العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (41) إلى الآية (45)]
{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}


قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإمّا نذهبنّ بك.. (41) أو نرينّك (42)
[معاني القراءات وعللها: 2/365]
قرأ يعقوب (فإمّا نذهبن بك.... أو نرينك) بسكون النون وتخفيفها ما قرأه غيره.
قال أبو منصور: وسائر القراء على التشديد.
وهما لغتان، والتشديد أوكدهما). [معاني القراءات وعللها: 2/366] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} [آية/ 41] {أَوْ نُرِيَنَّكَ} [آية/ 42] بإسكان النون فيهما:-
قرأهما يعقوب يس-.
والوجه أن النون فيهما نون التأكيد الخفيفة، وهي وإن كانت خفيفة، فإنها تفيد معنى التأكيد.
وقرأ الباقون وح- عن يعقوب {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} أو {نُرِيَنَّكَ} بتشديد النون وفيهما.
[الموضح: 1151]
والوجه أن النون فيهما نون التأكيد الثقيلة، وهي أشد تأكيدًا من الخفيفة، لما فيها من زيادة نون، فإن الثقيلة نونان، والخفيفة نون واحدة). [الموضح: 1152] (م)

قوله تعالى: {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإمّا نذهبنّ بك.. (41) أو نرينّك (42)
[معاني القراءات وعللها: 2/365]
قرأ يعقوب (فإمّا نذهبن بك.... أو نرينك) بسكون النون وتخفيفها ما قرأه غيره.
قال أبو منصور: وسائر القراء على التشديد.
وهما لغتان، والتشديد أوكدهما). [معاني القراءات وعللها: 2/366] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} [آية/ 41] {أَوْ نُرِيَنَّكَ} [آية/ 42] بإسكان النون فيهما:-
قرأهما يعقوب يس-.
والوجه أن النون فيهما نون التأكيد الخفيفة، وهي وإن كانت خفيفة، فإنها تفيد معنى التأكيد.
وقرأ الباقون وح- عن يعقوب {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} أو {نُرِيَنَّكَ} بتشديد النون وفيهما.
[الموضح: 1151]
والوجه أن النون فيهما نون التأكيد الثقيلة، وهي أشد تأكيدًا من الخفيفة، لما فيها من زيادة نون، فإن الثقيلة نونان، والخفيفة نون واحدة). [الموضح: 1152] (م)

قوله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)}
قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (46) إلى الآية (50)]
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47)}
قوله تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {يا أيه الساحر ادع لنا ربك} [49].
قرأ ابن عامر وحده: {يا أيه} اتباعًا للمصحف.
وقرأ الباقون: {يأءيه}.
فإن قيل لك: خاطبوا نبيهم بالساحر. وقد سألوه أن يدعو لهم؟ ففي ذلك أجوبة:
أحدهما: أنهم قالوا يأيها الفطن العالم؛ لأن السحر عندهم دقة النظر والعلم بالشيء كالسحر الحلال، يقال: فلان يسحر بكلامه.
وقال آخرون: معناه: أنهم خاطبوه بما تقدم لهم من التشبيه لهم إياه بالساحر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/302]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وحده: يا أية الساحر [الزخرف/ 49] بضمّ الهاء.
وقرأ الباقون: يا أيها بفتح الهاء، وكان أبو عمرو والكسائي يقفان بالألف ولم يحفظ عن غيرهما وقف.
قد تقدّم القول في ذلك، وفي ذكر شبهة ابن عامر). [الحجة للقراء السبعة: 6/155]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقالوا يا أيها السّاحر} 49
قرأ ابن عامر (يا أيه السّاحر) بضم الهاء اتباعا للمصحف وقرأ الباقون {يا أيها} بفتح الهاء وقد ذكرت في سورة النّور). [حجة القراءات: 650]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ} [آية/ 49] بضم الهاء:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه لما لزم ها التنبيه أيًا المنادى صار معه كالشيء الواحد فحذف ألف ها، ثم جعل الهاء كجزء من الكلمة، فبني أيه في النداء على الضم، فقالوا {يَا أَيُّهَا} كما قالوا يا زيد، وقد ذكرنا هذه الكلمة بأكثر بسطًا من هذا في سورة النور.
وقرأ الباقون {يَا أَيُّهَا} بفتح الهاء.
وكان أبو عمرو والكسائي ويعقوب يقفون عليها بالألف.
والباقون يقفون عليها بغير ألف.
ووجه {يَا أَيُّهَا} أنه الأصل في الكلمة؛ لأن ها التنبيه أصلها أن تكون بالألف، وأما الوقف على الألف فعلى الأصل أيضًا، وأما الوقف على الهاء منها فذهابًا إلى حذف ألف ها الذي ذكرنا جوازه). [الموضح: 1152]

قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (51) إلى الآية (56)]
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}


قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تجري من تحتي أفلا تبصرون)
فتح الياء من " تحتي " ابن كثير ونافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/366]

قوله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)}
قوله تعالى: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهبٍ.. (53)
قرأ عاصم في رواية حفص، ويعقوب (أسورةٌ) بغير ألف.
وقرأ الباقون (أساورةٌ) بألف.
قال أبو منصور: من قرأ (أسورة) فهو جمع سوار.
ومن قرأ (أساورة) ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون جمع (أسورة)، فيكون جمع الجمع.
ويجوز أن يكون (أساورة) جمع إسوارة وأساورة.
يقال للسوار: أسوار). [معاني القراءات وعللها: 2/366]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أسورة من ذهب} [53].
قرأ عاصم في رواية حفص: {أسورة} وقد رويت عن الحسن كذلك، فـ{أسورة} جمع سوار.
وقرأ الباقون: {أسورة} جمع أسوار.
قال أبو عبيد: وقد يكون أسوار جمع أسورة، وفي حرف عبد الله {أسور من ذهب} بغير هاء شاهد لمن جمع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/300]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال وكلّهم قرأ: أساورة [الزخرف/ 53] إلّا عاصما في رواية حفص، فإنّه قرأ: أسورة.
قال أبو زيد: قالوا: رجل إسوار من قوم أساورة، وهو إسوار المرأة، وسوار المرأة وأسورة لجماعتها، قال: وهما قلبان يكونان في يديها.
قال أبو علي: فرواية حفص: أسورة هو جمع سوار، جمعه على أسورة، مثل: سقاء وأسقية. وإزار وآزرة، وخوان وأخونة.
ومن قرأ أساورة جعله جمع إسوار الذي ذكره أبو زيد، وقال في الجمع: أساورة، فألحق الهاء في الجمع على أن الهاء عوض من الياء التي ينبغي أن تلحق في جمع إسوار على حدّ: إعصار وأعاصير فإن شئت قلت: أساورة، وإن شئت قلت: أساوير. ويجوز في أساورة أن يكون جمع أسورة مثل أسقية وأساق، ولحقت علامة التأنيث كما لحقت في قشعم وقشاعمة، فأمّا أساورة في جمع إسوار، فالهاء فيه على حدّ ما يلحق المعربات نحو: طيالسة، وزنادقة، وقد لحقت هذه
[الحجة للقراء السبعة: 6/151]
الهاء المعرّبة نحو: صياقلة وقشعم وقشاعمة، والإسوار معرب وهو الفارس). [الحجة للقراء السبعة: 6/152]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب}
قرأ حفص {أسورة من ذهب} بغير ألف جمع سوار وأسورة كما تقول سقاء وأسقية ورداء وأردية
وقرأ الباقون (أساورة) جمع إسوار كذا قال أبو زيد وقال الزّجاج ويصلح أن يكون جمع الجمع نقول أسورة وأساورة كما تقول أقوال وأقاويل). [حجة القراءات: 651]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أسورة} قرأ حفص على وزن «أفعلة»، وقرأ الباقون على وزن «أفاعلة».
وحجة من قرأ على وزن «أفعلة» أنه جعله على جمع «سوار» كحمار وأحمرة.
14- وحجة من قرأه على وزن «أفاعلة» أنه جعله جمع «أساور»، حكى أبو زيد «إسوار المرأة» و«وسوارها» وكان القياس في جمع «إسوار» «أساوير» كإعصار وأعاصير، ولكن جعلت الهاء بدلًا من الياء، وحذفت الياء كما جعلوا الهاء بدلًا من الياء في «زنادقة»، ويجوز أن يكون «أساور» جمع «أسورة» كأسقية وأساقي، ودخلت الهاء كما دخلت في قشعم وقشاعمة، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/259]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ} [آية/ 53] بسكون السين من غير ألف:-
قرأها عاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه جمع سوار، جاء على أفعله كسقاء وأسقية وخوان وأخونة وحمار وأحمرة.
[الموضح: 1152]
وقرأ الباقون {أَسَاوِرَة} بالألف وفتح السين.
والوجه أنه جمع أسوار، فإن أسوارًا وسوارًا واحد، وجمع السوار أسورة، وجمع الأسوار أساور، إلا أنهم ألحقوا الهاء في الجمع عوضًا عن الياء التي كان ينبغي أن تلحق هذا الجمع نحو إعصار وأعاصير وفرزان وفرازين وحملاق وحماليق، فقالوا فرازنة وحمالقة). [الموضح: 1153]

قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)}
قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فجعلناهم سلفًا ومثلًا للآخرين (56)
قرأ حمزة والكسائي (سلفًا) بضمتين.
وقرأ الباقون (سلفًا) بفتحتين.
[معاني القراءات وعللها: 2/366]
قال أبو منصور: من قرأ (سلفا) فهو جمع سالف وسلف.
ومعناه: جعلناهم متقدمين ليتعظ بهم من بعدهم.
ومن قرأ (سلفا) فهو جمع سليف. بالمعنى الأول، يقال: سلفت القوم أسلفهم، إذا تقدمتهم). [معاني القراءات وعللها: 2/367]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- قوله: {فجعلناهم سلفًا} [56].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/300]
قرأ حمزة والكسائي: {سلفًا} جمع سليف.
وقرأ الباقون: {سلفًا} وهو الأسير في كلامهم.
وسمعت ابن [أبزون] الحمزي يقول قيل لحمزة: من قرأ {سلفًا} قال الناس، قيل: من هم؟ قال: أنا.
وفيها قراءة ثالثة: حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: أخبرني سفيان بن عيينة أن الأعرج قرأ {سلفًا} بفتح اللام جعله جمع سلقة مثل غرفة وغرف، وكذلك {زلفًا من الليل} جمع زلفة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/301]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ السّين واللّام من قوله عزّ وجلّ: سلفا [الزخرف/ 56] وفتحهما.
فقرأ حمزة والكسائي: سلفا بضمّ السّين واللّام.
وقرأ الباقون: سلفا بفتحهما.
قال أبو علي: من قال: سلفا بضمّ السّين واللّام جاز أن يجعله جمعا لسلف، فيكون مثل أسد وأسد، ووثن وقالوا: أثن، وممّا لحقته تاء التأنيث من هذا: خشبة وخشب، وبدنة وبدن. ومن قال: سلفا بفتح السّين واللّام، فلأنّ فعلا قد جاء في حروف يراد بها الكثرة، وكأنّه اسم من أسماء الجمع، كقولهم: خادم وخدم، وطالب وطلب، وحارس وحرس، وحكى أحمد بن يحيى: رائح وروح، فلذلك جاء في موضع الجمع في قوله: فجعلناهم سلفا [الزخرف/ 56] وكذلك المثل واحد يراد به الجمع، فمن ثمّ عطف على سلف في قوله: فجعلناهم سلفا ومثلا. ويدلّك على وقوعه على أكثر من واحد قوله: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا... ومن رزقناه [النحل/ 75] فأوقع لفظ الإفراد على التثنية، وكذلك جاز وقوعه على الجمع، وقد جمع المثل في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/152]
وتلك الأمثال نضربها للناس [العنكبوت/ 43، الحشر/ 21] فمثل في هذا كالمثل في أنّه جمع مرة وأفرد أخرى، في قوله: إنكم إذا مثلهم [النساء/ 140] وجمع في قوله: ثم لا يكونوا أمثالكم [محمد/ 38] وكذلك أفرد في موضع التثنية فيما أنشده سيبويه:
وساقيين مثل زيد وجعل ويثنى أيضا في قوله:
والشّرّ بالشّرّ عند الله مثلان وإذا كانت الجموع الصّحيحة قد كسّرت في نحو: حمال وحمائل، وأسقية وأساق، فأن يجوز تكسير نحو سلف على سلف أجدر). [الحجة للقراء السبعة: 6/153]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين} 56
قرأ حمزة الكسائي {فجعلناهم سلفا} بضم السّين واللّام جمع سلف مثل أسد وأسد ووثن ووثن وممّا لحقته تاء التّأنيث من هذا خشبة وخشب وبدنة وبدن وجاز أيضا أن تجعله جمعا لسليف والسليف المتقدّم قال الكسائي سلفا جمع السليف مثل السّبيل والسبل والتبيل والتبل والعرب تقول مضى منا سلف وسالف وسليف وهو المتقدّم عن طلحة بن مصرف أنه قال
[حجة القراءات: 651]
السّلف بالفتح في الخير والسّلف بالضّمّ في الشّرّ
وقرأ الباقون {سلفا} بفتح السّين واللّام بلفظ الواحد والمعنى جماعة كما يقال هم لنا سلف وكذلك يقال في الأنثى والذكر والواحد والجمع والقراءتان متقاربتان في المعنى وذلك أن السّلف جمع سالف والسّلف جمع سليف بمنزلة عليم وعالم والعرب تقول هؤلاء سلفنا وهم السّلف وحجتهم قول النّبي صلى الله عليه للصّبيّ الميّت
اللّهمّ ألحقه بالسلف الصّالح ومنه قول النّاس فلان يحب السّلف ويشتم السّلف ويجوز أن يكون جمعا مثل خادم وخدم وتابع وتبع وسالف وسلف والمعنى جعلناهم سلفا متقدمين ليتعظ بهم الآخرون). [حجة القراءات: 652]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {سلفًا ومثلًا} قرأه حمزة والكسائي بضم السين واللام، وقرأ الباقون بفتحهما.
وحجة من ضم أنه جعله جمعًا لسلف، كأسد وأسد ووثن ووثن وهو كثير، وقيل: هو جمع لسلف، كرغيف ورغف، وهو كثير أيضًا، و«السليف» المتقدم، والعرب تقول: مضى منا سالف وسلف وسليف، وقيل: السليف جمع سالف، نادر، وسلف جمع سليف، كرغيف ورغف، فهو جمع الجمع.
16- وحجة من فتح أنه حمله على بناء يقع للكثرة في الجمع، جعله جمع سالف، كخادم وخدم وغائب وغيب فالقراءتان بمعنى واحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/260]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} [آية/ 56] بضم السين واللام:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع سلف، كأسد وأسد ووثن ووثن وخشب وخشب، وجمع فعل على فعل كثير.
وسلف بالفتح وإن كان جمعًا فإنه يجوز أن يجمع مرة أخرى؛ لأنهم جمعوا جمالاً وهو جمع على جمائل، على أن سلفًا وإن كان جمع سالف كخادم وخدم، فإنه على لفظ الواحد، فحسن جمعه لذلك.
وقرأ الباقون {سَلَفًا} بفتح السين واللام.
والوجه أنه جمع سالف على ما سبق، كما يقال طالب وطلب وحارس وحرس وخادم وخدم، وإنما جاز أن يعطف عليه المثل وهو واحد؛ لأنه يراد به الجمع، كأنه قال: فجعلناهم سلفًا وأمثالاً). [الموضح: 1153]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (57) إلى الآية (65)]
{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65) }


قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إذا قومك منه يصدّون (57)
قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يصدّون) بضم الصاد.
وقرأ الباقون (يصدّون) بكسر الصاد.
قال أبو منصور: من قرأ (يصدّون) فمعناه: يعرضون.
ومن قرأ (يصدّون) فمعناه: يضجّون.
وقال الفراء: يقال: صددته أصدّه فصدّ يصدّ ويصدّ، لغتان، إذا أعرض). [معاني القراءات وعللها: 2/367]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {إذا قومك منه يصدون} [57].
قرأ نافع والكسائي وابن عامر: {يصدون} بضم الصاد، ومعناه يعرضون ويعدلون، وشاهدهم: {كبر عليك إعرضهم}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/301]
وقرأ الباقون: {يصدون} بكسر الصاد أي: يضجون قالوا: لأنه [يقال:] ضج من ذلك، ولا يقال: صد من ذلك، إنما يقال: صد عن ذلك، وقال الكسائي: صد يصد، وصد يصد بمعنى واحد، جعلهما لغتين.
قال أبو عبد الله: يقال: صدني عن ذلك الأمر، وأصدني لغتان فصيحتان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/302]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الصّاد وكسرها من قوله عزّ وجلّ: يصدون* [الزخرف/ 57].
[الحجة للقراء السبعة: 6/153]
فقرأ نافع وابن عامر والكسائي: يصدون* بضمّ الصّاد وقرأ الباقون يصدون بكسر الصاد أبو عبيدة: إذا قومك منه يصدون يضجّون، ومن ضمّها:
فمجازها يعدلون.
وقال غيره يصدّون ويصدّون والكسر أكثر، قال: ومعناهما جميعا: يضجّون، وقال أبو الحسن: يصدّون ويصدّون، مثل: يحشر ويحشر، وقال بعض المفسّرين: يضحكون.
قال أبو علي: المعنى: أنّه لمّا نزل: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم [الأنبياء/ 98] قال المشركون: أآلهتنا خير أم هو [الزخرف/ 58]، أي: إن كانت آلهتنا حصب جهنّم لأنّها اتّخذت آلهة وعبدت فعيسى في حكمهم كذلك، فقال: ولما ضرب ابن مريم مثلا [الزخرف/ 57] في هذا الذي قالوه إذا قومك منه يصدون [الزخرف/ 57] أي: يضجّون لما أتوا به عندهم في تسويتهم بين عيسى عليه السلام، وبين آلهتهم، وما ضربوه إلّا إرادة المجادلة، لأنهم قد علموا أنّ المراد بحصب جهنّم ما اتخذوه من الموات، ويقال: صدّ عن كذا فيوصل بعن، كما قال:
صدّت كما صدّ عمّا لا يحلّ له
[الحجة للقراء السبعة: 6/154]
وصددت الكأس عنّا أمّ عمرو ويصدون عنك [النساء/ 61]، وصد عن السبيل [غافر/ 37]، فمن ذهب في يصدّون إلى معنى يعدلون كان المعنى إذا قومك منه أي: من أجل المثل يصدّون، ولم يوصل يصدّ بعن ومن قال في يصدّون يضجّون جعل من* متصلة بيضج، كما تقول:
ضجّ من كذا). [الحجة للقراء السبعة: 6/155]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذا قومك منه يصدون * وقالوا أآلهتنا خير أم هو} 57 و58
قرأ نافع وابن عامر والكسائيّ {إذا قومك منه يصدون} بضم الصّاد
وقرأ الباقون {يصدون} بالكسر أي يضجون كذا قال ابن عبّاس واحتج بعض النّاس بصحّة الكسر وأنه بمعنى الضجيج بصحبة منه للفعل قال ولو كان بمعنى الصدود كان الأفصح أن يصحب الفعل عنه لا منه لأن المتسعمل من الكلام صد عنه لا صد منه فلمّا كان الكلام {منه يصدون} دلّ على أنه عن الصدود بمعزل وأنه بمعنى الضجيج ولو كان من الصدود لكانت إذا قومك عنه يصدون أو منه يصدون عنك
وحجّة من يضم ذكرها الكسائي قال هما لغتان لا تختلفان في المعنى والعرب تقول يصد عني ويصد عني مثل يشد ويشد
[حجة القراءات: 652]
قال الزّجاج معنى المضمومة يعرضون وقال أبو عبيدة مجازها يعدلون). [حجة القراءات: 653]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {يصدون} قرأه نافع وابن عامر والكسائي بضم الصاد، وقرأ الباقون بالكسر.
وحجة من ضم أنه على معنى «يعدلون ويعرضون عما جئتم به» فالمعنى: إذا قومك من أجل المثل يعدلون عما جئتم به.
18- وحجة من قرأ بالكسر أنه على معنى «يضجون»، وقيل: معناه يضحكون، أي: يضحكون من ضرب المثل بعيسى، فـ «من» متعلقة بـ {يصدون} في هذه القراءة وقيل: هي متعلقة في القراءة الأخرى بأول الكلام، وقيل: إنهما لغتان بمعنى «يضجون»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/260]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [آية/ 57] بضم الصاد:-
قرأها نافع وابن عامر والكسائي.
والوجه أنه من صد يصد بضم الصاد في المضارع، وهو إذا أعرض، والمعنى يعرضون من أجله.
وقرأ الباقون {يَصِدُّونَ} بكسر الصاد.
والوجه أنه من صد يصد بكسر الصاد، إذا ضج، والمعنى إذا قومك يضجون منه، وضج من الشيء: صاح متفاديًا منه). [الموضح: 1154]

قوله تعالى: {وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقالوا أآلهتنا خيرٌ أم هو (58)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب (آلهتنا) الهمزة مطولة.
وقرأ الباقون (أآلهتنا) بهمزتين بعدهما مدة.
[معاني القراءات وعللها: 2/368]
قال أبو منصور: هما لغتان جيدتان). [معاني القراءات وعللها: 2/369]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {ءالهتنا} [58].
روى قالون عن نافع: {ءالهتنا} بهمزة بعدها مدة.
قال أبو عبد الله: فهي ثلاث ألفات، الأولى: ألف التوبيخ في لفظ الاستفهام. والثانية: ألف جمع. والثالثة: أصلية والأصل: إله ثم يجمع فتقول: آلهة مثل حمار وأحمرة، والأصل: أألهة فصارت الهمرة الثانية مدة، ثم دخلت ألف الاستفهام فقلت: {أآلهتنا} وكذلك قرأها أبو عمرو. فأما أهل الكوفة وابن عامر {ءالهتنا} بهمزتين والثالثة مدة. واختلفت في قوله: {أفلا يبصرون أم أنا خير} في «أم» سبعة أقوال قد ذكرتها في كتاب «المفيد»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/305]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو وابن كثير: وقالوا أآلهتنا خير [الزخرف/ 58] ممدودة- استفهام - في تقدير ثلاث ألفات، وقال عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: أأالهتنا بهمزتين بعد الثانية ألف.
[الحجة للقراء السبعة: 6/161]
وقال أحمد ابن صالح عن قالون عن نافع: ء آلهتنا بهمزة واحدة بعدها مدّة في تقدير همزة بعدها ألفان.
وكذلك قرأت على ابن عبدوس عن أبي عمرو عن إسماعيل عن نافع.
وقال أحمد بن صالح: وأراني سمعت أبا بكر بن أبي أويس يقول كما قال قالون، وقال أحمد بن صالح: بلغني عن ورش أنّه كان يقرؤها بغير استفهام على مثال الخبر.
قال أبو علي: قوله استفهام في تقدير ثلاث ألفات ترجمة فيها تجوّز، وتحقيقها أن الهمزة المبدوء بها همزة الاستفهام، والهمزة الثانية التي هي همزة أفعلة من أالهة بين بين، وبعد هذه الهمزة التي هي همزة أفعلة الألف المنقلبة عن الفاء التي هي همزة من إله قلبت ألفا لاجتماع الهمزتين اللّتين الأولى منهما مفتوحة، فهي مثل أادم، والكوفيون وابن عامر خفّفوا الهمزتين جميعا على ما يرونه من تحقيق الهمزتين. وما ذكره أحمد بن صالح عن قالون عن نافع بهمزة واحدة وبعدها مدة، فالهمزة الأولى للاستفهام، والثانية همزة أفعلة يجعلها بين بين، وبعدها الألف المنقلبة عن الهمزة.
وقوله في تقدير همزة بعدها ألفان، معناه أن همزة الاستفهام التي في قوله: أالهتنا جعل الهمزة التي بعدها بين بين، فصار كالألف للتخفيف الذي دخلها، وكونها بين الألف والهمزة، والألف
[الحجة للقراء السبعة: 6/162]
الثانية هي ألف في الحقيقة، فأمّا التي قبلها فهمزة بين بين.
وما ذكره عن ورش أنّه كان يقرؤها بغير استفهام، فإنّ المعنى على الاستفهام، ألا ترى أنّ المعنى: أيّهما خير؟ ولعلّه حذف الهمزة لاجتماع المثلين ودلالة أم عليها، كما حذفها عمران في قوله:
وأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر أتوني فقالوا من ربيعة أو مضر أم الحيّ قحطان..
فهذا أكثر ما يجيء في الشعر، وقد قيل في قوله: وتلك نعمة تمنها علي [الشعراء/ 22] أن المراد به الاستفهام، والوجه إثبات الهمزة وترك حذفها ومما تكون همزة الاستفهام فيه محذوفة قول الكميت:
ولا لعبا منّي وذو الشّيب يلعب معناه على: أو ذو الشيب يلعب؟ على وجه التقرير، أن ذلك لا ينبغي). [الحجة للقراء السبعة: 6/163]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (وقالوا آلهتنا) بهمزة واحدة مطوّلة
ها هنا ثلاث ألفات الأولى ألف التوبيخ في لفظ الاستفهام والثّانية ألف الجمع والثّالث أصليّة والأصل أله ثمّ يجمع فيقال آلهة مثل حمار وأحمرة والأصل أألهة فصارت الهمزة الثّانية مدّة ثمّ دخلت ألف الاستفهام فصار آلهتنا وقرأ أهل الكوفة أآلهتنا بهمزتين). [حجة القراءات: 653]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {أألهتنا خيرٌ أم هو} قرأه الكوفيون بهمزتين محققتين بعدهما ألف، وقرأ الباقون بهمزة واحدة بعدها مدة، في تقدير همزة بين بين، بعدهما ألف.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/260]
وحجة من قرأ بهمزتين أنه أتى به على الأصل، لأن أصله ثلاث همزات، همزة الاستفهام مفتوحة، وهمزة للجمع مفتوحة؛ لأنه جمع «إله» على «آلهة» على «فعال» و«أفعله» كحمار وأحمرة، وبعد ذلك همزة ساكنة هي فاء الفعل، وهي همزة «أله» سكنت في الجمع، وصارت ثانية بعد ألف «أفعله» فحققوا الهمزتين على الأصل، وأبدلوا من الثالثة الساكنة ألفًا، واستخف الجمع بين همزتين محققتين في كلمة؛ لأن الأولى زائدة دخلت قبل أن لم تكن، كأنهما من كلمة أخرى.
20- وحجة من قرأ بهمزة واحدة ومدة مطولة أنه لما اجتمع له همزتان محققتان في كلمة ثقل ذلك لثقل الهمزة وبعد مخرجها وتوال ثلاث همزات، فحقق الأولى إذ لا سبيل إلى تخفيف الهمزة أولًا ثم خفف الثانية بين الهمزة والألف وأبقى الثالثة الساكنة على لفظها على البدل، وقد تقدمت علل هذا الضعف من الهمز وغيره، ولا يجوز أن يتأول لأحد من القراء الذين خففوا الثانية أنه أدخل بين الهمزتين بعد التخفيف ألفًا كما فعل ذلك في «أأنذرتهم» وشبهه في قراءة أبي عمرو وقالون وهشام لأن هذا أصله ثلاث همزات، فلو أدخلت ألفًا لاجتمع ثلاث ألفات لأن همزة بين بين كألف، وتدخل ألفًا قبلها، وبعد همزة بين بين ألف بدل من الهمزة الساكنة، فتجتمع ثلاث ألفات، والهمزة الأولى المخففة كألف، فيجتمع ما يقدر بأربع ألفات، وذلك غير موجود في كلام العرب، وهو ثقيل، وهو مما لا يقدر على اللفظ به، وكذلك العلة في منع إدخال الألف بين الهمزتين في «آمنتم به، وآمنتم له» في الثلاثة المواضع المذكورة في الأعراف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/261]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ} [آية/ 58] بهمزتين:-
قرأها الكوفيون ويعقوب ح-.
والوجه أن همزة الاستفهام دخلت على همزة آلهة، فاجتمعت همزتان، فأثبتتا على الأصل من غير تخفيف، وآلهة على وزن أفعلة، وأصلها: أألهة بهمزتين، فقلبت الثانية ألفًا لاجتماع الهمزتين، كما فعلوا في آدم وآخر.
وقرأ الباقون {آَلِهَتُنَا} بهمزة واحدة ممدودة.
والوجه أن همزة الاستفهام لما دخلت على همزة آلهة، فاجتمعت همزتان، خففت الثانية منهما بأن جعلت بين الهمزة والألف، وبعد هذه الهمزة المخففة ألف هي منقلبة عن همزة أيضًا على ما ذكرنا، فلهذا حصل المد بعد همزة الاستفهام، فإن هذا المد ههنا همزة مخففة هي همزة أفعلة، وبعدها ألف هي منقلبة عن همزة هي فاء أفعلة، ولم يدخلوا بين الهمزتين في هذه الكلمة ألفًا للفصل، كما أدخلوها في آأنتم، لا عند التحقيق ولا عند التخفيف، كراهة اجتماع الألفات.
[الموضح: 1154]
وقد ذكرنا في اجتماع الهمزتين ما فيه مقنع في أول هذا الكتاب). [الموضح: 1155]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- وكان يعقوب إذا وقف على {أَمْ هُوَ} [آية/ 58] وقف بالهاء:-
والوجه أنها هاء وقف، تسمى هاء الاستراحة دخلت لبيان الحركة، فإنه لو كان الوقف على الواو لأزال الوقف الحركة، فألحقوا هذه الهاء لتبقى حركة الواو على حالها ولا تزول). [الموضح: 1155]

قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59)}
قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)}

قوله تعالى: {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)}
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63)}
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (64)}
قوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (66) إلى الآية (73)]
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66) الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)}


قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66)}
قوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)}
قوله تعالى: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّا: (يا عباد لا خوفٌ عليكم (68)
[معاني القراءات وعللها: 2/367]
قرأ نافع، وابن عامر، وأبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر (يا عبادي لا خوفٌ عليكم) بالياء في الوقف والوصل، فتحها عاصم في رواية أبي بكر.
وحذفها ابن كثير وحفص وحمزة والكسائي، في الوصل والوقف.
قال أبو منصور: من قرأ (يا عباد) اكتفى بالكسرة الدالة على الياء.
ومن قرأ (يا عبادي) فعلى التمام). [معاني القراءات وعللها: 2/368]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {يا عباد لا خوف عليكم} [68].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/302]
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: {يا عباد} بغير ياء وصلوا أو وقفوا؛ لأنه نداء، مثل يا قوم، ويا رب.
وقرأ الباقون: {يا عبادي} بالياء.
وكلهم أسكن الياء إلا عاصمًا، فإنه فتح الياء، فيجب على قراءته الوقف بالياء وعلى قراءة الباقين يجوز الوقف بالياء وبغير الياء.
وقال ابن مجاهد: روي ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه وقف بالياء {يا عبادي} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/303]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الياء وحذفها من قوله تعالى: يا عبادي لا خوف عليكم [الزخرف/ 68].
فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: يا عباد بغير ياء.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: يا عبادي* بإثبات الياء. وكلهم أسكنها غير عاصم في رواية أبي بكر، فإنّه نصبها يا عبادي لا خوف [الزخرف/ 68].
وقال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنّه وقف يا عبادي* بياء، وقال ابن رومي عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو: الوقف بغير ياء.
قال أبو علي: حذف الياء في يا عبادي* أحسن، لأنّه في موضع تنوين، ألا ترى أنّها قد عاقبته؟ فكما يحذف التنوين في الاسم المنادى المفرد كذلك تحذف الياء لكونه على حرف، كما أنّ التنوين كذلك، ولأنّه لا ينفصل من المضاف، كما لا ينفصل التنوين من المنون، فصار
[الحجة للقراء السبعة: 6/157]
في المعاقبة كالتنوين وحرف الندبة، وكعلامة الضمير والنّون في نحو: هم الضّاربوه، والآخذوه.
ووجه من أثبت الياء في المنادى، أنّه علامة ضمير كالهاء في غلامه، والكاف في غلامك، فكما لا تحذف هاتان العلامتان كذلك لا تحذف الياء، والأوّل أكثر في استعمالهم). [الحجة للقراء السبعة: 6/158]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون}
قرأ أهل المدينة والشّام {يا عبادي} بالياء في الحالين وأبو عمرو معهما في رواية ابن اليزيدي عن أبيه عنه وفي رواية أبي عمر الدوري
[حجة القراءات: 653]
معهما في حال الوصل دون لوقف وفتح الياء أبو بكر وحذفها أهل مكّة والكوفة الأصل أن تقول {يا عبادي} بفتح الياء وإنّما قلنا لأن الياء هو اسم والاسم إذا كان على حرف واحد فأصله الحركة فتقول ضربتك ويجوز أن تقول قويت الحرف الواحد بالحركة والّذي يلي هذا يا عبادي بسكون الياء وإنّما حذفت الحركة للتّخفيف ثمّ يلي هذا يا عباد بغير ياء لأن الكسرة تنوب عن الياء لأنّه نداء). [حجة القراءات: 654]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ} [آية/ 68] بفتح الياء من {عِبَادِي}:-
قرأها عاصم ياش-.
والوجه أن الياء علامة ضمير، فينبغي أن تثبت؛ لأنه كالهاء في غلامه والكاف في غلامك، فكما لا تحذف الهاء والكاف في المنادى، فينبغي أن لا تحذف الياء.
وأما الفتحة فيها فقد ذكرنا غير مرة أن ثباتها هو الأصل؛ لأنها مثل الفتحة في غلامك، فإن كل ما هو على حرف واحد يفيد معنى سواء كان حرفًا أو اسمًا أصله الفتح.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب يس- {يَا عِبَادِيَ} بباء ساكنة في الوصل والوقف.
والوجه أن ثبات الياء قياس على ما سبق، والفتحة فيها أصل، على ما ذكرنا، إلا أنها أسكنت للتخفيف.
[الموضح: 1155]
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وص- عن عاصم ويعقوب- ح- و- أن- {يَا عِبَادِ} بغير ياء في الحالين.
والوجه أن حذف هذه الياء أحسن من إثباتها عند النحويين؛ لأنها ياء إضافة فهي في موضع التنوين بدليل أنها معاقبة له، فكما أن التنوين يسقط في النداء فكذلك ينبغي أن تسقط هذه الياء لما ذكرنا؛ ولأنها على حرف واحد ولا تنفصل عن الكلمة، كما أن التنوين كذلك، فحسن حذف هذه الياء في باب النداء خاصة لذلك، وتفارق الهاء والكاف، فإنهما إذا اسقطتا لا يبقى عليهما دليل، والياء إذا حذفت بقيت الكسرة دليلاً عليها، فأما في غير النداء فحذفها جائز للتخفيف). [الموضح: 1156]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- وأما قوله تعالى {لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} [آية/ 68] فقد قرأها يعقوب وحده بالفتح غير منون:-
والوجه أن النفي عام والمراد نفي أجناس الخوف، والنكرة إذا دخل عليها لا النفي وأريد به النفي العام، بني لا مع النكرة على الفتح، كما تقول: لا رجل في الدار.
وقرأ الباقون {لَا خَوْفٌ} بالرفع والتنوين.
والوجه أنه معرب وليس بمبني؛ لأنه لم يرد به النفي العام، فهو رفع بالابتداء، و{عَلَيْكُمْ} خبره، وهذا وإن لم يبن مع لا على الفتح، فإنه يجوز أن يفيد عمومًا من جهة كونه نكرة منفية، والنكرة تعم في النفي، ويجوز أن يكون لا بمعنى ليس، فيكون {خَوْفٍ} اسمه، و{عَلَيْكُمْ} خبره). [الموضح: 1156]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)}
قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)}
قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وفيها ما تشتهي الأنفس (71)
قرأ نافع وابن عامر وحفص (ما تشتهيه الأنفس).
وقرأ الباقون (ما تشتهي) بغير هاء.
قال: القراءتان صحيحتان نزلتا في غرضين، والمعنى متقارب). [معاني القراءات وعللها: 2/368]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {وفيها ما تشتهيه الأنفس} [71].
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: {ما تشتهيه} فـ«ما» بمعنى «الذي»، وهو رفع بالابتداء، و«تشتهي» صلة ما، والهاء عائد «ما»، وهو مفعول «تشتهي».
وقرأ الباقون: بحذف الهاء اختصارًا، لأنه قد صار الاسم مع صلته أربعة أشياء شيئًا واحدًا، فلما طال بصلته حذفت الهاء اختصارًا، كما قال:
ذروني إنما خطئي وصوبي = على وإن ما أهلكت مال
يريد: الذي أهلكته.
وسمعت بعض العلماء بكتاب الله عز وجل يقرأ في وصف الجنة بصفات مختلفة في آي متفرقة ثم جمع تلك الصفات كلها في حرف من كتاب الله وهو
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/303]
قوله: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين}.
وسأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني سمعت الله يقول: وفيها ما تشتهي الأنفس، وأني رجل أشتهي النوم فهل في الجنة نوم؟ فقال عليه السلام: إن النوم أخ الموت، ولا موت في الجنة».
وسأل آخر: هل تموت الحور؟ فقال: إن الحور ثواب الأعمال والثواب لا يموت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/304]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: تشتهيه الأنفس [الزخرف/ 71] بإثبات هاء بعد الياء.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: تشتهي بغير هاء.
قال أبو علي: حذف الهاء من الصّلة في الحسن كإثباتها، إلا أنّ الحذف يرجح على الإثبات بأنّ عامّة هذا النحو في التنزيل جاء على الحذف، فمن ذلك قوله: أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ 41] وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ 59] ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم [هود/ 43] ويقوّي الحذف من جهة القياس أنّه اسم قد طال،
والأسماء إذا طالت فقد يحذف منها، كما حذفوا من اشهيباب، واحميرار، وكما حذفوا من كينونة، وصيرورة، فكما ألزموا الحذف لهذا ولباب احميرار في أكثر الأمر، كذلك يحسن أن تحذف الهاء من الصلة، وقد جاءت مثبتة في قوله: إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس [البقرة/ 275] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/158]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين}
قرأ نافع وابن عامر وحفص {وفيها ما تشتهيه} بإثبات الهاء بعد الياء ما بمعنى الّذي وهو رفع بالابتداء وتشتهي صلة ما والهاء عائدة إلى ما وهو مفعول تشتهي وحجتهم قوله تعالى {كما يقوم الّذي يتخبطه الشّيطان من المس} ولم يقل يتخبط
وقرأ الباقون بحذف الهاء على الاختصار والأصل في هذا إثبات الهاء والحذف للتّخفيف وهو حسن كما تقول الّذي ضربت زيد وكان الأصل الّذي ضربته زيد فإن شئت أثبت الهاء وهو الأصل لأن الهاء هو اسم المفعول وإن شئت حذفت ذلك وحجتهم قوله {أهذا الّذي بعث الله رسولا} ولم يقل بعثه الله). [حجة القراءات: 654]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {تشتهيه الأنفس} قرأ نافع وابن عامر وحفص بالهاء على الأصل لأنها تعود على الموصول، وهو {ما} بمعنى «الذي» ولأنه بالهاء في مصاحف المدينة والشام، فاتبعوا الخط، وقرأ الباقون بغير هاء، حذفوها لطول الاسم استخفافًا وقد أجمعوا على الحذف في قوله: {أهذا الذي بعث الله رسولا} «الفرقان 41» وعلى الحذف في قوله: {على عباده الذين اصطفى الله} «النمل 59» أي: اصطفاهم، وعلى الحذف في قوله: {إلا من رحم الله} «الدخان 42» أي: رحمه الله، فهو كثير في كلام العرب، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/262]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} [آية/ 71] بإلحاق هاء:-
قرأها نافع وابن عامر و-ص- عن عاصم.
والوجه أن قوله {تَشْتَهِيهِ} من صلة {مَا}؛ لأن {مَا} ههنا موصولة، فلا بد من عائد يعود إليها من الصلة، وذاك العائد هو الهاء من {تَشْتَهِيهِ} فجيء بها ههنا على الأصل، ولم تحذف.
وقرأ الباقون {تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} بغير هاء.
والوجه أن الهاء حذف من صلة الموصول لطول الاسم بصلته، ومثل هذا الحذف كثير في التنزيل، قال الله تعالى {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ الله رَسُولًا}، {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} ). [الموضح: 1157]

قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72)}
قوله تعالى: {لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:57 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (74) إلى الآية (80)]
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}


قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74)}
قوله تعالى: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75)}
قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76)}
قوله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب وابن مسعود "رضي الله عنهما" ويحيى والأعمش: [يَا مَالِ].
قال أبو الفتح: هذا المذهب المألوف في الترخيم، إلا أن فيه في هذا الموضع سرا جديدا، وذلك أنهم -لعظم ما هم عليه- ضعفت قواهم، وذلت أنفسهم، وصغر كلامهم؛ فكان هذا مواضع الاختصار ضرورة عليه، ووقوفا دون تجاوزه إلى ما يستعمله المالك لقوله، القادر على التصرف في منطقه). [المحتسب: 2/257]

قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)}
قوله تعالى: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)}
قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 11:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (81) إلى الآية (89)]
{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}


قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن اليماني: [فَأَنَا أَوَّلُ الْعَبِدِينَ].
قال أبو الفتح: معناه -والله أعلم- أول الأنفين. يقال: عبدت من الأمر أعبد عبدا، أي: أنفت منه. وهذا يشهد لقول من قال في القراءة الأخرى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِين}، أي: الأنفين. ولم يذهب إلى أنه أول العابدين؛ لأني لا أذهب إلى ما يذهبون إليه من أن معناه: أن كان للرحمن عندكم أنتم ولد فأنا أول من يعبده، لأن الأمر بخلاف ما قدرتموه أنتم.,
ألا ترى أن العبدين من عبد يعبد؟ فإن قلت: فقد قال:
أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي أن يردا
إلا عرادا عردا ... وصليانا بردا
وعنكثا ملتبدا
يريد عاردا وباردا، كما قال العجلي:
كأن في الفرش القتاد العاردا
قيل: إنما جاز في الضرورة؛ لأن القافية غير مؤسسة، فحذف الألف ضرورة كما حذفها الآخر من قوله:
مثل النقا لده ضرب الطلل
يريد الطلال، كما قال القحيف العقيلي:
ديار الحي يضربها الطلال ... بها أهل من الخافي ومال
[المحتسب: 2/257]
وكذلك مذهب ابن عباس في قوله: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِين}، أي: الأنفين.
ووجه ثالث مقول أيضا، وهو أن تكون "إن" بمعنى ما، أي: ما كان للرحمن ولد، فأنا أول العابدين له؛ لأنه لا ولد له. قال الفرزدق:
وأعبد أن تهجى كليب بدارم
أي: آنف من ذلك.
وروينا عن قطرب أن العابد العالم، والعابد الجاحد، والعابد الأنف الغضبان، قال: ومعنى هذه الآية يحتمل كل هذه المعاني، وفيه ما ذكرته أنا لك). [المحتسب: 2/258]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} 81
[حجة القراءات: 654]
قرأ حمزة والكسائيّ {قل إن كان للرحمن ولد} بضم الواو وسكون اللّام وقرأ الباقون بفتح الواو وهما لغتان مثل البخل والبخل والحزن والحزن كذا قال الفراء وقال الزّجاج الولد واحد والولد بالضّمّ جمع مثل أسد واسد). [حجة القراءات: 655]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} [آية/ 81] بضم الواو وسكون اللام:-
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {وَلَدٌ} بفتحتين.
والوجه أن الولد والولد لغتان، كالصلب والصلب، ويجوز أن يكون الولد جمع ولد كالأسد لجمع الأسد). [الموضح: 1157]

قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82)}
قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)}
قوله تعالى: {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وعنده علم السّاعة وإليه ترجعون (85)
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم (وإليه ترجعون).
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي والحضرمي (وإليه يرجعون) بالياء). [معاني القراءات وعللها: 2/369]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {وإليه ترجعون} [85].
قرأ أبو عمرو عاصم ونافع وابن عامر: {ترجعون} بالتاء.
والباقون بالياء، خطاب عن غيب ولم يختلفوا في الضم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/304]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: وإليه يرجعون [الزخرف/ 85] في الياء والتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/158]
فقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم: وإليه ترجعون بالتاء مضمومة. وقرأ الباقون بالياء مضمومة حجّة الياء أنّ قبله غيبة، وهو قوله: فذرهم يخوضوا ويلعبوا [الزخرف/ 83، المعارج/ 42].
ووجه التاء على: قل لهم: وإليه ترجعون، أو أريد به مع الغيبة مخاطبون، فجعلت الخطاب على الغيبة، فيكون الغيب مرادين مع غيرهم). [الحجة للقراء السبعة: 6/159]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وعنده علم السّاعة وإليه ترجعون}
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ {وإليه يرجعون} بالياء وحجتهم أنه عقيب الخبر عنهم في قوله {فذرهم يخوضوا ويلعبوا} فأجروا الكلام على لفظ ما تقدمه إذ كان في سياقه ليأتلف على نظام واحد
وقرأ الباقون {وإليه ترجعون} بالتّاء على الخطاب وحجتهم قوله قبلها {لقد جئناكم بالحقّ} ). [حجة القراءات: 655]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {وإليه ترجعون} قرأه ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وهو قوله: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا«} 83» وقرأ الباقون بالتاء على المخاطبة، على معنى: قل لهم يا محمد: إلى الله ترجعون، ويجوز أن يراد به الغيب والمخاطبون، فيغلب الخطاب على الغيبة، والتاء الاختيار لأن التاء تشتمل على المعنيين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/262]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آية/ 85] بالياء:-
قرأها ابن كثير وحمزة والكسائي ويعقوب يس-.
[الموضح: 1157]
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله كذلك، وهو قوله تعالى {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا}.
وقرأ الباقون ويعقوب ح- {تُرْجَعُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على تقدير قل، كأنه قال: قل لهم: وإليه ترجعون.
ويجوز أن يراد به مخاطبون وغائبون، فغلب حكم الخطاب.
وكان يعقوب وحده يفتح أوله ويكسر الجيم.
والباقون يضمون أوله ويفتحون الجيم.
وقد مضى الكلام في مثله). [الموضح: 1158]

قوله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)}
قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)}
قوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقيله يا ربّ (88)
قرأ عاصم وحمزة (وقيله يا ربّ) خفضا.
وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم (وقيله يا ربّ) نصبًا.
قال أبو منصور: من قرأ (وقيله يا ربّ) بالخفض فهو على معنى: وعنده علم الساعة وعلم قيله.
ومن نصب (وقيله) فإن الأخفش زعم أنه معطوف على قوله: (أم يحسبون أنّا لا نسمع سرّهم ونجواهم... وقيله)، أي: ولا نسمع قيله.
ويجوز أن يكون على معنى الفعل: وقال قيله.
[معاني القراءات وعللها: 2/369]
وقال أبو إسحاق الزجاج: الذي أختاره أن يكون نصبًا على معنى: وعنده علم الساعة ويعلم قيله، فيكون المعنى: إنّه يعلم الساعة ويعلم قيله.
ومعنى الساعة: الوقت الذي تقوم فيه القيامة.
وقال أبو العباس فيما روى عنه ابن الأنباري وسأله عنه فقال: أنصب (وقيله) على (عنده علم السّاعة... ويعلم قيله).
قال أبو منصور: وهذا هو القول الصحيح). [معاني القراءات وعللها: 2/370]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {وقيله يا رب} [88].
قرأ عاصم وحمزة: {وقيله} خفضًا على معنى وعنده علم الساعة، وعلم قيله.
وقرأ الباقون بالنصب ردًا على قوله: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم} [80].
وقال آخرون: نصب على المصدر. فالأول قول الأخفش والثاني قول سائر الناس.
وفيها قول ثالث: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم} [80] بعلمهم، وقيله: لأنه لما قال: {وعنده علم الساعة} [85] كان التقدير: ويعلم قيله.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/304]
وفيها قراءة ثالثة: {وقيله} بالرفع. روي عن قتادة جعله الله ابتداء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/305]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: وقيله [الزخرف/ 88] في فتح اللّام وكسرها.
فقرأ عاصم وحمزة: وقيله يا رب [الزخرف/ 88] بكسر اللّام. المفضل عن عاصم: وقيله منصوبة اللّام.
الباقون: قيله.
قال أبو علي: وجه الجرّ في قوله: وقيله، على قوله: وعنده علم الساعة [الزخرف/ 85]، أي: يعلم الساعة، ويصدّق بها، ويعلم قيله، ومعنى يعلم قيله، أي: يعلم أنّ الدعاء مندوب إليه بنحو قوله: ادعوني استجب لكم [غافر/ 60] وادعوا ربكم تضرعا وخفية [الأعراف/ 55].
[الحجة للقراء السبعة: 6/159]
فأمّا نصب قيله فعلى الحمل على موضع: وعنده علم الساعة لأنّ الساعة مفعول بها، وليست بظرف، فالمصدر مضاف إلى المفعول به، ومثل ذلك قوله:
قد كنت داينت بها حسّانا مخافة الإفلاس واللّيانا يحسن بيع الأصل والقيانا فكما أن القيان واللّيان محمولان على ما أضيف إليه المصدر من المفعول به، كذلك قوله: وعنده علم الساعة لما كان معناه: يعلم الساعة، حملت قيله على ذلك. ويجوز أن تحمله على: يقول قيله، فيدلّ انتصاب المصدر على فعله، وكذلك قول كعب:
يسعى الوشاة حنانيها وقيلهم إنّك يا ابن أبي سلمى لمقتول ووجه ثالث: أن يحمل على قوله: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم [الزخرف/ 80] وقيله [الزخرف/ 88].
وقرأ ناس من غير السبعة: وقيله يا رب بالرفع، ويحتمل ضربين: أحدهما: أن تجعل الخبر: وقيله قيل يا ربّ، فيحذف، والآخر: أن تجعل الخبر قيله يا ربّ مسموع ومتقبّل، فيا ربّ منصوب
[الحجة للقراء السبعة: 6/160]
الموضع بقيله المذكور، وعلى القول الآخر بقيله المضمر، وهو من صلته، ولا يمتنع ذلك من حيث امتنع أن يحذف بعض الموصول، ويبقى بعضه، لأنّ حذف القول قد أضمر حتى صار بمنزلة المذكور.
وقد يحتمل بيت كعب الرفع على الوجهين اللّذين ذكرناهما فيمن رفع قيله في الآية). [الحجة للقراء السبعة: 6/161]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج ورويت عن أبي قلابة وعن مجاهد أيضا: [وَقِيلُهُ]، رفعا.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون ارتفاعه عطفا على "علم" من قوله: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَة}، و[قِيلُهُ]، أي: وعلم قيله، فجاء على حذف المضاف، كما أن من جره {وقِيلِهِ} فهو معطوف عنده على {الساعة}. فالمعنيان -كما تراه- واحد، والإعرابان مختلفان.
فمن نصب فقال: [وقِيلَهُ] كان معطوفا على {الساعة} في المعنى، إذ كانت مفعولا بها في المعنى، أي: عنده أن يعلم الساعة وقيله. وهذا كقولك: عجبت من أكل الخبز والتمر، أي: من أن أكلب هذا وهذا. وروينا عن أبي حاتم، قال: [وقيله] نصب معطوف على [يَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ]، و[قِيلَهُ]. قال: قال ذلك جماعة، منهم يعقوب القارئ. وبعد، فليعم أن المصدر الذي هو "قيل" مضاف إلى الهاء، وهي مفعولة في المعنى لا فاعله؛ وذلك أن وعنده عطفا
[المحتسب: 2/258]
علم أن يقال له: يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. فالمصدر هنا مضاف إلى المفعول لا إلى الفاعل، وإنما هو من باب قول الله سبحانه: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ}، أي: بسؤاله إياك نعجتك. ومثله قوله تعالى : {لا يَسْأَمُ الْأِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ}، أي: من دعائه الخير، لا بد من هذا التقدير.
ألا ترى أنه لا يجوز أن تقدره على أنه: وعنده علم أن يقول الله: يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون؟ لأن هذا إنما يقال لله تعالى دون أن يكون سبحانه يقول: يا رب إن هؤلاء كذا، فتم الكلام على "يؤمنون"، ثم قال الله: يا محمد، فاصفح عنهم، وليس يريد تعالى الصفح الذي هو المساهلة والعفو؛ إنما المراد فأعرض عنهم بصفح وجهك، كما قال تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين} .
وقوله: {قل سلام}، أي: أمرنا وأمركم متاركة وتسلم، كما قال: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} .
وقوله: {فَسَوْفَ يَعْلَمُون} من كلام الله أيضا، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول لله سبحانه: [فَسَوْفَ تعْلَمُون]؟ لأن هذا إعلام، والله أحق المعلمين بهم). [المحتسب: 2/259]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون}
قرأ عاصم وحمزة {وقيله يا رب} بكسر اللّام على معنى {وعنده علم السّاعة} وعلم قيله
وقرأ الباقون بالنّصب قال الأخفش منصوب من وجهين أحدهما على العطف على قوله {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم} وقيله أي ونسمع قيله وعلى قوله وقال قيله
قال الزّجاج الّذي اختاره أنا أن يكون نصبا على معنى {وعنده علم السّاعة}
[حجة القراءات: 655]
ويعلم قيله فيكون المعنى أنه يعلم الغيب ويعلم قيله). [حجة القراءات: 656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {وقيله يا رب} قرأه عاصم وحمزة «وقيله» بالخفض، وقرأ الباقون بالنصب.
وحجة من قرأ بالنصب أنه ينصب {قيله} على أحد خمسة أوجه: الأول أنه معطوف على مفعول {يكتبون} المحذوف، تقديره: ورسلنا لديهم يكتبون ذلك وقيله، أي: ويكتبون قيله يا رب، والوجه الثاني أن يكون معطوفًا على مفعول {تعلمون} المحذوف، تقديره: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون الحق
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/262]
وقيله، أي: يعلمون قيله يا رب، والوجه الثالث أن يكون معطوفًا على قوله: {سرهم ونجواهم} «80» أي: نسمع سرهم ونجواهم ونسمع قيله يا رب. والوجه الرابع أن يكون معطوفًا على موضع الساعة، في قوله: {وعنده علم الساعة} «85» لأن معناه: ويعلم الساعة ويعلم قيله، والوجه الخامس أن ينتصب على المصدر كأنه قال: ويقول قيله.
24- وحجة من خفضه أنه على لفظ الساعة، أي: وعنده علم الساعة، وعلم قيله يا رب، أي: ويعلم وقت قيام الساعة، ويعلم قوله وتضرعه، والنصب الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، ولتمكنه، وكثرة وجوهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/263]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} [آية/ 88] بالجر من {وَقِيلِهِ}:-
قرأها عاصم وحمزة.
والوجه أن {وَقِيلِهِ} عطف على {السَّاعَةِ} من قوله {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} و{السَّاعَةِ} جر بالإضافة، فما عطف عليه جر أيضًا، والتقدير: وعنده علم الساعة وعلم قيله، والمعنى إنه يعلم وقت قيام الساعة ويعلم قول محمد صلى الله عليه وسلم يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، وقيل: بل قوم عيسى عليه السلام.
وقرأ الباقون {وَقِيلِهِ} بالنصب.
والوجه أنه منصوب؛ لأنه معطوف على موضع {السَّاعَةِ} فإن موضعها نصب؛ لأن العلم مصدر أضيف إلى المفعول به، والتقدير: وعنده أن يعلم
[الموضح: 1158]
الساعة وأن يعلم قيله، كما قال:
155- مخافة الإفلاس والليانا
ويجوز أن يكون محمولاً على العطف على قوله {سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}، كأنه قال: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ونسمع قيله.
وقرئ في الشواذ وقارئه الأعرج: {وَقِيلِهِ} بالرفع.
وارتفاعه بالابتداء، وخبره يجوز أن يكون محذوفًا، أي قيله مسموع متقبل، ويجوز أن يكون ما بعده خبره، والتقدير: وقيله قيل يا رب.
ويجوز أن يكون معطوفًا على قوله {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} والتقدير: وعنده علم الساعة وعنده قيله، أي علم قيله، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه). [الموضح: 1159]

قوله تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فسوف يعلمون (89)
قرأ نافع وابن عامر (فسوف تعلمون) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
وروى الخفّاف عن أبي عمرو الياء والتاء، وقال: هما سيّان). [معاني القراءات وعللها: 2/370]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {وقل سلام فسوف تعلمون} [89].
قرأ نافع وابن عامر بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء و{سلام} رفع بإضمار: وعليكم سلام، قال الفراء: ولو قرأ قارئ: قل سلامًا بالنصب جاز). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/305]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال قرأ نافع وحده وقل سلام فسوف تعلمون [الزخرف/ 89] بالتاء، وقال ابن ذكوان عن ابن عامر بالياء، وقال هشام بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء وقال الخفّاف: عن أبي عمرو: الياء والتاء عندي سواء وجه الياء أن يحمل على الغيبة التي هي: فاصفح عنهم...
فسوف يعلمون [الزخرف/ 89].
ووجه التاء على الخطاب على قل المظهر في الكلام: قل لهم سوف تعلمون، وكلاهما قريب المتناول كما خبّر أبو عمرو فيه). [الحجة للقراء السبعة: 6/161]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون} 89
قرأ نافع وابن عامر {فسوف تعلمون} بالتّاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غائبين وحجتهم قوله {فاصفح عنهم}). [حجة القراءات: 656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {فسوف يعلمون} قرأه نافع وابن عامر بالتاء على الخطاب، ويقوي ذلك ظهور لفظ {قل} قبله، والتقدير: قل لهم يا محمد: سلام فسوف تعلمون، وقرأ الباقون بالياء على لفظ الغيبة؛ لأن قبله: {فاصفح عنهم} وهو الاختيار، لمشاكلته ما قبله، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/263]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [آية/ 89] بالتاء:-
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أنه على الخطاب حملاً له على القول المتقدم ذكره في قوله {وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
وقرأ الباقون {يَعْلَمُونَ} بالياء.
والوجه أنه على الغيبة لموافقة قوله {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} بضمير الغيبة). [الموضح: 1160]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة