العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:28 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (99) إلى الآية (104) ]
{كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)}

قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99)}

قوله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100)}

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)}

قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يوم ينفخ في الصّور (102)
قرأ أبو عمرو وحده (يوم ننفخ) بالنون، وقرأ الباقون (ينفخ) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالنون فالفعل للّه، إما بأمره النافخ، وإما بانفراده به.
ومن قرأ (ينفخ) فهو على ما لم يسم فاعله، والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 2/159]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (31- وقوله تعالى: {يوم ينفخ في الصور} [102].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/53]
قرأ أبو عمرو وحده {تنفخ} بالنون لله تعالى، يخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون {يوم ينفخ} على ما لم يسم فاعله، وحجتهم {ونفخ في الصور}. وحجة أبي عمرو {ونحشر المجرمين} ولم يقل {ويحشر المجرمون}.
فإن سأل سائل فقال: جاء في الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنعم، وصاحب الصور قد التقم القرن، وحنا ظهره ينتظر متي يؤمر فينفخ في الصور». فلم قرأ أبو عمرو {ننفخ}؟
فالجواب في ذلك: أن النافخ وإن كان إسرافيل، فإن الله تعالى هو المقدر لذلك، وهو الآمر والخالق فينسب الفعل إلى نفسه، كما قال تعالى: {والله يتوفى الأنفس حين موتها} والذي يتوفى هو ملك الموت صلى الله عليه وسلم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/54]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (30- وأما قوله [تعالى]: {زرقًا} فقيل: عميًا، وقيل: عطاشًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/53]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: ينفخ في الصور [طه/ 102] في الياء والنون.
فقرأ أبو عمرو وحده: (يوم ننفخ) بالنون.
وقرأ الباقون: ينفخ بالياء على ما لم يسمّ فاعله.
قال أبو علي وجه من قال: ينفخ: ونفخ في الصور فصعق [الزمر/ 68] ويوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا [النبأ/ 18].
ووجه النون: فنفخنا فيه من روحنا [التحريم/ 12] ونفخ الروح في التنزيل يجيء حيث يراد الإحياء، قال: يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة [الأنعام/ 73] ويقوّي ذلك أيضا ما عطف عليه من قوله: ونحشر [طه/ 102]، والصّور: جمع صورة في قول الحسن، مثل: صوف وصوفة، وثوم وثومة، وفي قول مجاهد: آلة ينفخ فيها، قال: ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض [الزمر/ 68] كأنّهم أصابهم الصعق لما
[الحجة للقراء السبعة: 5/250]
عاينوا من أهوال القيامة، وقال: ثم نفخ فيه أخرى [الزمر/ 68] لأنهم دفعوا إلى حال كالموت في الشدّة وقال: وخر موسى صعقا فلما أفاق [الأعراف/ 143] فقوله: ثم نفخ فيه أخرى [الزمر/ 68] في المعنى كقوله: فلما أفاق). [الحجة للقراء السبعة: 5/251]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عياض: [فِي الصُّوَرِ]. بفتح الواو.
قال أبو الفتح: هذا جمع صورة، وقد يقال: فيها صير وأصلها صور. فقلبت الواو ياء للكسرة قبلها استحسانا. وقد أفردنا في الخصائص بابا للاستحسان. قال ذو الرمة:
أشبهْنَ من بقرِ الخلصاءِ أعيُنَهَا ... وهنَّ أحسنُ من صِيرَانِه صِيرَا
وصِوَرا: قال أبو عبيدة: الصُّوَر جمع صورة. كصوَف جمع صوفة. ويقال: الصوَر: القرن، ويقال: فيه ثقب بعدد أنفس البشر، فإذا نفخ فيه قال الناس بالأَرْمَاسِ). [المحتسب: 2/59]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يوم ينفخ في الصّور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقا}
قرأ أبو عمرو (ننفخ في الصّور) بالنّون الله أخبر عن نفسه على أن يكون آمرا بذلك كما يقول السّلطان نحن نكتب إلى فلان ومعناه نأمر لا أنه يتولّى الكتاب بيده وحجته أن الكلام أتى عقيبه بلفظ الجمع بإجماع وهو قوله تعالى {ونحشر المجرمين} فجعل ما قبله بلفظه لينسق الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {ينفخ} بالياء على ما لم يسم فاعله المعنى ينفخ ملك الصّور في الصّور وحجتهم قوله {ونفخ في الصّور} جاء بلفظ ما لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 463]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (33- قوله: {يوم ينفخ في الصور} قرأه أبو عمرو بالنون مفتوحة، وقرأ الباقون بالياء مضمومة.
وحجة من قرأ بالنون أنه بناه على الإخبار من الله عن نفسه أن نفخ «الصور» وغيره لا يكون إلا عن مراده وإذنه، ويقوي ذلك قوله: {فنفخنا فيه من روحنا} «التحريم 12» ويقويه أيضًا أن يعده معطوفًا عليه، ويحسن على الإخبار أيضًا، فاتفاق الفعلين أولى من اختلافهما.
34- وحجة من قرأ بالياء أنه بنى الفعل، لما لم يسم فاعله، لأن النافخ عبد من عباد الله مأمور بالنفخ، فالآمر هو الله والنافخ هو المأمور، فهو مفعول في المعنى وهو فاعل النفخ، و{في الصور} يقوم مقام الفاعل، لعدم الفاعل، وهو النافخ، ويقويه إجماعهم على قوله: {ونفخ في الصور} «الكهف 99» وعلى قوله: {يوم ينفخ في الصور فتأتون} «النبأ 18» وهو الاختيار، و{الصور} جمع صورة كصوفة وصوف، وقيل: هو جمع صورة على صور كغرفة وغرف، لكن أسكن استخفافًا، وقيل: هو قرن ينفخ فيه إسرافيل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/106]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (28- {يَوْمَ نُنفَخُ}[آية/ 102] بالنون وضم الفاء:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى جماعة المخبرين على سبيل التعظيم، والفاعل هو الله تعالى، وما بعده أيضًا على هذا، وهو قوله تعالى {ونَحْشُرُ المُجْرِمِينَ}بالنون، فلذلك حسنت القراءة بالنون.
وقرأ الباقون {يُنفَخُ}بالياء مضمومة، وفتح الفاء.
والوجه أنه على ما لم يسم فاعله؛ لأن المقصود هو الإخبار عن وقوع الفعل على الجملة، وهو النفخ فيه، وليس المقصود تعيين الفاعل، ونظيره قوله تعالى {ونُفِخَ فِي الصُّورِ} و{يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ). [الموضح: 853]

قوله تعالى: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)}

قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:29 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (105) إلى الآية (110) ]
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}


قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)}
قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106)}
قوله تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)}
قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (111) إلى الآية (114) ]
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}

قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)}

قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا (112)
قرأ ابن كثير وحده (فلا يخف ظلمًا)، وقرأ الباقون (فلا يخاف).
قال أبو منصور: من قرأ (فلا يخف) جزما فهو على النهي للغائب، ومن قرأ (فلا يخاف) فهو على الخبر، المعنى: فإنه لا يخاف). [معاني القراءات وعللها: 2/159]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (35- وقوله تعالى: {فلا يخاف ظلمًا، ولا هضمًا} [112ٍ].
قرأ ابن كثير: {فلا تخف ظلمًا} على النهي، جزمًا، وعلامة الجزم سكون الفاء. وسقطت الألف لسكونها، وسكون الفاء.
وقرأ الباقون {فلا يخاف}.
على الخبر رفعًا. والظلم في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه. والهضم: النقصان يقال: بخسني حقي، وهضمني، وضارني، بمعنى: نقصني). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/57]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلهم قرأ: فلا يخاف ظلما [طه/ 112] بالألف على الخبر غير ابن كثير فإنه قرأ: (لا يخف) على النهي.
من قال: وأنك ففتح الألف حملها على أنّ إن لك أن لا تجوع وإنّ لك أنّك لا تظمأ فيها، فإن قلت: إن (إنّ) لا يجوز أن تحمل عليها (أنّ)، ألا ترى أنك لا تقول: إنّ أنّك منطلق، فهلّا لم يجز في ذلك العطف أيضا، قيل له: إنما لم يجز: إنّ أنّ، لكراهة اجتماع حرفين متقاربي المعاني، فإذا فصل بينهما لم يكره ذلك، ومثل ذلك إنّ مع اللام لا تقول: إنّ لزيدا منطلق، ولا: لأنّ زيدا منطلق، ولو فصلت بينهما لجاز نحو: إن في ذلك لآيات وإن كنا [المؤمنون/ 30] وإن في ذلك لآية وما كان أكثرهم [الشعراء/ 67] فلذلك لم يجز: أنّ إنك، فإذا فصلت بينهما حسن، وجاز.
[الحجة للقراء السبعة: 5/251]
ومن كسر فقال: (وإنّك) قطع الكلام من الأول واستأنف، وعلى هذين الوجهين حمل سيبويه الآية.
قال: وكلّهم قرأ: فلا يخاف ظلما بألف على الخبر، غير ابن كثير فإنه قرأ: (فلا يخف) على النهي. المعنى: ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن [طه/ 112] الجملة في موضع نصب على الحال، والعامل فيها يعمل وذو الحال: الذكر، الذي في يعمل من (من)، وموضع الفاء وما بعدها من قوله: يخاف أو (يخف) جزم، لكونه في موضع جواب الشرط، والمبتدأ محذوف مراد بعد الفاء، والمعنى: فهو لا يخاف، وكذلك الفاء في قوله: ومن عاد فينتقم الله منه [المائدة/ 95] ومن كفر فأمتعه قليلا [البقرة/ 126] ومن يؤمن بربه فلا يخاف [الجن/ 13] أي: لا يخاف أن يؤخذ بذنب غيره، والأمر في (لا يخف) جنس لأن المعنى: من يعمل من الصالحات، أي: شيئا من الصالحات، أي: من يعمل من الصالحات فليأمن، لأنه لم يفرط فيما وجب عليه، وكذلك: (فلا يخف)، واللفظ على النهي والمراد الخبر بأن المؤمن الصالح لا خوف عليه). [الحجة للقراء السبعة: 5/252]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما} 112
قرأ ابن كثير (فلا يخف ظلما) جزما على النّهي وعلامة الجزم سكون الفاء وسقطت الألف لسكونها وسكون الفاء
وقرأ الباقون {فلا يخاف} رفعا على الخبر). [حجة القراءات: 464]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (35- قوله: {فلا يخاف ظلمًا} قرأه ابن كثير «يخف» بالجزم على النهي، فهي من عمل الصالحات، وهو مؤمن أن يخاف أن يظلمه أحد أو ينقص من عمله وهو قوله: {ولا هضما} وقرأ الباقون بالرفع على الخبر أنه ليس يخاف أن يظلمه أحد فيحمل ذنب غيره؛ إذ ينقص من عمله، فهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/107]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (29- {فَلا يَخَفْ}[آية/ 112] بالجزم على النهي:
قرأها ابن كثير وحده.
[الموضح: 853]
والوجه أنه مجزوم؛ لأنه نهي يراد به الخبر، ولكونه نهيًا صار مجزومًا، وذلك لأن المعنى من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فليأمن، والمراد بالكلام الإخبار، كأنه قال: من يعمل من المصالحات وهو مؤمن فلا خوف عليه، فهذا من النهي المراد به الخبر، والفاء في قوله {فَلا يَخَفْ}إنما جاءت لكون ما بعدها جوابًا للشرط، وهو قوله {ومَن يَعْمَلْ}، وموضع الفاء مع ما بعدها جزمٌ أيضًا؛ لكونها جوابًا.
وقرأ الباقون {فَلا يَخَافْ}بالألف والرفع.
والوجه أنه على تقدير مبتدإٍ محذوفٍ مرادٍ بعد الفاء، كأنه قال: فهو لا يخاف، وموضع الفاء مع ما بعدها جزم على ما تقدم؛ لكونها جوابًا للشرط). [الموضح: 854]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [أَوْ يُحْدِثْ لَهُمْ ذِكْرًا]، ساكنة الثاء.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون هذا مما يسكن استثقالا للضمة، كقول جرير، أنشدَناه أبو علي"
سِيرُوا بَنِي الْعَمِّ فالأهْوَازُ منزِلُكُمْ ... ونهرُ تِيرَى ولا تعرِفْكُمُ العربُ
أي: ولا تعرفُكم، وقد مضى ذكر نحوه). [المحتسب: 2/59]

قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من قبل أن يقضى إليك وحيه (114)
قرأ الحضرمي وحده (من قبل أن نقضي إليك) بالنون، (وحيه) نصبًا.
وقرأ الباقون (يقضى إليك وحيه) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ بالنون نصب (وحيه) بالفعل، ومن قرأ (من قبل أن يقضى إليك وحيه) فهو على ما لم يسم فاعله). [معاني القراءات وعللها: 2/159]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (32- وقوله تعالى: {من قبل أن يقضى إليك وحيه} [114].
اتفاق [القراء] على ما لم يسم فاعله.
فإن قيل لك: ما علامة النصب في هذه القراءة؟
فقل: الأصل أن يقضي. فانقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. فقال قوم: هذه الحجة في تأخير البيان، لأن الله تعالى ينزل القرآن على نبيه عليه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/54]
السلام. قال: فيجب على رسول أن يحكم به حتى يبين الله تعالى ذلك.
وقال آخرون:- وهو الشافعي وأصحابه لا يتأخر البيان عن الوحي، والوحي عنه.
وهذه الآية إنما نزلت في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ربما أراد أن يحكم بحكم لم ينزل فيه القرآن، فأمر الله عز وجل أن يمكث حتى يقضي إليه وحيه.
فإن قيل: فما وجه قوله {وشاورهم في الأمر} فقل: وجه المشورة من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته تعليمًا لهم وتبركًا، لا أن هناك من هو أفهم من النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعقل. {فإذا عزمت فتوكل على الله}. وإنما يستشير أنه أتي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيما لم يقض الله عز وجل وحيه، فإذا نزل القرآن بطلت المشورة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/55]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (30- {مِن قَبْلِ أَن نَقْضِي}بفتح النون وكسر الضاد، {وحْيُهُ}بنصب الياء [آية/ 114]:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أن الفعل لله تعالى، ذكر على لفظ التعظيم كما سبق في غير موضع، و{وحْيُهُ}نصبٌ؛ لأنه مفعول به، وهذا موافق لما قبله الذي جاء
[الموضح: 854]
بلفظ التعظيم، وهو قوله تعالى {أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا}{وصَرَّفْنَا}، ولما بعده وهو قوله تعالى {ولَقَدْ عَهِدْنَا}في أن كليهما على لفظ التعظيم.
وقرأ الباقون {يُقْضَى}بضم الياء وفتح الضاد {وحْيُهُ}بالرفع.
والوجه أنه على إسناد الفعل إلى المفعول به، وهو الوحي، ومعلومٌ أن الله تعالى هو الموحي، فلذلك وقع الاستغناء عن ذكر الفاعل). [الموضح: 855]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (115) إلى الآية (119) ]
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعمش: [فَنَسِيْ وَلَمْ]، ولا ينصب الياء.
[المحتسب: 2/59]
قال أبو الفتح: قد قدمنا القول على سكون هذه الياء في موضع النصب والفتح وأنه عند أبي العباس من أحسن الضرورات، حتى إنه لو جاء به جاء في النثر لكان قياسا). [المحتسب: 2/60]

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116)}

قوله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)}

قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118)}

قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإنّك لا تظمأ فيها ولا تضحى (119)
[معاني القراءات وعللها: 2/159]
قرأ نافع وأبو بكر عن عاصم (وإنّك) بكسر الألف، وقرأ الباقون (وأنّك) بالفتح.
قال أبو منصور: من قرأ (وأنّك لا تظمأ) عطفه على قوله: (إنّ لك ألّا تجوع فيها ولا تعرى (118) وأنّك لا تظمأ).
ومن قرأ (وإنّك لا تظمأ) عطفه على قوله: (إنّ لك) ). [معاني القراءات وعللها: 2/160]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (33- وقوله تعالى: {فأنك لاتظمأ فيها} [119].
قرأ نافع، وعاصم في رواية أبي بكر بكسر «إن» على الاستئناف.
وقرأ الباقون بالفتح عطفًا على قوله: {أن لك ألا تجوع فيها...... وأنك لا تظمأ فيها} والظمأ: العطش. يقال رجل ظمأن وعطشان ونطشان وصديان، وصاد، وعيمان، غيمان، وملتاح، ومعتل، ومهتاف، وهيمان، وناس بتشديد السين ونجر ونحر، ونفر، ولهبان. كل ذلك بمعنى عطشان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/56]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (34- وقوله [تعالى]: {ولا تضحى} [119].
أي لا تظهر للشمس. رأى ابن عمر رجلاً يلبي وقد أخفى صوته فقال: أضح لمن لبيت له، أي: إظهر. قال عمر بن أبي ربيعة:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/56]
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت = فيضحي وأما بالعشي فيحصر
أخا سفر جواب أرض تقاذفت = به فلوات فهو أشعث أغبر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/57]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الألف وفتحها من قوله: (وإنك لا تظمأ فيها) [طه/ 119].
فقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر: (وإنك) بكسر الألف.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: وأنك مفتوحة الألف). [الحجة للقراء السبعة: 5/251]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وأنّك لا تظمأ فيها ولا تضحى}
قرأ نافع وأبو بكر {وأنّك لا تظمأ} بكسر الألف على الاستئناف قال الفراء من قرأ {وإن} عطفا على قوله {إن لك ألا تجوع} {وأنّك لا تظمأ} جعله مردودا على قوله {إن لك ألا تجوع فيها}
وقرأ الباقون {وأنّك لا تظمأ} ). [حجة القراءات: 464]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (36- قوله: {وأنك لا تظمأ} قرأه نافع وأبو بكر بكسر الهمزة، على الابتداء بها، وقرأ الباقون بالفتح، على العطف على اسم {إن} في قوله: {إن لك ألا تجوع} «118»، فالمعنى: إن لك يا آدم عدم الجوع وعدم الظمأ، وإنما جاز أن تقع {أن} اسما؛ لأن الحاجز بينهما بـ {لك} ولو قلت: إن إن لك لا تظمأ وإن إن زيدا منطلق، لم يجز، إذ لم يفصل بينهما، والفتح الاختيار، لأن الثاني معطوف على الأول، ولأن الأكثرية عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/107]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (31- {وأَنَّكَ لا تَظْمَؤُ}[آية/ 119] بكسر ألف {إنَّكَ}:
قرأها نافع وعاصم- ياش-.
والوجه أنه مقطوع مما قبله، ومستأنف به، فلهذا كسر إن.
وقرأ الباقون {وأَنَّكَ}بفتح الألف.
والوجه أنه معطوف على قوله {إنَّ لا تَجُوعَ}، كأنه قال: إن لك أن لا تجوع وأن لا تظمأ؛ لأن المعنى في أن بالتخفيف وأن بالتشديد واحدٌ في أنهما جميعًا يفيدان معنى المصدر، والتقدير: إن لك انتفاء الجوع وانتفاء الظمأ). [الموضح: 855]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (120) إلى الآية (123) ]
{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}


قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)}
قوله تعالى: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)}
قوله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)}
قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (124) إلى الآية (127) ]
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)}

قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (29- وقوله تعالى: {ونحشره يوم القيمة أعمى} [124].
قرأ أهل الكوفة إلا حفصًا عن عاصم بالإمالة في الحرفين من أجل الياء. وقرأ الباقون بالتفخم على أصل الكلمة. ومعناه، ومن كان في هذه الدنيا أعمى عن الهدي والرشاد فهو في الآخرة أعمي، ونحشره يوم القيامة أعمى عن حجته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/53]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أبو بكر عن عاصم (أعمى) و (أعمى) [طه/ 124، 125] مكسورتان مثل حمزة والكسائي.
حفص عن عاصم بفتحهما.
[الحجة للقراء السبعة: 5/249]
نافع بين الكسر والفتح. أبو عمرو بفتحهما، وكذلك ابن كثير وابن عامر.
الإمالة وتركها جميعا حسنان في هذا، وقد ذكر فيما مرّ قبل.
وقال بعض المفسرين: لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا: أعمى عن الحجّة، وقد كنت بصيرا بها، ويجوز أن يكون أعمى عن طرق الثواب). [الحجة للقراء السبعة: 5/250] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما يروى عن أبان بن تغلب: [وَنَحْشُرْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى]، بالجزم.
قال أبو الفتح: هو معطوف على موضع قوله عز وجل: [فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا]، وموضع ذلك جزم لكونه جواب الشرط الذي هو قوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}، فكأنه قال: ومن أعرض عن ذكري يَعِشْ عيشة ضنكا ونحشرْهُ، كما تقول: من يزرْنِي فله درهمٌ وأزده على ذلك، أي: من يزرْني يجبْ له درهم علي وأزده عليه. وعليه قراءة أبي عمرو بن العلاء: [فَأَصَّدَّقَ وَأَكُونَ مِنَ الصَّالِحِينَ]). [المحتسب: 2/60]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (32- {أَعْمَى}[آية/ 124] و{أَعْمَى}[آية/ 125] بالإمالة فيهما:
قرأها حمزة والكسائي.
[الموضح: 855]
والوجه أن الإمالة جائزة في ذلك؛ لأنه من الياء، وقد وقعت الألف فيه أيضًا رابعة، وما كانت الألف رابعة فيه، فيجوز فيه الإمالة، وإن كان من الواو نحو معلى ومعزى، فلأن تجوز فيه وهو من الياء أولى.
وقرأ أبو عمرو {يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى}بالإمالة، وقرأ {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى}بالفتح.
والوجه أنه إنما أمال الأول؛ لأنه رأس آية، فهو في موضع وقف، والوقف يجوز فيه من التغيير ما لا يجوز في غيره.
وقرأ الباقون {أَعْمَى} و{أَعْمَى}بالفتح فيهما، إلا نافعًا فإنه يجعلها بين الفتح والكسر.
والوجه في الفتح: أن الإمالة حكم جائز لا واجب، كما ذكرناه غير مرة.
وأما قراءة نافع بالوسط بين الفتح والكسر فهي عادته فيما أماله غيره.
ووجهها أنه يكره أن ينتحي نحو الياء فيعود إلى ما كرهوه، وهو الياء حتى أبدلوه ألفًا، وقد بينا ذلك فيما سبق). [الموضح: 856] (م)

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله جلّ وعزّ: (لم حشرتني أعمى (125)
حرّك الياء ابن كثيرٍ ونافع، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/160]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أبو بكر عن عاصم (أعمى) و (أعمى) [طه/ 124، 125] مكسورتان مثل حمزة والكسائي.
حفص عن عاصم بفتحهما.
[الحجة للقراء السبعة: 5/249]
نافع بين الكسر والفتح. أبو عمرو بفتحهما، وكذلك ابن كثير وابن عامر.
الإمالة وتركها جميعا حسنان في هذا، وقد ذكر فيما مرّ قبل.
وقال بعض المفسرين: لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا: أعمى عن الحجّة، وقد كنت بصيرا بها، ويجوز أن يكون أعمى عن طرق الثواب). [الحجة للقراء السبعة: 5/250] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (32- {أَعْمَى}[آية/ 124] و{أَعْمَى}[آية/ 125] بالإمالة فيهما:
قرأها حمزة والكسائي.
[الموضح: 855]
والوجه أن الإمالة جائزة في ذلك؛ لأنه من الياء، وقد وقعت الألف فيه أيضًا رابعة، وما كانت الألف رابعة فيه، فيجوز فيه الإمالة، وإن كان من الواو نحو معلى ومعزى، فلأن تجوز فيه وهو من الياء أولى.
وقرأ أبو عمرو {يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى}بالإمالة، وقرأ {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى}بالفتح.
والوجه أنه إنما أمال الأول؛ لأنه رأس آية، فهو في موضع وقف، والوقف يجوز فيه من التغيير ما لا يجوز في غيره.
وقرأ الباقون {أَعْمَى} و{أَعْمَى}بالفتح فيهما، إلا نافعًا فإنه يجعلها بين الفتح والكسر.
والوجه في الفتح: أن الإمالة حكم جائز لا واجب، كما ذكرناه غير مرة.
وأما قراءة نافع بالوسط بين الفتح والكسر فهي عادته فيما أماله غيره.
ووجهها أنه يكره أن ينتحي نحو الياء فيعود إلى ما كرهوه، وهو الياء حتى أبدلوه ألفًا، وقد بينا ذلك فيما سبق). [الموضح: 856] (م)

قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)}

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (128) إلى الآية (130) ]
{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}

قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128)}
قوله تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)}
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وأما قوله جلّ وعزّ: (لعلّك ترضى (130)
قرأ أبو بكر عن عاصم والكسائي (ترضى) بضم التاء، وفخمها أبو بكر، وأمالها الكسائي.
وقرأ الباقون (لعلّك ترضى) بفتح التاء.
قال أبو منصور: من قرأ بفتح التاء فالخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي: ترضى أنت يا محمد.
ومن قرأ (ترضى) فهو على ما لم يسم فاعله، والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 2/160]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (36- وقوله تعالى: {لعلك ترضى} [130].
قرأ الكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر {ترضي} بضم التاء على ما لم يسم فاعله، أي: غيرك يرضيك.
وقرأ الباقون {ترضي} بفتح التاء. والأمر بينهما قريب؛ لأن كل من أرضي فقد رضي قال الله تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/57]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ التاء وفتحها من قوله تعالى: لعلك ترضى [طه/ 130].
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر والكسائي: (لعلّك ترضى) مضمومة التاء.
وقرأ الباقون، وهبيرة عن حفص عن عاصم وعمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم: ترضى بفتح التاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/252]
أبو عمارة عن حفص عن عاصم: (ترضى) مضمومة التاء، والمعروف عن حفص عن عاصم بالفتح.
حجّة من فتح التاء قوله: ولسوف يعطيك ربك فترضى [الضحى/ 5]. وحجّة من قال: (ترضى) أنه قد جاء في صفة بعض الأنبياء: وكان عند ربه مرضيا [مريم/ 55]. وكأن معنى ترضى لفعلك ما أمرت به من الأفعال التي يرضاها الله، أو ترضى بما تعطاه من الدرجة الرفيعة، وترضى: ترضى بما يعطيكه الله من الدرجة العالية والدرجة المرضية). [الحجة للقراء السبعة: 5/253]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لعلّك ترضى}
قرأ الكسائي وأبو بكر {لعلّك ترضى} بضم التّاء قال أبو عبيد فيه وجهان أحدهما أن يراد تعطى الرضى ويرضيك الله والوجه الآخر أن يكون المعنى يرضاك الله بدلالة قوله {وكان عند ربه مرضيا}
وقرأ الباقون {لعلّك ترضى} بالفتح أي لعلّك ترضى عطاء الله وحجتهم إجماع الجميع على قوله {ولسوف يعطيك ربك فترضى} فأسند الفعل إليه فرد ما اختلفوا فيه إلى ما هم مجمعون عليه أولى). [حجة القراءات: 464]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (37- قوله: {لعلك ترضى} قرأه الكسائي وأبو بكر بضم التاء، على ما لم يسم فاعله، والذي قام مقام الفاعل هو النبي صلى الله عليه وسلم، والفاعل هو الله جل ذكره، تقديره: لعل الله يرضيك بما يعطيك يوم القيامة. و«لعل» من الله واجبة، وقرأ الباقون بفتح التاء، جعلوا الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: لعلك ترضى بما يعطيك الله، ودليله قوله: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} «الضحى 5»، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، فلابد في القراءتين أن يعطى محمد، عليه السلام، في القيامة حتى يرضى، ويزاد فوق الرضى، ولا يرضى، صلى
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/107]
الله عليه وسلم، أن يعذب أحد من أمته مخلدًا، فهذه الآية أرجى آية في كتاب الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومثلها: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم} «الرعد 6» ومثلها: {ورحمتي وسعت كل شيء} «الأعراف 156» ومثلها: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} «النساء 48» ومثلها: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} «آل عمران 131» ولها نظائر كثيرة في القرآن، تطمع أمة محمد في رحمة الله، والعفو عن ذنوبهم، ودخول الجنة، ولا يجب أن يغتر بذلك فالاغترار بحلم الله مهلك، والإصرار على الذنوب متلف موبق، والإياس من رحمة الله كفر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/108]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (33- {لَعَلَّكَ تَرْضَى}[آية/ 130] بضم التاء:
قرأها عاصم- ياش- والكسائي.
[الموضح: 856]
والوجه أن {تُرْضَى}بضم التاء مضارعٌ مبنيٌّ لما لم يسم فاعله، من قولهم رضيت الشيء أرضاه، أي ارتضيته، فهو مرضي، والمراد بقوله {تُرْضَى}ترتضى لفعلك ما أمرت به.
ويجوز أن يكون من أرضيته إرضاءً، فهو مضارع أرضيت ترضى، والمعنى: ترضى بما تعطاه من الدرجة الرفيعة.
وقرأ الباقون {تَرْضَى}بفتح التاء.
والوجه أنه مضارع رضيت على فعلت بكسر العين، والمعنى: ترضى بإرضاء الله تعالى إياك، وهو أن يعطيك الدرج الرفيعة). [الموضح: 857]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (131) إلى الآية (135) ]
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135}


قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (زهرة الحياة الدّنيا (131)
قرأ يعقوب (زهرة الحياة الدّنيا) بفتح الهاء، وقرأ الباقون (زهرة) بسكون الهاء.
قال أبو منصور: الزّهرة والزّهرة واحد.
وأخبرني المنذري عن الحرّاني عن ابن السكيت قال: الزّهرة: زهرة النبت والزّهرة - بسكون الهاء - زهرة الحياة الدنيا، وهي: غضارتها وحسنها.
قال أبو منصور: نصب (زهرة) بمعنى: متّعنا، لأن معناه: تجعل لهم الحياة زهرة.
(لنفتنهم فيه) أي: لنجعل ذلك فتنة لهم). [معاني القراءات وعللها: 2/161]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (34- {زَهْرَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا}[آية/ 131] بفتح الهاء:
قرأها يعقوب وحده.
وقرأ الباقون {زَهْرَةَ}بسكون الهاء.
والوجه أن الزهرة والزهرة بالإسكان والفتح لغتان، وقد بينا حكم ما كان من هذه الصيغة مما يعنه أو لامه حرف من حروف الحلق، وأنه يجوز تسكين عينه وفتحها، وجمع الزهرة زهر، وجمع الزهر أزهار، وجمع الأزهار أزاهير). [الموضح: 857]

قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)}

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولم يأتهم بيّنة (133)
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص والحضرمي (أولم تأتهم) بالتاء، وقرأ الباقون (أولم يأتهم) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فللفظ البينة.
ومن قرأ بالياء فلأن معنى البينة: البيان). [معاني القراءات وعللها: 2/161]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (37- وقوله تعالى: {أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى} [133].
قرأ أبو عمرو ونافع وحفص عن عاصم: بالتاء لتأنيث البينة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/57]
وقرأ الباقون: بالياء؛ لأن تأنيث البينة غير حقيق؛ ولأنك قد حجزت بين البينة والفعل بحاجز. والاختيار التاء؛ لأن بعض القرآن يشهد لبعض. وكان جماعة من الصحابة والتابعين يحتجون لبعض القرآن على بعض قال الله تعالى: {جاءتهم البينة}.
فهذا شاهد {أو لم تأتهم} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/58]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: أولم تأتهم بينه [طه/ 133].
فقرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم: أولم تأتهم بالتاء.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر بالياء.
من قرأ: بالتاء فلتأنيث لفظة البيّنة، ومن قرأ بالياء فلأن البيّنة والبيان معناهما واحد، كما أن الوعظ والموعظة، والصوت والصيحة كذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/253]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لم تأتهم بيّنة ما في الصّحف الأولى} 133
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص {أو لم تأتهم بيّنة} بالتّاء لتأنيث البيّنة وحجتهم إجماع الجميع على التّاء في قوله {حتّى تأتيهم البيّنة}
وقرأ الباقون (أولم يأتهم بيّنة) بالياء لأن تأنيث البيّنة غير حقيقيّ والبيّنة في معنى البيان وحجتهم قوله {فقد جاءكم بيّنة من ربكم وهدى ورحمة} وقوله {قل إنّي على بيّنة من ربّي وكذبتم به} أي بالبيّنة ولم يقل بها). [حجة القراءات: 465]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (38- قوله: {أو لم تأتهم} قرأه نافع وأبو عمرو وحفص بالتاء، على تأنيث «البينة» وقرأ الباقون بالياء، حملوه على تذكر «البيان» لأن «البينة والبيان» سواء في المعنى، وأيضًا فإن تأنيث «البينة» غير حقيقي، وأيضًا فقد فرق بين المؤنث وفعله بضمير المفعولين، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، واختار أبو عبيد الياء لأنه يؤثر التذكير، للحائل بين الفعل والاسم، واختار ابن قتيبة التاء، لإجماعهم على قوله: {حتى تأتيهم البينة} «البينة 1» فهي مثلها في الحائل بين الفعل والاسم بالضمير). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/108]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (35- {أَوَلَمْ تَأْتِهِم}[آية/ 133] بالتاء:
قرأها نافع وأبو عمرو وعاصم- ص- ويعقوب.
[الموضح: 857]
والوجه أن الفعل أنث لتأنيث البينة لفظًا من حيث لحقها الهاء.
وقرأ الباقون {يَأْتِهِم}بالياء.
والوجه أن الفعل ترك تأنيثه؛ لأن معنى البينة والبيان واحد.
وقيل لأن المراد بالبينة القرآن، فذكر الفعل ذهابًا إلى المعنى). [الموضح: 858]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)}

قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة