تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (روي عن ابن عباس رحمه الله في تفسير المني والمذي والودي.
قال: فالمني: هو الغليظ الذي يكون منه الولد.
والمذي: الذي يكون من الشهوة تعرض بالقلب، أو من الشيء يراه الإنسان أو من ملاعبة أهله.
والودي: الذي يخرج بعد البول ففي هذين الوضوء: [الودي والمذي]، وفي المني وحده الغسل. ويقال من المني: أمنيت بالألف، لا أعرف فيه غير ذلك ومنه قول الله تبارك وتعالى: {أفرأيتم ما تمنون} بضم التاء ولم أسمع أحدا قرأها بالفتح.
وأما المذي ففيه لغتان: مذيت وأمذيت.
وأما الودي فلم أسمع بفعل اشتق منه إلا في حديث يروى عن عائشة رحمة الله عليها). [غريب الحديث: 4/196-197]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: إذا ضمهُ منى فإنما سميت منى لما يمنى فيها من الدم، يقالُ في المني - وهي النطفة - منى الرجلُ وأنى، والقراءةُ: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} و(ما تَمْنُونَ) ويقال: مذى الرجلُ وأمذى، وودى وأودى، فقولهم: ودى، يعني البلةَ التي تكونُ في عقبِ البولِ كالمذي، وأما المذي فيعتري من الشهوةِ والحركةِ.
وقال علي بن أبي طالب رحمه الله: كل فحلٍ مذاءٌ.
ومن كلام العرب: كل فحلٍ يمذي وكل أنثى تقذي؛ وهو أن يكون منها مثل المذي ولمَنَى موضعٌ آخر، يقال: منى الله لك خيرًا، أي قدر لك خيرًا، ويقال: منى اللهُ أن ألقى فلانًا، أي قدرَ، والمنيةٌ من ذا، يقال: لقيض فلانٌ منيته، أي ما قدرَ له من الموت، فأما المنيئة بالهمزة فهي المدبغةُ، وهي المكان الذي يدبغ فيه). [الكامل: 2/777-778]
تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) }
تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) }
تفسير قوله تعالى: {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) }
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) }
تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) }
تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) }
تفسير قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقال جل ثناؤه: {فظلتم تفكهون} فقال: في اللغة، تفكهون، أي: تندمون. وتفكهون أيضا: تلذذون من التلذذ). [الأضداد: 141]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *فكه* قال الله عز وجل: {فظلتم تفكهون} أي: تندمون، وتفكهون أيضا تلذذون، وكان أبو حزام العكلي يقرأ (فظلتم تفكنون)، ويقولون تفكهون من الفاكهة). [كتاب الأضداد: 51]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث زيد بن ثابت -رحمه الله- أنه كان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله وأزمتهم في المجلس.
حدثناه أبو معاوية عن الأعمش عن ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت.
قوله: من أفكه الناس، الفاكه في غير شيء، وهو ههنا: المازح،
والاسم منه: الفكاهة، وهي المزاحة.
والفاكه -في غير هذا-: الناعم، وكذلك يروى في قوله تعالى: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} فالفاكه: الناعم والفكه: المعجب فأما قوله: {فظلتم تفكهون} فهو من غير هذا، يروى أنه تندمون). [غريب الحديث: 5/178-179]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وقال بعض أهل اللغة أيضا: المتفكه من الأضداد، يقال: رجل متفكه، إذا كان متنعما مسرورا، ورجل متفكه، إذا كان حزينا متندما، قال الله عز وجل: {فظلتم تفكهون}، فمعناه تندمون. وعكل تقول: (تفكنون) بالنون. ويقال: معنى قوله جل وعز: {تفكهون}: تعجبون مما وقع بكم في زرعكم، يقال: قد فكه الرجل يفكه، إذا عجب، أنشد اللحياني أبو الحسن:
ولقد فكهت من الذين تقاتلوا = يوم الخميس بلا سلاح ظاهر
أراد: عجبت.
ويقال: رجل فكه، إذا كان يأكل الفاكهة، وفاكه، إذا كثرت عنده الفاكهة، قال الشاعر:
فكه على حين العشي إذا = خوت النجوم وضن بالقطر
ويقال: رجل فكه وفاكه، إذا كان معجبا بالشيء، قال الله عز وجل: {فاكهين بما آتاهم ربهم}، فمعناه معجبين). [كتاب الأضداد: 65-66]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) }
تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) }
تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) }
تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (والمزن من السحاب البيض وواحدتها مزنة). [كتاب المطر: 13]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
رجيف المزن بين مسدمات = يشب صريفهن شبا ذكور
...
و(المزن) السحاب الأبيض، ويقال للمرأة إذا وصفت بالبياض: (كأنها مزنة) ). [شرح أشعار الهذليين: 3/1007-1008]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
أشيم مصاب المزن أين مصابه = ولا شيء يشفي منك يا بنت عفزرا
...
والمزن: السحاب الأبيض، الوحدة: مزنة). [شرح ديوان امرئ القيس: 415]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
جمادية أحمى حدائقها الندى = ومزن تدليه الجنائب دلح
...
والمزن: السحاب). [رواية أبي سعيد السكري لديوان جران العود: 8]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال جرير:
ما استوصف الناس من شيء يروقهم = إلا رأوا أم نوح فوق ما وصفوا
كأنها مزنة غراء رائحة = أو درة ما يواري ضوءها الصدف
المزنة: السحابة البيضاء خاصة، وجمعها مزن، قال الله جل وعز: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ}, فالمرأة تشبه بالسحابة لتهاديها وسهولة مرها، قال الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها = مر السحابة لا ريث ولا عجل
الريث: الإبطاء، فهذا ما تلحقه العين منها، فأما الخفة فهي كأسرع مار، وإن خفي ذلك على البصر، قال الله جل وعز: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} ). [الكامل: 2/949-950]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (المزن: السحاب الأبيض). [شرح المفضليات: 535] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والمزن: سحاب أبيض يأتي في قبل الصيف وهو أحسن السحاب الواحدة مزنة). [شرح المفضليات: 769]
تفسير قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) }
تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عمرو: فإذا أخرج النار قيل: ورى يري وقد وري يري مثال ولي يلي وأنا أوريته إيراء). [الغريب المصنف: 1/342]
تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) }
تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: هذا رجل «مُقْوٍ» لذي القوة. ومقو: ذهب زاده. من قول الله عز وجل: {متاعا للمقوين}. من أقوى الرجل: ذهب زاده). [الأضداد: 92]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *اقوى* والمقوي الذي لا زاد معه ولا مال، يقال قد أقوت الدار من أهلها أي خلت، ويقال بات فلان القواء أي لا طعام عنده، قال الله عز وجل: {ومتاعاً للمقوين}، وفي موضع آخر المقوي الكثير المال يقال أكثر أكثر من فلان فإنه مقو، والمقوي الذي له دابة قوية وظهره قوي). [كتاب الأضداد: 8]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومستنبح يخشى القواء ودونه = من الليل بابا ظلمة وستورها
القواء: الخالي من الأرض أي يخشى الهلاك من الأرض القواء، قال الأصمعي: الإقواء ذهاب الزاد وهو مشتق من هذه الأرض وهي القي وهو من قول الله تعالى: {ومتاعًا للمقوين} وهم الذين ذهبت أزوادهم). [شرح المفضليات: 347]
تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) }
تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) }
تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) }
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) }
تفسير قوله تعالى: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) }
تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) }
تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) }
تفسير قوله تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) }
تفسير قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) }
تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) }
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (ثم الحلقوم وهو موضع النفس). [خلق الإنسان: 197]
تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) }
تفسير قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) }
تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} قال: إذا جاءت إن الثقيلة مع لولا فليس غير الفتح، فإذا خففت كسرت.
وأنشد:
فلولا أنهم كانوا قريشًا = فإن خلافهم جيء بإد).
[مجالس ثعلب: 132]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (تفسير قوله تعالى: {غير مدينين} [الواقعة: 86] ومعنى الدين
وحدّثنا أبو بكر بن الأنباري، رحمه الله، في قوله تعالى: {فلولا إن كنتم غير مدينين} [الواقعة: 86] معناه غير مجزّيين، قال: وأنشدنا:
ولم يبق سوى العدوا = ن دناهم كما دانوا
أي جازيناهم كما جازوا، ومن ذلك قوله جل وعز: {مالك يوم الدّين} [الفاتحة: 4] ، قال قتادة: معناه مالك يومٍ يدان فيه العباد أي يجازون بأعمالهم، ويكون الدين أيضًا الحساب قال ابن عباس: معنى قوله {مالك يوم الدّين} [الفاتحة: 4] أي: يوم الحساب، ويكون الدّين أيضًا السّلطان، قال زهير:
لئن حللت بجوٍّ في بني أسدٍ = في دين عمروٍ وحالت بيننا فدك
معناه في سلطان، ويكون الدّين أيضًا الطاعة، من ذلك قوله جل وعز: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} [يوسف: 76] معناه في طاعة الملك.
ويكون الدّين أيضًا العبودية والذّل، وجاء في الحديث الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت فمعناه استعبد نفسه وأذلّها لله عز وجل، قال الأعشى:
هو دان الرّباب إذ كرهوا = الدين دراكًا بغزوةٍ وصيال
ثم دانت بعد الرّباب وكانت = كعذابٍ عقوبة الأقوال
يعني أنه أذلهمّ فذلّوا، وقال القطامي:
رمت المقاتل من فؤادك بعدما = كانت نوار تدينك الأديانا
معناه تستعبدك بحبها، ويكون الدين أيضًا الملة، كقولك: نحن على دين إبراهيم، ويكون العادة، قال المثقب العبدي:
تقول إذا درأت لها وضينا = أهذا دينه أبدًا وديني
أكلّ الدهر حلٌّ وارتحالٌ = أما يبقى على وما يقيني
ويكون الدين أيضًا الحال، قال النضر بن شميل: سألت أعرابيًا عن شيء، فقال: لو لقيتني دينٍ غير هذه لأخبرتك، وروى أبو عبيدة قول امرئ القيس:
كدينك من أم الحويرث قبلها = وجارتها أمّ الرباب بمأسل
أي كعادتك.
والعرب تقول: ما زال هذا دينه ودأبه وديدنه وديدانه وديدبونه أي عادته). [الأمالي: 2/294-295]
تفسير قوله تعالى: {تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) }
تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) }
تفسير قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) }
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (الرّوح: السّرور والفرح، قال الله عز وجل: {فروحٌ وريحانٌ} [الواقعة: 89] والريحان: الرزق). [الأمالي: 2/223]
تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (تقول: أعجبني الضارب زيداً، لأن الألف واللام للأسماء، فلا يليان ضرب؛ لامتناع ما يكون للأسماء من الأفعال.
فمن ذلك قول زهير:
وإن أتاه خلـيلٌ يوم مـسـألة = يقول: لا غائبٌ ما لي ولا حرم
فقوله: يقول على إرادة الفاء على ما ذكرت لك.
ومن ذلك قول الله عز وجل: {وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلامٌ لك من أصحاب اليمين} الفاء لا بدٌ منها في جواب أما، فقد صارت هاهنا جواباً لها، والفاء وما بعدها يسدان مسد جواب إن.
ولو كان هذا في الكلام: أما إن كان زيد عندك فله درهم، لكان تقديره: مهما يكن من شيءٍ فلزيد درهم إن كان عندك؛ لأن أما فيها معنى الجزاء واقع ولا بد من الفاء. وتقديرها ما ذكرت لك.
ألا ترى أنك تقول: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر} فالمعنى: مهما يكن من شيءٍ فلا تقهر اليتيم). [المقتضب: 2/68-69]
تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) }
تفسير قوله تعالى: {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) }
تفسير قوله تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) }
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) }
تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) }