تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وثمود (42) وقوم إبراهيم وقوم لوطٍ (43) وأصحاب مدين وكذّب موسى فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم فكيف كان نكير}.
يقول تعالى ذكره مسلّيًا نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم عمّا يناله من أذى المشركين باللّه، وحاضًّا له على الصّبر على ما يلحقه منهم من السّبّ والتّكذيب: وإن يكذّبك يا محمّد هؤلاء المشركون باللّه على ما آتيتهم به من الحقّ والبرهان، وما تعدهم من العذاب على كفرهم باللّه، فذلك سنّة إخوانهم من الأمم الخالية المكذّبة رسل اللّه المشركة باللّه، ومنهاجهم من قبلهم، فلا يصدّنّك ذلك، فإنّ العذاب المهين من ورائهم، ونصري إيّاك وأتباعك عليهم آتيهم من وراء ذلك، كما أتى عذابي على أسلافهم من الأمم الّذين من قبلهم بعد الإمهال إلى بلوغ الآجال {فقد كذّبت قبلهم} يعني: مشركي قريشٍ؛ قوم نوحٍ، وقوم عادٍ، وثمودٍ، وقوم إبراهيم وقوم لوطٍ، وأصحاب مدين، وهم قوم شعيبٍ. يقول: كذّب كلّ هؤلاء رسلهم فقيل: {وكذّب موسى} ولم يقل: ( وقوم موسى )، لأنّ قوم موسى بنو إسرائيل، وكانت قد استجابت له، ولم تكذّبه، وإنّما كذّبه فرعون وقومه من القبط. وقد قيل: إنّما قيل ذلك كذلك، لأنّه ولد فيهم، كما ولد في أهل مكّة). [جامع البيان: 16/588-589]
تفسير قوله تعالى: (وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وثمود (42) وقوم إبراهيم وقوم لوطٍ (43) وأصحاب مدين وكذّب موسى فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم فكيف كان نكير}.
يقول تعالى ذكره مسلّيًا نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم عمّا يناله من أذى المشركين باللّه، وحاضًّا له على الصّبر على ما يلحقه منهم من السّبّ والتّكذيب: وإن يكذّبك يا محمّد هؤلاء المشركون باللّه على ما آتيتهم به من الحقّ والبرهان، وما تعدهم من العذاب على كفرهم باللّه، فذلك سنّة إخوانهم من الأمم الخالية المكذّبة رسل اللّه المشركة باللّه، ومنهاجهم من قبلهم، فلا يصدّنّك ذلك، فإنّ العذاب المهين من ورائهم، ونصري إيّاك وأتباعك عليهم آتيهم من وراء ذلك، كما أتى عذابي على أسلافهم من الأمم الّذين من قبلهم بعد الإمهال إلى بلوغ الآجال {فقد كذّبت قبلهم} يعني: مشركي قريشٍ؛ قوم نوحٍ، وقوم عادٍ، وثمودٍ، وقوم إبراهيم وقوم لوطٍ، وأصحاب مدين، وهم قوم شعيبٍ. يقول: كذّب كلّ هؤلاء رسلهم فقيل: {وكذّب موسى} ولم يقل: ( وقوم موسى )، لأنّ قوم موسى بنو إسرائيل، وكانت قد استجابت له، ولم تكذّبه، وإنّما كذّبه فرعون وقومه من القبط. وقد قيل: إنّما قيل ذلك كذلك، لأنّه ولد فيهم، كما ولد في أهل مكّة). [جامع البيان: 16/588-589] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وثمود (42) وقوم إبراهيم وقوم لوطٍ (43) وأصحاب مدين وكذّب موسى فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم فكيف كان نكير}.
يقول تعالى ذكره مسلّيًا نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم عمّا يناله من أذى المشركين باللّه، وحاضًّا له على الصّبر على ما يلحقه منهم من السّبّ والتّكذيب: وإن يكذّبك يا محمّد هؤلاء المشركون باللّه على ما آتيتهم به من الحقّ والبرهان، وما تعدهم من العذاب على كفرهم باللّه، فذلك سنّة إخوانهم من الأمم الخالية المكذّبة رسل اللّه المشركة باللّه، ومنهاجهم من قبلهم، فلا يصدّنّك ذلك، فإنّ العذاب المهين من ورائهم، ونصري إيّاك وأتباعك عليهم آتيهم من وراء ذلك، كما أتى عذابي على أسلافهم من الأمم الّذين من قبلهم بعد الإمهال إلى بلوغ الآجال {فقد كذّبت قبلهم} يعني: مشركي قريشٍ؛ قوم نوحٍ، وقوم عادٍ، وثمودٍ، وقوم إبراهيم وقوم لوطٍ، وأصحاب مدين، وهم قوم شعيبٍ. يقول: كذّب كلّ هؤلاء رسلهم فقيل: {وكذّب موسى} ولم يقل: ( وقوم موسى )، لأنّ قوم موسى بنو إسرائيل، وكانت قد استجابت له، ولم تكذّبه، وإنّما كذّبه فرعون وقومه من القبط. وقد قيل: إنّما قيل ذلك كذلك، لأنّه ولد فيهم، كما ولد في أهل مكّة). [جامع البيان: 16/588-589] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأمليت للكافرين} يقول: فأمهلت لأهل الكفر باللّه من هذه الأمم، فلم أعاجلهم بالنّقمة والعذاب. {ثمّ أخذتهم} يقول: ثمّ أحللت بهم العقاب بعد الإملاء {فكيف كان نكير} يقول: فانظر يا محمّد كيف كان تغييري ما كان بهم من نعمةٍ، وتنكّري لهم عمّا كنت عليه من الإحسان إليهم، ألم أبدلهم بالكثرة قلّةً؟ وبالحياة موتًا وهلاكًا؟ وبالعمارة خرابًا؟ يقول: فكذلك فعلي بمكذّبيك من قريشٍ، وإن أمليت لهم إلى آجالهم، فإنّي منجزك وعدي فيهم، كما أنجزت غيرك من رسلي وعدي في أممهم، فأهلكناهم، وأنجيتهم من بين أظهرهم). [جامع البيان: 16/589]
تفسير قوله تعالى: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن جريج عن عطاء في قوله تعالى وقصر مشيد قال مجصص). [تفسير عبد الرزاق: 2/39]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن هلال بن حباب عن عكرمة وقصر مشيد قال المجصص). [تفسير عبد الرزاق: 2/39]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وبئر معطلة قال عطلها أهلها وتركوها وقصر مشيد قال كان أهله شيدوه وحصنوه فهلكوا فتركوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/40]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله خاوية قال خربة ليس فيها أحد). [تفسير عبد الرزاق: 2/40]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال مجاهدٌ: {مشيدٌ} [الحج: 45] : «بالقصّة جصٌّ»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ مشيدٌ بالقصّة جصٌّ وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله وقصرٍ مشيد قال بالقصّة يعني الجصّ والقصّة بفتح القاف وتشديد الصّاد هي الجصّ بكسر الجيم وتشديد المهملة ومن طريق عكرمة قال المشيد المجصّص قال والجصّ في المدينة يسمّى الشّيد وأنشد الطّبريّ قول امرئ القيس وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ ولا أجمًا إلّا مشيدًا بجندل ومن طريق قتادة قال كان أهله شيّدوه وحصّنوه وقصّة القصر المشيد ذكر أهل الأخبار أنّه من بناء شدّاد بن عادٍ فصار معطّلًا بعد العمران لا يستطيع أحدٌ أن يدنو منه على أميالٍ ممّا يسمع فيه من أصوات الجنّ المنكرة). [فتح الباري: 8/440]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {مشيد} بالقصة جص
قال عبد ثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بهذا). [تغليق التعليق: 4/260]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وقال مجاهدٌ {مشيدٌ} بالقصّة) أي قال مجاهد في قوله تعالى: {وبئر معطلة وقصر مشيد} (الحج: 45) إن معناه: قصر مشيد، يعني: معمول بالشيد، بكسر الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وبالدال المهملة: وهو الجص، بكسر الجيم وفتحها. وهو الكلس. وفي (المغرب) : الجص تعريب كج، وقال الجوهري: تقول: شاده يشيده جصصه. وقال قتادة والضّحّاك وربيع: قصر مشيد أي طويل، وعن الضّحّاك: إن هذه البئر إنّما كانت بحضرموت في بلدة يقال لها حاضورا، وذلك أن أربعة آلاف نفر ممّن آمن بصالح عليه السّلام، لما نجوا من العذاب أتوا حضرموت ومعهم صالح عليه الصّلاة والسّلام، فلمّا حضروه مات صالح فسميت حضرموت لأن صالحا لما مات بنوا حاضورا وقعدوا على هذه البئر وأمروا عليهم رجلا يقال له جلهس بن جلاس بن سويد وجعلوا وزيره سخاريب ابن سواده فأقاموا دهراً وتناسلوا حتّى نموا وكثروا ثمّ عبدوا الأصنام وكفروا باللّه تعالى، فأرسل الله إليهم نبيا يقال له حنظلة ابن صفوان كان جمالاً فيهم فقتلوه في السّوق فأهلكهم الله تعالى وعطلت بئرهم وخربت قصورهم). [عمدة القاري: 19/67]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد): مما وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عنه ({مشيد}) في قوله: {وبئر معطلة وقصر مشيد} [الحج: 45]. أي (بالقصة) بفتح القاف والصاد المهملة المشددة ولأبي ذر جص بكسر الجيم وتشديد الصاد المهملة والرفع أي هي جص وهذه ثابتة لأبي ذر والمشيد بكسر المعجمة الجص وهو الكلس وقيل المشيد المرفوع البنيان، والمعنى كم من قرية أهلكنا وكم بئر عطلنا عن سقاتها وقصر مشيد أخليناه عن ساكنيه وجعلنا ذلك عبرة لمن اعتبر، وقيل إن البئر المعطلة والقصر المشيد باليمن ولكل أهل فكفروا فأهلكهم الله وبقيا خاليين.
وذكر الإخباريون أن القصر من بناء شداد بن عاد فصار معطلًا لا يستطيع أحد أن يقرب منه على أميال مما يسمع فيه من أصوات الجن المنكرة). [إرشاد الساري: 7/243-244]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {بئرٍ معطلةٍ} قال: البئر الّتي قد تركت). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 118]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: الشّديد البناء وشهق). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 118]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فكأيّن من قريةٍ أهلكناها وهي ظالمةٌ فهي خاويةٌ على عروشها وبئرٍ معطّلةٍ وقصرٍ مشيدٍ}.
يقول تعالى ذكره: وكم يا محمّد من قريةٍ أهلكت أهلها وهم ظالمون؛ يقول: وهم يعبدون غير من ينبغي أن يعبد، ويعصون من لا ينبغي لهم أن يعصوه.
وقوله: {فهي خاويةٌ على عروشها} يقول: فباد أهلها وخلت، وخوت من سكّانها، فخربت وتداعت، وتساقطت على عروشها؛ يعني على بنائها وسقوفها.
- كما حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {فهي خاويةٌ على عروشها} قال: " خواؤها: خرابها، وعروشها: سقوفها ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {خاويةٌ} قال: " خربةٌ ليس فيها أحدٌ ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة مثله.
وقوله: {وبئرٍ معطّلةٍ} يقول تعالى: فكأيّن من قريةٍ أهلكناها، ومن بئرٍ عطّلناها، بإفناء أهلها، وهلاك وارديها، فاندفنت وتعطّلت، فلا واردة لها، ولا شاربة منها، ومن {قصرٍ مشيدٍ} رفيعٍ بالصّخور والجصّ، قد خلا من سكّانه، بما أذقنا أهله من عذابنا بسوء فعالهم، فبادوا، وبقي قصورهم المشيّدة خاليةً منهم.
والبئر والقصر مخفوضان بالعطف على القرية.
وكان بعض نحويّي الكوفة يقول: هما معطوفان على العروش بالعطف عليها خفضًا، وإن لم يحسن فيهما، على لأن العروش أعالي البيوت، والبئر في الأرض، وكذلك القصر؛ لأنّ القرية لم تخو على القصر، ولكنّه أتبع بعضه بعضًا، كما قال: {وحورٌ عينٌ كأمثال اللّؤلؤ}.
فمعنى الكلام على ما قال هذا الّذي ذكرنا قوله في ذلك: فكأيّن من قريةٍ أهلكناها وهي ظالمةٌ، فهي خاويةٌ على عروشها، ولها بئرٌ معطّلةٌ، وقصرٌ مشيدٌ، ولكن لمّا لم يكن مع البئر رافعٌ، ولا عامل فيها، أتبعها في الإعراب العروش، والمعنى ما وصفت.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {وبئرٍ معطّلةٍ} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وبئرٍ معطّلةٍ} قال: " الّتي قد تركت. وقال غيره: لا أهل لها ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وبئرٍ معطّلةٍ} قال: " عطّلها أهلها، تركوها ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {وبئرٍ معطّلةٍ} قال: " لا أهل لها ".
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {وقصرٍ مشيدٍ} فقال بعضهم: معناه: وقصرٍ مجصّصٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني مطر بن محمّدٍ الضّبّيّ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا سفيان، عن هلال بن خبّابٍ، عن عكرمة، في قوله: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: " مجصّصٍ ".
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن هلال بن خبّابٍ، عن عكرمة، مثله.
- حدّثني محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ قال: حدّثني غالب بن فائدٍ قال: حدّثنا سفيان، عن هلال بن خبّابٍ، عن عكرمة، مثله.
- حدّثني الحسين بن محمّدٍ العنقزيّ قال: حدّثني أبي، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، عن عكرمة، في قوله: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: " مجصّصٍ ".
- حدّثني مطر بن محمّدٍ قال: حدّثنا كثير بن هشامٍ قال: حدّثنا جعفر بن برقان قال: " كنت أمشي مع عكرمة فرأى حائط آجرٍّ مصهرجٍ، فوضع يده عليه وقال: هذا المشيد الّذي قال اللّه ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن هلال بن خبّابٍ، عن عكرمة: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: " المجصّص " قال عكرمة: " والجصّ بالمدينة يسمّى الشيد ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: " بالقصّة أو الفضّة ".
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: " بالقصّة، يعني: بالجصّ ".
- حدّثنا القاسم. قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا الحسن، أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، في قوله: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: " مجصّصٍ ".
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن الثّوريّ، عن هلال بن خبّابٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: " مجصّصٍ " هكذا هو في كتابي: عن سعيد بن جبيرٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقصرٍ رفيعٍ طويلٍ.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وقصرٍ مشيدٍ} قال: " كان أهله شيّدوه وحصّنوه، فهلكوا وتركوه ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {وقصرٍ مشيدٍ} يقول: " طويلٍ ".
وأولى القولين في ذلك بالصّواب: قول من قال: عني بالمشيد المجصّص، وذلك أنّ الشّيد في كلام العرب هو الجصّ بعينه؛ ومنه قول الرّاجز:
كحية الماء بين الطّيّ والشّيد
فالمشيد: إنّما هو مفعولٌ من الشّيد؛ ومنه قول امرئ القيس:
وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ = ولا أطمًا إلاّ مشيدًا بجندل
يعني بذلك: إلاّ بالبناء بالشّيد والجندل.
وقد يجوز أن يكون معنيًّا بالمشيد: المرفوع بناؤه بالشّيد، فيكون الّذين قالوا: عني بالمشيد الطّويل، نحوا بذلك إلى هذا التّأويل؛ ومنه قول عديّ بن زيدٍ:
شاده مرمرًا وجلّله كلـ سًا = فللطّير في ذراه وكور
وقد تأوّله بعض أهل العلم بلغات العرب، بمعنى المزيّن بالشّيد، من: شدته أشيده. إذا زيّنته به، وذلك شبيهٌ بمعنى من قال مجصّصٌ). [جامع البيان: 16/589-595]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وقصر مشيد قال يعني بالقصة). [تفسير مجاهد: 427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمه فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {فهي خاوية على عروشها} قال: خربة ليس فها أحد {وبئر معطلة} قال: عطلها أهلها وتركوها {وقصر مشيد} قال شيدوه وحصنوه فهلكوا وتركوه). [الدر المنثور: 10/503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {وبئر معطلة} قال: التي تركت لا أهل لها). [الدر المنثور: 10/503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وقصر مشيد} قال: هو المجصص). [الدر المنثور: 10/503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {وقصر مشيد} قال: شيد بالجص والآجر، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول:
شاده مرمرا وجلله * كلسا فللطير في ذراه وكور). [الدر المنثور: 10/503-504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {وقصر مشيد} قال: بالقصة). [الدر المنثور: 10/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن عطاء {وقصر مشيد} قال: مجصص). [الدر المنثور: 10/504]