تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى من الماء كل شيء حي قال كل شيء حي خلق من الماء). [تفسير عبد الرزاق: 2/23]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله كانتا رتقا ففتقنهما قال فتق سبع سماوات بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض). [تفسير عبد الرزاق: 2/23]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الكلبي قوله تعالى رتقا ففتقنهما قال فتق السماء عن الماء والأرض عن النبات). [تفسير عبد الرزاق: 2/23]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرنا الثوري عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال خلق الله الليل والنهار ثم قرأ كانتا رتقا ففتقنهما). [تفسير عبد الرزاق: 2/23]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن سعيد بن مسروقٍ عن عكرمة قال: سئل ابن عبّاسٍ أكان اللّيل قبل أو النهار؟ فقرأ: {أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} ثمّ قال: هل كان بينهما إلّا ظلمةٌ ذلك ليعلموا أنّ الليل قبل النهار [الآية: 30].
سفيان [الثوري] عن خصيفٍ عن مجاهدٍ في قول الله: {ففتقناهما} قال: فتقت هذه بالماء وهذه بالنبات). [تفسير الثوري: 200]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الضحاك في قوله: {كانتا رتقا ففتقناهما} قال: كن سبعا ملتزقات ففتق بعضهن من بعض [الآية: 30]). [تفسير الثوري: 200]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ أفلا يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: أولم ينظر هؤلاء الّذي كفروا باللّه بأبصار قلوبهم، فيروا بها، ويعلموا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقًا؟ يقول: ليس فيهما ثقبٌ، بل كانتا ملتصقتين، يقال منه: رتق فلانٌ الفتق: إذا شدّه، فهو يرتقه رتقًا، ورتوقًا، ومن ذلك قيل للمرأة الّتي فرجها ملتحمٌ: رتقاء. ووحّد الرّتق، وهو من صفة السّماء والأرض، وقد جاء بعد قوله: {كانتا} لأنّه مصدرٌ، مثل الزّور والصّوم والفطر.
وقوله: {ففتقناهما} يقول: فصدعناهما، وفرجناهما.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في معنى وصف اللّه السّماوات والأرض بالرّتق، وكيف كان الرّتق، وبأيّ معنى فتق؟ فقال بعضهم: عنى بذلك أنّ السّماوات والأرض كانتا ملتصقتين ففصل اللّه بينهما بالهواء.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا} يقول: ملتصقتين.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي قال: عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا} ففتقناهما الآية، يقول: كانتا ملتصقتين، فرفع السّماء، ووضع الأرض.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما} كان ابن عبّاسٍ يقول: كانتا ملتزقتين، ففتقهما اللّه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما}، قال: كان الحسن وقتادة يقولان: كانتا جميعًا، ففصل اللّه بينهما بهذا الهواء.
قال آخرون: بل معنى ذلك أنّ السّماوات كانت مرتتقةً طبقةً، ففتقها اللّه فجعلها سبع سماواتٍ، وكذلك الأرض كانت كذلك مرتتقةً، ففتقها، فجعلها سبع أرضين.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تبارك وتعالى: {رتقًا ففتقناهما} من الأرض ستّ أرضين معها، فتلك سبع أرضين معها، ومن السّماء ستّ سماواتٍ معها، فتلك سبع سماواتٍ معها. قال: ولم تكن الأرض والسّماء متماسّتين.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {رتقًا ففتقناهما} قال: فتقهنّ سبع سماواتٍ، بعضهنّ فوق بعضٍ، وسبع أرضين، بعضهنّ تحت بعضٍ.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ نحو حديث محمّد بن عمرٍو، عن أبي عاصمٍ.
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ، قال: أخبرنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالحٍ عن قوله: {كانتا رتقًا ففتقناهما} قال: كانت الأرض رتقًا والسّماء رتقًا، ففتق من السّماء سبع سماواتٍ، ومن الأرض سبع أرضين.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: كانت سماءً واحدةً ثمّ فتقها، فجعلها سبع سماواتٍ في يومينٍ، في الخميس والجمعة، وإنّما سمّي يوم الجمعة لأنّه جمع فيه خلق السّماوات والأرض، فذلك حين يقول: {خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ} يقول: {كانتا رتقًا ففتقناهما}.
وقال آخرون: بل عني بذلك أنّ السّماوات كانت رتقًا لا تمطر، والأرض كذلك رتقًا لا تنبت، ففتق السّماء بالمطر، والأرض بالنّبات.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما} قال: كانتا " رتقًا لا يخرج منهما شيءٌ، ففتق السّماء للمطر، وفتق الأرض للنّبات. قال: وهو قوله: {والسّماء ذات الرّجع والأرض ذات الصّدع} ".
- حدّثني الحسين بن عليٍّ الصّدائيّ، قال: حدّثنا أبي، عن الفضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، في قوله: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما} قال: كانت السّماء رتقًا لا تمطر، والأرض رتقًا لا تنبت، ففتق السّماء بالمطر، وفتق الأرض بالنّبات، وجعل من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ، أفلا يؤمنون؟
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما} قال: كانت السّماء رتقًا لا ينزل منها مطرٌ، وكانت الأرض رتقًا لا يخرج منها نباتٌ، ففتقهما اللّه، فأنزل مطر السّماء، وشقّ الأرض فأخرج نباتها. وقرأ: {ففتقناهما وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ أفلا يؤمنون}.
وقال آخرون: إنّما قيل {ففتقناهما} لأنّ اللّيل كان قبل النّهار، ففتق النّهار.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: خلق اللّيل قبل النّهار. ثمّ قال: {كانتا رتقًا} ففتقناهما.
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: أولم ير الّذين كفروا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقًا من المطر والنّبات، ففتقنا السّماء بالغيث، والأرض بالنّبات.
وإنّما قلنا ذلك أولى بالصّواب في ذلك لدلالة قوله: {وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ} على ذلك، وأنّه جلّ ثناؤه لم يعقّب ذلك بوصف الماء بهذه الصّفة إلاّ والّذي تقدّمه من ذكر أسبابه.
فإن قال قائلٌ: فإن كان ذلك كذلك، فكيف قيل: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا}، والغيث إنّما ينزل من السّماء الدّنيا؟
قيل: إنّ ذلك مختلفٌ فيه، قد قال قومٌ: إنّما ينزل من السّماء السّابعة، وقال آخرون: من السّماء الرّابعة، ولو كان ذلك أيضًا كما ذكرت من أنّه ينزل من السّماء الدّنيا، لم يكن في قوله: {أنّ السّموات والأرض} دليلٌ على خلاف ما قلنا، لأنّه لا يمتنع أن يقال {السّموات} والمراد منها واحدةٌ فتجمع، لأنّ كلّ قطعةٍ منها سماءٌ، كما يقال: ثوبٌ أخلاقٌ، وقميصٌ أسمالٌ.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل إنّ السّماوات والأرض كانتا، فالسّماوات جمعٌ، وحكم جمع الإناث أن يقال في قليله: ( كنّ )، وفي كثيره ( كانت )؟
قيل: إنّما قيل ذلك كذلك لأنّهما صنفان، فالسّماوات نوعٌ، والأرض آخر، وذلك نظير قول الأسود بن يعفر:
إنّ المنيّة والحتوف كلاهما = توفي المخارم يرقبان سوادي
فقال: كلاهما، وقد ذكر المنيّة والحتوف، لما وصفت من أنّه عنى النّوعين.
وقد أخبرت عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى قال: أنشدني غالبٌ النّفيليّ للقطاميّ:
ألم يحزنك أنّ حبال قيسٍ = وتغلب قد تباينتا انقطاعا
فجعل حبال قيسٍ وهي جمعٌ وحبال تغلب وهي جمعٌ اثنين
وقوله: {وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ} يقول تعالى ذكره: وأحيينا بالماء الّذي ننزّله من السّماء كلّ شيءٍ.
- كما حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ} قال: كلّ شيءٍ حيٍّ خلق من الماء.
فإن قال قائلٌ: وكيف خصّ كلّ شيءٍ حيٍّ بأنّه جعل من الماء دون سائر الأشياء غيره، فقد علمت أنّه يحيا بالماء الزّروع والنّبات والأشجار وغير ذلك ممّا لا حياة له، ولا يقال له حيّ ولا ميّتٌ؟
قيل: إنّه لا شيء من ذلك إلاّ وله حياةٌ وموتٌ، وإن خالف معناه في ذلك معنى ذوات الأرواح في أنّه لا أرواح فيهنّ، وأنّ في ذوات الأرواح أرواحًا، فلذلك قيل: {وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ}.
وقوله: {أفلا يؤمنون} يقول: أفلا يصدّقون بذلك، ويقرّون بألوهة من فعل ذلك، ويفردونه بالعبادة؟). [جامع البيان: 16/254-260]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله وجعلنا من الماء كل شيء حي قال يعني من النطفة). [تفسير مجاهد: 409]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما فقال من الأرض ست أرضين فتلك السابعة معها ومن السموات ست سموات فتلك السابعة معها ولم تكن الأرض والسماء متماستين). [تفسير مجاهد: 409]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلّاد بن يحيى، حدّثنا سفيان، ثنا طلحة بن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا} ففتقناهما قال: «فتقت السّماء بالغيث وفتقت الأرض بالنّبات» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كانتا رتقا ففتقناهما} قال: فتقت السماء بالغيث وفتقت الأرض بالنبات). [الدر المنثور: 10/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كانتا رتقا} قال: لا يخرج منها شيء {ففتقناهما} قال: فتقت السماء بالمطر وفتقت الأرض بالنبات). [الدر المنثور: 10/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا أتاه فسأله عن {السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} قال: اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله ثم تعال فأخبرني ما قال، فذهب إلى ابن عباس فسأله قال: نعم كانت السماء رتقاء لا تمطر وكانت الأرض رتقاء لا تنبت فلما خلق الله الأرض فتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات، فرجع الرجل على ابن عمر فأخبره فقال ابن عمر: الآن علمت أن ابن عباس قد أوتي في القرآن علما صدق ابن عباس هكذا كانت). [الدر المنثور: 10/285-286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كانتا رتقا} قال: ملتصقتين). [الدر المنثور: 10/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة قال: سئل ابن عباس عن الليل كان قبل أم النهار قال: الليل، ثم قرأ {أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} فهل تعلمون كان بينهما إلا ظلمة). [الدر المنثور: 10/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {كانتا رتقا ففتقناهما} قال: فتق من الأرض ست أرضين معها فتلك سبع أرضين بعضهن تحت بعض ومن السماء سبع سموات منها معها فتلك سبع سموات بعضهن فوق بعض ولم تكن الأرض والسماء مماستين). [الدر المنثور: 10/286-287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله: {كانتا رتقا ففتقناهما} قال: كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سموات وكانت الأرض واحدة ففتق منها سبع أرضين). [الدر المنثور: 10/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن ابي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله: {كانتا رتقا ففتقناهما} قال: كانتا جمعا ففصل الله بينهما بهذا الهواء). [الدر المنثور: 10/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كانت السموات والأرضون ملتزقتين فلما رفع الله السماء وابتزها من الأرض فكان فتقها الذي ذكر الله). [الدر المنثور: 10/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شيء قال: كل شيء خلق من الماء). [الدر المنثور: 10/287-288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} قال: نطفة الرجل). [الدر المنثور: 10/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ابي حاتم عن الحسن رضي اله عنه في قوله: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} قال: خلق كل شيء من الماء وهو حياة كل شيء). [الدر المنثور: 10/288]
تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وجعلنا فيها فجاجا سبلا} قال: الطرق [الآية: 31]). [تفسير الثوري: 200]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجًا سبلاً لعلّهم يهتدون}.
يقول تعالى ذكره: أولم ير هؤلاء الكفّار أيضًا من حججنا عليهم وعلى جميع خلقنا، أنّا جعلنا في الأرض جبالاً راسيةً؟ والرّواسي: جمع راسيةٍ، وهي الثّابتة.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجعلنا في الأرض رواسي} أي جبالاً.
وقوله: {أن تميد بهم} يقول: أن لا تتكفّأ بهم يقول جلّ ثناؤه: فجعلنا في هذه الأرض هذه الرّواسي من الجبال، فثبّتناها لئلاّ تتكفّأ بالنّاس، وليقدروا بالثّبات على ظهرها.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: كانوا على الأرض تمور بهم لا تستقرّ، فأصبحوا صبحا وقد جعل اللّه الجبال وهي الرّواسي أوتادًا للأرض.
{وجعلنا فيها فجاجًا سبلاً} يقول: وسهلنا فى الأرض التى أسكناهم فيها {فجاجًا} يعني مسالك، واحدها فجٌّ.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجعلنا فيها فجاجًا} أي أعلامًا وقوله: {سبلاً} أي طرقًا، وهي جمع السّبيل.
وكان ابن عبّاسٍ فيما ذكر عنه يقول: إنّما عنى بقوله: {وجعلنا فيها فجاجًا} وجعلنا في الرّواسي، فالهاء والألف في قوله: {وجعلنا فيها} من ذكر الرّواسي.
- حدّثنا بذلك القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ قوله: {وجعلنا فيها فجاجًا سبلاً} قال: بين الجبال.
وإنّما اخترنا القول الآخر في ذلك وجعلنا الهاء والألف من ذكر الأرض، لأنّها إذا كانت من ذكرها داخلٌ في ذلك السّهل والجبل، وذلك أنّ ذلك كلّه من الأرض، وقد جعل اللّه لخلقه في ذلك كلّه فجاجًا سبلاً. ولا دلالة تدلّ على أنّه عنى بذلك فجاج بعض الأرض الّتي جعلها لهم سبلاً دون بعضٍ، فالعموم بها أولى.
وقوله: {لعلّهم يهتدون} يقول تعالى ذكره: جعلنا هذه الفجاج في الأرض ليهتدوا إلى السّير فيها). [جامع البيان: 16/261-262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 31 – 33
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وجعلنا فيها فجاجا سبلا} قال: بين الجبال). [الدر المنثور: 10/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فجاجا} أي أعلاما {سبلا} أي طرقا). [الدر المنثور: 10/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال:قال رجل:يارسول الله ما هذه السماء قال: هذا موج مكفوف عنكم "). [الدر المنثور: 10/289]
تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلنا السّماء سقفًا محفوظًا وهم عن آياتها معرضون (32) وهو الّذي خلق اللّيل والنّهار والشّمس والقمر كلٌّ في فلكٍ يسبحون}.
يقول تعالى ذكره: {وجعلنا السّماء سقفًا} للأرض مسموكًا.
وقوله: {محفوظًا} يقول: حفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {سقفًا محفوظًا} قال: مرفوعًا.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجعلنا السّماء سقفًا محفوظًا} الآية: سقفًا مرفوعًا، وموجًا مكفوفًا.
وقوله: {وهم عن آياتها معرضون} يقول: وهؤلاء المشركون عن آيات السّماء ويعني بآياتها: شمسها، وقمرها، ونجومها {معرضون} يقول: يعرضون عن التّفكّر فيها، وتدبّر ما فيها من حجج اللّه عليهم، ودلالتها على وحدانيّة خالقها، وأنّه لا ينبغي أن تكون العبادة إلاّ لمن دبّرها وسوّاها، ولا تصلح إلاّ له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وهم عن آياتها، معرضون} قال: الشّمس والقمر والنّجوم آيات السّماء.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 16/262-264]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وجعلنا السماء سقفا محفوظا يعني مرفوعا). [تفسير مجاهد: 410]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وهم عن آياتها معرضون قال آياتها الشمس والقمر والنجوم وهي آيات السماء). [تفسير مجاهد: 410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وجعلنا السماء سقفا محفوظا} قال: مرفوعا {وهم عن آياتها معرضون} قال: الشمس والقمر والنجوم من آيات السماء). [الدر المنثور: 10/289]
تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني السري بن يحيى قال: سأل رجلٌ الحسن عن قول الله: {كلٌ في فلكٍ يسبحون}، قال: يعني في استدارتهم، وقال بيده). [الجامع في علوم القرآن: 1/87]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى في فلك يسبحون قال يجرون في فلك السماء كما رأيت قال معمر وقال الكلبي كل شيء يدور فهو فلك). [تفسير عبد الرزاق: 2/23-24]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال الحسن: {في فلكٍ} [الأنبياء: 33] : «مثل فلكة المغزل» ، {يسبحون} [الأنبياء: 33] : «يدورون»). [صحيح البخاري: 6/96]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال الحسن في فلك مثل فلكة المغزل وصله بن عيينة عن عمرٍو عن الحسن في قوله وكل في فلك يسبحون مثل فلكة المغزل قوله يسبحون يدورون وصله بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله كلٌّ في فلكٍ يسبحون قال يدورون حوله ومن طريق مجاهدٍ في فلكٍ كهيئة حديدة الرّحى يسبحون يجرون وقال الفرّاء قال يسبحون لأنّ السّباحة من أفعال الآدميّين فذكرت بالنّون مثل والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين). [فتح الباري: 8/436]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال قتادة {جذاذا} قطعهن وقال الحسن {في فلك} مثل فلكة المغزل {يسبحون} يدورون وقال ابن عبّاس {نفشت} رعت ليلًا يصبحون يمنعون {أمتكم أمة واحدة} قال دينكم دين واحد وقال عكرمة {حصب جهنّم} حطب بالحبشية
أما قول قتادة فقال ابن أبي حاتم ثنا محمّد بن يحيى ثنا عبّاس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة به
وأما قول الحسن فقال ابن عيينة في تفسيره عن عمرو عن الحسن في قوله 33 الأنبياء {وكل في فلك يسبحون} وقال مثل فلكة المغزل تدور
أنبئت عن أبي الحجّاج المزي الحافظ أنا أحمد بن سلامة عن مسعود الجمال أنا أبو علّي الحداد أنا أبو نعيم ثنا محمّد بن الحسن ثنا محمّد بن يونس ثنا سهل ابن بكار ثنا السّري بن يحيى عن الحسن في قوله 33 الأنبياء {في فلك يسبحون}
قال كفلكه المغزل
وقد روي ذلك عن ابن عبّاس أيضا قال إبراهيم الحربيّ في غريبه ثنا عاصم ابن علّي ثنا قيس بن الرّبيع عن الأعمش عن مسلم عن سعيد عن ابن عبّاس {في فلك يسبحون} قال تدور الشّمس والقمر في أبواب السّماء كما تدور الفلكة في المغزل). [تغليق التعليق: 4/257-258]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال الحسن في فلكٍ مثلٍ مثل فلكة المغزل
أي: قال الحسن البصريّ في تفسير: فلك، في قوله تعالى: {كل في فلك يسبحون} (الأنبياء: 33) مثل فلكة المغزل، ورواه ابن عيينة عن عمرو عن الحسن، وعن مجاهد: كهيئة حديدة الرّحى، وعن الضّحّاك: فلكها مجراها وسرعة سيرها، وقيل: الفلك موج مكفوف تجري القمر والشّمس فيه، وقيل: الفلك السّماء الّذي فيه تلك الكواكب.
يسبحون يدورون
أشار به إلى قوله تعالى: {كل في فلك يسبحون} وفسره بقوله: (يدورون) ورواه ابن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس: يسبحون يدورون حوله، وقيل: يجرون، وجعل الضّمير واو العقلاء للوصف بفعلهم). [عمدة القاري: 19/63]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال الحسن) البصري في قوله تعالى: ({في فلك}) أي في (مثل فلكة المغزل) بكسر الميم وفتح الزاي وهذا وصله ابن عيينة وقال الفلك مدار النجوم والفلك في كلام العرب كل مستدير وجمعه أفلاك ومنه فلكة المغزل، وقال آخر: الفلك ماء مجموع تجري فيه الكواكب واحتج بأن السباحة لا تكون إلا في الماء وأجيب: بأنه يقال في الفرس الذي يمد يديه في الجري سابح فلا دليل فيما احتج به.
({يسبحون}) قال ابن عباس: (يدورون) كما يدور المغزل في الفلكة، ولذا قال مجاهد فلا يدور المغزل إلا بالفلكة ولا الفلكة إلا بالمغزل كذلك النجوم والقمران لا يدرن إلا به ولا يدور إلا بهن). [إرشاد الساري: 7/240]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وهو الّذي خلق اللّيل والنّهار والشّمس والقمر كلٌّ في فلكٍ يسبحون} يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي خلق لكم أيّها النّاس اللّيل والنّهار، نعمةً منه عليكم، وحجّةً، ودلالةً على عظيم سلطانه، وأنّ الألوهة له دون كلّ ما سواه، فهما يختلفان عليكم لصلاح معايشكم، وأمور دنياكم وآخرتكم، وخلق الشّمس والقمر أيضًا {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} يقول: كلّ ذلك في فلكٍ يسبحون.
واختلف أهل التّأويل في معنى الفلك الّذي ذكره اللّه في هذه الآية، فقال بعضهم: هو كهيئة حديدة الرّحى.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} قال: فلكٌ كهيئة حديدة الرّحى.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ قال: قال ابن جريجٍ: {كلٌّ في فلكٍ} قال: فلكٌ كهيئة حديدة الرّحى.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثني جريرٌ، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} قال: فلك السّماء.
وقال آخرون: بل الفلك الّذي ذكره اللّه في هذا الموضع سرعة جري الشّمس والقمر والنّجوم وغيرها.
ذكر من قال ذلك
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} الفلك: الجري والسّرعة.
وقال آخرون: الفلك موجٌ مكفوفٌ تجري الشّمس والقمر والنّجوم فيه.
وقال آخرون: بل هو القطب الّذي تدور به النّجوم. واستشهد قائل هذا القول لقوله هذا بقول الرّاجز
باتت تناصي الفلك الدّوّارا = حتّى الصّباح تعمل الأقتارا
وقال آخرون في ذلك ما؛
- حدّثنا به، بشرٌ قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} أي في فلك السّماء.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} قال: يجري في فلك السّماء كما رأيت.
حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} قال: الفلك الّذي بين السّماء والأرض من مجاري النّجوم والشّمس والقمر. وقرأ: {تبارك الّذي جعل في السّماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا}، وقال: تلك البروج بين السّماء والأرض وليست في الأرض. {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} قال: فيما بين السّماء والأرض: النّجوم والشّمس والقمر.
وذكر عن الحسن أنّه كان يقول: الفلك طاحونةٌ كهيئة فلكة المغزل.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال كما قال اللّه عزّ وجلّ: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} وجائزٌ أن يكون ذلك الفلك كما قال مجاهدٌ كحديدة الرّحى، وكما ذكر عن الحسن كطاحونة الرّحى، وجائزٌ أن يكون موجًا مكفوفًا، وأن يكون قطب السّماء. وذلك أنّ الفلك في كلام العرب هو كلّ شيءٍ دائرٍ، فجمعه أفلاكٌ، وقد ذكرت قول الرّاجز:
باتت تناصي الفلك الدّوّارا
وإذ كان كلّ ما دار في كلامها فلكا، ولم يكن في كتاب اللّه، ولا في خبرٍ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا عمّن يقطع بقوله العذر، دليلٌ يدلّ على أيّ ذلك هو من أيٍّ، كان الواجب أن نقول فيه ما قال، ونسكت عمّا لا علم لنا به.
فإذا كان الصّواب في ذلك من القول عندنا ما ذكرنا، فتأويل الكلام: والشّمس والقمر، كلّ ذلك في دائرٍ يسبحون.
وأمّا قوله: {يسبحون} فإنّ معناه: يجرون.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} قال: يجرون.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يسبحون} قال: يجرون.
وقيل: {كلٌّ في فلكٍ يسبحون} فأخرج الخبر عن الشّمس والقمر مخرج الخبر عن بني آدم بالواو والنّون، ولم يقل: يسبحن، أو تسبح كما قيل: {والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} لأنّ السّجود من أفعال بني آدم، فلمّا وصفت الشّمس والقمر بمثل أفعالهم أجرى الخبر عنهما مجرى الخبر عنهم). [جامع البيان: 16/264-268]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله في فلك يسبحون يقول يجرون كهيئة حديدة الرحى). [تفسير مجاهد: 410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما يوم الجمعة قال: خلق الله في ساعتين منه الليل والنهار). [الدر المنثور: 10/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كل في فلك} قال: دوران {يسبحون} قال: يجرون). [الدر المنثور: 10/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كل في فلك} قال: فلكة كفلكة المغزل {يسبحون} قال: يدورون في أبواب السماء ما تدور الفلكة في المغزل). [الدر المنثور: 10/289-290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كل في فلك} قال: هو فلك السماء). [الدر المنثور: 10/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حسان بن عطية قال: الشمس والقمر والنجوم مسخرة في فلك بين السماء والأرض). [الدر المنثور: 10/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {كل في فلك} قال: الفلك الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم والشمس والقمر، وفي قوله: {يسبحون} قال: يجرون). [الدر المنثور: 10/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه قال: كل شيء يدور فهو فلك). [الدر المنثور: 10/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {كل في فلك يسبحون} النجوم والشمس والقمر، قال: كفلكة المغزل قال: هو مثل حسبان قال: فلا يدور الغزل إلا بالفلكة ولا تدور الفلكة إلا بالمغزل ولا يدور الرحى إلا بالحسبان ولا يدور الحسبان إلا بالرحى كذلك النجوم والشمس والقمر لا يدرن إلا به ولا يدور إلا بهن قال: والحسبان والفلك يصيران إلى شيء واحد غير أن الحسبان في الرحى كالفلكة في المغزل). [الدر المنثور: 10/290-291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {كل في فلك} قال: الفلك كهيئة حديدة الرحى). [الدر المنثور: 10/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {كل في فلك يسبحون} قال: يجرون في فلك السماء كما رأيت). [الدر المنثور: 10/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {كل في فلك يسبحون} قال: هو الدوران). [الدر المنثور: 10/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {كل في فلك يسبحون} قال: المغزل قال كما تدور الفلكة في المغزل). [الدر المنثور: 10/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه {كل في فلك يسبحون} قال: وكان عبد الله يقرأ كل في فلك يعملون). [الدر المنثور: 10/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {كل في فلك يسبحون} قال: يجرون). [الدر المنثور: 10/292]