العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 09:31 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة العاديات [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:27 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني عبد اللّه بن عيّاشٍ وأبو صخرٍ عن أبي معاوية البجليّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، حدّثه قال: بينما أنا في الحجر جالسًا أتاني رجلٌ، فسألني عن {العاديات ضبحاً}، فقلت: الخيل حين تغير في سبيل اللّه، ثمّ تأوي إلى اللّيل، يصنعون طعامهم ويورون نارهم؛ فانتقل عنّي فذهب إلى عليّ بن أبي طالبٍ، وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن {العاديات ضبحاً}، فقال: «سألت عنها أحدًا قبلي؟»، قال: فقال: نعم، سألت عنها ابن عبّاسٍ، فقال: الخيل حين تغير في سبيل اللّه؛ قال: «اذهب فادعه لي»؛ فلمّا وقف على رأسه قال: «تفتي النّاس بما لا علم لك به؛ واللّه، إن كانت لأوّل غزوةٍ في الإسلام لبدرٌ وما كان معنا إلا فرسان، فرسٌ للزّبير وفرسٌ للمقداد بن الأسود، فكيف تكون {العاديات ضبحاً}، إنما {العاديات ضبحاً} من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منىً، فأوروا النيران .. .. ، وكانت {فالمغيرات صبحاً}، من المزدلفة إلى منًى، فذلك جمعٌ، وأمّا قوله: {فأثرن به نقعاً}، فهي نقع الأرض حين تطأها أخفافها وحوافرها»؛ قال ابن عبّاسٍ: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الّذي قال عليٌ). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 70-71]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {والعاديات ضبحا}؛ قال: هي الخيل حتى تضبح). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: {والعاديات ضبحا}؛ قال: ليس شيء من الدواب يضبح إلا كلب أو فرس، {فالموريات قدحا}؛ قال: هو مكر الرجل، {فأثرن به نقعا}؛ قال: غبارا، {فوسطن به جمعا}؛ قال: جمع العدو، وقال عمرو: وكان عبيد بن عمير يقول: هي الإبل.
عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي صالح، عن علي، أنه كان يقول: هي الإبل، فقال عكرمة: كان ابن عباس يقول: هي الخيل، قال أبو صالح: مولاي أفقه من مولاك). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390-391]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اختلفَ أهلُ التأويلِ فِي تأويلِ قولِهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} فقالَ بعضُهم: عُنِيَ بالعادياتِ ضبحاً: الخيلُ التي تعدُوها، وهي تُحمْحِمُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} قالَ: الخيلُ، وزعمَ غيرُ ابنِ عبَّاسٍ أنَّها الإبلُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، فِي قولِ اللَّهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هو فِي القتالِ.
- حدَّثنا هنَّادٌ قالَ: ثنا أبو الأحوصِ، عن سِماكٍ، عن عكرمةَ فِي قولِهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هِي الخيلُ.
- حدَّثني يعقوبُ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ قالَ: أخبرنا أبو رجاءٍ قالَ: سُئِلَ عكرمةُ، عن قولِهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: ألمْ ترَ إلى الفَرَسِ إذا جرى كيفَ يَضْبَحُ؟.
- حدَّثني إبراهيمُ بنُ سعيدٍ الجوهريُّ قالَ: ثنا سفيانُ، عن ابنِ جريجٍ، عن عطاءٍ قالَ: ليسَ شيءٌ من الدوابِّ يَضْبَحُ غيرَ الكلبِ والفرسِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، فِي قولِ اللَّهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ تضبحُ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ، عَدَتْ حتَّى ضَبَحتْ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ، فِي قولِهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ تعدو حتَّى تضبحَ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مِهرانُ، عن سفيانَ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ مثلَ حديثِ بشرٍ، عن يزيدَ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ قالَ: ثنا سعيدٌ قالَ: سمِعْتُ سالماً يقرأُ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ عدَتْ ضبحاً.
قالَ: ثنا وكيعٌ، عن واصلٍ، عن عطاءٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ بنِ عُيينةَ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: ما ضَبَحَتْ دابَّةٌ قطُّ إلا كلبٌ أو فرسٌ.
- حُدِّثتْ عن الحسينِ قالَ: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: أخبرنا عبيدٌ قالَ: سمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ فِي قولِهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ.
- حدَّثني سعيدُ بنُ الربيعِ الرازيُّ. قالَ: ثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: هي الخيلُ, يَعَنِي قَوْلَهُ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} قَالَ: ابنُ عَبَّاسٍ هِيَ الخَيْلُ.
وقالَ آخرُونَ: هي الإبلُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني أبو السَّائبِ, قالَ: ثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الإبلُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ، مثلَهُ.
- حدَّثني عيسى بنُ عثمانَ الرَّمْليُّ قالَ: ثني عمِّي يحيى بنُ عيسى الرمليُّ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ، مثلَهُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الإبلُ إذا ضَبَحَتْ تنفَّستْ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: أخبرنا أبو صخرٍ، عن أبي معاويةَ البجليِّ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، حدَّثه قالَ: بينما أنا فِي الحِجْرِ جالسٌ، أتاني رجلٌ يسألُ عن: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ فقلتُ له: الخيلُ حينَ تُغيرُ فِي سبيلِ اللَّه، ثمَّ تَأْوِي إلى الليلِ، فيصنعونَ طعامَهم، ويُورونَ نارَهُم. فانفتلَ عنِّي، فذهبَ إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ -رضيَ اللَّهُ عنهُ- وهو تحتَ سقايةِ زمزمَ، فسألَهُ عن: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ فقالَ:
«سألْتَ عنها أحداً قبلي؟» قالَ: نعمْ، سألتُ عنها ابنَ عبَّاسٍ، فقالَ: الخيلُ حينَ تُغيرُ فِي سبيلِ اللَّهِ, قالَ: «اذهبْ فادْعُه لي»؛ فلمَّا وقفْتُ على رأسِهِ قالَ: «تُفتي النَّاسَ بما لا عِلْمَ لكَ بهِ، واللَّهِ لَكانتْ أوَّلَ غزوةٍ فِي الإسلامِ لبدرٌ، وما كانَ معنا إلا فَرَسَانِ: فرسٌ للزبيرِ، وفرسٌ للمِقْدادِ، فكيفَ تكونُ {العادياتُ ضبحاً}! إنَّما العادياتُ ضبحاً من عرفةَ إلى مزدلفةَ إلى منًى»؛ قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فَنَزَعتُ عن قولي، ورجعتُ إلى الذي قالَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الإبلُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، فِي قولِ اللَّهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: قالَ ابنُ مسعودٍ: هو فِي الحجِّ.
- حدَّثنا سعيدُ بنُ الربيعِ الرازيُّ قالَ: ثنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن عبيدِ بنِ عميرٍ قالَ: هي الإبلُ، يعني: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: قالَ ابنُ مسعودٍ: هي الإبلُ.
وأوْلى القولينِ فِي ذلك عندي بالصوابِ: قولُ مَن قالَ: عُنِيَ بالعادياتِ: الخيلُ، وذلك أنَّ الإبلَ لا تضبحُ، وإنَّما تضبحُ الخيلُ، وقد أخبرَ اللَّهُ -تعالى- أنَّها تعدُو ضبحاً، والضبحُ: هو ما قد ذكرْتُ قبلُ. وبما قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سعيدٍ الجوهريُّ قالَ: ثنا أبو معاويةَ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ قالَ: قالَ عليٌّ -رضيَ اللَّهُ عنهُ-:
الضبحُ من الخيلِ: الحَمْحَمَةُ، ومن الإبلِ: النَّفَسُ.
قالَ: ثنا سفيانُ، عن ابنِ جريجٍ، عن عطاءٍ قالَ: سمِعْتُ ابنَ عبَّاسٍ يَصِفُ الضبحَ: أح أحْ). [جامع البيان: 24/ 570-574]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {والعاديات ضبحا}؛ يعني الخيل تضبح). [تفسير مجاهد: 2/ 776]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن أحمد المحبوبيّ بمرو، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، أخبرني عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {والعاديات ضبحًا}؛ قال: «هي الخيل»). [المستدرك: 2 / 581] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عباسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- خيلاً، فأَشْهَرَتْ شَهراً لا يَأْتِيه منها خَبَرٌ؛ فنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها). [مجمع الزوائد: 7 / 142] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أبنا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلاً، فَأَشْهَرَتْ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ مِنْهَا خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا). [كشف الأستار: 3 / 82] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (والمرادُ بالعَادِيَاتِ الخَيْلُ، وقيلَ: الإبِلُ). [فتح الباري: 8 / 727]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْكَلْبِيِّ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ، وَأَبِي الرَّبِيعِ، وَعَطِيَّةَ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلٍ، وَابْنِ كَيْسَانَ: الْعَادِيَاتُ هِيَ الْخَيْلُ الَّتِي تَعْدُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
قَوْلُهُ: {ضَبْحًا} أَيْ: يَضْبَحْنَ ضَبْحًا وَهُوَ صَوْتُ أَنْفَاسِهَا إِذَا جَهِدَتْ فِي الْجَرْيِ). [عمدة القاري: 19 / 312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَزَّارُ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتِمٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ في "الأَفْرادِ"، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً فاسْتَمَرَّتْ شَهراً لا يَأْتِيه مِنها خَيْلٌ، فَأَشْهَرَت شَهْرًا لا يَأْتَيهِ منه خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}: ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها- ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: ضَبَحَتْ بِمَنَاخِيرِها-). [الدر المنثور: 15 / 597] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ مِن وجهٍ آخرَ عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً إلى العدوِّ، فأَبْطَأَ خَبَرُها، فشَقَّ ذلك عليه، فأَخْبَرَه اللهُ خَبَرَهم، وما كانَ مِن أمْرِهم.
فقالَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ، والضَّبْحُ: نَخِيرُ الخَيْلِ حينَ تَنْخِرُ). [الدر المنثور: 15 / 598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي صالحٍ، قالَ: تَقَاوَلْتُ أنا وعكرمةُ في شأنِ العادياتِ، فقال: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هي الخيلُ في القِتالِ، وضَبْحُها حينَ تُرْخِي مَشَافِرَها إذا أَعْدَتْ). [الدر المنثور: 15 / 598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابن جَرِيرٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ الأنباريِّ في كتابِ "الأضدادِ"، والحاكمُ وصَحَّحَهُ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بينَما أنا في الحِجْرِ جالسٌ إذ أتاني رجلٌ يسأَلُ عن: {العَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ فقُلْتُ: الخيلُ حينَ تُغِيرُ في سبيلِ اللهِ، ثم تَأْوِي إلى الليلِ، فيَصْنَعُونَ طعامَهم، ويُورُونَ نَارَهم. فانْفَتَلَ عني، فذَهَب إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ وهو جالسٌ تحتَ سِقَايَةِ زَمْزَمَ، فسأله عن {العَادِيَاتِ ضَبْحًا}، فقالَ: سَأَلْتَ عنها أحداً قَبْلِي؟ قالَ: نعمْ، سألتُ عنها ابنَ عبَّاسٍ، فقالَ: هي الخيلُ حينَ تُغِيرُ في سبيلِ اللهِ. فقالَ: اذْهَبْ فادْعُه لي.
فلما وَقَفْتُ على رأسِه قالَ: تُفْتِي الناسَ بما لا عِلْمَ لك؟ واللهِ إن أولَ غزوةٍ في الإسلامِ لَبَدْرٌ، وما كانَ معَنا إلا فَرَسانِ؛ فَرَسٌ للزُّبَيْرِ وفَرَسٌ للمِقْدادِ بنِ الأسودِ، فكيفَ يكونُ العادياتِ ضبحاً، إنما العادياتُ ضَبْحاً مِن عَرَفَةَ إلى المُزْدَلِفَةِ، فإذا أوَوْا إلى المُزْدَلِفَةِ أَوْرَوْا إلى النيرانِ، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} من المزدلفَةِ إلى مِنًى، فذلك جَمْعٌ، وأما قولُه: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} فهو نَقْعُ الأرضِ حينَ تَطَؤُه بِخِفَافِها وحوافِرها.
قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فنَزَعْتُ عن قولي ورَجَعْتُ إلى الذي قالَ علِيٌّ). [الدر المنثور: 15 / 599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، مِن طريقِ الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الإبلُ.
قالَ إبراهيمُ: وقالَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ: هي الإبلُ.
وقالَ ابنُ عبَّاسٍ: هي الخيلُ. فبلَغَ عليًّا قولُ ابنِ عبَّاسٍ، فقالَ: ما كانَتْ لنا خيلٌ يومَ بدرٍ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: إنما كانَ ذلك في سَرِيَّةٍ بُعِثَتْ). [الدر المنثور: 15 / 600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عامرٍ، قالَ: تَمَارَى عليٌّ وابنُ عبَّاسٍ في {العادياتِ ضَبْحاً}، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: هي الخيلُ. وقال عليٌّ: كَذَبْتَ يا ابنَ فُلانةَ، واللهِ ما كانَ معَنا يومَ بدرٍ فارسٌ إلا المِقْدَادَ، وكانَ على فَرَسٍ أَبْلَقَ. قالَ: وكانَ عليٌّ يقولُ: هي الإبلُ. فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: ألاَ تَرَى أنها تُثِيرُ نَقعاً؟ فما شيءٌ تُثِيرُه إلا بِحَوَافِرِها). [الدر المنثور: 15 / 600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن مُجَاهِدٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: في القِتَالِ. وقالَ ابنُ مسعودٍ: في الحَجِّ). [الدر المنثور: 15 / 601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ؛ ضَبْحُها زَحيرُها، ألم تَرَ أن الفرسَ إذا عَدَا قالَ: أَحْ أَحْ؟ فذَاك ضَبْحُها). [الدر المنثور: 15 / 601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن عليٍّ، قالَ: الضبْحُ مِن الخيلِ الحَمْحَمَةُ، ومن الإبلِ النفَسُ). [الدر المنثور: 15 / 601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والحاكمُ وصَحَّحَه، مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ). [الدر المنثور: 15 / 600] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، مِن طريقِ عمرِو بنِ دينارٍ، عن عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: ليسَ شيءٌ مِن الدوابِّ يَضْبَحُ إلا كلبٌ أو فَرَسٌ). [الدر المنثور: 15 / 601] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ تَعْدُو حتى تَضْبَحَ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بنِ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أبي حاتمٍ عن عِكْرِمَةَ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} قالَ: الخيلُ ألم تَرَ إلى الفرسِ إذا جَرَى كيفَ يَضْبَحُ، وما ضَبَحَ بعيرٌ قَطُّ؟). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطِيَّةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، ألم تَرَها إذا عَدَتْ تَزْحَرُ؟ يقولُ: تَنْخُرُ). [الدر المنثور: 15 / 603] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ مسعودٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الإبلُ في الحَجِّ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطَاءٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الإبلُ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الدُّفْعَةُ مِن عَرَفَةَ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عساكرَ، مِن طريقِ البَخْتَرِيِّ بنِ عُبَيْدٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رجلٌ: يا رسولَ اللهِ: ما العَادِيَاتِ ضَبْحاً؟ فأَعْرَضَ عنه، ثم رَجَعَ إليه من الغدِ فقالَ: ما الْمُورِيَاتِ قَدْحاً؟ فأعرَضَ عنه، ثم رجَعَ إليه الثالثةَ فقالَ: ما الْمُغِيرَاتُ صُبْحاً؟ فرَفَعَ العِمامةَ والقَلَنْسُوَةَ عن رأْسِه بِمِخْصَرَتِه فوَجَدَه مُقْرَعًّا رأسُه، فقالَ: «لَوْ وَجَدْتُكَ طَامًّا رَأْسَكَ لَوَضَعْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ
».
فَفَزِعَ الملأُ من قولِه، فقالوا: يا نبِيَّ اللهِ ولِم؟ قالَ:
«إِنَّهُ سَيَكُونُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ لِيُبْطِلُوهُ، وَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ وَيَزْعُمُونَ أَنَّ لَهُمْ فِي أَمْرِ رَبِّهِمْ سَبِيلاً، وَلِكُلِّ دِينٍ مَجُوسٌ، وَهُمْ مَجُوسُ أُمَّتِي وَكِلابُ النَّارِ».
فكأنه يقولُ: هُمُ القَدَرِيَّةُ. قالَ الذهبيُّ في "الميزانِ": البَخْتَرِيُّ ضَعَّفَه أبو حاتمٍ، وتَرَكَهُ غيرُه. وقالَ أبو نُعَيْمٍ: رَوَى عن أبيه مَوْضُوعاتٍ). [الدر المنثور: 15 / 607-608]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({والْعَادِيَاتُ}؛ جَمْعُ عَادِيَةٍ، وهي الجاريَةُ بِسُرْعَةٍ، والمرادُ الْخَيْلُ). [إرشاد الساري: 7 / 432]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وَرَوَى الْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً فَلَبِثَ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ خَبَرُهَا، فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا). [إرشاد الساري: 7 / 432] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني عبد اللّه بن عيّاشٍ وأبو صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، حدّثه قال: بينما أنا في الحجر جالسًا أتاني رجلٌ، فسألني عن {العاديات ضبحاً}، فقلت: الخيل حين تغير في سبيل اللّه، ثمّ تأوي إلى اللّيل يصنعون طعامهم ويورون نارهم؛ فانتقل عنّي فذهب إلى عليّ بن أبي طالبٍ وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن {العاديات ضبحاً}، فقال: سألت عنها أحدًا قبلي؟، قال: فقال: نعم، سألت عنها ابن عبّاسٍ، فقال: الخيل حين تغير في سبيل اللّه؛ قال: اذهب فادعه لي؛ فلمّا وقف على رأسه قال:«تفتي النّاس بما لا علم لك به؛ واللّه، إن كانت لأوّل غزوةٍ في الإسلام لبدرٌ وما كان معنا إلا فرسان، فرسٌ للزّبير وفرسٌ للمقداد بن الأسود، فكيف تكون {العاديات ضبحاً}، إنما {العاديات ضبحاً} من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منىً، فأوروا النيران .. .. ، وكانت {فالمغيرات صبحاً}، من المزدلفة إلى منًى، فذلك جمعٌ، وأمّا قوله: {فأثرن به نقعاً}، فهي نقع الأرض حين تطأها أخفافها وحوافرها»؛ قال ابن عبّاسٍ: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الّذي قال عليٌ). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 70-71] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {فالموريات قدحا}؛ قال: هي الخيل قدحت النار بحوافرها، قال معمر: قال الكلبي: هي الخيل تقدح بحوافرها حتى تخرج منها النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: {والعاديات ضبحا}؛ قال: ليس شيء من الدواب يضبح إلا كلب أو فرس، {فالموريات قدحا}؛ قال: هو مكر الرجل، {فأثرن به نقعا}؛ قال: غبارا، {فوسطن به جمعا}؛ قال: جمع العدو، وقال عمرو: وكان عبيد بن عمير، يقول: هي الإبل.
عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي صالح، عن علي أنه كان يقول: هي الإبل، فقال عكرمة: كان ابن عباس يقول: هي الخيل، قال أبو صالح: مولاي أفقه من مولاك). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390-391] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ فِي تَأَويلِ ذلك، فقالَ بعضُهم: هي الخيلُ تُوري النارَ بحوافرِها.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ قالَ: ثنا أبو رجاءٍ قالَ: سُئِلَ عكرمةُ عن قولِهِ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: أََوْرَتْ وقَدَحَتْ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ؛ وقالَ الكلبيُّ: تَقْدَحُ بحوافرِها حتَّى يَخْرُجَ منها النارُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن واصلٍ، عن عطاءٍ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: أَوْرت النارَ بحوافرِها.
- حُدِّثتْ عن الحسينِ قالَ: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ، يقولُ: ثنا عبيدٌ قالَ: سمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ فِي قولِهِ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ تُوري الحجارةَ بحوافرِها.
وقالَ آخرُونَ: بلْ معنى ذلك أنَّ الخيلَ هِجْنَ الحربَ بينَ أصحابِهنَّ ورُكْبانِهِنَّ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: هِجْنَ الحربَ بينَهم وبينَ عدُوِّهم.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: هِجْنَ الحربَ بينَهم وبينَ عدُوِّهم.
وقالَ آخرُونَ: بل عُنِيَ بذلك: الذينَ يُورونَ النارَ بعدَ انصرافِهم من الحربِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: أخبرني أبو صخرٍ، عن أبي معاويةَ البجليِّ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: سألني عليُّ بنُ أبي طالبٍ -رضيَ اللَّهُ عنهُ- عن: {الْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ فقلْتُ له: الخيلُ حين تُغيرُ فِي سبيلِ اللَّهِ، ثمَّ تأوي إلى الليلِ، فيصنعونَ طعامَهُم ويُورونَ نارَهُم.
وقالَ آخرُونَ: بلْ معنى ذلك: مكْرُ الرِّجالِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثنا أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المكرُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، فِي قولِ اللَّهِ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: مكرُ الرجالِ.
وقالَ آخرُونَ: هي الألسنةُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا الحسنُ بنُ عرفةَ قالَ: ثنا يونسُ بنُ محمدٍ قالَ: ثنا حمَّادُ بنُ سلمةَ، عن سماكِ بنِ حربٍ، عن عكرمةَ قالَ: يُقالَ فِي هذهِ الآيةِ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً} قالَ: هي الألسنةُ.
وقالَ آخرُونَ: هي الإبلُ حينَ تسيرُ تَنْسِفُ بِمَناسمِها الحصَى.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: إذا نَسَفَتِ الحصى بمناسمِها، فضربَ الحصى بعضُهُ بعضاً، فيخرجُ منه النارُ.
وأوْلَى الأقوالِ فِي ذلك بالصوابِ: أنْ يُقالَ: إنَّ اللَّهَ تعالَى ذِكْرُهُ أقسمَ بالمورياتِ التي تُوري النيرانَ قدحاً؛ فالخيلُ تُوري بحوافرِها، والناسُ يُورونَها بالزَّنْدِ، واللسانُ مثلاً يُوري بالمنطقِ، والرجالُ يُورونَ بالمكرِ مثلاً، وكذلك الخيلُ تُهيِّجُ الحربَ بينَ أهلِها إذا التقتْ فِي الحربِ؛ ولم يضع اللَّهُ دلالةً على أنَّ المرادَ من ذلك بعضٌ دونَ بعضٍ، فكلُّ ما أورتِ النارُ قدحاً فداخلةٌ فيما أقْسَمَ به، لعمومِ ذلك بالظاهرِ). [جامع البيان: 24 / 575-578]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {فالموريات قدحا}؛ يعني مكر الرجال). [تفسير مجاهد: 2/ 776]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن أحمد المحبوبيّ بمرو، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، أخبرني عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {والعاديات ضبحًا}؛ قال: «هي الخيل» {فالموريات قدحًا}؛ قال: «الرّجل إذا أورى زنده»). [المستدرك: 2 / 581] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عباسٍ قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- خيلاً، فأَشْهَرَتْ شَهراً لا يَأْتِيه منها خَبَرٌ؛ فنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَدَحَتْ بِحَوَافِرِها الحِجَارَةَ فأَوْرَتْ ناراً). [مجمع الزوائد: 7 / 142] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أبنا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلاً، فَأَشْهَرَتْ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ مِنْهَا خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}؛ قَدَحَتْ بِحَوَافِرَهَا الْحِجَارَةَ، فَأَوْرَتْ نَارًا). [كشف الأستار: 3 / 82] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَزَّارُ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتِمٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ في "الأَفْرادِ"، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلاً فاسْتَمَرَّتْ شَهراً لا يَأْتِيه مِنها خَيْلٌ، فَأَشْهَرَت شَهْرًا لا يَأْتَيهِ منه خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}: ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها- ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: ضَبَحَتْ بِمَنَاخِيرِها-. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}: قَدَحَتْ بِحَوَافِرِهَا الحِجَارَةَ فَأَوْرَتْ ناراً). [الدر المنثور: 15 / 597-598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ مِن وجهٍ آخرَ عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً إلى العدوِّ، فأَبْطَأَ خَبَرُها، فشَقَّ ذلك عليه، فأَخْبَرَه اللهُ خَبَرَهم، وما كانَ مِن أمْرِهم.
فقالَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ، والضَّبْحُ: نَخِيرُ الخَيْلِ حينَ تَنْخِرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: حينَ تَجْرِي الخَيْلُ تُورِي ناراً أَصَابَتْ بِسَنَابِكِها الحجارةَ). [الدر المنثور: 15 / 598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي صالحٍ، قالَ: تَقَاوَلْتُ أنا وعكرمةُ في شأنِ العادياتِ، فقال: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هي الخيلُ في القِتالِ، وضَبْحُها حينَ تُرْخِي مَشَافِرَها إذا أَعْدَتْ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: أَرَتِ المُشْرِكِينَ مَكْرَهم). [الدر المنثور: 15 / 598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والحاكمُ وصَحَّحَه، مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: الرجلُ إذَا أوْرَى زَنْدَه). [الدر المنثور: 15 / 600] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، مِن طريقِ عمرِو بنِ دينارٍ، عن عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: ليسَ شيءٌ مِن الدوابِّ يَضْبَحُ إلا كلبٌ أو فَرَسٌ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: هو مكرُ الرجلِ قَدَحَ فأَوْرَى). [الدر المنثور: 15 / 601] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ تَعْدُو حتى تَضْبَحَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَدَحَتِ النارَ بحوافِرِها). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَالَ: مَكْرُ الرِّجَالِ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بنِ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أبي حاتمٍ عن عِكْرِمَةَ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ قالَ: الخيلُ ألم تَرَ إلى الفرسِ إذا جَرَى كيفَ يَضْبَحُ، وما ضَبَحَ بعيرٌ قَطُّ؟.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ، تقولُ العربُ إذا أرادَ الرجلُ أن يَمْكُرَ بصاحبِه: أمَا واللهِ لأقْدَحَنَّ لك، ثم لأُورِيَنَّ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطِيَّةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، ألم تَرَها إذا عَدَتْ تَزْحَرُ؟ يقولُ: تَنْخُرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ). [الدر المنثور: 15 / 603] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: كانَ مَكْرُ المُشْرِكِينَ إِذَا مَكَرُوا قَدَحُوا النِّيرَانَ؛ حتى يُرُوا أنهم كثيرٌ). [الدر المنثور: 15 / 603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ مسعودٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الإبلُ في الحَجِّ.
{فَالْمورِيَاتِ قَدْحاً}؛ إذا نسفَتِ الحَصَى بمناسِمِها، فَضَرَبَ الحصَى بعضَه بعضاً، فيَخْرُجُ منه النارُ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطَاءٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الإبلُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: الخيلُ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الدُّفْعَةُ مِن عَرَفَةَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: النيرانُ تُجْمَعُ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وَرَوَى الْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً فَلَبِثَ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ خَبَرُهَا، فَنَزَلَتْ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} قَدَحَتِ الْحِجَاَرةَ فَأَوْرَتْ بِحَوَافِرِهَا). [إرشاد الساري: 7 / 432] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني عبد اللّه بن عيّاشٍ وأبو صخرٍ عن أبي معاوية البجليّ عن سعيد بن جبيرٍ عن عبد اللّه بن عبّاسٍ حدّثه قال: بينما أنا في الحجر جالسًا أتاني رجلٌ فسألني عن {العاديات ضبحاً}، فقلت: الخيل حين تغير في سبيل اللّه، ثمّ تأوي إلى اللّيل يصنعون طعامهم ويورون نارهم؛ فانتقل عنّي فذهب إلى عليّ بن أبي طالبٍ وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن {العاديات ضبحاً}، فقال: «سألت عنها أحدًا قبلي؟»، قال: فقال: نعم، سألت عنها ابن عبّاسٍ، فقال: الخيل حين تغير في سبيل اللّه؛ قال: «اذهب فادعه لي»؛ فلمّا وقف على رأسه قال: «تفتي النّاس بما لا علم لك به؛ واللّه، إن كانت لأوّل غزوةٍ في الإسلام لبدرٌ وما كان معنا إلا فرسان، فرسٌ للزّبير وفرسٌ للمقداد بن الأسود، فكيف تكون {العاديات ضبحاً}، إنما {العاديات ضبحاً} من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منىً، فأوروا النيران .. .. ، وكانت {فالمغيرات صبحاً}، من المزدلفة إلى منًى، فذلك جمعٌ، وأمّا قوله: {فأثرن به نقعاً}، فهي نقع الأرض حين تطأها أخفافها وحوافرها»؛ قال ابن عبّاسٍ: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الّذي قال عليٌ). [الجامع في علوم القرآن: 2 /70-71] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {فالمغيرات صبحا}؛ قال: أغارت حين أصبحت فأثرن به نقعا فأثرن به غبارا فوسطن به جمعا قال فوسطن به جمع القوم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ فِي تأويلِ ذلك، فقالَ بعضُهم: معنى ذلك: فالمغيراتُ صبحاً على عدُوِّها علانيةً.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: أخبرني أبو صخرٍ، عن أبي معاويةَ البجليِّ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: سألني رجلٌ عن المغيراتِ صبحاً، فقالَ: الخيلُ تُغيرُ فِي سبيلِ اللَّهِ.
- حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ قالَ: أخبرنا أبو رجاءٍ قالَ: سألتُ عكرمةَ عن قولِهِ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: أغارتْ على العدوِّ صبحاً.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
- حدَّثنا هَنَّادُ قالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ عن سماكٍ عن عِكْرِمَةَ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: أغارَ القومُ بعدَ ما أصبحُوا على عدُوِّهم.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: أغارتْ حِينَ أصبحتْ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: أغارَ القومُ حينَ أصبحُوا.
وقالَ آخرُونَ: عُنِيَ بذلك الإبلُ حينَ تدفعُ برُكْبانِها من " جَمْعٍ " يومَ النَّحْرِ إلى " منًى ".
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} حينَ يُفيضونَ من جمعٍ.
وأوْلَى الأقوالِ فِي ذلك بالصوابِ أنْ يُقالَ: إنَّ اللَّهَ جلَّ ثناؤُه أقسمَ بالمغيراتِ صبحاً، ولم يُخصِّصْ من ذلك مغيرةً دونَ مغيرةٍ، فكلُّ مغيرةٍ صبحاً فداخلةٌ فيما أقسَمَ بهِ؛ وقد كانَ زيدُ بنُ أسلمَ يذكرُ تفسيرَ هذه الأحرفِ ويأْبَاهَا، ويقولُ: إنَّما هو قسَمٌ أقْسَمَ اللَّهُ بهِ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ فِي قولِهِ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: كلُّ هذا قسَمٌ أَقسَمَ اللهُ بهِ. وَفي قَوْلِه {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}؛ قالَ: كلُّ هذا قسَمٌ. قال: ولم يكنْ أبي ينظرُ فيهِ إذا سُئِلَ عنه، ولا يذكرُهُ، يريدُ بهِ القسَمَ). [جامع البيان: 24 / 578-580]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فالمغيرات صبحا}؛ قال يعني الخيل قال وذاك في القتال). [تفسير مجاهد: 2/ 776]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن مسعود في قوله: {فالمغيرات صبحا}؛ قال: يعني الخيل قال وذاك في الحج). [تفسير مجاهد: 2/ 776]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن أحمد المحبوبيّ بمرو، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، أخبرني عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {والعاديات ضبحًا}؛ قال: «هي الخيل» {فالموريات قدحًا}؛ قال: «الرّجل إذا أورى زنده» {فالمغيرات صبحًا}؛ الخيل تصبّح العدوّ). [المستدرك: 2 / 581] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عباسٍ قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- خيلاً، فأَشْهَرَتْ شَهراً لا يَأْتِيه منها خَبَرٌ؛ فنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَدَحَتْ بِحَوَافِرِها الحِجَارَةَ فأَوْرَتْ ناراً، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ صَبَّحَتِ القَوْمَ بغارَةٍ). [مجمع الزوائد: 7 / 142] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أبنا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً، فَأَشْهَرَتْ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ مِنْهَا خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}؛ قَدَحَتْ بِحَوَافِرَهَا الْحِجَارَةَ، فَأَوْرَتْ نَارًا، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}؛ صَبَحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ). [كشف الأستار: 3 / 82] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَزَّارُ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتِمٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ في "الأَفْرادِ"، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً فاسْتَمَرَّتْ شَهراً لا يَأْتِيه مِنها خَيْلٌ، فَأَشْهَرَت شَهْرًا لا يَأْتَيهِ منه خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}: ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها- ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: ضَبَحَتْ بِمَنَاخِيرِها-. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}: قَدَحَتْ بِحَوَافِرِهَا الحِجَارَةَ فَأَوْرَتْ ناراً.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}: صَبَّحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ). [الدر المنثور: 15 / 597-598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ مِن وجهٍ آخرَ عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً إلى العدوِّ، فأَبْطَأَ خَبَرُها، فشَقَّ ذلك عليه، فأَخْبَرَه اللهُ خَبَرَهم، وما كانَ مِن أمْرِهم.
فقالَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ، والضَّبْحُ: نَخِيرُ الخَيْلِ حينَ تَنْخِرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: حينَ تَجْرِي الخَيْلُ تُورِي ناراً أَصَابَتْ بِسَنَابِكِها الحجارةَ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: هي الخيْلُ أَغَارَتْ فصبَّحَتِ العدوَّ). [الدر المنثور: 15 / 598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي صالحٍ، قالَ: تَقَاوَلْتُ أنا وعكرمةُ في شأنِ العادياتِ، فقال: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هي الخيلُ في القِتالِ، وضَبْحُها حينَ تُرْخِي مَشَافِرَها إذا أَعْدَتْ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: أَرَتِ المُشْرِكِينَ مَكْرَهم.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: إذا صَبَّحَتِ العدوَّ). [الدر المنثور: 15 / 598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابن جَرِيرٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ الأنباريِّ في كتابِ "الأضدادِ"، والحاكمُ وصَحَّحَهُ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بينَما أنا في الحِجْرِ جالسٌ إذ أتاني رجلٌ يسأَلُ عن: {العَادِيَاتِ ضَبْحاً} فقُلْتُ: الخيلُ حينَ تُغِيرُ في سبيلِ اللهِ، ثم تَأْوِي إلى الليلِ، فيَصْنَعُونَ طعامَهم، ويُورُونَ نَارَهم. فانْفَتَلَ عني، فذَهَب إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ وهو جالسٌ تحتَ سِقَايَةِ زَمْزَمَ، فسأله عن {العَادِيَاتِ ضَبْحًا}، فقالَ:
«سَأَلْتَ عنها أحداً قَبْلِي؟» قالَ: نعمْ، سألتُ عنها ابنَ عبَّاسٍ، فقالَ: هي الخيلُ حينَ تُغِيرُ في سبيلِ اللهِ. فقالَ: «اذْهَبْ فادْعُه لي».
فلما وَقَفْتُ على رأسِه قالَ:
«تُفْتِي الناسَ بما لا عِلْمَ لك؟ واللهِ إن أولَ غزوةٍ في الإسلامِ لَبَدْرٌ، وما كانَ معَنا إلا فَرَسانِ؛ فَرَسٌ للزُّبَيْرِ وفَرَسٌ للمِقْدادِ بنِ الأسودِ، فكيفَ يكونُ العادياتِ ضبحاً، إنما العادياتُ ضَبْحاً مِن عَرَفَةَ إلى المُزْدَلِفَةِ، فإذا أوَوْا إلى المُزْدَلِفَةِ أَوْرَوْا إلى النيرانِ، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} من المزدلفَةِ إلى مِنًى، فذلك جَمْعٌ، وأما قولُه: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} فهو نَقْعُ الأرضِ حينَ تَطَؤُه بِخِفَافِها وحوافِرها».
قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فنَزَعْتُ عن قولي ورَجَعْتُ إلى الذي قالَ علِيٌّ). [الدر المنثور: 15 / 599] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والحاكمُ وصَحَّحَه، مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: الرجلُ إذَا أوْرَى زَنْدَه.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ تُصَبِّحُ العدوَّ). [الدر المنثور: 15 / 600] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، مِن طريقِ عمرِو بنِ دينارٍ، عن عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: ليسَ شيءٌ مِن الدوابِّ يَضْبَحُ إلا كلبٌ أو فَرَسٌ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: هو مكرُ الرجلِ قَدَحَ فأَوْرَى.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: غارَتِ الخيلُ صُبْحاً). [الدر المنثور: 15 / 601] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ تَعْدُو حتى تَضْبَحَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَدَحَتِ النارَ بحوافِرِها.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}: قال: غارَتْ حينَ أصْبَحَتْ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَالَ مَكْرُ الرِّجَالِ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قَالَ الْخَيْلُ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بنِ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أبي حاتمٍ عن عِكْرِمَةَ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ قالَ: الخيلُ ألم تَرَ إلى الفرسِ إذا جَرَى كيفَ يَضْبَحُ، وما ضَبَحَ بعيرٌ قَطُّ؟.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ، تقولُ العربُ إذا أرادَ الرجلُ أن يَمْكُرَ بصاحبِه: أمَا واللهِ لأقْدَحَنَّ لك، ثم لأُورِيَنَّ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ). [الدر المنثور: 15 / 602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطِيَّةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، ألم تَرَها إذا عَدَتْ تَزْحَرُ؟ يقولُ: تَنْخُرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ). [الدر المنثور: 15 / 603] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ مسعودٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الإبلُ في الحَجِّ.
{فَالْمورِيَاتِ قَدْحاً}؛ إذا نسفَتِ الحَصَى بمناسِمِها، فَضَرَبَ الحصَى بعضَه بعضاً، فيَخْرُجُ منه النارُ، {فَالْمغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ حينَ يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الدُّفْعَةُ مِن عَرَفَةَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: النيرانُ تُجْمَعُ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الدفعةُ مِن جَمْعٍ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وَرَوَى الْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً فَلَبِثَ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ خَبَرُهَا، فَنَزَلَتْ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}؛ قَدَحَتِ الْحِجَاَرةَ فَأَوْرَتْ بِحَوَافِرِهَا، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}؛ صَبَّحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ). [إرشاد الساري: 7 / 432] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني عبد اللّه بن عيّاشٍ، وأبو صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، حدّثه قال: بينما أنا في الحجر جالسًا أتاني رجلٌ، فسألني عن {العاديات ضبحاً}، فقلت: الخيل حين تغير في سبيل اللّه، ثمّ تأوي إلى اللّيل يصنعون طعامهم ويورون نارهم؛ فانتقل عنّي فذهب إلى عليّ بن أبي طالبٍ وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن {العاديات ضبحاً}، فقال:«سألت عنها أحدًا قبلي؟»، قال: فقال: نعم، سألت عنها ابن عبّاسٍ، فقال: الخيل حين تغير في سبيل اللّه؛ قال:«اذهب فادعه لي»؛ فلمّا وقف على رأسه قال:«تفتي النّاس بما لا علم لك به؛ واللّه، إن كانت لأوّل غزوةٍ في الإسلام لبدرٌ وما كان معنا إلا فرسان، فرسٌ للزّبير وفرسٌ للمقداد بن الأسود، فكيف تكون {العاديات ضبحاً}، إنما {العاديات ضبحاً} من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منىً، فأوروا [النيران .. .. ]، وكانت {فالمغيرات صبحاً}، من المزدلفة إلى منًى، فذلك جمعٌ، وأمّا قوله: {فأثرن به نقعاً}، فهي نقع الأرض حين تطأها أخفافها وحوافرها»؛ قال ابن عبّاسٍ: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الّذي قال عليٌ). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 70-71] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {فالمغيرات صبحا}؛ قال: أغارت حين أصبحت، {فأثرن به نقعا}؛ فأثرن به غبارا، {فوسطن به جمعا}؛ قال: فوسطن به جمع القوم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: {والعاديات ضبحا}؛ قال: ليس شيء من الدواب يضبح إلا كلب أو فرس، {فالموريات قدحا}؛ قال: هو مكر الرجل، {فأثرن به نقعا}؛ قال: غبارا، {فوسطن به جمعا}؛ قال: جمع العدو، وقال عمرو: وكان عبيد بن عمير، يقول: هي الإبل.
عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي صالح، عن علي، أنه كان يقول: هي الإبل، فقال عكرمة: كان ابن عباس يقول: هي الخيل، قال أبو صالح: مولاي أفقه من مولاك). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390-391] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال: {فأثرن به نقعًا}: رفعنا به غبارًا). [صحيح البخاري: 6 / 176]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: يُقَالُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}: رَفَعْنَ بِهِ غُبَارًا، هُو قولُ أَبِي عُبَيْدَةَ، والمعنى أنَّ الخيلَ التي أَغَارَتْ صَبَاحًا أَثَرْنَ به غُبارًا، والضميرُ في به للصبحِ أي: أَثَرْنَ به وَقْتَ الصبحِ، وقيلَ: للمكانِ وهُو وإن لم يَجْرِ له ذِكرٌ، لكن دَلَّتْ عليه الإثارةُ، وقيلَ: الضميرُ للعَدْوِ الذي دَلَّتْ عليه العادياتُ، وعند البَزَّارِ والحَاكِمِ مِن حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ خَيْلاً، فَلَبِثَتْ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ خَبَرُهَا، فَنَزَلَتْ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}: ضَبَحَتْ بأَرْجُلِهَا، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}: قَدَحَتِ الحِجَارَةَ فأَوْرَتْ بحَوَافِرِهَا، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}: صَبَّحَتِ القَوْمَ بغَارَةٍ، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}: الترابَ، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}: صَبَّحَتِ القَوْمَ جَمِيعًا. وفي إسنادِهِ ضَعْفٌ، وهُو مُخَالِفٌ لِمَا رَوَى ابنُ مَرْدَوَيهِ بإسنادٍ أَحْسَنَ منه عنِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَنِي رَجُلٌ عَنِ العَادِيَاتِ، فقُلْتُ: الخَيْلُ، قَالَ: فذَهَبَ إلى عَلِيٍّ فسَأَلَهُ فأَخْبَرَهُ بما قُلْتُ، فدَعَانِي فقالَ لِي: إِنَّمَا العَادِيَاتُ الإِبِلُ مِنْ عَرَفَةَ إلى مُزْدَلِفَةَ الحديثَ. وعند سَعِيدِ بنِ مَنصورٍ من طَرِيقِ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: كانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: هِيَ الإبِلُ، وابنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: هِيَ الخيلُ. ومِن طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنْهُمَا نَحْوَهُ بِلَفظِ: الإبلُ فِي الحَجِّ والخَيْلُ فِي الجِهَادِ. وبإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: هِيَ الإبلُ. وبإسنادٍ صَحِيحٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ: مَا ضَبَحَتْ دَابَّةٌ قَطُّ إِلاَّ كَلْبٌ أو فَرَسٌ). [فتح الباري: 8 / 727-728]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (يُقَالُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}؛ رَفَعْنَ بِهِ غُبَارًا. الْقَائِلُ بِذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْخَيْلَ الَّتِي أَغَارَتْ صَبَاحًا أَثَرْنَ بِهِ غُبَارًا، وَالضَّمِيرُ فِي "بِهِ" لِلصُّبْحِ أَيْ: أَثَرْنَ وَقْتَ الصُّبْحِ. وَقِيلَ: لِلْمَكَانِ دَلَّتْ عَلَيْهِ الإِشَارَةُ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ وَقِيلَ: يَرْجِعُ إِلَى الْعَدْوِ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْعَادِيَاتُ). [عمدة القاري: 19 / 312]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (يُقَالُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أي: رَفَعْنَ بِهِ غُبَارًا وَقَوْلُهُ: {فَأَثَرْنَ} عَطَفَ الْفِعْلَ على الاسمِ؛ لأنَّ الاسمَ في تأويلِ الفعلِ؛ لوقوعِهِ غيرَ صلةٍ لأَلْ والضَّمِيرُ في به للصُّبْحِ أي: فَأَثَرْنَ في وقْتِ الصُّبْحِ غُبَارًا، أو لِلْمَكَانِ وإن لم يَجْرِ له ذِكْرٌ؛ لأنَّ الإثارَةَ لا بُدَّ لها من مَكَانٍ). [إرشاد الساري: 7 / 432]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وَرَوَى الْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً فَلَبِثَ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ خَبَرُهَا، فَنَزَلَتْ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}؛ قَدَحَتِ الْحِجَاَرةَ فَأَوْرَتْ بِحَوَافِرِهَا، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}؛ صَبَّحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}؛ التُّرَابَ). [إرشاد الساري: 7 / 432] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فرفعْنَ بالوادي غباراً؛ والنَّقْعُ: الغُبارُ، ويقالَ: إنَّهُ الترابُ. والهاءُ فِي قولِهِ: {بِهِ} كنايةُ اسمِ الموضعِ، وكَنَّى عنه ولم يَجْرِ لهُ ذِكْرٌ؛ لأنَّهُ معلومٌ أنَّ الغبارَ لا يُثارُ إلاَّ من موضعٍ، فاستغنَى بفَهْمِ السامعينَ بمعناهُ من ذكرِهِ.
وبنحوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الخيلُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن واصلٍ، عن عطاءٍ وابنِ زيدٍ قالَ: النقعُ: الغبارُ.
- حدَّثنا هنَّادٌ قالَ: ثنا أبو الأحوصِ، عن سماكٍ، عن عكرمةَ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: هي أثارتِ الغبارَ، يعني الخيلَ.
- حدَّثني يعقوبُ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ قالَ: ثنا أبو رجاءٍ قالَ: سُئِلَ عكرمةُ عن قولِهِ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: أثارتِ الترابَ بحوافرِها.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: أثرْنَ بحوافرِها نقْعَ الترابِ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، مثلَهُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: أثرْنَ بهِ غباراً.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: أخبرني أبو صخرٍ، عن أبي معاويةَ البجليِّ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: قالَ لي عليٌّ:
«إنَّما العادياتُ ضبحاً من عرفةَ إلى المزدلفةِ، ومن المزدلفةِ إلى منًى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} الأرضَ حينَ تطؤُها بأخفافِها وحوافرِها».
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: إذا سِرْنَ يُثِرْنَ الترابَ). [جامع البيان: 24 / 580-582]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن أحمد المحبوبيّ بمرو، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، أخبرني عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {والعاديات ضبحًا}؛ قال: «هي الخيل» {فالموريات قدحًا}؛ قال: «الرّجل إذا أورى زنده» {فالمغيرات صبحًا}؛ الخيل تصبّح العدوّ، {فأثرن به نقعًا}؛ قال: «التّراب»). [المستدرك: 2 / 581] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عباسٍ قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- خيلاً، فأَشْهَرَتْ شَهراً لا يَأْتِيه منها خَبَرٌ؛ فنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}: ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}: قَدَحَتْ بِحَوَافِرِها الحِجَارَةَ فأَوْرَتْ ناراً، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}: صَبَّحَتِ القَوْمَ بغارَةٍ، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}: أثارَتْ بحَوَافِرِها الترابَ). [مجمع الزوائد: 7 / 142] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أبنا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً، فَأَشْهَرَتْ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ مِنْهَا خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}؛ قَدَحَتْ بِحَوَافِرَهَا الْحِجَارَةَ، فَأَوْرَتْ نَارًا، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}؛ صَبَحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}؛ أَثَارَتْ بِحَوَافِرِهَا التُّرَابَ). [كشف الأستار: 3 / 82] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَزَّارُ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتِمٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ في "الأَفْرادِ"، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً فاسْتَمَرَّتْ شَهراً لا يَأْتِيه مِنها خَيْلٌ، فَأَشْهَرَت شَهْرًا لا يَأْتَيهِ منه خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}: ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها- ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: ضَبَحَتْ بِمَنَاخِيرِها-. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}: قَدَحَتْ بِحَوَافِرِهَا الحِجَارَةَ فَأَوْرَتْ ناراً.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}: صَبَّحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}: أَثَارَتْ بِحَوَافِرِهَا التُّرَابَ). [الدر المنثور: 15 / 597-598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ مِن وجهٍ آخرَ عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً إلى العدوِّ، فأَبْطَأَ خَبَرُها، فشَقَّ ذلك عليه، فأَخْبَرَه اللهُ خَبَرَهم، وما كانَ مِن أمْرِهم.
فقالَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ، والضَّبْحُ: نَخِيرُ الخَيْلِ حينَ تَنْخِرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: حينَ تَجْرِي الخَيْلُ تُورِي ناراً أَصَابَتْ بِسَنَابِكِها الحجارةَ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: هي الخيْلُ أَغَارَتْ فصبَّحَتِ العدوَّ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: هي الخيلُ أَثَرْنَ بحوافِرِها، يقولُ: تَعْدُو الخيلُ، والنَّقْعُ: الغُبَارُ). [الدر المنثور: 15 / 598] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابن جَرِيرٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ الأنباريِّ في كتابِ "الأضدادِ"، والحاكمُ وصَحَّحَهُ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بينَما أنا في الحِجْرِ جالسٌ إذ أتاني رجلٌ يسأَلُ عن: {العَادِيَاتِ ضَبْحاً} فقُلْتُ: الخيلُ حينَ تُغِيرُ في سبيلِ اللهِ، ثم تَأْوِي إلى الليلِ، فيَصْنَعُونَ طعامَهم، ويُورُونَ نَارَهم. فانْفَتَلَ عني، فذَهَب إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ وهو جالسٌ تحتَ سِقَايَةِ زَمْزَمَ، فسأله عن {العَادِيَاتِ ضَبْحًا}، فقالَ: سَأَلْتَ عنها أحداً قَبْلِي؟ قالَ: نعمْ، سألتُ عنها ابنَ عبَّاسٍ، فقالَ: هي الخيلُ حينَ تُغِيرُ في سبيلِ اللهِ. فقالَ: اذْهَبْ فادْعُه لي.
فلما وَقَفْتُ على رأسِه قالَ:
«تُفْتِي الناسَ بما لا عِلْمَ لك؟ واللهِ إن أولَ غزوةٍ في الإسلامِ لَبَدْرٌ، وما كانَ معَنا إلا فَرَسانِ؛ فَرَسٌ للزُّبَيْرِ وفَرَسٌ للمِقْدادِ بنِ الأسودِ، فكيفَ يكونُ العادياتِ ضبحاً، إنما العادياتُ ضَبْحاً مِن عَرَفَةَ إلى المُزْدَلِفَةِ، فإذا أوَوْا إلى المُزْدَلِفَةِ أَوْرَوْا إلى النيرانِ، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} من المزدلفَةِ إلى مِنًى، فذلك جَمْعٌ، وأما قولُه: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} فهو نَقْعُ الأرضِ حينَ تَطَؤُه بِخِفَافِها وحوافِرها».
قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فنَزَعْتُ عن قولي ورَجَعْتُ إلى الذي قالَ علِيٌّ). [الدر المنثور: 15 / 599] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والحاكمُ وصَحَّحَه، مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: الرجلُ إذَا أوْرَى زَنْدَه.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ تُصَبِّحُ العدوَّ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الترابُ). [الدر المنثور: 15 / 600] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، مِن طريقِ عمرِو بنِ دينارٍ، عن عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: ليسَ شيءٌ مِن الدوابِّ يَضْبَحُ إلا كلبٌ أو فَرَسٌ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: هو مكرُ الرجلِ قَدَحَ فأَوْرَى.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: غارَتِ الخيلُ صُبْحاً، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}‌؛ قالَ: غُبَارًا؛ وَقْعَ سَنابِكِ الخيلِ). [الدر المنثور: 15 / 601] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ تَعْدُو حتى تَضْبَحَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَدَحَتِ النارَ بحوافِرِها.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}: قال: غارَتْ حينَ أصْبَحَتْ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: غُباراً). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَالَ: مَكْرُ الرِّجَالِ، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قَالَ الْخَيْلُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قَالَ: الْخَيْلُ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بنِ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أبي حاتمٍ عن عِكْرِمَةَ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ قالَ: الخيلُ ألم تَرَ إلى الفرسِ إذا جَرَى كيفَ يَضْبَحُ، وما ضَبَحَ بعيرٌ قَطُّ؟.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ، تقولُ العربُ إذا أرادَ الرجلُ أن يَمْكُرَ بصاحبِه: أمَا واللهِ لأقْدَحَنَّ لك، ثم لأُورِيَنَّ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الترابَ مِن وَقْعِ الخيلِ). [الدر المنثور: 15 / 602-603] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطِيَّةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، ألم تَرَها إذا عَدَتْ تَزْحَرُ؟ يقولُ: تَنْخُرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الغُبارُ). [الدر المنثور: 15 / 603] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن نافعَ بنَ الأزرقِ قالَ له: أخْبِرْنِي عن قولِه عزَّ وجلَّ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: النَّقْعُ: ما يَسْطَعُ مِن حوافِرِ الخيلِ. قالَ: وهل تعرفُ العربُ ذلك؟ قالَ: نعمْ، أما سَمِعْتَ حَسَّانَ بنَ ثَابِتٍ وهو يقولُ:
عَدِمْنَا خَيْلَنَا إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ....... تُثِيرُ النَّقْعَ مَوْعِدُهَا كَدَاءُ).
[الدر المنثور: 15 / 603] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ مسعودٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الإبلُ في الحَجِّ.
{فَالْمورِيَاتِ قَدْحاً}؛ إذا نسفَتِ الحَصَى بمناسِمِها، فَضَرَبَ الحصَى بعضَه بعضاً، فيَخْرُجُ منه النارُ، {فَالْمغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ حينَ يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: إذا سِرْنَ يُثِرْنَ الترابَ). [الدر المنثور: 15 / 604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الدُّفْعَةُ مِن عَرَفَةَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: النيرانُ تُجْمَعُ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الدفعةُ مِن جَمْعٍ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: بَطْنُ الوادِي). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {فالمغيرات صبحا}؛ قال: أغارت حين أصبحت، {فأثرن به نقعا}؛ فأثرن به غبارا، {فوسطن به جمعا}؛ قال: فوسطن به جمع القوم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: {والعاديات ضبحا}؛ قال: ليس شيء من الدواب يضبح إلا كلب أو فرس، {فالموريات قدحا}؛ قال: هو مكر الرجل، {فأثرن به نقعا}؛ قال: غبارا، {فوسطن به جمعا}؛ قال: جمع العدو، وقال عمرو: وكان عبيد بن عمير يقول: هي الإبل.
عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن أبي صالح، عن علي، أنه كان يقول: هي الإبل، فقال عكرمة: كان ابن عباس، يقول: هي الخيل، قال أبو صالح: مولاي أفقه من مولاك). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 390-391] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فوسطْنَ برُكْبانِهِنَّ جمعَ القومِ، يُقالَ: وسطتُ القومَ بالتخفيفِ، ووسَّطتُهُ بالتشديدِ، وتوسَّطتُهُ: بمعنًى واحدٍ.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يعقوبُ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ قالَ: ثنا أبو رجاءٍ قالَ: سُئِلَ عكرمةُ، عن قولِهِ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جمعَ الكفَّارِ.
- حدَّثنا هنَّادُ بنُ السَّرِيِّ قالَ: ثنا أبو الأحوصِ، عن سماكٍ، عن عكرمةَ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جمعَ القومِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: هو جمعُ القومِ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن واصلٍ، عن عطاءٍ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جمعَ العدوِّ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جمعَ هؤلاءِ وهؤلاءِ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ فوسطْنَ جمْعَ القومِ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ فوسطْنَ بالقومِ جمعَ العدوِّ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: وسطَْن جمعَ القومِ.
- حُدِّثتْ عن الحسينِ قالَ: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: أخبرنا عبيدٌ قالَ: سمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ فِي قولِهِ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ الجمعُ: الكَتِيبةُ.
وقالَ آخرُونَ: بل عُنِيَ بذلكَ {فَوَسَطْنَ بِهِ}؛ مزدلفةَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللَّهِ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ يعني: مزدلفةَ). [جامع البيان: 24 / 582-584]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فوسطن به جمعا}؛ قال: هؤلاء وهؤلاء). [تفسير مجاهد: 2/ 776-777]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن أحمد المحبوبيّ بمرو، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، أخبرني عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {والعاديات ضبحًا}؛ قال: «هي الخيل» {فالموريات قدحًا}؛ قال: «الرّجل إذا أورى زنده» {فالمغيرات صبحًا}؛ الخيل تصبّح العدوّ، {فأثرن به نقعًا}؛ قال: «التّراب»، {فوسطن به جمعًا}؛ العدوّ). [المستدرك: 2 / 581] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عباسٍ قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- خيلاً، فأَشْهَرَتْ شَهراً لا يَأْتِيه منها خَبَرٌ؛ فنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً} قَدَحَتْ بِحَوَافِرِها الحِجَارَةَ فأَوْرَتْ ناراً، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} صَبَّحَتِ القَوْمَ بغارَةٍ، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} أثارَتْ بحَوَافِرِها الترابَ، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} قالَ: صَبَّحَتِ القومَ جَمعاً.
روَاه البَزَّارُ، وفيه حَفْصُ بنُ جُمَيْعٍ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 142]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أبنا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً، فَأَشْهَرَتْ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ مِنْهَا خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}؛ قَدَحَتْ بِحَوَافِرَهَا الْحِجَارَةَ، فَأَوْرَتْ نَارًا، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}؛ صَبَحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}؛ أَثَارَتْ بِحَوَافِرِهَا التُّرَابَ، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}؛ قَالَ: صَبَحَتِ الْقَوْمَ جَمْعًا). [كشف الأستار: 3 / 82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَزَّارُ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتِمٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ في "الأَفْرادِ"، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلاً فاسْتَمَرَّتْ شَهراً لا يَأْتِيه مِنها خَيْلٌ، فَأَشْهَرَت شَهْرًا لا يَأْتَيهِ منه خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}: ضَبَحَتْ بأَرْجُلِها- ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: ضَبَحَتْ بِمَنَاخِيرِها-. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}: قَدَحَتْ بِحَوَافِرِهَا الحِجَارَةَ فَأَوْرَتْ ناراً.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}: صَبَّحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}: أَثَارَتْ بِحَوَافِرِهَا التُّرَابَ.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}: صَبَّحَتِ الْقَوْمَ جَمِيعاً). [الدر المنثور: 15 / 597-598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ مِن وجهٍ آخرَ عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً إلى العدوِّ، فأَبْطَأَ خَبَرُها، فشَقَّ ذلك عليه، فأَخْبَرَه اللهُ خَبَرَهم، وما كانَ مِن أمْرِهم.
فقالَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ، والضَّبْحُ: نَخِيرُ الخَيْلِ حينَ تَنْخِرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: حينَ تَجْرِي الخَيْلُ تُورِي ناراً أَصَابَتْ بِسَنَابِكِها الحجارةَ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: هي الخيْلُ أَغَارَتْ فصبَّحَتِ العدوَّ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: هي الخيلُ أَثَرْنَ بحوافِرِها، يقولُ: تَعْدُو الخيلُ، والنَّقْعُ: الغُبَارُ.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: الجَمْعُ: العدوُّ). [الدر المنثور: 15 / 598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي صالحٍ، قالَ: تَقَاوَلْتُ أنا وعكرمةُ في شأنِ العادياتِ، فقال: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هي الخيلُ في القِتالِ، وضَبْحُها حينَ تُرْخِي مَشَافِرَها إذا أَعْدَتْ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: أَرَتِ المُشْرِكِينَ مَكْرَهم.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: إذا صَبَّحَتِ العدوَّ، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: إذا تَوَسَّطَتِ العدوَّ. قالَ أبو صالحٍ: فقلتُ: قالَ عليٌّ: هي الإبلُ في الحَجِّ. ومولاي كانَ أعلمَ من مولاكَ). [الدر المنثور: 15 / 598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والحاكمُ وصَحَّحَه، مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: الرجلُ إذَا أوْرَى زَنْدَه.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ تُصَبِّحُ العدوَّ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الترابُ.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: العدوُّ). [الدر المنثور: 15 / 600] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، مِن طريقِ عمرِو بنِ دينارٍ، عن عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: ليسَ شيءٌ مِن الدوابِّ يَضْبَحُ إلا كلبٌ أو فَرَسٌ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: هو مكرُ الرجلِ قَدَحَ فأَوْرَى.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: غارَتِ الخيلُ صُبْحاً، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}‌؛ قالَ: غُبَارًا؛ وَقْعَ سَنابِكِ الخيلِ.
{فَوَسَطْنَ به جَمْعاً}؛ قالَ: جَمْعَ العدوِّ. قالَ عمرٌو: وكانَ عُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ يقولُ: هي الإبلُ). [الدر المنثور: 15 / 601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ تَعْدُو حتى تَضْبَحَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَدَحَتِ النارَ بحوافِرِها.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}: قال: غارَتْ حينَ أصْبَحَتْ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: غُباراً.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جَمْعَ القومِ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَالَ مَكْرُ الرِّجَالِ: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قَالَ الْخَيْلُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قَالَ الْخَيْلُ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قَالَ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ). [الدر المنثور: 15 / 602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بنِ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أبي حاتمٍ عن عِكْرِمَةَ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ قالَ: الخيلُ ألم تَرَ إلى الفرسِ إذا جَرَى كيفَ يَضْبَحُ، وما ضَبَحَ بعيرٌ قَطُّ؟.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ، تقولُ العربُ إذا أرادَ الرجلُ أن يَمْكُرَ بصاحبِه: أمَا واللهِ لأقْدَحَنَّ لك، ثم لأُورِيَنَّ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الترابَ مِن وَقْعِ الخيلِ.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جمعَ العدوِّ). [الدر المنثور: 15 / 602-603] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطِيَّةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، ألم تَرَها إذا عَدَتْ تَزْحَرُ؟ يقولُ: تَنْخُرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الغُبارُ، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جمعُ المُشْرِكينَ). [الدر المنثور: 15 / 603] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطَاءٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الإبلُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: القومَ). [الدر المنثور: 15 / 604] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الدُّفْعَةُ مِن عَرَفَةَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: النيرانُ تُجْمَعُ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الدفعةُ مِن جَمْعٍ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: بَطْنُ الوادِي.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جَمْعُ مِنًى). [الدر المنثور: 15 / 604]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وَرَوَى الْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً فَلَبِثَ شَهْرًا لا يَأْتِيهِ خَبَرُهَا، فَنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}: ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}؛ قَدَحَتِ الْحِجَاَرةَ فَأَوْرَتْ بِحَوَافِرِهَا، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}: صَبَّحَتِ الْقَوْمَ بِغَارَةٍ، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}: التُّرَابَ، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}: صَبَّحَتِ الْقَوْمَ جَمِيعًا وفي إسنادِهِ ضَعْفٌ). [إرشاد الساري: 7 / 432]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال مجاهد في قول الله: {إن الإنسان لربه لكنودٌ}، لكفورٌ). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 22]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني إسماعيل، عن عتبة بن حميدٍ، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة الباهليّ أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلم- قال:
«هل تردون ما الكنود؟»، قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: «هو الكفور الّذي يضرب عبده ويمنع رفده ويأكل وحده»). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 129-130]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الحسن، في قوله: {لكنود}؛ قال: لكفور). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 391]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: الكنود: الكفور). [صحيح البخاري: 6 / 176]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: الكَنُودُ: الكَفُورُ، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ عن مُجَاهِدٍ بهذا وأَخرَجَ ابنُ مَرْدَوَيهِ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ، ويُقالُ: إنه بلِسَانِ قُرَيْشٍ: الكَفُورُ، وبلسانِ كِنَانَةَ: البَخِيلُ، وبلسانِ كِنْدَةَ: العاصِي، ورَوَى الطَّبَرَانِيُّ مِن حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ رَفَعَهُ:
«الْكَنُودُ الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ، ويَمْنَعُ رِفْدَهُ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ»). [فتح الباري: 8 / 727]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: الكنود: الكفور.
أخبرنا محمّد بن محمّد، أنا إبراهيم بن علّي، أنا عبد اللّطيف بن عبد المنعم، عن أحمد بن محمّد أن الحسن بن أحمد أخبره، أنا أحمد بن عبد الله، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمّد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، إن {الإنسان لربه لكنود}؛ قال: لكفور). [تغليق التعليق: 4 / 375-376]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْكَنُودُ الْكَفُورُ.
أَيْ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لِكَنُودٌ}؛ أَيْ: لَكَفُورٌ وَكَذَا رُوِيَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ أَيْ: لَكَفُورٌ جَحُودٌ لِنِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ الْكَلْبِيُّ: هِيَ بِلِسَانِ كِنْدَةَ وَحَضْرَمَوْتَ وَبِلِسَانِ مَعْدٍ كُلِّهِمُ: الْعَاصِي. وَبِلِسَانِ مُضَرَ وَرَبِيعَةَ وَقُضَاعَةَ: الْكَفُورُ. بِلِسَانِ بَنِي مَالِكٍ: الْبَخِيلُ). [عمدة القاري: 19 / 312]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ مما وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ: الْكَنُودُ هو الْكَفُورُ مِن كَنَدَ النِّعْمَةَ كُنُودًا). [إرشاد الساري: 7 / 432]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {إنّ الإنسان لربّه لكنود}؛ قال: لكفور). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 69]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ يقولُ: إنَّ الإنسانَ لكفورٌ لنِعَمِ ربِّهِ. والأرضُ الكنودُ: التي لا تُنبِتُ شيئاً، قالَ الأعشى:
أحْدِثْ لهَا تُحدثْ لوصلِكَ ....... إنَّها كَنْدٌ لوصلِ الزائرِ المعتادِ
وقيلَ: إنَّما سُمِّيتْ كِندةَ: لقطعِها أباهَا.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عبيدُ اللَّهِ بنُ يوسفَ الجبيريُّ قالَ: ثنا محمدُ بنُ كثيرٍ قالَ: ثنا مسلمٌ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لربِّهِ لَكفورٌ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثلَهُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثلَهُ.
- حدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثلَهُ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن مهديِّ بنِ ميمونٍ، عن شعيبِ بنِ الحبحابِ، عن الحسنِ البصريِّ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: هو الكفورُ الذي يَعُدُّ المصائبَ، ويَنْسَى نِعَمَ ربِّهِ.
قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ قالَ: الكنودُ: الكفورُ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ قالَ: قالَ الحسنُ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} يقولُ: لوَّامٌ لرَبِّهِ يَعُدُّ المصائبَ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسنِ {لَكَنُودٌ} قالَ: لَكفورٌ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} قالَ: لكفورٌ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ، مثلَهُ.
- حدَّثنا يحيى بنُ حبيبِ بنِ عربيٍّ قالَ: ثنا خالدُ بنُ الحارثِ قالَ: ثنا شعبةُ، عن سماكٍ أنَّهُ قالَ: إنَّما سُمِّيتْ كندةَ: أنَّها قطعَتْ أباها؛ {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ، عن إسرائيلَ، عن جعفرِ بنِ الزبيرِ، عن القاسمِ، عن أبي أُمامةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ:
«لَكَفُورٌ، الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ، وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ».
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، فِي قولِهِ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} قالَ: الكنودُ: الكفورُ، وقرأَ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ}.
- حدَّثنا الحسنُ بنُ عليِّ بنِ عيَّاشٍ قالَ: ثنا أبو المغيرةِ عبدُ القُدُّوسِ قالَ: ثنا حَريزُ بنُ عثمانَ قالَ: ثني حمزةُ بنُ هانئٍ، عن أبي أمامةَ أنَّهُ كانَ يقولُ: الكنودُ: الذي ينزلُ وحْدَهُ، ويضربُ عبْدَهُ، ويمنعَ رفْدَهُ.
- حدَّثني محمدُ بنُ إسماعيلَ الضِّراريُّ قالَ: ثنا محمدُ بنُ سوَّارٍ قالَ: أخبرنا أبو اليَقْظانِ، عن سفيانَ، عن هشامٍ، عن الحسنِ، فِي قولِهِ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لوَّامٌ لربِّهِ، يَعُدُّ المصائبَ، ويَنْسَى النِّعَمَ). [جامع البيان: 24 / 584-587]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن ملك النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، قال: الكنود الكفور). [تفسير مجاهد: 2/ 777]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شيبان، عن منصور، عن مجاهد، قال: الكنود الكفور). [تفسير مجاهد: 2/ 777]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: نا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الكنود الكفور). [تفسير مجاهد: 2/ 777]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن أحمد المحبوبيّ بمرو، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، أخبرني عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {والعاديات ضبحًا}؛ قال: «هي الخيل» {فالموريات قدحًا}؛ قال: «الرّجل إذا أورى زنده»، {فالمغيرات صبحًا}؛ الخيل تصبّح العدوّ {فأثرن به نقعًا}؛ قال: «التّراب»، {فوسطن به جمعًا}؛ العدوّ، {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}؛ قال: «الكفور»). [المستدرك: 2 / 581]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن أبي أُمَامَةَ، عن النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- ذُكِرَ عِندَه الكَنُودُ فقالَ:
«الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ، وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ».
رَوَاه الطبرانيُّ بإسناديْن، في أحدِهما جعفرُ بنُ الزُّبَيْرِ، وهو ضعيفٌ، وفي الآخَرِ مَنْ لم أَعْرِفْه). [مجمع الزوائد: 7 / 142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والحاكمُ وصَحَّحَه، مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: الرجلُ إذَا أوْرَى زَنْدَه.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ تُصَبِّحُ العدوَّ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الترابُ.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: العدوُّ.
{إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ). [الدر المنثور: 15 / 600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: هي الخيلُ تَعْدُو حتى تَضْبَحَ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَدَحَتِ النارَ بحوافِرِها.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}: قال: غارَتْ حينَ أصْبَحَتْ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: غُباراً.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جَمْعَ القومِ.
{إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ). [الدر المنثور: 15 / 602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قَالَ: مَكْرُ الرِّجَالِ، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قَالَ الْخَيْلُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قَالَ" الْخَيْلُ: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قَالَ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ،{إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قال: لَكَفُورٌ). [الدر المنثور: 15 / 602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بنِ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أبي حاتمٍ عن عِكْرِمَةَ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؛ قالَ: الخيلُ ألم تَرَ إلى الفرسِ إذا جَرَى كيفَ يَضْبَحُ، وما ضَبَحَ بعيرٌ قَطُّ؟.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ، تقولُ العربُ إذا أرادَ الرجلُ أن يَمْكُرَ بصاحبِه: أمَا واللهِ لأقْدَحَنَّ لك، ثم لأُورِيَنَّ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الترابَ مِن وَقْعِ الخيلِ.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جمعَ العدوِّ.
{إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ). [الدر المنثور: 15 / 602-603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطِيَّةَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ، ألم تَرَها إذا عَدَتْ تَزْحَرُ؟ يقولُ: تَنْخُرُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: المَكْرُ.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: الغُبارُ، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: جمعُ المُشْرِكينَ.
{إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ). [الدر المنثور: 15 / 603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن نافعَ بنَ الأزرقِ قالَ له: أخْبِرْنِي عن قولِه عزَّ وجلَّ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}؛ قالَ: النَّقْعُ: ما يَسْطَعُ مِن حوافِرِ الخيلِ. قالَ: وهل تعرفُ العربُ ذلك؟ قالَ: نعمْ، أما سَمِعْتَ حَسَّانَ بنَ ثَابِتٍ وهو يقولُ:
عَدِمْنَا خَيْلَنَا إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ....... تُثِيرُ النَّقْعَ مَوْعِدُهَا كَدَاءُ
قالَ: فأخبِرْني عن قولِه: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: الكَنُودُ: الكفورُ للنعمةِ، وهو الذي يَأْكُلُ وحدَه ويَمْنَعُ رِفْدَه ويُجِيعُ عبدَه. قالَ: وهل تَعْرِفُ العربُ ذلك؟ قالَ: نعم، أما سَمِعْتَ الشاعرَ وهو يقولُ:
شَكَرْتُ لَهُ يَوْمَ الْعُكَاظِ نَوَالَهُ ....... وَلَمْ أَكُ لِلْمَعْرُوفِ ثَمَّ كَنُودَا).
[الدر المنثور: 15 / 603-604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عَطَاءٍ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}؛ قالَ: الإبلُ.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}؛ قالَ: الخيلُ.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}؛ قالَ: القومَ.
{إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ). [الدر المنثور: 15 / 604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، من طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: الكَنُودُ بلسانِنا أهلَ البلدِ الكفورُ). [الدر المنثور: 15 / 604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عساكِرَ، عن أبي أُمَامَةَ، عن النبيِّ [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] في قَوْلِه: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: «لَكَفُورٌ
» ). [الدر المنثور: 15 / 605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والبُخَارِيُّ في "الأدبِ"، والحكيمُ التِّرْمِذِيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي أُمَامَةَ، قالَ: الكَنُودُ: الذي يَمْنَعُ رِفْدَه، ويَنْزِلُ وَحْدَه، ويَضْرِبُ عَبْدَه). [الدر المنثور: 15 / 605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، والطبرانيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ والدَّيْلَمِيُّ، وابنُ عساكرَ، بسَنَدٍ ضعيفٍ، عن أبي أمامةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«أَتَدْرُونَ مَا الْكَنُودُ؟» قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قالَ:«هُوَ الْكَفُورُ الَّذِي يَضْرِبُ عَبْدَهُ وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ وَيَأْكُلُ وَحْدَهُ» ). [الدر المنثور: 15 / 605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ"، عن قَتَادَةَ والحسنِ في قَوْلِه: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالا: لكفورُ للنعمةِ، البخيلُ بما أُعْطِيَ، الذي يَمْنَعُ رِفْدَه، ويُجِيعُ عبدَه، ويأْكُلُ وحدَه، ولا يُعْطِي النائبةَ تكونُ في قوْمِه، ولا يكونُ كَنُوداً حتى تكونَ هذه الخِصالُ فيه). [الدر المنثور: 15 / 605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حاتمٍ، والبَيْهَقِيُّ ، عن الحسَنِ: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}؛ قالَ: لكفورٌ يُعَدِّدُ المُصِيباتِ ويَنْسَى نِعَمَ ربِّه). [الدر المنثور: 15 / 606]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّ اللَّهَ على كنودِهِ ربَّهُ لشهيدٌ: يعني لَشاهدٌ.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: يقولُ: إنَّ اللَّهَ على ذلك لشهيدٌ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ فِي بعضِ القراءاتِ: (إنَّ اللَّهَ عَلَى ذلكَ لَشَهيدٌ).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ يقولُ: وإنَّ اللَّهَ عليهِ شهيدٌ). [جامع البيان: 24 / 587-588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: الإنسانُ.
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ}؛ قالَ: المالُ). [الدر المنثور: 15 / 606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن مُجَاهِدٍ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: اللهُ عزَّ وجلَّ). [الدر المنثور: 15 / 606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: هذه مِن مَقَادِيمِ الكلامِ، يقولُ: وإنَّ اللهَ على ذلك لشهيدٌ، وإن الإنسانَ لحبِّ الخيرِ لشديدٌ). [الدر المنثور: 15 / 606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ، عن محمدِ بنِ كعبٍ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: الإنسانُ شاهدٌ على نفسِه). [الدر المنثور: 15 / 606] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال الليث في قول الله: {وإنه لحب الخير لشديدٌ}، قال: الخير المال). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 159]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني الليث في قول الله: {وإنه لحب الخير لشديدٌ}، قال: الخير: المال). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 160]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، قال: لحب الخير هو المال). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 391]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لحبّ الخير}: من أجل حبّ الخير، {لشديدٌ}: لبخيلٌ، ويقال للبخيل: شديدٌ). [صحيح البخاري: 6 / 176]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {لِحُبِّ الْخَيْرِ}: مِنْ أَجْلِ حُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ) هُو قولُ أَبِي عُبَيْدَةَ أيضًا فَسَّرَ اللامَ بمَعْنَى مِنْ أَجْلِ أي: لأنَّه لأَجْلِ حُبِّ المالِ لَبَخِيلٌ، وقيلَ: إنها للتعدِيَةِ، والمَعْنَى إِنَّهُ لَقَوِيٌّ مُطِيقٌ لِحُبِّ الخَيْرِ). [فتح الباري: 8 / 728]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {لِحُبِّ الْخَيْرِ}: مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْخَيْرِ، لَشَدِيدٌ: لَبَخِيلٌ، وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: شَدِيدٌ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لِشَدِيدٌ} وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ. وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، جَعَلَ اللاَّمَ لِلتَّعْلِيلِ، وَقِيلَ: لِلتَّعْدِيَةِ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَقَوِيٌّ مُطِيقٌ لِحُبِّ الْخَيْرِ وَهُوَ الْمَالُ، وَعَنِ ابْنِ زَيْدٍ: سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى الْمَالَ خَيْرًا وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَبِيثًا وَحَرَامًا، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَعُدُّونَهُ خَيْرًا فَسَمَّاهُ اللَّهُ خَيْرًا، وَكَانَ مُقْتَضَى الْكَلاَمِ: وَإِنَّهُ لَشَدِيدُ الْحُبِّ لِلْخَيْرِ، وَلَكِنْ أَخَّرَ الشَّدِيدَ لِرِعَايَةِ الْفَوَاصِلِ). [عمدة القاري: 19 / 312]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي: مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْخَيْرِ فاللاَّمُ تَعْلِيلِيَّةٌ أي: لأجْلِ حُبِّ الْمَالِ {لَشَدِيدٌ} أي: لَبَخِيلٌ وقِيلَ: لَقَوِيٌّ مُبَالِغٌ فيه، وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: شَدِيدٌ وزَادَ في الْكَشَّافِ: مُتَشَدِّدٌ قَالَ طَرَفَةُ:
أَرَى الْمَوْتَ يَعْتَامُ الْكِرَامَ وَيَصْطَفِي ....... عَقِيلَةَ مَالِ الْفَاحِشِ الْمُتَشَدِّدِ
وَقَوْلُهُ: يَعْتَامُ أي: يَخْتَارُ، وَعَقِيلَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَكْرَمُهُ، وَالْفَاحِشُ: الْبَخِيلُ الَّذِي جَاوَزَ الحَدَّ في الْبُخْلِ، يَقُولُ: أَرَى الْمَوْتَ يَخْتَارُ كِرَامَ النَّاسِ وَكَرَائِمَ الأَمْوَالِ الَّتِي يُضَنُّ بِهَا). [إرشاد الساري: 7 / 432]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: وإنَّ الإنسانَ لحُبِّ المالِ لشديدٌ.
واختلفَ أهلُ العربيَّةِ فِي وجهِ وصْفِهِ بالشدَّةِ لحُبِّ المالِ، فقالَ بعضُ البصريِّينَ: معنى ذلك: وإنَّه من أجلِ حُبِّ الخيرِ لشديدٌ: أيْ: لبخيلٌ؛ قالَ: يُقالَ للبخيلِ: شديدٌ ومتشدِّدٌ.
واستشهدوا لقولِهِ ذلك ببيتِ طَرَفةَ بنِ العبدِ اليَشْكُريِّ:
أرَى المَوْتَ يَعْتامُ النُّفوسَ ويَصْطَفِي ....... عَقِيلةَ مالِ الباخلِ المُتَشَدِّدِ
وقالَ آخرُونَ: معناهُ: وإنَّهُ لحُبِّ الخيرِ لقويٌّ.
وقالَ بعضُ نحويِّي الكوفةِ: كانَ موضعُ {لِحُبِّ} أنْ يكونَ بعدَ شديدٍ، وأنْ يُضافَ شديدٌ إليهِ، فيكونَ الكلامُ: وإنَّهُ لشديدُ حُبِّ الخيرِ؛ فلمَّا تقدَّمَ الحبُّ فِي الكلامِ قِيلَ: شديدٌ، وحُذِفَ من آخرِهِ، لِمَا جرى ذِكْرُه فِي أوَّلِهِ ولرءوسِ الآياتِ، قالَ: ومثْلُهُ فِي سورةِ إبراهيمَ: {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} والعُصوفُ لا يكونُ لليومِ، إنَّما يكونُ للريحِ؛ فلمَّا جرَى ذِكْرُ الريحِ قبلَ اليومِ طُرحَتْ من آخرِهِ، كأنَّهُ قالَ: فِي يومٍ عاصفِ الريحِ، واللَّهُ أعلمُ.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، فِي قولِهِ: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}؛ قالَ: الخيرُ: الدنيا؛ وقرأَ: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ}؛ قالَ: فقلْتُ له: إنْ تركَ خيراً: المالُ؟ قالَ: نعمْ، وأيُّ شيءٍ هو إلاَّ المالُ؟ قالَ: وعسى أنْ يكونَ حراماً، ولكنَّ الناسَ يَعُدُّونَهُ خيراً، فسمَّاهُ اللَّهُ خيراً؛ لأنَّ الناسَ يسمُّونَهُ خيراً فِي الدنيا، وعسى أنْ يكونَ خبيثاً، وسُمِّي القتالُ فِي سبيلِ اللَّهِ سُوءاً، وقرأَ قوْلَ اللَّهِ: {فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}.
قالَ: لم يَمْسَسْهم قتالٌ؛ قالَ: وليسَ هو عندَ اللَّهِ بسوءٍ، ولكنْ يُسمُّونَهُ سُوءاً.
وتأويلُ الكلامِ: إنَّ الإنسانَ لربِّهِ لكنودٌ، وإنَّه لحُبِّ الخيرِ لشديدٌ، وإنَّ اللَّهَ على ذلك من أمرِهِ لشاهدٌ.
ولكنَّ قوْلَهُ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} قُدِّمَ، ومعناهُ التأخيرُ، فجُعِلَ معترضاً بينَ قولِهِ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} وبينَ قولِهِ: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حَدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: هذا من مقاديمِ الكلامِ قالَ: يقولُ: إنَّ اللَّهَ لشهيدٌ أنَّ الإنسانَ لحُبِّ الخيرِ لشديدٌ). [جامع البيان: 24 / 588-589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: الإنسانُ.
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ}؛ قالَ: المالُ). [الدر المنثور: 15 / 606] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: هذه مِن مَقَادِيمِ الكلامِ، يقولُ: وإنَّ اللهَ على ذلك لشهيدٌ، وإن الإنسانَ لحبِّ الخيرِ لشديدٌ). [الدر المنثور: 15 / 606] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ}؛ قالَ: هو المالُ). [الدر المنثور: 15 / 606]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}؛ يقولُ: أفلا يعلمُ هذا الإنسانُ الذي هذهِ صفتُهُ، إذا أُثِيرَ ما فِي القبورِ، وأُخرِجَ ما فيها من الموتى وبُحِثَ.
وذُكِرَ أنَّها فِي مصحفِ عبدِ اللَّهِ: (إذَا بُحِثَ ما فِي القبورِ)، وكذلك تأوَّلَ ذلك أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عليٌّ قالَ: ثنا أبو صالحٍ قالَ: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، فِي قولِهِ: {بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}: بُحِثَ. وللعربِ فِي {بُعْثِرَ} لغتانِ: تقولُ: بُعْثِرَ، وبُحْثِرَ، ومعناهُما واحدٌ). [جامع البيان: 24 / 590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ، عن محمدِ بنِ كعبٍ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: الإنسانُ شاهدٌ على نفسِه.
{أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}؛ قالَ: حينَ يُبْعَثُون). [الدر المنثور: 15 / 606] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذرِ، عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ فِي قَوْلِهِ: {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} قَالَ: بُحِثَ، {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ قال: أُبْرِزَ). [الدر المنثور: 15 / 607]

تفسير قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({حصّل}: ميّز "). [صحيح البخاري: 6 / 176]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {حُصِّلَ}: مُيِّزَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قَولِهِ: {حُصِّلَ مَا في الصُّدُورِ}: أي: مُيِّزَ، وقيلَ: جُمِعَ. وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ إسماعيلَ بْنِ أَبِي خالدٍ عَنْ أَبِي صالحٍ في قَولِهِ: حُصِّلَ أي: أُخْرِجَ). [فتح الباري: 8 / 728]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {حُصِّلَ}: مُيِّزَ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: مُيِّزَ. وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقِيلَ: جُمِعَ. وَقِيلَ: أُخْرِجَ. وَقِيلَ: أُظْهِرَ). [عمدة القاري: 19 / 312]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({حُصِّلَ} أي: (مُيِّزَ) وقِيلَ: جُمِعَ في الصُّحُفِ أي: أُظْهِرَ مُحَصَّلاً مَجْمُوعًا كَإِظْهَارِ اللُّبِّ مِنَ الْقِشْرِ). [إرشاد الساري: 7 / 432]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ يقولُ: ومُيِّزَ وبُيِّنَ، فأُبْرِزَ ما فِي صدورِ الناسِ من خيرٍ وشرٍّ.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عليٌّ قالَ: ثنا أبو صالحٍ قالَ: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ يقولُ: أُبْرِزَ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ يقولُ: مُيِّزَ). [جامع البيان: 24 / 590-591]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ، عن محمدِ بنِ كعبٍ: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ قالَ: الإنسانُ شاهدٌ على نفسِه.
{أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}؛ قالَ: حينَ يُبْعَثُون.
{وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ قالَ: الأَعمَالُ حُصِّلَ ما فيها). [الدر المنثور: 15 / 606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذرِ، عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ فِي قَوْلِهِ: {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}؛ قَالَ: بُحِثَ، {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ قال: أُبْرِزَ). [الدر المنثور: 15 / 607] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ قال: أخرج ما في الصدور). [الدر المنثور: 15 / 607]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}؛ يقولُ: إنَّ ربَّهم بأعمالِهم، وما أسَرُّوا فِي صدورِهم، وأضمرُوه فيها، وما أعلنُوه بجوارحِهِم منها، عليمٌ لا يخفَى عليهِ منها شيءٌ، وهو مُجازِيهم على جميعِ ذلك يومئذٍ). [جامع البيان: 24 / 591]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 04:24 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والعاديات ضبحاً...} قال ابن عباس: هي الخيل، والضبيح: أصواتٍ أنفاسها إذا عدون. ...
حدثني بذلك حبّان بإسناده عن ابن عباس). [معاني القرآن: 3/ 284]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({العاديات} الخيل.
{ضبحاً} أي ضبعاً ضبحت وضبعت واحد. وقال بعضهم: تضبح تنحم، فمن قال هذا ففيه ضمير). [مجاز القرآن: 2/ 307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({العاديات}: الخيل وقالوا الإبل.
{ضبحا}: تضبح في صوتها، ضبحت وضبعت واحد وقال بعضهم تضبح فتحم، فمن قال هذا ففيه ضمير). [غريب القرآن وتفسيره: 437]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({العاديات}: الخيل. و(الضبح): صوت حلوقها إذا عدت.و كان عليّ -رضي اللّه عنه- يقول: «هي الإبل تذهب إلى وقعة بدر. (وقال): ما كان معنا يومئذ إلّا فرس عليه المقداد».
وقال آخرون: «الضّبع» و«الضّبح» واحد في السير، يقال: ضبعت الناقة وضبحت). [تفسير غريب القرآن: 535]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {والعاديات ضبحا (1)} يعنى بالعاديات ههنا الخيل، وهذا قسم جوابه: {إنّ الإنسان لربّه لكنود}.
وقوله: {ضبحا} معناه والعاديات تضبح ضبحا، وضبحها صوت أجوافها إذا عدت). [معاني القرآن: 5/ 353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والْعَادِيَاتِ} الخيل. (والضَّبْح) صوت حلوقها إذا عدت. وقيل: هي الإبل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 305]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْعَادِيَاتِ}: الخيل {ضَبْحًا}: من الصوت). [العمدة في غريب القرآن: 353]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالموريات قدحاً...} أورت النار بحوافرها، فهي نار الحباحب. قال الكلبي بإسناده: وكان الحباحب من أحياء العرب، وكان من أبخل الناس، فبلغ به البخل، أنه كان لا يوقد ناراً إلاّ بليل، فإذا انتبه منتبه ليقتبس منها أطفأها، فكذلك ما أورت الخيل من النار لا ينتفع بها، كما لا ينتفع بنار الحباحب). [معاني القرآن: 3/ 284]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فالموريات قدحاً} توري بسنابكها النار). [مجاز القرآن: 2/ 307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فالموريات قدحا}: توري بسنابكها النار). [غريب القرآن وتفسيره: 437]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالموريات قدحاً} أي أورت النار بحوافرها). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فالموريات قدحا (2)} إذا عدت الخيل بالليل وأصابت حوافرها الحجارة انقدح منها النيران). [معاني القرآن: 5/353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً} أورت النار بسنابكها مع الحجارة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْمُورِيَاتِ}: الخيل.
{قَدْحًا}: تقدح بحوافرها). [العمدة في غريب القرآن: 353]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فالمغيرات صبحاً...} أغارت الخيل صبحا، وإنما كانت سريّة بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني كنانة، فأبطأ عليه خبرها، فنزل عليه الوحي بخبرها في العاديات، وكان على بن أبي طالب رحمه الله يقول: هي الإبل، وذهب إلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إلا فرس عليه المقداد بن الأسود). [معاني القرآن: 3/ 284]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فالمغيرات صبحاً} تغير عند الصباح). [مجاز القرآن: 2/ 307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فالمغيرات صبحا}: التي تغير عند الصباح). [غريب القرآن وتفسيره: 437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فالمغيرات صبحا (3)} يعنى الخيل.
وجاء في التفسير أنها سريّة كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم– إلى كندة). [معاني القرآن: 5/ 353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَالْمُغِيرَاتِ}: التي تغير). [العمدة في غريب القرآن: 353]

تفسير قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأثرن به نقعاً...} والنقع: الغبار، ويقال: التراب.
وقوله عز وجل: {به نقعاً} يريد: بالوادي، ولم يذكره قبل ذلك، وهو جائز؛ لأن الغبار لا يثار إلاّ من موضع وإن لم يذكر، وإذا عرف اسم الشيء كنّى عنه وإن لم يجر له ذكر، قال الله تبارك وتعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}، يعني: القرآن، وهو مستأنف سورة، وما استئنافه في سورة إلاّ كذكره في آية قد جرى فيما قبلها، كقوله: {حم، والكتاب المبين، إنّا أنزلناه}، وقال الله تبارك وتعالى: {إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب} يريد: الشمس ولم يجر لها ذكر). [معاني القرآن: 3/ 284-285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فأثرن به نقعاً} فرفعن به غباراً، النقع: الغبار). [مجاز القرآن: 2/ 307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نقعا}: النقع الغبار). [غريب القرآن وتفسيره: 437]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(النقع): الغبار. ويقال: التراب). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور... وقال: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} [العاديات: 4]، يعني: بالوادي). [تأويل مشكل القرآن: 226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فأثرن به نقعا (4)} النقع الغبار، فقال {به} ولم يتقدم ذكر المكان، ولكن في الكلام دليل عليه، المعنى فأثرن بمكان عدوها نقعا أي غبارا). [معاني القرآن: 5/ 353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((النَّقْع) الغبار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((النَقْع): الغبار). [العمدة في غريب القرآن: 354]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فوسطن به جمعاً...}. اجتمعوا على تخفيف (فوسطن)، ولو قرئت "فوسّطن" كان صوابا؛ لأن العرب تقول: وسطت الشيء، ووسّطته وتوسّطته، بمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/ 285]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فوسطن به جمعاً} قال: (فوصطن به) وقال بعضهم {فوسطن}). [معاني القرآن: 4/ 52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جمعا}: جمع العدو). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فوسطن به جمعاً}؛ أي توسّطن [به] جمعا من الناس أغارت عليهم). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فوسطن به جمعا (5)} القراءة (فوسّطن) أي فتوسطن المكان. ولو قال {فوسطن به جمعا} لجازت، إلا أنّي لا أعلم أحدا قرأ بها). [معاني القرآن: 5/ 353]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ...}.
قال الكلبي وزعم أنها في لغة كندة وحضرموت: "لكنود": لكفور بالنعمة.
وقال الحسن: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ} قال: لوّام لربه يعد المسيئات، وينسى النعم). [معاني القرآن: 3/ 285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ} لكفور وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئاً قال الأعشى:
أحدث لها تحدث لوصلك إنها ....... كندٌ لوصل الزائر المعتاد).
[مجاز القرآن: 2/ 307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({لكنود}: لكفور وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا والكنود البخيل). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لكنودٌ}: لكفور. و«الأرض الكنود»: التي لا تنبت شيئا). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الإنسان لربّه لكنود (6)} معناه لكفور، يعنى بذلك الكافر). [معاني القرآن: 5/ 354]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({لكنود}: لكفور للنعم). [ياقوتة الصراط: 591]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَكَنُودٌ} لكفور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَكَنُودٌ}: لكفور). [العمدة في غريب القرآن: 354]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ...} يقول: وإن الله على ذلك لشهيد). [معاني القرآن: 3/ 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّه على ذلك لشهيدٌ} يقول: وإن اللّه على ذلك لشهيد). [تفسير غريب القرآن: 536]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ...} قد اختلف في هذا؛ قال الكلبي بإسناده: "لشديد": لبخيل، وقال آخر: وإنه لحب الخير لقويّ، والخير: المال.
ونرى والله أعلم - أن المعنى: وإنه للخير لشديد الحب، والخير: المال، وكأن الكلمة لما تقدم فيها الحب، وكان موضعه أن يضاف إليه شديد حذف الحب من آخرة لمّا جرى ذكره في أوله، ولرءوس الآيات، ومثله في سورة إبراهيم: {أعمالهم كرمادٍ اشتدّت به الرّيح في يومٍ عاصفٍ} والعصوف لا يكون للأيام؛ إنما يكون للريح فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره، كأنه قيل: في يوم عاصف الريح). [معاني القرآن: 3/ 285-286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ} وإنه من أجل حب الخير لشديد: لبخيل، يقال للبخيل: شديد ومتشدد، قال طرفة:
أرى الموت يعتام النفوس ويصطفى ....... عقيلة مال الباخل المتشدّد
ويروى: يعتام الكريم). [مجاز القرآن: 2/ 308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({لحب الخير لشديد}: أي من أجل الخير {لشديد} لبخيل، ويقال رجل شديد ومتشدد إذا كان بخيلا. وقال بعضهم فيه إنه لشديد الحب للخير). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ} أي [وإنه] لحبّ المال لبخيل). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (... وقال عز وجل: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] أي خلق العجل من الإنسان، يعني العجلة. كذلك قال أبو عبيدة.
ومن المقلوب ما قلب على الغلط، كقول خِدَاش بن زهير:
وتركبُ خيلٌ لا هوادَة بينها ....... وتعصِى الرِّمَاح بالضَّيَاطِرَةِ الحُمْرِ
أي: (تعصي الضياطرة بالرّماح) وهذا ما لا يقع فيه التّأويل، لأن الرماح لا تعصى بالضّياطرة وإنما يعصى الرجال بها، أي يطعنون.
ومنه قول الآخر:
أسلَمْتُه في دمشقَ كما ....... أسلمَتْ وحشيَّةٌ وَهَقَا
أراد: (كما أسلم وحشية وهق) فقلب على الغلط.
وقال آخر:
كانت فريضةَ ما تقول كَمَا ....... كان الزِّنَاءُ فريضةُ الرَّجْمِ
أراد (كما كان الرجم فريضة الزنى).
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} [البقرة: 171] إلى مثل هذا في القلب، ويقول: وقع التشبيه بالراعي في ظاهر الكلام، والمعنى للمنعوق به وهو الغنم. وكذلك قوله سبحانه: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76] أي: تنهض بها وهي مثقلة.
وقال آخر في قوله سبحانه: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8] أي: وإن حبّه للخير لشديد.
وفي قوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74] أي: اجعل المتّقين لنا إماما في الخير. وهذا ما لا يجوز لأحد أن يحكم به على كتاب الله عزّ وجلّ لو لم يجد له مذهبا، لأنّ الشعراء تقلب اللفظ، وتزيل الكلام على الغلط، أو على طريق الضرورة للقافية، أو لاستقامة وزن البيت.
فمن ذلك قول لبيد: نحن بنو أمّ البنين الأربعة، قال ابن الكلبي: هم خمسة، فجعلهم للقافية أربعة.
وقال آخر يصف إبلا:
صبَّحن من كاظمة الخصَّ الخَرِب ....... يحملْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدَ المطَّلِب
أراد: (عبد الله بن عباس) فذكر أباه مكانه.
وقال الصّلتان:
أرى الخطفيَّ بذَّ الفرزدقَ شعرُه ....... ولكنَّ خيرًا مُن كُليب مُجَاشع
أراد: «أرى جريراً بذَّ الفرزدق شعره» فلم يمكنه فذكر جدّه.
وقال ذو الرّمة:
عشيَّةَ فرَّ الحارثيُّون بعدَما ....... قضى نَحْبَه في ملتقى القوم هَوْبُرُ
قال ابن الكلبي: هو (يزيد بن هوبر) فاضطرّ.
وقال (أوس):
فهل لكم فيها إليَّ فإنّني ....... طبيب بما أعيا النِّطاسيَّ حِذْيَمَا
أراد: (ابن حذيم) وهو طبيب كان في الجاهلية
وقال ابن ميّادة وذكر بعيرا:
كأنَّ حيثُ تلتقي منه المُحُلْ ....... من جانبيه وَعِلَينِ وَوَعِل
أراد: وَعِلَينِ من كل جانب، فلم يمكنه فقال: وَوَعِل.
وقال أبو النجم:
ظلَّت وَوِرْدٌ صادقٌ مِن بالِها ....... وظلَّ يوفِي الأُكُمَ ابنُ خالِها
أراد فحلها؛ فجعله ابن خالها.
وقال آخر: مثل النصارى قتلوا المسيح. أراد: اليهود.
وقال آخر: ومحور أخلص من ماء اليَلَب، واليلب: سيور تجعل تحت البيض، فتوهّمه حديدا.
وقال رؤبة: أو فضّة أو ذهب كبريتُ.
وقال أبو النجم:
كلمعة البرق ببرق خلَّبُه
أراد: بخلّب برقه، فقلب.
وقال آخر:
إنَّ الكريم وأبيك يعتَمِلْ ....... إن لم يجد يوماً على مَن يَتَّكِلْ
أراد: إن لم يجد يوما من يتكل عليه.
في أشباه لهذا كثيرة يطول باستقصائها الكتاب، والله تعالى لا يغلطُ ولا يضطرُّ، وإنما أراد: ومثل الذين كفروا ومثلنا في وعظهم كمثل الناعق بما لا يسمع، فاقتصر على قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 171]، وحذف ومثلنا، لأنّ الكلام يدل عليه. ومثل هذا كثير في الاختصار.
وقال الفراء: أراد: ومثل واعظ الذين كفروا، فحذف، كما قال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} [يوسف: 82]، أي: أهلها.
وأراد بقوله: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: 76]، أي: تميلها من ثقلها.
قال الفراء: أنشدني بعض العرب:
حتى إذا ما الْتَأَمَتْ مفاصِلُه ....... وَنَاءَ فِي شِقِّ الشِّمَالِ كَاهِلُه
يريد: أنه لما أخذ القوس ونزع، مال عليها.
قال: ونرى قولهم: (ما سَاءك ونَاءَك)، من هذا.
وكان الأصل (أناءك) فألقي الألف لما اتبعه (ساءك) كما قالوا: (هَنَّأَنِي وَمَرَّأَنِي)، فاتبع مرأني هنأني. ولو أفرد لقال: أمرأني.
وأراد بقوله: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8]، أي: وإنه لحبّ المال لبخيل، والشدة: البخل هاهنا، يقال: رجل شديد ومتشدّد.
وقوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]، يريد: اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون، كما قال في موضع آخر: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24]، أي: قادة، كذلك قال المفسّرون.
وروي عن بعض خيار السلف: أنه كان يدعو الله أن يحتمل عنه الحديث، فحمل عنه.
وقال بعض المفسرين في قوله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]، أي:اجعلنا نقتدي بمن قبلنا حتى يقتدي بنا من بعدنا. فهم على هذا التأويل متّبعون ومتّبعون). [تأويل مشكل القرآن: 197-205](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإنّه لحبّ الخير لشديد (8)} معنى (لشديد) لبخيل، أي وإنه من أجل حبّ المال لبخيل. قال طرفة:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي ....... عقيلة مال الباخل المتشدّد).
[معاني القرآن: 5/ 354]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي لحب المال). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور...} رأيتها في مصحف عبد الله: "إذا بحث ما في القبور"، وسمعت بعض أعراب بني أسد، وقرأها فقال: "بحثر" وهما لغتان: بحثر، وبعثر). [معاني القرآن: 3/ 286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إذا بعثر ما في القبور} أثير فأخرج). [مجاز القرآن: 2/ 308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بعثر}: أثير). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بعثر ما في القبور} أي قلب وأثير). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور (9)} بعثر وبحثر بمعنى واحد، والمعنى أفلا يعلم إذا بعث الموتى). [معاني القرآن: 5/ 354]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ):{بعثر} وبحثر واحد). [ياقوتة الصراط: 591]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بُعْثِرَ} قُلب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بُعْثِرَ}: أثير). [العمدة في غريب القرآن: 354]

تفسير قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وحصّل ما في الصّدور...} بيّن). [معاني القرآن: 3/ 286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حصّل ما في الصّدور} ميز). [مجاز القرآن: 2/ 308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حصل}: ميز). [غريب القرآن وتفسيره: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وحصّل ما في الصّدور}: ميّز ما فيها من الخير والشر). [تفسير غريب القرآن: 536]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَحُصِّلَ}: أثبت). [العمدة في غريب القرآن: 354]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لّخبيرٌ...}. وهي في قراءة عبد الله: "بأنه يومئذ بهم خبير"). [معاني القرآن: 3/ 286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ ربّهم بهم يومئذ لخبير (11)} الله عزّ وجلّ خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره، ولكن المعنى إن اللّه يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم، وليس يجازيهم إلا بعلمه أعمالهم. ومثله: {أولئك الّذين يعلم اللّه ما في قلوبهم} فمعناه أولئك الذين لا يترك مجازاتهم). [معاني القرآن: 5/ 354]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 04:26 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]




تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وأما الثعلب: فيقال ضبح يضبح ضُباحا). [الفرق في اللغة: 161]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت: 215هـ): (وقال خداش بن زهير العامري وهو جاهلي: وقوله: «العاديات المحصبا» يعني الإبل التي تأتي المحصب من منى، وهو قسم منه بها). [النوادر في اللغة: 177-180]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ): (ويقال في الهام، والبوم، والصدى: ضبح يضبح ضباحا). [كتاب الفَرْق: 104]

قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ): (ويقال: ضبح الثعلب يضبح ضباحا). [كتاب الفَرْق: 105]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
عقاب عقبناة ترى من حذارها ....... ثعالب أهوى أو أشاقر تضبح
وتضبح: تصيح، يقال: ضبح الثعلب يضبَح ضَبْحًا وضُباحًا). [رواية أبي سعيد السكري لديوان جران العود: 3]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (ومما يفسر من كتاب الله عز وجل تفسيرين متضادين قوله: {والعاديات ضبحا}:
- يقول بعضهم: العاديات الخيل، والضبح: صوت أنفاس الخيل إذا عدون؛ يقال: قد ضبح الفرس، وقد ضبح الثعلب، وكذلك ما أشبههما.
- ويقال: العاديات: الإبل، وضبحا، معناه ضبعا، فأبدلت الحاء من العين، كما تقول العرب: بعثر ما في القبور، وبحثر ما في القبور؛ فمن قال: العاديات: الخيل، قال: هي الموريات قدحا؛ لأنها توري النار بسنابكها؛ إذا وقعت على الحجارة، وهي المغيرات صبحا. ومن قال: العاديات: الإبل، قال: الموريات قدحا، الرجال؛ يتبين من رأيهم ومكرهم ما يشبه النار التي تورى في القدح. والمغيرات صبحا: الإبل، يذهب إلى أنها تعدو في بعض أوقات الحج وكذلك تغير، على أن الإسراع بها يشبه الإسراع في حال الإغارة؛ حدثني أبي، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا يونس المؤدب، قال: حدثنا حماد، عن سماك، عن عكرمة، قال: الموريات قدحا الألسنة.
وكان علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يقول: العاديات الإبل. وكان ابن عباس رحمه الله يقول: العاديات: الخيل. أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو همام، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه حدثه، قال: بينما أنا جالس في الحجر، جاءني رجل، فسألني عن العاديات ضبحا، فقلت: هي الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم يأوون بالليل، فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم. فانفتل عني وذهب إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن {العاديات ضبحا}، فقال له: أسألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم سألت ابن عباس فقال: هي الخيل حين تغير في سبيل الله. فقال: اذهب فادعه لي، فلما وقفت على رأسه، قال: «إن كانت أول غزوة في الإسلام لبدرا، وما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد. فكيف تكون العاديات الخيل! إنما العاديات ضبحا، من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى، فإذا كان الغد فالمغيرات صبحا إلى منى؛ فذلك جمع، فأما قوله: {فأثرن به نقعا} فهو نقع الأرض حين تطؤه بأخفافها».
قال ابن عباس: فنزعت عن قولي، ورجعت إلى قول علي عليه السلام). [كتاب الأضداد: 363-365]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (
والعاديات أسابي الدماء بها ....... كأن أعناقها أنصاب ترجيب
الأسابي الطرائق من كل شيء الواحدة إسباءة وأسابي الطريق الشرك الممتد. ويقال للسير إذا امتد وجد وتتابع إن له لأسابي، قال الفرزدق:
فقام يجر من عجل إلينا ....... أسابي النعاس مع الإزار
وأسابي النعاس كأنها ذيوله، وقوله أنصاب ترجيب وهو نصب ينصب لذبح رجب، فشبه أعناقها لما عليها من الدم بالحجارة التي يذبح عليها، عبد الله: العاديات: الخيل الواحد عاد والأنثى عادية ويقال عدا الفرس يعدو عدوًا وأعداه صاحبه إعداء ويقال مر يعدو ويعدي ويجري ويجري وأراد: ونكر العاديات والعادية أيضًا الجماعة يعدون على أرجلهم، قال الهذلي:
وعادية تلقي الثياب كأنما ....... تزعزعها تحت السماة ريح
والعاديات: القوم يحملون في الغارة، والعادية: الإبل إذا كانت مقيمة في الخلة). [شرح المفضليات: 228-229]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (أبو عمرو: فإذا أخرج النار قيل: ورى يري وقد وري يري مثال ولي يلي وأنا أوريته إيراء). [الغريب المصنف: 1/ 342] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (

شبت هذيل وفهم بينها إرة ....... ما إن تبوخ وما يرتد صاليها
و(الإرة) موقد النار، تريد نارا، وأراد بالإرة الحرب، وأصل (الإرة) حفر يوقد فيها). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 582]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}


تفسير قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): (
لقومي أحمى في الحقيقة منكم ....... وأضرب للجبار والنقع ساطع
قال والنقع الغبار وهو من قول الله عز وجل: {فأثرن به نقعا}). [نقائض جرير والفرزدق: 692-693]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): (

فبتن بطونا للعضاريط بعد ما ....... لمعن بأيديهن والنقع ساطع
والنقع الغبار وهو من قوله تعالى: {فأثرن به نقعا} ). [نقائض جرير والفرزدق: 704]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (والنقع الصوت والنقع الغبار). [الغريب المصنف: 3/ 972]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقولها: "لا ينقعن" أي لا يروين، يقال: ما نقعت ماشية بني فلان بري، إذا لم تبلغ من الماء حقها، ويقال للماء: النقع، ويقال: النقع، في غير هذا الموضع، للغبار، ويقال: أثاروا النقع بينهم. والنقع أيضًا: اسم موضع بعينه. قال الشاعر:

لقد حببت نعم إلينا بوجهها ....... ماسكن ما بين الوتائر والنقع
والنقع: الصراخ، قال لبيد:
فمتى ينقع صراخ صادق ....... يخلبوه ذات جرسٍ وزجلٍ).
[الكامل: 2/ 684]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (
له جنابان من نقع يثوره ....... ففرجه من حصى المعزاء مكلول
الجنابان: الناحيتان، يقول قد ارتفع له من جانبيه غبار لشدة عدوه، والنقع: الغبار). [شرح المفضليات: 283]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (والنقع: الغبار). [شرح المفضليات: 725]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}

قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وكيف تسلبنا ليلى وتكندنا ....... وقد يمنح منا العولة الكند
يقول: تجد بها وإن كانت (كنودا)
أي كفورا، (تكندنا) تكفرنا). [شرح أشعار الهذليين: 3/ 1016-1017]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (قال الأصمعي: ميطي: تباعدي عني، يقال: مط عني، ولا يقال أمط، وحكاها أبو عبيدة وغيره من العلماء، وكذا روي بيت أوس.
فميطي بمياط: يقول اذهبي بقلب رجل ذهاب بقلوب النساء وتباعدي به.
وكنادها: قطعها كأنه يكفرها، ولا يصلها، وإذا كفر فقد قطع، وبه سمي كندة؛ لأنه كند أباه نعمه أي كفره واسمه عفير، وفي قوله ووصل الكريم كنادها قولان: أحدهما أراد مواصلة كريم، فالهاء في كنادها تعود على المواصلة، كما قال: غفرنا وكانت من سجيتنا الغفر، أراد بقوله الغفر: المغفرة، والقول الآخر: أراد وكنادك: خاطبها، ثم رجع إلى خطاب الغائب، والعرب تفعل هذا كثيرًا تخاطب ثم ترجع إلى الغائب، وتذكر غائبًا ثم ترجع إلى خطابه، من ذلك قول عنترة:
حلت بأرض الزائرين فأصبحت ....... عسرًا على طلابك ابنة مخرم
ذكر غائبة ثم رجع إلى خطابها، وقول الله عز وجل: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة}، ومنه قول كثير:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملولة ....... لدينا ولا مقلية إن تقلت
ولم يقل إن تقليت ومنه قول الهذلي:
يا لهف نفسي كان جدة خلة ....... وبياض وجهك للتراب الأعفر).
[شرح المفضليات: 12]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (
فإن أبا قابوس عندي بلاؤها ....... جزاءً بنعمى لا يحل كنودها
أبو قابوس النعمان بن المنذر والكنود: الكفور وهو من قول الله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود}
والكنود: الكفور للنعمة والكنود المصدر). [شرح المفضليات: 307-308]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (والكاند: الذي يكفر بالنعمة، والكنود: الكفور، ومنه قوله عز وجل: {إن الإنسان لرب لكنود}.
وامرأة كنودٌ كفورٌ للمواصلة). [الأمالي: 2/ 277]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله"للغدر": أي من أجل الغدر، وقال المفسرون والنحويون في قول الله عز وجل: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} أي لشديدٌ: من أجل حب الخير، والخير ههنا: المال، من قوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ}.
وقوله" لشديدٌ": أي لبخيل، والتقدير والله أعلم: إنه لبخيل من أجل حبه للمال، تقول العرب: فلان شديد ومتشدد أي بخيل، قال طرفة:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي ....... عقيلة مال الفاحش المتشدد
وقلما يجيء المصدر على فاعل، فمما جاء على وزن "فاعل": قولهم عوفي عافيةً، وفلج فالجًا، وقم قائمًا: أي قم قيامًا، وكما قال:
............ ........ ولا خارجًا من في زور كلام
أي ولا يخرج خروجًا، وقد مضى تفسير هذا). [الكامل: 1/ 464]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}

تفسير قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أمَّ الحجّاجُ قومًا فقرأ والعاديات ضبحًا " وقرأ في آخرها (أن رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ) بنصب أن، ثم تنبه على اللام في لَخَبِير وأنّ " إنّ لما قبلها لا تكون إلا مكسورة فحَذَفَ الّلامَ من خبير، فقرأ (أن رَبهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذ خَبِير) ). [عيون الأخبار: 5/ 160]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والعاديات ضبحًا * فالموريات قدحًا * فالمغيرات صبحًا * فأثرن به نقعًا * فوسطن به جمعًا * إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ * وإنّه على ذلك لشهيدٌ * وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ * أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصّل ما في الصّدور * إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لّخبيرٌ}.
اختلف الناس في المراد بـ(العاديات)؛ فقال ابن عبّاسٍ، وقتادة، ومجاهدٌ، وعكرمة: أراد الخيل؛ لأنها تعدو بالفرسان وتضبح بأصواتها.
قال بعضهم: وسببها أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث خيلًا إلى بني كنانة سريّةً، فأبطأ أمرها عليه حتى أرجف بعض المنافقين، فنزلت الآية معلمةً أنّ خيله عليه الصلاة والسلام قد فعلت جميع ما في الآيات.
وقال آخرون: القسم هو بالخيل جملةً؛ لأنها تعدو ضابحةً قديمًا وحديثًا، وهي حاصرة البلاد وهادمة الممالك، وفي نواصيها الخير إلى يوم القيامة. وقال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، وابن مسعودٍ، وإبراهيم، وعبيد بن عميرٍ:
«(العاديات) في هذه الآية الإبل؛ لأنها تضبح في عدوها». وقال عليٌّ:«والقسم بالإبل العاديات من عرفة ومن المزدلفة إذا دفع الحاجّ، وبإبل غزوة بدرٍ؛ فإنه لم يكن في الغزوة غير فرسين؛ فرس المقداد وفرس الزّبير».
و(الضّبح) تصويتٌ جهيرٌ عند العدو الشديد، ليس بصهيلٍ ولا رغاءٍ ولا نباحٍ، بل هو غير المعتاد من صوت الحيوان الذي يضبح.
وحكى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنه ليس يضبح من الحيوان غير الخيل والكلاب. وهذا عندي لا يصحّ عن ابن عبّاسٍ؛ وذلك أنّ الإبل تضبح، والأسود من الحيّات، والبوم، والصّدى، والأرنب، والثعلب، والفرس، هذه كلّها قد استعملت العرب لها الضّبح، أنشد أبو حنيفة في صفة قوسٍ:
حنّانةٌ من نشمٍ أو تألب ....... تضبح في الكفّ ضباح الثّعلب
والظاهر في الآية أن القسم بالخيل أو الإبل أو بهما). [المحرر الوجيز: 8/ 672-673]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فالموريات قدحًا} قال عليّ بن أبي طالبٍ، وابن مسعودٍ رضي اللّه عنهما:
«هي الإبل؛ وذلك أنها في عدوها ترجم الحصى بالحصى فتتطاير منه النار، فذلك القدح».
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما:
«هي الخيل، وذلك بحوافرها في الحجارة، وذلك معروفٌ».
وقال عكرمة:
«الموريات قدحًا هي الألسن. فهذا على الاستعارة، أي: إنها تقدح الحجج وتظهرها».
وقال مجاهدٌ:
«الموريات قدحًا يراد به مكر الرجال».
وقال قتادة:
«الموريات: الخيل تشعل الحرب. فهي أيضًا على الاستعارة البيّنة».
وقال ابن عبّاسٍ أيضًا وجماعةٌ من العلماء:
«الكلام عامٌّ، يدخل في القسم كلّ من يظهر بقدحه نارًا، وذلك شائعٌ في الأمم طوال الدهر، وهو نفعٌ عظيمٌ من اللّه تعالى في عباده، وقد وقف عليه في قوله سبحانه: {أفرأيتم النّار الّتي تورون}. ومعناه: تظهرون بالقدح»، قال عديّ بن زيدٍ:
فقدحنا زنادنا وورينا ....... فوق جرثومةٍ من الأرض نارًا
). [المحرر الوجيز: 8/ 673]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فالمغيرات صبحًا} قال عليّ بن أبي طالبٍ وابن مسعودٍ رضي اللّه عنهما:
«هي الإبل من مزدلفة إلى منًى، أو في بدرٍ، والعرب تقول: (أغار) إذا عدا حربًا ونحوه».
وقال ابن عبّاسٍ وجماعةٌ كثيرةٌ:
«هي الخيل، واللفظة من الغارة في سبيل اللّه، وغير ذلك من سير الأمم. وعرف الغارات أنها مع الصباح؛ لأنها تسري ليلة الغارة»). [المحرر الوجيز: 8/ 674]

تفسير قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(النّقع): الغبار الساطع المثار.
وقرأ أبو حيوة: (فأثّرن) بشدّ الثاء.
والضمير في {به} ظاهره أنه للصبح المذكور، ويحتمل أن يكون للمكان والموضع الذي يقتضيه المعنى، وإن كان لم يجر له ذكرٌ، ولهذا أمثلةٌ كثيرةٌ، ومشهور (إثارة النقع) هو للخيل، ومنه قول الشاعر:
يخرجن من فرجات النّقع داميةً ....... كأنّ آذانها أطراف أقلام
وقال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه: هو هنا للإبل تثير النّقع بأخفافها). [المحرر الوجيز: 8/ 674]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {فوسطن به جمعًا} قال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، وابن مسعودٍ رضي اللّه عنه:
«هي الإبل، و(جمعٌ) هي المزدلفة».
وقال ابن عبّاسٍ وجماعةٌ:
«هي الخيل، والمراد جمعٌ من الناس هم المغزوّون». وقرأ عليٌّ، وابن مسعودٍ، وقتادة: (فوسّطن) بشدّ السّين.
وقال بشر بن أبي خازمٍ:
فوسّطن جمعهم وأفلت حاجبٌ ....... تحت العجاجة في الغبار الأقتم
وذكر الطبريّ عن زيد بن أسلم، أنه كان يكره تفسير هذه الألفاظ ويقول: هو قسمٌ أقسم اللّه تعالى به. وجمهور العلماء والأمة مفسّرون لها كما ذكرنا). [المحرر الوجيز: 8/ 674-675]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والقسم واقعٌ على قوله تعالى: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}. وروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال:
«أتدرون ما الكنود؟». قالوا: لا يا رسول اللّه. قال: «الكنود الّذي يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده».
وقد يكون في المؤمنين الكفور بالنعمة، فتقدير الآية: إن الإنسان لنعمة ربّه لكنودٌ.
و(أرضٌ كنودٌ) لا تنبت شيئًا، وقال الحسن بن أبي الحسن: الكنود: اللائم لربّه سبحانه، يعدّ السيّئات وينسى الحسنات. والكنود: العاصي بلغة كندة، ويقال للبخيل: كنودٌ. قال أبو زبيدٍ:
إن تفتني فلم أطب عنك نفسًا غير أنّي أمنى بدهرٍ كنود
وقال الفضيل: «الكنود: هو الذي تنسيه سيّئةٌ واحدةٌ حسناتٍ كثيرةً، ويعامل اللّه على عقد عوضٍ»). [المحرر الوجيز: 8/ 675]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ} يحتمل الضمير أن يعود على اللّه تعالى. وقاله قتادة، أي: وربّه شاهدٌ عليه، ونفس هذا الخبر يقتضي الشهادة بذلك، ويحتمل أن يعود على الإنسان، أي: أفعاله وأقواله وحاله المعلومة من هذه الأخلاق تشهد عليه، فهو شاهدٌ على نفسه بذلك. وهذا قول الحسن ومجاهدٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 675]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ} عائدٌ على الإنسان لا غير، والمعنى: من أجل حبّ الخير الشديد، أي: بخيلٌ بالمال ضابطٌ له، ومنه قول الشاعر:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي ....... عقيلة مال الفاحش المتشدّد
والخير: المال على عرف ذلك في كتاب اللّه تعالى.
قال عكرمة:
«الخير حيث وقع في القرآن فهو المال، ويحتمل أن يريد هنا الخير الدنيويّ من مالٍ وصحةٍ وجاهٍ عند الملوك ونحوه؛ لأنّ الكفار والجهّال لا يعرفون غير ذلك، فأمّا المحبّ في خير الآخرة فممدوحٌ مرجوٌّ له الفوز»). [المحرر الوجيز: 8/ 675-676]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أفلا يعلم} توقيفٌ على المآل والمصير: أي: أفلا يعلم مآله ومصيره فيستعدّ له؟
و(بعثرة ما في القبور): نقضه ممّا يستره والبحث عنه، وهي عبارةٌ عن البعث. وفي مصحف ابن مسعودٍ: (بحث ما في القبور)، وفي حرف أبيٍّ: (وبحثرت القبور) ). [المحرر الوجيز: 8/ 676]

تفسير قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(تحصيل ما في الصدور) تمييزه وكشفه ليقع الجزاء عليه؛ من إيمانٍ، وكفرٍ، ونيّةٍ، ويفسّره قوله عليه الصلاة والسلام:
«فيبعثون على نيّاتهم».
وقرأ يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصمٍ بفتح الحاء والصاد). [المحرر الوجيز: 8/ 676]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ استؤنف الخبر الصادق الجزم بأنّ اللّه تعالى خبيرٌ بهم يومئذٍ، وهو تعالى خبيرٌ دائمًا، لكن خصّص يومئذٍ لأنه يوم المجازاة، فإليه طمحت النفوس. وفي هذا وعيدٌ مصرّحٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 676]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
{والعاديات ضبحًا * فالموريات قدحًا * فالمغيرات صبحًا * فأثرن به نقعًا * فوسطن به جمعًا * إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ * وإنّه على ذلك لشهيدٌ * وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ * أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصّل ما في الصّدور * إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لّخبيرٌ}.
يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت، وهو الصّوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو.
{فالموريات قدحاً}. يعني اصطكاك نعلها بالصّخر، فتقدح منه النّار.
{فالمغيرات صبحاً}. يعني الإغارة وقت الصّباح، كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يغير صباحاً ويتسمّع الأذان، فإن سمع أذاناً وإلاّ أغار.
{فأثرن به نقعاً}. يعني: غباراً في مكان معترك الخيول.
{فوسطن به جمعاً}
. أي: توسّطن ذلك المكان كلّهنّ جمع.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا عبدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد اللّه: {والعاديات ضبحاً}. قال:
«الإبل».
وقال عليٌّ:
«هي الإبل». وقال ابن عبّاسٍ: «هي الخيل». فبلغ عليًّا قول ابن عبّاسٍ؛ فقال: «ما كانت لنا خيلٌ يوم بدرٍ». قال ابن عبّاسٍ: «إنّما كان ذلك في سريّةٍ بعثت».
قال ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ: حدّثنا يونس، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني أبو صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ حدّثه، قال:
«بينما أنا في الحجر جالساً،، جاءني رجلٌ فسألني عن: {العاديات ضبحاً}. فقلت له: «الخيل حين تغير في سبيل اللّه ثمّ تأوي إلى اللّيل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم».
فانفتل عنّي فذهب إلى عليٍّ رضي اللّه عنه وهو عند سقاية زمزم، فسأله عن: {العاديات ضبحاً}. فقال:
«سألت عنها أحداً قبلي؟» قال: «نعم، سألت ابن عبّاسٍ»، فقال: «الخيل حين تغير في سبيل اللّه». قال: «اذهب فادعه لي».
فلمّا وقف على رأسه قال:
«أتفتي الناس بما لا علم لك، واللّه لئن كان أوّل غزوةٍ في الإسلام بدرٌ، وما كان معنا إلاّ فرسان: فرسٌ للزّبير، وفرسٌ للمقداد، فكيف تكون العاديات ضبحاً، إنّما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منًى».
قال ابن عبّاسٍ:
«فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال عليٌّ -رضي اللّه عنه- ».
وبهذا الإسناد عن ابن عبّاسٍ قال:
«قال عليٌّ: «إنّما {العاديات ضبحاً}: من عرفة إلى المزدلفة، فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النّيران». وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ: «هي الخيل».
وقد قال بقول عليٍّ: إنّها الإبل. جماعةٌ، منهم إبراهيم وعبيد بن عميرٍ. وبقول ابن عبّاسٍ آخرون،، منهم مجاهدٌ وعكرمة وعطاءٌ وقتادة والضّحّاك، واختاره ابن جريرٍ.
قال ابن عبّاسٍ وعطاءٌ:
«ما ضبحت دابّةٌ قطّ إلاّ فرسٌ أو كلبٌ». وقال ابن جريجٍ: عن عطاءٍ، سمعت ابن عبّاسٍ يصف الضّبح: أح أح.
قال أكثر هؤلاء في قوله: {فالموريات قدحاً}: يعني: بحوافرها.
وقيل: أسعرن الحرب بين ركبانهنّ. قاله قتادة.
وعن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ: {فالموريات قدحاً}. يعني: مكر الرّجال.
وقيل: هو إيقاد النّار إذا رجعوا إلى منازلهم من اللّيل.
وقيل: المراد بذلك نيران القبائل. وقال من فسّرها بالخيل: هو إيقاد النّار بالمزدلفة.
قال ابن جريرٍ:
«والصّواب الأوّل: أنّها الخيل حين تقدح بحوافرها».
وقوله: {فالمغيرات صبحاً}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة:
«يعني: إغارة الخيل صبحاً في سبيل اللّه». وقال من فسّرها بالإبل: هو الدّفع صبحاً من المزدلفة إلى منًى.
وقالوا كلّهم في قوله: {فأثرن به نقعاً}: هو المكان الذي حلّت فيه، أثارت به الغبار ؛؛ إمّا في حجٍّ أو غزوٍ.
وقوله: {فوسطن به جمعاً}. قال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ،، وعطاءٌ وعكرمة وقتادة والضّحّاك:
«يعني جمع الكفّار من العدوّ».
ويحتمل أن يكون: فوسطن بذلك المكان جميعهنّ، ويكون {جمعاً} منصوباً على الحال المؤكّدة، وقد روى أبو بكرٍ البزّار ههنا حديثاً:
فقال: حدّثنا أحمد بن عبدة، حدّثنا حفص بن جميعٍ، حدّثنا سماكٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال:
«بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلاً، فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبرٌ؛ فنزلت: {والعاديات ضبحاً}: ضبحت بأرجلها».
{فالموريات قدحاً}
: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً.
{فالمغيرات صبحاً}: صبّحت القوم بغارةٍ.
{فأثرن به نقعاً}. أثارت بحوافرها التّراب.
{فوسطن به جمعاً}
.
«قال: صبّحت القوم جميعاً»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 465-467]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}. هذا هو المقسم عليه، بمعنى أنّه بنعم ربّه لجحودٌ كفورٌ.
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وإبراهيم النّخعيّ وأبو الجوزاء وأبو العالية وأبو الضّحى وسعيد بن جبيرٍ ومحمّد بن قيسٍ والضّحّاك والحسن وقتادة والرّبيع بن أنسٍ وابن زيدٍ: {الكنود}:
«الكفور». قال الحسن: «هو الذي يعدّ المصائب وينسى نعم ربّه».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«{إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}». قال: «الكنود: الّذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده».
رواه ابن أبي حاتمٍ من طريق جعفر بن الزّبير، وهو متروكٌ، فهذا إسنادٌ ضعيفٌ.
وقد رواه ابن جريرٍ أيضاً من حديث حريز بن عثمان، عن حمزة بن هانئٍ، عن أبي أمامة موقوفاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ}. قال قتادة وسفيان الثّوريّ:
«وإنّ اللّه على ذلك لشهيدٌ».
ويحتمل أن يعود الضّمير على الإنسان، قاله محمد بن كعبٍ القرظيّ، فيكون تقديره: وإنّ الإنسان على كونه كنوداً لشهيدٌ، أي: بلسان حاله. أي: ظاهرٌ ذلك عليه في أقواله وأفعاله، كما قال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ}. أي: وإنّه لحبّ الخير -وهو المال- لشديدٌ، وفيه مذهبان:
أحدهما: أنّ المعنى: وإنّه لشديد المحبّة للمال.
والثاني: وإنّه لحريصٌ بخيلٌ،، من محبّة المال. وكلاهما صحيحٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مزهّداً في الدّنيا ومرغّباً في الآخرة ومنبّهاً على ما هو كائنٌ بعد هذه الحال وما يستقبله الإنسان من الأهوال: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور}. أي: أخرج ما فيها من الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وحصّل ما في الصّدور}. قال ابن عبّاسٍ وغيره: يعني:
«أبرز وأظهر ما كانوا يسرّون في نفوسهم»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لخبيرٌ}. أي: لعالمٌ بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون، ومجازيهم عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 467]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة