العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (52) إلى الآية (59) ]
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) }


قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن أسر بعبادي إنّكم... (52)
فتح الياء نافع وحده، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/224]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {أن أسر بعبادي} [52].
قرأ ابن كثير ونافع: {أن اسر} بوصل الألف وكسر النون لالتقاء الساكنين.
وقرأ الباقون: {أن أسر} بقطع الألف وإسكان النون، وهما لغتا، سري وأسري يسري: إذا سار ليلاً، قال الله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً} حجة لمن وصل، وقال:
سرى ليلاً خيال من سليمى = فأرقني وأصحابي هجوع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/136]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع (أن اسر) [الشعراء/ 52] من سريت، وقرأ عاصم وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي: أن أسر من أسريت.
قال أبو علي: حجّة القطع قوله: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] وحجّة الوصل قوله:
سرى بعد ما غار الثريّا وبعد ما... كأنّ الثّريّا حلّة الغور منخل
[الحجة للقراء السبعة: 5/359]
وهو كثير في الشعر). [الحجة للقراء السبعة: 5/360]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أن أسر بعبادي}
أن أسر قد ذكرنا في هود). [حجة القراءات: 517]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَنِ أَسْرِ بِعِبَادِي} [آية/ 52] بكسر النون ووصل الألف:
قرأها ابن كثير ونافع.
وقرأ الباقون {أَنْ أَسْرِ} بقطع الألف.
والوجه أن سرى وأسرى لغتان.
وقد تقدم ذكر ذلك). [الموضح: 941]

قوله تعالى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)}
قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)}
قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإنّا لجميعٌ حاذرون (56)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (حذرون) بغير ألف.
وقرأ الباقون (حاذرون) بألف.
قال الفراء: الحاذر: الذي بحذرك الآن، وكأن الحذر: الذي لا تلقاه إلا حذرًا.
والعرب تقول للرجل الذي جبل حذرًا: فلان حذر، وحذر. وأما الحاذر، فهو: الذي يحذر عند حادث يحدث.
وروي عن ابن مسعود أنه قرأ (حاذرون)
وفسره: إنا ذوو أداة من السلاح، كأن المعنى: إنا أخذنا حذرنا من عدونا بسلاحنا.
فالحاذر: المستعد. والحذر: المتيقظ.
وروي عن ابن أبي عمّار أنه قرأ: (حادرون) بالدال، ومعناه: إنا مجتمعون، ومنه قول الشاعر:
وكل ردينيٍّ إذا هزّ أرقلت... أنابيبه بين الكعوب الحوادر
قال أبو منصور: وهذه قراءة شاذة، لا يقرأ بها، أعنى الدال). [معاني القراءات وعللها: 2/225]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وإنا لجميع حذرون} [56].
قرأ أهل الكوفة، وابن عامر برواية ابن ذكوان-: {حاذرون} بألف اسم الفاعل من حذر مثل شرب فهو شارب وحذر فهو حاذر.
وقال آخرون بل معنى قولهم: رجل حاذر فيما يستقبل وليس حاذرًا بالوقت، فإذا كان الحذر له لازمًا قيل: رجل حذر وطمع وسبد، ورجل طامع وابد وحاذر فيما يستقبل.
وقرأ الباقون: {لجميع حذرون} بغير ألف، وقد فسرناه.
ولو قرأ قارئ: {حاذرون} بضم الذال لجاز إلا أن القراءة سنة، لأن العرب تقول: رجل حذر وحذر وحذر وفطن وفطن ويقظ ويقظ وندس وندس.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/133]
وفيما قراءة ثالثة: {حادرون} بالدال. قرأ بذلك عبد الله بن السائب، ومعناه: نحن أقوياء غلاظ الأجسامح لأن العرب تقول: رجل حادر: أي: سمين، وعين حدرة بدرة: إذا كانت واسعة عظيمة المقلة، قال امرؤ القيس:
وعين لها حدرة بدرة = شقت مآقيهما من أخر
فالدال والذال في حاذرون وحادرون بمعنيين. فأما قولهم: خردلت اللحم وخرذلته، أي: قطعته صغارًا. وشرذمة وشردمة {وشرد بهم من خلفهم} وشرذ بهم بمعنى واحد، الذال والدال). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/134]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها من قوله [جل وعز]: (حذرون) [الشعراء/ 56] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (حذرون) بغير ألف. وقرأ الباقون: حاذرون بألف.
قال أبو عبيدة: رجل حذر وحاذر، قال ابن أحمر:
إني حواليّ وأنّي... حذر هل ينسأن يومي إلى غيره
[الحجة للقراء السبعة: 5/358]
قال: حواليّ ذو حيلة وأنشد العباس بن مرادس
وإني حاذر أنمي سلاحي... إلى أوصال ذيّال صنيع
قال أبو علي: يقال: حذر يحذر حذرا واسم الفاعل حذر. فأمّا حاذر فإنه يراد به أنّه يفعل الحذر فيما يستقبل كقولك: بعيرك صائد غدا، وكذلك قوله:
وإني حاذر أنمي سلاحي كأنّه يريد متحذّر عند اللّقاء). [الحجة للقراء السبعة: 5/359]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي عمار: [حَادِرُونَ]، بالدال غير معجمة.
قال أبو الفتح: الحادر: القوي الشديد، ومنه الحادرة الشاعر، وهو كقولك: القوي، وحدر الرجل: إذا قوي جسمه وامتلأ لحما وشحما، وقالوا أيضا: حدر حدارة. قال الأعشى:
وَعَسِير أدماء حَادِرَة العيـ ... ـشِ خَنُوفٍ عَيْرَانَة شِمْلالِ
[المحتسب: 2/128]
أي: قد امتلأت عينها نِقْيًا، فارتوت وحسنت، وقيل أيضا: امرأة حدراء ورجل أحدر. وقد حدرت عينه تحدر، وعليه قول الفرزذق:
وأنكرْتَ مِنْ حَدْراء ما كُنْتَ تَعْرِف). [المحتسب: 2/129]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإنّا لجميع حاذرون} 56
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو (وإنّا لجميع حذرون) بغير ألف
وقرأ الباقون حاذرون بالألف أي مؤدون مقوون أي ذوو أداة وذوو سلاح وقوّة
فالحاذر المستعد والحذر المتيقظ أي قد أخذنا حذرنا وتأهبنا وقال 4 الحاذر الّذي يحذر الآن والحذر المخلوق حذرا لا تلقاه إلّا حذرا حذرا وكان الكسائي يقول أصلهما واحد من الحذر
[حجة القراءات: 517]
لأن المتسلح إنّما يتسلح مخافة القتل والعرب تقول هو حاذر وحذر أي قد أخذ حذره). [حجة القراءات: 518]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {حاذرون} قرأه الحرميان وأبو عمرو وهشام بغير ألف، وقرأ الباقون بألف، وهما لغتان يقال حذِر يحذَر فهو حذِر، وحاذر، إلا أن «حاذار» فيه معنى الاستقبال، وقد قيل: إن معنى {حذرون} خائفون، ومعنى {حاذرون} مستعدون بالسلام وغيره من آلة الحرب، وقد ذكرنا {تراءى الجمعان} وإمالته، والوقف عليه لحمزة وغيره وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/151]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {لَجَمِيعٌ حَذِرُونَ} [آية/ 56] بغير ألف:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه جمع حذر، يقال رجل حذِرٌ وحذُرٌ بكسر الذال وضمها، وحاذِرٌ بالألف وهو الأصل في باب الفاعل.
وقرأ الباقون {حَاذِرُونَ} بالألف.
والوجه أنه جمع حاذرٍ). [الموضح: 941]

قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57)}
قوله تعالى: {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)}
قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (60) إلى الآية (68) ]
{ فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}


قوله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلمّا تراءى الجمعان (61)
قرأ حمزة وحده (ترائي الجمعان) بكسر الراء، ثم يأتي بألف ممدودة بعد الراء ولا يهمز في الوقف.
وكان الكسائي يقف (ترائي) على همزة مكسورة بعد الألف، ويحمل بالفتح. وقرأ الباقون (تراءى الجمعان) مفتوحة الراء، ووقفوا (تراءى) مفتوحة بعد مدة، وألف بعد الهمزة.
قال أبو منصور: أما قراءة حمزة (ترائي) بكسر الراء ومدة الألف، فإنه ذهب بها إلى لغة من يقول (راء) في موضع (رأى)، وكسر الراء لأنها في اللفظ مكسورة.
وأما قوله: لا يهمز في الوقف. فهو ضعيف جدًّا، وكأنه جعل الهمزة ألفاً.
ومعنى (تراءى الجمعان): تقابلا، ورأى بعضهم بعضا.
وكلام العرب الجيد ما اجتمع عليه أكثر القراء (تراءى الجمعان) بوزن (تراعى)، على أن كسر الراء لغة لبعض العرب). [معاني القراءات وعللها: 2/226]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {فلما ترءا الجمعان} [61].
قرأ حمزة وحده {ترءا الجمعان} بالكسر.
وقرأ لاباقون بالفتح {ترءا الجمعان} على وزن تداعي؛ لأنه تفاعل من الرؤية، كما تقول: تقابل الجمعان، وهو فعل ماض موحد، وليس مثني؛ لأنه فعل متقدم على الاسم، ولو كان مثني لقلت: ترآءيا. والقراء تختلف في الوقف عليه على ثلاثة أوجه:
فوقف حمزة {ترءا} بكسر الراء ممدود قليلاً؛ وذلك أن من شرطه ترك
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/134]
الهمزة في الوقف التي بعد الألف وكأنه يريدها، فلذلك مد قليلاً كما قال :{من السماء ما} إذا وقف بألف واحدة وتشير إلى المد.
ووقف الكسائي: {فلما ترءا} بالإمالة مثل تداعي وتقاضي.
ووقف الباقون: {ترءا} بألفين على الأصل وينشد:
يا راكبا أقبل من ثهمد = كيف تركت الإبل والشاءا
وقال آخر:
يا ضوء طالع معي الأضواءا = لا غرو أن ترتقب العماءا
أما ترى لبرقه لألاءا = على ن تجعله صلاءا
وكذلك جميع ما في القرآن: {أنشأناهن إنشاءا} {وأنزلنا من السماء ماء} كل ذلك تقف بالمد بألفين، وعلى مذب حمزة بألف واحدة. فأما إذا كانت الهمزة بالتأنيث فإنك تسقط الهمزة في الوقف في قراءة جميع الناس نحو {بيضاء لذة للشربين} تقف {بيضا} {وإنها بقرة صفراء فاقع} صفرا {الأخلاء} تقف الأخلا فيتبقى ضمة في موضع
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/135]
الرفع، ولا يشم الفتح في النصب كقولك: هذه بيضاء، ولا تقول شربت بيضا فأعرف ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/136]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة: (فلما تراءى الجمعان) [الشعراء/ 61] بكسر الراء ويمدّ ثم يهمز، وكذلك روى هبيرة عن حفص عن عاصم.
وروى أبو بكر. عن عاصم مفتوحا ممدودا. أبو عمارة عن حفص عن عاصم (تراءى) مفتوحا مثل أبي بكر. وكان حمزة يقف (تراءى) يمدّ مدّة بعد الراء ويكسر الراء، وروى نصير عن الكسائي، (تراءى) مثل تراعى إذا أراد أن يقف. الباقون: (تراءى) يفتحون الراء وبعدها ألف وهمزة الألف مفتوحة في وزن تراعى.
وقال بعض أصحاب أحمد بن موسى قوله: وهمزة الألف، يعني الهمزة التي بعدها الألف من تفاعل. وهو عين الفعل.
قال أبو علي: وجه إمالة الفتحة التي على الراء أن قياسه: أن يكون في الوقف تراءى مثل تراعى فأمال فتحة الراء لإمالة فتحة الهمزة التي أميلت فتحتها، لتميل الألف نحو الياء كما قالوا: راء فأمالوا فتحة الراء لإمالة فتحة الهمزة. ومن قال: راء فلم يمل الفتحة كما لم يمل لإمالة الألف في رأيت عمادا لم يمل هذه الفتحة لإمالة فتحة الهمزة فيقول: (تراءى) قال: ومن لم يمل البتة قال: (تراءى). قال أحمد:
وكان حمزة يقف ترآء يمد مدّة بعد الراء، ويكسر الراء فقوله: يمدّ مدّة
[الحجة للقراء السبعة: 5/360]
بعد الراء يدلّ على أنّه يقول: تراءى فيثبت بعد الراء مدة، وهذه المدة ينبغي أن تكون ألف تفاعل، والهمزة هي عين الفعل، والألف المنقلبة عن اللّام على هذا محذوفة وحذفها لا يستقيم، وليس هذا في قول الباقين إنّما قولهم على الإمالة: (تراءى)، والإمالة من أجل الإمالة: (تراءى)، أو بغير إمالة البتة: (تراءى)، ومن زعم أنّ إمالة فتحة الراء التي هي فاء تفاعل من رأيت لا يجوز، فقد غلط، لأنّ إمالته جائزة من الوجه الذي تقدّم ذكره. فإن قلت: فإذا وصل فقال: (تراءى الجمعان) هلّا لم تجز إمالة الفتحة التي على الرّاء لأنّه إذا كان إمالته لإمالة فتحة الهمزة [وما يوجب إمالة الهمزة] فقد سقط وهو الألف المنقلبة عن الياء التي سقطت لالتقاء الساكنين، فإذا سقطت لم يجز إمالة فتحة الهمزة، وإذا لم يجز إمالة فتحة الهمزة وجب أن لا يجوز إمالة فتحة الراء. قيل: إن إمالة فتحة الراء من (تراءى) جائزة في الوصل مع سقوط الألف من تفاعل لالتقاء الساكنين، وهو عندهم في حكم الثبات، يدلك على ذلك قولهم:
[الحجة للقراء السبعة: 5/361]
ولا ذاكر الله قليلا فنصب مع سقوط التنوين لالتقاء الساكنين [كما ينصب إذا ثبت وكذلك يميل فتحة الراء مع سقوط الألف لالتقاء الساكنين]، كما كان يميلها إذا ثبتت، ولم تسقط، وقد حكى أبو الحسن ذلك، فزعم أنّه قد قرئ في القتلى، الحر [البقرة/ 178] فأمال فتحة اللام مع سقوط الألف كما يميلها مع ثباتها، فكذلك يميل فتحة الهمزة من تراءا إذا أدرج فقال: (تراءى الجمعان) [الشعراء/ 61]. ونظير ذلك أيضا في كلامهم قولهم:
شهد. ألا ترى أنّهم إنّما كسروا الفاء لكسرة العين التي هي الهاء. ثم حذفت الكسرة التي على العين، ولم تذهب كسرة الفاء من شهد.
ونظيره أيضا قولهم: صعقي. فهذا أشدّ لأنّه أقرّ الكسرة في الفاء مع فتحة العين، والأوّل كانت الكسرة المحذوفة منه في اللّفظ في تقدير الإثبات، كما كانت في تقديره في: رضي، وعزي، ولقضو الرّجل.
وزعم بعض البغداذيّين في احتجاج الحذف لهذه الألف في (تراء)، في وقف حمزة، أنّه يجوز على لغة حكاها الكسائي والفرّاء، وهو أنّهم حكوا: أنّ بعضهم قال: اسقني ما يا هذا.
[قال أبو الحسن]: ولا يجوز تراء من حيث جاز: اسقني ما يا
[الحجة للقراء السبعة: 5/362]
هذا، وذلك أنّ الذي يقول هذا إنّما أبدل من الهمزة الألف للضرورة، كما أبدلها منها في قوله:
لا هناك المرتع وكما أبدل الآخر منها ألفا في الباه فيما حدثنا محمّد بن السري عن بعض اليزيديين وأنشدنا عنه:
على أنّ قيسا لم يطأ باه محرم فحذف الهمزة لما أسكنها، فانقلبت ألفا لالتقائها مع الألف الساكنة، وكذلك حذف الهمزة من ماء، لمّا قلبها ألفا لالتقاء الساكنين، فإذا وقف على ماء في قوله: اسقني شربة ما يا هذا، لزمه أن يقول: ما، فيبدل من التنوين الألف فيصير (ما) وكذلك لو حذف الهمزة من تراءا كما حذفها من شربة ما يا هذا، للزمه أن يقول:
(تراء) ولا يمدّ كما لا يمد (ما) إذا وقف عليه على هذه اللغة، وليس الرّواية عن حمزة (ترا) إنّما الرّواية عنه أنّه يمدّ مدة بعد الراء [من تراءا]، فينبغي أن تكون المدة ألفا وهمزة، أمّا الألف فألف تفاعل، وأمّا ما بعد الألف فهو الهمزة التي هي عين الفعل، إمّا بين بين، وإمّا مخفّفة، وعلى أيّ الأمرين كان وجب أن يسكن في الوقف، كما تسكن سائر الحروف الموقوف عليها، وعلى هذا جاء في
[الحجة للقراء السبعة: 5/363]
الشعر:
يستمسكون من حذار الإلقاء... بتلعات كرءوس الصيصاء
فهذا على أنّ الضّرب مفعولان، ومنه قول الآخر:
ردي ردي ورد قطاة صماء... كدريّة أعجبها برد الماء
وأمّا ما رواه نصير عن الكسائي في الوقف تراءى مثل تراعي، فحسن، وذلك أنّ الوقف موضع [تبين فيه الحروف الموقوف عليها].
وفي الألف خفاء شديد من حيث لم تعتمد في إخراجها على موضع، فصارت لذلك بمنزلة النفس من أنّه لا يعتمد له على موضع، فبيّنها بأن نحا بها نحو الياء وقرّبها منها.
ويدلّك على حسن هذا أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/364]
قوما يبدلون منها الياء المحضة في الوقف، فيقولون أفعي، وحبلي، وآخرون يبدلون منها الهمزة، فيقولون: هذه حبلأ، ورأيت رجلأ فكذلك نحا بالألف بإمالتها نحو الياء ليكون أبين لها، ولم يمل الرّاء من تراءا لأنّ الإمالة إنّما هي عنده من أجل الوقف، والوقف غير لازم، فلمّا لم يلزم لم ير أن يعتدّ به). [الحجة للقراء السبعة: 5/365]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج وعبيد بن عمير: [لَمُدَّرَكُون]، بالتشديد.
قال أبو الفتح: أدركتُ الرجل، وادَّرَكْتُهُ، وادَّرَكَ الشيءُ إذا تتابع ففني. وقال الحسن في قول الله تعالى: [بَلِ ادَّرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ]، قال: جهلوا علم الآخرة، أي: لا علم عندهم في أمر الآخرة، معناه بل أسرع وخف، فلم يثبت، ولم تطمئن لليقين به قدم). [المحتسب: 2/129]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {فَلَمَّا تَرِاءَا الْجَمْعَانِ} [آية/ 61] بكر الراء وفتح الهمزة:
قرأها حمزة وحده، فإذا وقف ترك الهمز، وكان يزيد في المد زيادةً في صدره يشير بها إلى الهمزة ويميل.
[الموضح: 941]
والوجه أنه إنما أمال فتحة الراء لإمالة فتحة الهمزة التي أُميلت فتحتها في قولهم رآى، لما أمالوا فتحة الراء لإمالة فتحة الهمزة، فهي إمالةٌ لإمالةٍ، والألف الممالة التي بعد الهمزة من ترأى، وإن كانت ساقطة لالتقاء الساكنين، فإنها في حكم الثبات، وكأنها موجودةٌ، فأمليت فتحة الراء لإمالتها، فإن إمالة فتحة الهمزة مستفادة من إمالة الألف التي بعدها، فجواز إمالة فتحة الهمزة جوّز إمالة فتحة الراء.
وأما وقوف حمزة على ترك الهمزة والإشارة إليها والزيادة في المد، فيجوز أن يكون قد رد الألف الذاهبة لالتقاء الساكنين فإن ذهابها قد زال، لمكان الوقف، فإن التقاء الساكنين إنما يكون في الدرج، فمد بعد الراء مدًّا طويلًا في تقدير ألفين وهمزة خففت بأن جُعلت بين بين، فالألف الأولى ألف تفاعل وبعدها الهمزة المخففة التي هي عين الفعل، وبعدها الألف المنقلبة من الياء التي هي لام الفعل.
ويجوز أن يكون الألف التي سقطت لالتقاء الساكنين غير مردودة لذهابها في الوصل؛ ولأن الوقف غير لازم، فمد بعد الراء مدًّا دون المد في الوجه الأول، فكان مده في تقدير ألفين ممالتين: إحداهما ألف تفاعل، والأخرى المنقلبة عن الهمزة المخففة الموقوف عليها؛ لأن عادة حمزة تخفيف الهمز في الوصل، فأجراها ههنا وإن كانت في الوقف مجراها في الوصل.
وقرأ الباقون {تَرَاءَا} بفتح الراء والهمزة، ووقفوا بالألف على وزن تراعا، غير الكسائي فإنه يقف على الإمالة نحو تراعي.
[الموضح: 942]
والوجه أن قراءة الجماعة أصل، حيث تركوا الإمالة فيهما أعني الراء والهمزة.
وأما وقف الكسائي على مالة الهمزة من {تَرَاءِي} فحسن، وذلك أن الوقف حالة يتبين فيها الحرف الذي يُوقف عليه، والألف حرف في غاية الخفاء، فأُمليت الألف نحو الياء ليكون أبين لها). [الموضح: 943]

قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {إن معى ربي سيهدين} [62].
روى حفص عن عاصم: {معي} بفتح الياء، وكذلك جميع ما في القرآن.
والباقون يسكنون الياء.
فمن أسكن الياء ذهب إلى التخفيف، ومن فتح فعلى أصل الكلمة؛ ولأن الاسم على حرف واحد فقواه بالحركة؛ إذ كان متصلاً بكلمة على حرفين، وكان أصحاب موسى عليه السلام فزعوا من فرعون بأن يدركهم وحذروا موسى عليه السلام فقالوا: {إنا لمدروكون} فقال لهم موسى ثقة بالله-: {كلا} أي: ليس كما تقولون {إن معي ربي سيهدين}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/132]
حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد: أن الأعرج قرأ: {لمدركون} مفتعلون من الإدراك فأدغمت التاء في الدال.
قال الفراء: أدركت إدراكًا، وادركت إدراكًا بمعنى واحد، كما تقول: حفرت واحتفرت بمعنى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/133]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وروى حفص عن عاصم إن معي ربي [الشعراء/ 62] بنصب الياء من معي وكل ما في القرآن من قوله: معي فإنّ عاصما في رواية حفص يحرك الياء فيه.
وروى حفص عن عاصم وورش عن نافع ومن معي من المؤمنين [الشعراء/ 118] بتحريك الياء ولم يحركها غيرهما.
[قال أبو علي] [كلّ واحد من التحريك والإسكان حسن] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/358]

قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}
قوله تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عبد الله بن الحارث: [وَأَزْلَقْنَا]، بالقاف.
قال أبو الفتح: من قرأ: [وَأَزْلَفنَا] بالفاء فالآخرون موسى عليه السلام وأصحابه، ومن قرأها بالقاف فالآخرون فرعون وأصحابه، أي: أهلكنا ثَمَّ الآخَرين، أي: فرعون وأصحابه). [المحتسب: 2/129]

قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (69) إلى الآية (82) ]
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) }


قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)}
قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)}
قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة قتادة: [هَلْ يُسْمِعُونَكُم].
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف، أي: هل يسمعونك إذ تدعون جوابا عن دعائكم؟ يقال: دعاني فأسمعته، أي: أسمعته جواب دعائه.
وأما قراءة الجماعة: {هَلْ يَسْمَعُونَكُم} فإن "سمعت" بابها أن تتعدى إلى ما كان صوتا مسموعا، كقولك: سمعت كلامك، وسمعت حديث القوم. فإن وقعت على جوهر تعدت إلى مفعولين، ولا يكون الثاني منهما إلا صوتا، كقولك: سمعت زيدا يقرأ، وسمعت محمدا يتحدث. ولا يجوز سمعت زيدا يقوم؛ لأن القيام ليس من المسموعات.
[المحتسب: 2/129]
فأما قوله تعالى: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُون} فإنه على حذف المضاف، وتقديره: هل يسمعون دعاءكم؟ ودل عليه قوله: {إِذْ تَدْعُون}، ويقول القائل لصاحبه: هل تسمع حديث أحد؟ فيقول مجيبا له: نعم أسمع زيدا، أي: حديث زيد. ودل قوله: "حديث أحد" عليه، فإن لم تدل عليه دلالة لم يجز الاقتصار على المفعول الواحد. لو قلت سمعت الطائر لم يجز؛ لأنه لا يعلم أسمعت جرس طيرانه أو سمعت صياحه على اختلاف أنواع الصياح؟ فهذا مثال يقتاس عليه، ويردُّ نحوُهُ -إذا أشكل- إليه). [المحتسب: 2/130]

قوله تعالى: {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)}
قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)}
قوله تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)}
قوله تعالى: {أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}
قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (فإنّهم عدوٌّ لي إلّا ربّ العالمين (77)
فتح الياء نافع وأبو عمرو أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/226]

قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)}
قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (83) إلى الآية (89) ]
{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) }


قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)}
قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84)}
قوله تعالى: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)}
قوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (واغفر لأبي (86)
فتح الياء نافع وأبو عمرو أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/227]

قوله تعالى: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)}
قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)}
قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (90) إلى الآية (104) ]
{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}


قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)}
قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)}
قوله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)}
قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)}
قوله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94)}
قوله تعالى: {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)}
قوله تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96)}
قوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97)}
قوله تعالى: {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)}
قوله تعالى: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99)}
قوله تعالى: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100)}
قوله تعالى: {وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)}
قوله تعالى: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (105) إلى الآية (115) ]
{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) }


قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)}
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106)}
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)}
قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إن أجري إلّا على ربّ العالمين (109)
في خمسة مواضع.
فتح ياءهن نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم). [معاني القراءات وعللها: 2/227]

قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)}
قوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واتّبعك الأرذلون (111)
قرأ الحضرمي وحده (وأتباعك الأرذلون).
وقرأ الباقون (واتّبعك الأرذلون) بتشديد التاء وفتح العين.
قال الأزهري من قرأ (وأتباعك) فهو جمع تابع، كما يقال: صاحب وأصحاب، وشاهد وأشهاد - ومعناه: وأشياعك الأرذلون.
ومن قرأ (واتّبعك) فهو بمعنى: وتبعك الأرذلون). [معاني القراءات وعللها: 2/227]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود والضحاك وطلحة وابن السميفع ويعقوب وسعيد بن أبي سعيد الأنصاري: [وِأَتْبَاعُكَ].
قال أبو الفتح: تحتمل هذه القراءة ضربين من القول مختلفي الطريق، إلا أنهما متفقا المعنى.
أحدهما أن يكون أراد: أنؤمن لك وإنما أتباعك الأرذلون؟ فأتباعك مرفوع بالابتداء، والأرذلون خبر.
والآخران يكون "وأتباعك" معطوفا على الضمير في "نؤمن"، أي: أنؤمنُ لك نحن وأتباعك الأرذلون؟ فالأرذلون إذًا وصف للأتباع، وجاز العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير توكيد؛ لما وقع هناك من الفصل. وهو قوله: "لك"، فصار طول الكلام به كالعوض من توكيد الضمير بقوله: نحن. وإذا جاز قوله: [ما أشْرَكْنا ولا آباؤنا] كان الأول من طريق الإعراب أمثل؛ وذلك أن العوض ينبغي أن يكون في شق المعوض منه، وأن يكون قبل حرف العطف، وهذه صورة قوله: "لك"، وأما "لا" من قوله تعالى: [وَلا آبَاؤُنَا] فإنها حرف العطف، فهي في شق المعطوف نفسه، لا في شق المعطوف عليه. والجامع بينهما طول الكلام بكل واحد منهما، والمعنى من بعد: أنؤمن لك نحن وأتباعك الأرذلون فنعدُّ في عدادهم؟ وهذا هو معنى القول الآخر: أنؤمن لك وإنما أتباعك الأرذلون فنساويهم في أن نكون مرذولين مثلهم؟). [المحتسب: 2/131]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {وَأَتْبَاعُكَ الْأَرْذَلُونَ} [آية/ 111] بقطع الألف الأولى، وبألف بعد الباء وبرفع العين:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أنه جمع تابع كصاحب وأصحاب وشاهد وأشهاد وناصر وأنصار، فـ {أَتْبَاعُكَ} مبتدأ، و{الْأَرْذَلُونَ} خبره.
وقرأ الباقون {وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}.
والوجه أنه فعلٌ ماضٍ، يقال اتّبعَهُ مثل تَبِعَهُ، و{الْأَرْذَلُونَ} فاعل اتَّبَع). [الموضح: 943]

قوله تعالى: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)}
قوله تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)}
قوله تعالى: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114)}
قوله تعالى: {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (116) إلى الآية (122) ]
{ قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) }


قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117)}
قوله تعالى: {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومن معي من المؤمنين (118)
فتع الياء حفص، وورش عن نافع، ما حركها غير ورش عن نافع). [معاني القراءات وعللها: 2/226]

قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:38 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (123) إلى الآية (131) ]
{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) }


قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)}
قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)}
قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128)}
قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة قتادة: [لَعَلَّكُمْ تُخْلَدُونَ].
قال أبو الفتح: خَلَد الشيءُ، أي: بقي، وأخلدته وخلَّدته، وأخلدت إلى كذا: أي أقمت عليه ولزمته، والخلود لا يكون في الدنيا، وقال قوم: أُخْلِدَ الرجلُ: إذا أبطأ عنه الشيب. وقد يقال في هذا أيضا: أَخْلَدَ، والخُلْدُ: الفأرة العمياء، ويقال: الخلد: السوار، ويقال: القرط. ودار الخلود، يعني الجنة، وقال أحمد بن يحيى: الخلد: داخل القلب، وقول امرئ القيس:
وَهَلْ يَنْعَمًا إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدُ؟
يعني به من يلبس الخلد: السوار أو القرط، أي: الصبي أو الصبية، يدل عليه قوله:
قَلِيلُ الهمُومِ ما يَبِيتُ بِأَوْجَالِ
وقد مر به شاعرنا فقال:
تَصْفُو الحياةُ لِجَاهِلٍ أوْ غَافِلٍ ... عَمّا مَضَى منها وَما يُتَوَقَّعُ
وقال رؤبة في معناه:
وقَدْ أَرَى واسِعَ جَيْبِ الْكُمِّ ... أَسْفَرُ مِنْ عَمامَةِ الْمُعْتَمِّ
[المحتسب: 2/130]
عنْ قَصَب أسْحَمَ مُدْلَهِمّ ... رِيقي وَدِرْيَاقِي شِفاء السُّمّ). [المحتسب: 2/131]

قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)}
قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 11:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (132) إلى الآية (140) ]
{ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) }


قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132)}
قوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133)}
قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)}
قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)}
قوله تعالى: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136)}
قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إن هذا إلّا خلق الأوّلين (137)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي والحضرمي (إن هذا إلّا خلق الأوّلين) بفتح الخاء وسكون اللام.
وقرأ الباقون (إن هذا إلّا خلق الأوّلين) بضم الخاء واللام.
[معاني القراءات وعللها: 2/227]
قال الفراء: من قرأ (خلق الأولين) فمعناه: اختلاقهم الكذب.
قال: والعرب تقول: حدثنا فلان بأحاديث الخلق، وهي الخرافات المفتعلة.
ويقال: خلق فلان الكذب، واختلقه، وخرقه، واخترقه، وخرصه، واخترصه، بمعنى واحد، إذا افتعله.
ومن قرأ (خلق الأولين) فمعناه: عادة الأولين.
وقيل في قوله (إن هذا إلّا خلق الأوّلين): أي: خلقنا كما خلق من قبلنا نحيا كما حيوا ونموت كما ماتوا، ولا نبعث؛ لأنهم كانوا منكرين للبعث). [معاني القراءات وعللها: 2/228]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {إن هذا إلا خلق الأولين} [137].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: {خلق الأولين} بفتح الخاء جعلوه مصدر خلق خلقا مثل كذب كذبًا واختلق اختلاقًا كما قال تعالى: {إن هذا إلا اختلق} تقول العرب: أخلق الرجل وكذب وبشك وابتشك وسرج، ورجل كذاب وكاذب وكذوب وكيذبان وكذبذب وسراح ومجاج: إذا كان كذابًا، ويقال: كذب حنبريت: إذا كان خالصًا.
وقرأ الباقون: {إلا خلق الأولين} فالخلق: العادة أي: كان عادة من
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/136]
تقدم كذلك. قال الفراء قراءتي: {إلا خلق} بضمتين لأن العرب تقول: حدثنا فلان بالخلق أو بالخرافات، والعرب تقول: فلان حسن الخلق وسيء الخلق، فأما قوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم {وإنك لعلى خلق عظيم} فكان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/137]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الخاء وضمّها من قوله [جلّ وعزّ]: (إلا خلق الأولين) [الشعراء/ 137] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: (خلق الأولين)، بفتح الخاء وتسكين اللام، وقرأ الباقون: بضم الخاء واللام.
[قال أبو علي]: خلق الأولين: أي: عادتهم، وخلق الأولين يجوز أن يكون المراد اختلافهم وكذبهم، وفي التنزيل: (إن هذا إلا اختلاق) [ص/ 7]، وفيه وتخلقون إفكا [العنكبوت/ 17] أي تختلفونه، وقيل: إنّه يجوز أن يكون خلقنا كخلقكم، نموت كما ماتوا، ولا نبعث، فخلق على هذا: مصدر، إن شئت قدّرته تقدير الفعل المبني للمفعول، أي: خلقنا كما خلقوا. ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى المفعول به، ولا يقدّر تقدير الفعل المبني للمفعول). [الحجة للقراء السبعة: 5/365]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن هذا إلّا خلق الأوّلين}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ {إن هذا إلّا خلق} الأوّلين بفتح الخاء وسكون اللّام وقرأ الباقون {خلق} بضم الخاء واللّام
ومن قرأ {خلق الأوّلين} بالفتح فمعناه اختلاقهم وكذبهم كأنّهم قالوا لهود عليه السّلام ما هذا الّذي أتيتنا به إلّا كذب الأوّلين وأحاديثهم قال ابن عبّاس إن هذا إلّا خلق الأوّلين أي كذب الأوّلين وفيه وجه آخر قاله قتادة قوله {خلق الأوّلين} قالوا هكذا كان النّاس يعيشون ما عاشوا ثمّ يموتون قال الزّجاج المعنى خلقنا كما خلق من كان قبلنا نحيا كما حيوا ونموت كما ماتوا ولا نبعث لأنهم أنكروا البعث
ومن قرأ {خلق الأوّلين} فمعناه عادة الأوّلين أي ما هذا الّذي نفعله نحن إلّا عادة الأوّلين من قبلنا والمختار ضم الخاء لأن هودا صلى الله عليه لما وعظهم وحذرهم وأنذرهم وقال لهم {إنّي أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} ردوا عليه وعظه وقالوا {سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلّا خلق الأوّلين} يريدون ما هذا الّذي نحن عليه إلّا عادة الأوّلين {وما نحن بمعذبين} ). [حجة القراءات: 518]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {خلق الأولين} قرأه الكسائي وأبو عمرو وابن كثير بفتح الخاء وإسكان اللام، على معنى أنهم قالوا: خلقنا كخلق الأولين، نموت كما ماتوا، ونحيا كما حيوا، ولا نبعث كما لم يبعثوا، وقيل: معناه: ما هذا إلا اختلاق الأولين، أي: كذبهم، كما قال عنهم: إنهم قالوا: {إن هذا إلا اختلاق} «ص 3» أي: كذب، وقرأ الباقون {خلق} بضم الخاء واللام، على معنى: عادة الأولين، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/151]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {إِلَّا خَلْقُ الْأَوَّلِينَ} [آية/ 137] بفتح الخاء وسكون اللام:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
والوجه أن الخلق ههنا بمعنى الاختلاق، يقال: خَلَق الكذب واختلقه، إذا افتراه، والمعنى ما هذا إلا اختلاق الأولين وكذبهم.
ويجوز أن يكون المعنى خُلقنا كخلقهم، أي نموت كما ماتوا فلا نبعث.
[الموضح: 943]
والمعنى على هذا: ما هذا الخلق إلا خلق الأولين، وعلى الوجه الأول ما هذا الذي جئتنا به إلا اختلاق الأولين.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} بضم الخاء واللام.
والوجه أن الخُلُق هو العادة ههنا، والمعنى ما هذا الذي نحن فيه من اتخاذ الأبنية إلا عادة الأولين، وإن بمعنى ما). [الموضح: 944]

قوله تعالى: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)}
قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة