التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لّتنذر أمّ القرى ومن حولها...}
وأمّ القرى: مكة, ومن حولها من العرب.
{وتنذر يوم الجمع}: معناه: وتنذرهم يوم الجمع، ومثله قوله: {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه}: معناه: يخوفكم أولياءه.
وقوله: {فريقٌ في الجنّة وفريقٌ في السّعير...}, رفع بالاستئناف كقولك: رأيت الناس شقي وسعيد، ولو كان فريقاً في الجنة، وفريقا في السعير كان صوابا، والرفع أجود في العربية). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وتنذر يوم الجمع}: أي: تنذرهم بيوم الجمع، هو يوم القيامة.
كما قال عز وجل: {لينذر بأساً شديداً}، أي ببأس شديد). [تفسير غريب القرآن: 391]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيّا لتنذر أمّ القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنّة وفريق في السّعير (7)}
{أمّ القرى}: مكة، وموضع {ومن حولها} نصب.
المعنى: لتنذر أهل أم القرى, ومن حولها، لأن البلد لا يعقل, ومثل هذا: {واسأل القرية الّتي كنّا فيها}.
وقوله: {وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه} أي: يوم يبعث الناس جميعا، ثم أعلم ما حالهم في ذلك اليوم فقال: {فريق في الجنّة وفريق في السّعير}). [معاني القرآن: 4/394]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه}
روى أشعث, عن الحسن قال: {أم القرى}: مكة.
قال أبو جعفر: وإنما قيل لها أم القرى, لأنها أول ما عظم من خلق الله عز وجل, أو لأنها أول ما وضع كما قال جل وعز: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة}, وفي الحديث: ((إن الأرض منها دحيت))
قال أبو جعفر: والمعنى: لتنذر أهل أم القرى, وتنذر من حولها.
{وتنذر يوم الجمع}: أي: يوم يبعث الناس جميعاً.
المعنى: وتنذرهم بيوم القيامة, ثم حذف المفعول والباء, كما قال تعالى: {لينذر باسا شديدا من لدنه}). [معاني القرآن: 6/295-296]
تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (8)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {ولو شاء اللّه لجعلهم أمّة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظّالمون ما لهم من وليّ ولا نصير}
ارتفع {الظّالمون} بالابتداء, وقوله: {يدخل من يشاء في رحمته والظّالمين أعدّ لهم عذابا أليما}
الفصل بين هذا, والأول أن أعد لهم فعل فنصب{الظالمين} بفعل مضمر يفسره ما ظهر، المعنى: وأوعد الظالمين, أعد لهم عذابا أليما). [معاني القرآن: 4/395]
تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)}
تفسير قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10)}
تفسير قوله تعالى: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {جعل لكم مّن أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً...}.
يقول: جعل لكل شيء من الأنعام زوجا؛ ليكثروا, ولتكثروا.
وقوله: {يذرؤكم فيه...} معنى (فيه): أي به، والله أعلم). [معاني القرآن: 3/22]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ يذرؤكم فيه }: يخلقكم). [مجاز القرآن: 2/199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يذرءكم}: يخلقكم). [غريب القرآن وتفسيره: 330]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({جعل لكم من أنفسكم أزواجاً}: يريد: الإناث، {ومن الأنعام أزواجاً} يريد: جعل للأنعام منها أزواجا، أي إناثا: {يذرؤكم فيه}: أي, يخلقكم في الرحم، أو في الزوج.
{ليس كمثله شيءٌ}: أي: ليس كهو شيء, والعرب تقيم المثل مقام النفس، فتقول: مثلي لا يقال له هذا، أي: أنا لا يقال لي). [تفسير غريب القرآن: 391]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الكاف) قد تزاد، كقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}). [تأويل مشكل القرآن: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فاطر السّماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير}
{جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا} أي: خلق الذكر والأنثى من الحيوان كلّه.
وقوله: {يذرؤكم فيه}: أي: يكثركم بجعله منكم, ومن الأنعام أزواجا.
وقوله: {ليس كمثله شيء}: هذه الكاف مؤكدة، والمعنى ليس مثله شيء، ولا يجوز أن يقال: المعنى مثل مثله شيء، لأن من قال هذا فقد أثبت المثل للّه تعالى عن ذلك علوّا كبيرا). [معاني القرآن: 4/395]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا}
{جعل لكم من أنفسكم أزواجا}, أي: إناثا, {ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه}.
قال مجاهد: نسلا من بعد نسل من الناس, والإنعام.
قال قتادة: يذرؤكم فيه, يعيشكم فيه
قال أبو جعفر: المعنى أنه لما قال جعل دل على الجعل, كما يقال من كذب كان شرا له أي: يخلقكم, ويكثركم في الجعل, وقال الفراء: فيه بمعنى به, والله أعلم.
وقال القتبي: يذرؤكم فيه في الزوج.
قال أبو جعفر: كأن المعنى عنده يخلقكم في بطون الإناث, ويكون فيه في الرحم, وهذا خطأ لأن الرحم مؤنثة, ولم يجر لها ذكر.
وقوله جل وعز: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
الكاف زائدة التوكيد , وأنشد سيبويه:
وصاليات ككما يؤثفين).
[معاني القرآن: 6/296-298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يذْرَؤُكُمْ}: أي: يخلقكم في الرحم أو في الزوج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 219]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَذْرَؤُكُمْ}: يخلقكم). [العمدة في غريب القرآن: 266]
تفسير قوله تعالى:{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({له مقاليد السّماوات والأرض} أي: مفاتيحها, ومالك المفاتيح: مالك الخزائن, واحدها: «إقليد»، جمع على غير واحد كما قالوا: «مذاكير» جمع ذكر, وقالوا: «محاسن» جمع حسن). [تفسير غريب القرآن: 391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}
قال الحسن, ومجاهد, وقتادة : {المقاليد}: المفاتيح .
قال أبو جعفر: والذي يملك المفاتيح, يملك الخزائن.
يقال للمفتاح: إقليد, وجمعه على غير قياس كمحاسن, والواحد حسن). [معاني القرآن: 6/298]