوبًا أخرى، وصبًا أحيانًا، ودبورًا أخرى لمنافعكم.
وقد قيل: عنى بتصريفها بالرّحمة مرّةً، وبالعذاب أخرى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وتصريف الرّياح} قال: تصريفها إن شاء جعلها رحمةً، وإن شاء جعلها عذابًا.
وقوله: {آياتٌ لقومٍ يعقلون} يقول تعالى ذكره: في ذلك أدلّةٌ وحججٌ للّه على خلقه، لقومٍ يعقلون عن اللّه حججه، ويفهمون عنه ما وعظهم به من الآيات والعبر). [جامع البيان: 21/73-74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 11
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وما أنزل الله من السماء من رزق} قال: المطر، وفي قوله {وتصريف الرياح} إذا شاء جعلها رحمة وإذا شاء جعلها عذابا، وفي قوله {لكل أفاك أثيم} قال: كذاب). [الدر المنثور: 13/292]

تفسير قوله تعالى: (تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحقّ فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: هذه الآيات والحجج يا محمّد من ربّك على خلقه نتلوها عليك بالحقّ: يقول: نخبرك عنها بالحقّ لا بالباطل، كما يخبر مشركو قومك عن آلهتهم بالباطل، أنّها تقرّبهم إلى اللّه زلفى، فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته تؤمنون: يقول تعالى ذكره للمشركين به: فبأيّ حديثٍ أيّها القوم بعد حديث اللّه هذا الّذي يتلوه عليكم، وبعد حججه عليكم وأدلّته الّتي دلّكم بها على وحدانيّته من أنّه لا ربّ لكم سواه، تصدّقون، إن أنتم كذّبتم لحديثه وآياته.
وهذا التّأويل على مذهب قراءة من قرأ (تؤمنون) على وجه الخطاب من اللّه بهذا الكلام للمشركين، وذلك قراءة عامّة قرأة الكوفيّين وأمّا على قراءة من قرأه {يؤمنون} بالياء، فإنّ معناه: فبأيّ حديثٍ يا محمّد بعد حديث اللّه الّذي يتلوه عليك وآياته هذه الّتي نبّه هؤلاء المشركين عليها، وذكّرهم بها، يؤمن هؤلاء المشركون، وهي قراءة عامّة قرأة أهل المدينة والبصرة، ولكلتا القراءتين وجهٌ صحيحٌ، وتأويلٌ مفهومٌ، فبأيّة القراءتين قرأ ذلك القارئ فمصيبٌ عندنا، وإن كنت أميل إلى قراءته بالياء إذ كانت في سياق آياتٍ قد مضين قبلها على وجه الخبر، وذلك قوله: {لقومٍ يوقنون} و{لقومٍ يعقلون} ). [جامع البيان: 21/75]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:06 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: (حم (1) )

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) )

تفسير قوله تعالى: { إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {إنّ في السّماوات والأرض لآيات للمؤمنين (3)}
المعنى - واللّه أعلم إن في خلق السّماوات والأرض لآيات ويدل عليه قوله:{وفي خلقكم وما يبثّ من دابّة آيات لقوم يوقنون (4)} ). [معاني القرآن: 4/431]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين}
والمعنى : إن في خلق السموات والأرض , ودل عليه قوله: {وفي خلقكم وما يبث من دابة} ). [معاني القرآن: 6/421]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {وفي خلقكم وما يبثّ من دآبّةٍ آياتٌ...}.
يقول: في خلق الآدميين وسواهم من كل ذي روح آيات.
تقرأ: الآيات بالخفض على تأويل النصب, يرد على قوله: {إنّ في السمّوات والأرض لآياتٍ}, ويقوّي الخفض فيها أنها في قراءة عبد الله: {لآيات}.
وفي قراءة أبي: لآيات لآيات لآياتٍ ثلاثهن.
والرفع قراءة الناس على الاستئناف فيما بعد إنّ، والعرب تقول: إن لي عليك مالا، وعلى أخيك مال كثير. فينصبون الثاني ويرفعونه.
وفي قراءة عبد الله: {وفي اختلاف اللّيل والنهار}, فهذا يقوي خفض الاختلاف، ولو رفعه رافع فقال:واختلاف الليل والنهار آياتٌ أيضا يجعل الاختلاف آياتٍ، ولم نسمعه من أحد من القراء قال: ولو رفع رافع الآيات، وفيها اللام كان صوابا. قال: أنشدني الكسائي:
إنّ الخلافة بعدهم لذميمة =وخلائف طرف لمما أحقر
فجاء باللام، وإنما هي جواب لأنّ، وقد رفع لأن الكلام مبني على تأويل إنّ). [معاني القرآن: 3/45]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وفي خلقكم وما يبثّ من دابّة آيات لقوم يوقنون (4)}
يقرأ {آياتِ} . و {آيات} بخفض التاء ورفعها وهي في موضع نصب على النسق على قوله: {إنّ في السّماوات والأرض لآيات}
المعنى إن في خلقكم لآيات، ومن قرأ {لآيات}فعلى ضربين: على الاستئناف على معنى وفي خلقكم آيات, وعلى موضع أن مع ما عملت فيه.
تقول: إن زيدا قائم وعمرا وعمر, فتعطف بعمرو على زيد إذا نصبت، وإذا رفعت فعلى موضع إنّ مع زيد، فإن معنى إنّ زيدا قائم زيد قائم). [معاني القرآن: 4/430-431]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله: {وفي خلقكم وما يبث من دابة} : وكل ما فيه الروح فهو دابة). [معاني القرآن: 6/421]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَبُثُّ}: يفرق). [العمدة في غريب القرآن: 271]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل اللّه من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون (5)}
{آيات لقوم يعقلون} : يقرأ بالرفع وبكسر التاء والتنوين، والموضع موضع نصب ويكون قوله: {واختلاف اللّيل والنّهار} عطف على قوله: {وفي خلقكم}، وعلى قوله: {إن في السّماوات والأرض}، وإن في {اختلاف اللّيل والنّهار}آيات.
وهذا عطف على عاملين , ومثله من الشعر:
أكلّ امرىء تحسبين امرأ= ونار توقّد بالليل نارا
عطف على ما عملت فيه كل، وما عملت فيه أتحسبين.
وقد أباه بعض النحويين، وقالوا: لا يجوز إلا الرفع في قوله: {وتصريف الرّياح آيات}
وجعله عطفا على عامل واحد على معنى , واختلاف الليل والنهار , وتصريف الرياح آيات، وهذا أيضا عطف على عاملين لأنه يرفع{آيات}على العطف على ما قبلها كما خفض , {واختلاف} على العطف على ما قبلها.
ويكون معطوفا إن شئت على موضع أن وما عملت فيه، وإن شئت على قراءة من قرأ: {وفي خلقكم وما يبثّ من دابّة آيات} ). [معاني القرآن: 4/432]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون}
قال قتادة: إن شاء جعلها رحمة , وإن شاء جعلها عذابا). [معاني القرآن: 6/422-421]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ {فبأيّ حديث بعد اللّه وآياته يؤمنون (6)}
و{تؤمنون}: جميعا، والمعنى - واللّه أعلم - فبأيّ حديث بعد كتاب اللّه وآياته يؤمنون.
قال اللّه عزّ وجلّ: {اللّه نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني}: فجعل القرآن أحسن الحديث.
وقوله: {ويل لكل أفاك أثيم}, {أفاك}: كذاب). [معاني القرآن: 4/432]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}
أي بعد قرآن الله كما قال تعالى: {واسأل القرية} ). [معاني القرآن: 6/422
]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:08 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) }

تفسير قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) }

تفسير قوله تعالى: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال أعرابي أنشدنيه أبو العالية:

ألا تسأل ذا العلم ما الذي = يحل من التقبيل في رمضان؟
فقال لي المكي:
أما لزوجةٍ = فسبع، وأما خلةٍ فثماني
قوله: "خلةٍ" يريد ذات خلة، ويكون سماها المصدر، كما قالت الخنساء:

............ = فإنما هي إقبال وإدبار
يجوز أن تكون نعتتها بالصدر لكثرته منها، ويجوز أن تكون أرادت ذات إقبال وإدبار، فحذفت المضاف وأقامت المضاف إليه مقامه، كما قال عز وجل: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} فجائز أن يكون المعنى بر من آمن بالله، وجائز أن يكون ذا البر من آمن بالله، والمعنى يؤول إلى شيء واحد.
وفي هذا الشعر عيب، وهو الذي يسميه النحويون العطف على عاملين، وذلك أنه عطف "خلةٌ" على اللام الخافضة لزوجة، وعطف "ثمانيا" على "سبع"، ويلزم من قال هذا أن يقول: مر عبد الله بزيد وعمرو وخالد، ففيه هذا القبح، وقد قرأ بعض القراء وليس بجائز عندنا: (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٍ) فجعل "آيات" في موضع نصب وخفضها لتاء الجميع فحملها على "إن" وعطفها بالواو، وعطف "اختلافا" على "في" ولا أرى ذا في القرآن جائزاٌ لإنه ليس بموضع ضرورة، وأنشد سيبويه لعدي بن زيد العبادي:
أكل امرئ تحسبين امرأ = ونار توقد بالليل نارا
فعطف على "امرئ" وعلى المنصوب الأول.
"قال أبو الحسن: وفيه عيب آخر أن "أما" ليست من العطف في شيء، وقد أجرى"خلة" بعدها مجراها بعد حروف العطف حملاً على المعنى، فكأنه قال: لزوجةٍ كذا ولخلة كذا). [الكامل: 1/374-376] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
بالكلب خيرًا والحماة شرا
كلام معيب عند النحويين، وبعضهم لا يجيزه، وذلك لأنه4 عطف على عاملين: على الباء5 وعلى الفعل. ومن قال هذا قال: ضربت زيدًا في الدار، والحجرة عمرًا.
قال أبو العباس: وكان أبو الحسن الأخفش يراه ويقرأ: (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٍ). فعطف على إن وعلى في. وقال عدي بن زيد:
أكل امرئ تحسبين امرأ = ونار توقد بالليل نارا
فعطف على كل وعلى الفعل). [الكامل: 2/1002]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين * وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون * واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}
تقدم القول في الحروف المقطعة في أوائل السور). [المحرر الوجيز: 7/ 587]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تنزيل" رفع بالابتداء أو على خبر ابتداء مضمر، و"العزيز": معناه: عام في شدة أخذه إذا انتقم، ودفاعه إذا حمي ونصر، وغير ذلك، و"الحكيم": المحكم للأشياء). [المحرر الوجيز: 7/ 587]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وذكر تعالى الآيات التي في السماوات والأرض مجملة غير مفصلة، فكأنها إحالة على غوامض تثيرها الفكر، ويخبر بكثير منها الشرع، فلذلك جعلها للمؤمنين، إذ في ضمن الإيمان العقل والتصديق،
ثم ذكر تعالى خلق البشر والحيوان وكأنه أغمض مما أحال عليه أولا وأكثر تلخيصا، فجعله للموقنين الذين لهم نظر يؤديهم إلى اليقين في معتقداتهم،
ثم ذكر اختلاف الليل والنهار والعبرة بالمطر والرياح، فجعل ذلك لقوم يعقلون، إذ كل عاقل يحصل هذه ويفهم قدرها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإن كان هذا النظر ليس بلازم ولابد، فإن اللفظ يعطيه.
و "يبث" معناه: ينشر في الأرض، والدابة: كل حيوان يدب، أو يمكن فيه أن يدب، يدخل في ذلك الطير والحوت، وشاهد الطير قول الشاعر:
... ... ... ... .... صواعقها لطيرهن دبيب
وقول الآخر:
... ... ... ... .... دبيب قطا البطحاء في كل منهل
وشاهد الحوت قول أبي موسى: "وقد ألقى البحر دابة مثل الظرب"، ودواب البحر لفظ مشهور في اللغة.
وقرأ حمزة، والكسائي: "آيات" بالنصب في الموضعين الآخرين. وهي قراءة الجحدري، والأعمش، وقرأ الباقون والجمهور: "آيات" بالرفع فيهما، فأما من قرأ بالنصب فحمل "آيات" في الموضعين على نصب "إن" في قوله تعالى: {إن في السماوات والأرض لآيات}، ولا يعرض في ذلك العطف على عاملين الذي لا يجيزه سيبويه وكثير من النحويين، لأنا نقدر "في" معادة في قوله تعالى: {واختلاف الليل والنهار}، وكذلك هي في مصحف ابن مسعود: "وفي اختلاف"، فكأنه تعالى قال -على قراءة الجمهور-: "وفي اختلاف الليل"، وذلك أن ذكرها قد تقدم في قوله تعالى: "وفي خلقكم" فلما تقدم ذكر الجار، جاز حذفه من الثاني، ويقدر مثبتا، كما قدر سيبويه في قول الشاعر:
أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقد بالليل نارا؟
أي: وكل نار، وكما قال الآخر:
أوصيت من برة قلبا حرا ... بالكلب خيرا والحماة شرا
أي: وبالحمأة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا الاعتراض كله إنما هو في "آيات" الثاني، لأن الأول قبله حرف الجر ظاهر، وفي قراءة أبي بن كعب، وابن مسعود رضي الله عنهما في الثلاثة المواضع: "لآيات". قال أبو علي: وهذا يدل على أن الكلام محمول على "إن" في قراءة من أسقط اللامات في الاثنين الآخيرتين.
وأما من رفع "آيات" في الموضعين، فوجهه العطف على موضع "إن" وما عملت فيه، لأن موضعها رفع بالابتداء، ووجه آخر وهو أن يكون قوله تعالى: {وفي خلقكم وما يبث من دابة} مستأنفا، ويكون الكلام جملة معطوفة على جملة، وقال بعض الناس: يجوز أن يكون جملة في موضع الحال فلا تكون غريبة على هذا.
و"اختلاف الليل والنهار" إما بالنور والظلام، وإما بكونهما خلفة، و"الرزق المنزل من السماء": هو المطر، سماه رزقا بمآله، لأن جميع ما يرتزق فعن المطر هو، و"تصريف الرياح": هو بكونها صبا ودبورا وجنوبا وشمالا، وأيضا فبكونها مرة رحمة ومرة عذابا، قاله قتادة، وأيضا بلينها وشدتها وحرها وبردها، وقرأ طلحة وعيسى: "وتصريف الريح" بالإفراد، وكذلك في جميع القرآن إلا ما كان فيه مبشرات، وخالف عيسى في الحجر فقرأ: "الرياح لواقح"). [المحرر الوجيز: 7/ 587-590]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {تلك آيات الله} إشارة إلى ما ذكر. وقوله: "نتلوها" فيه حذف مضاف، أي: نتلو شأنها وتفسيرها وشرح العبرة لها، ويحتمل أن يريد بـ "آيات الله": القرآن المنزل في هذه المعاني، فلا يكون في "نتلوها" حذف مضاف. وقوله: "بالحق" معناه: بالصدق والإعلام بحقائق الأمور في أنفسها. وقوله: {فبأي حديث} الآية توبيخ وتقريع، وفيه قوة التهديد.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وأبو جعفر، والأعرج، وشيبة، وقتادة: "يؤمنون" بالياء من تحت، وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم أيضا، والأعمش: "تؤمنون" بالتاء على مخاطبة الكفار. وقرأ طلحة بن مصرف: "توقنون" بالتاء من فوق من اليقين).[المحرر الوجيز: 7/ 590-591]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) إنّ في السّماوات والأرض لآياتٍ للمؤمنين (3) وفي خلقكم وما يبثّ من دابّةٍ آياتٌ لقومٍ يوقنون (4) واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل اللّه من السّماء من رزقٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آياتٌ لقومٍ يعقلون (5) }
يرشد تعالى خلقه إلى التّفكّر في آلائه ونعمه، وقدرته العظيمة الّتي خلق بها السّموات الأرض، وما فيهما من المخلوقات المختلفة الأجناس والأنواع من الملائكة والجنّ والإنس، والدّوابّ والطّيور والوحوش والسّباع والحشرات، وما في البحر من الأصناف المتنوّعة، واختلاف اللّيل والنّهار في تعاقبهما دائبين لا يفتران، هذا بظلامه وهذا بضيائه، وما أنزل اللّه تعالى من السّحاب من المطر في وقت الحاجة إليه، وسمّاه رزقًا؛ لأنّ به يحصل الرّزق، {فأحيا به الأرض بعد موتها} أي: بعد ما كانت هامدةً لا نبات فيها ولا شيء.
وقوله: {وتصريف الرّياح} أي: جنوبًا وشآمًا، ودبورًا وصبًا، بحريّةً وبرّيّةً، ليليّةً ونهاريّةً. ومنها ما هو للمطر، ومنها ما هو للّقاح، ومنها ما هو غذاءٌ للأرواح، ومنها ما هو عقيمٌ [لا ينتج].
وقال أوّلًا {لآياتٍ للمؤمنين}، ثمّ {يوقنون} ثمّ {يعقلون} وهو ترقٍّ من حالٍ شريفٍ إلى ما هو أشرف منه وأعلى. وهذه الآيات شبيهةٌ بآية "البقرة" وهي قوله: {إنّ في خلق السّموات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس وما أنزل اللّه من السّماء من ماءٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ وتصريف الرّياح والسّحاب المسخّر بين السّماء والأرض لآياتٍ لقومٍ يعقلون} [البقرة: 164]. وقد أورد ابن أبي حاتمٍ هاهنا عن وهب بن منبّه أثرًا طويلًا غريبًا في خلق الإنسان من الأخلاط الأربعة). [تفسير ابن كثير: 7/ 264]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحقّ فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون (6) ويلٌ لكلّ أفّاكٍ أثيمٍ (7) يسمع آيات اللّه تتلى عليه ثمّ يصرّ مستكبرًا كأن لم يسمعها فبشّره بعذابٍ أليمٍ (8) وإذا علم من آياتنا شيئًا اتّخذها هزوًا أولئك لهم عذابٌ مهينٌ (9) من ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ (10) هذا هدًى والّذين كفروا بآيات ربّهم لهم عذابٌ من رجزٍ أليمٌ (11) }
يقول تعالى: هذه آيات اللّه -يعني القرآن بما فيه من الحجج والبيّنات- {نتلوها عليك بالحقّ} أي: متضمّنةً الحقّ من الحقّ، فإذا كانوا لا يؤمنون بها ولا ينقادون لها، فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون؟!). [تفسير ابن كثير: 7/ 264-265]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة