العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الآخرة 1434هـ/4-05-2013م, 03:01 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ علينا للهدى...} يقول: من سلك الهدى فعلى الله سبيله، ومثله قوله: {وعلى الله قصد السّبيل} يقول: من أراد الله فهو على السبيل القاصد، ويقال: إن علينا للهدى والإضلال، فترك الإضلال كما قال: {سرابيل تقيكم الحرّ}، وهي تقي الحرّ والبرد). [معاني القرآن: 3/ 271]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّ علينا للهدى (12)} أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال). [معاني القرآن: 5/ 336]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {وإنّ لنا للآخرة والأولى...} لثواب هذه، وثواب هذه). [معاني القرآن: 3/ 271]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {فأنذرتكم ناراً تلظّى...} معناه: تتلظى فهي في موضع رفع، ولو كانت على معنى فعل ماض لكانت: فأنذرتكم نارا تلظّت.
حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال، :"فاتت عبيد بن عمير ركعةٌ من المغرب، فقام يقضيها فسمعته يقرأ {فأنذرتكم ناراً تلظّى}، ورأيتها في مصحف عبد الله: "تتلظّى" بتاءين). [معاني القرآن: 3/ 271-272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14) لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}
{تلظّى} معناه تتوهج وتتوقّد. وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر لقوله: {لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}، وليس كما ظنوا، هذه نار موصوفة بعينها لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الّذي كذّب وتولّى، ولأهل النار منازل فمنها قوله: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار}.
واللّه عزّ وجلّ كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به. وقال عزّ وجلّ: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلو كان كل من لم يشرك باللّه لا يعذب، لم يكن في قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك} فائدة، وكان يغفر ما دون ذلك
). [معاني القرآن: 5/ 336]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لا يصلاها إلاّ الأشقى...} إلاّ من كان شقيا في علم الله). [معاني القرآن: 3/ 272]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لا يصلاها إلاّ الأشقى} والعرب تضع "أفعل" في موضع "فاعلٍ"
قال طرفة:
تمنّـى رجـالٌ أن أمـوت وإن أمـت.......فتلك سبيلٌ لست فيها بأوحدٍ ).
[مجاز القرآن: 2/ 301]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14) لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}
{تلظّى} معناه تتوهج وتتوقّد. وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر لقوله: {لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}، وليس كما ظنوا، هذه نار موصوفة بعينها لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الّذي كذّب وتولّى، ولأهل النار منازل فمنها قوله: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار}.
واللّه عزّ وجلّ كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به. وقال عزّ وجلّ: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلو كان كل من لم يشرك باللّه لا يعذب، لم يكن في قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك} فائدة، وكان يغفر ما دون ذلك
). [معاني القرآن: 5/ 336](م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {الّذي كذّب وتولّى...} لم يكن كذّب بردٍّ ظاهر، ولكنه قصّر عما أمر به من الطاعة، فجعل تكذيبا، كما تقول: لقي فلان العدو؛ فكذب إذا نكل ورجع.
وسمعت أبا ثروان يقول: إنّ بني نمير ليس لجدهم مكذوبة. يقول: إذا لقوا صدقوا القتال ولم يرجعوا، وكذلك قول الله تبارك وتعالى: {ليس لوقعتها كاذبةٌ} يقول: هي حق). [معاني القرآن: 3/ 272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14) لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}
{تلظّى} معناه تتوهج وتتوقّد. وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر لقوله: {لا يصلاها إلّا الأشقى (15) الّذي كذّب وتولّى (16)}.. وليس كما ظنوا، هذه نار موصوفة بعينها لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الّذي كذّب وتولّى، ولأهل النار منازل فمنها قوله: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار}.
واللّه عزّ وجلّ كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به. وقال عزّ وجلّ: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلو كان كل من لم يشرك باللّه لا يعذب، لم يكن في قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك} فائدة، وكان يغفر ما دون ذلك). [معاني القرآن: 5/ 336](م)

تفسير قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وسيجنّبها الأتقى...} أبو بكر). [معاني القرآن: 3/ 272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وسيجنّبها الأتقى (17) الّذي يؤتي ماله يتزكّى (18)} أي يطلب أن يكون عند الله زاكيا، لا يطلب بذلك رياء، ولا سمعة.
ونزلت في أبي بكر رضي اللّه عنه). [معاني القرآن: 5/ 336]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وسيجنّبها الأتقى (17) الّذي يؤتي ماله يتزكّى (18)} أي يطلب أن يكون عند الله زاكيا، لا يطلب بذلك رياء، ولا سمعة.
ونزلت في أبي بكر رضي اللّه عنه). [معاني القرآن: 5/ 336](م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وما لأحدٍ عنده من نّعمةٍ تجزى...} يقول: لم ينفق نفقته مكافأة ليد أحد عنده، ولكن أنفقها ابتغاء وجه ربه، فإلاّ في هذا الموضع بمعنى (لكن) وقد يجوز أن تجعل الفعل في المكافأة مستقبلا، فتقول: ولم يرد مما أنفق مكافأةً من أحد. ويكون موقع اللام التي في أحدٍ ـ في الهاء التي خفضتها عنده، فكأنك قلت: وماله عن أحد فيما أنفق من نعمة يلتمس ثوابها، وكلا الوجهين حسن،
ما أدري أي الوجهين أحسن، وقد تضع العرب الحرف في غير موضعه إذا كان المعنى معروفا
وقد قال الشاعر:
لقد خفت حتى ما تزيد مخافتـي.......على وعلٍ في ذي المكاره عاقل
والمعنى: حتى ما تزيد مخافة (وعل) على مخافتي، ومثله من غير المخفوض قول الراجز:
إن ســراجــا لـكـريــم مـفـخــره.......تحلى به العين إذا ما تجهره
... حليت بعيني، وحلوت في صدري والمعنى: تحلى بالعين إذا ما تجهره، ونصب "الابتغاء" من جهتين:
من أن تجعل فيها نية إنفاقه ما ينفق إلا ابتغاء وجه ربه.
والآخر على اختلاف ما قبل إلاّ وما بعدها.
والعرب تقول: ما في الدار أحد إلاّ أكلباً وأحمرةً، وهي لغة لأهل الحجاز، ويتبعون آخر الكلام أوله فيرفعون في الرفع، وقال الشاعر في ذلك:

وبلـدةٍ ليـس بـهـا أنـيـس.......إلاّ اليعافير وإلاّ العيس
فرفع، ولو رفع {إلا ابتغاء وجه ربه} رافع لم يكن خطأ؛ لأنك لو ألقيت من: من النعمة لقلت: ما لأحد عنده نعمةٌ تجزى إلا ابتغاء، فيكون الرفع على اتباع المعنى، كما تقول: ما أتاني من أحد إلاّ أبوك). [معاني القرآن: 3/ 272-273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من نعمةٍ تجزى إلاّ ابتغاء وجه ربّه الأعلى} استثنى من النعمة كما يستثنى الشيء من الشيء ليس منه). [مجاز القرآن: 2/ 301]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما لأحد عنده من نعمة تجزى (19)} أي لم يفعل ذلك مجازاة ليد أسديت إليه). [معاني القرآن: 5/ 336]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إلّا ابتغاء وجه ربّه الأعلى (20)} أي إلا طلب ثوابه). [معاني القرآن: 5/ 337]

تفسير قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولسوف يرضى (21)} أي سوف يدخل الجنة كما قال: {ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة (28) فادخلي في عبادي (29) وادخلي جنّتي (30)}). [معاني القرآن: 5/ 337]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 10:39 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14)}

تفسير قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)}

تفسير قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما يقع في الاستثناء من غير نوع المذكور قبله
وذلك قولك: ما جاءني أحد إلا حماراً، وما في القوم أحد إلا دابةً. فوجه هذا وحده النصب؛ وذلك لأن الثاني ليس من نوع الأول، فيبدل منه، فتنصبه بأصل الاستثناء على معنى ولكن، واللفظ النصب لما ذكرت لك في صدر الباب.
فمن ذلك قول الله عز وجل: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى}.
ومن ذلك: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}. فالعاصم الفاعل، ومن رحم معصوم، فهذا خاصةً لا يكون فيه إلا النصب.
وأما الأول فقد يجوز فيه الرفع، وهو قول بني تميم. وتفسير رفعه على وجهين: أحدهما: أنك إذا قلت: ما جاءني رجل إلا حمار فكأنك قلت: ما جاءني إلا حمار، وذكرت رجلاً وما أشبهه توكيداً. فكأنه في التقدير: ما جاءني شيء رجل ولا غيره، إلا حمار.
والوجه الآخر: أن تجعل الحمار يقوم مقام من جاءني من الرجال على التمثيل، كما تقول: عتابك السيف، وتحيتك الضرب، كما قال:

وخيل قد دلفت لها بخيل.......تحية بينهم ضرب وجيع
وقال الآخر:
ليس بيني وبـين قـيس عـتـاب.......غير طعن الكلى وضرب الرقاب
وبنو تميم تقرأ هذه الآية: {إلا ابتغاءُ وجه ربه الأعلى} ويقرءون {ما لهم به من علم إلا اتباعُ الظن}. يجعلون اتباع الظن علمهم.
والوجه النصب على ما ذكرت لك، وهو القياس اللازم، ووجه الرفع ما بيناه. كما قال:
وبلدة ليس بهـا أنـيس.......إلا اليعافير، وإلا العيس
فجعل اليعاقير أنيس ذلك المكان وينشد بنو تميم قول النابغة:
وقفت فيها أصـيلالاً أسـائلـهـا.......عيت جواباً، وما بالربع من أحـد
إلا أواري لأبـاً مـا أبـينـهــا.......والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد
والوجه النصب، وهو إنشاد أكثر الناس.
وقوله جل وعز: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا} من هذا الباب؛ لأن لولا في معنى هلا. والنحويون يجيزون الرفع في مثل هذا من الكلام، ولا يجيزونه في القرآن لئلا يغير خط المصحف. ورفعه على الوصف كما ذكرت لك في الباب الذي قبله. فأما قول الشاعر:
من كان أسرع في تفرق فالج.......فلبونه جربت معاً، وأغـدت
إلا كناشرة الذي ضـيعـتـم.......كالغصن في غلوائه المتنبت
فإنما الكاف زائدة، وهو استثناء ليس من الأول. ولو حذفت الكاف لكان الموضع نصباً ومثل ذلك:
لولا ابن حارثة الأمـير لـقـد.......أغضبت من شتمي على رغمي
إلا كمعرض المحسر بـكـره.......عمداً يسببني عـلـى ظـلـم
وكذا قوله:
إلا كخارجة المكلف نفـسـه.......وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا
الكاف زائدة مؤكدة كتوكيدها في قول الله جل وعز: {ليس كمثله شيء}. ومثل ذلك قوله:
لواحق الأقراب فيها كالمقق
أي فيها مقق وهو الطول. والكاف زائدة). [المقتضب: 4/ 412-418]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما يقع في الاستثناء
من غير نوع المذكور قبله
وذلك قولك: ما جاءني أحد إلا حماراً، وما في القوم أحد إلا دابةً. فوجه هذا وحده النصب؛ وذلك لأن الثاني ليس من نوع الأول، فيبدل منه، فتنصبه بأصل الاستثناء على معنى ولكن، واللفظ النصب لما ذكرت لك في صدر الباب.
فمن ذلك قول الله عز وجل: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى}.
ومن ذلك: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}. فالعاصم الفاعل، ومن رحم معصوم، فهذا خاصةً لا يكون فيه إلا النصب.
وأما الأول فقد يجوز فيه الرفع، وهو قول بني تميم. وتفسير رفعه على وجهين: أحدهما: أنك إذا قلت: ما جاءني رجل إلا حمار فكأنك قلت: ما جاءني إلا حمار، وذكرت رجلاً وما أشبهه توكيداً. فكأنه في التقدير: ما جاءني شيء رجل ولا غيره، إلا حمار.
والوجه الآخر: أن تجعل الحمار يقوم مقام من جاءني من الرجال على التمثيل، كما تقول: عتابك السيف، وتحيتك الضرب، كما قال:
وخيل قد دلفت لها بخيل.......تحية بينهم ضرب وجيع
وقال الآخر:
ليس بيني وبـين قـيس عـتـاب.......غير طعن الكلى وضرب الرقاب
وبنو تميم تقرأ هذه الآية: {إلا ابتغاءُ وجه ربه الأعلى} ويقرءون (ما لهم به من علم إلا اتباعُ الظن). يجعلون اتباع الظن علمهم.
والوجه النصب على ما ذكرت لك، وهو القياس اللازم، ووجه الرفع ما بيناه. كما قال:
وبلدة ليس بهـا أنـيس.......إلا اليعافير، وإلا العيس
فجعل اليعاقير أنيس ذلك المكان وينشد بنو تميم قول النابغة:
وقفت فيها أصـيلالاً أسـائلـهـا.......عيت جواباً، وما بالربع من أحـد
إلا أواري لأبـاً مـا أبـينـهــا.......والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد
والوجه النصب، وهو إنشاد أكثر الناس.
وقوله جل وعز: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا} من هذا الباب؛ لأن لولا في معنى هلا. والنحويون يجيزون الرفع في مثل هذا من الكلام، ولا يجيزونه في القرآن لئلا يغير خط المصحف. ورفعه على الوصف كما ذكرت لك في الباب الذي قبله. فأما قول الشاعر:
من كان أسرع في تفرق فالج.......فلبونه جربت معاً، وأغـدت
إلا كناشرة الذي ضـيعـتـم.......كالغصن في غلوائه المتنبت
فإنما الكاف زائدة، وهو استثناء ليس من الأول. ولو حذفت الكاف لكان الموضع نصباً ومثل ذلك:
لولا ابن حارثة الأمـير لـقـد.......أغضبت من شتمي على رغمي
إلا كمعرض المحسر بـكـره.......عمداً يسببني عـلـى ظـلـم
وكذا قوله:
إلا كخارجة المكلف نفـسـه.......وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا
الكاف زائدة مؤكدة كتوكيدها في قول الله جل وعز {ليس كمثله شيء}. ومثل ذلك قوله:
لواحق الأقراب فيها كالمقق
أي فيها مقق وهو الطول. والكاف زائدة). [المقتضب: 4/ 412-418]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة