العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي استثناء المشيئة

استثناء المشيئة

استثناء المشيئة {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} جاء في ثماني آيات الظاهر في كثير منها الاستثناء المتصل، من أعم الأوقات.
وقيل فيها بالاستثناء المنقطع؛ كما قيل في بعضها: إن الاستثناء يراد به التأبيد.
{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} جاء في خمس آيات، [ما] فيها ظرفية وظاهر الاستثناء الاتصال. وقيل فيها بالانقطاع، كما قيل في بعضها: إن الاستثناء يراد به التأبيد.

الآيات
1- {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا} [6: 80].
استثناء منقطع عند ابن عطية، والقرطبي، والحوفي.
وجعله الزمخشري متصلا مستثنى من عموم الأوقات، وجوز أبو البقاء الاتصال والانقطاع، وعلى الاتصال مستثنى من عموم الأحوال، أي لا أخافها في كل حال إلا في هذه الحال.
وأعرب الجمل المنقطع مبتدأ محذوف الخبر.
ونصب المصدر السؤول من [أن] والفعل على الظرفية أو على الحالية مما يمنعه سيبويه وسبق لأبي حيان ذكر ذلك.
[الكشاف:2/25]، [العكبري:1/140]، [القرطبي:3/2465]، [الخازن:2/32]، [الجمل:2/54]، [أبو السعود:2/114] [استثناء مفرغ من عموم الأوقات].
2- {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [6: 111].
استثناء متصل من محذوف هو علة وسبب، التقدير: ما كانوا ليؤمنوا لشيء من الأشياء إلا لمشيئة الله، أو من عموم الأحوال.
وقيل: الاستثناء منقطع، والمصدر المؤول مبتدأ خبره محذوف.
[البحر:4/206]، [العكبري:1/144]، [القرطبي:3/2502]، [الجمل:2/77] [أبو السعود:2/128].
3- {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} [7: 89].
الاستثناء متصل من أعم الأوقات، أو من أعم الأحوال، وقيل: منقطع.
وقال ابن عطية: ويحتمل أن يريد بذلك معنى الاستبعاد؛ كما تقول: لا أفعل ذلك حتى يشيب الغراب، وحتى يلج الجمل في سم الخياط، وقد علم امتناع ذلك، فهي إحالة على مستحيل.
وهذا التأويل إنما هو للمعتزلة، مذهبهم أن الكفر ليس بمشيئة الله.
[البحر:4/343 –344]، [الكشاف:2/76]، [القرطبي:3/2686]، [العكبري:1/156]، [الجمل:2/163].
4- {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [12: 76].
الاستثناء منقطع، أي لكن بمشيئة الله أخذه بشريعة يعقوب، وهي تقضي بأن الاسترقاق جزاء السارق.
وقيل الاستثناء متصل من أعم الأحوال، [البحر:5/332]، [الجمل:2/465]، [أبو السعود:3/85]، [البيضاوي:ص241].
5- {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [76: 30].
الاستثناء متصل من أعم الأوقات، أو من أعم الأحوال.
[البحر:8/401 –402]، [الكشاف:4/172]، [العكبري:2/147].
6- {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [74: 56].
في [العكبري:2/145]: «إلا وقت مشيئة الله».
[الكشاف:4/162]، [الجمل:4/437].
7- {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [81: 29].
[البحر:8/435]، [الكشاف:4/192].
8- {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [18: 23-24].
الزمخشري: الاستثناء متعلق بالنهي على أحد وجهين:
أحدهما: ولا تقولن ذلك القول إلا أن يشاء الله أن تقوله بأن يأذن لك فيه.
الثاني: في موضع الحال، يعني إلا ملتبسا بمشيئة الله، أو يكون في معنى كلمة تأبيد.
ابن عطية: على حذف أداة الاستثناء والمستثنى. التقدير: إلا أن تقول: إلا أن يشاء الله أو على حذف القول، التقدير: إلا أن تقول: إن شاء الله، وهو رأي الفراء.
السهيلي: على حذف أداة الاستثناء والمستثنى، أي إلا قائلا إلا أن يشاء الله.
ابن هشام: الصواب: أن الاستثناء مفرغ وأن المستثنى مصدر، أو حال أي إلا قولا مصحوبا بأن يشاء الله، أو إلا ملتبسا بأن يشاء الله.
والباء محذوفة من [أن]. وقال بعضهم: يجوز أن يكون {أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} كلمة تأبيد، أي لا تقولنه أبدا.
[معاني القرآن:2/138]، [الكشاف:2/386]، [الروض الأنف:1/193]، [العكبري:2/53]، [البحر:6/115]، [المغني:2/171–172]، [الجمل:3/18]، [أبو السعود:3/248]، [حاشية الصبان:2/46–47]، [القرطبي:5/4002]، [البيان:2/105].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص362]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات {إلا ما شاء الله}

آيات {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}
1- {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [6: 128].
في [القرطبي:3/252]: «استثناء ليس من الأول. قال الزجاج: يرجع إلى يوم القيامة، أي خالدين في النار إلا ما شاء الله من مقدار حشرهم من قبورهم، ومقدار مدتهم في الحساب ؛ فالاستثناء منقطع.
وقيل: يرجع الاستثناء إلى النار، أي إلا ما شاء الله من تعذيبكم بغير النار في بعض الأوقات.
وقال ابن عباس: الاستثناء لأهل الإيمان. فما على هذا بمعنى [من].
[الكشاف:2/39]، [العكبري:1/146]، [البحر:4/221]، [الخازن:2/56]، [الجمل:2/90].
2- {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [7: 188].
في [البحر:4/436]: «الاستثناء متصل، أي إلا ما شاء الله من تمكيني منه فإني أملكه بمشيئة الله».
وقال ابن عطية: الاستثناء منقطع. ولا حاجة لدعوى الانقطاع مع إمكان الاتصال».
[الكشاف:2/108]، [العكبري:1/162]، [أبو السعود:2/218].
3- {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [10: 49].
في [البحر:5/165]: «ظاهره أنه استثناء متصل، أي إلا ما شاء الله أن أملكه وأقدر عليه.
وقال الزمخشري: هو استثناء منقطع، أي ولكن ما شاء الله من ذلك كان».
[الكشاف:2/193]، [الجمل:2/348]، [أبو السعود:2/332]، [القرطبي:4/3189].
4- {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [11: 107].
في [الكشاف:2/235]: «فإن قلت: فما معنى الاستثناء في قوله: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}، وقد ثبت خلود أهل الجنة والنار في الأبد من غير استثناء؟
قلت: هو استثناء من الخلود في عذاب النار، ومن الخلود في نعيم الجنة، وذلك أن أهل النار لا يخلدون في عذاب النار وحده، بل يعذبون بالزمهرير، وبأنواع أخرى من العذاب، وبما هو أغلظ منها كلها، وهو سخط الله عليهم، وخسؤه لهم، وإهانته إياهم.
وكذلك أهل الجنة لهم سوى الجنة ما هو أكبر منها، وأجل موقعا وهو رضوان الله، كما قال: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} ولهم ما يتفضل الله به عليهم سوى ثواب الجنة مما لا يعرف كنهه إلا هو، فهو المراد بالاستثناء».
وفي [البحر:5/263–264]: «والظاهر أن قوله: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} استثناء من الزمان الدال عليه قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} والمعنى: إلا الزمان الذي شاءه الله تعالى..
ويمكن أن يكون هذا الزمان المستثنى هو الزمان الذي يفصل الله بين الخلق يوم القيامة، إذا كان الاستثناء من الكون في النار والجنة ؛ لأنه زمان يخلو فيه الشقي والسعيد من دخول النار أو الجنة.
وأما إن كان الاستثناء من الخلود فيمكن ذلك بالنسبة لأهل النار، ويكون الزمان المستثنى هو الزمان الذي فات أهل النار العصاة من المؤمنين الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة، فليسوا خالدين فيها..
ويكون {الَّذِينَ شَقُوا} شاملا الكفار وعصاة المسلمين.
وأما بالنسبة لأهل الجنة فلا يتأتى منهم ما يتأتى في أهل النار؛ إذ ليس منهم من يدخل الجنة ثم لا يخلد فيها..
ويجوز أن يكون استثناء من الضمير المستكن في الجار والمجرور، أو في {خَالِدِينَ}، وتكون [ما] واقعة على ما يعقل.. ويكون المستثنى في قصة النار عصاة المؤمنين، وفي قصة الجنة هم أو أصحاب الأعراف..
وقيل: [إلإ] بمعنى الواو. وقيل: بمعنى سوى».
ذكر القرطبي في الاستثناء عشرة أوجه [4/2327–2330].
وانظر [معاني القرآن:2/28]، [تأويل مشكل القرآن:ص54-55]، [العكبري:2/24]، [البرهان للزركشي:3/49-51]، [الخازن:2/271–372]، [أبو السعود:3/45]، [الجمل:2/417-418].
5- {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَىٰ * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ} [87: 6-7].
في [البحر:8/458-459]: « والظاهر أنه استثناء مقصود. قال الحسن وقتادة وغيرهما: مما قضى الله نسخه وأن ترتفع تلاوته وحكمه..
وقيل: إلا ما شاء الله أن يغلبك النسيان عليه، ثم يذكرك به بعد؛ كما قال عليه الصلاة والسلام حين سمع قراءة بشير: لقد ذكرني كذا وكذا آية في سورة كذا وكذا...
وقال الفراء وجماعة: هذا استثناء صلة في الكلام على سنة الله تعالى في الاستثناء، وليس ثم شيء أبيح استثناؤه، وأخذ الزمخشري هذا القول...
وقول الفراء والزمخشري يجعل الاستثناء كلا استثناء، وهذا لا ينبغي أن يكون في كلام الله تعالى، بل ولا في كلام فصيح.
ومفهوم الآية في غاية الظهور، وقد تعسفوا في فهمها. والمعنى: أنه تعالى أخبر أنه سيقرئه وأنه لا ينسى إلا ما شاء الله فإنه ينساه إما بالنسخ، وإما أن يسن، وإما على أن يتذكر وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم معصوم من النسيان فيما أمر بتبليغه، فإن وقع نسيان فيكون على وجه من الوجوه الثلاثة».
انظر [الكشاف:4/204]، [القرطبي:8/7108–7109]، [الخازن:4/397]، [أبو السعود:5/256]، [الجمل:4/513].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص365]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة