رقية النبي صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ
حديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما
قالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ (ت: 179هـ): (عن ابنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نفسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ. قالَتْ: فلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُه كُنْتُ أنا أَقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ عليه بِيَمِينِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِها). [الموطأ: 2/942-943]
-قَالَ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمدٍ ابنُ عبدِ البَرِّ النَّمَرِيُّ (ت: 463هـ): (مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، قَالَتْ: فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ، كُنْتُ أَنَا أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ عَلَيْهِ بِيَمِينِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.
هَكَذَا رَوَى هَذَا الحَدِيثَ جَمَاعَةٌ، رَوَاهُ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ وَغَيْرِ المُوَطَّأِ بِإِسْنَادِهِ.
وَبَعْضُهُمْ قَالَ: وَ"يَتْفُلُ" فِي مَكَانِ "يَنْفُثُ".
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِيهِ بِـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإِخْلاصُ: 1] وَالمُعَوِّذَتَيْنِ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا كَثِيرًا مِنْ طُرُقِهِ وَأَلْفَاظِهِ فِي التَّمْهِيدِ.
وَرَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكٍ فَاخْتَصَرَهُ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ، وَلَيْسَ فِي الحَدِيثِ أَكْثَرُ مِنْ مَعْنَى النَّفْثِ وَالتَّفْلِ، وَتَعْيِينِ المُعَوِّذَتَيْنِ.
وَالتَّفْلُ: مَا فِيهِ بُصَاقٌ يَرْمِيهِ الرَّاقِي بِرِيحِ فَمِهِ.
وَقِيلَ: التَّفْلُ البُصَاقُ نَفْسُهُ، وَالنَّفْثُ مَا لا بُصَاقَ فِيهِ.
وحَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ القَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ المَيَانَجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ.
وحَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بْنُ الخَضِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، قَالا: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهُويَهْ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ مَالِكٍ بِإِسْنَادِهِ بِلَفْظِ وَكِيعٍ، ذَكَرْنَاهُ فِي التَّمْهِيدِ). [الاسْتِذْكَارُ:27/30-31]
-قَالَ سُليمَانُ بنُ خَلَفٍ البَاجِيُّ(ت:474هـ): ( ( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهَا رَضِي اللهُ عَنْهَا فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ تُرِيدُ ضَعُفَ عَنِ القِرَاءَةِ، أَوْ عَنِ القِرَاءَةِ فِي يَدَيْهِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَكُنْت أَنَا أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَرَوَى مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فَلَمَّا أُثْقِلَ كُنْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ فَلَمَّا اشْتَكَى أَمَرَنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ قَالَتْ وَكُنْت أَمْسَحُ بِيَمِينِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا إشَارَةً إِلَى أَنَّهَا كَانَتْ تَتَنَاوَلُ ذَلِكَ مِنْهُ لِضَعْفِهِ عَنِ الانْفِرَادِ بِذَلِكَ وَاللهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ). [المنتقى: ]
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا). [صحيح البخاري: كتاب التفسير/ باب فضل المعوذات]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أَخْبَرَنَا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ، عَنْ مالكٍ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوةَ، عَنْ عائشةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشتَكَى، يقرَأُ عَلَى نفسِهِ بالمُعوِّذاتِ، ويَنْفُثُ، فلمَّا اشتدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أقرَأُ عَلَيْهِ وأمسَحُ عَلَيْهِ بيدِهِ رجاءَ بركتِهَا).[ذيل تفسير النسائي: 2/627-628]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أَخْبَرَنَا أبو الحَسَنِ السَّرَخْسِيُّ، أَخْبَرَنَا زاهرُ بنُ أحمدَ، أَخْبَرَنَا أبو إسحاقَ الهاشميُّ، أَخْبَرَنَا أبو مُصعَبٍ، عن مالِكٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نفسِه بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ، فلمَّا اشْتَدَّ وَجَعُه كنتُ أَقرأُ عليه وأَمْسَحُ عنه بيدِه رجاءَ برَكَتِهما). [معالم التنزيل: 728]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ العَرَبِيِّ (ت: 543هـ): (وَفِي الصَّحِيحِ وَاللفْظُ لِلْبُخَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي المَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالمُعَوِّذَتَيْنِ)، قَالَتْ عَائِشَةُ: (فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا).
قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: كَيْفَ يَنْفُثُ؟ قَالَ: يَنْفُثُ عَلَى يَدَيْهِ وَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ مَالِكٌ: هُمَا مِن القُرْآنِ. وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي كِتَابِ المُشْكِلَيْنِ). [أحكام القرآن: 4/1997]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي الرُّقْيَةِ بهما مِنَ المَرَضِ
(طا, خ, ق, س): عن عائشةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إذا اشتَكَى يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ, ويَنفُثُ، فلَمَّا اشتَدَّ وَجَعُه كُنْتُ أقرَأُ عليه, وأَمسَحُ عليه بيَدِه رَجاءَ برَكَتِها).[لمحات الأنوار: 3/1173]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (مـ): وعنها قالتْ: كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أحَدٌ مِن أهْلِ بَيْتِه نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ, فلمَّا مَرِضَ مرَضَه الذي ماتَ فيه جَعَلْتُ أنْفُثُ عليه وأمسَحُ بيَدِ نفْسِه؛ لأنها كانتْ أعظَمَ برَكَةً مِن يَدِي). [لمحات الأنوار: 3/1173-1174]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (خ): عن عُروةَ عن عائشةَ قالتْ: كان رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مَرِضَ يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ). [لمحات الأنوار: 3/1174]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (عد): وعنه عنها أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اشتَكَى قَرَأَ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ وتَفَلَ أو نَفَثَ). [لمحات الأنوار: 3/1174]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (وفي صحيحِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ عن عائِشَةَ, أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إِذَا اشْتَكَى قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ ويَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وأَمْسَحُ عنه بيدِهِ؛ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.
النَّفْثُ: النفخُ لَيْسَ معَه رِيقٌ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/253]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ): (عنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدَيْهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهِمَا. أَخْرَجَهُ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ. وَلَهُمَا بِمَعْنَاهُ). [لباب التأويل: 4/504]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقالَ الإمامُ مالِكٌ: عَنِ ابْنِ شِهابٍ, عن عُرْوَةَ, عن عَائِشَةَ, أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ كانَ إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِه بالمُعَوِّذَتَيْنِ ويَنْفُثُ, فلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُه كُنْتُ أَقْرَأُ عليهِ وأَمْسَحُ بيَدِهِ عليهِ رَجاءَ برَكَتِهَا.
ورواهُ البُخارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوسُفَ, ومُسلِمٌ عن يَحْيَى بنِ يَحْيَى, وأبو دَاوُدَ عن القَعْنَبِيِّ, والنَّسائِيُّ عن قُتَيْبَةَ. ومِن حديثِ ابنِ القاسِمِ وعِيسَى بنِ يُونُسَ وابنُ مَاجَهْ مِن حديثِ مَعْنٍ وبِشْرِ بنِ عُمَرَ, ثَمَانِيَتُهم عن مَالِكٍ, بهِ). [تفسير القرآن العظيم: 8/3906]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ المُعَوِّذَتَيْنِ وَتَفَلَ، أَوْ نَفَثَ). [الدر المنثور: 15/791]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وعنْ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كلَّ ليلةٍ جمعَ كفيْهِ فنفثَ فيهما وقرأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ}[الناس: 1] ثمَّ مسحَ بهما ما استطاعَ مِن جسدِهِ يبدأُ بهما رأسَهُ ووجهَهُ وما أقبلَ مِن جسدِهِ يصنعُ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، وعنها أيضًا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إذا اشتكى يقرأُ على نفسِهِ بالمعوِّذتينِ وينفثُ فلمَّا اشتدَ وجعُهُ كنتُ أقرأُهُما عليهِ وأمسحُ عنهُ بيدِهِ رجاءَ برَكَتِها). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأَخْرَجَ مَالِكٌ في المُوَطَّأِ عَنِ ابنِ شهابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عائشةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إِذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نفسِهِ بالمعوذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ عَلَيْهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهِمَا. وَأَخْرَجَهُ البخاريُّ وَمسلمٌ في صَحِيحِهِمَا مِنْ طريقِ مالِكٍ بالإِسنادِ المذكورِ). [فتح القدير: 5/756]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وعنْ عائشةَ قَالَتْ: (إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إِذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نفسِهِ بالمعوذتَيْنِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ عَلَيْهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا). أَخْرَجَهُ مَالِكٌ في المُوَطَّأِ، وَهوَ في الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طريقِ مَالِكٍ). [فتح البيان: 15/455]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَشْقَرُ (ت:1430هـ): (وَأَخْرَجَ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِي عَلَيْهِ؛ رَجَاءَ بَرَكَتِهِمَا). [زبدة التفسير: 604]
حديث آخر عن عائشة
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثنا يَحْيَى بنُ غَيْلانَ، قالَ: حَدَّثنا المُفَضَّلُ، قالَ: حَدَّثني عُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ الأَيْليُّ، عن ابنِ شهابٍ، عن عُروةَ بنِ الزُّبيرِ،عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أَتَى إلى فِرَاشِه في كُلِّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فيهما، وقرَأَ فيهما: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ مسَحَ بهما ما استطاعَ من جَسَدِه، يَبْدَأُ بهما على رأسِه ووجهِه وما أقبلَ من جَسَدِه، يفعَلُ ذلكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ).[مسند الإمام أحمد: 41/347]
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثنا أبو عبدِ الرحمنِ، حَدَّثنا سَعِيدٌ – يعني ابنَ أبي أَيُّوبَ - حَدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابنِ شِهَابٍ، عن عُرْوةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن عائشةَ قالَتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أرادَ النومَ جَمَعَ يديهِ فيَنْفُثُ فيهما، ثُمَّ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَه ورأسَه وسائرَ جَسدِه.
قالَ عُقَيلٌ: ورأيتُ ابنَ شِهَابٍ يَفْعَلُ ذلكَ). [مسند الإمام أحمد: 42/116]
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [صحيح البخاري: كتاب التفسير/ باب فضل المعوذات]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [عمل اليوم والليلة: 462]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا مُوسَى بنُ هَارُونَ ومُحَمَّدُ بْنُ العَبَّاسِ المُؤَدِّبُ، قالا: ثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عن عُقَيلٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، فَقَرَأ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ يَنْفُثُ فِيهِمَا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا على رَأْسِهِ ووَجْهِهِ ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ). [كِتابُ الدعاءِ: 2/917]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الغَلابِيُّ، ثنا العَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِالمُعَوِّذَاتِ ويَمْسَحُ بِهِمَا جَسَدَهُ). [كِتابُ الدعاءِ: 2/917]
قالَ أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ (ت: 489هـ): (وقد وَرَدَ في الأخبارِ المعروفةِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أَرادَ أن يَنامَ قَرَأَ سورةَ الإخلاصِ والمُعَوِّذَتَيْنِ، ويَنْفُثُ في كَفَّيْهِ، ثم يَمْسَحُ بكَفَّيْهِ ما استطاعَ مِن جَسَدِه، ويَبدأُ بوَجْهِه ورأسِه). [تفسير القرآن: 6/308]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الصَّمَدِ الجُوزْجانيُّ، أَخْبَرَنَا أبو القاسِمِ عليُّ بنُ أحمدَ الخُزاعيُّ، أَخْبَرَنَا أبو سعيدٍ الهيْثَمُ بنُ كُلَيْبٍ الشاشيُّ، أَخْبَرَنَا أبو عيسى التِّرمذيُّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ بنُ فَضالةَ، عن عُقيلٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ قالَتْ: كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أَوَى إلى فِراشِه كلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ فنَفَثَ فيهما، فقَرَأَ فيهما: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثم يَمْسَحُ بهما ما استطاعَ من جَسَدِه، يَبْدَأُ بهما على رَأْسِه ووَجْهِه وما أَقْبَلَ من جَسَدِه. يَفْعَلُ ذلك ثلاثَ مَرَّاتٍ). [معالم التنزيل: 728]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودِ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا على رَأْسِهِ ووَجْهِهِ ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [مَصَابِيحُ السُّنَّةِ: 2/116]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: كانَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أوَى إلى فِراشِه جَمَعَ كَفَّيْهِ ونَفَثَ فِيهِما وقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ، ثمَّ مَسَحَ بهما ما اسْتَطَاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ برأسِه ووَجْهِه، ثمَّ ما أَقْبَلَ مِن جسدِه، يَفْعَلُ ذَلكَ ثَلاثًا). [المحرر الوجيز: 15/615]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (ما جاءَ في قِراءَتِهِنَّ عنْدَ النَّوْمِ
(خ, ت): عن عائشةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيلةٍ جَمَعَ كفَّيْهِ ثم نَفَثَ فِيهِمَا, فقَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ}[الفلق: 1]، و{قلْ أعوذُ بربِّ الناسِ} [الناس: 1] ثم يَمْسَحُ بهما ما استطاعَ مِن جَسَدِه يَبدأُ بهما على رأْسِه ووَجْهِه وما أقبَلَ مِن جسَدِه, يَفعلُ ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
قالَ أَبُو عِيسَى: هذا حديثٌ حسَنٌ غريبٌ صحيحٌ). [لمحات الأنوار: 3/1152]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي قِراءَتِهما عندَ النَّوْمِ
(زي): عن عائشةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها قالتْ: كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أَرادَ النَّوْمَ جَمَعَ يَدَيْهِ فنَفَثَ فيهما بـ {قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ} [الفلق: 1] و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس: 1] ثم مَسَحَ بهما رأْسَه وجَسَدَه. قَالَ عُقَيْلٌ: رأيتُ ابنَ شِهابٍ يَصنَعُ ذلك). [لمحات الأنوار: 3/1176-1177]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ): ((ق) عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تعالى عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ يَنْفُثُ فِيهِمَا فَيَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1]وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ منْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ). [لباب التأويل: 4/503-504]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت: 745هـ): (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أوَى إِلى فراشِهِ جَمَعَ كَفَّيْهِ وَنَفَثَ فيهما وَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، ثمَّ مَسَحَ بهما ما اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ؛ يَبْدَأُ بِرَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَما أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثًا). [البحر المحيط: 8/765]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت: 745هـ): (وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا آوَى إِلَى فِرَاشِهِ جَمَعَ كَفَّيْهِ وَنَفَثَ فِيهِمَا وَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِرَأْسِهِ وَوَجْهِهِ ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثًا). [النهر الماد: 1320]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيُّ (ت: 748هـ): (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّمِيمِيُّ، وأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللهِ بْنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ قِرَاءَةً، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَنَا حَكَمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَنَا الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ، عن عُقَيْلٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: (كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأ فِيهِمَا، {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]. ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، بَدَأَ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، ومَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ مِثْلَهُ). [سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ: 5/348-349].
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيُّ (ت: 748 هـ): (أخبَرَنا مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ السلامِ التَّمِيمِيُّ، وأحمدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تاجِ الأُمَناءِ قِرَاءةً، عن عبدِ المُعِزِّ بنِ مُحمَّدٍ، أنْبَأَنا أبو الفَضْلِ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ، أنْبَأَنَا مُحَلِّمُ بنُ إسماعيلَ، أنبأنا الخَلِيلُ بنُ أحمدَ السِّجْزِيُّ، حَدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ إسحاقَ، حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنا المُفَضَّلُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشةَ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ثم مَسَحَ بِهما ما استطاعَ من جَسَدِه، بدَأَ بهما على رأسِه ووَجْهِه، وما أقبلَ من جَسَدِه، يَفْعَلُ ذلكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عن قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيدٍ مِثْلَه.
وقدْ وقَعَ لنا جُمْلةٌ صالحةٌ من عالِي حديثِ الزُّهْرِيِّ).[سير أعلام النبلاء: 5/349]
قالَ ابْنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 751 هـ): (وفي الصحيحين عن عائشةَ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا آوَى إلى فِراشِه نَفَثَ في كَفَّيْهِ بـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ثم يَمْسَحُ بهما وَجْهَهُ وما بَلَغَتْ يَدَاه من جَسَدِه قالَتْ عائشةُ: فلَمَّا اشْتَكَى كان يَأْمُرُنِي أنْ أَفْعَلَ ذلك به). [بدائع الفوائد: 2/198-199] (م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (حَدِيثٌ آخَرُ في الاسْتِشْفَاءِ بِهِنَّ.
قالَ البُخارِيُّ: حدَّثنَا قُتَيْبَةُ، حدَّثنَا المُفَضَّلُ، عن عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ كانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِه كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثم نَفَثَ فِيهِمَا فقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]، ثم يَمْسَحُ بهما ما اسْتطاعَ مِن جَسَدِه، يَبْدَأُ بهما على رَأْسِه ووَجْهِه وما أَقْبَلَ مِن جَسَدِه، يَفْعَلُ ذلك ثلاثَ مَّراتٍ.
وهكذا رواهُ أهلُ السُّننِ مِن حديثِ عُقَيْلٍ بهِ). [تفسير القرآن العظيم: 8/3900]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وتقدَّمَ حديثُ عائِشَةَ, أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ, ويَنْفُثُ في كَفَّيْهِ ويَمْسَحُ بِهِمَا رَأْسَه ووَجْهَهُ وما أَقْبَل مِن جَسَدِه). [تفسير القرآن العظيم: 8/3905]
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (عَنِ الجَمَاعَةِ -إِلا النَّسَائِيَّ وَالدَّارِمِيَّ- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ المُعَوِّذَاتِ و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَجَسَدَهُ، فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ. وَفِي رِوَايَةٍ نَحْوَهُ، وَفِيهَا: يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ)[المعتمد في المنقول: 2/508]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَجَبٍ الحَنْبَلِيُّ (ت: 795 هـ): (وقَدْ ثبَتَ في صحيحِ البُخاريِّ، عن عَائشةَ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَرَأَها مَعَ المُعَوِّذَتَيْنِ، ومَسَحَ ما اسْتَطاعَ مِنْ جَسَدِهِ).[تفسير سورة الإخلاص] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلُوفٍ الثَّعَالِبِيُّ (ت: 875 هـ):(وَفِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]. ثُمَّ مَسَحَ بهما مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بهما مِنْ رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا). [الجواهر الحسان: 5/642]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، والبخاريُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [النَّاس:1]، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ،يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). [الدر المنثور: 15/770]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وعنْ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كلَّ ليلةٍ جمعَ كفيْهِ فنفثَ فيهما وقرأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]ثمَّ مسحَ بهما ما استطاعَ مِن جسدِهِ يبدأُ بهما رأسَهُ ووجهَهُ وما أقبلَ مِن جسدِهِ يصنعُ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيمِ الأَشْمُونِيُّ (ت: ق11هـ): (وقَدْ كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أوَى إلى فراشِهِ جمعَ كَفَّيْهِ ونَفَثَ فيهمَا وقرأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ ثمَّ مسحَ بهما ما استطاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ برأسِهِ ووجهِهِ وما أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يفعلُ ذلكَ ثلاثًا). [منار الهدى:311]
قالَ أَبو الثَّناءِ مَحْمُودُ بنُ عبدِ اللهِ الآلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (وأَخْرَجَ البخاريُّ وأبو داوُدَ والنَّسائيُّ وابنُ ماجهْ, عن عائشةَ, أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ تعالى عليه وسَلَّمَ كان إذا أَوَى إلى فِراشِه كلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثم نَفَثَ فيهما فقَرَأَ فيهما {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ثم يَمسَحُ بهما ما استطاعَ مِن جَسَدِه يَبْدَأُ بهما على رأسِه وعلى وَجْهِه وما أَقْبَلَ مِن جَسَدِه يَفعلُ ذلك ثلاثَ مَرَّاتٍ). [روح المعاني: 29/279]
مسألة: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يسترقي عائشة؟
قالَ ابْنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 751 هـ): (وفي الصحيحين عن عائشةَ: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا آوَى إلى فِراشِه نَفَثَ في كَفَّيْهِ بـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ثم يَمْسَحُ بهما وَجْهَهُ وما بَلَغَتْ يَدَاه من جَسَدِه قالَتْ عائشةُ: فلَمَّا اشْتَكَى كان يَأْمُرُنِي أنْ أَفْعَلَ ذلك به).
قلتُ: هكذا رواه يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ، ذكَرَه البخاريُّ، ورواه مالِكٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ عنها ((أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اشْتَكَى يَقرأُ على نفسِه بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ، فلما اشْتَدَّ وَجَعُه كنتُ أَقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ عليه بِيَدِه، رَجَاءَ بَرَكَتِها)) وكذلك: قالَ مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُروةَ عنها ((أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَنْفُثُ على نفسِه في مَرَضِه الذي قُبِضَ فيه بالمُعَوِّذَاتِ، فلما ثَقُلَ كنتُ أنا أَنْفُثُ عليه بِهِنَّ وأَمْسَحُ بيدِه نفسَه لِبَرَكَتِها)) فسألْتُ ابنَ شِهابٍ كيف كان يَنْفُثُ؟ قالَ: يَنْفُثُ على يَدَيْهِ ثم يَمْسَحُ بهما وَجْهَه. ذَكَرَه البخاريُّ أيْضًا، وهذا هو الصوابُ، أنَّ عائشةَ كانت تَفْعَلُ ذلك، والنبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يَأْمُرْها، ولم يَمْنَعْهَا من ذلك.
وأمَّا أن يكونَ اسْتَرْقَى وطَلَبَ منها أن تَرْقِيَه فلا، ولعلَّ بعضَ الرُّواةِ راوه بالمعنى، فظَنَّ أنها لَمَّا فَعَلَتْ ذلك وأَقَرَّهَا على رُقْيَتِه أن يكون مُسْتَرْقِيًا، فليس أحدُهما بمعنى الآخَرِ، ولعلَّ الذي كان يَأمرُها به إنما هو المَسْحُ على نفسِه بيدِه، فيكونُ هو الرَّاقِيَ لنفسِه، ويَدُه لَمَّا ضَعُفَتْ عن التَّنَقُّلِ على سائرِ بدَنِه أَمَرَها أن تَنْقُلَها على بدنِه، ويكونُ هذا غيرَ قِراءتِها هي عليه ومَسْحِها على يديه، فكانت تَفْعَلُ هذا وهذا.
والذي أَمَرَها به إنما هو تَنَقُّلُ يَدِه لا رُقْيَتُه، واللهُ أعلَمُ). [بدائع الفوائد: 2/198-199]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي الرُّقْيَةِ بهما مِنَ المَرَضِ
(طا، خ، ق، س): عن عائشةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ إذا اشتَكَى يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ، ويَنفُثُ، فلَمَّا اشتَدَّ وَجَعُه كُنْتُ أقرَأُ عليه، وأَمسَحُ عليه بيَدِه رَجاءَ برَكَتِها). [لمحات الأنوار: 3/1173]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (مـ): وعنها قالتْ: كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أحَدٌ مِن أهْلِ بَيْتِه نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ، فلمَّا مَرِضَ مرَضَه الذي ماتَ فيه جَعَلْتُ أنْفُثُ عليه وأمسَحُ بيَدِ نفْسِه؛ لأنها كانتْ أعظَمَ برَكَةً مِن يَدِي). [لمحات الأنوار: 3/1173-1174]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (خ): عن عُروةَ عن عائشةَ قالتْ: كان رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مَرِضَ يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ ويَنْفُثُ). [لمحات الأنوار: 3/1174]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ( (عد): وعنه عنها أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اشتَكَى قَرَأَ على نفْسِه بالمُعَوِّذَاتِ وتَفَلَ أو نَفَثَ). [لمحات الأنوار: 3/1174]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيُّ (ت: 748 هـ): (عن عَائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالتْ: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إذا مَرِضَ أحَدٌ من أهْلِه نَفَثَ عليه بالمُعوِّذَاتِ) ).[الطب النبوي: 282]
حديث أم المؤمنين ميمونة
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ ابْنِ أَخِي مَيْمُونَةَ الهِلالِيَّةِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ مَيْمُونَةَ قَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَتْ: ((بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ)) ). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه أحمد والنسائي والطحاوي والطبراني وابن حبان، كلهم من طرق عن معاوية بن صالح عن أزهر عن ابن السائب عن ميمونة رضي الله عنها به، وقال ابن حبان: الصواب أزهر بن سعد لا سعيد).
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قالَ ابنُ ماجَهْ مُحَمَّدُ بنُ يزيدَ القَزْوينِيُّ(ت: 273هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبَّادٍ عَنِ الجُرَيْرِىِّ عَنْ أَبي نَضْرَةَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الجَانِّ وَأَعْيُنِ الإِنْسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ أَخَذَهُمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ). [سنن ابن ماجه:كتاب الطب/باب من استرقى من العين]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيسَى بنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الكُوفِيُّ حَدَّثَنَا القَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ المُزَنِيُّ عَنِ الجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا.
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي البَاب عَنْ أَنَسٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ). [جامع الترمذي: 5/122]
قالَ أحمَدُ بنُ شُعَيبِ بنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ قال ثَنَا القَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ الجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ منْ عينِ الإنسَانِ وعَينِ الجَانِّ حتَّى نَزَلَتِ المعوِّذَتَانِ فلَمَّا نَزَلَتا أَخَذَ بهِنَّ وتَرَكَ مَا سِوَاهُنَّ). [السنن الكبرى:4/442]
قالَ أحمَدُ بنُ شُعَيبِ بنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا هلالُ بن العَلاءِ قالَ حدَّثنا سعيدُ بنُ سُليمانَ قالَ حدَّثنَا عبَّادٌ عنِ الجُرَيْرِيِّ عنْ أبي نَضْرَةَ عن أبي سَعِيدٍ قال: كانَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتعَوَّذُ من عينِ الجانِّ وعينِ الإنسِ فلمَّا نزَلَتِ المعوذتانِ أخذَ بهمَا وتَرَكَ ما سِوَى ذلكَ).[السنن الكبرى:4/458]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:(أبو نضرة هو المنذر بن مالك العبدي، والجُرَيْريُّ هو أبو مسعود سعيد بن إياس البصريُّ محدث أهل البصرة في زمانه، وهما من رجال الصحيحين، والحديث صححه الألباني في عدة مواضع من كتبه)
قالَ ابْنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 751 هـ): (وفي التِّرْمِذِيِّ أَيضًا من حديثِ الجَريريِّ، عن أبي هُريرةَ، عن أبي سعيدٍ قالَ: (كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ من الجَانِّ وعينِ الإنسانِ حتى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ، فلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَهما وتَرَكَ ما سِوَاهما).
قالَ: وفي البابِ عن أَنَسٍ، وهذا حديثٌ غريبٌ). [بدائع الفوائد: 2/198]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وتقدَّمَ في آخرِ سُورَةِ (ن) مِن حديثِ أبي نَضْرَةَ, عن أبي سعيدٍ, أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ كانَ يَتَعَوَّذُ مِن أَعْيُنِ الجَانِّ وعَيْنِ الإِنْسَانِ, فلمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتانِ أَخَذَ بِهِمَا وتَرَكَ مَا سِوَاهُما. رواهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ وابنُ ماجَهْ, وقالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/3906]
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (عَنِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَالنَّسَائِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الجَانِّ وَعَيْنِ الإنْسِ، فَلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ)[المعتمد في المنقول: 2/508]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَاتُ فَأَخَذَ بهَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهَا.
وَهَذَا لا يَدُلُّ عَلَى المنعِ مِنَ التَّعَوُّذِ بغَيْرِ هَاتَيْنِ السُّورَتَينِ، بَلْ يَدُلُّ عَلَى الأَوْلَوِيَّةِ وَلا سِيَّمَا مَعَ ثُبُوتِ التَّعَوُّذِ بغَيْرِهِمَا، وَإِنَّمَا اجْتَزَأَ بهِمَا لِمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِن جَوَامِعِ الاسْتِعَاذَةِ مِن كُلِّ مَكْرُوهٍ جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً). [فتح الباري:10/195]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ والنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الجانِّ وَمِنْ عَيْنِ الإنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ المُعَوِّذَتَيْنِ أَخَذَهُما وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ). [الدر المنثور: 15/787]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هكذا قال: (سورة المعوذتين) والذي في السنن (المعوذتان) ولم أجد هذا اللفظ في شيء من روايات هذا الحديث، إلا أن يكون في تفسير ابن مردويه.
وهو مخالف لما في صحيح مسلم وغيره من حديث عقبة بن عامر من تسميتهما سورتين.
وقد تبعه على هذا الشوكاني وصديق حسن خان).
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَابنُ مَرْدُويَه وَالبيهقيُّ عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عينِ الجانِّ، وَمن عَيْنِ الإِنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سورةُ المعوذتَيْنِ أَخَذَ بهما وَتَرَكَ مَا سِوَى ذلكَ). [فتح القدير: 5/756]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشَّوْكانِيُّ (ت: 1250هـ): ( (وَكانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَاهُمَا) ت، س.
الحَديثُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ، كَما قالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ، وَهوَ مِنْ حَديثِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: (كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا).
قالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَريبٌ، وَأَخْرَجَهُ ابنُ مَاجَهْ مِنْ حَديثِهِ أيضًا.
وَفي الحَديثِ دَليلٌ عَلَى أنَّ الاسْتِعاذَةَ بِهاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ أَوْلَى مِنَ الاسْتِعاذَةِ بِغَيْرِهِما، لَكِنْ لا في مُطْلَق الاسْتِعاذَة بَلْ في التَّعَوُّذِ مِنَ الجانِّ وَعَيْنِ الإِنْسانِ). [تُحْفَةُ الذّاكِرينَ: 330-332]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وأَخْرَجَ الترمذيُّ وَحَسَّنَهُ وَابنُ مَرْدُوَيَهْ وَالبَيْهَقِيُّ عَنْ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عينِ الجانِّ وَمن عينِ الإِنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سورةُ المعوذتَيْنِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَى ذلكَ). [فتح البيان: 15/454]
قالَ عَطِيَّة مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (روَى ابنُ كَثِيرٍ حديثَ أبي سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَعْيُنِ الجِنِّ والإِنْسِ، فلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بهما وتَرَكَ ما سِوَاهُما. رَوَاه التِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ وابنُ ماجَهْ، وقالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صحيحٌ). [تتمة أضواء البيان: 9/70]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَشْقَرُ (ت:1430هـ): (أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِن عَيْنِ الجَانِّ، وَمِنْ عَيْنِ الإنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَتَا المُعَوِّذَتَيْنِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ). [زبدة التفسير: 604]
ما جاء في رقية النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالمعوذتين لما سُحر
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (سبق الحديث عن هذه المسألة في سبب نزول المعوذتين فراجعه إن شئت).
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي تَعَوُّذِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقِرَاءَتِه بهما على نفْسِه حينَ سَحَرَتْهُ اليَهودُ.
(حـ): عن حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ أنَّ يَهوديَّةً سَحَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأَتاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ فقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّ يَهوديَّةً سَحَرَتْكَ، وجَعَلَتْهُ في بئْرِ بُضَاعَةَ، فأرْسِلْ رَجُلينِ مِن أخَصِّ أهْلِكَ وأصحابِكَ يَستَخْرِجانِهِ، فبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكْرٍ وعُمَرَ، فاسْتَخْرَجاهُ، فقالَ جِبريلُ عليه السلامُ: اقرَأْ يا مُحمَّدُ، قَالَ: ((وَمَا أَقْرَأُ))؟ قَالَ: اقرَأْ {قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ} [الفلق: 1] فحُلَّتْ عُقدةٌ مِنَ السِّحْرِ، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 2] فحُلَّتْ عُقْدَةٌ {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}[الفلق: 3] فحُلَّتْ عُقدةٌ {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ} [الفلق: 4] فحُلَّتْ عُقدةٌ {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}[الفلق: 5]فحُلَّتْ عُقدةٌ. ثم قَالَ: اقْرَأْ. قَالَ ((وَمَا أَقْرَأُ؟)) قَالَ: اقْرَأْ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] فحُلَّتْ عُقدةٌ {مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ}[الفلق: 6] فحُلَّتِ العُقَدُ كُلُّها، وبَرِئَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اضْطَجَعَ ثمانِيَ عَشْرَةَ ليلةً، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: ((مَا تُعُوِّذَ بِمِثْلِهِمَا)).
(قُلتُ): خَرَّجَه أبو محمَّدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حاتمٍ الرَّازِيُّ في كتابِ الدُّعاءِ عن يُونُسَ بنِ عبدِ الأَعْلَى قَالَ: نا ابنُ وَهْبٍ قَالَ: أخْبَرَني حفْصُ بنُ مَيْسَرةَ، عن أبي سُفيانَ أنَّ يَهوديَّةً سَحَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلمَّا مَضَى ثمانِيَ عَشْرَةَ ليلةً أَتاهُ جِبريلُ عليه السلامُ فقالَ: يا محمَّدُ، إنَّ يَهوديَّةً سَحَرَتْكَ، وجَعلَتْ لكَ سِحْرًا في بني بَيَاضَةَ، فأَرْسِلْ مِن أَخَصِّ أهلِكَ وأصحابِكَ رجُلينِ يَستخْرِجانِ السِّحْرَ، فبعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكْرٍ وعُمَرَ، فاستخْرَجَا ذلك السِّحْرَ، ونزَلَ جِبريلُ فقالَ: يا محمَّدُ اقْرَأْ. قَالَ: ((وَمَا أَقْرَأُ؟)) قَالَ: اقْرَأْ: {قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ} [الفلق: 1] الحديثَ بِمِثْلِ ما تَقَدَّمَ). [لمحات الأنوار: 3/1174-1176]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُودٍ النَّسَفِيُّ (ت: 710هـ):(رُوِيَ أنه عَلَيهِ السلامُ سُحِرَ؛ فمَرِضَ، فجاءَه مَلَكَانِ وهو نائِمٌ، فَقالَ أَحَدُهما لِصَاحِبِه: ما بَالُه؟ فقال: طُبَّ. قال: ومَنْ طَبَّه؟ قال: لَبِيدُ بنُ أَعْصَمَ اليهوديُّ. قال: وبِمَ طَبَّه؟ قال: بمُشْطٍ ومُشَاطَةٍ في جُفِّ طَلْعَةٍ تَحتَ رَاعُوفَةٍ في بِئرِ ذِي أَرْوانَ. فانْتَبَهَ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ فبعَثَ زُبَيْرًا وعَلِيًّا وعمَّارًا رضِيَ اللهُ عَنْهُم، فنَزَحُوا ماءَ البِئرِ، وأخرَجوا الجُفَّ، فإذَا فيه مُشاطَةُ رَأسِه وأَسنانٌ مِن مُشْطِه، وإذَا فيه وَتَرٌ مُعَقَّدٌ فِيه إحدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً مَغْرُوزةً بالإبَرِ، فنَزَلَتْ هاتانِ السُّورتَانِ، فكُلَّمَا قرَأ جِبريلُ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حتَّى قام صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ عندَ انْحلالِ العُقْدَةِ الأخيرةِ كأنَّمَا نُشِطَ من عِقالٍ، وجعَلَ جِبريلُ يَقولُ: بِاسْمِ اللهِ أرْقِيكَ واللهُ يَشْفِيكَ من كلِّ داءٍ يُؤْذِيكَ.
ولهذَا جُوِّزَ الاسْتِرقاءُ بما كانَ مِن كِتابِ اللهِ، وكلامِ رسولِه عليه السَّلامُ، لا بِمَا كان بالسُّرْيَانِيَّةِ والعِبْرَانيَّةِ والهِنْدِيَّةِ؛ فإنَّه لا يَحِلُّ اعْتِقادُه والاعتمادُ عَلَيه). [مدارك التنزيل:3/2016]
قَالَ ابْنُ المُلَقِّنِ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ (ت: 804هـ): (كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قدْ سَحَره لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ في إحدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً؛ فنَزَلَتِ المُعَوِّذَتانِ إِحْدَى عَشْرَةَ آيةً، فقَرَأها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فشُفِيَ من السِّحْرِ). [تفسير غريب القرآن: 603]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِن اليَهُودِ فَاشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ وَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِن اليَهُودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ فِي بِئْرِ فُلانٍ. فَأَرْسَلَ عَلِيًّا، فَجَاءَ بِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْيَحُلَّ العُقَدَ وَيَقْرَأَ آيَةً، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيَحُلُّ حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ). [الدر المنثور: 15/792-793]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (قَالَ فِي شَرْحِ المِشْكَاةِ: لَمَّا سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَشْفَى بِالمُعَوِّذَتَيْنِ؛ لأَنَّهُمَا مِنَ الجَوَامِعِ فِي هَذَا البَابِ). [إرشاد الساري: 7/441]