قوله تعالى: { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((فلا اقتحم العقبة) [11] حسن، ومعناه «فلم يقتحم العقبة».
وكذلك: {فلا صدق ولا صلى} [القيامة: 31] معناه «فلم يصدق ولم يصل»، قال زهير:
وكان طوى كشحا على مستكنة = فلا هو أبداها ولم يتقدم
معناه «لم يبدها ولم يتقدم»
(أو مسكينا ذا متربة) [16] وقف تام.
(وتواصوا بالمرحمة) [17] وقف حسن.
(أولئك أصحاب الميمنة) [18] تام.).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/977 - 978]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({فلا اقتحم العقبة} كاف. أي: فلم يقتحم العقبة.
{ذا متربة} تام. {بالمرحمة} كاف. {أصحاب الميمنة} تام. {أصحاب المشأمة} تام). [المكتفى: 620]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({ما العقبة-
12- ط} لانقطاع النظم، والتقدير: ذلك الاقتحام: فك رقبة ومن رقأ: {فك [رقبة} تقديره:] ما فك بعد رقبة.
{ذا متربة- 16- ط} لأن {ثم} لترتيب الأخبار، أي: مع ذلك كان من الذين آمنوا...
{بالمرحمة- 17- ط} [لأن {أولئك}] مبتدأ.
{الميمنة- 18- ط} و: {الذين} مبتدأ.
{المشأمة- 19- ط} لأن [الجار يتعلق] بما بعده.).[علل الوقوف: 3/1129- 1131]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (والعقبة (كاف) ومثله ما العقبة ثم فسر اقتحام العقبة فقال فك رقبة أو اطعام ولا وقف من قوله فك رقبة إلى متربة وهو (جائز) ولا يرتقي إلى الحسن وقد وسمه أبو حاتم وأبو حاتم وغيرهما بالتمام وفيه نظر لأنه كله كلام واحد لأنَّ فك الرقبة وإطعام اليتامى والمساكين لا تنفع إلاَّ مع الإيمان بالله وفيه نظر لأنَّه كله كلام واحد لأن فك الرقبة وإطعام اليتامى والمساكين لا تنفع إلاَّ مع الإيمان بالله ولوجود حرف العطف بعده وقيل إن ثم بمعنى الواو وجيء بثم لبعدما بين العتق والصدقة في الفضيلة وبين الإيمان بالله لأنهما
لا ينفعان إلاَّ بوجود الإيمان ولايوقف على مسغبة لأنَّ يتيمًا نصب بإطعام وفيه دليل على إعما المصدر منونًا قال الشاعر
بضرب بالسيوف رؤوس قوم = أزلنا هامهنَّ عن المقيل
ولا على مقربة للعطف بأو
بالمرحمة (كاف) لأن أولئك مبتدأ وأصحاب خبره
الميمنة (تام) لأنَّ والذين بعده مبتدأ خبره هم أصحاب المشأمة وهو جائز لأنَّ الجار بعده متعلق بما بعده ونار مبتدأ مؤخر وعليهم خبر مقدم ومؤصدة صفة).[منار الهدى: 427 - 428]
- تفسير