العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النمل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 09:33 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة النمل [ من الآية (82) إلى الآية (85) ]

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر قال حدثني من سمع حفصة بنت سيرين تقول سألت أبا العالية الرياحي واسمه رفيع عن قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم فقال وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن). [تفسير عبد الرزاق: 2/83]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن هشام عن حفصة بنت سيرين قالت سألت أبا العالية عن قوله وإذا وقع القول عليهم الآية قال وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن). [تفسير عبد الرزاق: 2/83]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر في قوله أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال حدثني هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن أبي الطفيل عن حذيفة بن اليمان قال إن للدابة ثلاث خرجات خرجة تخرج في بعض البوادي ثم تنكمي وخرجة تخرج في بعض القرى حتى تذكر وحتى تهريق الأمراء فيها الدماء ثم تنكمي فبينما الناس عند أشرف المساجد وأفضلها وأعظمها حتى ظننا أنه يسمي المسجد الحرام وما سماه إذ ارتفعت بهم الأرض فانطلق الناس هرابا فلا يفوتها هارب وتبقى عصابة من المسلمين فيقولون إنه لا ينجينا من أمر الله شيء فتخرج عليهم الدابة فتجلو وجوههم مثل الكوكب الدري ثم تنطلق فلا يدركها طالب ولا يفوتها هارب ثم تأتي الرجل وهو يصلي فتقول أتتعوذ بالصلاة والله ما كنت من أهل الصلاة فيلتفت إليها فتخطمه وتجلو وجه المؤمن وتخطم الكافر قال قلنا وما الناس يومئذ يا حذيفة قال جيران في الرباع وشركاء في الأموال أصحاب في الأسفار). [تفسير عبد الرزاق: 2/84]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن ابن عباس قال هي دابة ذات زغب وريش لها أربع قوائم ثم تخرج في بعض أودية تهامة قال وقال عبد الله ابن عمرو بن العاص إنها تنكت في وجه الكافر نكتة سوداء فتفشو في وجهه حتى يسود وجهه وتنكت في وجه المؤمن نكتة بيضاء فتفشو في وجهه ثم تبيض وجهه فيجلس أهل البيت على المائدة فيعرفون المؤمن من الكافر ويتبايعون في الأسواق فيعرفون المؤمن من الكافر). [تفسير عبد الرزاق: 2/84]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عمرو بن قيس عن عطية بن سعد عن ابن عمر في قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض قال إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر). [تفسير عبد الرزاق: 2/85]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم قال تخرج الدابة من مكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/85]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن إدريس، عن عطيّة، عن ابن عمر: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلمهم} قال: حين لا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 198]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا روح بن عبادة، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أوس بن خالدٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: تخرج الدّابّة معها خاتم سليمان وعصا موسى فتجلو وجه المؤمن وتختم أنف الكافر بالخاتم، حتّى إنّ أهل الخوان ليجتمعون فيقول: هاها يا مؤمن، ويقال: هاها يا كافر، ويقول: هذا يا كافر وهذا يا مؤمن.

هذا حديثٌ حسنٌ.
وقد روي هذا عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من غير هذا الوجه في دابّة الأرض.
وفيه عن أبي أمامة، وحذيفة بن أسيدٍ). [سنن الترمذي: 5/193]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض}
- أخبرنا هنّاد بن السّريّ، عن أبي الأحوص، عن فراتٍ، عن أبي الطّفيل، عن حذيفة بن أسيدٍ، قال: كنّا نتحدّث في ظلّ غرفةٍ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرنا السّاعة، فارتفعت أصواتنا، فأشرف علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من غرفته فقال: «عمّ يتساءلون؟» أو «عمّ يتحدّثون؟» قلنا: ذكر السّاعة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إنّ السّاعة لن تكون، أو لن تقوم حتّى يكون قبلها عشر آياتٍ: طلوع الشّمس من مغربها، وخروج الدّابّة، وخروج يأجوج ومأجوج، والدّجّال، وعيسى ابن مريم، والدّخان، وثلاثة خسوفٍ: خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخر ذلك نارٌ تخرج من قعرة عدنٍ فتسوق النّاس إلى المحشر "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/209]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ذكر من قال مثل الّذي قلنا في قوله تعالى: {وقع}:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإذا وقع القول عليهم} قال: حقّ عليهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإذا وقع القول عليهم} يقول: إذا وجب القول عليهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وقع القول عليهم} قال: حقّ العذاب.
قال ابن جريجٍ: القول: العذاب.
ذكر من قال قولنا في معنى {القول}:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وإذا وقع القول عليهم} والقول: الغضب.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن هشامٍ، عن حفصة، قالت: سألت أبا العالية عن قوله: {وإذا وقع القول عليهم}، فقال: أوحى اللّه إلى نوحٍ {أنّه لن يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن} قالت: فكأنّما كان على وجهي غطاءٌ فكشف.
وقال جماعةٌ من أهل العلم: خروج هذه الدّابّة الّتي ذكرها حين لا يأمر النّاس بمعروفٍ، ولا ينهون عن منكرٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن عمرو بن قيسٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن ابن عمر، في قوله: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض} قال: هو حين لا يأمرون بمعروفٍ، ولا ينهون عن منكرٍ.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن أبو الحسن، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عطيّة، عن ابن عمر، في قوله: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض} قال: ذاك إذا ترك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن قيسٍ، عن عطيّة، عن ابن عمر، في قوله: {أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم} قال: حين لا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو المقدسيّ، قال: حدّثنا أشعث بن عبد اللّه السّجستانيّ، قال: حدّثنا شعبة، عن عطيّة، في قوله: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم} قال: إذا لم يعرّفوا معروفًا، ولم ينكّروا منكرًا.
وذكر أنّ الأرض الّتي تخرج منها الدّابّة مكّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثني الأشجعيّ، عن فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن ابن عمر، قال: تخرج الدّابّة من صدعٍ في الصّفا كجري الفرس ثلاثة أيّامٍ وما خرج ثلثها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ، عن الفرات القزّاز، عن عامر بن واثلة أبي الطّفيل، عن حذيفة بن أسيدٍ الغفاريّ، قال: إنّ الدّابّة حين تخرج يراها بعض النّاس فيقولون: واللّه لقد رأينا الدّابّة، حتّى يبلغ ذلك الإمام، فيطلب فلا يقدر على شيءٍ. قال: ثمّ تخرج فيراها النّاس، فيقولون: واللّه لقد رأيناها، فيبلغ ذلك الإمام فيطلب فلا يرى شيئًا، فيقول: أما إنّي إذا أخذت الّذي يذكرها، قال: حتّى يعد فيها القتل، قال: فتخرج، فإذا رآها النّاس دخلوا المسجد يصلّون، فتجيء إليهم فتقول: الآن تصلّون، فتخطم الكافر، وتمسح على جبين المسلم غرّةً، قال: فيعيش النّاس زمانًا يقول هذا: يا مؤمن، وهذا: يا كافر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عثمان بن مطرٍ، عن واصلٍ مولى أبي عيينة، عن أبي الطّفيل، عن حذيفة، وأبو سفيان، حدّثنا عن معمرٍ، عن قيس بن سعدٍ، عن أبي الطّفيل، عن حذيفة بن أسيدٍ، في قوله: {أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم} قال: للدّابّة ثلاث خرجاتٍ: خرجةٌ في بعض البوادي ثمّ تكمن، وخرجةٌ في بعض القرى حتى يهريق فيها الأمراء الدّماء ثمّ تكمن، فبينا النّاس عند أشرف المساجد وأعظمها وأفضلها، إذ ارتفعت بهم الأرض، فانطلق النّاس هرابًا، وتبقى طائفةٌ من المؤمنين، ويقولون: إنّه لا ينجينا من اللّه شيءٌ، فتخرج عليهم الدّابّة تجلو وجوههم مثل الكوكب الدّرّيّ، ثمّ تنطلق فلا يدركها طالبٌ ولا يفوتها هاربٌ، وتأتي الرّجل يصلّي، فتقول: واللّه ما كنت من أهل الصّلاة، فيلتفت إليها فتخطمه، قال: تجلو وجه المؤمن، وتخطم الكافر، قلنا: فما النّاس يومئذٍ؟ قال: جيرانٌ في الرّباع، وشركاء في الأموال، وأصحابٌ في الأسفار.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن الوليد بن جميعٍ، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرّحمن بن البيلمانيّ، عن ابن عمر: يبيت النّاس يسيرون إلى جمعٍ، وتبيت دابّة الأرض تسايرهم، فيصبحون وقد خطمتهم من رأسها وذنبها، فما من مؤمنٍ إلاّ مسحته، ولا من كافرٍ ولا منافقٍ إلاّ تخبطه.
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا الجريريّ، عن حيّان بن عميرٍ، عن حسّان بن حمصة، قال: سمعت عبد اللّه بن عمرٍو، يقول: لو شئت لانتعلت بنعليّ هاتين، فلم أمس الأرض قاعدًا حتّى أقف على الأحجار الّتي تخرج الدّابّة من بينها، ولكأنّي بها قد خرجت في عقب ركبٍ من الحاجّ، قال: فما حججت قطّ إلاّ خفت تخرج بعقبنا.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد الآمليّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن هشامٍ، عن قيس بن سعدٍ، عن عطاءٍ، قال: رأيت عبد اللّه بن عمرٍو، وكان منزله قريبًا من الصّفا، رفع قدمه وهو قائمٌ، وقال: لو شئت لم أضعها حتّى أضعها على المكان الّذي تخرج منه الدّابّة.
- حدّثنا عصام بن روّاد بن الجرّاح، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سفيان بن سعيدٍ الثّوريّ، قال: حدّثنا منصور بن المعتمر، عن ربعيّ بن حراشٍ، قال: سمعت حذيفة بن اليمان، يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: وذكر الدّابّة، فقال حذيفة: قلت يا رسول اللّه، من أين تخرج؟ قال: من أعظم المساجد حرمةً على اللّه، بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون، إذ تضطرب الأرض تحتهم، تحرّك القنديل، وينشقّ الصّفا ممّا يلي المسعى، وتخرج الدّابّة من الصّفا أوّل ما يبدو رأسها ملمّعةً ذات وبرٍ وريشٍ، لن يدركها طالبٌ، ولن يفوتها هاربٌ، تسم النّاس مؤمنٌ وكافرٌ، أما المؤمن فتترك وجهه كأنّه كوكبٌ درّيّ، وتكتب بين عينيه مؤمنٌ، وأمّا الكفّار فتنكت بين عينيه نكتةً سوداء كافرٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو الحسين، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن أوس بن خالدٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: تخرج الدّابّة معها خاتم سليمان وعصا موسى، فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتختم أنف الكافر بالخاتم، حتّى إنّ أهل البيت ليجتمعون فيقول هذا. يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: هي دابّةٌ ذات زغبٍ وريشٍ، ولها أربع قوائم، تخرج من بعض أودية تهامة.
قال: وقال عبد اللّه بن عمر: إنّها تنكت في وجه الكافر نكتةً سوداء، فتفشو في وجهه، فيسوّد وجهه، وتنكت في وجه المؤمن نكتةً بيضاء فتفشو في وجهه، حتّى يبيضّ وجهه، فيجلس أهل البيت على المائدة، فيعرفون المؤمن من الكافر، ويتبايعون في الأسواق، فيعرفون المؤمن من الكافر.
- حدّثني ابن عبد الرّحيم البرقيّ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: حدّثنا ابن لهيعة، ويحيى بن أيّوب، قالا: حدّثنا ابن الهاد، عن عمر بن الحكم، أنّه سمع عبد اللّه بن عمرٍو، يقول: تخرج الدّابّة من شعبٍ، فيمسّ رأسها السّحاب، ورجلاها في الأرض ما خرجتا، فتمرّ بالإنسان يصلّي، فتقول: ما الصّلاة من حاجتك، فتخطمه.
- حدّثنا صالح بن مسمارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي فديكٍ، قال: حدّثنا يزيد بن عياضٍ، عن محمّد بن إسحاق، أنّه بلغه عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: تخرج دابّة الأرض ومعها خاتم سليمان وعصا موسى، فأمّا الكافر فتختم بين عينيه بخاتم سليمان، وأمّا المؤمن فتمسح وجهه بعصا موسى فيبيضّ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {تكلّمهم} فقرأ ذلك عامّة قرّاء الأمصار: {تكلّمهم} بضمّ التّاء وتشديد اللاّم، بمعنى تخبرهم وتحدّثهم.
وقرأه أبو زرعة بن عمرٍو: (تكلمهم)، بفتح التّاء وتخفيف اللاّم بمعنى: تسمهم.
والقراءة الّتي لا أستجيز غيرها في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم} قال: تحدّثهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم} وهي في بعض القراءة: (تحدّثهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {تكلّمهم} قال: كلامها تنبئهم {أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.
وقوله: {أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والبصرة والشّام: (إنّ النّاس) بكسر الألف من (إنّ) على وجه الابتداء بالخبر عن النّاس أنّهم كانوا بآيات اللّه لا يوقنون؛ وهي وإن كسرت في قراءة هؤلاء فإنّ الكلام لها متناولٌ.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة وبعض أهل البصرة: {أنّ النّاس كانوا}، بفتح {أنّ}، بمعنى: تكلّمهم بأنّ النّاس، فيكون حينئذٍ نصب بوقوع الكلام عليها.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان متقاربتا المعنى مستفيضتان في قراءة الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 18/119-128]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمدانيّ، عن عمرو بن قيسٍ، عن عطيّة، عن ابن عمر مثله وقبله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض قال: إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا، عن المنكر.
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، ثنا جعفر بن عون، ثنا موسى ابن عبيدة، عن صفوان بن سليمٍ، عن ناجية بن عبد اللّه بن عتبة، عن أبيه قال: قال: عبد اللّه أكثروا الطّواف بالبيت من قبل أن يرفع وينسى النّاس مكانه، وأكثروا تلاوة القرآن من قبل أن يرفع. قال: هذه المصاحف ترفع فكيف ما في صدور الرّجال؟
قال: يسرى عليهم ليلا فيصبحوا منه قفرًا، وينسون قول لا إله إلا اللّه ويقعون في قول الجاهليّة وأشعارهم فذلك حين يقع عليهم القول يعني وإذا وقع القول عليهم.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن فضيلٍ وابن نميرٍ وحفصٌ، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن حذيفة قال: واللّه ما تلا، عن قوم لوطٍ.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ وقع القول عليهم قال: حقّ عليهم.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا مسدّدٌ، ثنا عبد اللّه بن مسلمٍ الباهليّ، ثنا موسى أبو العلا قال: كنّا في جنازةٍ فيها الحسن قال: فأرسلت مؤذّنًا لنا: يقال: له سالمٌ أبو هاشمٍ فقلت: سل الحسن، عن هذه الآية وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلمهم قال: فجاء، فقال: إنّ اللّه يومئذٍ على أهل الأرض ساخطٌ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا مسدّدٌ، ثنا معتمرٌ، قال: سمعت شبيبًا يحدّث، عن مقاتل بن حيّان في قوله: وإذا وقع القول عليهم قال: السّخط.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا معاوية بن عمرٍو، ثنا زائدة، ثنا هشام ابن حسّان، عن حفصة، قالت: سألت أبا العالية، عن قول اللّه: وإذا وقع القول عليهم قال: أوحى إلى نوحٍ أنّه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن.
قوله تعالى: أخرجنا لهم دابّةً
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ، ثنا أبو داود، ثنا حمّاد بن سلمة، عن علي ابن زيدٍ، عن أوس بن خالدٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: تخرج دابّة الأرض، ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان صلّى اللّه عليه وسلّم تخطم أنف الكافر بالعصا، وتجلي وجه المؤمن بالخاتم، حتّى يجتمع النّاس على الخوان يعرف المؤمن الكافر.
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ ثنا داود، عن طلحة بن عمرٍو وجرير بن حازمٍ، وأمّا طلحة فقال: أخبرني عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ اللّيثيّ أنّ أبا الطّفيل حدّثه، عن حذيفة بن أسيدٍ الغفاريّ أبو سريحة، وأمّا جريرٌ فقال: عن عبد اللّه بن عبيدٍ، عن رجلٍ من آل عبد اللّه بن مسعودٍ، وحديث طلحة أتمّها وأحسنها قال: ذكر رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم الدّابّة فقال: لها ثلاث خرجاتٍ من الدّهر، فتخرج خرجةً في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية يعني مكّة، ثمّ تنكمن زمانًا طويلا ثمّ تخرج خرجةً أخرى دون ذلك، فيعلوا ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها مكّة، قال: قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ثمّ بينما النّاس في أعظم المساجد على اللّه حرمةً خيرها وأكرمها المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي قربٌ ترغو بين الرّكن والمقام تنفض، عن رأسها التراب، فأرفض الناس معها شتى ومعها، وثبتت عصابةٌ من المؤمنين، وعرفوا أنّهم لن يعجزوا اللّه، فبدأت بهم فجلت وجوههم حتّى جعلتها كأنّها الكوكب الدّرّيّ وولّت في الأرض لا يدركها طالبٌ ولا ينجو منها هاربٌ، حتّى إنّ الرّجل ليتعوّذ منها بالصّلاة، فتأتيه من خلفه تقول: يا فلان الآن تصلّي؟ فيقبل عليها، فتسمه في وجهه، ثمّ تنطلق، ويشترك النّاس في الأموال ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتّى إنّ المؤمن يقول: يا كافر اقض حقّي، وحتّى، الكافر ليقول: يا مؤمن اقض حقّي.
- حدّثنا هارون بن إسحاق الهمدانيّ، ثنا وكيعٌ، عن الوليد بن عبد الله ابن جميعٍ القرشيّ، عن عبد الملك بن المغيرة الطّائفيّ، عن ابن البيلماني، عن ابن عمر قال: تخرج الدّابّة ليلة جمعةٍ، والنّاس يسيرون قال: فيجفل النّاس عجزها وذنبها فلا يبقى منافقٌ إلا خطمته، وتمسح المؤمن، ويصبح النّاس أشرّ من الدّجّال.
قوله تعالى: دابّةً
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو حفصٍ الأبّار، عن ليثٍ، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النّزّال بن سبرة قال: قيل لعليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه إنّ ناسًا يزعمون أنّك دابّة الأرض. فقال: عليّ: واللّه إنّ لدابّة الأرض ريشًا وزغبًا وما لي ريشٌ ولا زغبٌ، وإنّ لها لحافرًا وما لي من حافرٍ، وإنّها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثًا وما خرج ثلثاها.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عقبة بن مكرمٍ، ثنا يونس بن بكيرٍ، ثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن عليٍّ أنّه كان إذا سئل، عن الدّابّة قال: أما واللّه ما لها ذنبٌ وإنّ لها لحيةً.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا الحسين بن يحيى، ثنا ابن جريجٍ، عن أبي الزّبير أنّه وصف الدّابّة فقال: رأسها رأسٍ وعيناها عينا خنزيرٍ وأذنها، فيلٌ وقرنها قرن أيلٍ، وعنقها عنق نعامةٍ وصدرها أسدٌ، ولونها لون نمرٍ، وخاصرتها خاصرة هرٍّ، وذنبها ذنب كبشٍ، وقوائمها قوائم بعيرٍ. بين كلّ مفصلين اثنا عشر ذراعًا. تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليه السّلام، ولا يبقى مؤمنٌ إلا نكتت في مسجده بعصا موسى نكتةٌ بيضاء فتفشو تلك النّكتة حتّى يبيضّ لها وجهه، ولا يبقى كافرٌ إلا نكتت في وجهه نكتةً سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النّكتة حتّى يسودّ لها وجهه، حتّى إنّ النّاس يتبايعون في الأسواق: بكم ذا يا مؤمن وبكم ذا يا كافر، وحتّى إنّ أهل البيت يجلسون على مائدتهم فيعرفون مؤمنهم من كافرهم ثمّ تقول لهم الدّابّة، يا فلان أبشر أنت من أهل الجنّة، ويا فلان أنت من أهل النّار، فذلك قول اللّه عزّ وجلّ وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن نفيلٍ، ثنا زهيرٌ، ثنا قابوس أنّ أباه حدّثه قال: سألنا ابن عبّاسٍ، عن الدّابّة فقال: هي مثل الحربة الضخمة.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن أبي مريم أنّه سمع أبا هريرة يقول: إنّ الدّابّة فيها من كلّ لونٍ، ما بين قرنيها فرسخٌ للرّاكب.
قوله تعالى: من الأرض
[الوجه الأول]
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا يعلى، ثنا محمّد بن إسحاق، عن أبان، بن صالحٍ قال: سئل عبد اللّه بن عمرٍو، عن الدّابّة تخرج من تحت صخرةٍ بجيادٍ، واللّه لو كنت معهم أو لو شئت لقرعت بعصاي الصّخرة الّتي تخرج الدّابّة من تحتها. قيل: فتصنع ماذا يا عبد اللّه بن عمرٍو؟ قال: تستقبل المشرق فتصرخ صرخةً تنفذه، ثمّ تستقبل الشّام فتصرخ صرخةً تنفذه، ثمّ تستقبل المغرب فتصرخ صرخةً تنفذه ثمّ تستقبل اليمن فتصرخ صرخةً تنفذه، ثمّ تروح من مكّة فتصبح بعسفان قيل: ثمّ ماذا قال: ثمّ لا أعلم.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، ثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة قال: قال: عبد اللّه تخرج الدّابّة من صدعٍ في الصّفا جمريّ الفرس ثلاثة أيّامٍ لم يخرج ثلثها.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة أنّ ابن عبّاسٍ قال: هي دابّةٌ ذات زغبٍ وريشٍ، لها أربع قوائم، ثمّ تخرج في بعض أودية تهامة.
الوجه الثّاني:
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ أنّه سمع عمّه وهب بن منبّهٍ يقول: قال عزيزٌ أتاني الملك قلت: أخبرني ما بقي من الدّنيا قال: لا علم لي، ولم تسألني عمّا لا أعلم؟ قال: أنا أعلم أنّه عند انقضاء الدّنيا واقربت الآخرة وآية ذلك أن يكثر الكذب ويقلّ الصّدق، ويظهر الفجور وينعدم البرّ، وتعود الأرض عقيمًا من الأنهار، وترى الشّمس في أثر ذلك من مغربها، وتقطر الشّجر دمًا، وتجول الأنواء، وتنطق الحجارة، ويملك من لم يكن برجالة الملك، وتخبر الطّير، وتخرج من تحت سدوم دابة تكلم الناس كل يسمعها، وتضع الحبالى قبل التّمام، ويعود الماء العذب أجاجًا، ويتعادى الأخلاء وتخرق الحكمة ويرفع العلم، وتكلّم الأرض الّتي تليها. وفي ذلك الزّمان يرجو النّاس ما لا يبلغون ويتعنّون، فيما لا ينالون، ويعملون فيما لا يأكلون.
قوله تعالى: تكلّمهم
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: دابّةً من الأرض تكلّمهم يقول: تحدّثهم- وروي عن قتادة مثل ذلك.
- حدّثنا أبي، ثنا مسدّدٌ، ثنا عبد الوارث، عن يونس بن عبيدٍ، عن الحسن قال: تخرج دابّة الأرض إذا فسد النّاس، ولهم دابّةٌ تكلّمهم كلامًا.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهيرٌ، ثنا أبو داود قال: أبو محمّدٍ يعني نفيع الأعمى قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قوله: أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم أو تكلمهم؟ قال: كلّ ذلك واللّه تفعل تكلّم المؤمن وتكلّم الكافر أو تجرحه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو عميرٍ بن النّحّاس، ثنا ضمرة، ثنا صدقة ابن يزيد قال: تجئ الدّابّة إلى الرّجل وهو قائمٌ يصلّي في المسجد، فتكتب بين عينيه كذّابٌ.
قوله تعالى: أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءة، أخبرنا محمد ابن شعيب بن شابور أخبرني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه عطاء بن أبي مسلمٍ الخراسانيّ: وأمّا دابّة الأرض تكلّمهم فكلامها يعني إيّاهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عقبة بن مكرمٍ، ثنا يونس بن بكيرٍ أنبأ يحيى ابن سلمة بن كهيلٍ، عن أبيه، عن أبى الزّعراء أنّ رجلا سأل عبد اللّه عن الدّابّة فقال: له سل عليًّا فإنّه بذلك، فسأل عليًّا فقال: تأكل الطّعام وتمشي في الأسواق وتكلّم النّاس أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون). [تفسير القرآن العظيم: 9/2921-2926]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإذا وقع القول عليهم يقول وإذا حق القول عليهم). [تفسير مجاهد: 475]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تخرج الدّابّة ومعها خاتم سليمان، وعصا موسى، فتجلو وجه المؤمن، وتخطم أنف الكافر بالخاتم، حتّى إنّ أهل الخوان ليجتمعون، فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر، ويقول هذا: يا كافر، ويقول هذا: يا مؤمن». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(الدابة): هي التي تخرج من الأرض، وهي من أشراط الساعة، وقد مرّ ذكرها في سورة الأنعام.
(وتخطم) يريد: أنها تسم أنفه بسمة يعرف بها، والخطام: سمة في عرض الوجه إلى الخد، يقال: جمل مخطوم [خطامٍ، ومخطوم] خطامين، بالإضافة، وربما وسم بخطام، وربما وسم بخطامين). [جامع الأصول: 2/294-295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
أخرج ابن مبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي، وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في كتاب الامر بالمعروف، وابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم، وابن مردويه عن ابن عمر في قوله {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر). [الدر المنثور: 11/398-399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: ذاك حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر). [الدر المنثور: 11/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال إذا تركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجب السخط عليهم). [الدر المنثور: 11/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {وإذا وقع القول عليهم} قال: إذا وجب القول عليهم {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: وهي في بعض القراءة تحدثهم تقول لهم {أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} ). [الدر المنثور: 11/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن حفصة بنت سيرين قالت: سألت أبا العالية عن قوله {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} ما وقوع القول عليهم فقال: {وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} هود الآية 36 قالت: فكأنما كشف عن وجهي شيئا). [الدر المنثور: 11/399-400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: أكثروا الطواف بالبيت قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه وأكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع، قيل: وكيف يرفع ما في صدور الرجال قال: يسري عليهم ليلا فيصبحون منه قفرا وينسون قول لا اله إلا الله ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم، فذلك حين يقع القول عليهم). [الدر المنثور: 11/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وقع القول عليهم} قال: حق عليهم). [الدر المنثور: 11/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {دابة من الأرض تكلمهم} قال: تحدثهم). [الدر المنثور: 11/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {تكلمهم} قال: كلامها تنبئهم {أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} ). [الدر المنثور: 11/400-401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي داود ونفيع الاعمى قال: سألت ابن عباس عن قوله {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} أو تكلمهم قال: كل ذلك والله يفعل تكلم المؤمن وتكلم الكافر، تجرحه). [الدر المنثور: 11/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {دابة من الأرض تكلمهم} مشددة من الكلام {إن الناس} بنصب الالف). [الدر المنثور: 11/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج نعيم بن حماد، وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الوعد الذي قال الله {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: ليس ذلك حديثا ولا كلاما ولكنه سمة تسم من أمرها الله به، فيكون خروجها من الصفا ليلة منى فيصبحون بين رأسها وذنبها لا يدحض داحض ولا يخرج خارج حتى إذا فرغت مما أمرها الله فهلك من هلك ونجا من نجا كان أول خطوة تضعها بانطاكية). [الدر المنثور: 11/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمر وقال الدابة زغباء ذات وبر وريش). [الدر المنثور: 11/401-402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال الدابة ذات وبر وريش مؤلفة فيها من كل لون لها أربع قوائم تخرج بعقب من الحاج). [الدر المنثور: 11/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال: إن دابة الأرض ذات وبر تناغي السماء). [الدر المنثور: 11/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن: أن موسى عليه السلام سأل ربه أن يريه الدابة، فخرجت ثلاثة أيام وليإليهن تذهب في السماء لا يرى واحد من طرفها قال: فرأى منظرا فظيعا فقال: رب ردها، فردها). [الدر المنثور: 11/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهل بيت على الاناء الواحد فيعرفون مؤمنيهم من كفارهم، قالوا: كيف ذاك قال: إن الدابة تخرج وهي ذامة للناس تمسح كل إنسان على مسجده، فاما المؤمن فتكون نكتة بيضاء، فتفشوا في وجهه حتى يبيض لها وجهه وأما الكافر فتكون نكتة سوداء فتفشو في وجهه حتى يسود لها وجهه، حتى أنهم ليتبايعون في أسواقهم فيقولون: كيف تبيع هذا يا مؤمن وكيف تبيع هذا يا كافر فما يرد بعضهم على بعض). [الدر المنثور: 11/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: تخرج الدابة باجياد مما يلي الصفا). [الدر المنثور: 11/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد من طريق سماك عن إبراهيم قال: تخرج الدابة من مكة). [الدر المنثور: 11/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال: تخرج الدابة فيفزع الناس إلى الصلاة فتأتي الرجل وهو يصلي فتقول: طول ما شئت أن تطول فو الله لاخطمنك). [الدر المنثور: 11/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تخرج الدابة يوم تخرج وهي ذات عصب وريش تكلم الناس فتنقط في وجه المؤمن نقطة بيضاء فيبيض وجهه وتنقط في وجه الكافر نقطة سوداء فيسود وجهه فيتبايعون في الاسواق بعد ذلك، بم تبيع هذا يا مؤمن وبم تبيع هذا يا كافر ثم يخرج الدجال وهو أعور على عينه ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن وكافر). [الدر المنثور: 11/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وسمويه، وابن مردويه عن أبي أمامة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة فيقال: ممن اشتريت فيقال: من الرجل المخطم). [الدر المنثور: 11/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابةالأرض ولها ثلاث خرجات، فأول خرجة منها بأرض البادية، والثانية في أعظم المساجد وأشرفها وأكرمها ولها عنق مشرف يراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب ولها وجه كوجه إنسان ومنقار كمنقار الطير ذات وبر وزغب معها عصا موسى وخاتم سليمان بن داود تنادي بأعلى صوتها: {أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل: يا رسول الله وما بعد قال: هنات وهنات ثم خصب وريف حتى الساعة). [الدر المنثور: 11/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد أراه رفعه قال تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة فبينما هم قعود بربو الأرض فبينما هم كذلك اذ تصدعت قال ابن عيينة: تخرج حين يسري الامام من جمع، وانما جعل سابق بالحاج ليخبر الناس ان الدابة لم تخرج). [الدر المنثور: 11/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أنه قال: ألا أريكم المكان الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دابة الأرض تخرج منه، فضرب بعصاه قبل الشق الذي في الصفا). [الدر المنثور: 11/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج والدخان وطلوع الشمس من مغربها). [الدر المنثور: 11/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت: الدابة تخرج من أجياد). [الدر المنثور: 11/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال حذيفة: يا رسول الله من أين تخرج قال من أعظم المساجد حرمة على الله بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون اذ تضطرب الأرض من تحتهم تحرك القنديل وتشق الصفا مما يلي المسعى وتخرج الدابة من الصفا أول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب تسم الناس مؤمن وكافر أما المؤمن فيرى وجهه كأنه كوكب دري وتكتب بين عينيه مؤمن.
وأمّا الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء كافر). [الدر المنثور: 11/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عمرو أنه قال وهو يومئذ بمكة: لو شئت لأخذت سيتي هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي التي تخرج منه دابة الأرض وانها تخرج وهي آية للناس تلقي المؤمن فتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه وتسم الكافر واكية فيسود لها وجهه وهي دابة ذات زغب وريش فتقول {أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} ). [الدر المنثور: 11/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور ونعيم ابن حماد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس: إن دابة الأرض تخرج من بعض أودية تهامة ذات زغب وريش لها أربع قوائم فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسود بها وجهه). [الدر المنثور: 11/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلوا وجه المؤمن بالخاتم وتخطم أنف الكافر بالعصا حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر). [الدر المنثور: 11/406-407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن حذيفة ابن أسيد الغفاري قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خرجة بأقصى اليمن فينشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية ويدخل ذكرها القرية - يعني مكة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام وتنفض عن رأسها التراب فأرفض الناس عنها شتى بقيت عصابة من المؤمنين ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم جتى جعلتها كأنها الكوكب الدري وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى ان الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلي، فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم ينطلق ويشترك الناس في الاموال ويصطحبون في الامصار يعرف المؤمن من الكافر حتى ان المؤمن ليقول: يا كافر أقضني حقي وحتى ان الكافر ليقول: يا مؤمن أقضني حقي). [الدر المنثور: 11/407-408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم بئس الشعب جياد مرتين أو ثلاثا قالوا: وبم ذاك يا رسول الله قال: تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين). [الدر المنثور: 11/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الأرض من جياد فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد قال: وهي دابة ذات وبر وقوائم). [الدر المنثور: 11/408-409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن ماجه، وابن مردويه عن بريدة قال: ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية قريب من مكة فإذا أرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج الدابة من هذا الموضع فإذا شبر في شبر). [الدر المنثور: 11/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن النزال بن سبرة قال: قيل لعلي بن أبي طالب: إن ناسا يزعمون أنك دابة الأرض فقال: والله ان لدابة الأرض ريشا وزغبا ومالي ريش ولا زغب وان لها لحافر وما لي من حافر وانها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثاها). [الدر المنثور: 11/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: تخرج الدابة ليلة جمع والناس يسيرون إلى منى فتحملهم بين نحرها وذنبها فلا يبقى منافق إلا خطمته وتمسح المؤمن فيصبحون وهم بشر من الدجال). [الدر المنثور: 11/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والخطيب في تالي التلخيص عن ابن عمر قال: لتخرج الدابة من جبل جياد في أيام التشريق والناس بمنى قال: فلذلك جاء سائق الحاج بخبر سلامة الناس). [الدر المنثور: 11/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: إن الدابة فيها من كل لون ما بين قرنيها فرسخ للراكب). [الدر المنثور: 11/409-410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام لم يخرج ثلثها). [الدر المنثور: 11/410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: تخرج الدابة من تحت صخرة بجياد تستقبل المشرق فتصرخ صرخة ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة منفذة ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان قيل: ثم ماذا قال: لا أعلم). [الدر المنثور: 11/410-411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس: الدابة مؤلفة ذات زغب وريش فيها من ألوان الدواب كلها وفيها من كل أمة سيما، وسيماها من هذه الامة انها تتكلم بلسان عربي مبين تلكمهم بكلامها). [الدر المنثور: 11/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي الزبير أنه وصف الدابة فقال: رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أيل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هرة وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين منها اثنا عشر ذراعا، تخرج معها عصا موسى وخاتم سليمان ولا يبقى مؤمن إلا نكتته في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه، حتى ان الناس يتبايعون في الاسواق: بكم ذا يا مؤمن وبكم ذا يا كافر). [الدر المنثور: 11/411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن صدقة بن مزيد قال: تجيء الدابة إلى الرجل وهو قائم يصلي في المسجد فتكتب بين عينيه: كذاب). [الدر المنثور: 11/411-412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: تخرج الدابة مرتين قبل يوم القيامة حتى يضرب فيها رجال ثم تخرج الثالثة عند أعظم مساجدكم فتأتي القوم وهم مجتمعون عند رجل فتقول: ما يجمعكم عند عدو الله فيبتدرون فتسم المؤمن حتى ان الرجلين ليتبايعان فيقول هذا: خذ يا مؤمن ويقول هذا: خذ يا كافر). [الدر المنثور: 11/412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج نعيم بن حماد في الفتن عن عمرو بن العاص قال: تخرج الدابة من شعب بالاجياد رأسها تمس به السحاب وما خرجت رجلها من الأرض تأتي الرجل وهو يصلي فتقول: ما الصلاة من حاجتك، ما هذا إلا تعوذ أو رياء فتخطمه). [الدر المنثور: 11/412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج نعيم عن وهب بن منبه قال: أول الآيات الروم ثم الدجال والثالثة يأجوج ومأجوج والرابعة عيسى والخامسة الدخان والسادسة الدابة). [الدر المنثور: 11/412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ووقع القول} قال: وجب القول، والقول الغضب وفي قوله {والنهار مبصرا} قال: منيرا والله أعلم). [الدر المنثور: 11/413]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم نحشر من كلّ أمّةٍ فوجًا ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون (83) حتّى إذا جاءوا قال أكذّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علمًا أمّاذا كنتم تعملون}.
يقول تعالى ذكره: ويوم نجمع من كلّ قرنٍ وملّةٍ {فوجًا}، يعني جماعةً منهم، وزمرةً {ممّن يكذّب بآياتنا} يقول: ممّن يكذّب بأدلّتنا وحججنا، فهو يحبس أوّلهم على آخرهم، ليجتمع جميعهم، ثمّ يساقون إلى النّار.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ويوم نحشر من كلّ أمّةٍ فوجًا ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون} يعني: الشّيعة عند الحشر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {من كلّ أمّةٍ فوجًا} قال: زمرةً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {نحشر من كلّ أمّةٍ فوجًا} قال: زمرةً زمرةً {فهم يوزعون}.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون} قال: يقول: فهم يدفعون.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فهم يوزعون} قال: يحبس أوّلهم على آخرهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فهم يوزعون} قال: وزعةً تردّ أولاهم على آخرهم.
وقد بيّنت معنى قوله: {يوزعون} فيما مضى قبل بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 18/128-130]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويوم نحشر من كلّ أمّةٍ فوجًا ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون (83)
قوله تعالى: ويوم نحشر من كلّ أمّةٍ فوجًا ممّن يكذّب بآياتنا
- حدّثنا حجّاجٌ، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: من كلّ أمّةٍ فوجًا قال: زمرًا.
قوله تعالى: بآياتنا
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ أمّا آيات اللّه فمحمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: فهم يوزعون
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: فهم يوزعون يقول: يدفعون.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد ثنا سعيدٌ عن قتادة فهم يوزعون وزعةٌ تردّ أولاهم على أخراهم.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ قوله: يوزعون قال: يساقون). [تفسير القرآن العظيم: 9/2927]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ويوم نحشر من كل أمة فوجا يعني زمرة). [تفسير مجاهد: 475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون * حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون * ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون * ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ويوم نحشر من كل أمة فوجا} قال: زمرة، وفي قوله {فهم يوزعون} قال: يحبس أولهم على آخرهم). [الدر المنثور: 11/413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {يوزعون} قال: يسافون). [الدر المنثور: 11/413]

تفسير قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {حتّى إذا جاءوا قال أكذّبتم بآياتي} يقول تعالى ذكره: حتّى إذا جاء من كلّ أمّةٍ فوجٌ ممّن يكذّب بآياتنا فاجتمعوا قال اللّه لهم: {أكذّبتم بآياتي} أي بحججي وأدلّتي {ولم تحيطوا بها علمًا} يقول ولم تعرفوها حقّ معرفتها؟ {أم ماذا كنتم تعملون} فيها؛ من تكذيبٍ أو تصديقٍ). [جامع البيان: 18/130]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: حتى إذا جاؤ قال: أكذّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علمًا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه بآياتي يعني بالقرآن.
قوله تعالى: أما ذا كنتم تعملون
وتصنعون واحدٌ تقدّم إسناده غير مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2927]

تفسير قوله تعالى: (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون (85) ألم يروا أنّا جعلنا اللّيل ليسكنوا فيه والنّهار مبصرًا إنّ في ذلك لآياتٍ لّقومٍ يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: ووجب السّخط والغضب من اللّه على المكذّبين بآياته {بما ظلموا} يعني بتكذيبهم بآيات اللّه، يوم يحشرون، {فهم لا ينطقون} يقول: فهم لا ينطقون بحجّةٍ يدفعون بها عن أنفسهم عظيم ما حلّ بهم ووقع عليهم من القول). [جامع البيان: 18/130]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ووقع القول عليهم بما ظلموا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: ووقع القول عليهم بما ظلموا يقول: وجب القول عليهم والقول: الغضب). [تفسير القرآن العظيم: 9/2927]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:08 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا وقع القول عليهم} [النمل: 82] قال قتادة: أي: حقّ القول عليهم، والقول الغضب.
{أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم} [النمل: 82] وفي بعض القراءة: تحدّثهم.
{أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون} [النمل: 82]
- عن أبيه، عن سعيدٍ، عن قتادة، أنّ ابن عبّاسٍ كان يقول: إنّها دابّةٌ ذات زغبٍ وريشٍ، لها أربع قوائم، تخرج من بعض أودية تهامة.
وعن عاصم بن حكيمٍ، عن داود بن يزيد الأوديّ، عن الشّعبيّ قال: دابّة الأرض زبّاء ذات وبرٍ، ربّاء تناغي السّماء.
- وعن إبراهيم بن محمّدٍ، عن صالحٍ مولى التّوأمة قال: سمعت
[تفسير القرآن العظيم: 2/565]
عبد اللّه بن عمرٍو يقول: تخرج الدّابّة من مكّة من صخرةٍ بشعب أجيادٍ.
- عن أبيه، قال: وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن طلحة بن عبد اللّه بن كريزٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: إذا خرجت الدّابّة فزع النّاس إلى الصّلاة، فتأتي الرّجل وهو يصلّي فتقول: طوّل ما أنت مطوّلٌ فواللّه لأخطمنّك، قال حمّادٌ: يومئذٍ يعرف المنافق من المؤمن، قال عبد اللّه بن عمرٍو: ولو أشاء أن أضع قدمي على مكانها الّذي تخرج منه لفعلت.
وعن عاصم بن حكيمٍ، عن هشامٍ، عن الحسن أنّ موسى سأل ربّه أن يريه دابّة الأرض، قال: فخرجت ثلاثة أيّامٍ ولياليها لا يرى واحدٌ من طرفيها، أو لا يرى طرفاها، قال: فرأى منظرًا كريهًا، فقال: ربّ ردّها، فرجعت.
- وعن عاصم بن حكيمٍ، عن هشامٍ، عن قيس بن سعدٍ، عن أبي الطّفيل قال: كنّا جلوسًا عند حذيفة، فذكروا الدّابّة، فقال حذيفة: إنّها تخرج ثلاث خرجاتٍ: مرّةً في بعض الوادي، ثمّ تكمن، ثمّ تخرج في بعض القرى حتّى تذكر ويهريق فيها الأمراء الدّماء، فبينما النّاس على أعظم المساجد، وأفضلها، وأشرفها، يعني: المسجد الحرام، إذ ترفع الأرض، فيهرب النّاس وتبقى عصابةٌ من
المؤمنين يقولون: إنّه لن ينجينا من أمر اللّه شيءٌ، فتخرج، فتجلوا وجوههم فتجعلها على أضوإ كوكبٍ درّيٍّ في السّماء، وتتّبع النّاس، فتجلو وجه المؤمن وتخطم الكافر، لا يدركها طالبٌ ولا ينجو منها هاربٌ، قالوا: وما النّاس يومئذٍ يا حذيفة؟ قال: جيرانٌ في الرّباع، شركاء في
[تفسير القرآن العظيم: 2/566]
الأموال، أصحابٌ في الأسفار.
- وعن عاصم بن حكيمٍ، عن الوليد بن عبد اللّه الزّهريّ، عن عبد الملك بن المغيرة الثّقفيّ أنّه سمع عبد الرّحمن بن البيلمانيّ قال: سمعت عبد اللّه بن عمرٍو يقول: يبيت النّاس يسيرون إلى جمعٍ، وتبيت دابّة الأرض تسري إليهم، فيصبحون قد جعلتهم بين رأسها وأذنيها، فما من مؤمنٍ إلا تمسحه، ولا كافرٍ ولا منافقٍ إلا تخطمه، وإنّ التّوبة لمفتوحةٌ.
- وعن سعيدٍ، عن قتادة، عن العلاء بن زيادٍ أنّ عبد اللّه بن عمرٍو، قال: لا تقوم السّاعة حتّى يجتمع أهل البيت على الإناء الواحد، يعرفون مؤمنيهم من كفّارهم، قالوا: كيف ذلك؟ قال: تخرج دابّة الأرض فتمسح كلّ إنسانٍ على مسجده، فأمّا المؤمن فتكون نكتةً بيضاء فتفشو في وجهه حتّى يبيضّ لها وجهه، وأمّا الكافر فتكون نكتةً سوداء فتقشو في وجهه حتّى يسودّ
لها وجهه، حتّى إنّهم ليتبايعون في أسواقهم، يقول هذا: كيف تبيع هذا يا مؤمن؟ ويقول هذا: كيف تأخذ هذا يا كافر؟ فما يردّ بعضهم على بعضٍ.
قوله عزّ وجلّ: {تكلّمهم أنّ النّاس} [النمل: 82] قال السّدّيّ: يعني: أهل مكّة خاصّةً.
[تفسير القرآن العظيم: 2/567]
قال يحيى: وهم مشركو أهل مكّة.
{كانوا بآياتنا لا يوقنون} [النمل: 82] تفسير الحسن: تكلّمهم بهذا الكلام.
وقال بعضهم: تقول: إنّ النّاس كانوا بي لا يوقنون.
وعن سعيدٍ، عن قتادة، قال: في بعض القراءة: تحدّثهم {أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون} [النمل: 82] لا يؤمنون.
وبعضهم يقرأها: تكلمهم، أي: تسمهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/568]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذا وقع القول عليهم...}

معناه : إذا وجب السّخط عليهم , هو كقوله: {حقّ عليهم القول} في موضع آخر, وقوله: {أخرجنا لهم دآبّةً مّن الأرض تكلّمهم} اجتمع القراء على تشديد : {تكلّمهم} , وهو من الكلام, وحدثني بعض المحدّثين أنه قال : {تكلّمهم}, و{تكلمهم} , وقوله {أنّ النّاس}تفتح , وتكسر, فمن فتحها , أوقع عليها الكلام: {تكلّمهم بأنّ النّاس}, وموضعها نصب, وفي حرف عبد الله : {بأن الناس}, وفي حرف أبيّ :{تنبّئهم أنّ الناس}, وهما حجّة لمن فتح , وأهل المدينة {تكلّمهم إنّ النّاس} , فتكون (إنّ) خبراً مستأنفاً , ولكنه معنى وقوع الكلام, ومثله: {فلينظر الإنسان إلى طعامه} , من قال (أنّا) جعله مخفوضاً مردوداً على الطعام إلى أنا صببنا الماء , ومن كسره قال: إنّا أخبر بسبب الطعام , كيف قدّره الله).[معاني القرآن: 2/300]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبّةً مّن الأرض تكلّمهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون}
وقال: {أنّ النّاس}: أي: بأنّ النّاس، وبعضهم يقول: {إنّ النّاس} , كما قال: {والّذين اتّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم}، إنما معناه يقولون: "ما نعبدهم" ). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {دابة من الأرض تكلمهم}: من الكلام.
وقرئت {تكلمهم} من الكلم وهو الجراح). [غريب القرآن وتفسيره: 288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذا وقع القول عليهم} : أي: وجبت الحجّة.). [تفسير غريب القرآن: 327]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون}أي : إذا وجب.
{أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم}: وتكلمهم، ويروى: أن أول أشراط الساعة خروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأكثر ما جاء في التفسير أنها تخرج بتهامة،
تخرج من بين الصفا والمروة.
وقد جاء في التفسير : أنها تخرج ثلاث مرات، في ثلاثة أمكنة.
وجاء في التفسير : تنكت في وجه الكافر نكتة سوداء، وفي وجه المؤمن نكتة بيضاء، فتفشو نكتة الكافر حتى يسودّ منها , وجهه أجمع، وتفشو نكتة المؤمن حتى يبيضّ منها وجهه، فتجتمع الجماعة على المائدة، فيعرف المؤمن من الكافر.
فمن قرأ :{تكلّمهم} فهو من الكلام، ومن قرأ :{تكلمهم} فهو من الكلم، وهو الأثر والجرح.). [معاني القرآن: 4/129]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا وقع القول عليهم}: أي: وجب .
قال الفراء : أي : وقع السخط عليهم.
وقوله جل وعز: {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم}
وقرأ ابن عباس: {تكلمهم}
وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير: {تكلمهم }، وقرأ أبي :{تنبئهم}
قال إبراهيم : تخرج الدابة من مكة .
وروى أبو الطفيل، عن حذيفة بن اليمان قال : تخرج الدابة ثلاث خرجات خرجة بالبوادي، ثم تنكمي , وخرجت بالقرى يتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء، وخرجت من أفضل المساجد، وأشرفها، وأعظمها حتى ظننا أنه يسمى المسجد الحرام، ولم يسمه، فيتهارب الناس، وتبقى جميعة من المسلمين، فتخرج، فتجلو وجوههم، ثم لا ينجو منها هارب، ولا يلحقها طالب وإنها لتأتي الرجل، وهو يصلي، فتقول له : أتمتنع بالصلاة، فتخطه، وتخطم وجه الكافر، وتجلو وجه المؤمن ). [معاني القرآن: 5/147-148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {تُكَلِّمُهُمْ}: من الكلام، {تُكَلِّمُهُمْ}: تجرحهم ). [العمدة في غريب القرآن: 231]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم نحشر من كلّ أمّةٍ فوجًا} [النمل: 83]، يعني: كفّار كلّ أمّةٍ.
{ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون} [النمل: 83] قال قتادة: وزعةٌ تردّ أولاهم على أخراهم.
وقال السّدّيّ: {يوزعون} [النمل: 83]، يعني: يساقون). [تفسير القرآن العظيم: 2/568]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ويوم نحشر من كلّ أمّةٍ فوجاً}: أمة كل نبي الذين آمنوا به، ومن كل أمة , أي: من كل قرن فوجاً : جماعة،

ويقال جاءوني أفواجاً، أي : جماعات، وفي آية أخرى: { ورأيت النّاس يدخلون في دين الله أفواجاً } أي: جماعات ).[مجاز القرآن: 2/96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الفوج): الجماعة). [غريب القرآن وتفسيره: 288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فهم يوزعون} أي: يحبس أولهم على آخرهم ). [تفسير غريب القرآن: 327]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {فَهُمْ يُوزَعُونَ} يحبس أولهم على آخرهم ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 180]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( (الفَوْج) : الجماعة ). [العمدة في غريب القرآن: 231]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {حتّى إذا جاءوا قال} [النمل: 84] اللّه.
{أكذّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علمًا} [النمل: 84]، أي: لم تحيطوا بها علمًا بأنّ ما عبدتم من دوني ما خلقوا معي شيئًا، ولا رزقوا معي شيئًا، وأنّ عبادتكم إيّاهم لم تكن منهم بإحاطة علمٍ علمتموه، وإنّما كان ذلك منكم على الظّنّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/568]
{أمّاذا كنتم تعملون} [النمل: 84] يستفهمهم وهو أعلم بذلك منهم يحتجّ عليهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/569]

تفسير قوله تعالى: {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ووقع القول عليهم} [النمل: 85]، أي: وحقّ القول عليهم، والقول، الغضب، وهو تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه.
قال: {بما ظلموا} [النمل: 52] بما أشركوا.
{فهم لا ينطقون} [النمل: 85] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/569]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ووقع القول عليهم بما ظلموا } مجازه: وجب العقاب عليهم بما كفروا ).
[مجاز القرآن: 2/96]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون}
روى عطية، عن ابن عمر قال: ذلك إذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر ). [معاني القرآن: 5/149]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:14 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: أوزعته بالشيء: إذا أولعته به وأغريته. قال الله جل ثناؤه: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي}، أي: أولعني به. قال أبو محمد: أوزعني: يعني ألهمني. يقال: أوزعته: نهيته وكففته. وقال الله جل اسمه: {فهم يوزعون}، أي: يكفون). [الأضداد: 135] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: وزعته فأنا أزعه إذا كففته قال وقال الحسن: لا بد للناس من وزعة يعني قومًا يكفونهم وزعته فأنا أزوعه مثله ويقال قدمته ومنه قول ذي الرمة:
زع بالزمام وجوز الليل مركوم
أي ادفعه إلى قدامه. غيره: أوزعت بالشيء مثل ألهمته وأولعت به ومنه قول الله تبارك وتعالى: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي} ووزعت الشيء بين القوم قسمته). [الغريب المصنف: 3/994] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فغدا يشرق متنه فبدا له = أولى سوابقها قريبا توزع
...
...
«تُوزَع» تكف وتحبس على ما تخلف منها ليجتمع بعضها إلى بعض. وقال أيضا: (توزع) أي تغري به، (أوزعه) أي أغره. و(قريبا) يريد قريبا من الثور. الباهلي: (توزع)، يحبس آخرهن على أولهن، لكي لا يخلو بواحد من الكلاب فيقتله، من قوله جل وعز: {فهم يوزعون} يحبس آخرهم على أولهم. وقال معمر: (توزع) تغري به، يقال: (أوزع به، وألذم به) أي أغري به وأولع به). [شرح أشعار الهذليين: 1/27-28] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
وكذاك الحب ما أشجعه = يركب الهول ويعصي من وزع
يقال: وزعه يزعه إذا كفه والوازع الكاف ويروى أن الحسن لما ولي القضاء فكثر عليه قال لا بد للناس من وزعة أي من كففة أي من يكفهم وهو جمع وازع مثل كافر وكفرة ومنه الحديث: (من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن)، أي من يترك الذنب خوفًا من عقوبة السلطان أكثر ممن يتركه تقية لله عز وجل ولما جاء في القرآن، يقال وزعه يزعه بمعنى كف فأما قول ذي الرمة:
وخافق الرأس فوق الرحل قلت له = زع الزمام وجوز الليل مركوم
فمن قولهم زاع بعيره وعواه إذا ثنى رأسه وهو شبيه الأول). [شرح المفضليات: 384-385]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) }

تفسير قوله تعالى: {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ومعنى قوله: {وإذا وقع القول عليهم} إذا انتجز وعد عذابهم الذي تضمنه القول الآن من الله تعالى في ذلك -أي حتمه الله عليهم- وقضاؤه، وهذا بمنزلة قوله تعالى: {حقت كلمة العذاب}، فمعنى الآية: وإذا أراد الله تعالى أن ينفذ في الكافرين سابق علمه لهم من العذاب أخرج لهم دابة من الأرض، وروي أن ذلك حين ينقطع الخير، ولا يؤمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر، ولا يبقى منيب ولا تائب، كما أوحى الله تعالى إلى نوح: {أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن}، و"وقع" عبارة عن الثبوت واللزوم، وفي الحديث: إن الدابة وطلوع الشمس من المغرب من أول الأشراط -ولم يعين الأولى- وكذلك الدجال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وظاهر الأحاديث والروايات أن الشمس آخرها; لأن التوبة تنقطع معها، ويعطي الحال أن الإيمان لا يبقى إلا في أفراد، وعليهم تهب الريح التي لا تبقي إيمانا، وحينئذ ينفد وينفخ في الصور، ونحن نروي أن الدابة تسم قوما بالإيمان، ونجد أن عيسى بن مريم عليه السلام يعدل بعد الدجال، ويؤمن الناس به، وهذه الدابة روي أنها تخرج من جبل الصفا بمكة، قاله عبد الله بن عمر، وقال عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهم أجمعين- نحوه، وقال: لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت، وروي عن قتادة أنها تخرج في تهامة، وروي أنها تخرج من مسجد الكوفة من حيث فار تنور نوح عليه السلام، وروى بعضهم عن حذيفة بن اليمان أنها تخرج ثلاث خرجات، وروي أنها دابة مزغبة شعراء، وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنها على خلقة الآدميين، وهي في السحاب، وقوائمها في الأرض، وروي أنها جمعت من خلق كل حيوان، وذكر الثعلبي عن ابن الزبير نحوه، وروي أنها دابة مبثوث نوعها في الأرض، فهي تخرج في كل بلد وفي كل قوم، فقوله -على هذا التأويل-: "دابة" إنما هو اسم جنس، وحكى النقاش عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة.
وقرأ جمهور الناس: "تكلمهم" من الكلام، وفي مصحف أبي: "تنبيهم"، وفسرها عكرمة بـ "تسمهم"، قال قتادة: وفي بعض القراءة: "تحدثهم"، وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جريج: "تكلمهم" بكسر اللام من الكلم وهو الجرح، قال أبو الفتح: هي قراءة ابن عباس، وابن جبير، ومجاهد، والجحدري، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كل ذلك والله تفعل تكلمهم وتكلمهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وروي في هذا أنها تمر على الناس فتسم الكافر في جبهته وترمده وتشتمه وربما حطمته، وربما تمسح على وجه المؤمن فتبيضه، ويعرف -بعد ذلك- الإيمان والكفر من قبلها.
وقرأ الجمهور من القراء: "إن الناس" بكسر "إن"، وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم بفتح الألف، وفي قراءة عبد الله: "تكلمهم بأن"، وهذا تصديق بالفتح، وعلى هذه القراءة يكون قوله: {أن الناس} إلى آخر الآية من كلام الدابة، وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، ويحتمل أن يكون ذلك من كلام الله عز وجل). [المحرر الوجيز: 6/ 558-561]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين}
المعنى: واذكر يوم، وهذا تذكير بيوم القيامة، و"نحشر": نجمع، ومن كل أمة يريد: من كل قرن من الناس متقدم; لأن كل عصر لم يخل من كفرة بالله من لدن تفرق بني آدم، و"الفوج": الجماعة الكبيرة من الناس، والمعنى: ممن حاله أنه مكذب بآياتنا، و"يوزعون" معناه: يكفون في السوق، أي: يحبس أولهم على آخرهم، قاله قتادة وغيره، ومنه وازع الجبش، وفيه يقول عبد الشارف بن عبد العزى:
فجاؤوا عارضا بردا وحينا كمثل السيل تركب وازعينا). [المحرر الوجيز: 6/ 561]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن توقيفه الكفرة يوم القيامة وسؤالهم على جهة التوبيخ: حتى إذا الآية، ثم قال، {أماذا كنتم تعملون} على معنى استيفاء الحجج، أي: إن كان لكم عمل أو حجة فهاتوها. وقرأ أبو حيوة: "أماذا كنتم تعملون" بتخفيف الميم). [المحرر الوجيز: 6/ 561]

تفسير قوله تعالى: {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر عن وقوع القول عليهم، أي نفوذ العذاب وحتم القضاء، وأنهم لا ينطقون بحجة، لأنها ليست لهم، وهذا في موطن من مواطن القيامة، وفي فريق من الناس; لأن القرآن يقتضي أنهم يتكلمون بحجج في غير هذا الموطن). [المحرر الوجيز: 6/ 561]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون (82)}.
هذه الدّابّة تخرج في آخر الزّمان عند فساد النّاس وتركهم أوامر اللّه وتبديلهم الدّين الحقّ، يخرج اللّه لهم دابّةً من الأرض -قيل: من مكّة. وقيل: من غيرها. كما سيأتي تفصيله -فتكلّم النّاس على ذلك.
قال ابن عبّاسٍ، والحسن، وقتادة -وروي عن عليٍّ رضي اللّه عنه -: تكلّمهم كلامًا أي: تخاطبهم مخاطبةً.
وقال عطاءٌ الخراسانيّ: تكلّمهم فتقول لهم: إنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون. ويروى هذا عن عليٍّ، واختاره ابن جريرٍ. وفي هذا [القول] نظرٌ لا يخفى، واللّه أعلم.
وقال ابن عبّاسٍ -في روايةٍ -تجرحهم. وعنه روايةٌ، قال: كلًّا تفعل يعني هذا وهذا، وهو قولٌ حسنٌ، ولا منافاة، واللّه أعلم.
وقد ورد في ذكر الدّابّة أحاديث وآثارٌ كثيرةٌ، فلنذكر ما تيسّر منها، واللّه المستعان:
قال الإمام أحمد: حدّثنا سفيان، عن فرات، عن أبي الطّفيل، عن حذيفة بن أسيدٍ الغفاريّ قال: أشرف علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من غرفةٍ ونحن نتذاكر أمر السّاعة فقال: لا تقوم السّاعة حتّى تروا عشر آياتٍ: طلوع الشّمس من مغربها، والدّخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى بن مريم، والدّجّال، وثلاثة خسوفٍ: خسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بجزيرة العرب، ونارٌ تخرج من قعر عدنٍ تسوق -أو: تحشر -النّاس، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا".
وهكذا رواه مسلمٌ وأهل السّنن، من طرقٍ، عن فرات القزّاز، عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة موقوفًا. وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ. ورواه مسلمٌ أيضًا من حديث عبد العزيز بن رفيع، عن أبي الطّفيل، عنه مرفوعًا . واللّه أعلم.
طريقٌ أخرى: قال أبو داود الطّيالسيّ، عن طلحة بن عمرٍو، وجرير بن حازمٍ، فأمّا طلحة فقال: أخبرني عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عمير اللّيثيّ: أنّ أبا الطّفيل حدّثه، عن حذيفة بن أسيدٍ الغفاريّ أبي سريحة، وأمّا جريرٌ فقال: عن عبد اللّه بن عبيد، عن رجلٍ من آل عبد اللّه بن مسعودٍ -وحديث طلحة أتمّ وأحسن -قال: ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الدّابّة فقال: "لها ثلاث خرجاتٍ من الدّهر، فتخرج خرجة من أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية -يعني: مكّة -ثمّ تكمن زمانًا طويلًا ثمّ تخرج خرجة أخرى دون تلك، فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية" يعني: مكّة. -قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ثمّ بينما النّاس في أعظم المساجد على اللّه حرمةً وأكرمها: المسجد الحرام، لم يرعهم إلّا وهي ترغو بين الرّكن والمقام، تنفض عن رأسها التّراب. فارفضّ النّاس عنها شتّى ومعًا، وبقيت عصابةٌ من المؤمنين، وعرفوا أنّهم لم يعجزوا اللّه، فبدأت بهم فجلت وجوههم حتّى جعلتها كأنّها الكوكب الدّرّيّ، وولّت في الأرض لا يدركها طالبٌ، ولا ينجو منها هاربٌ، حتّى إنّ الرّجل ليتعوّذ منها بالصّلاة، فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان، الآن تصلي؟
فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثمّ تنطلق ويشترك النّاس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار، يعرف المؤمن من الكافر، حتّى إنّ المؤمن ليقول: يا كافر، اقضني حقّي. وحتّى إنّ الكافر ليقول: يا مؤمن، اقضني حقّي".
ورواه ابن جريرٍ من طريقين، عن حذيفة بن أسيد موقوفًا فاللّه أعلم. ورواه من رواية حذيفة بن اليمان مرفوعًا، وأنّ ذلك في زمان عيسى بن مريم، وهو يطوف بالبيت، ولكنّ إسناده لا يصحّ.
حديثٌ آخر: قال مسلم بن الحجّاج: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن بشرٍ، عن أبي حيّان، عن أبي زرعة، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: حفظت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حديثًا لم أنسه بعد: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إن أوّل الآيات خروجًا طلوع الشّمس من مغربها، وخروج الدّابّة على النّاس ضحى، وأيّتهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبًا".
حديثٌ آخر: روى مسلمٌ في صحيحه من حديث العلاء بن عبد الرّحمن بن يعقوب -مولى الحرقة -عن أبيه: عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "بادروا بالأعمال ستًّا: طلوع الشّمس من مغربها، أو الدّخان، أو الدّجّال، أو الدّابّة، أو خاصّة أحدكم، أو أمر العامّة". وله من حديث قتادة، عن الحسن، عن زياد بن رباحٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "بادروا بالأعمال ستًّا: الدّجّال، والدّخان، ودابّة الأرض، وطلوع الشّمس من مغربها، وأمر العامّة وخويّصة أحدكم".
حديثٌ آخر: قال ابن ماجة: حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن سنان بن سعدٍ، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "بادروا بالأعمال ستًا: طلوع الشّمس من مغربها، والدّخان، ودابّة الأرض، والدّجّال، وخويّصة أحدكم، وأمر العامّة". تفرّد به.
حديثٌ آخر: قال أبو داود الطّيالسيّ أيضًا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أوس بن خالدٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تخرج دابّة الأرض، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، عليهما السّلام، فتخطم أنف الكافر بالعصا، وتجلي وجه المؤمن بالخاتم، حتّى يجتمع النّاس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر".
ورواه الإمام أحمد، عن بهز وعفّان ويزيد بن هارون، ثلاثتهم عن حمّاد بن سلمة، به. وقال: "فتخطم أنف الكافر بالخاتم، وتجلو وجه المؤمن بالعصا، حتّى إنّ أهل الخوان الواحد ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر".
ورواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يونس بن محمّدٍ المؤدّب، عن حمّاد بن سلمة، به.
حديثٌ آخر: قال ابن ماجه: حدّثنا أبو غسّان محمّد بن عمرٍو، حدّثنا أبو تميلة، حدّثنا خالد بن عبيد، حدّثنا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال: ذهب بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى موضعٍ بالبادية، قريبٍ من مكّة، فإذا أرضٌ يابسةٌ حولها رملٌ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تخرج الدّابّة من هذا الموضع. فإذا فتر في شبرٍ".
قال ابن بريدة: فحججت بعد ذلك بسنين، فأرانا عصًا له، فإذا هو بعصاي هذه، كذا وكذا.
وقال عبد الرّزّاق عن معمر، عن قتادة؛ أنّ ابن عبّاسٍ قال: هي دابةٌ ذات زغب، لها أربع قوائم، تخرج من بعض أودية تهامة.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن رجاء، حدّثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة قال: قال عبد اللّه: تخرج الدّابّة من صدع من الصّفا كجري الفرس ثلاثة أيّامٍ، لم يخرج ثلثها.
وقال محمّد بن إسحاق، عن أبان بن صالحٍ قال: سئل عبد اللّه بن عمرٍو عن الدّابّة، فقال: الدّابّة تخرج من تحت صخرةٍ بجيادٍ، واللّه لو كنت معهم -أو لو شئت بعصاي الصّخرة الّتي تخرج الدّابّة من تحتها. قيل: فتصنع ماذا يا عبد اللّه بن عمرٍو؟ قال: تستقبل المشرق فتصرخ صرخةً تنفذه، ثمّ تستقبل الشّام فتصرخ صرخةً تنفذه، ثمّ تستقبل المغرب فتصرخ صرخةً تنفذه، ثمّ تستقبل اليمن فتصرخ صرخةً تنفذه، ثمّ تروح من مكّة فتصبح بعسفان. قيل: ثمّ ماذا؟ قال: لا أعلم.
وعن عبد اللّه بن عمر، أنّه قال: تخرج الدّابّة ليلة جمع. ورواه ابن أبي حاتم. وفي إسناده ابن البيلمان.
وعن وهب بن منبّهٍ: أنّه حكى من كلامٍ عزير، عليه السّلام، أنّه قال: وتخرج من تحت سدوم دابّةٌ تكلّم النّاس كلٌّ يسمعها، وتضع الحبالى قبل التّمام، ويعود الماء العذب أجاجًا، ويتعادى الأخلّاء، وتحرق الحكمة، ويرفع العلم، وتكلّم الأرض الّتي تليها. وفي ذلك الزّمان يرجو النّاس ما لا يبلغون، ويتعبون فيما لا ينالون، ويعملون فيما لا يأكلون. رواه ابن أبي حاتمٍ، عنه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو صالحٍ -كاتب اللّيث -حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن أبي مريم: أنّه سمع أبا هريرة، رضي اللّه عنه، يقول: إنّ الدّابّة فيها من كلّ لونٍ، ما بين قرنيها فرسخٌ للرّاكب.
وقال ابن عبّاسٍ: هي مثل الحربة الضّخمة.
وعن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، أنّه قال: إنّها دابّةٌ لها ريشٌ وزغبٌ وحافرٌ، وما لها ذنبٌ، ولها لحيةٌ، وإنّها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثًا، وما خرج ثلثها. ورواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال ابن جريج، عن ابن الزّبير أنّه وصف الدّابّة فقال: رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزيرٍ، وأذنها أذن فيلٍ، وقرنها قرن أيّل، وعنقها عنق نعامةٍ، وصدرها صدر أسدٍ، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هرّ، وذنبها ذنب كبشٍ، وقوائمها قوائم بعيرٍ، بين كلّ مفصلين اثنا [عشر] ذراعًا، تخرج معها عصا موسى، وخاتم سليمان، فلا يبقى مؤمنٌ إلّا نكتت في وجهه بعصا موسى نكتةً بيضاء، فتفشو تلك النّكتة حتّى يبيضّ لها وجهه، ولا يبقى كافرٌ إلّا نكتت في وجهه نكتةً سوداء بخاتم سليمان، فتفشو تلك النّكتة حتّى يسودّ لها وجهه، حتّى إنّ النّاس يتبايعون في الأسواق: بكم ذا يا مؤمن، بكم ذا يا كافر؟ وحتّى إنّ أهل البيت يجلسون على مائدتهم، فيعرفون مؤمنهم من كافرهم، ثمّ تقول لهم الدّابّة: يا فلان، أبشر، أنت من أهل الجنّة، ويا فلان، أنت من أهل النّار. فذلك قول اللّه تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 210-214]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم نحشر من كلّ أمّةٍ فوجًا ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون (83) حتّى إذا جاءوا قال أكذّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علمًا أم ماذا كنتم تعملون (84) ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون (85) ألم يروا أنّا جعلنا اللّيل ليسكنوا فيه والنّهار مبصرًا إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون (86)}.
يقول تعالى مخبرًا عن يوم القيامة، وحشر الظّالمين المكذّبين بآيات اللّه ورسله إلى بين يدي اللّه، عزّ وجلّ، ليسألهم عمّا فعلوه في الدّار الدّنيا، تقريعًا وتوبيخًا، وتصغيرًا وتحقيرًا فقال: {ويوم نحشر من كلّ أمّةٍ فوجًا} أي: من كلّ قومٍ وقرنٍ فوجًا، أي: جماعةً، {ممّن يكذّب بآياتنا}، كما قال تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} [الصّافّات: 22]، وقال تعالى {وإذا النّفوس زوّجت} [التّكوير: 7].
وقوله: {فهم يوزعون} قال ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما: يدفعون. وقال قتادة: وزعةٌ تردّ أوّلهم على آخرهم. وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: يساقون). [تفسير ابن كثير: 6/ 215]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حتّى إذا جاءوا} أي: أوقفوا بين يدي اللّه عزّ وجلّ، في مقام المساءلة، {قال أكذّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علمًا أم ماذا كنتم تعملون} أي: ويسألون عن اعتقادهم، وأعمالهم فلمّا لم يكونوا من أهل السّعادة، وكانوا كما قال اللّه تعالى عنهم: {فلا صدّق ولا صلّى. ولكن كذّب وتولّى} [القيامة: 31، 32]، فحينئذٍ قامت عليهم الحجّة، ولم يكن لهم عذرٌ يعتذرون به، كما قال تعالى: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون. ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} [المرسلات: 35، 37]، وهكذا قال هاهنا: {ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون} أي: بهتوا فلم يكن لهم جوابٌ؛ لأنّهم كانوا في الدّار الدّنيا ظلمةً لأنفسهم، وقد ردّوا إلى عالم الغيب والشّهادة الّذي لا تخفى عليه خافيةٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 215]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة