العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الشعراء

توجيه القراءات في سورة الشعراء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الشعراء

مقدمات توجيه القراءات في سورة الشعراء
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الشّعراء). [معاني القراءات وعللها: 2/223]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الشعراء) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/130]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الشعراء). [الحجة للقراء السبعة: 5/355]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الشعراء). [المحتسب: 2/127]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (26 - سورة الشّعراء). [حجة القراءات: 516]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الشعراء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/150]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الشعراء). [الموضح: 938]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية، سوى أربع آيات من آخرها نزلن بالمدينة، قوله: {والشعراء يتبعهم الغاوون} «224» إلى آخر السورة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/150]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائتا آية وست وعشرون آية في المدني، وسبع في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/150]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- فيها ثلاث عشرة ياء إضافة، قوله: {إني أخاف} «12»، {إني أخاف} «135» موضعان، و{بي أعلم} «188» قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح في الثلاثة.
قوله: {إن أجري} «109» في خمسة مواضع، قرأه نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص بالفتح فيهن.
قوله: {بعبادي إنكم} «52» قرأ نافع بالفتح فيها.
{معي ربي} «62» قرأ حفص بالفتح.
{ومن معي من المؤمنين} «118» قرأ حفص وورش بالفتح فيها.
{لأبي إنه} «86»، {عدو لي إلا} «77» قرأ نافع وأبو عمرو بالفتح فيهما). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/153]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها ثلاث عشرة ياء للمتكلم وهن: {إِنِّي أَخَافُ} {بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي} {عَدُوٌّ لِي} {وَاغْفِرْ لِأَبِي} {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} {إِنِّي أَخَافُ} {رَبِّي أَعْلَمُ} {إِنْ أَجْرِي} في خمسة مواضع.
ففتح نافع إحدى عشرة ياء وأسكن {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي}، وأما قوله {وَمَنْ مَعِيَ} فقد فتحها ش- عنه، وأسكنها عنه ن- و-يل-.
وفتح أبو عمرو عشر ياءات، وأسكن {بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} و{إِنَّ مَعِيَ} و{وَمَنْ مَعِيَ}.
وفتح ابن كثير ثلاثًا: {إِنِّي أَخَافُ} {إِنِّي أَخَافُ} {رَبِّي أَعْلَمُ} وأسكن الباقية.
وفتح ص- عن عاصم سبعًا: {مَعِي} في الحرفين و{أَجْرِي} في المواضع الخمسة.
وفتح ابن عامر {أَجْرِي} في كل القرآن.
[الموضح: 948]
وأسكنهن كلهن عاصم ياش- وحمزة والكسائي ويعقوب. وقد سبق ذكر وجوه ذلك). [الموضح: 949]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها زائدة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/153]

الياءات المحذوفة:
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (حذف من سورة الشعراء ستة عشر ياء: قوله (أن يكذّبون (12)
(أن يقتلون (14)، (سيهدين (62)، (فهو يهدين (78)، (ويسقين (79)، (يشفين (80)، (ثمّ يحيين (81)، (كذّبون (117)، (فاتّقوا اللّه وأطيعون) في ثمانية مواضع.
فأما يعقوب فإنه أثبتها كلها في الوصل والوقف.
ومن لم يثبتها اكتفى بالكسرات الدالة على الياءات.
وكلها جيد فصيح، والاختيار أن يقرأ كما كتبت في المصاحف). [معاني القراءات وعللها: 2/231]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ست عشرة ياء فواصل حُذفن من الخط وهن: قوله {أَنْ يُكَذِّبُونِي} {أَنْ يَقْتُلُونِي} {سَيَهْدِينِي} {فَهُوَ يَهْدِينِي} {يَسْقِينِي} {فَهُوَ يَشْفِينِي} {ثُمَّ يُحْيِينِي} {كَذَّبُونِي} {أَطِيعُوني} في ثمانية مواضع.
فأثبتهن كلهن يعقوب في الوصل والوقف، وحذفهن كلهن الباقون في الحالين.
والوجه في جميعها قد تقدم). [الموضح: 949]

الياءات المختلف فيها:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (وفي هذه السورة من الياءات):
{إني أخاف} [12، 135] أرسلها أهل الكوفة وابن عامر وفتحها الباقون.
{أن معي ربي} [62] فتحها حفص عن عاصم وحده.
{عدو لي إلا} [77] فتحها نافع وأبو عمر وأسكنها الباقون. وكذلك {اغفر لأبي إنه} [86] وكذلك {إن أجرى} [109، 127، 135، 145، 164، 180] في كل ما في السورة وحفص معهم، وفتح ابن كثير ونافع وأبو عمرو {إني أخاف} في ثلاثة مواضع من هذه السورة [12، 135].
وأرسلها الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/142]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (1) إلى الآية (9) ]
{طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)}


قوله تعالى: {طسم (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (طسم)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب (طسم) مفخمةً مدغمة النون.
وقرأ نافع بين الفتح والكسر، وأدغم النون في الميم، وقرأ حمزة والكسائي (طسم) بكسر الطاء، ونحو ذلك قال يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وروى خارجة عن نافع بكسر الطاء أيضًا.
وقال يعقوب عن نافع (ط س م) بقطع كل حرف على حدة،
وأظهر حمزة النون من (طسم) ما بيّنها غيره، إلا ما روى الكسائي عن إسماعيل عن نافع أنه بيّن النون عند الميم مثل حمزة.
وقول يعقوب: بيّنٌ، وأبو جعفر يوجب تبيين النون لما ذكر عن نافع: أنه يقطع كل حرف على حدته، وكذلك قولهم في القصص.
قال الأزهري: هما لغتان جيدتان: الإمالة، والتفخيم.
فاقرأ كيف شئت.
وإدغام النون في الميم حسن لقرب مخرجيهما، ومن اختار التبيين حسن). [معاني القراءات وعللها: 2/223]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قوله تعالى: {طسم} [1].
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم [بالإدغام].
وقرأ الباقون: {طسم} بالتفخيم، على أن أهل المدنية أعني نافعًا يقرأ بين بين، وكل ذلك صواب، وقد ذكرته فيما سلف، والسين خفيفة والميم مشددة؛ لأنك قد أدغمت فيها نونًا، والأصل ط سين ميم قرأها حمزة بإظهار النون عند الميم.
والباقون يدغمون مثل {عم يتساءلون}.
فإن سأل سائل فقال: إن النون لا تظهر إلا عند حروف الحلق فلم أظهر حمزة عند الميم، وأنت لا تقول: {من دونه من وال}
ولا {عن ما يتساءلون}؟
فالجواب في ذلك: أن حروف التهجي بنيت على التقطيع، والتهجي قطع الحروف بعضها من بعض، وإذا نطق الإنسان ثم وقف عند كل حرف نحو: ط هـ، وألف لام وط سين. قال أبو النجم:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/130]
أقلبت من عند زياد كالخرف
تخط زجلاي بخط مختلف
تكتبان في الطريق لام ألف
فهذا حجة لحمزة
ومعنى طسم: أن كل حرف اسم من أسماء الله الحسني فالطاء من الطيب، والسين من السيد، والميم من الملك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/131]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إدغام النون من سين عند الميم وبيانها وكسر الطاء وفتحها. فقرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وابن عامر: طسم بفتح الطاء وإدغام النون، وروى خارجة عن نافع:
(طسم) بكسر الطاء، وإدغام النون. وقال خلف عن إسحاق [المسيبي] عن نافع: الطاء غير مكسورة ولا مفتوحة هو إلى الفتح أقرب.
وقال الكسائي عن إسماعيل بن جعفر عن نافع يبين النون في (طسم) مثل حمزة. وقال محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع: الطاء مفتوحة وقال ورش وقالون عن نافع: الطاء مفتوحة وسطا من ذلك، وقال:
يعقوب عن نافع وأبو جعفر (طس م) يقطّعان كل حرف على حده، ويأتي اختلافهم في يس ونون في موضعه إن شاء الله. قال أحمد: والذي قاله الكسائي عن إسماعيل عن نافع: يوجب رواية يعقوب بن جعفر عن أبي جعفر ونافع بيان النون من (طسم). وروى حفص عن عاصم: (طسم) فتحا ولم يظهر النون في (طسم) غير
[الحجة للقراء السبعة: 5/355]
حمزة وما روى الكسائي عن إسماعيل. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (طسم) بالكسر.
قال أبو علي: تبيين النون من (طسم) على قراءة حمزة، ورواية الكسائي عن نافع هو الوجه، لأنّ حروف التهجي في تقدير الانفصال والانقطاع ممّا بعدها، فإذا كان كذلك وجب تبيين النون، لأنّها إنّما تخفى إذا اتصلت بحروف من حروف الفم، فإذا لم يتّصل بها لم يكن شيء يوجب إخفاءها. ووجه إخفائها مع هذه الحروف أنّ همزة الوصل قد وصلت، ولم تقطع، وهمزة الوصل إنّما تذهب في الدّرج، فكما سقطت همزة الوصل، وهي لا تسقط إلّا في الدرج مع هذه الحروف في (ألف لام ميم الله) كذلك لا تبيّن النون ويقدّر فيها الاتّصال مما قبلها ولا يقدر فيها الانفصال). [الحجة للقراء السبعة: 5/356]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({طسم}
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {طسم} بكسر الطّاء وحجتهم صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه أنه أمال {طه} فأجروا {طسم} مجراها إذ هي هي
وقرأ الباقون بفتح الطّاء وحجتهم أنّها من الحروف المناعة لأنّك لا تقول في طالب: طِالب كما أنّك لا تقول في ظالم: ظِالم.
قرأ حمزة وإسماعيل عن نافع بإظهار النّون عند الميم ها هنا وفي القصص وحجتهما أن حروف الهجاء في تقدير الانفصال والانقطاع ممّا بعدها فإذا كان ذلك كذلك وجب تبيين النّون عند الميم
وقرأ الباقون بإخفاء النّون عند الميم وحجتهم في ذلك أن همزة الوصل قد وصلت ولم تقطع في قوله آلم الله اله فلمّا سقطت همزة
[حجة القراءات: 516]
الوصل وهي لا تسقط إلّا في الدرج مع هذه الحروف فكذلك لا تتبين النّون عند الميم). [حجة القراءات: 517]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- كل القراء أدغم النون من {طس} في الميم التي بعدها إلا حمزة فإنه أظهر، ومثله في أول القصص.
وحجة من أدغم أن هذه الحروف لما كانت متصلة بعضها ببعض، لا يوقف على شيء منها دون شيء، ولا يفصل في الخط شيء عن شيء أدغم لاشتراك النون مع الميم في الغنة، ولأنه يدغم في غير هذا، فأجري هذا على كل ما تلقى فيه النون الساكنة الميم نحو: «مِنْ ما ومَنْ معه».
2- وحجة من أظهر أن هذه الحروف المقطعة مبنية على الانفصال والوقف عليها ولذلك لم تعرب، فجرت في الإظهار على حكم الوقف عليها وانفصالها مما بعدها، فإن قيل: فلم لم يظهر النون في {عسق} وما الفرق بين ذلك؟ فالجواب أن النون لما كانت في {طسم} مدغمة مغيرة عن لفظها أظهرها، ليبين أصلها بالوقف عليها، إذ لا تشديد فيه أبقاها على حالها، إذ الإخفاء والإظهار أخوان، لا يزول لفظ النون في الإخفاء كالإظهار ويزول لفظها في الإدغام فهو فرق بين، وقد ذكرنا الإمالة للطاء وعلة ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/150] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {طِسم} [آية/ 1] بكسر الطاء:
قرأها حمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم.
والوجه في ذلك وفي أمثاله قد تقدم في سورة مريم.
وذكرنا أن الإمالة في حروف التهجي لا تمتنع؛ لأنها ليست بحروف معانٍ، بل هي أسماء لهذه الأصوات، ومما يدل على أنها أسماء أنك إذا أخبرت عنها أعربتها فقلت هذه طاءٌ حسنةٌ وهذه ميمٌ جيدة.
وقرأ نافع بين الفتح والكسر، وهو إلى الفتح أقرب.
والوجه أن ذلك من نافع بمنزلة الإمالة، وإنما فعل ذلك لأنه كره أن يميلها فيعود إل الياء الذي هربوا منها حين قلبوها ألفًا.
وقرأ الباقون بفتح الطاء.
والوجه أنه هو الأصل على ما سبق.
[الموضح: 938]
وأما النون من سين وإخفاؤها في الميم فإنهم اتفقوا عليه إلا حمزة فإنه أظهر النون عند الميم.
والوجه أن الأصل هو الإظهار؛ لأن هذه الحروف كل واحد منها في تقدير الانفصال والانقطاع مما بعده فوجب لذلك تبيين النون.
وأما وجه إخفائها فهو لأنهم أجروا عليها حكم الاتصال ولم يقدروا فيها الانفصال، كما فعلوا بهمزة الوصل حين وصلوها وما قطعوها في قوله تعالى {الم اللهُ} فقدروا الاتصال فأسقطوا الهمزة، وهمزة الوصل لا تسقط إلا في الدرج، فكذلك قدروا ههنا اتصال النون من طاسين بالميم، فأخفوا النون في الميم). [الموضح: 939]

قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قوله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)}
قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)}
قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)}
قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (10) إلى الآية (17) ]
{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) }


قوله تعالى: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}
قوله تعالى: {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ عبد الله بن مسلم بن يسار وحماد بن سلمة: [قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا تَتَّقُون]، بالتاء.
قال أبو الفتح: هو عندنا على إضمار القول فيه، وإيضاحه: وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون فقل لهم: ألا تتقون؟ وقد كثر حذف القول عنهم، ومن ذلك قول الله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ}، أي: يقولون: سلام عليكم). [المحتسب: 2/127]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أخاف أن يكذّبون (12)
[معاني القراءات وعللها: 2/223]
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/224]

قوله تعالى: {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني (13)
قرأ يعقوب (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) بالنصب.
وقرأ سائر القراء بالرفع.
قال الفراء: من رفع ردّه على (أخاف.... ويضيق)، ومن فتح الحرفين عطفهما على قوله: (أن يكذبون... وأن يضيق... وأن لا ينطلق لساني). [معاني القراءات وعللها: 2/224]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَيَضِيقَ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقَ لِسَانِي} [آية/ 13] بالنصب فيهما:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أن قوله {يَضِيقَ} على هذا معطوف على {يُكَذِّبُونِ} وهو منصوب بأن، والتقدير: أخاف أن يكذبون وأن يضيق صدري ولا ينطلق لساني، أي أخاف التكذيب وضيق الصدر من جهة التكذيب.
وقرأ الباقون {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} بالرفع فيهما.
[الموضح: 939]
والوجه أن قوله {يَضِيقُ} عطف على {أَخَافُ}، كأنه قال إني أخاف ويضيق صدري، فرفعه من جهة كونه معطوفًا على المرفوع). [الموضح: 940]

قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)}
قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)}
قوله تعالى: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)}
قوله تعالى: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:59 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (18) إلى الآية (28) ]
{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) }


قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولبثت فينا من عمرك سنين)
روى عبيد وهارون والخفاف (من عمرك) خفيفًا.
وقرأ سائر القراء (من عمرك) مثقلاً.
قال أبو منصور: هما لغتان، وقد مر ذكر اختلافهم في (لبثت)، واختيار من اختار الإدغام والإظهار). [معاني القراءات وعللها: 2/224]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ولبثت فينا من عمرك سنين} [18].
روي عبيد عن أبي عمرو: {عمرك} خفيفًا.
وقرأ الباقون: {من عمرك سنين} بضمتين، وفيه ثلاث لغات: أطال عمرك وعمرك وعمرك، والعمر أيضا القرط. والعمر أيضًا-: واحد عمور الإنسان، وهو اللحم الذي بين كل سنين، فأما قولهم في القسم «لعمرك لأقومن» معناه: وبقاؤك وحياتك. ولم يستعمل الضم فيه، غير أن من العرب من يقلب فيقول: رعملك لأقومن يريد: لعمرك، كما يقال: جبذ وجذب، وبض وضب، وما أطيبة وأيطبه. وحكى أبو زيد لغة ثالثة: لعمرك لأقومن بفتح الميم- وهو حرف نادر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/131]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلهم قرأ: من عمرك [الشعراء/ 18] مثقّلة، وروى عبيد عن هارون والخفاف عن أبي عمرو، وعبيد عن أبي عمرو: (عمرك) خفيفة، قال هارون: وكان أبو عمرو لا يرى بالأخرى بأسا، يعني التثقيل. [وروى عبيد بن عقيل عنه مثقّلا].
[الحجة للقراء السبعة: 5/356]
قال ابن مقبل:
يا حرّ أمسيت شخصا قد وهى بصري... والتاث ما دون يوم البعث من عمري
وأنشد أبو زيد:
إن يمض عنّا فقد ثوى عمرا). [الحجة للقراء السبعة: 5/357]

قوله تعالى: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {وفعلت فعلتك} [19].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/131]
قرأ الشعبي {فعلتك} بالكسر.
وقرأ الباقون بالفتح.
وإنما ذكرته وإن لم يختلف السبعة فيه؛ لأن الفعلة الحال، والفعلة: المصدر إذا أردت المرة الواحدة، مثل قولك: ركبت ركبة واحدة بالفتح، وما أحسن ركبته بالكسر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/132]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الشعبي: [وَفَعَلْتَ فِعْلَتَكَ]، بكسر الفاء.
قال أبو الفتح: الفِعْلَة: كناية عن الحال التي تكون عليها، كالرِّكْبَة، والجِلْسة. والمِشْيَة، والإِكْلَة: فجرت مجرى قولك: وفعلت فعلك الذي فعلت؛ وذلك لأن الفعل قد تعاقب الفعل، كقولهم: نشدته نشدا، وكذلك {صِبْغَةَ اللَّه}، كقولك: صَبْغَ الله. ومثله من غير المصادر: هذا صَفْو الشيء وصِفْوَتُه، والبَرْكُ والبَرْكَة: الصدر، وله نظائر). [المحتسب: 2/127]

قوله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)}
قوله تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}
قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)}
قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}
قوله تعالى: {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)}
قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (29) إلى الآية (37) ]
{ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)}


قوله تعالى: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)}
قوله تعالى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)}
قوله تعالى: {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)}
قوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32)}
قوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)}
قوله تعالى: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)}
قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)}
قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {أَرْجِئْهُ وَأَخَاهُ} [آية/ 36] بالهمز من {أَرْجِئْهُ}:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ياش- ويعقوب.
واختلفوا في الهاء فكسرها ابن عامر من غير إشباعٍ، وضمها أبو عمرو و-ياش- عن عاصم ويعقوب ضمةً مختلسةً، وابن كثير يصلها بواو.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي و-ص- عن عاصم {أَرْجِهْ} غير مهموز.
واختلفوا في الهاء فأسكنها حمزة و-ص- عن عاصم، ووصلها نافع بياء في رواية ش- و-يل- والكسائي، ونافع برواية ن- يختلس كسرتها.
وقد تقدم الكلام على ذلك كله في سورة الأعراف). [الموضح: 940]



قوله تعالى: {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 09:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (38) إلى الآية (51) ]
{ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)}

قوله تعالى: {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)}
قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)}
قوله تعالى: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)}
قوله تعالى: {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)}
قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)}
قوله تعالى: {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)}
قوله تعالى: {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {فإذا هي تلقف} [45].
قرأ ابن كثير: {تلقف} بتشديد التاء في رواية البزي، وقنبل يخففه.
وقرأ حفص عن عاصم: {فإذا هي تلقف} ساكنة.
والباقون: {تلقف} وقد ذكرت علة ذلك في (طه) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/132]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في (تلقف) [الشعراء/ 45] في تشديد التاء وتخفيفها.
فقرأ عاصم في رواية حفص: تلقف بتاء خفيفة. وروى البزي وابن فليح عن ابن كثير (فإذا هي تلقف) بتشديد التاء، وروى قنبل عن النبال: (فإذا هي تلقّف) خفيفة التاء وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: (تلقّف) خفيفة التاء مشددة القاف.
قال أبو علي: قد ذكرنا هذا النحو فيما تقدّم، ورواية قنبل عن ابن كثير (فإذا هي تلقّف) هو الوجه. ومن شدد التاء من قوله (تلقّف) وهو يريد تتلقّف لزمه إذا ابتدأ على هذه القراءة أن يجتلب همزة الوصل، وهمزة الوصل لا تدخل على الأفعال المضارعة كما لا تدخل على أسماء الفاعلين). [الحجة للقراء السبعة: 5/357]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون}
قرأ حفص {تلقف} من لقف يلقف وقرأ الباقون بالتّشديد من تلقف يتلقف والأصل تتلقف فحذفوا إحدى التّاءين قرأ البزي {فإذا هي تلقف} بتشديد التّاء أدغم التّاء في التّاء). [حجة القراءات: 517]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ} [آية/ 45] بسكون اللام وتخفيف القاف:
رواها ص- عن عاصم.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {تَلَقَّفُ} بفتح اللام وتشديد القاف.
وشدد التاء في الوصل ابن كثير، وخففها الباقون.
والوجه في ذلك قد تقدم). [الموضح: 940]

قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)}
قوله تعالى: {قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)}
قوله تعالى: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)}
قوله تعالى: {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: قد ذكرنا اختلافهم في قوله: (أامنتم) [الشعراء/ 49] في سورة الأعراف [123] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/358]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ} [آية/ 49] على الخبر:
رواها ص- عن عاصم.
وروى ياش- عنه، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب ح- {أَأَمَنْتُمْ} مستفهمة بهمزتين.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب في رواية يس-
[الموضح: 940]
{آَمَنْتُمْ}، مستفهمة بهمزة واحدة ممدودة.
وقد مضى الكلام في ذلك). [الموضح: 941]

قوله تعالى: {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)}
قوله تعالى: {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبان بن تغلب: [خَطَايَانَا إنْ كُنَّا]، بالكسر.
قال أبو الفتح: هذا كلام يعتاده المستظهر الْمُدِلُّ بما عنده، ويقول الرجل لصاحبه: أنا أحفظ عليك إن كنت وافيا، ولا يضيعُ لكَ جميلٌ عندِي إن كنت شاكرًا، أي ابنِ
[المحتسب: 2/127]
هذا على هذا، فإن كنت تعلم أني شاكرٌ وافٍ فلن يضيع لك عندي جميل، أي: فكما تعلم أن هذا معروف من حالي فثق بوفائي وزكاء صنيعك عندي، ومثله بيت الكتاب:
أتغضبُ إنْ أُذْنَا قُتَيْبةَ حُزَّتَا ... جهارًا ولَمْ تغضْب لقَتْلِ ابنِ خازم
فشرط بذلك، وقد كان ووقع قبل ذلك.
ومثله ما أنشدَناه أبو علي:
فإنْ تَقْتُلُونا يوْمَ حرَّةِ وَاقِمٍ ... فَلَسْنا على الإسلامِ أَوَّلَ مَنْ قُتِلْ
وقد كان القتل من قبل وَقَعَ وعُلِمَ. وجاء به الطائي الكبير، فقال:
وَمَكارمًا عُتُقَ النِّجار تَلِيدَةً ... إنْ كانَ هَضْبُ عَمَايَتَيْن تَلِيدَا
أي: فكما أن هضب عمايتين تليد لا محالة فكذلك هذه المكارم تليدة). [المحتسب: 2/128]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (52) إلى الآية (59) ]
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) }


قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن أسر بعبادي إنّكم... (52)
فتح الياء نافع وحده، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/224]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {أن أسر بعبادي} [52].
قرأ ابن كثير ونافع: {أن اسر} بوصل الألف وكسر النون لالتقاء الساكنين.
وقرأ الباقون: {أن أسر} بقطع الألف وإسكان النون، وهما لغتا، سري وأسري يسري: إذا سار ليلاً، قال الله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً} حجة لمن وصل، وقال:
سرى ليلاً خيال من سليمى = فأرقني وأصحابي هجوع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/136]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع (أن اسر) [الشعراء/ 52] من سريت، وقرأ عاصم وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي: أن أسر من أسريت.
قال أبو علي: حجّة القطع قوله: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] وحجّة الوصل قوله:
سرى بعد ما غار الثريّا وبعد ما... كأنّ الثّريّا حلّة الغور منخل
[الحجة للقراء السبعة: 5/359]
وهو كثير في الشعر). [الحجة للقراء السبعة: 5/360]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أن أسر بعبادي}
أن أسر قد ذكرنا في هود). [حجة القراءات: 517]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَنِ أَسْرِ بِعِبَادِي} [آية/ 52] بكسر النون ووصل الألف:
قرأها ابن كثير ونافع.
وقرأ الباقون {أَنْ أَسْرِ} بقطع الألف.
والوجه أن سرى وأسرى لغتان.
وقد تقدم ذكر ذلك). [الموضح: 941]

قوله تعالى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)}
قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)}
قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإنّا لجميعٌ حاذرون (56)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (حذرون) بغير ألف.
وقرأ الباقون (حاذرون) بألف.
قال الفراء: الحاذر: الذي بحذرك الآن، وكأن الحذر: الذي لا تلقاه إلا حذرًا.
والعرب تقول للرجل الذي جبل حذرًا: فلان حذر، وحذر. وأما الحاذر، فهو: الذي يحذر عند حادث يحدث.
وروي عن ابن مسعود أنه قرأ (حاذرون)
وفسره: إنا ذوو أداة من السلاح، كأن المعنى: إنا أخذنا حذرنا من عدونا بسلاحنا.
فالحاذر: المستعد. والحذر: المتيقظ.
وروي عن ابن أبي عمّار أنه قرأ: (حادرون) بالدال، ومعناه: إنا مجتمعون، ومنه قول الشاعر:
وكل ردينيٍّ إذا هزّ أرقلت... أنابيبه بين الكعوب الحوادر
قال أبو منصور: وهذه قراءة شاذة، لا يقرأ بها، أعنى الدال). [معاني القراءات وعللها: 2/225]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وإنا لجميع حذرون} [56].
قرأ أهل الكوفة، وابن عامر برواية ابن ذكوان-: {حاذرون} بألف اسم الفاعل من حذر مثل شرب فهو شارب وحذر فهو حاذر.
وقال آخرون بل معنى قولهم: رجل حاذر فيما يستقبل وليس حاذرًا بالوقت، فإذا كان الحذر له لازمًا قيل: رجل حذر وطمع وسبد، ورجل طامع وابد وحاذر فيما يستقبل.
وقرأ الباقون: {لجميع حذرون} بغير ألف، وقد فسرناه.
ولو قرأ قارئ: {حاذرون} بضم الذال لجاز إلا أن القراءة سنة، لأن العرب تقول: رجل حذر وحذر وحذر وفطن وفطن ويقظ ويقظ وندس وندس.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/133]
وفيما قراءة ثالثة: {حادرون} بالدال. قرأ بذلك عبد الله بن السائب، ومعناه: نحن أقوياء غلاظ الأجسامح لأن العرب تقول: رجل حادر: أي: سمين، وعين حدرة بدرة: إذا كانت واسعة عظيمة المقلة، قال امرؤ القيس:
وعين لها حدرة بدرة = شقت مآقيهما من أخر
فالدال والذال في حاذرون وحادرون بمعنيين. فأما قولهم: خردلت اللحم وخرذلته، أي: قطعته صغارًا. وشرذمة وشردمة {وشرد بهم من خلفهم} وشرذ بهم بمعنى واحد، الذال والدال). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/134]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها من قوله [جل وعز]: (حذرون) [الشعراء/ 56] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (حذرون) بغير ألف. وقرأ الباقون: حاذرون بألف.
قال أبو عبيدة: رجل حذر وحاذر، قال ابن أحمر:
إني حواليّ وأنّي... حذر هل ينسأن يومي إلى غيره
[الحجة للقراء السبعة: 5/358]
قال: حواليّ ذو حيلة وأنشد العباس بن مرادس
وإني حاذر أنمي سلاحي... إلى أوصال ذيّال صنيع
قال أبو علي: يقال: حذر يحذر حذرا واسم الفاعل حذر. فأمّا حاذر فإنه يراد به أنّه يفعل الحذر فيما يستقبل كقولك: بعيرك صائد غدا، وكذلك قوله:
وإني حاذر أنمي سلاحي كأنّه يريد متحذّر عند اللّقاء). [الحجة للقراء السبعة: 5/359]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي عمار: [حَادِرُونَ]، بالدال غير معجمة.
قال أبو الفتح: الحادر: القوي الشديد، ومنه الحادرة الشاعر، وهو كقولك: القوي، وحدر الرجل: إذا قوي جسمه وامتلأ لحما وشحما، وقالوا أيضا: حدر حدارة. قال الأعشى:
وَعَسِير أدماء حَادِرَة العيـ ... ـشِ خَنُوفٍ عَيْرَانَة شِمْلالِ
[المحتسب: 2/128]
أي: قد امتلأت عينها نِقْيًا، فارتوت وحسنت، وقيل أيضا: امرأة حدراء ورجل أحدر. وقد حدرت عينه تحدر، وعليه قول الفرزذق:
وأنكرْتَ مِنْ حَدْراء ما كُنْتَ تَعْرِف). [المحتسب: 2/129]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإنّا لجميع حاذرون} 56
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو (وإنّا لجميع حذرون) بغير ألف
وقرأ الباقون حاذرون بالألف أي مؤدون مقوون أي ذوو أداة وذوو سلاح وقوّة
فالحاذر المستعد والحذر المتيقظ أي قد أخذنا حذرنا وتأهبنا وقال 4 الحاذر الّذي يحذر الآن والحذر المخلوق حذرا لا تلقاه إلّا حذرا حذرا وكان الكسائي يقول أصلهما واحد من الحذر
[حجة القراءات: 517]
لأن المتسلح إنّما يتسلح مخافة القتل والعرب تقول هو حاذر وحذر أي قد أخذ حذره). [حجة القراءات: 518]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {حاذرون} قرأه الحرميان وأبو عمرو وهشام بغير ألف، وقرأ الباقون بألف، وهما لغتان يقال حذِر يحذَر فهو حذِر، وحاذر، إلا أن «حاذار» فيه معنى الاستقبال، وقد قيل: إن معنى {حذرون} خائفون، ومعنى {حاذرون} مستعدون بالسلام وغيره من آلة الحرب، وقد ذكرنا {تراءى الجمعان} وإمالته، والوقف عليه لحمزة وغيره وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/151]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {لَجَمِيعٌ حَذِرُونَ} [آية/ 56] بغير ألف:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه جمع حذر، يقال رجل حذِرٌ وحذُرٌ بكسر الذال وضمها، وحاذِرٌ بالألف وهو الأصل في باب الفاعل.
وقرأ الباقون {حَاذِرُونَ} بالألف.
والوجه أنه جمع حاذرٍ). [الموضح: 941]

قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57)}
قوله تعالى: {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)}
قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (60) إلى الآية (68) ]
{ فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}


قوله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلمّا تراءى الجمعان (61)
قرأ حمزة وحده (ترائي الجمعان) بكسر الراء، ثم يأتي بألف ممدودة بعد الراء ولا يهمز في الوقف.
وكان الكسائي يقف (ترائي) على همزة مكسورة بعد الألف، ويحمل بالفتح. وقرأ الباقون (تراءى الجمعان) مفتوحة الراء، ووقفوا (تراءى) مفتوحة بعد مدة، وألف بعد الهمزة.
قال أبو منصور: أما قراءة حمزة (ترائي) بكسر الراء ومدة الألف، فإنه ذهب بها إلى لغة من يقول (راء) في موضع (رأى)، وكسر الراء لأنها في اللفظ مكسورة.
وأما قوله: لا يهمز في الوقف. فهو ضعيف جدًّا، وكأنه جعل الهمزة ألفاً.
ومعنى (تراءى الجمعان): تقابلا، ورأى بعضهم بعضا.
وكلام العرب الجيد ما اجتمع عليه أكثر القراء (تراءى الجمعان) بوزن (تراعى)، على أن كسر الراء لغة لبعض العرب). [معاني القراءات وعللها: 2/226]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {فلما ترءا الجمعان} [61].
قرأ حمزة وحده {ترءا الجمعان} بالكسر.
وقرأ لاباقون بالفتح {ترءا الجمعان} على وزن تداعي؛ لأنه تفاعل من الرؤية، كما تقول: تقابل الجمعان، وهو فعل ماض موحد، وليس مثني؛ لأنه فعل متقدم على الاسم، ولو كان مثني لقلت: ترآءيا. والقراء تختلف في الوقف عليه على ثلاثة أوجه:
فوقف حمزة {ترءا} بكسر الراء ممدود قليلاً؛ وذلك أن من شرطه ترك
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/134]
الهمزة في الوقف التي بعد الألف وكأنه يريدها، فلذلك مد قليلاً كما قال :{من السماء ما} إذا وقف بألف واحدة وتشير إلى المد.
ووقف الكسائي: {فلما ترءا} بالإمالة مثل تداعي وتقاضي.
ووقف الباقون: {ترءا} بألفين على الأصل وينشد:
يا راكبا أقبل من ثهمد = كيف تركت الإبل والشاءا
وقال آخر:
يا ضوء طالع معي الأضواءا = لا غرو أن ترتقب العماءا
أما ترى لبرقه لألاءا = على ن تجعله صلاءا
وكذلك جميع ما في القرآن: {أنشأناهن إنشاءا} {وأنزلنا من السماء ماء} كل ذلك تقف بالمد بألفين، وعلى مذب حمزة بألف واحدة. فأما إذا كانت الهمزة بالتأنيث فإنك تسقط الهمزة في الوقف في قراءة جميع الناس نحو {بيضاء لذة للشربين} تقف {بيضا} {وإنها بقرة صفراء فاقع} صفرا {الأخلاء} تقف الأخلا فيتبقى ضمة في موضع
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/135]
الرفع، ولا يشم الفتح في النصب كقولك: هذه بيضاء، ولا تقول شربت بيضا فأعرف ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/136]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة: (فلما تراءى الجمعان) [الشعراء/ 61] بكسر الراء ويمدّ ثم يهمز، وكذلك روى هبيرة عن حفص عن عاصم.
وروى أبو بكر. عن عاصم مفتوحا ممدودا. أبو عمارة عن حفص عن عاصم (تراءى) مفتوحا مثل أبي بكر. وكان حمزة يقف (تراءى) يمدّ مدّة بعد الراء ويكسر الراء، وروى نصير عن الكسائي، (تراءى) مثل تراعى إذا أراد أن يقف. الباقون: (تراءى) يفتحون الراء وبعدها ألف وهمزة الألف مفتوحة في وزن تراعى.
وقال بعض أصحاب أحمد بن موسى قوله: وهمزة الألف، يعني الهمزة التي بعدها الألف من تفاعل. وهو عين الفعل.
قال أبو علي: وجه إمالة الفتحة التي على الراء أن قياسه: أن يكون في الوقف تراءى مثل تراعى فأمال فتحة الراء لإمالة فتحة الهمزة التي أميلت فتحتها، لتميل الألف نحو الياء كما قالوا: راء فأمالوا فتحة الراء لإمالة فتحة الهمزة. ومن قال: راء فلم يمل الفتحة كما لم يمل لإمالة الألف في رأيت عمادا لم يمل هذه الفتحة لإمالة فتحة الهمزة فيقول: (تراءى) قال: ومن لم يمل البتة قال: (تراءى). قال أحمد:
وكان حمزة يقف ترآء يمد مدّة بعد الراء، ويكسر الراء فقوله: يمدّ مدّة
[الحجة للقراء السبعة: 5/360]
بعد الراء يدلّ على أنّه يقول: تراءى فيثبت بعد الراء مدة، وهذه المدة ينبغي أن تكون ألف تفاعل، والهمزة هي عين الفعل، والألف المنقلبة عن اللّام على هذا محذوفة وحذفها لا يستقيم، وليس هذا في قول الباقين إنّما قولهم على الإمالة: (تراءى)، والإمالة من أجل الإمالة: (تراءى)، أو بغير إمالة البتة: (تراءى)، ومن زعم أنّ إمالة فتحة الراء التي هي فاء تفاعل من رأيت لا يجوز، فقد غلط، لأنّ إمالته جائزة من الوجه الذي تقدّم ذكره. فإن قلت: فإذا وصل فقال: (تراءى الجمعان) هلّا لم تجز إمالة الفتحة التي على الرّاء لأنّه إذا كان إمالته لإمالة فتحة الهمزة [وما يوجب إمالة الهمزة] فقد سقط وهو الألف المنقلبة عن الياء التي سقطت لالتقاء الساكنين، فإذا سقطت لم يجز إمالة فتحة الهمزة، وإذا لم يجز إمالة فتحة الهمزة وجب أن لا يجوز إمالة فتحة الراء. قيل: إن إمالة فتحة الراء من (تراءى) جائزة في الوصل مع سقوط الألف من تفاعل لالتقاء الساكنين، وهو عندهم في حكم الثبات، يدلك على ذلك قولهم:
[الحجة للقراء السبعة: 5/361]
ولا ذاكر الله قليلا فنصب مع سقوط التنوين لالتقاء الساكنين [كما ينصب إذا ثبت وكذلك يميل فتحة الراء مع سقوط الألف لالتقاء الساكنين]، كما كان يميلها إذا ثبتت، ولم تسقط، وقد حكى أبو الحسن ذلك، فزعم أنّه قد قرئ في القتلى، الحر [البقرة/ 178] فأمال فتحة اللام مع سقوط الألف كما يميلها مع ثباتها، فكذلك يميل فتحة الهمزة من تراءا إذا أدرج فقال: (تراءى الجمعان) [الشعراء/ 61]. ونظير ذلك أيضا في كلامهم قولهم:
شهد. ألا ترى أنّهم إنّما كسروا الفاء لكسرة العين التي هي الهاء. ثم حذفت الكسرة التي على العين، ولم تذهب كسرة الفاء من شهد.
ونظيره أيضا قولهم: صعقي. فهذا أشدّ لأنّه أقرّ الكسرة في الفاء مع فتحة العين، والأوّل كانت الكسرة المحذوفة منه في اللّفظ في تقدير الإثبات، كما كانت في تقديره في: رضي، وعزي، ولقضو الرّجل.
وزعم بعض البغداذيّين في احتجاج الحذف لهذه الألف في (تراء)، في وقف حمزة، أنّه يجوز على لغة حكاها الكسائي والفرّاء، وهو أنّهم حكوا: أنّ بعضهم قال: اسقني ما يا هذا.
[قال أبو الحسن]: ولا يجوز تراء من حيث جاز: اسقني ما يا
[الحجة للقراء السبعة: 5/362]
هذا، وذلك أنّ الذي يقول هذا إنّما أبدل من الهمزة الألف للضرورة، كما أبدلها منها في قوله:
لا هناك المرتع وكما أبدل الآخر منها ألفا في الباه فيما حدثنا محمّد بن السري عن بعض اليزيديين وأنشدنا عنه:
على أنّ قيسا لم يطأ باه محرم فحذف الهمزة لما أسكنها، فانقلبت ألفا لالتقائها مع الألف الساكنة، وكذلك حذف الهمزة من ماء، لمّا قلبها ألفا لالتقاء الساكنين، فإذا وقف على ماء في قوله: اسقني شربة ما يا هذا، لزمه أن يقول: ما، فيبدل من التنوين الألف فيصير (ما) وكذلك لو حذف الهمزة من تراءا كما حذفها من شربة ما يا هذا، للزمه أن يقول:
(تراء) ولا يمدّ كما لا يمد (ما) إذا وقف عليه على هذه اللغة، وليس الرّواية عن حمزة (ترا) إنّما الرّواية عنه أنّه يمدّ مدة بعد الراء [من تراءا]، فينبغي أن تكون المدة ألفا وهمزة، أمّا الألف فألف تفاعل، وأمّا ما بعد الألف فهو الهمزة التي هي عين الفعل، إمّا بين بين، وإمّا مخفّفة، وعلى أيّ الأمرين كان وجب أن يسكن في الوقف، كما تسكن سائر الحروف الموقوف عليها، وعلى هذا جاء في
[الحجة للقراء السبعة: 5/363]
الشعر:
يستمسكون من حذار الإلقاء... بتلعات كرءوس الصيصاء
فهذا على أنّ الضّرب مفعولان، ومنه قول الآخر:
ردي ردي ورد قطاة صماء... كدريّة أعجبها برد الماء
وأمّا ما رواه نصير عن الكسائي في الوقف تراءى مثل تراعي، فحسن، وذلك أنّ الوقف موضع [تبين فيه الحروف الموقوف عليها].
وفي الألف خفاء شديد من حيث لم تعتمد في إخراجها على موضع، فصارت لذلك بمنزلة النفس من أنّه لا يعتمد له على موضع، فبيّنها بأن نحا بها نحو الياء وقرّبها منها.
ويدلّك على حسن هذا أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/364]
قوما يبدلون منها الياء المحضة في الوقف، فيقولون أفعي، وحبلي، وآخرون يبدلون منها الهمزة، فيقولون: هذه حبلأ، ورأيت رجلأ فكذلك نحا بالألف بإمالتها نحو الياء ليكون أبين لها، ولم يمل الرّاء من تراءا لأنّ الإمالة إنّما هي عنده من أجل الوقف، والوقف غير لازم، فلمّا لم يلزم لم ير أن يعتدّ به). [الحجة للقراء السبعة: 5/365]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج وعبيد بن عمير: [لَمُدَّرَكُون]، بالتشديد.
قال أبو الفتح: أدركتُ الرجل، وادَّرَكْتُهُ، وادَّرَكَ الشيءُ إذا تتابع ففني. وقال الحسن في قول الله تعالى: [بَلِ ادَّرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ]، قال: جهلوا علم الآخرة، أي: لا علم عندهم في أمر الآخرة، معناه بل أسرع وخف، فلم يثبت، ولم تطمئن لليقين به قدم). [المحتسب: 2/129]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {فَلَمَّا تَرِاءَا الْجَمْعَانِ} [آية/ 61] بكر الراء وفتح الهمزة:
قرأها حمزة وحده، فإذا وقف ترك الهمز، وكان يزيد في المد زيادةً في صدره يشير بها إلى الهمزة ويميل.
[الموضح: 941]
والوجه أنه إنما أمال فتحة الراء لإمالة فتحة الهمزة التي أُميلت فتحتها في قولهم رآى، لما أمالوا فتحة الراء لإمالة فتحة الهمزة، فهي إمالةٌ لإمالةٍ، والألف الممالة التي بعد الهمزة من ترأى، وإن كانت ساقطة لالتقاء الساكنين، فإنها في حكم الثبات، وكأنها موجودةٌ، فأمليت فتحة الراء لإمالتها، فإن إمالة فتحة الهمزة مستفادة من إمالة الألف التي بعدها، فجواز إمالة فتحة الهمزة جوّز إمالة فتحة الراء.
وأما وقوف حمزة على ترك الهمزة والإشارة إليها والزيادة في المد، فيجوز أن يكون قد رد الألف الذاهبة لالتقاء الساكنين فإن ذهابها قد زال، لمكان الوقف، فإن التقاء الساكنين إنما يكون في الدرج، فمد بعد الراء مدًّا طويلًا في تقدير ألفين وهمزة خففت بأن جُعلت بين بين، فالألف الأولى ألف تفاعل وبعدها الهمزة المخففة التي هي عين الفعل، وبعدها الألف المنقلبة من الياء التي هي لام الفعل.
ويجوز أن يكون الألف التي سقطت لالتقاء الساكنين غير مردودة لذهابها في الوصل؛ ولأن الوقف غير لازم، فمد بعد الراء مدًّا دون المد في الوجه الأول، فكان مده في تقدير ألفين ممالتين: إحداهما ألف تفاعل، والأخرى المنقلبة عن الهمزة المخففة الموقوف عليها؛ لأن عادة حمزة تخفيف الهمز في الوصل، فأجراها ههنا وإن كانت في الوقف مجراها في الوصل.
وقرأ الباقون {تَرَاءَا} بفتح الراء والهمزة، ووقفوا بالألف على وزن تراعا، غير الكسائي فإنه يقف على الإمالة نحو تراعي.
[الموضح: 942]
والوجه أن قراءة الجماعة أصل، حيث تركوا الإمالة فيهما أعني الراء والهمزة.
وأما وقف الكسائي على مالة الهمزة من {تَرَاءِي} فحسن، وذلك أن الوقف حالة يتبين فيها الحرف الذي يُوقف عليه، والألف حرف في غاية الخفاء، فأُمليت الألف نحو الياء ليكون أبين لها). [الموضح: 943]

قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {إن معى ربي سيهدين} [62].
روى حفص عن عاصم: {معي} بفتح الياء، وكذلك جميع ما في القرآن.
والباقون يسكنون الياء.
فمن أسكن الياء ذهب إلى التخفيف، ومن فتح فعلى أصل الكلمة؛ ولأن الاسم على حرف واحد فقواه بالحركة؛ إذ كان متصلاً بكلمة على حرفين، وكان أصحاب موسى عليه السلام فزعوا من فرعون بأن يدركهم وحذروا موسى عليه السلام فقالوا: {إنا لمدروكون} فقال لهم موسى ثقة بالله-: {كلا} أي: ليس كما تقولون {إن معي ربي سيهدين}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/132]
حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد: أن الأعرج قرأ: {لمدركون} مفتعلون من الإدراك فأدغمت التاء في الدال.
قال الفراء: أدركت إدراكًا، وادركت إدراكًا بمعنى واحد، كما تقول: حفرت واحتفرت بمعنى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/133]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وروى حفص عن عاصم إن معي ربي [الشعراء/ 62] بنصب الياء من معي وكل ما في القرآن من قوله: معي فإنّ عاصما في رواية حفص يحرك الياء فيه.
وروى حفص عن عاصم وورش عن نافع ومن معي من المؤمنين [الشعراء/ 118] بتحريك الياء ولم يحركها غيرهما.
[قال أبو علي] [كلّ واحد من التحريك والإسكان حسن] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/358]

قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}
قوله تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عبد الله بن الحارث: [وَأَزْلَقْنَا]، بالقاف.
قال أبو الفتح: من قرأ: [وَأَزْلَفنَا] بالفاء فالآخرون موسى عليه السلام وأصحابه، ومن قرأها بالقاف فالآخرون فرعون وأصحابه، أي: أهلكنا ثَمَّ الآخَرين، أي: فرعون وأصحابه). [المحتسب: 2/129]

قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (69) إلى الآية (82) ]
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) }


قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)}
قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)}
قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة قتادة: [هَلْ يُسْمِعُونَكُم].
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف، أي: هل يسمعونك إذ تدعون جوابا عن دعائكم؟ يقال: دعاني فأسمعته، أي: أسمعته جواب دعائه.
وأما قراءة الجماعة: {هَلْ يَسْمَعُونَكُم} فإن "سمعت" بابها أن تتعدى إلى ما كان صوتا مسموعا، كقولك: سمعت كلامك، وسمعت حديث القوم. فإن وقعت على جوهر تعدت إلى مفعولين، ولا يكون الثاني منهما إلا صوتا، كقولك: سمعت زيدا يقرأ، وسمعت محمدا يتحدث. ولا يجوز سمعت زيدا يقوم؛ لأن القيام ليس من المسموعات.
[المحتسب: 2/129]
فأما قوله تعالى: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُون} فإنه على حذف المضاف، وتقديره: هل يسمعون دعاءكم؟ ودل عليه قوله: {إِذْ تَدْعُون}، ويقول القائل لصاحبه: هل تسمع حديث أحد؟ فيقول مجيبا له: نعم أسمع زيدا، أي: حديث زيد. ودل قوله: "حديث أحد" عليه، فإن لم تدل عليه دلالة لم يجز الاقتصار على المفعول الواحد. لو قلت سمعت الطائر لم يجز؛ لأنه لا يعلم أسمعت جرس طيرانه أو سمعت صياحه على اختلاف أنواع الصياح؟ فهذا مثال يقتاس عليه، ويردُّ نحوُهُ -إذا أشكل- إليه). [المحتسب: 2/130]

قوله تعالى: {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)}
قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)}
قوله تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)}
قوله تعالى: {أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}
قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (فإنّهم عدوٌّ لي إلّا ربّ العالمين (77)
فتح الياء نافع وأبو عمرو أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/226]

قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)}
قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (83) إلى الآية (89) ]
{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) }


قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)}
قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84)}
قوله تعالى: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)}
قوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (واغفر لأبي (86)
فتح الياء نافع وأبو عمرو أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/227]

قوله تعالى: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)}
قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)}
قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (90) إلى الآية (104) ]
{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}


قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)}
قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)}
قوله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)}
قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)}
قوله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94)}
قوله تعالى: {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)}
قوله تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96)}
قوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97)}
قوله تعالى: {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)}
قوله تعالى: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99)}
قوله تعالى: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100)}
قوله تعالى: {وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)}
قوله تعالى: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (105) إلى الآية (115) ]
{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) }


قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)}
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106)}
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)}
قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إن أجري إلّا على ربّ العالمين (109)
في خمسة مواضع.
فتح ياءهن نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم). [معاني القراءات وعللها: 2/227]

قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)}
قوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واتّبعك الأرذلون (111)
قرأ الحضرمي وحده (وأتباعك الأرذلون).
وقرأ الباقون (واتّبعك الأرذلون) بتشديد التاء وفتح العين.
قال الأزهري من قرأ (وأتباعك) فهو جمع تابع، كما يقال: صاحب وأصحاب، وشاهد وأشهاد - ومعناه: وأشياعك الأرذلون.
ومن قرأ (واتّبعك) فهو بمعنى: وتبعك الأرذلون). [معاني القراءات وعللها: 2/227]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود والضحاك وطلحة وابن السميفع ويعقوب وسعيد بن أبي سعيد الأنصاري: [وِأَتْبَاعُكَ].
قال أبو الفتح: تحتمل هذه القراءة ضربين من القول مختلفي الطريق، إلا أنهما متفقا المعنى.
أحدهما أن يكون أراد: أنؤمن لك وإنما أتباعك الأرذلون؟ فأتباعك مرفوع بالابتداء، والأرذلون خبر.
والآخران يكون "وأتباعك" معطوفا على الضمير في "نؤمن"، أي: أنؤمنُ لك نحن وأتباعك الأرذلون؟ فالأرذلون إذًا وصف للأتباع، وجاز العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير توكيد؛ لما وقع هناك من الفصل. وهو قوله: "لك"، فصار طول الكلام به كالعوض من توكيد الضمير بقوله: نحن. وإذا جاز قوله: [ما أشْرَكْنا ولا آباؤنا] كان الأول من طريق الإعراب أمثل؛ وذلك أن العوض ينبغي أن يكون في شق المعوض منه، وأن يكون قبل حرف العطف، وهذه صورة قوله: "لك"، وأما "لا" من قوله تعالى: [وَلا آبَاؤُنَا] فإنها حرف العطف، فهي في شق المعطوف نفسه، لا في شق المعطوف عليه. والجامع بينهما طول الكلام بكل واحد منهما، والمعنى من بعد: أنؤمن لك نحن وأتباعك الأرذلون فنعدُّ في عدادهم؟ وهذا هو معنى القول الآخر: أنؤمن لك وإنما أتباعك الأرذلون فنساويهم في أن نكون مرذولين مثلهم؟). [المحتسب: 2/131]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {وَأَتْبَاعُكَ الْأَرْذَلُونَ} [آية/ 111] بقطع الألف الأولى، وبألف بعد الباء وبرفع العين:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أنه جمع تابع كصاحب وأصحاب وشاهد وأشهاد وناصر وأنصار، فـ {أَتْبَاعُكَ} مبتدأ، و{الْأَرْذَلُونَ} خبره.
وقرأ الباقون {وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}.
والوجه أنه فعلٌ ماضٍ، يقال اتّبعَهُ مثل تَبِعَهُ، و{الْأَرْذَلُونَ} فاعل اتَّبَع). [الموضح: 943]

قوله تعالى: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)}
قوله تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)}
قوله تعالى: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114)}
قوله تعالى: {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (116) إلى الآية (122) ]
{ قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) }


قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117)}
قوله تعالى: {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومن معي من المؤمنين (118)
فتع الياء حفص، وورش عن نافع، ما حركها غير ورش عن نافع). [معاني القراءات وعللها: 2/226]

قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:38 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (123) إلى الآية (131) ]
{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) }


قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)}
قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)}
قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128)}
قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة قتادة: [لَعَلَّكُمْ تُخْلَدُونَ].
قال أبو الفتح: خَلَد الشيءُ، أي: بقي، وأخلدته وخلَّدته، وأخلدت إلى كذا: أي أقمت عليه ولزمته، والخلود لا يكون في الدنيا، وقال قوم: أُخْلِدَ الرجلُ: إذا أبطأ عنه الشيب. وقد يقال في هذا أيضا: أَخْلَدَ، والخُلْدُ: الفأرة العمياء، ويقال: الخلد: السوار، ويقال: القرط. ودار الخلود، يعني الجنة، وقال أحمد بن يحيى: الخلد: داخل القلب، وقول امرئ القيس:
وَهَلْ يَنْعَمًا إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدُ؟
يعني به من يلبس الخلد: السوار أو القرط، أي: الصبي أو الصبية، يدل عليه قوله:
قَلِيلُ الهمُومِ ما يَبِيتُ بِأَوْجَالِ
وقد مر به شاعرنا فقال:
تَصْفُو الحياةُ لِجَاهِلٍ أوْ غَافِلٍ ... عَمّا مَضَى منها وَما يُتَوَقَّعُ
وقال رؤبة في معناه:
وقَدْ أَرَى واسِعَ جَيْبِ الْكُمِّ ... أَسْفَرُ مِنْ عَمامَةِ الْمُعْتَمِّ
[المحتسب: 2/130]
عنْ قَصَب أسْحَمَ مُدْلَهِمّ ... رِيقي وَدِرْيَاقِي شِفاء السُّمّ). [المحتسب: 2/131]

قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (132) إلى الآية (140) ]
{ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) }


قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132)}
قوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133)}
قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)}
قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)}
قوله تعالى: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136)}
قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إن هذا إلّا خلق الأوّلين (137)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي والحضرمي (إن هذا إلّا خلق الأوّلين) بفتح الخاء وسكون اللام.
وقرأ الباقون (إن هذا إلّا خلق الأوّلين) بضم الخاء واللام.
[معاني القراءات وعللها: 2/227]
قال الفراء: من قرأ (خلق الأولين) فمعناه: اختلاقهم الكذب.
قال: والعرب تقول: حدثنا فلان بأحاديث الخلق، وهي الخرافات المفتعلة.
ويقال: خلق فلان الكذب، واختلقه، وخرقه، واخترقه، وخرصه، واخترصه، بمعنى واحد، إذا افتعله.
ومن قرأ (خلق الأولين) فمعناه: عادة الأولين.
وقيل في قوله (إن هذا إلّا خلق الأوّلين): أي: خلقنا كما خلق من قبلنا نحيا كما حيوا ونموت كما ماتوا، ولا نبعث؛ لأنهم كانوا منكرين للبعث). [معاني القراءات وعللها: 2/228]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {إن هذا إلا خلق الأولين} [137].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: {خلق الأولين} بفتح الخاء جعلوه مصدر خلق خلقا مثل كذب كذبًا واختلق اختلاقًا كما قال تعالى: {إن هذا إلا اختلق} تقول العرب: أخلق الرجل وكذب وبشك وابتشك وسرج، ورجل كذاب وكاذب وكذوب وكيذبان وكذبذب وسراح ومجاج: إذا كان كذابًا، ويقال: كذب حنبريت: إذا كان خالصًا.
وقرأ الباقون: {إلا خلق الأولين} فالخلق: العادة أي: كان عادة من
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/136]
تقدم كذلك. قال الفراء قراءتي: {إلا خلق} بضمتين لأن العرب تقول: حدثنا فلان بالخلق أو بالخرافات، والعرب تقول: فلان حسن الخلق وسيء الخلق، فأما قوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم {وإنك لعلى خلق عظيم} فكان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/137]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الخاء وضمّها من قوله [جلّ وعزّ]: (إلا خلق الأولين) [الشعراء/ 137] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: (خلق الأولين)، بفتح الخاء وتسكين اللام، وقرأ الباقون: بضم الخاء واللام.
[قال أبو علي]: خلق الأولين: أي: عادتهم، وخلق الأولين يجوز أن يكون المراد اختلافهم وكذبهم، وفي التنزيل: (إن هذا إلا اختلاق) [ص/ 7]، وفيه وتخلقون إفكا [العنكبوت/ 17] أي تختلفونه، وقيل: إنّه يجوز أن يكون خلقنا كخلقكم، نموت كما ماتوا، ولا نبعث، فخلق على هذا: مصدر، إن شئت قدّرته تقدير الفعل المبني للمفعول، أي: خلقنا كما خلقوا. ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى المفعول به، ولا يقدّر تقدير الفعل المبني للمفعول). [الحجة للقراء السبعة: 5/365]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن هذا إلّا خلق الأوّلين}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ {إن هذا إلّا خلق} الأوّلين بفتح الخاء وسكون اللّام وقرأ الباقون {خلق} بضم الخاء واللّام
ومن قرأ {خلق الأوّلين} بالفتح فمعناه اختلاقهم وكذبهم كأنّهم قالوا لهود عليه السّلام ما هذا الّذي أتيتنا به إلّا كذب الأوّلين وأحاديثهم قال ابن عبّاس إن هذا إلّا خلق الأوّلين أي كذب الأوّلين وفيه وجه آخر قاله قتادة قوله {خلق الأوّلين} قالوا هكذا كان النّاس يعيشون ما عاشوا ثمّ يموتون قال الزّجاج المعنى خلقنا كما خلق من كان قبلنا نحيا كما حيوا ونموت كما ماتوا ولا نبعث لأنهم أنكروا البعث
ومن قرأ {خلق الأوّلين} فمعناه عادة الأوّلين أي ما هذا الّذي نفعله نحن إلّا عادة الأوّلين من قبلنا والمختار ضم الخاء لأن هودا صلى الله عليه لما وعظهم وحذرهم وأنذرهم وقال لهم {إنّي أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} ردوا عليه وعظه وقالوا {سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلّا خلق الأوّلين} يريدون ما هذا الّذي نحن عليه إلّا عادة الأوّلين {وما نحن بمعذبين} ). [حجة القراءات: 518]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {خلق الأولين} قرأه الكسائي وأبو عمرو وابن كثير بفتح الخاء وإسكان اللام، على معنى أنهم قالوا: خلقنا كخلق الأولين، نموت كما ماتوا، ونحيا كما حيوا، ولا نبعث كما لم يبعثوا، وقيل: معناه: ما هذا إلا اختلاق الأولين، أي: كذبهم، كما قال عنهم: إنهم قالوا: {إن هذا إلا اختلاق} «ص 3» أي: كذب، وقرأ الباقون {خلق} بضم الخاء واللام، على معنى: عادة الأولين، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/151]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {إِلَّا خَلْقُ الْأَوَّلِينَ} [آية/ 137] بفتح الخاء وسكون اللام:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
والوجه أن الخلق ههنا بمعنى الاختلاق، يقال: خَلَق الكذب واختلقه، إذا افتراه، والمعنى ما هذا إلا اختلاق الأولين وكذبهم.
ويجوز أن يكون المعنى خُلقنا كخلقهم، أي نموت كما ماتوا فلا نبعث.
[الموضح: 943]
والمعنى على هذا: ما هذا الخلق إلا خلق الأولين، وعلى الوجه الأول ما هذا الذي جئتنا به إلا اختلاق الأولين.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} بضم الخاء واللام.
والوجه أن الخُلُق هو العادة ههنا، والمعنى ما هذا الذي نحن فيه من اتخاذ الأبنية إلا عادة الأولين، وإن بمعنى ما). [الموضح: 944]

قوله تعالى: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)}
قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:49 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (141) إلى الآية (150) ]
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) }


قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واتفق القراء على ترك إجراء (ثمود) في قوله: (كذّبت ثمود المرسلين) (141)
فالقراءة بضم الدال غير منونة، وإن كان الإجراء جائزًا في (ثمود)؛ لأن الاتباع أولى بنا). [معاني القراءات وعللها: 2/228]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142)}
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)}
قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)}
قوله تعالى: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146)}
قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147)}
قوله تعالى: {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)}
قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بيوتًا فارهين (149)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (فرهين) بغير ألف.
وقرأ الباقون (فارهين) بألف.
قال الفراء: معنى (فارهين): حاذقين.
ومن قرأ (فرهين) فمعناه: أشرين بطرين.
وهو منصوب على الحال قرأته بألف أو بغير ألف، والعرب تقول
[معاني القراءات وعللها: 2/228]
لكل من حذق صناعته: فارهٌ، ويجمع فرهة، مثل صاجا وصحبة، وغلام رائق وجمعه روقة، وسمعت غير واحد من العرب يقول: جارية فارٍ بغير هاء، إذا كانت صبيحة الوجه ذات ملاحة، وهو كقولهم: امرأة عاشق، ولحية ناصل). [معاني القراءات وعللها: 2/229]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- قوله تعالى: {وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين} [149].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر: {فارهين} بألف من الفراهة والحذق في العمل أي: حاذقين فارهين.
وقرأ الباقون: {فرهين} بغير ألف أي: أشرين بطرين يقال: رجل فره أي: بطر، ورجل فاره: أي حاذق، ورجل فاهر الهاء قبل الراء: إذا جامع جارية فإذا قارب الفراغ تحول إلى أخرى، والحاء من {تنحتون} مكسورة إلا الحسن فإنه قرأ: {وتنحتون} بفتح الحاء لغتان تحت ينحت وينحت مثل: صبغ يصبغ ويصبغ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/137]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها من قوله [جلّ وعزّ]: فارهين [الشعراء/ 149]. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو:
(فرهين) بغير ألف، وقرأ الباقون: فارهين بألف.
أبو عبيدة (فرهين) أي: مرحين، قال: ويقال في هذا المعنى: (فارهين) وأنشد:
لا أستكين إذا ما أزمة أزمت... ولن تراني لخير فاره اللّبب
قال: وقوم يقولون: فارهين أي: حاذقين.
قال أبو عليّ: [ليس] فارهين كحاذرين، في أن فارهين يكون لما يأتي في الأمر العام، وليس للحال، لأنّهم قد قالوا: فاره وفرهة، فدلّ جمعهم له مثل صاحب وصحبة أنّ فاعل يستعمل للحال، والآتي، والماضي، وليس الحاذر كذلك، لأنّ الحاذر لما يأتي
[الحجة للقراء السبعة: 5/366]
بدلالة أنّ الفعل حذر يحذر، وقد قال: فليحذر الذين يخالفون عن أمره [النور/ 63]، فإذا كان الفعل على هذا فاسم الفاعل حاذر، وفاعل للمستقبل كقولك: بعيرك صائد غدا). [الحجة للقراء السبعة: 5/367]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين} 149
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو (فرهين) بغير ألف أي أشرين بطرين من خير وقال مجاهد معجبين بصنعتكم وعن الحسن آمنين
وقرأ الباقون فارهين أي حاذقين بنحتها قال الفراء هما لغتان مثل طمع وطامع). [حجة القراءات: 519]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {فارهين} قرأه الكوفيون وابن عامر بألف، على معنى حاذقين، وقرأ الباقون بغير ألف، على معنى: أشرين، أي: بطرين، وكلا القراءتين حسن محتمل. وقد ذكرنا «الأيكة» والاختلاف فيها وعلتها في الحجر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/151]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {فَرِهِينَ} [آية/ 149] بغير ألف:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن المعنى مرحين أشرين، والفره والفرح واحدٌ، وانتصابه على الحال.
وقرأ الباقون {فَارِهِينَ} بالألف.
والمعنى حاذقين، وقيل هو بمعنى الأول أي مرحين). [الموضح: 944]

قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (151) إلى الآية (159) ]
{ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) }


قوله تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)}
قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153)}
قوله تعالى: {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)}
قوله تعالى: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)}
قوله تعالى: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)}
قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)}
قوله تعالى: {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:01 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (160) إلى الآية (175) ]
{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}


قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)}
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161)}
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163)}
قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)}
قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)}
قوله تعالى: {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)}
قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)}
قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)}
قوله تعالى: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)}
قوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170)}
قوله تعالى: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)}
قوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172)}
قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (176) إلى الآية (191) ]
{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}


قوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين (176)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: (أصحاب ليكة المرسلين) ها هنا وفي (ص).
بغير ألف وفتحوا التاء.
وقرأ الباقون (أصحاب الأيكة) بالخفض والهمز.
قال أبو منصور: من قرأ (ليكة) جعلها اسم بقعة، ولم يجرها؛ لأن في آخرها هاء التأنيث.
ومن قرأ (أصحاب الأيكة) أجراها؛ لدخول الألف واللام عليها، وكان أبو عبيد يختار (ليكة) غير مصروفة؛ لموافقته المصحف مع ما جاء في التفسير، فأما (الغيضة) التي تضم الشجر فهي: الأيكة، والجمع: الأيك.
والفصل بين جمعه وواحده الهاء.
وجاء في التفسير أن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا أصحاب شجر ملتف، يقال له: الدوم، وهو شجر المقل). [معاني القراءات وعللها: 2/229]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أصحب الأيكة} [176].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: {ليكة} بفتح اللام والهاء بغير ألف، وكذلك في (ص) اتبعوا المصحف، ولأنهم جعلوا {ليكة} اسم موضع بعينه فلم يصرفوها للتأنيث والتعريف، وتجمع «ليكة» ليكا مثل بيضة وبيض. هذا قول، والأجود أن يجعل «ليكة» مخففا من الأيكة، فنقلوا فتحة الهمزة إلى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/137]
اللام وأسقطوا الهمزة كما تقول: هذا زيد الأحمر، ثم يخفف فتقول: هذا زيد الاحمر فكذلك أصحاب الأيكة وأصحاب أليكه. وكذلك قرأها ورش أعني في (الحجر) {وأصحاب اليكة} ثلاث لغات فاعلاف ذلك.
وقرأ الباقون جميع ما في القرآن: {وأصحب الأيكة} بالهمزة وكسر الهاء.
والأيكة في اللغة: أرض ذات شجر ملتف كثير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعز: أصحاب الأيكة [الشعراء/ 176] فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: (ليكة) هاهنا، وفي «صاد» [13]: بغير همز، والهاء مفتوحة بلا ألف.
وقرأ الباقون: أصحاب الأيكة بالهمز فيهما والألف.
قال أبو علي: قد قلنا في هذا الحرف فيما تقدّم من هذا الكتاب. ومن زعم أنّه يختار قراءة أهل المدينة، وأنّه اختار ذلك لموافقته الكتاب، وهي- زعموا- في هذه السورة، وسورة صاد بغير ألف فإنّ ما في المصحف من إسقاط ألف الوصل التي مع اللّام لا يدلّ على صحّة ما اختار من قولهم: (ليكة)، وذلك لأنّه يجوز أن يكون كتب في المصحف على تخفيف الهمزة، وقول من قال: لحمر، كما كتبوا الخبء على ذلك، فإذا جاز أن يكون إسقاط ألف الوصل لهذا، ثبت أن ما اختاره من (ليكة) لا يدلّ عليه خطّ المصحف، ولا يصحّ ذلك لأمر آخر، وهو أنّه يجوز أن تكون الكتابة في هذين الموضعين وقعت
[الحجة للقراء السبعة: 5/367]
على الوصل، فكما أنّه لا ألف ثابتة في اللّفظ في قوله سبحانه:
أصحاب الأيكة [فكذلك لم تكتب في خط]. ومثله في أنّه كتب مرة على اللّفظ، وأخرى على غيره كتابتهم: سندع الزبانية [العلق/ 18] بغير واو، لما لم تثبت في الخط، وكتب في يدعو الإنسان بالشر [الإسراء/ 11] بالواو فإذا جاز هذا فيه، علمت أنّ الاختيار [مدخول ويدلّ على ضعف الاختيار] أن سائر القرآن غير هذين الموضعين عليه. ويدلّ على فساد ذلك أيضا همز من همز فقال: الأيكة، فإذا بينت هذا، علمت أن (ليكة) على تخفيف الهمزة، وأن فتح (ليكة) لا يصحّ في العربية، لأنّه فتح حرف الإعراب في موضع الجر مع لام المعرفة، فهو على قياس من قال:
مررت بالحمر، فاعلم). [الحجة للقراء السبعة: 5/368]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كذب أصحاب الأيكة المرسلين} 176
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر (كذب أصحاب ليكة) مفتوحة اللّام والتّاء وفي ص مثلها
جاء في التّفسير أن اسم المدينة كان ليكة فلم يصرفوها للتأنيث والتعريف وحجتهم أنّهما كتبتا في المصاحف بغير همز وقرأ الباقون {الأيكة} ساكنة اللّام مكسورة التّاء والأيكة الشّجر المتلف وحجتهم ما ذكر في التّفسير جاء أن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا
[حجة القراءات: 519]
أصحاب شجر ملتف ويقال إن شجرهم هو الدوم والدوم شجر المقل). [حجة القراءات: 520]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {أَصْحَابُ لَيْكَةَ} [آية/ 176] بفتح اللام والتاء غير مهموزة:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر وكذلك في: ص.
وقرأ الباقون {الْأَيْكَةِ} مهموزة مجرورة التاء في السورتين، ولم يختلفوا في غير هذين الموضعين إلا أن ش- عن نافع ينقل حركة الهمزة إلى اللام في سورة الحجر وسورة: ق، فيحرك اللام بحركتها ولا تتغير كسرة التاء
[الموضح: 944]
فيهما، الباقون يهمزونهما ويسكنون اللام، وكذلك ن- و-يل- عن نافع.
وقد مضى الكلام عليه قبل في سورة الحجر). [الموضح: 945]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177)}
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)}
قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)}
قوله تعالى: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181)}
قوله تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182)}

قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وزنوا بالقسطاس المستقيم}
{بالقسطاس} قد ذكرنا في سورة سبحان). [حجة القراءات: 520]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {بِالْقِسْطَاسِ} [آية/ 182] مكسورة القاف:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {القُسْطَاسِ} بضم القاف.
وقد تقدم القول فيه). [الموضح: 945]

قوله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)}
قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وأبي حَصِين: [الْجُبُلَّةَ الْأَوَّلِين]، بالضم.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك مشروحا). [المحتسب: 2/132]

قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)}
قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)}
قوله تعالى: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)}

قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأسقط علينا كسفا من السّماء إن كنت من الصّادقين}
قرأ حفص {كسفا من السّماء} بتحريك السّين أي قطعا من السّماء جمع كسفة وكسف مثل كسرة وكسر والفرق بين واحده وجمعه إسقاط الهاء
وقرأ الباقون {كسفا} ساكنة السّين أي جانبا من السّماء وقد ذكرنا في سورة سبحان). [حجة القراءات: 520]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {كِسَفًا} [آية/ 187] بفتح السين:
قرأها عاصم ص-.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {كِسْفًا} بسكون السين.
وقد سبق الكلام فيه). [الموضح: 945]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188)}
قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (192) إلى الآية (197) ]
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) }


قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}
قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نزل به الرّوح الأمين (193)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص (نزل به) خفيفًا (الروح الأمين) رفعًا.
وقرأ الباقون (نزّل به الرّوح الأمين) مشدد الزاي، (الرّوح) نصبًا.
قال أبو منصور: من قرأ (نزل به الرّوح الأمين) فمعناه: أنزله الروح الأمين، هو جبريل، على محمد عليهما السلام.
ومن قرأ (نزّل به الرّوح الأمين) فمعناه: نزل اللّه الرّوح الأمين، وهو جبريل، بالقرآن على قلبك يا محمد، وكل جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/230]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {نزل به الروح الأمين} [193].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم {نزل} خفيفًا.
وقرأ الباقون: {نزل} مشددًا. فمن شدد قال: شاهده: {فإنه نزله على قلبك بإذن الله} ولم يقل: نزل، وشاهده أيضا قوله: {وإنه لتنزيل رب العالمين} [192] وتنزيل مصدر نزل بالتشديد.
وحجة من خفف قال: تنزيل فعل الله تعالى، وهذا فعل لجبريل عليه السلام، فيقال: نزل لله جبريل ونزل جبريل. وأما قوله: {فإنه نزله على قلبك} بالتشديد ولم يقل نزله فإنه من أجل حذف الباء، لأنك تقول: نزلت به وأنزلته كما تقول كرمت به وكرمته، وكلتا القراءتين حسنة والحمد لله. من شدد نصب الروح أي: نزل الله الروح وهو جبريل، ومن خفف رفع الروح شدد نصب الروح أي: نزل الله الروح وهو جبريل، ومن خفف رفع الروح جعل الفعل له). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: نزل به الروح الأمين [الشعراء/ 193]. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص: نزل به خفيف، الروح الأمين رفع. وقرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (نزّل به) مشدّدة الزّاي، (الرّوح الأمين) نصبا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/368]
قال أبو علي: حجّة من قال: (نزّل به الرّوح الأمين) قوله: فإنه نزله على قلبك بإذن الله [البقرة/ 97]، وقوله: (تنزل الملائكة بالروح) [النحل/ 2]، فتنزّل مطاوع نزّل، [فهو مثل مطاوع: نزّل الملائكة بالرّوح] فدخلت التاء للمطاوعة. فصار: (تنزّل الملائكة بالرّوح) والرّوح في التنزيل قد جاء يراد به القرآن، قال تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا [الشورى/ 52] إلى قوله: من عبادنا وقوله: قل نزله روح القدس من ربك ليثبت الذين آمنوا [النحل/ 102]. ومن أسند الفعل إلى الرّوح فقال: نزل به الروح فلأنّه ينزل بأمر الله جلّ وعزّ فمعناه معنى الثقيلة). [الحجة للقراء السبعة: 5/369]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({نزل به الرّوح الأمين}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص {نزل} بالتّخفيف {الرّوح الأمين} بالرّفع أي جاء به جبريل عليه السّلام وحجتهم قوله {قل نزله روح القدس من ربك} وقوله {فإنّه نزله على قلبك بإذن الله} فلمّا كان في هذين الموضعين جبرائيل هو الفاعل بإجماع ردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه والباء للتعدية كما أن التّشديد في قوله {نزله} للتعدية
[حجة القراءات: 520]
وقرأ الباقون {نزل به} بالتّشديد الرّوح الأمين بالنّصب المعنى نزل الله به الرّوح الأمين وحجتهم أن ذلك أتى عقيب الخبر عن تنزيل القرآن وهو قوله {وإنّه لتنزيل رب العالمين} والتنزيل مصدر نزل بالتّشديد فكأن قوله {نزل به الرّوح الأمين} كان مردودا على ما تقدمه من ذكر الله تعالى ليكون آخر الكلام منظوما على لفظ أوله إذ كان على سياقه). [حجة القراءات: 521]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {نزل به الروح} قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/151]
بالتشديد، ونصب {الروح الأمين} بـ {نزل}، وفي {نزل} ضمير الفاعل، وهو الله جل ذكره، وقرأ الباقون بالتخفيف، ورفع {الروح الأمين} بـ {نزل}.
وحجة من شدد أنه عدى الفعل بالتشديد، وأضمر فيه اسم الله جل ذكره، ونصب به {الروح الأمين} لأن {الروح} هو جبريل عليه السلام. وجبريل لم ينزل بالقرآن حتى نزله الله به، فهو المعنى الصحيح، دليله قوله تعالى: {فإنه نزله على قلبك بإذن الله} «البقرة 97».
وحجة من خفف أنه أضاف الفعل إلى {الروح} وهو جبريل؛ لأنه هو النازل به بأمر الله له، ولم يعده، فارتفع {الروح} بالفعل وهو الاختيار، لأن الحرميين عليه مع أبي عمرو). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/152]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {نَزَلَ بِهِ} بالتخفيف، {الرُّوحُ الْأَمِينُ} بالرفع فيهما [آية/ 193]:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو و-ص- عن عاصم.
والوجه أن الفعل للروح، ونزل لازمٌ، ونزوله إنما هو بأمر الله تعالى، فإذا نزّله الله تعالى نزل.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {نَزَّلَ} بالتشديد، {الرُّوحَ الْأَمِينَ} بالنصب فيهما.
والوجه أن الفعل مُتعدٍّ؛ لأنه منقول بالتضعيف من نزل، والضمير في
[الموضح: 945]
{نَزَّلَ} لله تعالى يعود إلى {رَبِّ العالمين} من قوله {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، والروح مفعول نزّل، و{الْأَمِينَ} صفته، فلهذا انتصبا، ودليله قوله تعالى {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله} ). [الموضح: 946]

قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)}
قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولم يكن لّهم آيةً (197)
قرأ ابن عامر وحده (أولم تكن لهم آيةٌ) رفعًا.
وقرأ الباقون (أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه) بالياء والنصب.
قال أبو منصور: من قرأ (أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه)
جعل (أن يعلمه) اسم (كان)، وجعل (آيةً) خبرها، المعنى: أولم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل أن النبي الأميّ مبعوث آية، أي: علامة دالة على نبوته؛ لأن علماءهم قرءوا ذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - في التوراة كما قال الله جلّ وعزّ.
ومن قرأ (أولم يكن لهم آيةٌ) بالتاء جعل آية هي الاسم، وأن يعلمه خبر تكن.
والمعنيان متقاربان). [معاني القراءات وعللها: 2/230]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {أو لم يكن لهم ءاية} [197].
قرأ ابن عامر وحده {أو لم تكن} بالتاء {لهم ءاية} بالرفع جعلها
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/138]
اسم تكون وخبر يكون {أن يعلمه} لأن «أن» مع الفعل مصدر، والتقدير: أو لم يكن لهم آية علمه بني إسرائيل، ومعناه: أو لم يكن آية معجزة ودلالة ظاهرة على بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب إلى الأنبياء قبله أنه نبي، وأن هذا القرآن من عند الله عز وجل، ولكنه {لما جاءهم ما عرفوا كفروا به} على بصيرة ليكون أوكد في الحجة عليهم.
وقرأ الباقون: {أو لم يكن} بالياء {ءاية} بالنصب خبر كان واسم كان {أن يعلمه} وهو الاختيار لأن {ءاية} نكرة و{أن يعلمه} معرفة، وإذا اجتمعت معرفة ونكرة اختير أن يجعل المعرفة اسم كان والنكرة خبره. وسيبويه لا يجوز ذلك إلا في ضرورة شاعر نحو قول حسان:
كأن سلافة من بيت رأس = يكون مزاجها عسل وماء
قوله: «من بيت رأس» أي: من بيت رئيس تسمي العرب السيد رأسًا، قال عمرو:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/139]
*برأس من بني جشم بن بكر*
و«بيت رأس» موضع بالشام تتخذ فيه الخمر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/140]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: أولم يكن لهم آية [الشعراء/ 197] نصبا، غير ابن عامر فإنه قرأ: (تكن) بالتاء (آية) بالرفع.
قال أبو علي: وجه قول ابن عامر: (تكن لهم آية) أنّ (تكن) ليس للآية، ولكن تضمر في (تكن) القصّة أو الحديث، لأنّ ما يقع تفسيرا للقصّة والحديث من الجمل، إذا كان فيها اسم مؤنث، جاز تأنيث الضمير على شريطة التفسير، كقوله سبحانه: فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا [الأنبياء/ 97]، وقوله: فإنها لا تعمى
[الحجة للقراء السبعة: 5/369]
الأبصار [الحج/ 46] فكذلك أن يعلمه علماء بني إسرائيل [الشعراء/ 197] لما كان فيه مؤنث، جاز أن يؤنّث (تكن) فآية مرتفعة بأنّها خبر الابتداء الذي هو (أن يعلمه) علماء بني إسرائيل لما كان فيه مؤنث جاز أن تؤنث (تكن) ولا يمتنع أن لا يضمر القصة ولكن يرتفع (أن يعلم) بقوله: (تكن) وإن كان في تكن علامة تأنيث، لأنّ أن يعلمه في المعنى هو الآية، فيحمل الكلام على المعنى، كما حمل على المعنى في قوله سبحانه: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160]، فأنّث لمّا كان المراد بالأمثال: الحسنات، وكذلك قراءة من قرأ: ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا [الأنعام/ 23] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/370]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} 197
قرأ ابن عامر (أو لم تكن) بالتّاء {لهم آية} بالرّفع جعلها اسم تكون وخبر {تكن} أن يعلمه لأن أن مع الفعل مصدر والتّقدير أو لم تكن لهم آية معجزة ودلالة ظاهرة في علم بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب إلى الأنبياء قبله أنه نبي وأن القرآن من عند الله ولكنهم لما جاءهم ما عرفوا كفروا به على بصيرة
وقرأ الباقون {أو لم يكن} بالياء {آية} بالنّصب جعلوا الآية خبر كان واسم كان {أن يعلمه} كأن المعنى أو لم يكن لهم علم بني إسرائيل أن النّبي صلى الله عليه حق وأن نبوته حق آية أي علامة موضحة لأن العلماء الّذين آمنوا من بني إسرائيل وجدوا ذكر النّبي صلى الله عليه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل كما قال جلّ وعز). [حجة القراءات: 521]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {أولم يكن لهم آية} قرأ ابن عامر بالتاء، ورفع الآية، وقرأ الباقون بالياء، ونصب الآية.
وحجة من قرأ بالتاء أنه أنث لتأنيث الآية ورفع الآية لأنها اسم كان، و{أن يعلمه} خبر كان، وفي هذا التقدير قبح في العربية؛ لأنه جعل اسم كان نكرة وخبرها معرفة، والأحسن أن يضمر القصة، فيكون التأنيث محمولًا على تأنيث القصة، و{أن يعلمه} ابتداء و{آية} خبر الابتداء، والجملة خبر كان، فيصير اسم كان معرفة، و{آية} خبر ابتداء، وهو {أن يعلمه}، تقديره: أو لم تكن لهم القصة علم علماء بني إسرائيل به آية.
9- وحجة من قرأ بالياء أنه ذكر لأنه حمله على أن قوله: {أن يعلمه} اسم كان، فذكر؛ لأن العلم مذكر، فهو اسم كان، ونصب {آية} على خبر كان، فصار الاسم معرفة والخبر نكرة، وهو الاختيار؛ لأن أكثر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/152]
القراء عليه وهو وجه الكلام في العربية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/153]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {أَوَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ} بالتاء، {آَيَةٌ} بالرفع [آية/ 197]:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه أضمر في {تَكُنْ} ضمير القصة، وجعل ما بعدها مبتدأً وخبرًا، والجملة تفسيرًا للقصة، والتقدير: أولم تكن القصة علم علماء بني إسرائيل آية لهم؛ لأن قوله {أَنْ يَعْلَمَهُ} في موضع رفع بالابتداء، و{آَيَةٌ} خبرة تقدم عليه، والجملة خبر {تَكُنْ}، وضمير القصة اسمها، وإذا كان في الجملة التي هي الخبر مؤنث أُنِّث ضمير الاسم حملًا على القصة دون الأمر أو الشأن لمكان المؤنث الذي في الخبر إرادة التناسب في اللفظ. ويجوز أيضًا تذكير الضمير على إرادة الأمر أو الشأن إلا أن الأحسن ما ذكرنا، قال الله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} وقال {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
ويجوز أن تكون {آيةٌ} اسم كان، و{لهم} خبره تقدم عليه، وجاز وإن كان الاسم نكرة؛ لأن الخبر جارٌّ ومجرور، فهو نكرة أيضًا.
[الموضح: 946]
ويجوز أن تكون كان ههنا تامة، و{آيَةٌ} فاعلها و{أَنْ يَعْلَمَهُ} بدل من {آية}، وموضعه رفع، والتقدير: أولم تقع لهم آية، ثم أبدل عن الآية فقال علم علماء بني إسرائيل.
وقرأ الباقون {أَوَلَمْ يَكُنْ} بالياء، {آيَةً} بالنصب.
والوجه أن قوله {أَنْ يَعْلَمَهُ} اسم {يكن} يكن و{آيةً} خبره، و{أَنْ} مع ما بعده من تأويل المصدر، والتقدير: أولم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل آية لهم). [الموضح: 947]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (198) إلى الآية (209) ]
{ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)}


قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [الأعْجَمِيِّين]، منسوب إلى العجم.
قال أبو الفتح: هذه قراءة عذر في القراءة المجتمع عليها، وتفسير للغرض فيها، وهي قوله: [على بعض الأعَجَمِين]؛ وذلك أن ما كان من الصفات على أفعل، وأنثاه فعلاء -لا يجمع بالواو والنون، ولا مؤنثه بالألف والتاء. ألا تراك لا تقول: في أحمر: أحمرون، ولا في حمراء: حمراوات؟ فكان قياسه ألا يجوز فيه "الأعجمون"، لأن مؤنثه "عجماء"، ولكن سببه أنه يريد: الأعجميون، ثم حذفت ياء النسب وجعل جمعه بالواو والنون دليلا عليها وأمارة لإدارتها، كما جعلت صحة الواو في عَوَاوِر أمرة لإرادة الياء في عَوَاوِير وكما جعل قلب تاء "افتعل" طاء في قوله:
مَالَ إلَى أَرْطَاة حِقْف فَالْطَجَعْ
دلالة على أن اللام في "الطجع" بدل من ضاد "اضطجع" لولا ذلك لقيل: التجع، كما قالوا: التحم، والْتَجَأ إلى كذا.
وقياس قوله: "الأعجمين" لإرادة ياء الإضافة في "الأعجميِّين" أن يقال: في مؤنثه مررت بنسوة عمجاوات؛ فيجمع بالتاء لأنه في معنى عجماويّات، ونظير ذلك الهُبَيْرُون؛ لأنه يريد الهُبَيْرِيُّون في النسب إلى هُبَيْرَة). [المحتسب: 2/132]

قوله تعالى: {فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}
قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)}
قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)}
قوله تعالى: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [فَتَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً]، بالتاء.
قال أبو الفتح: الفاعل المضمر الساعة، أي فتأتيهم الساعة "بغتة"، فأضمرها لدلالة العذاب الواقع فيها عليها، ولكثرة ما تردد في القرآن من ذكر إتيانها). [المحتسب: 2/133]

قوله تعالى: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)}
قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204)}
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205)}
قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)}
قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)}
قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208)}
قوله تعالى: {ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (210) إلى الآية (220) ]
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}


قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أيضا: [وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطُونُ].
قال أبو الفتح: هذا مما يعرض مثله الفصيح، لتداخل الجمعين عليه، وتشابههما عنده، ونحو منه قولهم: مَسِيل، فيمن أخذه من السيل، وعليه المعنى. ثم قالوا فيه: مُسْلان وأَمْسِلَة. ومَعِينٌ، وأقوى المعنى فيه أن يكون من العيون، ثم قالوا: سالت مُعْنَانُهُ.
فإن قلت: فقد حكى يعقوب وغيره في واحده: مَسَل ومَسْل، وقيل: يشبه أن يكون ذلك لقولهم: مُسْلان. فلما سمعوا مُسْلانًا جاءوا بواحده على فَعْل، كبَطْن وبُطْنان، وظَهْر وظُهْرَان. وعلى فَعَل، كحَمَل وحُمْلان، وأَخ وأُخْوَان، فيمن ضم. كما قال أبو بكر: إن من قال ضَفَنَ يَضْفِن فإنما حمله على ذلك الشبهةُ عليهم في قولهم: ضَيْفَن، إذ كان ضَيْفَن ظاهر لفظه بأن يكون فَيْعَلا لا فَعْلَنًا، وعلى كل حال فـ"الشياطون" غلط. لكن يشبهه، كما أن من همز مصائب كذلك عنهم). [المحتسب: 2/133]

قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)}
قوله تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)}
قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}
قوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)}
قوله تعالى: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)}
قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وتوكّل على العزيز الرّحيم (217)
قرأ نافع وابن عامر (فتوكّل) بالفاء.
وقرأ الباقون بالواو، وكتب في مصحف أهل المدينة والشام بالفاء، وجعل متصلاً بالكلام الذي تقدمه كجزاء.
ومن قرأ (وتوكّل) فلأنه وجد في مصحف أهل العراق ومصحف أهل مكة بالواو، والواو يعطف بها جملة على جملة، والمعنيان متقاربان). [معاني القراءات وعللها: 2/231]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {وتوكل} [217].
قرأ نافع وابن عامر: {فتوكل} بالفاء وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون: {وتوكل} بالواو، وكذلك في مصاحفهم: والتوكل على الله هو: أن يقطع العبد جميع آماله من الخلوقين إلا منه، فيرزقه الله من حيث لا يحتسب، ألم تسمع قوله: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} وقيل في قوله: {اتقوا الله حق تقاته} قال: هو أن نتوكل على الله ونطيعه ولا نعصيه ونذكره ولا ننساه ونشكره ولا نكفره. جاء في الحديث: «لو اتكلتم على الله
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/140]
حق التوكل لغركم كما يغر الطائر فرخه» أي لزقكم كما يزق الطائر فرخه، وجاء في حديث آخر: «كما يزق الطائر بجه»، والبج: الفرخ، والبج: الشق، فأما البجة فاسم صنم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أخرجوا صدقاتكم فإن الله أراحكم من السجة والبجة»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/141]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وابن عامر: فتوكل على العزيز الرحيم [الشعراء/ 217] بالفاء، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون بالواو، وكذلك هي في سائر مصاحفهم.
قال أبو علي: الوجهان حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 5/370]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وتوكل على العزيز الرّحيم}
[حجة القراءات: 521]
قرأ نافع وابن عامر (فتوكل على العزيز الرّحيم) بالفاء كذا في مصاحفهما
وقرأ الباقون بالواو وحجتهم أنّها مكتوبة في مصاحف أهل العراق بالواو). [حجة القراءات: 522]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {وتوكل} قرأه نافع وابن عامر بالفاء، لأنها كذلك في مصاحف أهل المدينة وأهل الشام. وقرأ الباقون بالواو، وهو وجه الكلام في العربية، ولأنها كذلك في مصاحف أهل الكوفة والبصرة ومكة، وقد تقدم ذكر {يتبعهم} في الأعراف، وذكرنا {أرجه} و{نعم} و{تلقف} و{آمنتم له} و{أن أسر} و{القسطاس} و{كسفا} وشبهه، فأغنى ذلك عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/153]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {فَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [آية/ 217] بالفاء:
قرأها ناع وابن عامر.
والوجه أنها على البدل من جواب الشرط، وهو قوله {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ} كأنه قال: وإن عصوك فتوكَّل.
وقرأ الباقون {وَتَوَكَّلْ} بالواو.
والوجه أنها جملة معطوفة على قوله {قَفُلْ} ). [الموضح: 947]

قوله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218)}
قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (221) إلى الآية (227) ]
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}


قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)}
قوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
قوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)}
قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والشّعراء يتّبعهم الغاوون (224)
قرأ نافع وحده (يتبعهم) خفيفة.
وقرأ الباقون (يتّبعهم) بالتشديد.
والمعنى واحدٌ). [معاني القراءات وعللها: 2/231]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون} [224].
قرأ نافع وحده: {يتبعهم} من اتبع يتبع. فتبع: سار في أثره واتبعه لحقه ذهولاً.
والشعراء: هم الكفار الذي كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون بالكذب الصراح وما لا يفعلون، والشيطان كان يقذف في لسانهم ويعينهم على
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/141]
قول الفحش والهجاء، كما أن الملك يعين شاعر رسول الله ومن ينافح عن دين الله عز وجل، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهجهم وجبريل معك»؟ فشعراء المسلمين خارجون من هذه الآية لقوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [227] وقد كان أبو بكر شاعرًا وعمر شاعرًا وعلى أشعر الثلاثة. وقال الشافعي: الشعر كلام منظوم بمنزلة المنثور من الكلام فحسنه حسن وقبيحة قبيح، فإذا قال الرجل شعرًا وفيه رفث وفحش سقطت عدالته وإذا قال شعرًا فيه الغزل الذي ليس بمكروه أو مدح رجلاً قبلت عدالته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/142]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: والشعراء يتبعهم [الشعراء/ 224] ساكنة التاء، وقرأ الباقون: (يتّبعهم) مشدّدة التاء، مفتوحة مكسورة الباء.
[قال أبو علي]: الوجهان حسنان تبعت القوم أتبعهم
[الحجة للقراء السبعة: 5/370]
[واتّبعتهم اتّبعهم]، وهو مثل: حفرته واحتفرته وشويته واشتويته، وقد تقدّم ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/371]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والشعراء يتبعهم الغاوون}
قرأ نافع {والشعراء يتبعهم الغاوون} بالتّخفيف من تبع يتبع
وقرأ الباقون يتبعه بالتّشديد من اتبع يتبع فتبعه سار في أثره واتبعه لحقه). [حجة القراءات: 522]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {يَتْبَعُهُمُ الْغَاوُونَ} [آية/ 224] بسكون التاء وفتح الباء وبالتخفيف:
قرأها نافع وحده.
والوجه أنه من تبعت الرجل أتبعه.
[الموضح: 947]
وقرأ الباقون {يَتَّبِعُهُمُ} بفتح التاء وتشديدها وبكسر الباء.
والوجه أنه من اتّبعته أتّبعه، وهو بمعنى الأول، فالأول على فعل يفعل والثاني على افتعل يفتعل، وكلاهما بمعنى واحد ومثله ركبته وارتكبته.
وقد سبق القول في هذه الكلمة). [الموضح: 948]

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)}
قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة