فوائد متفرّقة في الناسخ والمنسوخ
أوّل ما نسخ من القرآن
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت:410 هـ): (باب ذكر ما جاء من النّسخ في الشّريعة على التوالي
اعلم أن أول النّسخ في الشّريعة أمر الصّلاة ثمّ القبلة ثمّ الصّيام الأول ثمّ الزّكاة ثمّ الإعراض عن المشركين ثمّ الأمر بجهادهم ثمّ أعلام الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وسلم) ما يفعله به ثمّ أمره بقتال المشركين ثمّ أمره بقتال أهل الكتاب {حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} ثمّ ما كان أهل العقود عليه من المواريث فنسخه بقوله {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض} ثمّ هدم منار الجاهليّة وان لا يخالطوا المسلمين في حجهم ثمّ نسخ الله المعاهدة الّتي كانت بينه وبينهم بالأربعة الأشهر بعد يوم النّحر الّذي أرسل فيه النّبي صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه بها إلى الموسم وأردفه بأبي هريرة رضي الله عنه فأذن بها في الحج فهذا جملة التّرتيب). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:30]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):(وقال العلماء: أول ما نسخ الصلاة إلى بيت المقدس، وهذا يدل على أن المكي ليس فيه منسوخ؛ لأن البقرة مدنية ). [جمال القراء : 247]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد وغيره عن ابن عباس، قال: (أول ما نسخ من القرآن نسخ القبلة).
وأخرج أبو داود في ناسخه من وجه آخر عنه، قال: (أول آية نسخت من القرآن القبلة ثم الصيام الأول)). [الإتقان في علوم القرآن : 1452]
ترتيب الناسخ والمنسوخ
قالَ جلالُ الدينِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (الثانية: ليس في القرآن ناسخ إلا والمنسوخ قبله في الترتيب إلا آية العدة السابقة – وقوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد..} الآية [الأحزاب: 52]، نسخها قوله تعالى:
{يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك..} الآية [الأحزاب: 50]، وهي قبلها في الترتيب، قيل: وقوله تعالى: {خذ العفو} الآية [الأعراف: 199] يعني: الفضل من أموالهم، فإنه منسوخ بآية الزكاة، قالوا: وهي من عجيب المنسوخ فإن أولها وآخرها وهو: {وأعرض عن الجاهلين} الآية [الأعراف: 199] منسوخ ووسطها وهو: {وأمر بالعرف} الآية [الأعراف: 199] محكم ). [التحبير في علم التفسير: 252-253]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(فوائد منثورة
قال بعضهم: ليس في القرآن ناسخ إلا والمنسوخ قبله في الترتيب إلا في آيتين آية العدة في البقرة، وقوله: {لا يحل لك النساء} الآية [الأحزاب: 52] تقدم.
وزاد بعضهم ثالثة، وهي آية الحشر في الفيء على رأي من قال: إنها منسوخة بآية الأنفال: {واعلموا أنما غنمتم من شيء} الآية [الأنفال: 41].
وزاد قوم رابعة، وهي قوله: {خذ العفو} الآية [الأعراف: 199] يعني الفضل من أموالهم على رأي من قال إنها منسوخة بآية الزكاة). [الإتقان في علوم القرآن:1450]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (ونزول المنسوخ بمكّة كثير ونزول النّاسخ بالمدينة كثير).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:30]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(قال مكي: وعلى هذا فلم يقع في المكي ناسخ.
قال: وقد ذكر أنه وقع في آيات منها: قوله تعالى في سورة غافر: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا} الآية [غافر: 7]، فإنه ناسخ لقوله: {ويستغفرون لمن في الأرض} الآية [الشورى: 5].
قلت: أحسن من هذه نسخ قيام الليل في أول سورة المزمل بآخرها أو بإيجاب الصلوات الخمس وذلك بمكة اتفاقا ). [الإتقان في علوم القرآن: 1453]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وأما نسخ المكي المكي فلم يتفق عليه). [جمال القراء : 247]
أطول المنسوخ مكثاً
قالَ جلالُ الدينِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (الرابعة: قال السدي: لم يمكث منسوخ مدة أكثر من قوله تعالى: {قل ما كنت بدعاً من الرسل...} الآية [الأحقاف: 9]، مكثت ست عشرة سنة حتى نسخها أول الفتح عام الحديبية). [التحبير في علم التفسير: 254]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وقال السدي: لم يمكث منسوخ مدة أكثر من قوله تعالى: {قل ما كنت بدعا من الرسل} الآية [الأحقاف: 9] مكثت ست عشرة سنة حتى نسخها أول الفتح عام الحديبية). [الإتقان في علوم القرآن : 1450]